صالح بن جناح اللخمي الشاعر
أحد الحكماء. أدرك الأتباع، وكلامه مستفاد في الحكمة.
قال صالح بن جناح الدمشقي لابنه:
يا بني، إذا مرّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثر الشكر الله تعالى. فكم من مسلوب دينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية. وفيه أقول: " السريع ".
لو أنني أعطيت سؤلي لما ... سالتُ إلا العفوَ والعافية
فكم فتىّ قد باتّ في نعمةٍ ... فسلَّ منها الليلة الثانية
قال صالح: أصل المروءة الحزم، وثمرها الظفر، وإذا طلب رجلان أمراً ظفر به أعظمهما مروءة.
قال صالح بن جناح: اعلم أن من الناس من يجهل إذا حلُمت عنه، ويحلُم إذا جعلت عليه، ويُحسن إذا أسأت به، ويثسيء إذا أحسنت إليه، وينصفك إذا ظلمته، ويظلمك إذا انصفت. فمن كان هذا خلقه فلا بد من خلق ينصفك من خلقه، ثم قحة تنصف من جهته، وجهالة تقدع من جهالته. وإلا أذلّك، لأن بعض الحلم إذعان، وقد ذل من ليس له سفيه يعضّده، وضلّ من ليس له حليم يرشده. وفي الجهالة وبعضها للأخيار أقول: " الطويل "
لئن كنتُ محتاجاً إلى العلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوجُ
ولي فرسٌ للحلم بالحلم ملجمٌ ... ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلٍ مُسرج
فمن شاء تقومي فإن مقومٌ ... ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدناً ولا أخاً ... ولكنني أرضى بهِ حين أحوج
فإن قال بعضُ الناسِ فيه سماجةٌ ... فقد صدقوا والذل بالحر أسمج
وفي رواية أخرى زيادة على هذا الشعر، ولم يسم قائله:
الا ربما ضاق الفضاءُ بأهلهِ ... وأمكنَ من بين الأسنة مخرج
قال صالح بن جناح: اعتبر ما لم تره من الأشياء بما قد رأيته، ولم تسمعه بما قد سمعته، وما لم يصبك بما قد أصابك، وما بقي من عمرك بما قد مضى وما لم يبل منك بما قد بلي واعلم " مجزوء الرمل "
إنما أنت نهارٌ ... ضوؤه ضوء معارُ
بينما غصنك غضٌّ ... ناضرٌ فيه اخضرارُ
إذ رماه زمناه ... فإذا فيه اصفرارُ
وكذاك الليلُ يأتي ... ثم يمحوه النهارُ
فهذه صفتها، وما لا أصف أدهى وأمر. فما أصنع بأمرٍ إذا أقبل غر، وإذا أدبر ضر، وأنشد: " الطويل "
نموت وننسى غير أن ذنوبنا ... إذا نحن متنا لا تموت ولا تُنسى
ألا ربّ ذي عينين لا تنفعانه ... وهل تنفع العينان من قلبه أعمى؟
أحد الحكماء. أدرك الأتباع، وكلامه مستفاد في الحكمة.
قال صالح بن جناح الدمشقي لابنه:
يا بني، إذا مرّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثر الشكر الله تعالى. فكم من مسلوب دينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية. وفيه أقول: " السريع ".
لو أنني أعطيت سؤلي لما ... سالتُ إلا العفوَ والعافية
فكم فتىّ قد باتّ في نعمةٍ ... فسلَّ منها الليلة الثانية
قال صالح: أصل المروءة الحزم، وثمرها الظفر، وإذا طلب رجلان أمراً ظفر به أعظمهما مروءة.
قال صالح بن جناح: اعلم أن من الناس من يجهل إذا حلُمت عنه، ويحلُم إذا جعلت عليه، ويُحسن إذا أسأت به، ويثسيء إذا أحسنت إليه، وينصفك إذا ظلمته، ويظلمك إذا انصفت. فمن كان هذا خلقه فلا بد من خلق ينصفك من خلقه، ثم قحة تنصف من جهته، وجهالة تقدع من جهالته. وإلا أذلّك، لأن بعض الحلم إذعان، وقد ذل من ليس له سفيه يعضّده، وضلّ من ليس له حليم يرشده. وفي الجهالة وبعضها للأخيار أقول: " الطويل "
لئن كنتُ محتاجاً إلى العلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوجُ
ولي فرسٌ للحلم بالحلم ملجمٌ ... ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلٍ مُسرج
فمن شاء تقومي فإن مقومٌ ... ومن شاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدناً ولا أخاً ... ولكنني أرضى بهِ حين أحوج
فإن قال بعضُ الناسِ فيه سماجةٌ ... فقد صدقوا والذل بالحر أسمج
وفي رواية أخرى زيادة على هذا الشعر، ولم يسم قائله:
الا ربما ضاق الفضاءُ بأهلهِ ... وأمكنَ من بين الأسنة مخرج
قال صالح بن جناح: اعتبر ما لم تره من الأشياء بما قد رأيته، ولم تسمعه بما قد سمعته، وما لم يصبك بما قد أصابك، وما بقي من عمرك بما قد مضى وما لم يبل منك بما قد بلي واعلم " مجزوء الرمل "
إنما أنت نهارٌ ... ضوؤه ضوء معارُ
بينما غصنك غضٌّ ... ناضرٌ فيه اخضرارُ
إذ رماه زمناه ... فإذا فيه اصفرارُ
وكذاك الليلُ يأتي ... ثم يمحوه النهارُ
فهذه صفتها، وما لا أصف أدهى وأمر. فما أصنع بأمرٍ إذا أقبل غر، وإذا أدبر ضر، وأنشد: " الطويل "
نموت وننسى غير أن ذنوبنا ... إذا نحن متنا لا تموت ولا تُنسى
ألا ربّ ذي عينين لا تنفعانه ... وهل تنفع العينان من قلبه أعمى؟