Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151473#c7275e
عامر بن ربيعة بن كعب
ابن مالك بن ربيعة بن عامر بن مالك بن ربيعة عن حجر بن سَلامان بن مالك. بن ربيعة بن رُفيدة بن عَنز بن وائل بن قاسط بن هِنْب ابن أفصى بن دُعمِيّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار أبو عبد الله العنزي العدوي، حليف بني عدي بن كعب من المهاجرين الأولين، ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهاجر الهجرتين، وقدم الجابية مع عمر بن الخطاب.
حدث عامر بن ربيعة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلّفكُم أو توضع ".
وفي رواية أخرى عنه أنه قال:
" إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشياً معها فليقم حتى تخلّفه أو توضع من قبل أن تخلّفه ".
مات بالمدينة حين نشِب الناس في أمر عثمان. وقيل: مات قبل قتل عثمان بأيام. وقد كان لزم بيته، فلم يشعر الناس إلا بجنازته قد أخرجت. وكان حليفاً للخطاب بن نفيل، وكان الخطاب لما حالفه عامر تبناه وادعى إليه، فكان يقول: عامر بن الخطاب،
حتى نزل القرآن: " ادعُوهُم لآبَائِهِمْ " فرجع عامر إلى نسبه، فقيل: عامر بن ربيعة. وهو صحيح النسب في وائل. وهاجر عامر بن ربيعة إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً، ومعه امرأته ليلى بنت أبي حثمة العدوية. وآخى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عامر بن ربيعة ويزيد بن المنذر بن سرح الأنصاري. وتوفي سنة اثنتين وثلاثين.
وقيل إن قوله تعالى: " ادعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ " الآية، نزلت في عامر بن الخطاب وزيد بن حارثة، وسالم مولى أبي حذيفة، والمقداد بن عمرو، فعرف آباؤهم غير سالم، فإنه لم يعرف أبوه، فثبت على ولاءِ أبي حذيفة.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما صدر السبعون من عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طابت نفسه، وقد جعل الله مَنَعَة وقوماً أهلَ حرب وعدةٍ ونجدة، وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين لما يعلمون من الخروج، فضيقوا على أصحابه، وتعبّثوا بهم، ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذى، فشكا ذلك أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستأذنوه في الهجرة، فقال: " قد أُريتُ دار هجرتكم، أُريت سبَخة ذات نخل بين لابَتيْن وهما الحرّتان ولو كانت الشراة أرض نخل وسباخ لقلت: هي هي "، ثم مكث أياماً، ثم خرج إلى أصحابه مسروراً، فقال: " قد أُخبرتُ بدار هجرتكم، وهي يثرب، فمن أراد الخروج فليخرج إليها "، فجعل القوم يتجهزون، ويترافقون، ويتواسَوْن، ويخرجون ويُخفون ذلك، فكان أولّ من قدم المدينة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو سلمة بن عبد الأسد، ثم قدم بعده عامر بن ربيعة، معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة، فهي أول ظعينة قدمت المدينة، ثم قدم أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسالاً، فنزلوا على الأنصار في دورهم، فآوَوْهم، ونصروهم، وآسَوْهم.
وعن ابن عباس قال: " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ " قال: هم الذين هاجروا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة.
وعن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم عامر مثواه، وكلّم فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاءه الرجل فقال: إني استقطعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وادياً، ما في العرب وادٍ أفضل منه، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك، قال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَِ ".
حدث عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قام عامر بن ربيعة فصلى من الليل، وذلك حين شغب الناس في الطعن على عثمان، فصلى من الليل ثم قام، فأُتي في منامه فقيل له: قم، فسَلِ الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالحَ عبادِه، فقام فصلى ثم اشتكى.
قال: فما خرج قط إلا جنازةً.
توفي عامر بن ربيعة سنة ثلاث وثلاثين. وقيل: سنة سبع وثلاثين. وقيل: سنة ست وثلاثين.