سعر بن سوادة العامري
قدم الشام تاجراً، وعاين ملك آل جفنة بأعمال دمشق.
حدث مسلم بن ثفنة وقيل مسلم بن شعبة قال:
استعمل ابن علقمة أبي على عرافة قومه وأمره أن يصدقهم. قال: فبعثني أبي في طائفة لآتيه بصدقتهم، قال: فخرجت حتى أتيت شيخاً كبيراً يقال له سعر فقلت: إن أبي بعثني إليك لتؤدي صدقة غنمك. قال: ابن أخي، وأي نحوٍ تأخذون؟ قلت: نختار حتى إنا لنشبر ضروع الغنم. قال: ابن أخي، فإني أحدثك، إني كنت في شعب من هذه الشعاب في غنم لي على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءني رجلان على بعير فقالا: نحن رسولا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك لتؤدي صدقة غنمك. قلت: ما علي فيها؟ قالا: شاةٌ. قال: فأعمد إلى شاةٍ قد علمت مكانها ممتلئة محضاً وشحماً، فأخرجتها إليهما فقالا: هذه الشافع والشافع: الحامل وقد نهانا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نأخذ شافعاً. قلت: فأي شيءٍ؟ قالا: عناقا جدعة، أو ثنية. قال: فأعمد إلى عناقٍ معتاط. قال: والمعتاط التي لم تلد ولداً وقد حان ولادها فأخرجها إليهما. فقالا: ناولناها. فدفعتها إليهما، فجعلاها معهما على بعيرهما ثم انطلقا.
وعن سعر بن سوادة العامري قال: كنت عسيفاً لعقيلة من عقائل الحي أركب لها الصعبة والذلول، أتهم مرة وأنجد أخرى، لا أليق مطرداً في متجر من المتاجر إلا أتيته، يدفعني الحزن إلى السهل. والسهل إلى الحزن، فقدمت من الشام بخرثةٍ وأثاثٍ أريد به كبة العرب ودهماء
الموسم، فدفعت إلى مكة بليل مسدفٍ فحططت عن ركابين وأصلحت من شأني، فلما أضاء لي جلباب الفجر رأيت قباباً تناغي شعف الجبال مجللة بأنطاع الطائف، فإذا بدنٌ تنحر وأخر تساق، وإذا طهاةٌ وحثثة على الطهاة: ألا اعجلوا، وإذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي: يا وفد الله، الغداء. وإذا رجل آخر على مدرجة الطريق ينادي: ألا من طعم فليرجع للعشاء. قال: فجهرني ما رأيت، فدفعت إلى عميد القوم، فإذا أنا به جالسٌ على عرش له أبنوس، تحته نمرقة خز حمراء، متزرٌ بيمنة، مرتدٍ ببردٍ. له جمةٌ فينانة، قد لاث عليها عمامة خز سوداء، فكأني أنظر إلى أطراف جمته كالعناقيد من تحت العمامة، فكأن الشعري تطلع في وجهه، وإذا خوادم حواسر عن أذرعهم، ومشمرين عن سوقهم، وإذا مشايخ جلة حفوف بعرشه، ما يفيض أحد منهم بكلمة، وقد كان نمى إلي حبر من أحبار الشام أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمي هذا أوان توكفه، فقلت: عله وعسيت أن أفقه به، فدنوت فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: لست به، وكأن قد وليتني به. فقلت لبعض المشيخة: من هذا؟ قالوا: أبو نضلة هاشم بن عبد مناف. قال: فقلت: هذا والله الشرف والثناء الذي لا ينكر.
وفي حديث آخر بمعناه: فقلت: هذا والله المجد لا مجد بني جفنة.
قدم الشام تاجراً، وعاين ملك آل جفنة بأعمال دمشق.
حدث مسلم بن ثفنة وقيل مسلم بن شعبة قال:
استعمل ابن علقمة أبي على عرافة قومه وأمره أن يصدقهم. قال: فبعثني أبي في طائفة لآتيه بصدقتهم، قال: فخرجت حتى أتيت شيخاً كبيراً يقال له سعر فقلت: إن أبي بعثني إليك لتؤدي صدقة غنمك. قال: ابن أخي، وأي نحوٍ تأخذون؟ قلت: نختار حتى إنا لنشبر ضروع الغنم. قال: ابن أخي، فإني أحدثك، إني كنت في شعب من هذه الشعاب في غنم لي على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءني رجلان على بعير فقالا: نحن رسولا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك لتؤدي صدقة غنمك. قلت: ما علي فيها؟ قالا: شاةٌ. قال: فأعمد إلى شاةٍ قد علمت مكانها ممتلئة محضاً وشحماً، فأخرجتها إليهما فقالا: هذه الشافع والشافع: الحامل وقد نهانا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نأخذ شافعاً. قلت: فأي شيءٍ؟ قالا: عناقا جدعة، أو ثنية. قال: فأعمد إلى عناقٍ معتاط. قال: والمعتاط التي لم تلد ولداً وقد حان ولادها فأخرجها إليهما. فقالا: ناولناها. فدفعتها إليهما، فجعلاها معهما على بعيرهما ثم انطلقا.
وعن سعر بن سوادة العامري قال: كنت عسيفاً لعقيلة من عقائل الحي أركب لها الصعبة والذلول، أتهم مرة وأنجد أخرى، لا أليق مطرداً في متجر من المتاجر إلا أتيته، يدفعني الحزن إلى السهل. والسهل إلى الحزن، فقدمت من الشام بخرثةٍ وأثاثٍ أريد به كبة العرب ودهماء
الموسم، فدفعت إلى مكة بليل مسدفٍ فحططت عن ركابين وأصلحت من شأني، فلما أضاء لي جلباب الفجر رأيت قباباً تناغي شعف الجبال مجللة بأنطاع الطائف، فإذا بدنٌ تنحر وأخر تساق، وإذا طهاةٌ وحثثة على الطهاة: ألا اعجلوا، وإذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي: يا وفد الله، الغداء. وإذا رجل آخر على مدرجة الطريق ينادي: ألا من طعم فليرجع للعشاء. قال: فجهرني ما رأيت، فدفعت إلى عميد القوم، فإذا أنا به جالسٌ على عرش له أبنوس، تحته نمرقة خز حمراء، متزرٌ بيمنة، مرتدٍ ببردٍ. له جمةٌ فينانة، قد لاث عليها عمامة خز سوداء، فكأني أنظر إلى أطراف جمته كالعناقيد من تحت العمامة، فكأن الشعري تطلع في وجهه، وإذا خوادم حواسر عن أذرعهم، ومشمرين عن سوقهم، وإذا مشايخ جلة حفوف بعرشه، ما يفيض أحد منهم بكلمة، وقد كان نمى إلي حبر من أحبار الشام أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأمي هذا أوان توكفه، فقلت: عله وعسيت أن أفقه به، فدنوت فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: لست به، وكأن قد وليتني به. فقلت لبعض المشيخة: من هذا؟ قالوا: أبو نضلة هاشم بن عبد مناف. قال: فقلت: هذا والله الشرف والثناء الذي لا ينكر.
وفي حديث آخر بمعناه: فقلت: هذا والله المجد لا مجد بني جفنة.