علي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن محمد بن محمد بن زاهر بن علي بن محمد بن السكون، أبو الحسن بن أبي طالب الكاتب :
من أهل الحلة السيفية- هكذا رأيت نسبه بخط يده، قدم بغداد وأقام بها طالبا للعلم، فقرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب، واللغة على أبي الحسن بن العصار، وكان يحفظ اللغة حفظا جيدا، وقرأ الفقه على مذهب الشيعة حتى برع فيه وصار يدرسه، وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا.
وذكر لي الحسن بن معالي الحلي النحوي أنه كان متدينا، كثير الصّلاة بالليل، وفيه سخاء ومروءة، سافر إلى مدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأقام بها، وصار كاتبا لأميرها، ثم قدم الشام ومدح ملكها صلاح الدين يوسف بن أيوب، ذكره أبو عبد الله الكاتب في كتاب «الخريدة» ، وأورد له هذه الأبيات من قصيدة
خذا من لذيذ العيش ما رق أو صفا ... ونفسيكما عن باعث الهم فاصرفا
ألم تعلما أن الهموم قواتل وأحجى ... الورى من كان للنفس منصفا
خليلي إن العيش بيضاء طفلة ... إذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى
من المشرقات الآنسات كأنها ... سقته نردى توسطت الجفا
أتاه كأن البدر ألقى ضياءه ... عليها وردتها الغزالة مطرفا
إذا خطرت هزت من السمر عاملا ... وإن نظرت سلت من البيض مرهفا
وتفتر عن أحوى اللثاث لحاله ... حصا بردا وأقحوانا مرقفا
خليلي إني رضت دهري وراضني ... وجريت أحوال الرجال مكشفا
وكم قد سرحت النفس في شهواتها ... وكنت لأخدان الصبابة مألفا
وجررت ذيل اللهو في مسرح الصبا ... ونازعت أرباب البطالة قرقفا
معتقة شهباء عطرية الشذا ... إذا شجها الساقي كأن بارق خفا
وقد طال ما أنصبت راحلة الهوى ... ليالي كان الدهر بالوصل معفا
وبت أعاطي الراح بيضاء خرعبا ... مبتلة أو ذا احورار منطفا
أعن إذا عازلته رق لفظه ... وأصحب أو جمشته لأن معطفا
كأن السلاف البابلي أعاره ال ... رضاب وسحبان الفصاحة متحفا
إذا وسنت أجفانه استيقظ الهوى ... ونبه وجدا يوقظ الصب إن غفا
بميل به راح الجمال فينثني ... دلالا ويكسو البان قدا مهفهفا
سقى الله أرض الجامعين وتربها ... من الغيث هطال العشيات أو طفا
إذا اصطبحت فيه الرعود تضاحكت ... عقائق أضحى برقها متكشفا
وحنت به نيب القطار وأورمت ... روا عنه حين ازلأم وردفا
وألقى على عام الرواتي بقاعة ... وجللها الزهر النضير وألحفا
محل به انصنى الزمان شبيبتي ... وخط عذاري بالمشيب ونصفا
فلما رأيت الأمر قد جد جده ... ونكر ما قد كان بالأمس عرفا
ووجهت أمالي إلى وجه يوسف ... قواصده حسبي اعتمادي يوسفا
ذكر الشيخ بن علي الحلي الأديب: أن علي بن محمد بن السكون توفي في حدود سنة ست وستمائة وأنه كان نصيريا، وذكر لي ابن الحلي أنه مات وقد جاوز السبعين.
من أهل الحلة السيفية- هكذا رأيت نسبه بخط يده، قدم بغداد وأقام بها طالبا للعلم، فقرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب، واللغة على أبي الحسن بن العصار، وكان يحفظ اللغة حفظا جيدا، وقرأ الفقه على مذهب الشيعة حتى برع فيه وصار يدرسه، وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا.
وذكر لي الحسن بن معالي الحلي النحوي أنه كان متدينا، كثير الصّلاة بالليل، وفيه سخاء ومروءة، سافر إلى مدينة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأقام بها، وصار كاتبا لأميرها، ثم قدم الشام ومدح ملكها صلاح الدين يوسف بن أيوب، ذكره أبو عبد الله الكاتب في كتاب «الخريدة» ، وأورد له هذه الأبيات من قصيدة
خذا من لذيذ العيش ما رق أو صفا ... ونفسيكما عن باعث الهم فاصرفا
ألم تعلما أن الهموم قواتل وأحجى ... الورى من كان للنفس منصفا
خليلي إن العيش بيضاء طفلة ... إذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى
من المشرقات الآنسات كأنها ... سقته نردى توسطت الجفا
أتاه كأن البدر ألقى ضياءه ... عليها وردتها الغزالة مطرفا
إذا خطرت هزت من السمر عاملا ... وإن نظرت سلت من البيض مرهفا
وتفتر عن أحوى اللثاث لحاله ... حصا بردا وأقحوانا مرقفا
خليلي إني رضت دهري وراضني ... وجريت أحوال الرجال مكشفا
وكم قد سرحت النفس في شهواتها ... وكنت لأخدان الصبابة مألفا
وجررت ذيل اللهو في مسرح الصبا ... ونازعت أرباب البطالة قرقفا
معتقة شهباء عطرية الشذا ... إذا شجها الساقي كأن بارق خفا
وقد طال ما أنصبت راحلة الهوى ... ليالي كان الدهر بالوصل معفا
وبت أعاطي الراح بيضاء خرعبا ... مبتلة أو ذا احورار منطفا
أعن إذا عازلته رق لفظه ... وأصحب أو جمشته لأن معطفا
كأن السلاف البابلي أعاره ال ... رضاب وسحبان الفصاحة متحفا
إذا وسنت أجفانه استيقظ الهوى ... ونبه وجدا يوقظ الصب إن غفا
بميل به راح الجمال فينثني ... دلالا ويكسو البان قدا مهفهفا
سقى الله أرض الجامعين وتربها ... من الغيث هطال العشيات أو طفا
إذا اصطبحت فيه الرعود تضاحكت ... عقائق أضحى برقها متكشفا
وحنت به نيب القطار وأورمت ... روا عنه حين ازلأم وردفا
وألقى على عام الرواتي بقاعة ... وجللها الزهر النضير وألحفا
محل به انصنى الزمان شبيبتي ... وخط عذاري بالمشيب ونصفا
فلما رأيت الأمر قد جد جده ... ونكر ما قد كان بالأمس عرفا
ووجهت أمالي إلى وجه يوسف ... قواصده حسبي اعتمادي يوسفا
ذكر الشيخ بن علي الحلي الأديب: أن علي بن محمد بن السكون توفي في حدود سنة ست وستمائة وأنه كان نصيريا، وذكر لي ابن الحلي أنه مات وقد جاوز السبعين.