عروة بن العشبة الكلبي
شاعر فارس، كان من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم لحق بمعاوية.
وقيل له: العشبة؛ لأنه كان كالعشب لقومه. وعروة من ولده. وبعضهم يقول: عمر بن العشبة، وهو باطل.
بعث معاوية رجلاً من كلب يقال له: زهير بن مكحول من بني عامر إلى السّماوة فجعل يصدّق الناس. وبلغ ذلك علياً: فبعث ثلاثة نفر: جعفر بن عبد الله الأشجعي وعروة بن العشبة من كلب من بني عبد ودّ، والجلاس بن عمير من بني عدي بن جناب الكلبي، وجعل الجلاس كاتباً لهم ليصدقوا من كان في طاعته من كلب بكر بن وائل. فأخذوا على شاطئ الفرات حتى أتوا أرض كلب، ووافوا زهيراً الأجدادي، فاقتتلوا،
وهزم زهير أصحاب علي، وقتل جعفر بن عبد الله، وأفلت الجلاس، وأتى ابن العشبة علياً، فعنّفه وقال: جبنت وتعصّبت فانهزمت، وعلاه بالدّرة؛ فغضب ولحق بمعاوية؛ فهدم عليٌّ داره. وكان زهير حمل ابن العشبة على فرس، فلذلك اتهمه علي، وقال ابن العشبة: من الطويل
أبلغ أبا حسنٍ إذا ما جئته ... يدينك منه الصبح والإمساء
لو كنت رائينا عشية جعفرٍ ... جاشت لديك النفس والأحشاء
إذ نحسب الصحراء خلف ظهورنا ... خيلاً وأن أمامنا صحراء
إنا لقينا معشراً قبض الحصى ... فكأنهم يوم الوغى شجراء
ومر الجلاس براع فأعطاه جبّة خزّن وأعطاه الراعي عباءة، فلبسها، وأخذ العلبة في يده، وأدركته الخيل، فقالوا: أين أخذ هؤلاء الترابيون؟ فأشار إليهم: أخذوا ههنا. ثم أقبل إلى الكوفة، فقال جوّاس بن القعطل: من الطويل
ونجّى جلاساً علبةٌ وعباءةٌ ... وقولك إني جيّد الصّرّ حالب
ولو ثقفته بالكثيب خيولهم ... لأودى كما أودى سميرٌ وحاطب
وصار لقىً بين الفريقين مسلماً ... جباراً ولم يثأر به الدهر طالب
شاعر فارس، كان من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم لحق بمعاوية.
وقيل له: العشبة؛ لأنه كان كالعشب لقومه. وعروة من ولده. وبعضهم يقول: عمر بن العشبة، وهو باطل.
بعث معاوية رجلاً من كلب يقال له: زهير بن مكحول من بني عامر إلى السّماوة فجعل يصدّق الناس. وبلغ ذلك علياً: فبعث ثلاثة نفر: جعفر بن عبد الله الأشجعي وعروة بن العشبة من كلب من بني عبد ودّ، والجلاس بن عمير من بني عدي بن جناب الكلبي، وجعل الجلاس كاتباً لهم ليصدقوا من كان في طاعته من كلب بكر بن وائل. فأخذوا على شاطئ الفرات حتى أتوا أرض كلب، ووافوا زهيراً الأجدادي، فاقتتلوا،
وهزم زهير أصحاب علي، وقتل جعفر بن عبد الله، وأفلت الجلاس، وأتى ابن العشبة علياً، فعنّفه وقال: جبنت وتعصّبت فانهزمت، وعلاه بالدّرة؛ فغضب ولحق بمعاوية؛ فهدم عليٌّ داره. وكان زهير حمل ابن العشبة على فرس، فلذلك اتهمه علي، وقال ابن العشبة: من الطويل
أبلغ أبا حسنٍ إذا ما جئته ... يدينك منه الصبح والإمساء
لو كنت رائينا عشية جعفرٍ ... جاشت لديك النفس والأحشاء
إذ نحسب الصحراء خلف ظهورنا ... خيلاً وأن أمامنا صحراء
إنا لقينا معشراً قبض الحصى ... فكأنهم يوم الوغى شجراء
ومر الجلاس براع فأعطاه جبّة خزّن وأعطاه الراعي عباءة، فلبسها، وأخذ العلبة في يده، وأدركته الخيل، فقالوا: أين أخذ هؤلاء الترابيون؟ فأشار إليهم: أخذوا ههنا. ثم أقبل إلى الكوفة، فقال جوّاس بن القعطل: من الطويل
ونجّى جلاساً علبةٌ وعباءةٌ ... وقولك إني جيّد الصّرّ حالب
ولو ثقفته بالكثيب خيولهم ... لأودى كما أودى سميرٌ وحاطب
وصار لقىً بين الفريقين مسلماً ... جباراً ولم يثأر به الدهر طالب