عبد الواحد بن الحسين بن محمد الدباس، أبو تمام الفقيه الملقب بالبارد :
والد أحمد الذي تقدم ذكره. كان يقول الشعر اللطيف على طريقة البغداديين، وقد سمع الحديث من جده لأمه أبي البركات محمد بن يحيى بن الوكيل، روى عنه ولده أحمد والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي.
أنبأنا أبو القاسم الثعلبي عن أبي علي المتوكلي قال: حدثني أبو المظفر بن أبي تمام الدباس قال: لما احتجب جلال الدين بن صدقة عن الناس في بعض السنين خوفا على نفسه جاء والدي للخدمة فمنع، فكتب رقعة وسلمها إلى بعض حجابه فأوصلها، وفيها مكتوب:
وقالوا قد تحجب عنك مولى ... وصار له مكان مستخص
فقلت سيفتح الأبواب شعري ... ويدخلها لأن البرد لص
وأنبأنا الثعلبي عن المتوكلي قال: لقيت أبا تمام الدباس في بعض الأيام فسألته عن حاله وسلمت عليه، فرد عليّ السلام وتسارينا، فقلت له: أنشدني شيئا مما سمع به الخاطر من المديح في هذه الأيام ! فقال: ما أمدح اليوم أحدا، فقلت له: فمن
الهجو؟ فقال: ولا أهجو أحدا، فقلت له: ما السبب في ذلك؟ فقال:
مات أبو حامد ومات جلال ال ... دين فاستحضر الهجا والمديح
كنت أهجو هذا وأمدح هذا ... وأنا اليوم خاطري مستريح
قلنا: أراد أبا حامد بن عمر البيع، وكان من ذوي الثروة ببغداد، وجلال الدين هو أبو علي بن صدقة وزير المسترشد.
قرأت بخط واثق بن عبد الملك الطبري قال: أنشدني أبو تمام عبد الواحد بن الحسين بن محمد الفقيه الدباس وكان قد كتب بها إلى أمين الدولة عند عوده من الصيد:
كان قلبي مذ غبتم ... علم اللَّه في قفص
ولو أني اصطحبتكم ... إذ برزتم إلى القنص
كنت أعدو إذا ونى الكلب ... في العدو أو نكص
فبنفسي من الغزال ... ومن صيده غصص
كل يوم يجري لنا ... عند اشتباهه قفص
فأجزلوا من حصتي ... إن تقاسمتم الحصص
واعلموا أنما العطا ... لا خلا منكم فرص
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال:
أنشدني أبو المعالي الكتبي لأبي تمام ابن الدباس:
إني رأيت الدهر في صرفه ... يمنح حظ العاقل الجاهلا
فما أراني مائلا ثروة ... يحسبني عاقلا [عاقلا]
كتب إلي أبو عبد الله الأصبهاني قال: أنشدت لأبي تمام الدباس:
يا نرجسا أوراقه ورق ... نفق صفرة عينه عين
إن كنت تبغي الماء من عطش ... أو قد وهتك بمسها عين
فأقم بأجفاني إذا فيها من ... ماء وفيض دموعها عين
والد أحمد الذي تقدم ذكره. كان يقول الشعر اللطيف على طريقة البغداديين، وقد سمع الحديث من جده لأمه أبي البركات محمد بن يحيى بن الوكيل، روى عنه ولده أحمد والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي.
أنبأنا أبو القاسم الثعلبي عن أبي علي المتوكلي قال: حدثني أبو المظفر بن أبي تمام الدباس قال: لما احتجب جلال الدين بن صدقة عن الناس في بعض السنين خوفا على نفسه جاء والدي للخدمة فمنع، فكتب رقعة وسلمها إلى بعض حجابه فأوصلها، وفيها مكتوب:
وقالوا قد تحجب عنك مولى ... وصار له مكان مستخص
فقلت سيفتح الأبواب شعري ... ويدخلها لأن البرد لص
وأنبأنا الثعلبي عن المتوكلي قال: لقيت أبا تمام الدباس في بعض الأيام فسألته عن حاله وسلمت عليه، فرد عليّ السلام وتسارينا، فقلت له: أنشدني شيئا مما سمع به الخاطر من المديح في هذه الأيام ! فقال: ما أمدح اليوم أحدا، فقلت له: فمن
الهجو؟ فقال: ولا أهجو أحدا، فقلت له: ما السبب في ذلك؟ فقال:
مات أبو حامد ومات جلال ال ... دين فاستحضر الهجا والمديح
كنت أهجو هذا وأمدح هذا ... وأنا اليوم خاطري مستريح
قلنا: أراد أبا حامد بن عمر البيع، وكان من ذوي الثروة ببغداد، وجلال الدين هو أبو علي بن صدقة وزير المسترشد.
قرأت بخط واثق بن عبد الملك الطبري قال: أنشدني أبو تمام عبد الواحد بن الحسين بن محمد الفقيه الدباس وكان قد كتب بها إلى أمين الدولة عند عوده من الصيد:
كان قلبي مذ غبتم ... علم اللَّه في قفص
ولو أني اصطحبتكم ... إذ برزتم إلى القنص
كنت أعدو إذا ونى الكلب ... في العدو أو نكص
فبنفسي من الغزال ... ومن صيده غصص
كل يوم يجري لنا ... عند اشتباهه قفص
فأجزلوا من حصتي ... إن تقاسمتم الحصص
واعلموا أنما العطا ... لا خلا منكم فرص
كتب إِلَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال:
أنشدني أبو المعالي الكتبي لأبي تمام ابن الدباس:
إني رأيت الدهر في صرفه ... يمنح حظ العاقل الجاهلا
فما أراني مائلا ثروة ... يحسبني عاقلا [عاقلا]
كتب إلي أبو عبد الله الأصبهاني قال: أنشدت لأبي تمام الدباس:
يا نرجسا أوراقه ورق ... نفق صفرة عينه عين
إن كنت تبغي الماء من عطش ... أو قد وهتك بمسها عين
فأقم بأجفاني إذا فيها من ... ماء وفيض دموعها عين