سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب
ابن وارث أبو الوليد الأندلسي الباجي الفقيه سمع بدمشق وبغيرها.
حدث بسرقسطة عن القاضي أبي الوليد بن الصفار واسمه يونس بن عبد الله بن مغيث بسنده عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله تعالى، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
وحدث عنه أيضاً بسنده عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أناخ بالبطحاء الذي بذي الحليفة وصلى بها، وقال نافع: وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك.
قال أبو جعفر أحمد بن علي بن خلف بن يونس بن غزلون الأموي الأندلسي التطيلي: سألت الباجي عن مولده فقال: ولدت سنة أربع وأربع مئة. قال أبو جعفر: ثم رأيت بعد ذلك تاريخ مولده بخط أمه. وكانت فقيهة: ولد أبني سليمان في ذي الحجة سنة ثلاث وأربع مئة.
وقال أبو جعفر أيضا: سمعت أبا الوليد الباجي يقول: كان أبي من تجار القيروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس، ويجلس إلى فقيه بها يقال له: أبو بكر بن سماح، وتعجبه طريقته، فكان يقول: تُرى أرى لي ابنا مثلك؟ فلما أكثر من ذلك القول قال ابن سماح: إن أحببت أن ترزق ابناً مثلي فاسكن بقرطبة، والزم أبا بكر محمد بن عبد الله القبري، واخطب إليه ابنته فإن أنكحكها فعسى أن ترزق مثلي، فقدم قرطبة ولزم أبا بكر القبري سنة وأظهر له الصلاح فأعجب بطريقته، ثم خطب إليه ابنته بعد سنة فزوجه بها فجاءه من الولد أبو الوليد، وابن آخر صاحب الصلاة بسرقسطة، وابن ثالث كان من أدل الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشم التراب أو كما قال.
الباجي بالباء المعجمة بواحدة، ذو الوزارتين القاضي الإمام أبو الوليد سليمان متكلم، فقيه، أديب، شاعر، رحل إلى المشرق، وسمع بمكة وبالعراق، ودس الكلام على القاضي السمناني، وتفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ورجع إلى الأندلس فروى ودرس وألّف، وكان جليلاً رفيع القدر والخطر.
توفي بالمرية من بلاد الأندلس في سنة أربع وسبعين وأربع مئة ونحوها. وقبره هناك يزار.
جرت مسألة بالأندلس في أن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب يوم الحديبية بيده أم لا؟ وتكلم عليها أبو الوليد الباجي، وحكى عن بعض العلماء القول بأنه كتب، كما في بعض طرق حديث البراء، وتكلم على ذلك بأبلغ كلام وأوضحه، وأجاب بعده جماعة بالرد عليه، وإنكار ذلك، والتشنيع على أبي الوليد، وبعد أجوبة هؤلاء المنكرين جواب جماعة بتصويبه منهم: أحمد بن محمد اللخمي وجعفر بن عبد الجبار والحسن بن علي التميمي المصري فقال في جوابه: وقفت على ما كتبه الفقيه القاضي الأجل شيخنا وكبيرنا وإمامنا الذي نفزع إليه في المشكلات، ونعتمد عليه فيما دهمنا من أمور الناس ومعرفة توحيد خالقنا وصفاته التي بان بها عن جميع المخلوقات أدام الله للمسليمن توفيقه وتسديده، وما منّ به عليهم من البصيرة والهداية من خطأ المخطئين وعمى العامين، فلو نهضوا نحو الفقيه
القاضي ليتعلموا منه أوائل المفترضات ومعرفة خالقهم وما خصنا به جميع أهل السنة والأثبات لكان بهم أحرى، وجواب عبد الله بن الحسن البصري وغيره بتصويبه وتقريظه حتى زاد أبو الفضل جعفر بن نصر البغدادي في جوابه على جواب الحسن بن علي التميمي، فلو نهض كل من رد عليه ليتعلموا منه أوائل المفترضات عليهم لكان بهم أحرى ويزيلوا عن أنفسهم الحسد والبغي وإنما " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ".
أنشد أو الوليد لنفسه: من المتقارب
إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعهْ
فلم لا أكون ضنيناً عليها ... وأجعلها في صلاحٍ وطاعهْ؟
ابن وارث أبو الوليد الأندلسي الباجي الفقيه سمع بدمشق وبغيرها.
حدث بسرقسطة عن القاضي أبي الوليد بن الصفار واسمه يونس بن عبد الله بن مغيث بسنده عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله تعالى، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
وحدث عنه أيضاً بسنده عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أناخ بالبطحاء الذي بذي الحليفة وصلى بها، وقال نافع: وكان عبد الله بن عمر يفعل ذلك.
قال أبو جعفر أحمد بن علي بن خلف بن يونس بن غزلون الأموي الأندلسي التطيلي: سألت الباجي عن مولده فقال: ولدت سنة أربع وأربع مئة. قال أبو جعفر: ثم رأيت بعد ذلك تاريخ مولده بخط أمه. وكانت فقيهة: ولد أبني سليمان في ذي الحجة سنة ثلاث وأربع مئة.
وقال أبو جعفر أيضا: سمعت أبا الوليد الباجي يقول: كان أبي من تجار القيروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس، ويجلس إلى فقيه بها يقال له: أبو بكر بن سماح، وتعجبه طريقته، فكان يقول: تُرى أرى لي ابنا مثلك؟ فلما أكثر من ذلك القول قال ابن سماح: إن أحببت أن ترزق ابناً مثلي فاسكن بقرطبة، والزم أبا بكر محمد بن عبد الله القبري، واخطب إليه ابنته فإن أنكحكها فعسى أن ترزق مثلي، فقدم قرطبة ولزم أبا بكر القبري سنة وأظهر له الصلاح فأعجب بطريقته، ثم خطب إليه ابنته بعد سنة فزوجه بها فجاءه من الولد أبو الوليد، وابن آخر صاحب الصلاة بسرقسطة، وابن ثالث كان من أدل الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشم التراب أو كما قال.
الباجي بالباء المعجمة بواحدة، ذو الوزارتين القاضي الإمام أبو الوليد سليمان متكلم، فقيه، أديب، شاعر، رحل إلى المشرق، وسمع بمكة وبالعراق، ودس الكلام على القاضي السمناني، وتفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ورجع إلى الأندلس فروى ودرس وألّف، وكان جليلاً رفيع القدر والخطر.
توفي بالمرية من بلاد الأندلس في سنة أربع وسبعين وأربع مئة ونحوها. وقبره هناك يزار.
جرت مسألة بالأندلس في أن سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب يوم الحديبية بيده أم لا؟ وتكلم عليها أبو الوليد الباجي، وحكى عن بعض العلماء القول بأنه كتب، كما في بعض طرق حديث البراء، وتكلم على ذلك بأبلغ كلام وأوضحه، وأجاب بعده جماعة بالرد عليه، وإنكار ذلك، والتشنيع على أبي الوليد، وبعد أجوبة هؤلاء المنكرين جواب جماعة بتصويبه منهم: أحمد بن محمد اللخمي وجعفر بن عبد الجبار والحسن بن علي التميمي المصري فقال في جوابه: وقفت على ما كتبه الفقيه القاضي الأجل شيخنا وكبيرنا وإمامنا الذي نفزع إليه في المشكلات، ونعتمد عليه فيما دهمنا من أمور الناس ومعرفة توحيد خالقنا وصفاته التي بان بها عن جميع المخلوقات أدام الله للمسليمن توفيقه وتسديده، وما منّ به عليهم من البصيرة والهداية من خطأ المخطئين وعمى العامين، فلو نهضوا نحو الفقيه
القاضي ليتعلموا منه أوائل المفترضات ومعرفة خالقهم وما خصنا به جميع أهل السنة والأثبات لكان بهم أحرى، وجواب عبد الله بن الحسن البصري وغيره بتصويبه وتقريظه حتى زاد أبو الفضل جعفر بن نصر البغدادي في جوابه على جواب الحسن بن علي التميمي، فلو نهض كل من رد عليه ليتعلموا منه أوائل المفترضات عليهم لكان بهم أحرى ويزيلوا عن أنفسهم الحسد والبغي وإنما " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ".
أنشد أو الوليد لنفسه: من المتقارب
إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعهْ
فلم لا أكون ضنيناً عليها ... وأجعلها في صلاحٍ وطاعهْ؟