عبد الواحد بن الحسن بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مخلد بن جعفر الباقرحي، أبو الفتح، الفقيه الشافعي:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، تفقه على الكيا بن علي بن محمد
الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور، وسمع الحديث ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي وأبي الحسن بن العلاف، وبنيسابور من أبي القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني وغيرهم.
وكان فقيها فاضلا، له يد في الأدب والترسل، قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرس بها. فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه، فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرس بها إلى شبعان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد الميهني، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدنا عبد الواحد بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، أنبأنا محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه:
يسر الجهول ما يبقى به ... ويجزع من يوم أفنى به
وأبعد الزمان فقدانه ... إذا مر جاء بأذنابه
وفي كل يوم له موته ... بموت امرئ من أحبائه
ومن وقي الموت في نفسه ... يصاب بموت أعزائه
فما لقي اللَّه في أصله ... ولكن أمد بارزائه
وبه: قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي لنفسه:
شوقي شديد واصطباري عنكم ... فوق الشديد وغير ما أستطيعه
ما إن ترق لوامق لزم البكا ... حتى جرى بعد الدموع نجيعه
وجفى الكرى أجفانه ... من أجله حرق الجوى وضلوعه
وتصالحتو هواك إن هواك كدر عيشي ... فأضر بي وإلي ساء صنيعه
وحملت من أعباء حبك سيدي ... ما لا يخف على الورى مسموعه
كم كنت أشكو ما ألاقي منكم ... وأذيع مكنون الحشا وأشيعه
فإذا الحياء يكفني وأخاف أن ... يبدو وشيكا للجميع جميعه
كتب إلي أَبُو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الهاشمي قال: سمعت إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفراء يقول سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن بن الباقر حي يقول: بت ليلة مفكرا في قلة حظي من الدنيا، فرأيت في النوم مغنيا يغني، فالتفت إلي وقال: اسمع أي شيخ!:
أقسمت بالبيت العتيق وركنه ... والطائفين ومنزل القرآن
ما العيش في المال الكثير وجمعه ... بل في الكفاف وصحة الأبدان
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن محمد بن الحسن الباقر حي أبو الفتح، من أهل بغداد، وتغرب وجال في الآفاق، سمع الحديث الكثير ببغداد وخراسان، وكان فقيها فاضلا مبرزا حسن الإيراد، فصيح اللهجة، له الباع الطويل في الأدب والترسل، والحظ الوافر من اللغة، خرج إلى غزنة وأقام بها وتوفي بها سنة ثلاث [وخمسين] وخمسمائة، وكان مولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ببغداد.
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، تفقه على الكيا بن علي بن محمد
الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور، وسمع الحديث ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي وأبي الحسن بن العلاف، وبنيسابور من أبي القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني وغيرهم.
وكان فقيها فاضلا، له يد في الأدب والترسل، قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرس بها. فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه، فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرس بها إلى شبعان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد الميهني، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدنا عبد الواحد بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، أنبأنا محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه:
يسر الجهول ما يبقى به ... ويجزع من يوم أفنى به
وأبعد الزمان فقدانه ... إذا مر جاء بأذنابه
وفي كل يوم له موته ... بموت امرئ من أحبائه
ومن وقي الموت في نفسه ... يصاب بموت أعزائه
فما لقي اللَّه في أصله ... ولكن أمد بارزائه
وبه: قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي لنفسه:
شوقي شديد واصطباري عنكم ... فوق الشديد وغير ما أستطيعه
ما إن ترق لوامق لزم البكا ... حتى جرى بعد الدموع نجيعه
وجفى الكرى أجفانه ... من أجله حرق الجوى وضلوعه
وتصالحتو هواك إن هواك كدر عيشي ... فأضر بي وإلي ساء صنيعه
وحملت من أعباء حبك سيدي ... ما لا يخف على الورى مسموعه
كم كنت أشكو ما ألاقي منكم ... وأذيع مكنون الحشا وأشيعه
فإذا الحياء يكفني وأخاف أن ... يبدو وشيكا للجميع جميعه
كتب إلي أَبُو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الهاشمي قال: سمعت إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفراء يقول سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن بن الباقر حي يقول: بت ليلة مفكرا في قلة حظي من الدنيا، فرأيت في النوم مغنيا يغني، فالتفت إلي وقال: اسمع أي شيخ!:
أقسمت بالبيت العتيق وركنه ... والطائفين ومنزل القرآن
ما العيش في المال الكثير وجمعه ... بل في الكفاف وصحة الأبدان
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد ابن محمد بن الحسن الباقر حي أبو الفتح، من أهل بغداد، وتغرب وجال في الآفاق، سمع الحديث الكثير ببغداد وخراسان، وكان فقيها فاضلا مبرزا حسن الإيراد، فصيح اللهجة، له الباع الطويل في الأدب والترسل، والحظ الوافر من اللغة، خرج إلى غزنة وأقام بها وتوفي بها سنة ثلاث [وخمسين] وخمسمائة، وكان مولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ببغداد.