عريب المأمونية
قيل: إنها ابنة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي. لما انتهت دولة البرامكة سرقت صغيرة وبيعت، واشتراها الأمين، ثم اشتراها المأمون. وكانت شاعرةٌ مجيدة، ومغنية محسنة. وقدمت دمشق مع المأمون.
قال حماد بن إسحاق: قال أبي: ما رأيت امرأة قط أحسن وجهاً وأدباً وغناء وصوتاً وشعراً ولعباً بالشطرنج والنرد من عريب! وما تشاء أن تجد خصلةٌ حسنة ظريفة بارعة في امرأة إلا وجدتها فيها.
قال علي بن يحيى المنجم: خرجت من حضرة المعتمد فصرت إلى عريب، فلما قربت من دارها أصابني مطر بل ثيابي فأمرت بأخذ ثيابي عني وأتتني بخلعةٍ فلبستها وأحضرنا الطعام فأكلنا، ودعت بالنبيذ، وأخرجت جواريها ثم سألتني عن خبر الخليفة في أمس ذلك اليوم وشربه، وأي شيءٍ كان صوته، وعلى من كان، فأخبرتها أن بناناً غناه: من مجزوء الوافر
وذي كلفٍ بكى جزعاً ... وسفر القوم منطلق
به قلقٌ يململه ... وكان وما به قلق
جوارحه على خطرٍ ... بنار الشوق تحترق
جفون حشوها الأرق ... تجافى ثم تنطبق
فأمرت بإحضار بنانٍ فحضر، وقدم إليه طعام، فأكل وشرب، وأتي بعود، فلما شرب اقترحت عليه الصوت فغناه، فأخذت دواةٌ ودرجاً وكتبت من مجزوء الوافر
أجاب الوابل الغدق ... وصاح النرجس الغرق
فهات الكأس مترعةٌ ... كأن حبابها حدق
تكاد لنور بهجته ... حواشي الكأس تحترق
فقد غنى بنان لنا ... " جفون حشوها الأرق "
فعدل بنان بلحن الصوت إلى شعرها، وغنانا فيه بقية يومنا.
كتبت عريب إلى محمد بن حامد الذي كانت تحبه تستزيره، فكتب إليها: إني أخاف على نفسي من المأمون فكتبت إليه: من المتقارب
إذا كنت تحذر ما تحذر ... وتزعم أنك لاتجسر
فمالي أقيم على صبوتي ... ويوم لقائك لا يقدر
فكتب إليها محمد بن حامد يعاتبها على شيء بلغه عنها، فاعتذرت إليه فلم يقبل عذرها فكتبت إليه: من المتقارب
تبينت عذري فما تعذر ... وأبليت جسمي وما تشعر
ألفت السرور وخليتني ... ودمعي من العين ما يفتر
فقبل عذرها وصار إليها.
دخلت بعض جواري المتوكل على عريب فقالت لها: تعالي ويحك قبلي هذا الموضع مني، فإنك ستجدين ريح الجنة منه، وأومأت إلى سالفتها، ففعلت وقالت: ما السبب في هذا؟ فقالت: قبلني الساعة صالح المنذري في هذا الموضع.
كان المعتصم يطرق عريباً كثيراً، فشغل أياماً عنها، وكانت تتعشق فتى، فأحضرته ذات يوم، وقعدت تسقيه وتشرب معه وتغنيه، إذ أقبل المعتصم، فأدخلته بعض المجالس، ووافى المعتصم فرأى من الآلة والزي ما أنكره! وقال لها: عريب! ما هذا؟ قالت: جفاني أمير المؤمنين هذه الأيام واشتد شوقي إليه، وعيل صبري فمثلت مجلس أمير المؤمنين إذا طرقني وأحضرت من الآلة ما كنت أحضره إذا زارني وأكرمني، ونصبت له شرابه بين يديه كما كنت أفعل، وجعلت شرابي بين يدي كأسي؛ فهذه حالي إلى أن دخل أمير المؤمنين، فصح فألي. فقعد المعتصم وشرب وفرح وسكر، فلما انصرف أخرجت الفتى، فما زالا في أمرهما إلى الصبح.
قال عبد الله بن المعتز: وقعت إلي رقاعٌ لعريب، مكاتبات منثورة ومنظومة، فقرأت رقعةٌ منها إلى المأمون وقد خرج إلى فم الصلح، لزفاف بوران: من السريع
انعم تخطتك صروف الردى ... بقرب بوران مدى الدهر
درة خدرٍ لم يزل نجمها ... بنجم مأمون العلا يجري
حتى استقر الملك في حجرها ... بورك في ذلك من حجر
يا سيدي لا تنس عهدي فما ... أطلب شيئاً غير ما تدري
قال عبد الله: فذكرت ذلك لعجوزٍ من جواري بوران، فعرفت القصة وقالت: إن المأمون قرأ الرقعة على بوران فقال: أفهمت معنى الزانية؟ قالت: نعم، فبالله يا سيدي إلا سررتني بالكتاب بحملها إليك. فحملت إليه.
لما توفى محمد بن حامد الذي كانت عريب تحبه صار جعفر بن حامد إلى منزله لينظر
إلى تركته، فأخرج إليه سفط مختوم، وإذا فيه رقاع عريب، فجعل بتصفحها ويضحك فأخذت رقعةٌ فإذا فيها شعر لها: من المجتث
ويلي عليك ومنكا ... أوقعت في القلب شكا
زعمت أني خؤون ... جوراً علي وإفكا
ولم يكن ذاك مني ... إلا مجوناً وفتكا
إن كان ما قلت حقاً ... أو كنت حاولت تركا
فأبدل الله قلبي ... بفتكه الحب نسكا
دخلت عريب إلى المتوكل وقد نهض من علةٍ أصابته، وعاد إلى عاداته واصطحب، فغنت: من البسيط
شكراً لأنعم من عافاك من سقم ... كنت المعافى من الآلام والسقم
عادت بنورك للأيام بهجتها ... واهتز نبت رياض الجود والكرم
ما قام للدين بعد المصطفى ملكٌ ... أغف منك ولا أرعى على الذمم
فعمر الله فينا جعفراً ونفى ... بنور سنته عنا دحى الظلم
فطرب وشرب وأجلسها إلى جنبه، ولم تزل تغنيه إياه ويشرب عليه حتى سكر.
ودخلت عليه قبل نهوضه من العلة والحمى تعتاده، فقال لها: أنت مشغولةٌ عني بالقصف وأنا عليل! فقالت هذا الشعر: من الطويل
أتوني فقالوا بالخليفة علةٌ ... فقلت ونار الشوق توقد في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفرٍ ... فكانت بي الحمى وكان له أجري
كفى حزناً أن قيل حم فلم أمت ... من الحزن إني بعد هذا لذو صبر
جعلت فداءٌ للخليفة جعفرٍ ... وذاك قليلٌ للخليفة من شكر
فلما عوفي قالت: من الطويل
حمدنا الذي عافى الخليفة جعفراً ... على رغم أشايخ الصلالة والمفر
وما كان إلا مثل بدرٍ أصابه ... كوفٌ قليلٌ ثم أجلى عن البدر
سلامته للدين عز وقوةٌ ... وعلته للدين قاصمة الظهر
مرضت فأمرضت البرية كلها ... وأظلمت الأبصار من شدة الذعر
فلما استبان الناس منك إفاقةٌ ... أفاقوا وكانوا كالقيام على الجمر
سلامة جنيانا سلامة جعفرٍ ... فدام معافى سالماُ آخر الدهر
إمام يعم الناس بالعدل والتقى ... قريباً من التقوى بعيداً من الوزر
كانت عريب تعشق صالحاً المنذري، وتزوجته سراً، فوجه به المتوكل في حاجةٍ له إلى مكانٍ بعيد، فعملت فيه شعراً وصاغته لحناً وهو: من مجزوء الكامل
أما الحبيب فقد مضى ... بالرغم مني لا الرضا
أخطأت في تركي لمن ... لم ألق منه عوضا
لبعده عن ناظري ... صرت بعيشي غرضا
وغنته بين يدي المتوكل، فاستعاده مراراً وجواريه يتغامزون ويضحكن، ففطنت، فأصغت إليهن سراً من المتوكل وقالت: يا سحاقات! هذا خيرٌ من عملكن.
مرضت قبيحة فقال المتوكل لعريب: قولي في علة قبيحة شيئاً، وغني فيه، وليكن قولك الشعر على لساني يذكر ولعي بها. فقالت: من البسيط
بثت قبيحة في قلبي لها حرقا ... وبدلت مقلتي من نومها أرقا
ما ذاك إلا لشكواها فقد عطفت ... قلبي على كل شاكٍ بعدها شفقا
كأنها زهرةٌ بيضاءٌ قد ذبلت ... أو نرجسٌ مس مسكاً طيباً عبقا
إني لأرحم من حبي لها سلمت ... من كل حادثةٍ يا قوم من عشقا
وغنت فيه، فاستحسنه المتوكل وأمر أن تدخل إلى قبيحة فتنشدها الشعر وتغنيها به، فقالت لها قبيحة: فأجيبيه عني، فقالت: من البسيط
يا سيدي أنت حقاً سمتني الأرقا ... وأنت علمت قلبي الوجد والحرقا
لولاك لم أتالم علة أبداً ... لكن على كبدي أسرفت فاحترقا
إذا شكوت إليه الوجد كذبني ... وإن شكا قال قلبي خيفةً صدقا
وخرجت إليه فأنشدته الشعر وغنت فيه.
ولها في المستعين أشعار كثيرة.
ولدت عريب سنة إحدى وثمانين ومئة، وتوفيت سنة سبعٍ وسبعين ومئتين بسر من رأى ولها ست وتسعون سنة.
قيل: إنها ابنة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي. لما انتهت دولة البرامكة سرقت صغيرة وبيعت، واشتراها الأمين، ثم اشتراها المأمون. وكانت شاعرةٌ مجيدة، ومغنية محسنة. وقدمت دمشق مع المأمون.
قال حماد بن إسحاق: قال أبي: ما رأيت امرأة قط أحسن وجهاً وأدباً وغناء وصوتاً وشعراً ولعباً بالشطرنج والنرد من عريب! وما تشاء أن تجد خصلةٌ حسنة ظريفة بارعة في امرأة إلا وجدتها فيها.
قال علي بن يحيى المنجم: خرجت من حضرة المعتمد فصرت إلى عريب، فلما قربت من دارها أصابني مطر بل ثيابي فأمرت بأخذ ثيابي عني وأتتني بخلعةٍ فلبستها وأحضرنا الطعام فأكلنا، ودعت بالنبيذ، وأخرجت جواريها ثم سألتني عن خبر الخليفة في أمس ذلك اليوم وشربه، وأي شيءٍ كان صوته، وعلى من كان، فأخبرتها أن بناناً غناه: من مجزوء الوافر
وذي كلفٍ بكى جزعاً ... وسفر القوم منطلق
به قلقٌ يململه ... وكان وما به قلق
جوارحه على خطرٍ ... بنار الشوق تحترق
جفون حشوها الأرق ... تجافى ثم تنطبق
فأمرت بإحضار بنانٍ فحضر، وقدم إليه طعام، فأكل وشرب، وأتي بعود، فلما شرب اقترحت عليه الصوت فغناه، فأخذت دواةٌ ودرجاً وكتبت من مجزوء الوافر
أجاب الوابل الغدق ... وصاح النرجس الغرق
فهات الكأس مترعةٌ ... كأن حبابها حدق
تكاد لنور بهجته ... حواشي الكأس تحترق
فقد غنى بنان لنا ... " جفون حشوها الأرق "
فعدل بنان بلحن الصوت إلى شعرها، وغنانا فيه بقية يومنا.
كتبت عريب إلى محمد بن حامد الذي كانت تحبه تستزيره، فكتب إليها: إني أخاف على نفسي من المأمون فكتبت إليه: من المتقارب
إذا كنت تحذر ما تحذر ... وتزعم أنك لاتجسر
فمالي أقيم على صبوتي ... ويوم لقائك لا يقدر
فكتب إليها محمد بن حامد يعاتبها على شيء بلغه عنها، فاعتذرت إليه فلم يقبل عذرها فكتبت إليه: من المتقارب
تبينت عذري فما تعذر ... وأبليت جسمي وما تشعر
ألفت السرور وخليتني ... ودمعي من العين ما يفتر
فقبل عذرها وصار إليها.
دخلت بعض جواري المتوكل على عريب فقالت لها: تعالي ويحك قبلي هذا الموضع مني، فإنك ستجدين ريح الجنة منه، وأومأت إلى سالفتها، ففعلت وقالت: ما السبب في هذا؟ فقالت: قبلني الساعة صالح المنذري في هذا الموضع.
كان المعتصم يطرق عريباً كثيراً، فشغل أياماً عنها، وكانت تتعشق فتى، فأحضرته ذات يوم، وقعدت تسقيه وتشرب معه وتغنيه، إذ أقبل المعتصم، فأدخلته بعض المجالس، ووافى المعتصم فرأى من الآلة والزي ما أنكره! وقال لها: عريب! ما هذا؟ قالت: جفاني أمير المؤمنين هذه الأيام واشتد شوقي إليه، وعيل صبري فمثلت مجلس أمير المؤمنين إذا طرقني وأحضرت من الآلة ما كنت أحضره إذا زارني وأكرمني، ونصبت له شرابه بين يديه كما كنت أفعل، وجعلت شرابي بين يدي كأسي؛ فهذه حالي إلى أن دخل أمير المؤمنين، فصح فألي. فقعد المعتصم وشرب وفرح وسكر، فلما انصرف أخرجت الفتى، فما زالا في أمرهما إلى الصبح.
قال عبد الله بن المعتز: وقعت إلي رقاعٌ لعريب، مكاتبات منثورة ومنظومة، فقرأت رقعةٌ منها إلى المأمون وقد خرج إلى فم الصلح، لزفاف بوران: من السريع
انعم تخطتك صروف الردى ... بقرب بوران مدى الدهر
درة خدرٍ لم يزل نجمها ... بنجم مأمون العلا يجري
حتى استقر الملك في حجرها ... بورك في ذلك من حجر
يا سيدي لا تنس عهدي فما ... أطلب شيئاً غير ما تدري
قال عبد الله: فذكرت ذلك لعجوزٍ من جواري بوران، فعرفت القصة وقالت: إن المأمون قرأ الرقعة على بوران فقال: أفهمت معنى الزانية؟ قالت: نعم، فبالله يا سيدي إلا سررتني بالكتاب بحملها إليك. فحملت إليه.
لما توفى محمد بن حامد الذي كانت عريب تحبه صار جعفر بن حامد إلى منزله لينظر
إلى تركته، فأخرج إليه سفط مختوم، وإذا فيه رقاع عريب، فجعل بتصفحها ويضحك فأخذت رقعةٌ فإذا فيها شعر لها: من المجتث
ويلي عليك ومنكا ... أوقعت في القلب شكا
زعمت أني خؤون ... جوراً علي وإفكا
ولم يكن ذاك مني ... إلا مجوناً وفتكا
إن كان ما قلت حقاً ... أو كنت حاولت تركا
فأبدل الله قلبي ... بفتكه الحب نسكا
دخلت عريب إلى المتوكل وقد نهض من علةٍ أصابته، وعاد إلى عاداته واصطحب، فغنت: من البسيط
شكراً لأنعم من عافاك من سقم ... كنت المعافى من الآلام والسقم
عادت بنورك للأيام بهجتها ... واهتز نبت رياض الجود والكرم
ما قام للدين بعد المصطفى ملكٌ ... أغف منك ولا أرعى على الذمم
فعمر الله فينا جعفراً ونفى ... بنور سنته عنا دحى الظلم
فطرب وشرب وأجلسها إلى جنبه، ولم تزل تغنيه إياه ويشرب عليه حتى سكر.
ودخلت عليه قبل نهوضه من العلة والحمى تعتاده، فقال لها: أنت مشغولةٌ عني بالقصف وأنا عليل! فقالت هذا الشعر: من الطويل
أتوني فقالوا بالخليفة علةٌ ... فقلت ونار الشوق توقد في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفرٍ ... فكانت بي الحمى وكان له أجري
كفى حزناً أن قيل حم فلم أمت ... من الحزن إني بعد هذا لذو صبر
جعلت فداءٌ للخليفة جعفرٍ ... وذاك قليلٌ للخليفة من شكر
فلما عوفي قالت: من الطويل
حمدنا الذي عافى الخليفة جعفراً ... على رغم أشايخ الصلالة والمفر
وما كان إلا مثل بدرٍ أصابه ... كوفٌ قليلٌ ثم أجلى عن البدر
سلامته للدين عز وقوةٌ ... وعلته للدين قاصمة الظهر
مرضت فأمرضت البرية كلها ... وأظلمت الأبصار من شدة الذعر
فلما استبان الناس منك إفاقةٌ ... أفاقوا وكانوا كالقيام على الجمر
سلامة جنيانا سلامة جعفرٍ ... فدام معافى سالماُ آخر الدهر
إمام يعم الناس بالعدل والتقى ... قريباً من التقوى بعيداً من الوزر
كانت عريب تعشق صالحاً المنذري، وتزوجته سراً، فوجه به المتوكل في حاجةٍ له إلى مكانٍ بعيد، فعملت فيه شعراً وصاغته لحناً وهو: من مجزوء الكامل
أما الحبيب فقد مضى ... بالرغم مني لا الرضا
أخطأت في تركي لمن ... لم ألق منه عوضا
لبعده عن ناظري ... صرت بعيشي غرضا
وغنته بين يدي المتوكل، فاستعاده مراراً وجواريه يتغامزون ويضحكن، ففطنت، فأصغت إليهن سراً من المتوكل وقالت: يا سحاقات! هذا خيرٌ من عملكن.
مرضت قبيحة فقال المتوكل لعريب: قولي في علة قبيحة شيئاً، وغني فيه، وليكن قولك الشعر على لساني يذكر ولعي بها. فقالت: من البسيط
بثت قبيحة في قلبي لها حرقا ... وبدلت مقلتي من نومها أرقا
ما ذاك إلا لشكواها فقد عطفت ... قلبي على كل شاكٍ بعدها شفقا
كأنها زهرةٌ بيضاءٌ قد ذبلت ... أو نرجسٌ مس مسكاً طيباً عبقا
إني لأرحم من حبي لها سلمت ... من كل حادثةٍ يا قوم من عشقا
وغنت فيه، فاستحسنه المتوكل وأمر أن تدخل إلى قبيحة فتنشدها الشعر وتغنيها به، فقالت لها قبيحة: فأجيبيه عني، فقالت: من البسيط
يا سيدي أنت حقاً سمتني الأرقا ... وأنت علمت قلبي الوجد والحرقا
لولاك لم أتالم علة أبداً ... لكن على كبدي أسرفت فاحترقا
إذا شكوت إليه الوجد كذبني ... وإن شكا قال قلبي خيفةً صدقا
وخرجت إليه فأنشدته الشعر وغنت فيه.
ولها في المستعين أشعار كثيرة.
ولدت عريب سنة إحدى وثمانين ومئة، وتوفيت سنة سبعٍ وسبعين ومئتين بسر من رأى ولها ست وتسعون سنة.