علي بن يوسف، أبو الحسن، المعروف بابن البقال :
ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب «أخبار الشعراء» من جماعة، وقال: شاعر مجود، قال لي أبو عبد الله الخالع: هذا الرجل من أهل بغداد، وكان ممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت محاضرة حسنة، وبضاعة في الأدب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب الباقي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان منظره مستكرها، ومخبره بكثرة نوادره مستطابا مستقبلا، وكان حسن اليسار، جميل الزي، يلبس الدراعة، وخلف لما توفى ما يزيد عن مائة ألف درهم، وكانت
وفاته في أيام شرف الدولة، ومنزله في سكة العجم من الزبيدية من الجانب الغربي من مدينة السلام، وكان بخيلا جشعا.
أنشدني الخالع له يعاتب بعض أصدقائه:
وإني في استعطاف رأي محمد ... عليّ ومدي نحو معروفه يدي
لكالمبتغى- من بعد تسعين حجة ... تقمصها- رجع الشباب المجدد
سأشكو اعتداء منك لولاه مادرت ... صروف الليالي في الهوى كيف تعتدى
فلله قلبي حين أدعو إلى الهوى ... وأعلم حقا أنه غير مهتدى
قال: وأنشدني له أيضا:
ولما وقفنا للوداع ودوننا ... عيون ترامي بالظنون ضميرها
أماطت عن الشمس المنيرة برقعا ... فغيبنا عن أعين الناس نورها
قال: وأنشدني له:
يا خائبا متخيبا ... ألزمتني ذنبا بذنبك
شتان بين صنيع قلبي ... في الهوى وصنيع قلبك
قال: وأنشدني له أبو الحسن البتي:
يا طرفها هب لطرفي لذة الوسن ... واستبق ما لا يفل الثوب عن بدني
حاشاك فيّ من الشكوى وإن ذهبت ... عيني من الدمع أو قلبي من الحزن
ولا أقول وإن أتلفتني أسفا ... يا ليت ما كان من حبيك لم يكن
وحدثني أبو طالب الحاتمي قال: كان ابن البقال يترفع من الاختلاط بالشعراء ويتكبر، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل عليهم، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده، فحضر المتنبي قصيدة، قال:
فحدثني ابن الإمام الهاشمي قال قال لي المتنبي: لما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع هذا الاسم إلا ابن البقال. وحدثني الأستاذ أبو الحسن بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال: كان أقل ما في أبي الحسن الشعر فغلب عليه وعرف به، فإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام وكان قويّا فيه مقدما في المعرفة به وكان يقول:
بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.
ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب «أخبار الشعراء» من جماعة، وقال: شاعر مجود، قال لي أبو عبد الله الخالع: هذا الرجل من أهل بغداد، وكان ممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت محاضرة حسنة، وبضاعة في الأدب صالحة، وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب الباقي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة، وكان منظره مستكرها، ومخبره بكثرة نوادره مستطابا مستقبلا، وكان حسن اليسار، جميل الزي، يلبس الدراعة، وخلف لما توفى ما يزيد عن مائة ألف درهم، وكانت
وفاته في أيام شرف الدولة، ومنزله في سكة العجم من الزبيدية من الجانب الغربي من مدينة السلام، وكان بخيلا جشعا.
أنشدني الخالع له يعاتب بعض أصدقائه:
وإني في استعطاف رأي محمد ... عليّ ومدي نحو معروفه يدي
لكالمبتغى- من بعد تسعين حجة ... تقمصها- رجع الشباب المجدد
سأشكو اعتداء منك لولاه مادرت ... صروف الليالي في الهوى كيف تعتدى
فلله قلبي حين أدعو إلى الهوى ... وأعلم حقا أنه غير مهتدى
قال: وأنشدني له أيضا:
ولما وقفنا للوداع ودوننا ... عيون ترامي بالظنون ضميرها
أماطت عن الشمس المنيرة برقعا ... فغيبنا عن أعين الناس نورها
قال: وأنشدني له:
يا خائبا متخيبا ... ألزمتني ذنبا بذنبك
شتان بين صنيع قلبي ... في الهوى وصنيع قلبك
قال: وأنشدني له أبو الحسن البتي:
يا طرفها هب لطرفي لذة الوسن ... واستبق ما لا يفل الثوب عن بدني
حاشاك فيّ من الشكوى وإن ذهبت ... عيني من الدمع أو قلبي من الحزن
ولا أقول وإن أتلفتني أسفا ... يا ليت ما كان من حبيك لم يكن
وحدثني أبو طالب الحاتمي قال: كان ابن البقال يترفع من الاختلاط بالشعراء ويتكبر، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل عليهم، وكان ابن العميد يقدمه على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده، فحضر المتنبي قصيدة، قال:
فحدثني ابن الإمام الهاشمي قال قال لي المتنبي: لما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع هذا الاسم إلا ابن البقال. وحدثني الأستاذ أبو الحسن بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن البقال فقال: كان أقل ما في أبي الحسن الشعر فغلب عليه وعرف به، فإنه كان يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام وكان قويّا فيه مقدما في المعرفة به وكان يقول:
بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.