عسكر بْن الحصين، أَبُو تراب النخشبي الزاهد:
كان كثير السفر إلى مكة وقدم بغداد غير مرة واجتمع بها مع أبي عبد الله أحمد ابن حنبل. حكى عنه عبد اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل وغيره.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن مروان المالكيّ، حدّثنا عبد الله بن أحمد حنبل قَالَ: جاء أَبُو تراب النخشبي إلى أبي فجعل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة. قال أبو تراب: يا شيخ لا تغتب العلماء. فالتفت أبي إليه فقال له: ويحك هذه نصيحة، ليس هذا غيبة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد وأحمد بْن علي المحتسب قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الرحمن السلمي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يقول: سمعت الرّقيّ يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلا يقول: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة، أولهم أَبُو تراب.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أبي الفتح وعمر بْن الحسين بْن إبراهيم الخفاف قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنِي أَبُو الطيب أَحْمَد بْن جعفر الحذاء قَالَ: سمعت أبا علي الحسين بْن خيران الفقيه يقول: مر أَبُو تراب النخشبي بمزين، فقال له تحلق رأسي لله عَزَّ وَجَلَّ؟ فقال له: اجلس، فجلس، ففيما هو يحلق رأسه مر به أمير أهل بلده، فسأل حاشيته، فقال لهم: أليس هذا أَبُو تراب؟ فقالوا نعم! فقال أيش معكم من الدنانير؟ فقال له رجل من خاصته معي خريطة فيها ألف دينار، فقال إذا قام فأعطه واعتذر إليه وقل له لم يكن معنا غير هذه الدنانير، فجاء الغلام إليه فقال له: إن الأمير يقرأ عليك السلام وَقَالَ لك ما حضر معنا غير هذه الدنانير، فقال له ادفعها إلى المزين، فقال له المزين: أيش أعمل بها؟ فقال: خذها فقال: لا والله ولو أنها ألفا دينار ما أخذتها، فقال له أَبُو تراب: مر إليه، فقل له: إن المزين ما أخذها، خذها أنت فاصرفها في مهماتك.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عبد الواحد الأصغر، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ:
سمعت أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يَقُولُ: سمعت أبا عبد الله بن الفارسي يقول: سمعت أبا الحسين الرازي يقول: سمعت يوسف بْن الحسين يقول: سمعت أبا تراب يقول: ما تمنت علي نفسي قط إلا مرة تمنت علي خبزا وبيضا وأنا في سفري، فعدلت من الطريق إلى قرية فلما دخلنا وثب إلي رجل فتعلق بي وَقَالَ: إن هذا كان
مع اللصوص. قال فبطحوني فضربوني سبعين جلدة، فوقف علينا رجل، فصرخ: هذا أَبُو تراب، فأقاموني واعتذروا إلي، وأدخلني الرجل منزله وقدم إلى خبزا وبيضا، فقلت: كلهما بعد سبعين جلدة.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عليّ الأزجي، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن داود قَالَ: سمعتُ أَبَا عبد الله بن الجلا يقول: قدم أَبُو تراب مرة إلى مكة، فقلت له: يا أستاذ أين أكلت؟ فقال جئت بفضولك! أكلت أكلة بالبصرة وأكلة بالنباج ، وأكلة عندكم.
أَخْبَرَنِي مكي بْن علي المؤذن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ:
سمعت أبا عبيد دارم بْن أبي دارم يقول: سمعت أخي أَحْمَد بْن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ أَبُو تراب النخشبي: وقفت خمسا وخمسين وقفة، فلما كان من قابل رأيت الناس بعرفات، ما رأيت قط أكثر منهم، ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء، فأعجبني ذلك، فقلت: اللهم من لم تقبل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له، وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا وأنا أسخى الأسخياء؟ وعزتي وجلالي ما وقف هذا الموقف أحد قط إلا غفرت له، فانتبهت فرحا بهذه الرؤيا، فرأيت يحيى بْن معاذ الرازي وقصصت عليه الرؤيا، فقال: إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما. فلما كان يوم أحد وأربعين جاءوا إلى يحيى ابن معاذ الرازي فقالوا: إن أبا تراب مات فغسله ودفنه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن السلمي: أن أبا تراب توفي في البادية، قيل نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين.
كان كثير السفر إلى مكة وقدم بغداد غير مرة واجتمع بها مع أبي عبد الله أحمد ابن حنبل. حكى عنه عبد اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل وغيره.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن مروان المالكيّ، حدّثنا عبد الله بن أحمد حنبل قَالَ: جاء أَبُو تراب النخشبي إلى أبي فجعل أبي يقول: فلان ضعيف، فلان ثقة. قال أبو تراب: يا شيخ لا تغتب العلماء. فالتفت أبي إليه فقال له: ويحك هذه نصيحة، ليس هذا غيبة.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد وأحمد بْن علي المحتسب قالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الرحمن السلمي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ يقول: سمعت الرّقيّ يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلا يقول: لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة، أولهم أَبُو تراب.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أبي الفتح وعمر بْن الحسين بْن إبراهيم الخفاف قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنِي أَبُو الطيب أَحْمَد بْن جعفر الحذاء قَالَ: سمعت أبا علي الحسين بْن خيران الفقيه يقول: مر أَبُو تراب النخشبي بمزين، فقال له تحلق رأسي لله عَزَّ وَجَلَّ؟ فقال له: اجلس، فجلس، ففيما هو يحلق رأسه مر به أمير أهل بلده، فسأل حاشيته، فقال لهم: أليس هذا أَبُو تراب؟ فقالوا نعم! فقال أيش معكم من الدنانير؟ فقال له رجل من خاصته معي خريطة فيها ألف دينار، فقال إذا قام فأعطه واعتذر إليه وقل له لم يكن معنا غير هذه الدنانير، فجاء الغلام إليه فقال له: إن الأمير يقرأ عليك السلام وَقَالَ لك ما حضر معنا غير هذه الدنانير، فقال له ادفعها إلى المزين، فقال له المزين: أيش أعمل بها؟ فقال: خذها فقال: لا والله ولو أنها ألفا دينار ما أخذتها، فقال له أَبُو تراب: مر إليه، فقل له: إن المزين ما أخذها، خذها أنت فاصرفها في مهماتك.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عبد الواحد الأصغر، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي قَالَ:
سمعت أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن الْحَسَن البغدادي يَقُولُ: سمعت أبا عبد الله بن الفارسي يقول: سمعت أبا الحسين الرازي يقول: سمعت يوسف بْن الحسين يقول: سمعت أبا تراب يقول: ما تمنت علي نفسي قط إلا مرة تمنت علي خبزا وبيضا وأنا في سفري، فعدلت من الطريق إلى قرية فلما دخلنا وثب إلي رجل فتعلق بي وَقَالَ: إن هذا كان
مع اللصوص. قال فبطحوني فضربوني سبعين جلدة، فوقف علينا رجل، فصرخ: هذا أَبُو تراب، فأقاموني واعتذروا إلي، وأدخلني الرجل منزله وقدم إلى خبزا وبيضا، فقلت: كلهما بعد سبعين جلدة.
حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عليّ الأزجي، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذانيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن داود قَالَ: سمعتُ أَبَا عبد الله بن الجلا يقول: قدم أَبُو تراب مرة إلى مكة، فقلت له: يا أستاذ أين أكلت؟ فقال جئت بفضولك! أكلت أكلة بالبصرة وأكلة بالنباج ، وأكلة عندكم.
أَخْبَرَنِي مكي بْن علي المؤذن، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ:
سمعت أبا عبيد دارم بْن أبي دارم يقول: سمعت أخي أَحْمَد بْن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ أَبُو تراب النخشبي: وقفت خمسا وخمسين وقفة، فلما كان من قابل رأيت الناس بعرفات، ما رأيت قط أكثر منهم، ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء، فأعجبني ذلك، فقلت: اللهم من لم تقبل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له، وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا وأنا أسخى الأسخياء؟ وعزتي وجلالي ما وقف هذا الموقف أحد قط إلا غفرت له، فانتبهت فرحا بهذه الرؤيا، فرأيت يحيى بْن معاذ الرازي وقصصت عليه الرؤيا، فقال: إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما. فلما كان يوم أحد وأربعين جاءوا إلى يحيى ابن معاذ الرازي فقالوا: إن أبا تراب مات فغسله ودفنه.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي المحتسب، حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن السلمي: أن أبا تراب توفي في البادية، قيل نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين.