عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن خضر بن مالك بن حسان الغساني، أبو الفضل الجلياني الأندلسي :
من أهل جليانة- قرية من قرى غرناطة من بلاد الأندلس- دخل الشام وسكنها مدة، ثم قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة إحدى وستمائة ونزل بالمدرسة النظامية، وكتبنا عنه كثيرا من نظمه، وكان أديبا فاضلا، له شعر جيد مليح المعاني، أكثره في الحكم والإلهيات وآداب النفوس والرياضيات، وكان طبيبا حاذقا، وله رياضيات ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام مليح على طريقة القوم، وكان مليح السمت، حسن الأخلاق، لطيفا.
أنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه ببغداد في المدرسة النظامية لنفسه:
أقول لما رأيت الحب مدركه ... صعب وفي القلب أشواق تحركه
يا ساكنين بأعلى الدار منزلة ... وقد توعر مرباه ومسلكه
كيف السبيل لمثلي أن يزوركم ... وقد حللتم مكانا ليس أدركه
نبهتم القلب كي يهوى فحين جلى ... لقاؤكم غبتم والوجد ينهكه
فإن ظهرتم فبرأ القلب متجه ... أو ما احتجابكم عنه سيهلكه
إذا بكى بدموع الهجر خلف جوى ... فليس غير ابتسام الوصل يضحكه
لم تستجيزون التحاشي على شغفي ... بكم وإخلاص حب لست أشركه
إن عاقني عن دخولي داركم جسدي ... فها أنا عند باب الدار أتركه
وأنشدنا أيضا لنفسه:
أحباؤنا تبتعدون وأرتجي ... دونكم والشوق يحرق أحشائي
دعوني إذا لم ترتضوني مجالسا ... على بابكم أبكي وأندب أهوائي
فإن قيل من هذا فقولوا خليعنا ... شمنا مجنوننا فهي أسمائي
وماذا عليكم إن رسمت بحبكم ... فيرجع عما ظنه بعض أعدائي
إذا لم تروا ذينا سوى الهجر في الهوى ... وإن كان في هجرانكم كل أدوائي
فقد قنعت نفسي بأن تتيقنوا ... بأنكم كيف انقلبتم أحبائي
وأنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه:
قالوا نراك عن الأكابر تعرض ... وسواك زوارا لهم يتعرض
قلت الزيارة للزمان إضاعة ... وإذا مضى وقت فما يتعوض
إن كان لي يوما إليهم حاجة ... فبقدر ما ضمن القضاء مقيض
سألت عبد المنعم عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بالأندلس، وسألت ولده بدمشق عن وفاته فقال: توفي في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وستمائة بدمشق ودفن بباب الصغير.
من أهل جليانة- قرية من قرى غرناطة من بلاد الأندلس- دخل الشام وسكنها مدة، ثم قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة إحدى وستمائة ونزل بالمدرسة النظامية، وكتبنا عنه كثيرا من نظمه، وكان أديبا فاضلا، له شعر جيد مليح المعاني، أكثره في الحكم والإلهيات وآداب النفوس والرياضيات، وكان طبيبا حاذقا، وله رياضيات ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام مليح على طريقة القوم، وكان مليح السمت، حسن الأخلاق، لطيفا.
أنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه ببغداد في المدرسة النظامية لنفسه:
أقول لما رأيت الحب مدركه ... صعب وفي القلب أشواق تحركه
يا ساكنين بأعلى الدار منزلة ... وقد توعر مرباه ومسلكه
كيف السبيل لمثلي أن يزوركم ... وقد حللتم مكانا ليس أدركه
نبهتم القلب كي يهوى فحين جلى ... لقاؤكم غبتم والوجد ينهكه
فإن ظهرتم فبرأ القلب متجه ... أو ما احتجابكم عنه سيهلكه
إذا بكى بدموع الهجر خلف جوى ... فليس غير ابتسام الوصل يضحكه
لم تستجيزون التحاشي على شغفي ... بكم وإخلاص حب لست أشركه
إن عاقني عن دخولي داركم جسدي ... فها أنا عند باب الدار أتركه
وأنشدنا أيضا لنفسه:
أحباؤنا تبتعدون وأرتجي ... دونكم والشوق يحرق أحشائي
دعوني إذا لم ترتضوني مجالسا ... على بابكم أبكي وأندب أهوائي
فإن قيل من هذا فقولوا خليعنا ... شمنا مجنوننا فهي أسمائي
وماذا عليكم إن رسمت بحبكم ... فيرجع عما ظنه بعض أعدائي
إذا لم تروا ذينا سوى الهجر في الهوى ... وإن كان في هجرانكم كل أدوائي
فقد قنعت نفسي بأن تتيقنوا ... بأنكم كيف انقلبتم أحبائي
وأنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه:
قالوا نراك عن الأكابر تعرض ... وسواك زوارا لهم يتعرض
قلت الزيارة للزمان إضاعة ... وإذا مضى وقت فما يتعوض
إن كان لي يوما إليهم حاجة ... فبقدر ما ضمن القضاء مقيض
سألت عبد المنعم عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بالأندلس، وسألت ولده بدمشق عن وفاته فقال: توفي في الثاني والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وستمائة بدمشق ودفن بباب الصغير.