عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن شَاذان شيخ لَا يعرف لَهُ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ فَذكر الذَّهَبِيّ سندا إِلَى جَابر مَرْفُوعا لما خلق الله آدم وحواء تبخترا فِي الْجنَّة وَذكر الحَدِيث ثمَّ قَالَ قَالَ بن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع لَعَلَّه من وضع بن شَاذان أَو صَاحبه الْحسن بن أَحْمد الهماني الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ انْتهى وَالثَّانِي تقدم فِي مَكَانَهُ.
61593. عبد الله بن محمد بن جعفر2 61594. عبد الله بن محمد بن جعفر ابو القاسم القزويني...1 61595. عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي...1 61596. عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني روايته...1 61597. عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان1 61598. عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان161599. عبد الله بن محمد بن جعفر بن قيس ابو الحسن البزاز...1 61600. عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد الراذان ابو محمد الحربي...1 61601. عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن موسى بن يزيد بن شاذان ابو الح...1 61602. عبد الله بن محمد بن حبان بن نصر بن ايوب ابو محمد الباهلي...1 61603. عبد الله بن محمد بن حجر القرشي1 61604. عبد الله بن محمد بن حكيم1 61605. عبد الله بن محمد بن حكيم الطائي1 61606. عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة...1 61607. عبد الله بن محمد بن حمزة بن ابي كريمة...1 61608. عبد الله بن محمد بن حمويه ابو محمد النيسابوري...1 61609. عبد الله بن محمد بن حميد1 61610. عبد الله بن محمد بن حميد ابو محمد الخياط الامام...1 61611. عبد الله بن محمد بن حميد بن الاسود ابو بكر البصري ابن اخت عبد الر...1 61612. عبد الله بن محمد بن حميد بن سنان1 61613. عبد الله بن محمد بن حميد بن عبد الله ابو بكر ابن البنا...1 61614. عبد الله بن محمد بن حميد بن ابي الاسود ابو بكر...1 61615. عبد الله بن محمد بن حيان النيسابوري1 61616. عبد الله بن محمد بن حيان بن فروخ ابو محمد...1 61617. عبد الله بن محمد بن خرمان ابو القاسم الصفار...1 61618. عبد الله بن محمد بن خلاد الواسطي1 61619. عبد الله بن محمد بن داود البراد1 61620. عبد الله بن محمد بن داود بن ابي امامة بن سهل بن حنيف...1 61621. عبد الله بن محمد بن ذكوان البعلبكي1 61622. عبد الله بن محمد بن ذويد1 61623. عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي3 61624. عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي المصيصي...1 61625. عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة1 61626. عبد الله بن محمد بن رستم ابو محمد1 61627. عبد الله بن محمد بن رمح1 61628. عبد الله بن محمد بن زاذان2 61629. عبد الله بن محمد بن زاذان المديني1 61630. عبد الله بن محمد بن زكريا1 61631. عبد الله بن محمد بن زياد أبو بكر النيسابوري...1 61632. عبد الله بن محمد بن زياد القرطبي أبو محمد معروف بابن اليخيمي...1 61633. عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون...1 61634. عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون ابو بكر الفقيه...1 61635. عبد الله بن محمد بن زيد المليكي2 61636. عبد الله بن محمد بن سابور ابو بكر القلانسي الشيرازي...1 61637. عبد الله بن محمد بن سالم القزاز السلولي...1 61638. عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج1 61639. عبد الله بن محمد بن سعد الله ابو محمد الحنفي بن الشاعر الحريمي...1 61640. عبد الله بن محمد بن سعدان ابو القاسم الاسكافي...1 61641. عبد الله بن محمد بن سعيد1 61642. عبد الله بن محمد بن سعيد الاصبهاني1 61643. عبد الله بن محمد بن سعيد المقرئ ابن الجمال أبو محمد...1 61644. عبد الله بن محمد بن سعيد بن ابي مريم المصري...1 61645. عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد ابو محمد المقرئ ابن الجمال...1 61646. عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان1 61647. عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو بن عامر بن لاحق بن شهاب...1 61648. عبد الله بن محمد بن سفيان ابو الحسن الخزاز النحوي...1 61649. عبد الله بن محمد بن سلام1 61650. عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب بن عبد الوارث...1 61651. عبد الله بن محمد بن سليم الهمذاني1 61652. عبد الله بن محمد بن سليمان المروزي1 61653. عبد الله بن محمد بن سليمان حدثني عبد الله...1 61654. عبد الله بن محمد بن سنان2 61655. عبد الله بن محمد بن سنان ابو محمد1 61656. عبد الله بن محمد بن سنان الدوحي1 61657. عبد الله بن محمد بن سنان الروحي1 61658. عبد الله بن محمد بن سنان بن الشماخ ابو محمد السعدي البصري...1 61659. عبد الله بن محمد بن سنان بن الشماخ ابو محمد السعدي القاضي الروحي...1 61660. عبد الله بن محمد بن سهل ابو محمد الوراق الحربي...1 61661. عبد الله بن محمد بن سورة بن محمد بن ابراهيم ابو محمد البلخي...1 61662. عبد الله بن محمد بن سيار1 61663. عبد الله بن محمد بن سيرين3 61664. عبد الله بن محمد بن سيرين مولى انس بن مالك...1 61665. عبد الله بن محمد بن شارك العنبري ابو البختري...1 61666. عبد الله بن محمد بن شاكر ابو البختري1 61667. عبد الله بن محمد بن شاكر ابو البختري العنبري...1 61668. عبد الله بن محمد بن شيرويه أبو محمد النيسابوري...1 61669. عبد الله بن محمد بن صالح بن شيخ بن عميرة ابو بكر الاسدي...1 61670. عبد الله بن محمد بن صالح بن مساور ابو محمد البكري...1 61671. عبد الله بن محمد بن صيفى1 61672. عبد الله بن محمد بن صيفى ابو يحيى1 61673. عبد الله بن محمد بن صيفي1 61674. عبد الله بن محمد بن طاهر بن الحسين ابو بكر العمروي...1 61675. عبد الله بن محمد بن عبد الحميد ابو بكر القطان...1 61676. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن2 61677. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المرواني...1 61678. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد...1 61679. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق...1 61680. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن احمد بن عبد الله بن محمد ابن ال...1 61681. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل...1 61682. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل بن الاشقر ابو القاسم...1 61683. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور أبو محمد القرشي الزهري ا...1 61684. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الاسود...1 61685. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه ابو محمد المديني النيساب...1 61686. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ابو بكر الخزاعي...1 61687. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ابو بكر الخزاعي المقرئ ال...1 61688. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم...1 61689. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري البصري...1 61690. عبد الله بن محمد بن عبد السلام البلخي...1 61691. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابو القاسم...1 61692. عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بن مُحَمَّد بن موسى بن يزيد بن شاذان، أبو الْحُسَيْن البزاز:
من أهل الجانب الشرقي. حدث عَنْ أَحْمَد بن عبيد اللَّه النرسي، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومُحَمَّد بْن غالب بن حرب، وأبو العباس الكديمي، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي، والْحُسَيْن بن فهم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومعاذ بن المثنى، ومُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حماد البربري، ومُحَمَّد بن سهل بن الْحَسَن العطار، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وخلف بن عمرو العكبري. روى عنه الدارقطني، وعمر الكتاني، وابن الثلاج. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن عبيد اللَّه الحنائي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن جعفر ابن شاذان البزّاز- إملاء- حدّثنا محمّد بن غالب تمتام، حدّثنا أبو الجواب أحوص بن جواب، حدّثنا عمار بن رزيق، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بكر وعمر كانوا يستفتحون الصّلاة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن أَحْمَد بن عبد اللَّه الصوفي قَالَ: قَالَ لنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ: مات أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ شاذان في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
من أهل الجانب الشرقي. حدث عَنْ أَحْمَد بن عبيد اللَّه النرسي، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومُحَمَّد بْن غالب بن حرب، وأبو العباس الكديمي، وإِبْرَاهِيم بن إسحاق الحربي، والْحُسَيْن بن فهم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومعاذ بن المثنى، ومُحَمَّد بْن مُوسَى بْن حماد البربري، ومُحَمَّد بن سهل بن الْحَسَن العطار، وإدريس بن عبد الكريم الحداد، وخلف بن عمرو العكبري. روى عنه الدارقطني، وعمر الكتاني، وابن الثلاج. وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَمحمد بْن عبيد اللَّه الحنائي، وكان ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن جعفر ابن شاذان البزّاز- إملاء- حدّثنا محمّد بن غالب تمتام، حدّثنا أبو الجواب أحوص بن جواب، حدّثنا عمار بن رزيق، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بكر وعمر كانوا يستفتحون الصّلاة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
حَدَّثَنِي الْحَسَن بن أَحْمَد بن عبد اللَّه الصوفي قَالَ: قَالَ لنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ: مات أَبُو الحسين عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْنِ شاذان في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه، أبو القاسم ابن بنت أَحْمَد بن منيع :
بغوي الأصل ولد ببغداد، وسمع علي بن الجعد وخلف بن هشام البزّاز، ومحمّد ابن عبد الوهاب الحارثي، وأبا الأحوص مُحَمَّد بن حيّان البغوي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ، وأبا نصر التمار، وداود بن عمر الضبي، وَيحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وَأحمد بْن حنبل، وعلي بن المديني، وحاجب بن الوليد، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركاني، وبشر بْن الوليد الْقَاضِي، ومُحَمَّد بن حسان السمتي، ومحرز بن عون، وهارون بن معروف، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وأبا خيثمة زهير بن حرب، في آخرين من أمثالهم. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وعلي بن إسحاق المادراني، وعبد الباقي بن قانع، وحبيب بن الْحَسَن القزاز، ومُحَمَّد بن عمر ابن الجعابي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعَبْد اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وأبو حفص ابن الزيات، ومُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه وأبو بكر بْن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وخلق سوى هؤلاء لا يحصون.
وكان ثقة ثبتًا مكثرًا، فهمًا عارفًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- حدّثنا أحمد
ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أَحْمَد بن يَعْقُوبَ بن عبد الجبار الأموي يَقُول: سمعت ابن منيع يَقُول: رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام، إلا أني لم أسمع منه شيئًا، وشهدت جنازته، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ يَقُولُ: سمعت ابن منيع يَقُول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قَالَ ابن شاذان: ومات في ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، عن مائة سنة وأربع سنين.
قال الدوادي: وأَخْبَرَنَا ابن شاهين- في الإجازة- أنه سمع ابن منيع يذكر مولده في سنة أربع عشرة ومائتين، قَالَ: وابن شاهين أتقن.
حَدَّثَنَا علي بن المحسن قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: سمعت عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي يَقُول: قرأت بِخط جدي أَحْمَد بن منيع: ولد أبو القاسم ابن بنتي يوم الإثنين فِي شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين، وأول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين عن إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطالقاني.
حَدَّثَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ البزاز قَالَ: أملى علينا أبو القاسم بن منيع قَالَ: رأيت على كتاب جدي بخط يده: ولد عبد اللَّه بن مُحَمَّد أبو القاسم يوم الاثنين أول يوم من شهر رمضان في صدر النهار من سنة أربع عشرة ومائتين.
قَالَ أبو القاسم: وطلبت الحديث، وأول من كتبت عنه إملاء في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين، وأول من كتبت عنه الإملاء إسحاق بن إِسْمَاعِيل، وكان يحضر مجلسه المحدثون.
حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد بن علي المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ قَالَ: لا يعرف في الإسلام محدث وازى عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي في قدم السماع فإنه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمعناه يَقُول: حَدَّثَنَا إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطالقاني في سنة خمس وعشرين ومائتين، ولا يُعرف في الإسلام رجل حدث بعد استيفاء مائة سنة إلا أبو إسحاق الهجيمي الْبَصْرِيّ.
حدثت عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق الحافظ النيسابوري قَالَ: قال أبو القاسم البغوي: ما خبر شيخكم ذاك؟ قلت: عن أي الشيخين تسأل، قَالَ: الذي يحدث عن قتيبة- يعني أبا العباس السراج- قلت خلفته حيًّا، قَالَ: كم عنده عن قتيبة، قلت: جملة قَالَ: كم عنده عن إسحاق قلت كثير، قَالَ: عمن كتب من مشايخنا، فتفكرت في نفسي قلت إن ذكرت له شيخًا كتب عنه يزري به، قلت كتب عن مُحَمَّد بن إسحاق المسيبي، ومحفوظ بن أبي توبة، وعيسى بن المساور الجوهري قَالَ: أي سنة دخل بغداد؟ قلت: أخلق أنه دخلها سنة أربع وثلاثين، فاهتز لذلك وكان مستندًا إلى المسند، فرفع ظهره عن المسند وقَالَ لي: أمرت أن تثبت أسامي مشايخي الذين لا يحدث عنهم اليوم أحد سواي، فبلغ عددهم سبعة وثَمانين شيخًا. قَالَ أبو أَحْمَد: وكان إذ ذاك ببغداد الباغندي، وأبو الليث الفرائضي، والْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عفير، وعلي بن المبارك المسروري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق- من حفظه- قَالَ: سألت علي ابن عمر الدارقطني: هل روى عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي عن يَحْيَى بن معين؟ فقَالَ:
لم يرو عنه غير حكاية، سمعت عمر البصريّ ذكرها، قَالَ: سمعت البغوي يَقُول: لما قدم يَحْيَى الحماني بغداد نزل في دور الصحابة، فمضينا إليه لنسمع منه، فكنا على بابه وقوفًا إذ أقبل يَحْيَى بن معين راكبًا بغلة، فدخل إليه وأطال عنده الجلوس، ثم خرج فقمنا إليه وقلنا له: ما تقول في الرجل؟ فقَال يَحْيَى بن معين: الثقة وابن الثقة.
قلت: فقد حكى البغوي أنه كتب عن يَحْيَى بن معين جزءًا فأخذه منه موسى بن هارون فرماه في دجلة وقَالَ له أتريد أن تجمع في الرواية بين الثلاثة، أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بن المديني؟.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلِيُّ بْنُ الْحَسَن بْنِ جعفر البزاز قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم ابن بنت منيع قَالَ: كنت أورق فسألت جدي أَحْمَد بن منيع أن يمضي معي إلى سعيد بن يَحْيَى بن سعيد الأموي يسأله أن يعطيني الجزء الأول من المغازي عَنْ أَبِيهِ عن ابن إسحاق حتى أورقه عليه، فجاء معي وسأله فأعطاني الجزء الأول، فأخذته وطفت به فأول ما بدأت بأبي عبد اللَّه بن مغلس وأريته الكتاب وأعلمته أني أريد أن أقرأ المغازي على سعيد الأموي، فدفع إلي عشرين دينارًا وقَالَ:
اكتب لي منه نسخة، ثم طفت بعده بقية يومي فلم أزل آخذ من عشرين دينارا إلى
عشرة دنانير وأكثر وأقل إلى أن حصل معي في ذلك اليوم مائتا دينار، فكتبت نسخًا لأصحابها بشيء يسير من ذلك وقرأتها لهم، واستفضلت الباقي.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عبدان بن أَحْمَد الخطيب ابن بنت أَحْمَد بن عبدان الشيرازي يَقُول: سمعت جدي يَقُول: اجتاز أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ بنهر طابق على باب المسجد، قَالَ: فسمع صوت مستمل فقَالَ: من هذا؟ فقَالُوا ابن صاعد، فقَالَ: ذاك الصُّبَيُّ؟ قَالُوا: نعم! قَالَ: واللَّه لا أبرح من موضعي حتى أملي هاهنا، قَالَ: فصعد الدكة وجلس ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد.
ثم قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل الشيباني- قبل أن يولد المحدثون- حَدَّثَنَا طالوت بن عباد- قبل أن يولد المحدثون- حَدَّثَنَا أبو نصر التمار- قبل أن يولد المحدثون- فأملى ستة عشر حديثًا عن ستة عشر شيخًا، ما كان في الدنيا من يروي عنهم غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ القصري قَالَ: سمعت أبا زيد الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عامر الْكُوفِيّ يَقُول: قدم أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ بن عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه فقَالت الجارية: قد أكل سمكًا وشرب فقاعًا ونام، فعجب أبو العباس من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا إليه، فقَالَ: يا أبا العباس حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني حمان، وكان في الموضع طحان، وكان يَقُول لغلامه اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يَقُول اصمد عمر، فيصمد الآخر. فقَالَ له أبو العباس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأَحْمَد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روى «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وبعد أبي بكر عمر» عن علي إلا أهل الكوفة؟ ولكن أهل المدينة رووا أن عليًا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر. فقَالَ له أبو القاسم: يا أبا العباس لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تَتَقَوَّلَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثم بعد ذلك انبسط وأخرج الكتب وحَدَّثَنَا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سمعت أبا الْحُسَيْن يعقوب بن موسى الأردبيلي يَقُول: سألت أَحْمَد بن طاهر فقلت:
موسى بن هارون الجمّال أيش كان يَقُول في ابن بنت منيع؟ فقَالَ: أيش كان يَقُول ابن بنت منيع في موسى بن هارون؟ قَالَ: فقلت له كيف هذا؟ فقَالَ لأنه كان يرضى منه رأسًا برأس.
قلت: والمحفوظ عن موسى بن هارون توثيق البغوي وثناؤه عليه ومدحه له.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الصلت المجبر قَالَ: سمعت عُمَر بْنُ الْحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الأشناني يقول: سمعت موسى ابن هارون- وسئل عن أبي القاسم بن منيع وقيل له إنه يروي عن إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطّالقانيّ وغيره- فقال له: لو جاز أن يقَال لإنسان إنه فوق الثقة لقيل لأبي القاسم ابن منيع، وقد سمع ولم نسمع.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سألت موسى بن هارون عن أبي القاسم بن منيع فَقَالَ: ثقة صدوق، لو جاز لإنسان أن يقَال له فوق الثقة لقيل له. قلت: يا أبا عمران فإن هؤلاء يتكلمون فيه، فقال يحسدونه. سمع ابن عائشة ولم نسمع، وذهب به إليه، ولم يذهب بنا، ابن منيع لا يَقُول إلا الحق.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن بقاء الوراق، أَخْبَرَنَا عبد الغني بن سعيد الأزدي قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بن علي النقاش تَحفظ شيئًا مِمَّا أخذ على ابن بنت أَحْمَد بن منيع؟ فقَالَ لي: كان غلط في حديث عن محمّد بن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن نافع عن ابن عمر، فحدث به عن مُحَمَّد بن عبد الوهاب وإنما سمعه من إِبْرَاهِيم بن هانئ عن مُحَمَّد بن عبد الوهاب، فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث، وبلغ ذلك أبا القاسم ابن بنت أَحْمَد بن منيع، فخرج إلينا يومًا فعرفنا أنه غلط فيه، وأنه أراد أن يكتب حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن هانئ فمرت يده على العادة ورجع عنه، قَالَ أبو بكر:
ورأيت فيه الانكسار والغم، قَالَ أبو بكر: وكان ثقة، رحمه اللَّه.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ الشيباني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثّقفيّ السّرّاج، حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا محمّد
ابن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِذَا كَانُوا جَمِيعًا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن غسان يَقُول: سمعت الأردبيلي- وكان من أصحابنا يكتب الحديث ويفهم- قَالَ: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي يدخل في الصحيح؟
قَالَ: نعم! قَالَ حمزة: سألت أبا بكر بن عبدان عَن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي فقَالَ: لا شك أنه يدخل في الصحيح.
حَدَّثَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدّقّاق سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يَقُول: كَانَ أَبُو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.
قلت: وذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن البغوي فقَال: ثقة جبل، إمام من الأئمة ثبت، أقل المشايخ خطأ، وكان ابن صاعد أكثر حديثًا من ابن منيع، إلا أن كلام ابن منيع في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي:
مات أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منيع الوراق ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة ودفن يوم الفطر وقد استكمل مائة سنة، وثلاث سنين، وشهرًا واحدًا.
قلت: ودفن في مقبرة باب التبن
بغوي الأصل ولد ببغداد، وسمع علي بن الجعد وخلف بن هشام البزّاز، ومحمّد ابن عبد الوهاب الحارثي، وأبا الأحوص مُحَمَّد بن حيّان البغوي، وعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ، وأبا نصر التمار، وداود بن عمر الضبي، وَيحيى بْن عَبْد الحميد الحماني، وَأحمد بْن حنبل، وعلي بن المديني، وحاجب بن الوليد، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركاني، وبشر بْن الوليد الْقَاضِي، ومُحَمَّد بن حسان السمتي، ومحرز بن عون، وهارون بن معروف، وشيبان بن فروخ، وسويد بن سعيد، وأبا خيثمة زهير بن حرب، في آخرين من أمثالهم. روى عنه يَحْيَى بن مُحَمَّد بن صاعد، وعلي بن إسحاق المادراني، وعبد الباقي بن قانع، وحبيب بن الْحَسَن القزاز، ومُحَمَّد بن عمر ابن الجعابي، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعَبْد اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزبيبي، وأبو حفص ابن الزيات، ومُحَمَّد بْن المظفر، وأبو عُمَر بْن حيويه وأبو بكر بْن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، وأبو حفص الكتاني، وخلق سوى هؤلاء لا يحصون.
وكان ثقة ثبتًا مكثرًا، فهمًا عارفًا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه بن أبزك الهمذاني- بها- حدّثنا أحمد
ابن عبد الرحمن الشيرازي قَالَ: سمعت أَحْمَد بن يَعْقُوبَ بن عبد الجبار الأموي يَقُول: سمعت ابن منيع يَقُول: رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام، إلا أني لم أسمع منه شيئًا، وشهدت جنازته، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر الداودي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن شَاذَانَ يَقُولُ: سمعت ابن منيع يَقُول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين.
قَالَ ابن شاذان: ومات في ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، عن مائة سنة وأربع سنين.
قال الدوادي: وأَخْبَرَنَا ابن شاهين- في الإجازة- أنه سمع ابن منيع يذكر مولده في سنة أربع عشرة ومائتين، قَالَ: وابن شاهين أتقن.
حَدَّثَنَا علي بن المحسن قَالَ: سمعت عمر بن أَحْمَد الواعظ يَقُول: سمعت عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي يَقُول: قرأت بِخط جدي أَحْمَد بن منيع: ولد أبو القاسم ابن بنتي يوم الإثنين فِي شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين، وأول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين ومائتين عن إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطالقاني.
حَدَّثَنِي الأزهري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ البزاز قَالَ: أملى علينا أبو القاسم بن منيع قَالَ: رأيت على كتاب جدي بخط يده: ولد عبد اللَّه بن مُحَمَّد أبو القاسم يوم الاثنين أول يوم من شهر رمضان في صدر النهار من سنة أربع عشرة ومائتين.
قَالَ أبو القاسم: وطلبت الحديث، وأول من كتبت عنه إملاء في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين، وأول من كتبت عنه الإملاء إسحاق بن إِسْمَاعِيل، وكان يحضر مجلسه المحدثون.
حَدَّثَنِي علي بن أَحْمَد بن علي المؤدّب، حدّثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ قَالَ: لا يعرف في الإسلام محدث وازى عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي في قدم السماع فإنه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمعناه يَقُول: حَدَّثَنَا إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطالقاني في سنة خمس وعشرين ومائتين، ولا يُعرف في الإسلام رجل حدث بعد استيفاء مائة سنة إلا أبو إسحاق الهجيمي الْبَصْرِيّ.
حدثت عَن أَبِي أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق الحافظ النيسابوري قَالَ: قال أبو القاسم البغوي: ما خبر شيخكم ذاك؟ قلت: عن أي الشيخين تسأل، قَالَ: الذي يحدث عن قتيبة- يعني أبا العباس السراج- قلت خلفته حيًّا، قَالَ: كم عنده عن قتيبة، قلت: جملة قَالَ: كم عنده عن إسحاق قلت كثير، قَالَ: عمن كتب من مشايخنا، فتفكرت في نفسي قلت إن ذكرت له شيخًا كتب عنه يزري به، قلت كتب عن مُحَمَّد بن إسحاق المسيبي، ومحفوظ بن أبي توبة، وعيسى بن المساور الجوهري قَالَ: أي سنة دخل بغداد؟ قلت: أخلق أنه دخلها سنة أربع وثلاثين، فاهتز لذلك وكان مستندًا إلى المسند، فرفع ظهره عن المسند وقَالَ لي: أمرت أن تثبت أسامي مشايخي الذين لا يحدث عنهم اليوم أحد سواي، فبلغ عددهم سبعة وثَمانين شيخًا. قَالَ أبو أَحْمَد: وكان إذ ذاك ببغداد الباغندي، وأبو الليث الفرائضي، والْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عفير، وعلي بن المبارك المسروري، وغيرهم.
حَدَّثَنَا أَبُو طاهر حمزة بْن مُحَمَّد بْن طاهر الدقاق- من حفظه- قَالَ: سألت علي ابن عمر الدارقطني: هل روى عبد اللَّه بن مُحَمَّد البغوي عن يَحْيَى بن معين؟ فقَالَ:
لم يرو عنه غير حكاية، سمعت عمر البصريّ ذكرها، قَالَ: سمعت البغوي يَقُول: لما قدم يَحْيَى الحماني بغداد نزل في دور الصحابة، فمضينا إليه لنسمع منه، فكنا على بابه وقوفًا إذ أقبل يَحْيَى بن معين راكبًا بغلة، فدخل إليه وأطال عنده الجلوس، ثم خرج فقمنا إليه وقلنا له: ما تقول في الرجل؟ فقَال يَحْيَى بن معين: الثقة وابن الثقة.
قلت: فقد حكى البغوي أنه كتب عن يَحْيَى بن معين جزءًا فأخذه منه موسى بن هارون فرماه في دجلة وقَالَ له أتريد أن تجمع في الرواية بين الثلاثة، أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين، وعلي بن المديني؟.
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي المعدل، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عَلِيُّ بْنُ الْحَسَن بْنِ جعفر البزاز قَالَ: حَدَّثَنِي أبو القاسم ابن بنت منيع قَالَ: كنت أورق فسألت جدي أَحْمَد بن منيع أن يمضي معي إلى سعيد بن يَحْيَى بن سعيد الأموي يسأله أن يعطيني الجزء الأول من المغازي عَنْ أَبِيهِ عن ابن إسحاق حتى أورقه عليه، فجاء معي وسأله فأعطاني الجزء الأول، فأخذته وطفت به فأول ما بدأت بأبي عبد اللَّه بن مغلس وأريته الكتاب وأعلمته أني أريد أن أقرأ المغازي على سعيد الأموي، فدفع إلي عشرين دينارًا وقَالَ:
اكتب لي منه نسخة، ثم طفت بعده بقية يومي فلم أزل آخذ من عشرين دينارا إلى
عشرة دنانير وأكثر وأقل إلى أن حصل معي في ذلك اليوم مائتا دينار، فكتبت نسخًا لأصحابها بشيء يسير من ذلك وقرأتها لهم، واستفضلت الباقي.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي قَالَ: سمعت أبا مُحَمَّد عبدان بن أَحْمَد الخطيب ابن بنت أَحْمَد بن عبدان الشيرازي يَقُول: سمعت جدي يَقُول: اجتاز أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ بنهر طابق على باب المسجد، قَالَ: فسمع صوت مستمل فقَالَ: من هذا؟ فقَالُوا ابن صاعد، فقَالَ: ذاك الصُّبَيُّ؟ قَالُوا: نعم! قَالَ: واللَّه لا أبرح من موضعي حتى أملي هاهنا، قَالَ: فصعد الدكة وجلس ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد.
ثم قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل الشيباني- قبل أن يولد المحدثون- حَدَّثَنَا طالوت بن عباد- قبل أن يولد المحدثون- حَدَّثَنَا أبو نصر التمار- قبل أن يولد المحدثون- فأملى ستة عشر حديثًا عن ستة عشر شيخًا، ما كان في الدنيا من يروي عنهم غيره.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ القصري قَالَ: سمعت أبا زيد الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن عامر الْكُوفِيّ يَقُول: قدم أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي إلى الكوفة، فاجتمعنا مع أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيدٍ بن عقدة إليه لنسمع منه، فسألنا عنه فقَالت الجارية: قد أكل سمكًا وشرب فقاعًا ونام، فعجب أبو العباس من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا إليه، فقَالَ: يا أبا العباس حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني حمان، وكان في الموضع طحان، وكان يَقُول لغلامه اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل، ثم يَقُول اصمد عمر، فيصمد الآخر. فقَالَ له أبو العباس: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأَحْمَد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم، ما روى «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وبعد أبي بكر عمر» عن علي إلا أهل الكوفة؟ ولكن أهل المدينة رووا أن عليًا لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر. فقَالَ له أبو القاسم: يا أبا العباس لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تَتَقَوَّلَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، ثم بعد ذلك انبسط وأخرج الكتب وحَدَّثَنَا.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول:
سمعت أبا الْحُسَيْن يعقوب بن موسى الأردبيلي يَقُول: سألت أَحْمَد بن طاهر فقلت:
موسى بن هارون الجمّال أيش كان يَقُول في ابن بنت منيع؟ فقَالَ: أيش كان يَقُول ابن بنت منيع في موسى بن هارون؟ قَالَ: فقلت له كيف هذا؟ فقَالَ لأنه كان يرضى منه رأسًا برأس.
قلت: والمحفوظ عن موسى بن هارون توثيق البغوي وثناؤه عليه ومدحه له.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ- لَفْظًا- حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الصلت المجبر قَالَ: سمعت عُمَر بْنُ الْحَسَن بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ الأشناني يقول: سمعت موسى ابن هارون- وسئل عن أبي القاسم بن منيع وقيل له إنه يروي عن إسحاق بن إِسْمَاعِيل الطّالقانيّ وغيره- فقال له: لو جاز أن يقَال لإنسان إنه فوق الثقة لقيل لأبي القاسم ابن منيع، وقد سمع ولم نسمع.
أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بن عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سألت موسى بن هارون عن أبي القاسم بن منيع فَقَالَ: ثقة صدوق، لو جاز لإنسان أن يقَال له فوق الثقة لقيل له. قلت: يا أبا عمران فإن هؤلاء يتكلمون فيه، فقال يحسدونه. سمع ابن عائشة ولم نسمع، وذهب به إليه، ولم يذهب بنا، ابن منيع لا يَقُول إلا الحق.
حَدَّثَنِي العلاء بْن أَبِي المغيرة الأندلسي قَالَ: أَخْبَرَنَا علي بن بقاء الوراق، أَخْبَرَنَا عبد الغني بن سعيد الأزدي قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بن علي النقاش تَحفظ شيئًا مِمَّا أخذ على ابن بنت أَحْمَد بن منيع؟ فقَالَ لي: كان غلط في حديث عن محمّد بن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن نافع عن ابن عمر، فحدث به عن مُحَمَّد بن عبد الوهاب وإنما سمعه من إِبْرَاهِيم بن هانئ عن مُحَمَّد بن عبد الوهاب، فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث، وبلغ ذلك أبا القاسم ابن بنت أَحْمَد بن منيع، فخرج إلينا يومًا فعرفنا أنه غلط فيه، وأنه أراد أن يكتب حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن هانئ فمرت يده على العادة ورجع عنه، قَالَ أبو بكر:
ورأيت فيه الانكسار والغم، قَالَ أبو بكر: وكان ثقة، رحمه اللَّه.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ الشيباني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان التّميميّ- بدمشق- أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الميانجي، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثّقفيّ السّرّاج، حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا محمّد
ابن عبد الوهاب عن ابن شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ إِذَا كَانُوا جَمِيعًا.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُول: سمعت أبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن غسان يَقُول: سمعت الأردبيلي- وكان من أصحابنا يكتب الحديث ويفهم- قَالَ: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي يدخل في الصحيح؟
قَالَ: نعم! قَالَ حمزة: سألت أبا بكر بن عبدان عَن أَبِي الْقَاسِم عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد البغوي فقَالَ: لا شك أنه يدخل في الصحيح.
حَدَّثَنَا حمزة بن مُحَمَّد بن طاهر الدّقّاق سمعت أبا الْحَسَن الدارقطني يَقُول: كَانَ أَبُو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.
قلت: وذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن البغوي فقَال: ثقة جبل، إمام من الأئمة ثبت، أقل المشايخ خطأ، وكان ابن صاعد أكثر حديثًا من ابن منيع، إلا أن كلام ابن منيع في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الفقيه قَالَ: قَالَ لنا عِيسَى بْن حامد الْقَاضِي:
مات أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد العزيز البغوي يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بن عَلِيّ الخطبي قَالَ: توفي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ منيع الوراق ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة ودفن يوم الفطر وقد استكمل مائة سنة، وثلاث سنين، وشهرًا واحدًا.
قلت: ودفن في مقبرة باب التبن
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه، أبو الْحُسَيْن المقرئ الأصبهاني:
سكن بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن عمر بن حفص، وأَبِي عمرو أَحْمَد بن مُحَمَّد المديني، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، وعبد اللَّه بن محمّد بن جعفر ابن حيّان الأصبهانيّين، ومحمّد بن أبي بكر بن داسة البصري، وأَبِي القاسم الطبراني.
حَدَّثَنَا عنه البرقاني، وعبد الملك بن عُمر الرزاز- وذكر لنا أنه كان عابدًا- والعتيقي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رافع الأنصاريّ عن إسماعيل ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ، فَقَدْ صَغَّرَ مَا عَظَّمَ اللَّهُ، وَعَظَّمَ مَا صَغَّرَ اللَّهُ»
وَقَالَ: «لا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَجِدَ فِيمَنْ يَجِدَ، وَلا يَجْهَلَ فِيمَنْ يَجْهَلَ، وَلَكِنَّهُ يَعْفُو وَيَصْفَحُ لِعِزِّ الْقُرْآنِ»
. سألت العتيقي عنه فقَالَ: كان عبدًا صالِحًا ثقة، ينزل درب نعيم ومن نهر البزّازين.
سكن بغداد وحدث بها عن مُحَمَّد بن عمر بن حفص، وأَبِي عمرو أَحْمَد بن مُحَمَّد المديني، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، وعبد اللَّه بن محمّد بن جعفر ابن حيّان الأصبهانيّين، ومحمّد بن أبي بكر بن داسة البصري، وأَبِي القاسم الطبراني.
حَدَّثَنَا عنه البرقاني، وعبد الملك بن عُمر الرزاز- وذكر لنا أنه كان عابدًا- والعتيقي.
أخبرنا العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رافع الأنصاريّ عن إسماعيل ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ، فَقَدْ صَغَّرَ مَا عَظَّمَ اللَّهُ، وَعَظَّمَ مَا صَغَّرَ اللَّهُ»
وَقَالَ: «لا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَجِدَ فِيمَنْ يَجِدَ، وَلا يَجْهَلَ فِيمَنْ يَجْهَلَ، وَلَكِنَّهُ يَعْفُو وَيَصْفَحُ لِعِزِّ الْقُرْآنِ»
. سألت العتيقي عنه فقَالَ: كان عبدًا صالِحًا ثقة، ينزل درب نعيم ومن نهر البزّازين.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن شَاذَانَ بْن حرب بْن مهران، أبو مُحَمَّد الصيرفي :
وهو أخو أَبِي علي الْحَسَن، سَمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد ابن عبيد العسكري، والْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن فهد الموصلي، ومُحَمَّد بن جعفر زوج الحرة، ونحوهم وكان صدوقًا. روى شيئًا يسيرًا، وكتبنا عنه. مات أبو مُحَمَّد بن شاذان في ليلة الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب الدير.
وهو أخو أَبِي علي الْحَسَن، سَمع أبا بكر بن مالك القطيعي، والحسين بن محمد ابن عبيد العسكري، والْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن فهد الموصلي، ومُحَمَّد بن جعفر زوج الحرة، ونحوهم وكان صدوقًا. روى شيئًا يسيرًا، وكتبنا عنه. مات أبو مُحَمَّد بن شاذان في ليلة الاثنين لثلاث بقين من شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن صبيحة تلك الليلة فِي مقبرة باب الدير.
عبد الملك بن قريب بن عبد الملك، أبو سعيد الأصمعي :
صاحب اللغة، والنحو، والغريب، والأخبار، والملح. سمع عبد الله بن عون، وشعبة بن الحجاج والحمادين، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، ومسعر بن كدام، وسليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد. روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله،
وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وأحمد بن محمد اليزيدي، ونصر بن علي الجهضمي، ورجاء بن الجارود، ومحمّد بن عبد الملك ابن زنجويه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبو العباس الكديمي، في آخرين. وكان من أهل البصرة وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رستم الطبري، حَدَّثَنَا أبو حاتم السجستاني قال: الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبيد الله ابن سعيد العسكريّ، أخبرنا أبو بكر بن دريد، حَدَّثَنَا الرياشي عن الأصمعي.
قال أبو أحمد: وأَخْبَرَنَا الهزاني، عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال لي شعبة:
لو أتفرغ لجئتك قال الأصمعي: وحدث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوي المسواك، فقال له رجل حضره: إنما هو فذوي، فنظر إلي شعبة، فقلت له: القول ما قلت فزجر القائل، هذا لفظ أبي بكر. وقال أبو روق فقال لمخالفة: امش من هاهنا، قال: وهي كلمة من كلام الفتيان. وكان شعبة صاحب شعر قبل الحديث، وكان يحسن.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون التّميميّ- بالكوفة- حَدَّثَنَا أبو الحسين عبد الرحمن بن حامد البلخي- المعروف بابن أبي حفص قال: سمعت محمّد بن سعد يقول: سمعت عمر ابن شبة يقول: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن أحمد المقدمي، حدّثنا أبو محمّد التّميميّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الرّحمن- مولى الأنصار- حَدَّثَنَا الأصمعي قال: بعث إلي محمد الأمين وهو ولي عهد، فصرت إليه. فقال: إن الفضل بن الربيع كتب عن أمير المؤمنين يأمر بحملك إليه على ثلاث دواب من دواب البريد، وبين يدي محمد السندي بن شاهك. فقال له خذه فاحمله وجهزه إلى أمير المؤمنين، فوكل به السندي خليفته
عبد الجبّار، فجهزني وحملني، فلما دخلت الرقة أوصلت إلى الفضل بن الربيع، فقال لي: لا تلقين أحدا ولا تكلمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين، وأنزلني منزلا أقمت فيه يومين- أو ثلاثة- ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين، فجئته فأدخلني على الرشيد وهو جالس متفردا فسلمت، فاستدناني وأمرني بالجلوس فجلست. وقال لي: يا عبد الملك وجهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إلي، وقد أخذتا طرفا من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما وتشير علي فيهما بما هو الصواب عندك، ثم قال: ليمض إلى عاتكة فيقال لها احضري الجاريتين، فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لأجلهما: ما اسمك؟ قالت فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله به في كتابه، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار، والآداب، والأخبار، فسألتها عن حروف من القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو والعروض والأخبار فما قصرت، فقلت: بارك الله فيك، فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشعر فأنشدينا شيئا، فاندفعت في هذا الشعر:
يا غياث البلاد في كل محل ... ما يريد العباد إلا رضاك
لا- ومن شرف الإمام وأعلى- ... ما أطاع الإله عبد عصاك
ومرت في الشعر إلى آخره. فقلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت امرأة في مسك رجل مثلها، وقالت الأخرى فوجدتها دونها، فقلت ما تبلغ هذه منزلتها إلا أنها إن وظب عليها لحقت، فقال: يا عباسي، فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: ليردا إلى عاتكة، ويقال لها تصنع هذه التي وصفتها بالكمال لتحمل إلي الليلة. ثم قال لي: يا عبد الملك أنا ضجر. وقد جلست أحب أن أسمع حديثا أتفرج به، فحَدَّثَنِي بشيء فقلت: لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟ قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين صاحب لنا في بدو بني فلان كنت أغشاه وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست وتسعون سنة أصح الناس ذهنا، وأجودهم أكلا، وأقواهم بدنا، فغبرت عنه زمانا ثم قصدته فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت له: ما شأنك؟ أأصابتك مصيبة؟ قال: لا، قلت: أفمرض عراك؟
قال: لا، قلت: فما سبب هذا التغيير الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حي بني فلان فألفيت عندهم جارية قد لاثت راسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى
قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقع عليه وتنشد هذا الشعر:
محاسنها سهام للمنايا ... مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب المنون لهن سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتقي ... كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبينى عودا أجوفا تحت شنة ... تمتع فيها بين نحرك والذقن
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل فرمت به في وجهي، وبادرت إلى الخباء فدخلت فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي لا تخرج إلي ولا ترجع إلي جوابا، فقلت أنا معها والله كما قال الشّاعر:
فو الله يا سلمى لطال إقامتي ... على غير شيء يا سليمى أراقبه
ثم انصرفت سخين العين، قريح القلب، فهذا الذي ترى بي من التغير من عشقي لها. فضحك الرشيد حتى استلقى. وقال: ويحك يا عبد الملك ابن ست وتسعين سنة يعشق؟ قلت: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، فقال: يا عباسي، فقال الفضل بن الربيع لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: أعط عبد الملك مائة ألف درهم ورده إلى مدينة السلام.
فانصرفت فإذا خادم يحمل شيئا، ومعه جارية تحمل شيئا، فقال: أنا رسول بنتك- يعني الجارية التي وصفتها- وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السلام وتقول: إن أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب هذا نصيبك منها فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع الكثير حتى كانت فتنة محمد، فانقطعت أخبارها عني. وأمر لي الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن محمد الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
قال الأصمعي: دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوما فقال لي: يا أصمعي هل لك من زوجة؟ قلت: لا، قال فجارية؟ قلت جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك جارية نظيفة، قلت إني لمحتاج إلى ذلك، فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه، فخرجت جارية في غاية الحسن والجمال، والهيئة والظرف والمقال، فقال لها: قد وهبتك لهذا،
وقال: يا أصمعي خذها، فشكرته وبكت الجارية، وقالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته، وقبح منظره. وجزعت جزعا شديدا. فقال: يا أصمعي هل لك أن أعوضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك، فأمر لي بألف دينار، ودخلت الجارية، فقال لي يا أصمعي إني أنكرت من هذه الجارية أمرا، فأردت عقوبتها بك، ثم رحمتها منك، قلت: أيها الأمير فهلا أعلمتني قبل ذلك، فإني لم آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفت الخبر لصرت على هيئة خلقتي، فو الله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تنكره منها أبدا ما بقيت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قال: سمعت محمد بن يزيد النحوي يقول: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة، وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي، بالأنساب، والأيام، والأخبار، وكان الأصمعي بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو.
قلت: وقد جمع الفضل بن الرّبيع بن الأصمعي وأبي عبيدة في مجلسه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو العيناء، أَخْبَرَنِي الدعلجي- غلام أبي نواس- قال: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ، حدّثنا أبو القاسم السكوني، حدّثنا أحمد بن أبي موسى، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت جلد، قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين، قال: ثم أمر بإحضار فرس فقال: لأبي عبيدة اقرأ كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع، فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطار، إنما ذا شيء أخذته وسمعته من العرب وألفته. فقال لي: يا أصمعي قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء فأقول:
هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، قال: فأمر لي بالفرس، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن يحيى عن أحمد بن عمر بن بكير النحوي قال: لما قدم الحسن ابن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب، فيخرجون بحضرتي في ذلك، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم فابتدأ الحسن، فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم ووقع عليها، فكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيرا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه، فأفضنا في ذكر الحفاظ فذكرنا الزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى، وإنما نعتمد في قولنا على حكاية عن قوم مضوا ونترك ما نحضره، هاهنا من يقول أنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه، فالتفت الأصمعي فقال: إنما يريدني بهذا القول أيُّها الأمير، والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه، قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع وانا أعيد ما فيها، وما وقع به الأمير على رقعة رقعة على توالي الرقاع، قال: فأمر فأحضر الخازن وأحضرت الرقاع، وإذا الخازن قد شكها على توالي نظر الحسن فيها. فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له بكذا، والرقعة الثانية والثالثة حتى مر في نيف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: يا أيها الرجل اتق على نفسك من العين، فكف الأصمعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزمة البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حَدَّثَنَا العباس بن الفرج- يعني الرياشي- قال:
سمعت الأخفش يقول: ما رأيت أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، فقلت له فأيهما كان أعلم؟ فقال: الأصمعي، لأنه كان معه نحو.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا العباس بْن أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن علي بن عبد الله. وأَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب البصريّ، حدّثنا محمّد بن العلاء الأزديّ، حَدَّثَنَا أبو جزء محمد بن حمدان القشيري
قالا: حدّثنا أبو العيناء، حَدَّثَنِي كيسان قال: قال لي خلف الأحمر: ويلك الزم الأصمعي ودع أبا عبيدة، فإنه أفرس الرجلين بالشعر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
سمعت إسحاق الموصليّ يقول: لم أر كالأصمعيّ يدعي شيئا من العلم، فيكون أحد أعلم به منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الثّابتي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أحمد بن يزيد المهلبي، حَدَّثَنَا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه إسحاق قال: سأل الرشيد عن بيت الراعي:
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ... ودعا فلم أر مثله مخذولا
ما معنى محرما؟ فقال الكسائيّ: أحرم بالحج، فقال الأصمّعي: والله ما كان أحرم بالحج، ولا أراد الشّاعر أنه أيضا في شهر حرام، فيقال: أحرم إذا دخل فيه كما يقال أشهر إذا دخل في الشهر، وأعام إذا دخل في العام، فقال الكسائيّ: ما هو غير هذا؟
وفيم أراد؟ فقال الأصمّعي: ما أراد عديّ بن زيد بقوله:
قتلوا كسرى بليل محرما ... فتولى لم يمتع بكفن
أي أحرام لكسرى؟! فقال الرشيد: فما المعنى؟ قال: كل من لم يأت شيئا يوجب عليه عقوبة فهو محرم لا يحل شيء منه. فقال الرشيد: ما تطاق في الشعر يا أصمعي. ثم قال: لا تعرضوا للأصمعي في الشعر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أحمد الوراق- بِصَيْدَا- قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قال: سمعت أحمد بن عبد الله أبا بكر الشيباني يَقُولُ: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المصري يقول: سمعت أبا الحسن منصورا- يعني ابن إسماعيل الفقيه- يقول:
سمعت الرّبيع بن سليم يقول: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، أخبرنا أبو بكر بن الخيّاط، حدّثنا المبرد، حَدَّثَنَا الرياشي قال: سمعت عمرو بن مرزوق يقول:
رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران. فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه في الظاهر- يعني الأصمعي-.
أنبأنا الحسين بن محمد الرافقي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن يحيى قال: قدم الأصمّعي بغداد وأقام بها مدة، ثم خرج عنها يوم خرج وهو أعلم منه حيث قدم بأضعاف مضاعفة.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزوميّ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، حَدَّثَنَا العباس بن الفرج قال: ركب الأصمعي حمارا دميما فقيل له أبعد براذين الخلفاء تركب هذا؟! فقال متمثلا:
ولما أبت إلا طرافا بودها ... وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدر ... وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا- وأملك ديني ونفسي-، أحب إلي من ذلك مع ذهابهما.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حَدَّثَنَا نصر بن علي قال: سمعت الأصمعي يقول لعفان- وجعل يعرض عليه شيئا من الحديث- فقال: اتق الله يا عفان ولا تغير حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولي. قال نصر:
وكان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما يتقي أن يفسر القرآن.
وَقَالَ الْكَرَجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُولُ:
أَهْدَيْتُ إِلَى الأَصْمَعِيِّ قَدَحًا من هذه السجزية، فجعل ينظر إليه وَيَقُولُ مَا أَحْسَنَهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أن فِيهِ عِرْقًا مِنَ الْفِضَّةِ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ وقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُشْرَبَ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا الصولي، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: قال الجاحظ: كان الاصمعي مانيا. فقال له العباس بن رستم: لا والله ولكن نذكر حين جلست إليه تساله، فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة بحديد، ويقول نعم: قناع القدري نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك فقمت.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز- على شك داخلني فيه- أخبرنا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّهِ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أهل البصرة أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة، أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب، والأصمّعي.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: سمعت أبا أمية يقول: سمعت أحمد بن حنبل يثني على الأصمعي في السنة. قال: وسمعت علي بن المديني يثني عليه.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَمرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن هارون السّمرقنديّ- بتنيس- حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم ابن مسلم الطرسوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبو الحديد عبد الوهاب بن سعد، أخبرنا علي بن الحسين بن خلف، حدّثنا علي بن محمّد بن حيون الأنصاريّ، حدّثنا محمّد بن أبي ذكير الأسواني قال:
سمعت الشافعي يقول: ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني.
وأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن صدقة قَالا:
حَدَّثَنَا ابن أَبِي خَيْثَمَة قَالَ: سَمِعْتُ يحيى بن معين يقول: الأصمعي ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن الأصمعي فقال: صدوق.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: مات الأصمّعي سنة ست عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد ابن عثمان السواق قالوا: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قَالَ: سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات الأصمعي.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن يعقوب الكاتب، حدّثني محمّد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: كنا في جنازة الأصمّعي سنة خمس عشرة ومائتين، فحدّثني أبو قلابة الجرمي الشّاعر، وأنشدني لنفسه:
لعن الله أعظما حملوها ... نحو دار البلى على خشبات
أعظما تبغض النبي وأهل ال ... بيت والطيّبين والطيّبات
وجذبني من الجانب الآخر أبو العالية الشّاميّ فأنشدني:
لا در در نبات الأرض إذ فجعت ... بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا
عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى ... في الناس منه ولا من علمه خلفا
قال: فعجبت من اختلافهما فيه.
حدّثني الأزهري- لفظا- حَدَّثَنَا محمد بن العباس. وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ- قراءة- أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا: حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أحمد بن أبي طاهر، حَدَّثَنِي محمد بن أبي العتاهية قال: لما بلغ أبي موت الأصمعي جزع عليه ورثاه فقال:
لهفي لفقد الأصمعي لقد مضى ... حميدا له في كل صالحة سهم
تقضت بشاشات المجالس بعده ... وودعنا إذ ودع الإنس والعلم
وقد كان نجم العلم فينا حياته ... فلما انقضت أيامه أفل النجم
قلت: وبلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيا وثمانين سنة، وكانت وفاته بالبصرة.
صاحب اللغة، والنحو، والغريب، والأخبار، والملح. سمع عبد الله بن عون، وشعبة بن الحجاج والحمادين، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، ومسعر بن كدام، وسليمان بن المغيرة، وقرة بن خالد. روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله،
وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وأحمد بن محمد اليزيدي، ونصر بن علي الجهضمي، ورجاء بن الجارود، ومحمّد بن عبد الملك ابن زنجويه، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ويعقوب بن سفيان الفسوي، وبشر بن موسى الأسدي، وأبو العباس الكديمي، في آخرين. وكان من أهل البصرة وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أَخْبَرَنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن سيف الكاتب، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رستم الطبري، حَدَّثَنَا أبو حاتم السجستاني قال: الأصمعي عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبيد الله ابن سعيد العسكريّ، أخبرنا أبو بكر بن دريد، حَدَّثَنَا الرياشي عن الأصمعي.
قال أبو أحمد: وأَخْبَرَنَا الهزاني، عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال لي شعبة:
لو أتفرغ لجئتك قال الأصمعي: وحدث يوما شعبة بحديث فقال فيه: فذوي المسواك، فقال له رجل حضره: إنما هو فذوي، فنظر إلي شعبة، فقلت له: القول ما قلت فزجر القائل، هذا لفظ أبي بكر. وقال أبو روق فقال لمخالفة: امش من هاهنا، قال: وهي كلمة من كلام الفتيان. وكان شعبة صاحب شعر قبل الحديث، وكان يحسن.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن هارون التّميميّ- بالكوفة- حَدَّثَنَا أبو الحسين عبد الرحمن بن حامد البلخي- المعروف بابن أبي حفص قال: سمعت محمّد بن سعد يقول: سمعت عمر ابن شبة يقول: سمعت الأصمعي يقول: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
أخبرني الأزهريّ، حَدَّثَنَا محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ، حدّثنا محمّد بن أحمد المقدمي، حدّثنا أبو محمّد التّميميّ، حدّثنا محمّد ابن عبد الرّحمن- مولى الأنصار- حَدَّثَنَا الأصمعي قال: بعث إلي محمد الأمين وهو ولي عهد، فصرت إليه. فقال: إن الفضل بن الربيع كتب عن أمير المؤمنين يأمر بحملك إليه على ثلاث دواب من دواب البريد، وبين يدي محمد السندي بن شاهك. فقال له خذه فاحمله وجهزه إلى أمير المؤمنين، فوكل به السندي خليفته
عبد الجبّار، فجهزني وحملني، فلما دخلت الرقة أوصلت إلى الفضل بن الربيع، فقال لي: لا تلقين أحدا ولا تكلمه حتى أوصلك إلى أمير المؤمنين، وأنزلني منزلا أقمت فيه يومين- أو ثلاثة- ثم استحضرني فقال: جئني وقت المغرب حتى أدخلك على أمير المؤمنين، فجئته فأدخلني على الرشيد وهو جالس متفردا فسلمت، فاستدناني وأمرني بالجلوس فجلست. وقال لي: يا عبد الملك وجهت إليك بسبب جاريتين أهديتا إلي، وقد أخذتا طرفا من الأدب، أحببت أن تبور ما عندهما وتشير علي فيهما بما هو الصواب عندك، ثم قال: ليمض إلى عاتكة فيقال لها احضري الجاريتين، فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لأجلهما: ما اسمك؟ قالت فلانة، قلت: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله به في كتابه، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار، والآداب، والأخبار، فسألتها عن حروف من القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو والعروض والأخبار فما قصرت، فقلت: بارك الله فيك، فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه، فإن كنت تقرضين الشعر فأنشدينا شيئا، فاندفعت في هذا الشعر:
يا غياث البلاد في كل محل ... ما يريد العباد إلا رضاك
لا- ومن شرف الإمام وأعلى- ... ما أطاع الإله عبد عصاك
ومرت في الشعر إلى آخره. فقلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت امرأة في مسك رجل مثلها، وقالت الأخرى فوجدتها دونها، فقلت ما تبلغ هذه منزلتها إلا أنها إن وظب عليها لحقت، فقال: يا عباسي، فقال الفضل: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: ليردا إلى عاتكة، ويقال لها تصنع هذه التي وصفتها بالكمال لتحمل إلي الليلة. ثم قال لي: يا عبد الملك أنا ضجر. وقد جلست أحب أن أسمع حديثا أتفرج به، فحَدَّثَنِي بشيء فقلت: لأي الحديث يقصد أمير المؤمنين؟ قال: لما شاهدت وسمعت من أعاجيب الناس وطرائف أخبارهم. فقلت: يا أمير المؤمنين صاحب لنا في بدو بني فلان كنت أغشاه وأتحدث إليه، وقد أتت عليه ست وتسعون سنة أصح الناس ذهنا، وأجودهم أكلا، وأقواهم بدنا، فغبرت عنه زمانا ثم قصدته فوجدته ناحل البدن، كاسف البال، متغير الحال، فقلت له: ما شأنك؟ أأصابتك مصيبة؟ قال: لا، قلت: أفمرض عراك؟
قال: لا، قلت: فما سبب هذا التغيير الذي أراه بك؟ فقال: قصدت بعض القرابة في حي بني فلان فألفيت عندهم جارية قد لاثت راسها، وطلت بالورس ما بين قرنها إلى
قدمها، وعليها قميص وقناع مصبوغان، وفي عنقها طبل توقع عليه وتنشد هذا الشعر:
محاسنها سهام للمنايا ... مريشة بأنواع الخطوب
برى ريب المنون لهن سهما ... تصيب بنصله مهج القلوب
فأجبتها:
قفي شفتي في موضع الطبل ترتقي ... كما قد أبحت الطبل في جيدك الحسن
هبينى عودا أجوفا تحت شنة ... تمتع فيها بين نحرك والذقن
فلما سمعت الشعر مني نزعت الطبل فرمت به في وجهي، وبادرت إلى الخباء فدخلت فلم أزل واقفا إلى أن حميت الشمس على مفرق رأسي لا تخرج إلي ولا ترجع إلي جوابا، فقلت أنا معها والله كما قال الشّاعر:
فو الله يا سلمى لطال إقامتي ... على غير شيء يا سليمى أراقبه
ثم انصرفت سخين العين، قريح القلب، فهذا الذي ترى بي من التغير من عشقي لها. فضحك الرشيد حتى استلقى. وقال: ويحك يا عبد الملك ابن ست وتسعين سنة يعشق؟ قلت: قد كان هذا يا أمير المؤمنين، فقال: يا عباسي، فقال الفضل بن الربيع لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: أعط عبد الملك مائة ألف درهم ورده إلى مدينة السلام.
فانصرفت فإذا خادم يحمل شيئا، ومعه جارية تحمل شيئا، فقال: أنا رسول بنتك- يعني الجارية التي وصفتها- وهذه جاريتها، وهي تقرأ عليك السلام وتقول: إن أمير المؤمنين أمر لي بمال وثياب هذا نصيبك منها فإذا المال ألف دينار، وهي تقول: لن نخليك من المواصلة بالبر، فلم تزل تتعهدني بالبر الواسع الكثير حتى كانت فتنة محمد، فانقطعت أخبارها عني. وأمر لي الفضل بن الربيع من ماله بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن محمد الجازري، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
قال الأصمعي: دخلت على جعفر بن يحيى بن خالد يوما فقال لي: يا أصمعي هل لك من زوجة؟ قلت: لا، قال فجارية؟ قلت جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك جارية نظيفة، قلت إني لمحتاج إلى ذلك، فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه، فخرجت جارية في غاية الحسن والجمال، والهيئة والظرف والمقال، فقال لها: قد وهبتك لهذا،
وقال: يا أصمعي خذها، فشكرته وبكت الجارية، وقالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته، وقبح منظره. وجزعت جزعا شديدا. فقال: يا أصمعي هل لك أن أعوضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك، فأمر لي بألف دينار، ودخلت الجارية، فقال لي يا أصمعي إني أنكرت من هذه الجارية أمرا، فأردت عقوبتها بك، ثم رحمتها منك، قلت: أيها الأمير فهلا أعلمتني قبل ذلك، فإني لم آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفت الخبر لصرت على هيئة خلقتي، فو الله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تنكره منها أبدا ما بقيت.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أخبرنا محمّد بن عمران المرزبانيّ، أَخْبَرَنَا محمد بن العباس قال: سمعت محمد بن يزيد النحوي يقول: كان أبو زيد الأنصاري صاحب لغة، وغريب ونحو، وكان أكثر من الأصمعي في النحو، وكان أبو عبيدة أعلم من أبي زيد والأصمعي، بالأنساب، والأيام، والأخبار، وكان الأصمعي بحرا في اللغة لا يعرف مثله فيها وفي كثرة الرواية، وكان دون أبي زيد في النحو.
قلت: وقد جمع الفضل بن الرّبيع بن الأصمعي وأبي عبيدة في مجلسه.
أَخْبَرَنَا أَبُو يعلى أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثنا أبو العيناء، أَخْبَرَنِي الدعلجي- غلام أبي نواس- قال: قيل لأبي نواس: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ، حدّثنا أبو القاسم السكوني، حدّثنا أحمد بن أبي موسى، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: قال الأصمعي: دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع فقال: يا أصمعي كم كتابك في الخيل؟ قال: قلت جلد، قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين، قال: ثم أمر بإحضار فرس فقال: لأبي عبيدة اقرأ كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع، فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطار، إنما ذا شيء أخذته وسمعته من العرب وألفته. فقال لي: يا أصمعي قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس، ثم وضعت يدي على ناصيته، فجعلت أقبض منه بشيء شيء فأقول:
هذا اسمه كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، قال: فأمر لي بالفرس، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته.
أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن يحيى عن أحمد بن عمر بن بكير النحوي قال: لما قدم الحسن ابن سهل العراق قال: أحب أن أجمع قوما من أهل الأدب، فيخرجون بحضرتي في ذلك، فحضر أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، ونصر بن علي الجهضمي، وحضرت معهم فابتدأ الحسن، فنظر في رقاع كانت بين يديه للناس في حاجاتهم ووقع عليها، فكانت خمسين رقعة، ثم أمر فدفعت إلى الخازن، ثم أقبل علينا فقال: قد فعلنا خيرا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفعه من أمور الناس والرعية، فنأخذ الآن فيما نحتاج إليه، فأفضنا في ذكر الحفاظ فذكرنا الزهري، وقتادة، ومررنا، فالتفت أبو عبيدة فقال: ما الغرض أيها الأمير في ذكر ما مضى، وإنما نعتمد في قولنا على حكاية عن قوم مضوا ونترك ما نحضره، هاهنا من يقول أنه ما قرأ كتابا قط فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عنه، فالتفت الأصمعي فقال: إنما يريدني بهذا القول أيُّها الأمير، والأمر في ذلك على ما حكى، وأنا أقرب عليه، قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع وانا أعيد ما فيها، وما وقع به الأمير على رقعة رقعة على توالي الرقاع، قال: فأمر فأحضر الخازن وأحضرت الرقاع، وإذا الخازن قد شكها على توالي نظر الحسن فيها. فقال الأصمعي: سأل صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فوقع له بكذا، والرقعة الثانية والثالثة حتى مر في نيف وأربعين رقعة، فالتفت إليه نصر بن علي فقال: يا أيها الرجل اتق على نفسك من العين، فكف الأصمعي.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزمة البزاز، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي، حَدَّثَنَا العباس بن الفرج- يعني الرياشي- قال:
سمعت الأخفش يقول: ما رأيت أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي وخلف، فقلت له فأيهما كان أعلم؟ فقال: الأصمعي، لأنه كان معه نحو.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي، حَدَّثَنَا العباس بْن أَحْمَد بْن الفضل الهاشمي، حَدَّثَنَا إبراهيم بن علي بن عبد الله. وأَخْبَرَنَا القاضي أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حبيب البصريّ، حدّثنا محمّد بن العلاء الأزديّ، حَدَّثَنَا أبو جزء محمد بن حمدان القشيري
قالا: حدّثنا أبو العيناء، حَدَّثَنِي كيسان قال: قال لي خلف الأحمر: ويلك الزم الأصمعي ودع أبا عبيدة، فإنه أفرس الرجلين بالشعر.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ:
سمعت إسحاق الموصليّ يقول: لم أر كالأصمعيّ يدعي شيئا من العلم، فيكون أحد أعلم به منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو نصر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الثّابتي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أحمد بن يزيد المهلبي، حَدَّثَنَا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه إسحاق قال: سأل الرشيد عن بيت الراعي:
قتلوا ابن عفان الخليفة محرما ... ودعا فلم أر مثله مخذولا
ما معنى محرما؟ فقال الكسائيّ: أحرم بالحج، فقال الأصمّعي: والله ما كان أحرم بالحج، ولا أراد الشّاعر أنه أيضا في شهر حرام، فيقال: أحرم إذا دخل فيه كما يقال أشهر إذا دخل في الشهر، وأعام إذا دخل في العام، فقال الكسائيّ: ما هو غير هذا؟
وفيم أراد؟ فقال الأصمّعي: ما أراد عديّ بن زيد بقوله:
قتلوا كسرى بليل محرما ... فتولى لم يمتع بكفن
أي أحرام لكسرى؟! فقال الرشيد: فما المعنى؟ قال: كل من لم يأت شيئا يوجب عليه عقوبة فهو محرم لا يحل شيء منه. فقال الرشيد: ما تطاق في الشعر يا أصمعي. ثم قال: لا تعرضوا للأصمعي في الشعر.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عِيَاضٍ الْقَاضِي- بِصُورَ- وَأَبُو نَصْرٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن أحمد الوراق- بِصَيْدَا- قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ قال: سمعت أحمد بن عبد الله أبا بكر الشيباني يَقُولُ: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المصري يقول: سمعت أبا الحسن منصورا- يعني ابن إسماعيل الفقيه- يقول:
سمعت الرّبيع بن سليم يقول: سمعت الشافعي يقول: ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أبو العلاء الواسطي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر التّميميّ، أخبرنا أبو بكر بن الخيّاط، حدّثنا المبرد، حَدَّثَنَا الرياشي قال: سمعت عمرو بن مرزوق يقول:
رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران. فقال يونس: الحق مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه في الظاهر- يعني الأصمعي-.
أنبأنا الحسين بن محمد الرافقي، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حَدَّثَنِي أبو العباس أحمد بن يحيى قال: قدم الأصمّعي بغداد وأقام بها مدة، ثم خرج عنها يوم خرج وهو أعلم منه حيث قدم بأضعاف مضاعفة.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن القاسم المخزوميّ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن يحيى الصولي، حدّثنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، حَدَّثَنَا العباس بن الفرج قال: ركب الأصمعي حمارا دميما فقيل له أبعد براذين الخلفاء تركب هذا؟! فقال متمثلا:
ولما أبت إلا طرافا بودها ... وتكديرها الشرب الذي كان صافيا
شربنا برنق من هواها مكدر ... وليس يعاف الرنق من كان صاديا
هذا- وأملك ديني ونفسي-، أحب إلي من ذلك مع ذهابهما.
أَخْبَرَنَا علي بن طلحة المقرئ، أَخبرنا أَبُو الفتح مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الغازي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، حَدَّثَنَا نصر بن علي قال: سمعت الأصمعي يقول لعفان- وجعل يعرض عليه شيئا من الحديث- فقال: اتق الله يا عفان ولا تغير حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولي. قال نصر:
وكان الأصمعي يتقي أن يفسر حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما يتقي أن يفسر القرآن.
وَقَالَ الْكَرَجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُولُ:
أَهْدَيْتُ إِلَى الأَصْمَعِيِّ قَدَحًا من هذه السجزية، فجعل ينظر إليه وَيَقُولُ مَا أَحْسَنَهُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أن فِيهِ عِرْقًا مِنَ الْفِضَّةِ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ وقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُشْرَبَ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ.
أَخْبَرَنَا الحسين بن علي الصيمري، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثنا الصولي، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: قال الجاحظ: كان الاصمعي مانيا. فقال له العباس بن رستم: لا والله ولكن نذكر حين جلست إليه تساله، فجعل يأخذ نعله بيده وهي مخصوفة بحديد، ويقول نعم: قناع القدري نعم قناع القدري، فعلمت أنه يعنيك فقمت.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا محمد بن العباس الخزاز- على شك داخلني فيه- أخبرنا أَبُو مزاحم مُوسَى بْن عُبَيْد اللَّهِ قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: كان أهل البصرة أهل العربية، منهم أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة، أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد ويونس بن حبيب، والأصمّعي.
أخبرنا البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني قال: سمعت أبا أمية يقول: سمعت أحمد بن حنبل يثني على الأصمعي في السنة. قال: وسمعت علي بن المديني يثني عليه.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، أخبرنا أبي، حَدَّثَنَا أَبُو عَمرو عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن هارون السّمرقنديّ- بتنيس- حدّثنا أبو أميّة محمّد بن إبراهيم ابن مسلم الطرسوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يثنيان على الأصمعي في السنة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، حَدَّثَنَا أبو الحديد عبد الوهاب بن سعد، أخبرنا علي بن الحسين بن خلف، حدّثنا علي بن محمّد بن حيون الأنصاريّ، حدّثنا محمّد بن أبي ذكير الأسواني قال:
سمعت الشافعي يقول: ما رأيت بذلك العسكر أصدق لهجة من الأصمعي.
أَخْبَرَنَا الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزعفراني.
وأَخْبَرَنَا عُبَيْد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بن صدقة قَالا:
حَدَّثَنَا ابن أَبِي خَيْثَمَة قَالَ: سَمِعْتُ يحيى بن معين يقول: الأصمعي ثقة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داود عن الأصمعي فقال: صدوق.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: مات الأصمّعي سنة ست عشرة ومائتين.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهري والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد ابن عثمان السواق قالوا: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القرشي قَالَ: سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات الأصمعي.
أَخْبَرَنِي أحمد بن محمد بن يعقوب الكاتب، حدّثني محمّد بن عبيد الله بن الفضل، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم، حَدَّثَنَا أبو العيناء قال: كنا في جنازة الأصمّعي سنة خمس عشرة ومائتين، فحدّثني أبو قلابة الجرمي الشّاعر، وأنشدني لنفسه:
لعن الله أعظما حملوها ... نحو دار البلى على خشبات
أعظما تبغض النبي وأهل ال ... بيت والطيّبين والطيّبات
وجذبني من الجانب الآخر أبو العالية الشّاميّ فأنشدني:
لا در در نبات الأرض إذ فجعت ... بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا
عش ما بدا لك في الدنيا فلست ترى ... في الناس منه ولا من علمه خلفا
قال: فعجبت من اختلافهما فيه.
حدّثني الأزهري- لفظا- حَدَّثَنَا محمد بن العباس. وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ- قراءة- أخبرنا محمّد بن العبّاس قالا: حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أحمد بن أبي طاهر، حَدَّثَنِي محمد بن أبي العتاهية قال: لما بلغ أبي موت الأصمعي جزع عليه ورثاه فقال:
لهفي لفقد الأصمعي لقد مضى ... حميدا له في كل صالحة سهم
تقضت بشاشات المجالس بعده ... وودعنا إذ ودع الإنس والعلم
وقد كان نجم العلم فينا حياته ... فلما انقضت أيامه أفل النجم
قلت: وبلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيا وثمانين سنة، وكانت وفاته بالبصرة.
عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، أبو مُحَمَّد الفارسي النحوي :
حدث عن أَحْمَد بن الحباب الحميري، ويعقوب بن سفيان النسوي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ويَحْيَى بْن أَبِي طالب، والقاسم بن المغيرة الجوهري، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحنيني، وأَبِي قلابة الرقاشي، وعَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، وعبد الكريم بْن الهيثم العاقولي، وأَبِي العباس المبرد، وعبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة.
وكان فسويًّا سكن بغداد إلى حين وفاته، وحمل عنه من علوم الأدب كتب عدة
صنفها، منها تفسير كتاب الجرمي، ومنها كتابه في النحو الذي يدعى الإرشاد، ومنها كتابه في الهجاء وهو من أحسن كتبه.
وروى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، والدارقطني وابن شاهين، وأبو عبيد اللَّه المرزباني، ومنصور بن ملاعب الصيرفي، وغيرهم من المتقدمين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الحسين بْن الفضل، وأبو علي بْن شاذان.
سمعت هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، ذكر ابن درستويه وضعفه وقَالَ: بلغني أنه قيل له حَدِّثْ عن عباس الدوري حديثًا ونحن نعطيك درهما ففعل ولم يكن سمع من عباس. وهذه الحكاية باطلة لأن أبا مُحَمَّد بن درستويه كان أرفع قدرًا من أن يكذب لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير؟ وقد حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه بأمالي أملاها في جامع المدينة، وفيها عن عباس الدوري أحاديث عدة.
سألت البرقاني عن ابن درستويه فقَالَ: ضعفوه، لأنه لما روى كتاب التاريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك، وقَالُوا له إنما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديمًا فمتى سمعته منه؟! وفي هذا القول نظر، لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم، وعنده عن عليّ بن المديني وطبقته، فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره.
مع أن أبا القاسم الأزهري قد حَدَّثَنِي قَالَ: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الآبنوسي، فرأيته أصلًا حسنًا، ووجدت سماعه فيه صحيحًا.
وسألت أبا سعد الْحُسَيْن بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقَالَ: ثقة ثقة. حَدَّثَنَا عنه أبو عبيد اللَّه بن منده الحافظ بغير شيء، وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يسأل أبا مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ- وأنا حاضر- فقَالَ لَهُ: فِي أي سنة ولدت؟ فَقَالَ: فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطان- لفظًا- والْحَسَن بن أَبِي بكر- قراءة عليه- قَالَا:
توفي عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه يوم الاثنين لسِتٍّ بقين من صفر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
حدث عن أَحْمَد بن الحباب الحميري، ويعقوب بن سفيان النسوي، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري، ويَحْيَى بْن أَبِي طالب، والقاسم بن المغيرة الجوهري، ومُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحنيني، وأَبِي قلابة الرقاشي، وعَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن منصور الحارثي، وعبد الكريم بْن الهيثم العاقولي، وأَبِي العباس المبرد، وعبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة.
وكان فسويًّا سكن بغداد إلى حين وفاته، وحمل عنه من علوم الأدب كتب عدة
صنفها، منها تفسير كتاب الجرمي، ومنها كتابه في النحو الذي يدعى الإرشاد، ومنها كتابه في الهجاء وهو من أحسن كتبه.
وروى عنه مُحَمَّد بْن المظفر، والدارقطني وابن شاهين، وأبو عبيد اللَّه المرزباني، ومنصور بن ملاعب الصيرفي، وغيرهم من المتقدمين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وَأبو الحسين بْن الفضل، وأبو علي بْن شاذان.
سمعت هبة اللَّه بن الْحَسَن الطبري، ذكر ابن درستويه وضعفه وقَالَ: بلغني أنه قيل له حَدِّثْ عن عباس الدوري حديثًا ونحن نعطيك درهما ففعل ولم يكن سمع من عباس. وهذه الحكاية باطلة لأن أبا مُحَمَّد بن درستويه كان أرفع قدرًا من أن يكذب لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير؟ وقد حَدَّثَنَا عنه ابن رزقويه بأمالي أملاها في جامع المدينة، وفيها عن عباس الدوري أحاديث عدة.
سألت البرقاني عن ابن درستويه فقَالَ: ضعفوه، لأنه لما روى كتاب التاريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك، وقَالُوا له إنما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديمًا فمتى سمعته منه؟! وفي هذا القول نظر، لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم، وعنده عن عليّ بن المديني وطبقته، فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره.
مع أن أبا القاسم الأزهري قد حَدَّثَنِي قَالَ: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الآبنوسي، فرأيته أصلًا حسنًا، ووجدت سماعه فيه صحيحًا.
وسألت أبا سعد الْحُسَيْن بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقَالَ: ثقة ثقة. حَدَّثَنَا عنه أبو عبيد اللَّه بن منده الحافظ بغير شيء، وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يسأل أبا مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ- وأنا حاضر- فقَالَ لَهُ: فِي أي سنة ولدت؟ فَقَالَ: فِي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القطان- لفظًا- والْحَسَن بن أَبِي بكر- قراءة عليه- قَالَا:
توفي عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه يوم الاثنين لسِتٍّ بقين من صفر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان بن داود بن زياد بن مُعَلَّى ابن الأشعث، أبو جعفر الفارسي:
روى عَنْ أَبِيهِ عَنْ يعقوب بْن سُفْيَان كتاب الزوال وحدث أيضا عن النعمان بن أحمد الواسطيّ، حدّثنا عنه البرقانيّ، والأزهري، والعتيقي.
حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان الفارسيّ، حدّثنا النعمان بن أحمد- سنة أربع وثلاثمائة- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا جعفر بن جسر، حدّثني أبي جسر، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُكَ قَطُّ أَحْسَنَ بِشْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ! قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي وَهَذَا الْمَلَكُ بَعَثَهُ اللَّهُ آنِفًا إِلَيَّ- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ- يَقُولُ لِي: يَا مُحَمَّدُ أَمَا يُرْضِيكَ أَنْ لا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَنَا وَمَلائِكَتِي عَشْرًا، وَلا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا سَلَّمْتُ أنا وملائكتي عليه عشرا» .
قَالَ لي الأزهري: سمعت من أَبِي جعفر بن شاذان الفارسي في منزلنا في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قلت: فكيف حاله؟ قَالَ: ثقة.
روى عَنْ أَبِيهِ عَنْ يعقوب بْن سُفْيَان كتاب الزوال وحدث أيضا عن النعمان بن أحمد الواسطيّ، حدّثنا عنه البرقانيّ، والأزهري، والعتيقي.
حدّثنا أحمد بن محمّد العتيقي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان الفارسيّ، حدّثنا النعمان بن أحمد- سنة أربع وثلاثمائة- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ، حدّثنا جعفر بن جسر، حدّثني أبي جسر، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفْتُ الْبِشْرَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْتُكَ قَطُّ أَحْسَنَ بِشْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ! قَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي وَهَذَا الْمَلَكُ بَعَثَهُ اللَّهُ آنِفًا إِلَيَّ- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ- يَقُولُ لِي: يَا مُحَمَّدُ أَمَا يُرْضِيكَ أَنْ لا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ أَنَا وَمَلائِكَتِي عَشْرًا، وَلا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا سَلَّمْتُ أنا وملائكتي عليه عشرا» .
قَالَ لي الأزهري: سمعت من أَبِي جعفر بن شاذان الفارسي في منزلنا في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قلت: فكيف حاله؟ قَالَ: ثقة.
عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان أبو محمد النحوي الفارسي.
حدث بالتاريخ عن يعقوب بن سفيان الفسوي وحدث عن عباس بن محمد الدوري وأحمد بن الحباب الحميري ويحيى بن أبي طالب والقاسم بن المغيرة الجوهري وأبي قلابة الرقاشي والمبرد.
سمع منه أبو الحسن الدارقطني وأبو الحسين بن المظفر وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأثنى عليه أبو عبد الله بن منده الأصبهاني مولده سنة ثمان وخمسين ومائتين
قال الخطيب وحدثنا عنه أبو الحسن محمد بن رزقويه وأبو الحسين بن الفضل وأبو علي بن شاذان.
أخبرنا أحمد بن الحسن قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ أحمد بن علي قال سألت البرقاني عن ابن درستويه فقال ضعفوه لأنه لما روى كتاب التاريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه وقالوا له إنما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديما فمتى سمعته قال الخطيب وفي هذا القول نظر لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم وعنده عن علي بن المديني وطبقته فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني قال رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الآبنوسي فرأيته اصلا حسنا ووجدت سماعه في صحيحا.
قال الخطيب: وسألت أبا سعد الحسين بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقال ثقة ثقة حدثنا عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ بغير شيء وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: سمعت أبي يسأل أبا محمد بن درستويه النحوي وأنا حاضر فقال له: في أي سنة ولدت؟ فقال: في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان لفظا والحسن بن أبي بكر
قراءة عليه قالا توفي عبد الله بن جعفر بن درستويه يوم الإثنين لست بقين من صفر من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
حدث بالتاريخ عن يعقوب بن سفيان الفسوي وحدث عن عباس بن محمد الدوري وأحمد بن الحباب الحميري ويحيى بن أبي طالب والقاسم بن المغيرة الجوهري وأبي قلابة الرقاشي والمبرد.
سمع منه أبو الحسن الدارقطني وأبو الحسين بن المظفر وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأثنى عليه أبو عبد الله بن منده الأصبهاني مولده سنة ثمان وخمسين ومائتين
قال الخطيب وحدثنا عنه أبو الحسن محمد بن رزقويه وأبو الحسين بن الفضل وأبو علي بن شاذان.
أخبرنا أحمد بن الحسن قال أنبأ أبو منصور القزاز قال أنبأ أحمد بن علي قال سألت البرقاني عن ابن درستويه فقال ضعفوه لأنه لما روى كتاب التاريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه وقالوا له إنما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديما فمتى سمعته قال الخطيب وفي هذا القول نظر لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم وعنده عن علي بن المديني وطبقته فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني قال رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الآبنوسي فرأيته اصلا حسنا ووجدت سماعه في صحيحا.
قال الخطيب: وسألت أبا سعد الحسين بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقال ثقة ثقة حدثنا عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ بغير شيء وسألته عنه فأثنى عليه ووثقه أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: سمعت أبي يسأل أبا محمد بن درستويه النحوي وأنا حاضر فقال له: في أي سنة ولدت؟ فقال: في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
حدثنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان لفظا والحسن بن أبي بكر
قراءة عليه قالا توفي عبد الله بن جعفر بن درستويه يوم الإثنين لست بقين من صفر من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
عبد الله بن السَّائِب بن أبي السَّائِب وَاسم أبي السَّائِب صَيْفِي بن عَائِذ بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم كنيته أَبُو عبد الرحمن عداده فِي أهل مَكَّة مَاتَ فِي زمن عبد الله بن الزبير
سمع النَّبِي صلى الله عيله وَسلم
روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن سُفْيَان وعبد الله بن عَمْرو وعبد الله بن الْمسيب العائذي فِي الصَّلَاة
سمع النَّبِي صلى الله عيله وَسلم
روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن سُفْيَان وعبد الله بن عَمْرو وعبد الله بن الْمسيب العائذي فِي الصَّلَاة
عَبْد اللَّه بْن السَّائِب بْن أبي السَّائِب بْن عَائِذ بْن عَبْد اللَّه بن عمر بن مَخْزُوم القارىء كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عداده فِي أهل مَكَّة
مَاتَ فِي زمن عَبْد اللَّه بْن الزبير وَكَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة أمه رَملَة بنت عُرْوَة بْن ربيعَة بْن مَالك بْن ريَاح وَاسم أبي السَّائِب جده الصيفي
مَاتَ فِي زمن عَبْد اللَّه بْن الزبير وَكَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة أمه رَملَة بنت عُرْوَة بْن ربيعَة بْن مَالك بْن ريَاح وَاسم أبي السَّائِب جده الصيفي
عبد الله بْن السائب بْن أَبِي السائب.
واسم أَبِي السائب صيفي من عائذ ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، الْمَخْزُومِيّ، القارئ، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيل: أَبَا السائب، يعرف بالقارئ أخذ عَنْهُ أهل مكة القراءة، وعليه قرأ مُجَاهِد وغيره من قراء أهل مكة، سكن مكة، وتوفي بها قبل قتل ابْن الزُّبَيْر بيسير. وقيل: إنه مولى مجاهد. وقيل: إن مجاهدا مولى قَيْس بْن السائب، وسنذكر ذَلِكَ فِي باب قَيْس إن شاء الله تعالى.
حدثني خلف بن قاسم، وعلي بن إبراهيم، قالا: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا علي بن سَعِيد بْن بشير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم بْن أَبِي بزة، قَالَ: سمعت عكرمة بْن سُلَيْمَان بْن عَامِر يَقُول: قرأت على إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسطنطين مولى بني الميسرة موالي الْعَاص بْن هِشَام، قَالَ لي: قرأت على عَبْد اللَّهِ بْن كَثِير مولى بني عَلْقَمَة أَنَّهُ قرأ على مُجَاهِد بْن جبر أَبِي الْحَجَّاج مولى عَبْد اللَّهِ بْن السائب الْمَخْزُومِيّ. وقال هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي: وَكَانَ شُرَيْك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ:
كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الجاهلية السائب بْن أَبِي السائب، وَقَالَ غيرهما: كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الجاهلية قيس ابن السائب. وقد جاء بذلك كله الأثر، اختلف فيه على مجاهد. ومن حديث
عَبْد اللَّهِ بْن السائب هَذَا قَالَ: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بمكة، فافتتح سورة المؤمنين، فلما أتى على ذكر مُوسَى وهارون أخذته سعلة فركع.
واسم أَبِي السائب صيفي من عائذ ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، الْمَخْزُومِيّ، القارئ، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيل: أَبَا السائب، يعرف بالقارئ أخذ عَنْهُ أهل مكة القراءة، وعليه قرأ مُجَاهِد وغيره من قراء أهل مكة، سكن مكة، وتوفي بها قبل قتل ابْن الزُّبَيْر بيسير. وقيل: إنه مولى مجاهد. وقيل: إن مجاهدا مولى قَيْس بْن السائب، وسنذكر ذَلِكَ فِي باب قَيْس إن شاء الله تعالى.
حدثني خلف بن قاسم، وعلي بن إبراهيم، قالا: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا علي بن سَعِيد بْن بشير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم بْن أَبِي بزة، قَالَ: سمعت عكرمة بْن سُلَيْمَان بْن عَامِر يَقُول: قرأت على إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسطنطين مولى بني الميسرة موالي الْعَاص بْن هِشَام، قَالَ لي: قرأت على عَبْد اللَّهِ بْن كَثِير مولى بني عَلْقَمَة أَنَّهُ قرأ على مُجَاهِد بْن جبر أَبِي الْحَجَّاج مولى عَبْد اللَّهِ بْن السائب الْمَخْزُومِيّ. وقال هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي: وَكَانَ شُرَيْك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ:
كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الجاهلية السائب بْن أَبِي السائب، وَقَالَ غيرهما: كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الجاهلية قيس ابن السائب. وقد جاء بذلك كله الأثر، اختلف فيه على مجاهد. ومن حديث
عَبْد اللَّهِ بْن السائب هَذَا قَالَ: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بمكة، فافتتح سورة المؤمنين، فلما أتى على ذكر مُوسَى وهارون أخذته سعلة فركع.
عبد الله بن السائب بن أبي السائب
واسم أبي السائب: صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
حدثني بجميع هذا عمي عن أبي عبيد القاسم بن سلام،////كان يسكن مكة.
- حدثنا وهب بن بقية الواسطي نا خالد بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن السائب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم [يصلي حين] تزول الشمس أربع ركعات فسئل عن ذلك؟ فقال: " إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح.
- حدثين عمي قال: حدثي الزبير بن بكار قال: حدثي يحيى بن محمد عن عبد الله بن ثوبان عن جعفر بن أبي عكرمة عن يحيى بن كعب عن أبيه كعب - مولى سعيد بن العاص - قال: مر معاوية يطوف بالبيت ومعه جنده فزحموا السائب بن صيفي بن عائذ فسقط فوقف عليه معاوية.
فقال: ارفعوا الشيخ فلما قدم قال: هنيئا يا معاوية أجئتنا بأوباش الناس يصرعوننا حول البيت إنما والله لقد أردت أن أتزوج أمك فقال له معاوية: ليتك فعلت فجاءت بمثل أبي السائب يعني عبد الله بن السائب.
- حدثني علي بن مسلم نا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن السائب قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لأبايعه فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أتعرفني؟ قال: " نعم ألم تكن شريكا لي مرة؟ " قلت: بلى وحدثنا: نعم الشريك لا تداري ولا تماري.
- حدثنا هارون بن عبد الله نا محمد بن بكر ح
وحدثني زياد بن أيوب وابن هانىء قالا: نا أبو عاصم أنا ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن عبيد - مولى السائب - أن اباه أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ركن بني جمح وركن الأسود يقول: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
وهذا لفظ هارون.
واسم أبي السائب: صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم كان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
حدثني بجميع هذا عمي عن أبي عبيد القاسم بن سلام،////كان يسكن مكة.
- حدثنا وهب بن بقية الواسطي نا خالد بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن عبد الله بن السائب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم [يصلي حين] تزول الشمس أربع ركعات فسئل عن ذلك؟ فقال: " إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح.
- حدثين عمي قال: حدثي الزبير بن بكار قال: حدثي يحيى بن محمد عن عبد الله بن ثوبان عن جعفر بن أبي عكرمة عن يحيى بن كعب عن أبيه كعب - مولى سعيد بن العاص - قال: مر معاوية يطوف بالبيت ومعه جنده فزحموا السائب بن صيفي بن عائذ فسقط فوقف عليه معاوية.
فقال: ارفعوا الشيخ فلما قدم قال: هنيئا يا معاوية أجئتنا بأوباش الناس يصرعوننا حول البيت إنما والله لقد أردت أن أتزوج أمك فقال له معاوية: ليتك فعلت فجاءت بمثل أبي السائب يعني عبد الله بن السائب.
- حدثني علي بن مسلم نا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن السائب قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمكة لأبايعه فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أتعرفني؟ قال: " نعم ألم تكن شريكا لي مرة؟ " قلت: بلى وحدثنا: نعم الشريك لا تداري ولا تماري.
- حدثنا هارون بن عبد الله نا محمد بن بكر ح
وحدثني زياد بن أيوب وابن هانىء قالا: نا أبو عاصم أنا ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن عبيد - مولى السائب - أن اباه أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ركن بني جمح وركن الأسود يقول: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
وهذا لفظ هارون.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَائِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، نا هَوْذَةُ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: «حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ , فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ , وَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ , وَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَمَّا جَاءَ ذِكْرُ عِيسَى وَمُوسَى أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: «حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ شَهِدْتُهُ صَلَّى بِنَا الصُّبْحَ» , فَذَكَرَ نَحْوَهُ , وَلَمْ يَذْكُرِ النَّعْلَيْنِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ذَكَرَهُ نَحْوَ حَدِيثِ هَوْذَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، نا هَوْذَةُ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: «حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ , فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ , وَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ , وَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ , فَلَمَّا جَاءَ ذِكْرُ عِيسَى وَمُوسَى أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ» حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: «حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ شَهِدْتُهُ صَلَّى بِنَا الصُّبْحَ» , فَذَكَرَ نَحْوَهُ , وَلَمْ يَذْكُرِ النَّعْلَيْنِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ذَكَرَهُ نَحْوَ حَدِيثِ هَوْذَةَ