عبد الأعلى بن عبيد الله
ابن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي البصري وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث عن عبد الله بن الحارث الهاشمي قال: خطب عمر بن الخطاب بالشام والجاثليق ماثل، معناه: قائم، فتشهد فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. قال الجاثليق: لا، فقال عمر: ما تقول؟ فأعاده، فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق بجبته ينفضها وقال: إن الله لا يضل أحداً، فقال عمر: ما يقول؟ فقالوا، فقال: كذبت عدو الله، الله خلقك، والله أضلك، ثم يميتك، فيدخلك النار إن شاء الله. والله لولا ولث عهدٍ لك لضربت عنقك، ثم قال: إن الله خلق آدم ثم نثر ذريته، ثم كتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب اهل النار وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه. قال: فتصدع الناس، ولا يتنازع اثنان في القدر. قال: وقد كان قبل ذلك شيء من التنازع.
وحدث عبد الأعلى قال: قدمت مع أمي - أو قال: جدتي - مكة، فأتتها صفية بنت شيبة فأكرمتها. فقالت صفية: ما أدري ما أكافئها به، فأرسلت إليها بقطعة من الركن، فخرجنا بها، فنزلنا أول منزل، فذكر من مرضهم وعلتهم جميعاً. قال: فقالت أمي - أو جدتي -: ما أرانا أتينا إلا
أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم، فقالت لي - وكنت أمثلهم -: انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردها وقل لها: إن الله وضع في حرمه شيئاً فلا ينبغي أن يخرج منه. قال عبد الأعلى: فقالوا لي: فما هو إلا أن تحينا دخولك الحرم فكأنا أنشطنا من عقال.
كان عبد الأعلى يفد إلى هشام بن عبد الملك فيتكلم عنده، فيعجب مسلمة كلامه ويقول: والله إني لأرفع كور العمامة عن أذني لأستفرغ كلام ابن عامر. ويقول: إن الرجل يكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فكأنه يقضمني حب الرمان الحامض حتى يسكت فأرده عنها، ويكلمني الرجل في الحاجة ما يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها.
قال أبو عاصم: سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله، وليس عليه إلا إزار فقال: امدد طرف الإزارثم اجذبه إليك، ففعل السائل، وتوارى عبد الأعلى بباب بيته ثم أغلقه على نفسه.
وكان عبد الأعلى كثير الطعام، فقال بلال بن أبي بردة للجارود ابن أبي سبرة: أخبرني عن طعام عبد الأعلى، قال: كثير، قال: فكيف هو على طعامه؟ قال: يأتيه صاحب الطعام، فيقوم بين يديه، فيقول له: ما عندك من الطعام؟ فيصف له طعامه. قال بلال: ولم يفعل هذا؟ قال: لعل بعض من عنده يشتعي بعض تلك الأطعمة فيقي نفسه التي تشتهي فيدعو بالطعام، فيتحدث عليه، ويضحك أصحابه، ويتناول الطعام، فيقسمه بينهم، ويأكل ولا يجهد، قال: ولم؟ قال: يريد أن يأكل آخر من ياكل.
ابن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي البصري وفد على هشام بن عبد الملك.
حدث عن عبد الله بن الحارث الهاشمي قال: خطب عمر بن الخطاب بالشام والجاثليق ماثل، معناه: قائم، فتشهد فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. قال الجاثليق: لا، فقال عمر: ما تقول؟ فأعاده، فقال: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فقال الجاثليق بجبته ينفضها وقال: إن الله لا يضل أحداً، فقال عمر: ما يقول؟ فقالوا، فقال: كذبت عدو الله، الله خلقك، والله أضلك، ثم يميتك، فيدخلك النار إن شاء الله. والله لولا ولث عهدٍ لك لضربت عنقك، ثم قال: إن الله خلق آدم ثم نثر ذريته، ثم كتب أهل الجنة وما هم عاملون، وكتب اهل النار وما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، وهؤلاء لهذه. قال: فتصدع الناس، ولا يتنازع اثنان في القدر. قال: وقد كان قبل ذلك شيء من التنازع.
وحدث عبد الأعلى قال: قدمت مع أمي - أو قال: جدتي - مكة، فأتتها صفية بنت شيبة فأكرمتها. فقالت صفية: ما أدري ما أكافئها به، فأرسلت إليها بقطعة من الركن، فخرجنا بها، فنزلنا أول منزل، فذكر من مرضهم وعلتهم جميعاً. قال: فقالت أمي - أو جدتي -: ما أرانا أتينا إلا
أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم، فقالت لي - وكنت أمثلهم -: انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردها وقل لها: إن الله وضع في حرمه شيئاً فلا ينبغي أن يخرج منه. قال عبد الأعلى: فقالوا لي: فما هو إلا أن تحينا دخولك الحرم فكأنا أنشطنا من عقال.
كان عبد الأعلى يفد إلى هشام بن عبد الملك فيتكلم عنده، فيعجب مسلمة كلامه ويقول: والله إني لأرفع كور العمامة عن أذني لأستفرغ كلام ابن عامر. ويقول: إن الرجل يكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فكأنه يقضمني حب الرمان الحامض حتى يسكت فأرده عنها، ويكلمني الرجل في الحاجة ما يستوجبها فيعرب فأجيبه إليها.
قال أبو عاصم: سأل سائل عبد الأعلى بن عبد الله، وليس عليه إلا إزار فقال: امدد طرف الإزارثم اجذبه إليك، ففعل السائل، وتوارى عبد الأعلى بباب بيته ثم أغلقه على نفسه.
وكان عبد الأعلى كثير الطعام، فقال بلال بن أبي بردة للجارود ابن أبي سبرة: أخبرني عن طعام عبد الأعلى، قال: كثير، قال: فكيف هو على طعامه؟ قال: يأتيه صاحب الطعام، فيقوم بين يديه، فيقول له: ما عندك من الطعام؟ فيصف له طعامه. قال بلال: ولم يفعل هذا؟ قال: لعل بعض من عنده يشتعي بعض تلك الأطعمة فيقي نفسه التي تشتهي فيدعو بالطعام، فيتحدث عليه، ويضحك أصحابه، ويتناول الطعام، فيقسمه بينهم، ويأكل ولا يجهد، قال: ولم؟ قال: يريد أن يأكل آخر من ياكل.