علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد البادوري ، أَبُو الْحَسَن:
حدث عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل عن ذي النون الْمَصْرِيّ بخطه، روى عَنْهُ علي بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم وذكر أَنَّهُ كتب عَنْهُ ببادوريا من قرى بغداد.
أخبرنا إِبْرَاهِيم بن عثمان بن يوسف، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أحمد بن عبد القادر بن محمد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الخياط، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمداني، حدثنا علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد البادوري، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل عن ذي النون بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: خرجت فِي سفر فبينا أَنَا أسير فِي مدنه وَقَد اعتكر الليل وتغشت ظلمة الأفق وسكنت حركات البشر إِذَا أَنَا بشخص مار بين يدي، فلحقته فإذا رَجُل كهل حسن المرجى، طيب الريح، فصيح اللسان، عذب البيان، عَلَيْهِ بزة حسنة، فسلمت عَلَيْهِ، فرد علي السَّلام، فقلت: يا شيخ، ما الَّذِي دعاك إلى الوحدة والانفراد في هذا المكان القليل الدائن البعيد من النَّاس؟ فَقَالَ: طلب الظفر بمن يملك رزق البشر، وهو عَلَى كل شيء مقتدر، قلت: فعلى ما أنت مقيم يومك هَذَا؟
فَقَالَ: قَدْ كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين، وروحي إن تشرب بكئوس المحبين،
وقلبي أن يخامره قلق المشتاقين، فقلت [لَهُ] : ما الَّذِي قطع بك عن الوصول إلى ما هناك؟ فَقَالَ: يا ذا النون هدانا دائم القلق، أسرع إِلَيْه فِي الراحة واسأله بلوغ الأمنية، وهو العليم بما تصلح بِهِ النفوس، قلت لَهُ: أفتجد عَلَى قليل من الخلوة سدة، فقال: ما أظن أحدا عرف ربه [ ... ] يحتاج مَعَ أنسه إلى رؤية الأهلين ولا من انقطع إِلَيْه بكله إلى أحد من المخلوقين، قلت: هَلْ من وصية وعظة؟ فَقَالَ:
تفرطت رحمك اللَّه، فَقَالَ: مبادرتك إِلَيْه إِذَا دعاك وترك التخلف عَنْهُ إِذَا ناداك، ودوام الإقبال عَلَيْهِ مَعَ كثرة المبادرة إِلَيْه بخلع الراحة من نفسك، وخذف كل ما دعاك إلى ما يبعدك مِنْهُ ويحول بينك وبين الظفر بالمراد، حتَّى لا يفقدك من عند نفعك ولا يجدك عند مضارك قلت: زدني! قَالَ: إياك أن تترك حالة لحالة حتَّى تنفذ ما أنت عَلَيْهِ من مرادك فإن للعدو هاهنا مجالًا، قلت: زدني! قَالَ: تعلم تملقه فإن لتملقه غدًا فرحة تستوجب جميع الأحزان وتظفرهم بدار الكرامة والأماني، قلت: زدني! فَقَالَ:
حسبك يا ذا النون إن عملت بما أخبرتك.
حدث عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل عن ذي النون الْمَصْرِيّ بخطه، روى عَنْهُ علي بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم وذكر أَنَّهُ كتب عَنْهُ ببادوريا من قرى بغداد.
أخبرنا إِبْرَاهِيم بن عثمان بن يوسف، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أحمد بن عبد القادر بن محمد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الخياط، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمداني، حدثنا علي بْن أَحْمَد بْن سَعِيد البادوري، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مقاتل عن ذي النون بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: خرجت فِي سفر فبينا أَنَا أسير فِي مدنه وَقَد اعتكر الليل وتغشت ظلمة الأفق وسكنت حركات البشر إِذَا أَنَا بشخص مار بين يدي، فلحقته فإذا رَجُل كهل حسن المرجى، طيب الريح، فصيح اللسان، عذب البيان، عَلَيْهِ بزة حسنة، فسلمت عَلَيْهِ، فرد علي السَّلام، فقلت: يا شيخ، ما الَّذِي دعاك إلى الوحدة والانفراد في هذا المكان القليل الدائن البعيد من النَّاس؟ فَقَالَ: طلب الظفر بمن يملك رزق البشر، وهو عَلَى كل شيء مقتدر، قلت: فعلى ما أنت مقيم يومك هَذَا؟
فَقَالَ: قَدْ كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين، وروحي إن تشرب بكئوس المحبين،
وقلبي أن يخامره قلق المشتاقين، فقلت [لَهُ] : ما الَّذِي قطع بك عن الوصول إلى ما هناك؟ فَقَالَ: يا ذا النون هدانا دائم القلق، أسرع إِلَيْه فِي الراحة واسأله بلوغ الأمنية، وهو العليم بما تصلح بِهِ النفوس، قلت لَهُ: أفتجد عَلَى قليل من الخلوة سدة، فقال: ما أظن أحدا عرف ربه [ ... ] يحتاج مَعَ أنسه إلى رؤية الأهلين ولا من انقطع إِلَيْه بكله إلى أحد من المخلوقين، قلت: هَلْ من وصية وعظة؟ فَقَالَ:
تفرطت رحمك اللَّه، فَقَالَ: مبادرتك إِلَيْه إِذَا دعاك وترك التخلف عَنْهُ إِذَا ناداك، ودوام الإقبال عَلَيْهِ مَعَ كثرة المبادرة إِلَيْه بخلع الراحة من نفسك، وخذف كل ما دعاك إلى ما يبعدك مِنْهُ ويحول بينك وبين الظفر بالمراد، حتَّى لا يفقدك من عند نفعك ولا يجدك عند مضارك قلت: زدني! قَالَ: إياك أن تترك حالة لحالة حتَّى تنفذ ما أنت عَلَيْهِ من مرادك فإن للعدو هاهنا مجالًا، قلت: زدني! قَالَ: تعلم تملقه فإن لتملقه غدًا فرحة تستوجب جميع الأحزان وتظفرهم بدار الكرامة والأماني، قلت: زدني! فَقَالَ:
حسبك يا ذا النون إن عملت بما أخبرتك.