عبدة بنت عبد الله بن يزيد
ابن معاوية بن أبي سفيان بن حرب، زوج هشام بن عبد الملك وعبدة هي المذبوحة، ذبحت أيام عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس. ولها يقول عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص حين أخذت أمها أم موسى بنت عمرو بن سعيد درع عبدة بنت عبد الله: من السريع
يا عبد لا تأسي على بعدها ... فالبعد خير لك من قربها
لا بارك الرحمن في عمتي ... ما أبعد الإيمان من قلبها
كانت عبدة بنت عبد الله عند هشام بن عبد الملك، وكانت من أجمل النساء، فدخل عليها يوماً وعليها ثيابٌ سودٌ رقاق، من هذه التي يلبسها النصارى يو عيدهم، فملأته سروراً حين نظر إليها، ثم تأملها فقطب، فقطبت فقالت: مالك يا أمير المؤمنين! أكرهت هذه؟ ألبس غيرها؟ قال: لا، ولكن رأيت هذه الشامة التي على كشحك من فوق الثياب، وبك تذبح النساء - وكانت بها شامةٌ في ذلك الموضع - أما إنهم سينزلونك عن بغلةٍ شهباء وردة - يعني بني العباس - ثم يذبحونك ذبحاً.
قوله: تذبح بك النساء. يعني إذا كانت دولةٌ لأهلك ذبحوا بك من نساء القوم الذين ذبحوك. فأخذها عبد الله بن علي بن عيد الله بن العباس، فكان معها من الجوهر مالا يدرى ما هو، ومعها درع يواقيت وجوهر منسوحٌ بالذهب، فأخذ ما كان معها وخلى سبيلها. فقالت في الظلمة: أي دابةٍ تحتي؟ قيل لها: لظلمة الليل - فقالت:
نجوت. قال: فأقبلوا على عبد الله بن علي فقالوا: ما صنعت أدنى ما يكون، يبعث أبو جعفر إليها فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك، اقتلها. فبعث في إثرها وأضاء الصبح، فإذا إليها فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك، اقتلها. فبعث في إثرها وأضاء الصبح، فإذا تحتها بغلةً شهباء وردة؛ فلحقها الرسول فقالت: مه؟ قال: أمرنا بقتلك، قالت: هذا أهون علي. فنزلت فشدت درعها من تحت قدميها وكميها على أطراف أصابعها وخمارها، فما رئي من جسدها شيء. والذي لحقها مولى لآل العباس.
قال ابن عائشة: فرأيت من يدخل دورنا يطلب اليواقيت للمهدي ليتم به تلك الدرع التي أخذت منها. وإنما كانت بدناً تغطي المرأة إذا قعدت.
ولما دخلت البصرة الزنج دخلوا دار جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس فجاؤوا إلى بنته آمنة وهي عجوز كبيرة قد بلغت تسعين سنة، فلما رأتهم قالت: اذهبوا بي إليه، فإنه ابن خال جدتي أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي. قالوا: بك أمرنا. فقتلوها.
قال أحمد بن إبراهيم: كانت عبدة ابنة عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية عند يزيد بن عبد الملك، ثم خلف عليها هشام، وكانت من أحب الناس إليه، وكانت حولاء جميلةٌ، فقبض عليها عبد الله بن علي بحمص ودفعها إلى الكابلي وقال له: اذهب بها فاذبحها. فلما ضرب بيده إليها أنشأت تقول متمثلةً بشعر خال الفرزدق: من الوافر
إذا جر الزمان على أناسٍ ... كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
فقال لها: يا خبيثة! أتدرين لم أقتلك؟ قالت: لا، قال: إنما أقتلك بامرأة زيد بن علي. فذهب بها الكابلي فذبحها بخربةٍ بحمص. فيقال إن السفياني يخرج ثائراً بها.
قال أبو القاسم: هكذا أنشدنا هذين البيتين في هذا الخبر، والذي أنشده أبو بكر بن السراج عن المرد: من الوافر
فإن نغلب فغلابون قدماً ... وإن نغلب فغير مغلبينا
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
ابن معاوية بن أبي سفيان بن حرب، زوج هشام بن عبد الملك وعبدة هي المذبوحة، ذبحت أيام عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس. ولها يقول عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص حين أخذت أمها أم موسى بنت عمرو بن سعيد درع عبدة بنت عبد الله: من السريع
يا عبد لا تأسي على بعدها ... فالبعد خير لك من قربها
لا بارك الرحمن في عمتي ... ما أبعد الإيمان من قلبها
كانت عبدة بنت عبد الله عند هشام بن عبد الملك، وكانت من أجمل النساء، فدخل عليها يوماً وعليها ثيابٌ سودٌ رقاق، من هذه التي يلبسها النصارى يو عيدهم، فملأته سروراً حين نظر إليها، ثم تأملها فقطب، فقطبت فقالت: مالك يا أمير المؤمنين! أكرهت هذه؟ ألبس غيرها؟ قال: لا، ولكن رأيت هذه الشامة التي على كشحك من فوق الثياب، وبك تذبح النساء - وكانت بها شامةٌ في ذلك الموضع - أما إنهم سينزلونك عن بغلةٍ شهباء وردة - يعني بني العباس - ثم يذبحونك ذبحاً.
قوله: تذبح بك النساء. يعني إذا كانت دولةٌ لأهلك ذبحوا بك من نساء القوم الذين ذبحوك. فأخذها عبد الله بن علي بن عيد الله بن العباس، فكان معها من الجوهر مالا يدرى ما هو، ومعها درع يواقيت وجوهر منسوحٌ بالذهب، فأخذ ما كان معها وخلى سبيلها. فقالت في الظلمة: أي دابةٍ تحتي؟ قيل لها: لظلمة الليل - فقالت:
نجوت. قال: فأقبلوا على عبد الله بن علي فقالوا: ما صنعت أدنى ما يكون، يبعث أبو جعفر إليها فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك، اقتلها. فبعث في إثرها وأضاء الصبح، فإذا إليها فتخبره بما أخذت منها فيأخذه منك، اقتلها. فبعث في إثرها وأضاء الصبح، فإذا تحتها بغلةً شهباء وردة؛ فلحقها الرسول فقالت: مه؟ قال: أمرنا بقتلك، قالت: هذا أهون علي. فنزلت فشدت درعها من تحت قدميها وكميها على أطراف أصابعها وخمارها، فما رئي من جسدها شيء. والذي لحقها مولى لآل العباس.
قال ابن عائشة: فرأيت من يدخل دورنا يطلب اليواقيت للمهدي ليتم به تلك الدرع التي أخذت منها. وإنما كانت بدناً تغطي المرأة إذا قعدت.
ولما دخلت البصرة الزنج دخلوا دار جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس فجاؤوا إلى بنته آمنة وهي عجوز كبيرة قد بلغت تسعين سنة، فلما رأتهم قالت: اذهبوا بي إليه، فإنه ابن خال جدتي أم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي. قالوا: بك أمرنا. فقتلوها.
قال أحمد بن إبراهيم: كانت عبدة ابنة عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية عند يزيد بن عبد الملك، ثم خلف عليها هشام، وكانت من أحب الناس إليه، وكانت حولاء جميلةٌ، فقبض عليها عبد الله بن علي بحمص ودفعها إلى الكابلي وقال له: اذهب بها فاذبحها. فلما ضرب بيده إليها أنشأت تقول متمثلةً بشعر خال الفرزدق: من الوافر
إذا جر الزمان على أناسٍ ... كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
فقال لها: يا خبيثة! أتدرين لم أقتلك؟ قالت: لا، قال: إنما أقتلك بامرأة زيد بن علي. فذهب بها الكابلي فذبحها بخربةٍ بحمص. فيقال إن السفياني يخرج ثائراً بها.
قال أبو القاسم: هكذا أنشدنا هذين البيتين في هذا الخبر، والذي أنشده أبو بكر بن السراج عن المرد: من الوافر
فإن نغلب فغلابون قدماً ... وإن نغلب فغير مغلبينا
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا