عرباض بن سارية السلمي له صحبة روى عنه أبو رهم السماعي سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد روى عنه حبيب بن عبيد وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن عمرو السلمى وعبد الله بن أبي بلال وسويد بن جبلة وعبد الاعلى ابن هلال.
عرباض بن سارية السلمي
ب د ع: عرباض بْن سارية السلمي يكنى أبا نجيح.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو، وجبير بْن نفير، وخالد بْن معدان وغيرهم، وسكن الشام.
(1041) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُعْرَفُ بِابْنِ الشِّيرَجِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ أَحْمَدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ حَسْنُوَيْهِ الْحَسْنُوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شكرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِغيَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " وتوفي العرباض سنة خمس وسبعين، وقيل: توفي فِي فتنة ابْنُ الزُّبَيْر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
ب د ع: عرباض بْن سارية السلمي يكنى أبا نجيح.
روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو، وجبير بْن نفير، وخالد بْن معدان وغيرهم، وسكن الشام.
(1041) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُعْرَفُ بِابْنِ الشِّيرَجِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ أَحْمَدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ حَسْنُوَيْهِ الْحَسْنُوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شكرَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الْيَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِغيَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " وتوفي العرباض سنة خمس وسبعين، وقيل: توفي فِي فتنة ابْنُ الزُّبَيْر.
أَخْرَجَهُ الثلاثة.
عرباض بن سارية السلمي
صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل الصفة، سكن حمص، وكان العرباض أحد البكائين الذين نزل فيهم " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، وقدم دمشق.
حدث عرباض بن سارية قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فوعظ الناس ورغبهم وحذرهم وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وأطيعوا من ولاة الله أمركم، ولا تنازعوا الأمر أهله، ولو كان عبداً أسود أجدع، وعليكم بما تعرفون، وسنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ.
حدث عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه ". فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال عرباض: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
قال العرباض بن سارية: دخلت مسجد دمشق فصليت فيه ركعتين وقلت: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، فاقبضني إليك. وإلى جنبي شاب لم أر أجمل منه عليه دواج أخضر، فقال لي:
ما هذا الذي تقول؟ قلت: فكيف أقول؟ قال: قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل، قلت: من أنت؟ قال: أنا ربائيل الذي يسلي الحزن من صدور المؤمنين. ثم التفت فلم أر أحداً.
قال أبو عمر محمد بن عبد الواحد: العرباض: الطويل من الناس وغيرهم، الجلد المخاصم من الناس، وهو مدح، والسارية الأسطوانة، وسئل عن العرباض بن سارية.
قال خليفة بن خياط: العرباض بن سارية من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، وكنيته أبو نجيح، مات في فتنة ابن الزبير وقيل: سنة خمس وسبعين.
قال محمد بن عوف: كل واحد من عمرو بن عبسة والعرباض بن سارية يقول: أنا ربع الإسلام، لا يدرى أيهما أسلم قبل صاحبه.
قال العرباض بن سارية: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج إلينا يوم الجمعة في الصفة وعلينا الحوتكية، فيقول لنا: لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، ولتفتحن فارس والروم.
قال شريح بن عبيد: كان عتبة بن عبد يقول: عرباض خير مني، وعرباض يقول: عتبة خير مني سبقني إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنة.
قال عرباض بن سارية: كنت ألزم باب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحضر والسفر، فرأينا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجة، فرجعنا إلى منزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد تعشى ومن عنده من أضيافه ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد أن يدخل في قبته ومعه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية، فلما طلعت عليه قال: أين كنت منذ الليلة؟ فأخبرته، فطلع جعال ابن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني، فكنا ثلاثة، كلنا جائع، إنما نعيش بباب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيت، فطلب شيئاً نأكله، فلم يجده، فخرج إلينا فنادى بلالاً: يا بلال، هل من عشاء لهؤلاء النفر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق، لقد نفضنا جربنا وحميتنا. قال: انظر عسى أن تجد شيئاً. فأخذ الجرب ينفضها جراباً جراباً، فتقع التمرة والتمرتان، حتى رأيت بين يديه سبع تمرات، ثم دعا بصحفة، فوضع فيها التمر، ثم وضع يده على التمرات وسمى الله وقال: كلوا باسم الله. فأكلنا، فأحصيت أربعة وخمسين تمرة أكلتها، أعدها ونواها في يدي الأخرى، وصاحباي يصنعان ما أصنع، وشبعنا وأكل كل واحد منهما خمسين تمرة، ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي، فقال: يا بلال، ارفعها في جرابك، فإنه لا يأكل منها أحد إلا نهل شبعاً. قال: فبتنا حول قبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يتهجد من الليل، فقام تلك الليلة يصلي، فلما طلع الفجر ركع ركعتي الفجر، وأذن بلال وأقام، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناس ثم انصرف إلى فناء قتبه، فجلس وجلسنا حوله، فقرأ من " المؤمنين " عشرة، فقال: هل لكم في الغداء؟ قال عرباض بن سارية: فجعلت أقول في نفسي: أي غداء؟! فدعا بلال بالتمرات، فوضع يده عليه في الصفحة ثم قال: كلوا بسم الله. فأكلنا
والذي بعثه بالحق حتى شبعنا وإنا لعشرة، ثم رفعوا أيديهم منها شبعاً، وإذا التمرات كما هي، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لولا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذه التمرات حتى نرد المدينة من آخرنا، وطلع غليم من أهل البلد فأخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التمرات بيده فدفعها إليه فولى الغلام يلوكهن.
أعطى معاوية المقداد حماراً من المغنم فقال له العرباض بن سارية: ما كان لك أن تأخذه، وما كان لمعاوية أن يعطيكه، كأني بك في النار تحمله على عنقك أسفله أعلاه. فرده.
كان العرباض بن سارية يقول: لولا أن يقال: فعل أبو نجيح لألحقت مالي سبله، ثم لحقت وادياً من أودية لبنان فعبدت الله حتى أموت.
وعن عرباض بن سارية: أنه أوصى فقال: ألحدوا لي لحداً، وسنوا علي التراب سناً، ولا تجعلوه ضريحاً.
صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل الصفة، سكن حمص، وكان العرباض أحد البكائين الذين نزل فيهم " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم "، وقدم دمشق.
حدث عرباض بن سارية قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً فوعظ الناس ورغبهم وحذرهم وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وأطيعوا من ولاة الله أمركم، ولا تنازعوا الأمر أهله، ولو كان عبداً أسود أجدع، وعليكم بما تعرفون، وسنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ.
حدث عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا: أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه ". فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين، فقال عرباض: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
قال العرباض بن سارية: دخلت مسجد دمشق فصليت فيه ركعتين وقلت: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، فاقبضني إليك. وإلى جنبي شاب لم أر أجمل منه عليه دواج أخضر، فقال لي:
ما هذا الذي تقول؟ قلت: فكيف أقول؟ قال: قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل، قلت: من أنت؟ قال: أنا ربائيل الذي يسلي الحزن من صدور المؤمنين. ثم التفت فلم أر أحداً.
قال أبو عمر محمد بن عبد الواحد: العرباض: الطويل من الناس وغيرهم، الجلد المخاصم من الناس، وهو مدح، والسارية الأسطوانة، وسئل عن العرباض بن سارية.
قال خليفة بن خياط: العرباض بن سارية من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، وكنيته أبو نجيح، مات في فتنة ابن الزبير وقيل: سنة خمس وسبعين.
قال محمد بن عوف: كل واحد من عمرو بن عبسة والعرباض بن سارية يقول: أنا ربع الإسلام، لا يدرى أيهما أسلم قبل صاحبه.
قال العرباض بن سارية: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج إلينا يوم الجمعة في الصفة وعلينا الحوتكية، فيقول لنا: لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، ولتفتحن فارس والروم.
قال شريح بن عبيد: كان عتبة بن عبد يقول: عرباض خير مني، وعرباض يقول: عتبة خير مني سبقني إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنة.
قال عرباض بن سارية: كنت ألزم باب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحضر والسفر، فرأينا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجة، فرجعنا إلى منزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد تعشى ومن عنده من أضيافه ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد أن يدخل في قبته ومعه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية، فلما طلعت عليه قال: أين كنت منذ الليلة؟ فأخبرته، فطلع جعال ابن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني، فكنا ثلاثة، كلنا جائع، إنما نعيش بباب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيت، فطلب شيئاً نأكله، فلم يجده، فخرج إلينا فنادى بلالاً: يا بلال، هل من عشاء لهؤلاء النفر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق، لقد نفضنا جربنا وحميتنا. قال: انظر عسى أن تجد شيئاً. فأخذ الجرب ينفضها جراباً جراباً، فتقع التمرة والتمرتان، حتى رأيت بين يديه سبع تمرات، ثم دعا بصحفة، فوضع فيها التمر، ثم وضع يده على التمرات وسمى الله وقال: كلوا باسم الله. فأكلنا، فأحصيت أربعة وخمسين تمرة أكلتها، أعدها ونواها في يدي الأخرى، وصاحباي يصنعان ما أصنع، وشبعنا وأكل كل واحد منهما خمسين تمرة، ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هي، فقال: يا بلال، ارفعها في جرابك، فإنه لا يأكل منها أحد إلا نهل شبعاً. قال: فبتنا حول قبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يتهجد من الليل، فقام تلك الليلة يصلي، فلما طلع الفجر ركع ركعتي الفجر، وأذن بلال وأقام، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناس ثم انصرف إلى فناء قتبه، فجلس وجلسنا حوله، فقرأ من " المؤمنين " عشرة، فقال: هل لكم في الغداء؟ قال عرباض بن سارية: فجعلت أقول في نفسي: أي غداء؟! فدعا بلال بالتمرات، فوضع يده عليه في الصفحة ثم قال: كلوا بسم الله. فأكلنا
والذي بعثه بالحق حتى شبعنا وإنا لعشرة، ثم رفعوا أيديهم منها شبعاً، وإذا التمرات كما هي، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لولا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذه التمرات حتى نرد المدينة من آخرنا، وطلع غليم من أهل البلد فأخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التمرات بيده فدفعها إليه فولى الغلام يلوكهن.
أعطى معاوية المقداد حماراً من المغنم فقال له العرباض بن سارية: ما كان لك أن تأخذه، وما كان لمعاوية أن يعطيكه، كأني بك في النار تحمله على عنقك أسفله أعلاه. فرده.
كان العرباض بن سارية يقول: لولا أن يقال: فعل أبو نجيح لألحقت مالي سبله، ثم لحقت وادياً من أودية لبنان فعبدت الله حتى أموت.
وعن عرباض بن سارية: أنه أوصى فقال: ألحدوا لي لحداً، وسنوا علي التراب سناً، ولا تجعلوه ضريحاً.
عرباض بْن سارية السلمي
لَهُ صحبة.
لَهُ صحبة.