شمر بن ذي الجوشن
واسم ذي الجوشن شرحبيل ويقال: عثمان بن نوفل. ويقال أوس بن الأعور أبو السابغة العامري ثم الضبابي من بني كلاب كانت لأبيه صحبة، وهو تابعي، أحد من قاتل الحسين بن علي عليهما السلام، ووفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسين عليهم السلام.
حدث ذو الجوشن قال:
أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي، قلت، يا محمد، إني قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه. قال: لا حاجة لي فيه، ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة
من دروع بدر فعلت، فقلت: ما كنت لأقايضك اليوم بغيره. قال: فلا حاجة لي فيه، ثم قال: يا ذا الجوشن، ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر؟ قلت: لا، قال: لمَ؟ قلت: إني رأيت قومك قد ولعوا بك، قال: فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟ قال: قلت: قد بلغني. قال: قلت: إن تغلب على الكعبة وتقطنها، قال: لعلك إن عشت أن ترى ذلك ثم قال: يا بلال، خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة. فلما أدبرت قال: أما إنه من خير بني عامر. قال: فوالله إني لبأهلي بالعود إذ أقبل راكب فقلت: من أين؟ قال: من مكة. قلت: ما فعل الناس؟ قال: غلب عليها محمد. قال: فقلت: هبلتني أمي، فوالله لو أسلم يومئذ ثم أسله الحيرة لأقطعنيها.
وإنما نسب الضبابي لأن أحد ولد عمرو بن معاوية يقال له: ضب، فنسب إلى ذلك.
وإنما سمي ذو الجوشن من اجل أن صدره كان ناتئاً.
قال أبو إسحاق: كان الشمر بن ذي الجوشن الضبابي يصلي معنا الفجر ثم يقعد حتى يصبح ثم يصلي ثم يقول: اللهم، إنك شريف تحب الشرف، وإنك تعلم أني شريف فاغفر لي. قلت: كيف يغفر الله لك وقد خرجت إلى ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعنت على قتله؟! قال: ويحك، فكيف نصنع؟ إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر، فلم نخالفهم ولو خالفناهم كنا شراً من هذه الحمر السقاة.
قال أبو إسحاق: رأيت قاتل الحسين بن علي شمر بن ذي الجوشن، ما رأيت بالكوفة أحداً عليه طيلسان غيره.
قال محمد بن عمرو بن حسن: كنا مع الحسين عليه السلام بنهري كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال: صدق الله ورسوله قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي. وكان شمر أبرص.
حدث خليفة العصفري قال: الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك.
قال مسلم بن عبد الله الضبابي: لما خرج شمر بن ذي الجوشن وأنا معه حين هزمنا المختار وقتل أهل اليمن بجبانة السبيع، ووجه غلامه رزيناً في طلب شمر حتى نزل ساتيدما، ثم مضى حتى نزل إلى جانب قرية يقال لها الكلتانية على شاطئ نهر إلى جانب تل، ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجاً ثم قال: النجاء بكتابي هذا إلى مصعب بن الزبير وكتب عنونه للأمير مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن، فمضى العلج حتى يدخل قريبة فيها بيوت وفيها أبو عمرة، وقد كان المختار بعثه في تلك الأيام إلى تلك القرية لتكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة، فلقي ذلك العلج علجاً من أهل تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقي من شمر، فإنه لقائم معه يكلمه إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة، قرأ الكتاب مع العلج وعنوانه لمصعب من شمر، فسألوا العلج عن مكانه الذي هو به وأخبرهم فإذا ليس بينهم وبينه إلا ثلاثة فراسخ فأقبلوا يسيرون إليه. قال: فحدثني مسلم بن عبد الله: وأنا والله مع شمر تلك الليلة، فقلنا له: لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإنا نتخوف به، فقال: أوكل هذا فرقاً من هذا الكذاب، والله لا أتحول منه ثلاثة أيام، ملأ الله قلوبكم رعباً، قال: وكان ذلك المكان الذي كنا به فيه دباء كثير، فوالله إني لبين اليقظان والنائم إذ سمعت وقع حوافر الخيل فقلت في نفسي: هذا صوت الدباء ثم إني سمعته أشد من ذلك فانتبهت ومسحت عيني، قلت: لا والله ما هذا بالدباء. قال: وذهبت لأقوم فإذا أنا بهم قد اشرفوا علينا من التل، فكبروا ثم أحاطوا بأبياتنا، وخرجنا نشتد على أرجلنا وتركنا خيلنا. قال: فأمر على شمر وإنه لمرتد ببرد محقق وكان أبرص فكأني أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد، وإنه ليطاعنهم بالرمح قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه، فمضينا وتركناه فما هو إلا أن مضت ساعة إذ سمعت: الله أكبر، قتل الله الخبيث.
قال عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود: أنا صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج، وأتيت به أبا عمرة، وأنا قتلت شمراً. قال: قلت: هل سمعته يقول شيئاً ليلتئذ؟ قال: نعم. خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة، ثم ألقى رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه، ثم كر علينا وهو يقول: مشطور الرجز
نبهتهم ليث عرين باسلا ... جهماً محياه يدق الكاهلا
لم ير يوماً عن عدو ناكلا ... إلا كذا مقاتلاً أو قاتلا
يبرحهم ضرباً ويروي العاملا
واسم ذي الجوشن شرحبيل ويقال: عثمان بن نوفل. ويقال أوس بن الأعور أبو السابغة العامري ثم الضبابي من بني كلاب كانت لأبيه صحبة، وهو تابعي، أحد من قاتل الحسين بن علي عليهما السلام، ووفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسين عليهم السلام.
حدث ذو الجوشن قال:
أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي، قلت، يا محمد، إني قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه. قال: لا حاجة لي فيه، ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة
من دروع بدر فعلت، فقلت: ما كنت لأقايضك اليوم بغيره. قال: فلا حاجة لي فيه، ثم قال: يا ذا الجوشن، ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر؟ قلت: لا، قال: لمَ؟ قلت: إني رأيت قومك قد ولعوا بك، قال: فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟ قال: قلت: قد بلغني. قال: قلت: إن تغلب على الكعبة وتقطنها، قال: لعلك إن عشت أن ترى ذلك ثم قال: يا بلال، خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة. فلما أدبرت قال: أما إنه من خير بني عامر. قال: فوالله إني لبأهلي بالعود إذ أقبل راكب فقلت: من أين؟ قال: من مكة. قلت: ما فعل الناس؟ قال: غلب عليها محمد. قال: فقلت: هبلتني أمي، فوالله لو أسلم يومئذ ثم أسله الحيرة لأقطعنيها.
وإنما نسب الضبابي لأن أحد ولد عمرو بن معاوية يقال له: ضب، فنسب إلى ذلك.
وإنما سمي ذو الجوشن من اجل أن صدره كان ناتئاً.
قال أبو إسحاق: كان الشمر بن ذي الجوشن الضبابي يصلي معنا الفجر ثم يقعد حتى يصبح ثم يصلي ثم يقول: اللهم، إنك شريف تحب الشرف، وإنك تعلم أني شريف فاغفر لي. قلت: كيف يغفر الله لك وقد خرجت إلى ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعنت على قتله؟! قال: ويحك، فكيف نصنع؟ إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر، فلم نخالفهم ولو خالفناهم كنا شراً من هذه الحمر السقاة.
قال أبو إسحاق: رأيت قاتل الحسين بن علي شمر بن ذي الجوشن، ما رأيت بالكوفة أحداً عليه طيلسان غيره.
قال محمد بن عمرو بن حسن: كنا مع الحسين عليه السلام بنهري كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال: صدق الله ورسوله قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي. وكان شمر أبرص.
حدث خليفة العصفري قال: الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك.
قال مسلم بن عبد الله الضبابي: لما خرج شمر بن ذي الجوشن وأنا معه حين هزمنا المختار وقتل أهل اليمن بجبانة السبيع، ووجه غلامه رزيناً في طلب شمر حتى نزل ساتيدما، ثم مضى حتى نزل إلى جانب قرية يقال لها الكلتانية على شاطئ نهر إلى جانب تل، ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجاً ثم قال: النجاء بكتابي هذا إلى مصعب بن الزبير وكتب عنونه للأمير مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن، فمضى العلج حتى يدخل قريبة فيها بيوت وفيها أبو عمرة، وقد كان المختار بعثه في تلك الأيام إلى تلك القرية لتكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة، فلقي ذلك العلج علجاً من أهل تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقي من شمر، فإنه لقائم معه يكلمه إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة، قرأ الكتاب مع العلج وعنوانه لمصعب من شمر، فسألوا العلج عن مكانه الذي هو به وأخبرهم فإذا ليس بينهم وبينه إلا ثلاثة فراسخ فأقبلوا يسيرون إليه. قال: فحدثني مسلم بن عبد الله: وأنا والله مع شمر تلك الليلة، فقلنا له: لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإنا نتخوف به، فقال: أوكل هذا فرقاً من هذا الكذاب، والله لا أتحول منه ثلاثة أيام، ملأ الله قلوبكم رعباً، قال: وكان ذلك المكان الذي كنا به فيه دباء كثير، فوالله إني لبين اليقظان والنائم إذ سمعت وقع حوافر الخيل فقلت في نفسي: هذا صوت الدباء ثم إني سمعته أشد من ذلك فانتبهت ومسحت عيني، قلت: لا والله ما هذا بالدباء. قال: وذهبت لأقوم فإذا أنا بهم قد اشرفوا علينا من التل، فكبروا ثم أحاطوا بأبياتنا، وخرجنا نشتد على أرجلنا وتركنا خيلنا. قال: فأمر على شمر وإنه لمرتد ببرد محقق وكان أبرص فكأني أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد، وإنه ليطاعنهم بالرمح قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه، فمضينا وتركناه فما هو إلا أن مضت ساعة إذ سمعت: الله أكبر، قتل الله الخبيث.
قال عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود: أنا صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج، وأتيت به أبا عمرة، وأنا قتلت شمراً. قال: قلت: هل سمعته يقول شيئاً ليلتئذ؟ قال: نعم. خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة، ثم ألقى رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه، ثم كر علينا وهو يقول: مشطور الرجز
نبهتهم ليث عرين باسلا ... جهماً محياه يدق الكاهلا
لم ير يوماً عن عدو ناكلا ... إلا كذا مقاتلاً أو قاتلا
يبرحهم ضرباً ويروي العاملا