عبد الله بن همام بن نبيشة
ابن رياح بن مالك بن الهجيم بن خوزة بن عمرو بن مرة ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو عبد الرحمن السلولي شاعر مشهور، من فحول الشعراء، من أهل الكوفة. قالوا: وولد مرة بن صعصعةأمهم سلول إليهم ينسبون. استقدمه يزيد بن معاوية، وكان قد وجد عليه في
أشعار قالها. فلما قدم عليه مدحه بأشعار حثه فيها على العهد إلى ابنه معاوية بن يزيد. وكان يقال له: العطار من حسن شعره. وكان في صدر الإسلام، وكان وجيهاً عند آل أبي سفيان، مكيناً عندهم، وبلغ شيئاً عالياً، وهو القائل للنعمان بن بشير أيام تقلده الكوفة: الطويل
إذا انتصبوا للقول قالوا فأحسنوا ... ولكن حسن القول يخلفه الفعل
وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
وله لما بويع يزيد بن معاوية: الوافر
شربنا الغيظ حتى لوسقينا ... دماء بني أمية ما روينا
ولو جاؤوا برملة أو بهندٍ ... لبايعنا أميرة مؤمنينا
وكان عبد الله بن همام رجلاً له جاه عند السلطان ووصلة بهم، وكان سرياً في نفسه، له همة تسمو به، وكان عند آل حرب مكيناً حظياً فيهم، وهو الذي جرأ يزيد بن معاوية على البيعة لابنه معاوية، فأنشده شعراً رثى فيه معاوية بن أبي سفيان، وحضه على البيعة لابنه معاوية بن يزيد فقال: الوافر
تعزوا يا بني حربٍ بصبرٍ ... فمن هذا الذي يرجو الخلودا؟
لعمر منا خهن ببطن جمعٍ ... لقد جهزتم ميتاً فقيدا
لقد وارى قبيلكم بياناً ... وحلماً لا كفاء له وجودا
وجدناه بغيضاً في الأعادي ... حبيباً في رعيته حميدا
أميناً مؤمناً لم يقض أمراً ... فيوجد غبه إلا رشيدا
فقد أضحى العدو رخي بالٍ ... وقد أمسى التقي به عميدا
فعاض الله أهل الدين منكم ... ورد لنا خلافتكم جديدا
مجانبة المحاق وكل نحسٍ ... مقارنة الأيامن والسعودا
خلافة ربكم خافوا عليها ... ولا ترموا بها الغرض البعيدا
تلقفها يزيد عن أبيه ... وخذها يا معاوي عن يزيدا
فإن دنياكم بكم اطمأنت ... فأولوا أهلها خلقاً سدسدا
وإن ضجرت عليكم فاعصبوها ... عصاباً تستدر به شديدا
وأنشده غيرها أيضاً. فلم يزل في نفس يزيد حتى بايع لمعاوية ابنه، فعاش بعد أبيه أربعين ليلة بعد أن أتته البيعة من الآفاق، ثم مات. وقيل له: أوصه، فقال: ما أحب أن أزودهم الدنيا وأخرج عنها.
قال الأصمعي: وشى واشٍ بعبد الله بن همام السلولي إلى زياد فقال له: إن ابن همام هجاك، فقال له: وما علمك؟ قال: أنا جاره وأعلم الناس به، فقال: أنا أجمع بينكما، فقال: ذلك إليك، فأدخله بيتاً، وبعث إلى ابن همام، فأحضره ثم قال له: بلغني أنك هجوتني فقال له: ما فعلت ذلك أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحك الله، ولا أنت لذلك بأهل، فقال: إن فلاناً بلغني، وأخرج الرجل إليه، فقال له ابن همام: أنا هجوت الأمير؟ فقال: نعم، فأطرق ابن همام قليلاً ثم أنشأ يقول: الطويل
وأنت امرؤ إما ائتمنتك خالياً ... فخنت وإما قلت قولاً بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا ... بمنزلةٍ بين الخيانة والإثم
فأعجب زياداً جوابه، وأقصى الساعي، ولم يقبل منه.
ابن رياح بن مالك بن الهجيم بن خوزة بن عمرو بن مرة ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو عبد الرحمن السلولي شاعر مشهور، من فحول الشعراء، من أهل الكوفة. قالوا: وولد مرة بن صعصعةأمهم سلول إليهم ينسبون. استقدمه يزيد بن معاوية، وكان قد وجد عليه في
أشعار قالها. فلما قدم عليه مدحه بأشعار حثه فيها على العهد إلى ابنه معاوية بن يزيد. وكان يقال له: العطار من حسن شعره. وكان في صدر الإسلام، وكان وجيهاً عند آل أبي سفيان، مكيناً عندهم، وبلغ شيئاً عالياً، وهو القائل للنعمان بن بشير أيام تقلده الكوفة: الطويل
إذا انتصبوا للقول قالوا فأحسنوا ... ولكن حسن القول يخلفه الفعل
وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ... أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
وله لما بويع يزيد بن معاوية: الوافر
شربنا الغيظ حتى لوسقينا ... دماء بني أمية ما روينا
ولو جاؤوا برملة أو بهندٍ ... لبايعنا أميرة مؤمنينا
وكان عبد الله بن همام رجلاً له جاه عند السلطان ووصلة بهم، وكان سرياً في نفسه، له همة تسمو به، وكان عند آل حرب مكيناً حظياً فيهم، وهو الذي جرأ يزيد بن معاوية على البيعة لابنه معاوية، فأنشده شعراً رثى فيه معاوية بن أبي سفيان، وحضه على البيعة لابنه معاوية بن يزيد فقال: الوافر
تعزوا يا بني حربٍ بصبرٍ ... فمن هذا الذي يرجو الخلودا؟
لعمر منا خهن ببطن جمعٍ ... لقد جهزتم ميتاً فقيدا
لقد وارى قبيلكم بياناً ... وحلماً لا كفاء له وجودا
وجدناه بغيضاً في الأعادي ... حبيباً في رعيته حميدا
أميناً مؤمناً لم يقض أمراً ... فيوجد غبه إلا رشيدا
فقد أضحى العدو رخي بالٍ ... وقد أمسى التقي به عميدا
فعاض الله أهل الدين منكم ... ورد لنا خلافتكم جديدا
مجانبة المحاق وكل نحسٍ ... مقارنة الأيامن والسعودا
خلافة ربكم خافوا عليها ... ولا ترموا بها الغرض البعيدا
تلقفها يزيد عن أبيه ... وخذها يا معاوي عن يزيدا
فإن دنياكم بكم اطمأنت ... فأولوا أهلها خلقاً سدسدا
وإن ضجرت عليكم فاعصبوها ... عصاباً تستدر به شديدا
وأنشده غيرها أيضاً. فلم يزل في نفس يزيد حتى بايع لمعاوية ابنه، فعاش بعد أبيه أربعين ليلة بعد أن أتته البيعة من الآفاق، ثم مات. وقيل له: أوصه، فقال: ما أحب أن أزودهم الدنيا وأخرج عنها.
قال الأصمعي: وشى واشٍ بعبد الله بن همام السلولي إلى زياد فقال له: إن ابن همام هجاك، فقال له: وما علمك؟ قال: أنا جاره وأعلم الناس به، فقال: أنا أجمع بينكما، فقال: ذلك إليك، فأدخله بيتاً، وبعث إلى ابن همام، فأحضره ثم قال له: بلغني أنك هجوتني فقال له: ما فعلت ذلك أصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَى الله عليه وسلمى الله عليه وسلمحك الله، ولا أنت لذلك بأهل، فقال: إن فلاناً بلغني، وأخرج الرجل إليه، فقال له ابن همام: أنا هجوت الأمير؟ فقال: نعم، فأطرق ابن همام قليلاً ثم أنشأ يقول: الطويل
وأنت امرؤ إما ائتمنتك خالياً ... فخنت وإما قلت قولاً بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا ... بمنزلةٍ بين الخيانة والإثم
فأعجب زياداً جوابه، وأقصى الساعي، ولم يقبل منه.