سارة بنت هازان بن ناحور
ويقال سفوهن بن ناحور زوج سيدنا إبراهيم الجليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام. روي أنها كانت معه بعين الجر بدمشق.
ولد لإبراهيم إسماعيل، وهو أكبر ولده، وأمه هاجر قبطيه، وإسحاق وكان ضرير البصر، وأمه سارة بن شوئل بن ناحور بن شاروغ بن أرغوا بن فالج بن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح، وماتت سارة فتزوج إبراهيم امرأة من الكنعانيين يقال لها قنطورا.
قال الضحاك: كان اسم سار يسارة. فلما قال لها جبريل: يا سارة، قالت سارة: إن اسمي يسارة فكيف تسميني سارة؟ قال الضحاك: يسارة العاقر من النساء التي لا تلد، وسارة الطالق الرحم التي تلد وتحمل الولد، فقال لها جبريل: كنت يسارة ولا تحملين، فصرت سارة تحملين الولد فترضعينه، فقالت سارة: يا جبريل. نقصت اسمي، قال جبريل: إن الله قد وعدك بأن يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر الزمان، وذلك أن اسمه عبد الله حي فسماه يحيى.
خرج إبراهيم وقد جاوز كوثى ربى، وتزوج سارة بنت قوهن بن ناحور بعدما
أهلك الله الملك وأمره الله بالإجلاء عن بلاده، وأمره أن يلحق بالأرض المقدسة، وكان يوم تزوج وخرج من بلاد قومه إلى الأرض المقدسة ابن ثمانين سنة، ثم خرج وتزوج سارة وخرج معه هازان أخوه، ولوط بن هازان وهو ابن أخيه، فذلك قوله عز وجل: " فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي "، فمضى مع إبراهيم وسارة فتزوجها إبراهيم على ألا يراها غيره، وكانت سارة من أحسن نساء العالمين.
قال ابن عباس: قسم الله الحسن عشرة أجزاء فجعل منها ثلاثة أجزاء في حواء، وثلاثة أجزاء في سارة وثلاثة أجزاء في يوسف وجزءاً في سائر الخلق. فكانت سارة من أحسن نساء أهل الأرض، وكانت من أشد نسائهم غيرة.
وعن ابن السائب قال: خرج إبراهيم من حوزان يؤم أرض بني كنعان حتى عبر الفرات إلى الشام فانحرف لسانه عن السريانية إلى العبرانية، وإنما سميت العبرانية لأنه تكلم بها إن عبر الفرات، ومضى حتى أتى أنتملك ملك بني كنعان بالشام وعظيمهم الذي يدين له عظماؤهم يومئذ، وكان ينزل عين الجر من أرض البقاع من جند دمشق، وكانت الشام يومئذ منسوبة إلى فلسطين فقال له أنتملك: إنه لا طاقة لي بمعاندة نمروذ، وقد جاورتنا مخالفاً له، فقال إبراهيم إن إلهي يمنعك منه، فأجار إبراهيم، وسأله أن يزوجه سارة، فقال: إنها زوجتي فلم يعرض لها، وقال: انزل حيث شئت من أرضنا، وبعث إلى عظماء النواحي يأمرهم بحفظه وحسن مجاورته فنزل اللجون " قرية من قرى الأردن - ثم تحول منها إلى أرض فلسطين فنزل ناحية منها يقال لها السبع من أرض بيت جبريل ثم تحول إلى قرية يقال لها حبرى في ما بين جبريل وبين البيت المقدس فأقام بها.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله حين دعي على آلهتهم " إني سقيم " وقوله " فعله كبيرهم هذا " وقوله لسارة " إنها أختي ".
قال: ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس، قال: فأرسل إليه الملك أو الجبار: من هذه معك؟ قال: أختي، قال: أرسل بها، فأرسل بها إليه، وقال لها: لا تكذبي قولي فإني قد أخبرته أنك أختي وليس على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فلما دخلت إليه قام إليها. قال: فأقبلت توضأ وتصلي وتقول: اللهم، إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر، قال: فغط حتى ركد برجله، فقالت: اللهم، إنه إن يمت يقل هي قتلته، قال: فأرسل، ثم قام إليها. قال: فقامت توضأ وتصلي وتقول: اللهم، إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر، قال: فغط حتى ركض برجله، فقالت اللهم، إنه إن يمت يقل هي قتلتني، قال: فأرسل، فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إلي إلا شيطاناً، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر قال: فرجعت فقالت لإبراهيم أشعرت أن الله رد كيد الفاجر وأخدم وليدة.
وفي حديث آخر: أنها لما دخلت عليه وثب إليها فحبس عنها، فقال لها: ادعي إلهك الذي تعبدين أن يطلقني ولا أعود فيما تكرهين، فدعت الله فأطلقه، ففعل ذلك ثلاثاً ثم قال للذي جاء بها، أخرجها عني، فإنك لم تأت بإنسية، إنما أتيتني بشيطانه، فأخدمها هاجر، فرجعت إلى إبراهيم فاستوهبها منها فوهبتها له، فقال: فهي أمكم يا بني ماء السماء، يعني العرب.
قال أبو الحسن المفسّر: لما أخذ صاحب مصر سارة من إبراهيم الخليل ذهب ليتناولها فأيبس الله يده في عنقه فقال لها: يا هذه، ما أطوع ربك لك حين دعوته علي، فقالت له: وأنت إن أطعته أطاعك.
وقيل إن الحُسن قسم نصفين: نصف ليوسف وسارة، ونصف بين الناس.
وعن أبي هريرة: أن إبراهيم لم يولد له، فكانت سارة لا تلد. فلما رأت سارة ذلك أحبت أن تعرض هاجر على إبراهيم فكان يمنعها غيرتها.
كانت هاجر ذات هيئة، فوهبتها سارة لإبراهيم، فقالت: إني أراها وضيئة فخذها لعل الله أن يرزقك منها ولداً، وكانت سارة قد مُنعت الولد، فلم تلد لإبراهيم حتى أيست. وكان إبراهيم قد دعى ربه " ربي هب لي من الصالحين " فأخرت الدعوة حتى كبر إبراهيم، وعقمت سارة. ثم إن إبراهيم وقع على هاجر فولدت له إسماعيل.
فلما ولد إسماعيل اشتد حزنها على ما فاتها من الولد. ولما رأت سارة إبراهيم قد شغف بإسماعيل غارت غيرة شديدة، وحلفت لتقطعن عضواً من أعضاء هاجر، قال: فبلغ ذلك هاجر فلبست درعاً لها، وجرت ذيلها، فهي أول نساء العالمين جرت الذيل، وإنما فعلت ذلك لتعفي أثرها في الطريق على سارة فلن تقدر عليها، فقال لها إبراهيم: هل لك إلى خير؟ أن تعفي عنها وترضي بقضاء الله، فقالت: فكيف لي بما قد حلفت؟ قال: اخفضيها فتكون سنة للنساء وتبري يمينك، قالت: أفعلها فخفضتها، فمضت السنة للنساء في الخفض منها.
وقيل: أنها لما غارت منها حلفت أن تقطع منها ثلاثة أشراف. فقال لها إبراهيم: هل لك أن تبري يمينك؟ قالت: كيف أصنع؟ قال: اثقبي أذنيها واخفضيها " والخفض هو الختان " ففعلت ذلك بها، فوضعت هاجر في أذنيها قرطين فازدادت بهما حسناً، فقالت سارة أراني إنما زدتها جمالاً فلم تقارهّ على كونها معه، ووجد بها إبراهيم وجداً شديداً، فنقلها إلى مكة، وكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها، وقلة صبره عنه.
قال يحيى بن أبي رافع: في قوله عز وجل: " فأقبلت امرأته في صرة " قال: صيحة، فولولت.
ولما ولدت سارة لإبراهيم إسحاق جعل الكنعانيون يقولون: ألا تعجبون لهذا الشيخ ولهذه العجوز، وحدوا صبياً سقيطاً فأخذاه يزعمان أنه ولدهما، وهل تلد مثلها من النساء؟! فكون الله صورة إسحاق على صورة إبراهيم حتى لا يراه أحد إلا قال: والله، إنه لمن الشيخ.
جاء جرير إلى عمر فشكا إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنا لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة فتقول: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان فلا تنظر إليهن؟ فقال ابن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم شكا إلى الله من رداءة خلق سارة فقال له: إنها خلقت من الضلع، فألبسها على ما كان فيها، ما لم تر عليها خزية في دينها فقال عمر: لقد حشا الله بين أضلاعك علماً كثيراً وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أولاد المسلمين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة، فإذا كان يوم القيامة دفعوهم إلى آبائهم.
قال شعيب الجبائي: ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة، وذبح إسحاق وهو ابن تسع سنين وولدته سارة وهي ابنة تسعين، وكان مذبحه من إيلياء على ميلين. فلما علمت سارة أراد بإسحاق بطنت يومين وماتت في اليوم الثالث، وقيل ماتت سارة وهي بنت مئة سنة وسبع وعشرين سنة.
ولما أراد إبراهيم ذبح إسحاق حزنت سارة حزناً شديداً، ومرضت من شدة الغم، وكان لإسحاق في ذلك الوقت سبع وثلاثون سنة، وقيل: تسع سنين، وكان أصابها البطن ثلاثة أيام.
ويقال سفوهن بن ناحور زوج سيدنا إبراهيم الجليل على نبينا وعليه الصلاة والسلام. روي أنها كانت معه بعين الجر بدمشق.
ولد لإبراهيم إسماعيل، وهو أكبر ولده، وأمه هاجر قبطيه، وإسحاق وكان ضرير البصر، وأمه سارة بن شوئل بن ناحور بن شاروغ بن أرغوا بن فالج بن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح، وماتت سارة فتزوج إبراهيم امرأة من الكنعانيين يقال لها قنطورا.
قال الضحاك: كان اسم سار يسارة. فلما قال لها جبريل: يا سارة، قالت سارة: إن اسمي يسارة فكيف تسميني سارة؟ قال الضحاك: يسارة العاقر من النساء التي لا تلد، وسارة الطالق الرحم التي تلد وتحمل الولد، فقال لها جبريل: كنت يسارة ولا تحملين، فصرت سارة تحملين الولد فترضعينه، فقالت سارة: يا جبريل. نقصت اسمي، قال جبريل: إن الله قد وعدك بأن يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر الزمان، وذلك أن اسمه عبد الله حي فسماه يحيى.
خرج إبراهيم وقد جاوز كوثى ربى، وتزوج سارة بنت قوهن بن ناحور بعدما
أهلك الله الملك وأمره الله بالإجلاء عن بلاده، وأمره أن يلحق بالأرض المقدسة، وكان يوم تزوج وخرج من بلاد قومه إلى الأرض المقدسة ابن ثمانين سنة، ثم خرج وتزوج سارة وخرج معه هازان أخوه، ولوط بن هازان وهو ابن أخيه، فذلك قوله عز وجل: " فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي "، فمضى مع إبراهيم وسارة فتزوجها إبراهيم على ألا يراها غيره، وكانت سارة من أحسن نساء العالمين.
قال ابن عباس: قسم الله الحسن عشرة أجزاء فجعل منها ثلاثة أجزاء في حواء، وثلاثة أجزاء في سارة وثلاثة أجزاء في يوسف وجزءاً في سائر الخلق. فكانت سارة من أحسن نساء أهل الأرض، وكانت من أشد نسائهم غيرة.
وعن ابن السائب قال: خرج إبراهيم من حوزان يؤم أرض بني كنعان حتى عبر الفرات إلى الشام فانحرف لسانه عن السريانية إلى العبرانية، وإنما سميت العبرانية لأنه تكلم بها إن عبر الفرات، ومضى حتى أتى أنتملك ملك بني كنعان بالشام وعظيمهم الذي يدين له عظماؤهم يومئذ، وكان ينزل عين الجر من أرض البقاع من جند دمشق، وكانت الشام يومئذ منسوبة إلى فلسطين فقال له أنتملك: إنه لا طاقة لي بمعاندة نمروذ، وقد جاورتنا مخالفاً له، فقال إبراهيم إن إلهي يمنعك منه، فأجار إبراهيم، وسأله أن يزوجه سارة، فقال: إنها زوجتي فلم يعرض لها، وقال: انزل حيث شئت من أرضنا، وبعث إلى عظماء النواحي يأمرهم بحفظه وحسن مجاورته فنزل اللجون " قرية من قرى الأردن - ثم تحول منها إلى أرض فلسطين فنزل ناحية منها يقال لها السبع من أرض بيت جبريل ثم تحول إلى قرية يقال لها حبرى في ما بين جبريل وبين البيت المقدس فأقام بها.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قوله حين دعي على آلهتهم " إني سقيم " وقوله " فعله كبيرهم هذا " وقوله لسارة " إنها أختي ".
قال: ودخل إبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس، قال: فأرسل إليه الملك أو الجبار: من هذه معك؟ قال: أختي، قال: أرسل بها، فأرسل بها إليه، وقال لها: لا تكذبي قولي فإني قد أخبرته أنك أختي وليس على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فلما دخلت إليه قام إليها. قال: فأقبلت توضأ وتصلي وتقول: اللهم، إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر، قال: فغط حتى ركد برجله، فقالت: اللهم، إنه إن يمت يقل هي قتلته، قال: فأرسل، ثم قام إليها. قال: فقامت توضأ وتصلي وتقول: اللهم، إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر، قال: فغط حتى ركض برجله، فقالت اللهم، إنه إن يمت يقل هي قتلتني، قال: فأرسل، فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إلي إلا شيطاناً، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر قال: فرجعت فقالت لإبراهيم أشعرت أن الله رد كيد الفاجر وأخدم وليدة.
وفي حديث آخر: أنها لما دخلت عليه وثب إليها فحبس عنها، فقال لها: ادعي إلهك الذي تعبدين أن يطلقني ولا أعود فيما تكرهين، فدعت الله فأطلقه، ففعل ذلك ثلاثاً ثم قال للذي جاء بها، أخرجها عني، فإنك لم تأت بإنسية، إنما أتيتني بشيطانه، فأخدمها هاجر، فرجعت إلى إبراهيم فاستوهبها منها فوهبتها له، فقال: فهي أمكم يا بني ماء السماء، يعني العرب.
قال أبو الحسن المفسّر: لما أخذ صاحب مصر سارة من إبراهيم الخليل ذهب ليتناولها فأيبس الله يده في عنقه فقال لها: يا هذه، ما أطوع ربك لك حين دعوته علي، فقالت له: وأنت إن أطعته أطاعك.
وقيل إن الحُسن قسم نصفين: نصف ليوسف وسارة، ونصف بين الناس.
وعن أبي هريرة: أن إبراهيم لم يولد له، فكانت سارة لا تلد. فلما رأت سارة ذلك أحبت أن تعرض هاجر على إبراهيم فكان يمنعها غيرتها.
كانت هاجر ذات هيئة، فوهبتها سارة لإبراهيم، فقالت: إني أراها وضيئة فخذها لعل الله أن يرزقك منها ولداً، وكانت سارة قد مُنعت الولد، فلم تلد لإبراهيم حتى أيست. وكان إبراهيم قد دعى ربه " ربي هب لي من الصالحين " فأخرت الدعوة حتى كبر إبراهيم، وعقمت سارة. ثم إن إبراهيم وقع على هاجر فولدت له إسماعيل.
فلما ولد إسماعيل اشتد حزنها على ما فاتها من الولد. ولما رأت سارة إبراهيم قد شغف بإسماعيل غارت غيرة شديدة، وحلفت لتقطعن عضواً من أعضاء هاجر، قال: فبلغ ذلك هاجر فلبست درعاً لها، وجرت ذيلها، فهي أول نساء العالمين جرت الذيل، وإنما فعلت ذلك لتعفي أثرها في الطريق على سارة فلن تقدر عليها، فقال لها إبراهيم: هل لك إلى خير؟ أن تعفي عنها وترضي بقضاء الله، فقالت: فكيف لي بما قد حلفت؟ قال: اخفضيها فتكون سنة للنساء وتبري يمينك، قالت: أفعلها فخفضتها، فمضت السنة للنساء في الخفض منها.
وقيل: أنها لما غارت منها حلفت أن تقطع منها ثلاثة أشراف. فقال لها إبراهيم: هل لك أن تبري يمينك؟ قالت: كيف أصنع؟ قال: اثقبي أذنيها واخفضيها " والخفض هو الختان " ففعلت ذلك بها، فوضعت هاجر في أذنيها قرطين فازدادت بهما حسناً، فقالت سارة أراني إنما زدتها جمالاً فلم تقارهّ على كونها معه، ووجد بها إبراهيم وجداً شديداً، فنقلها إلى مكة، وكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها، وقلة صبره عنه.
قال يحيى بن أبي رافع: في قوله عز وجل: " فأقبلت امرأته في صرة " قال: صيحة، فولولت.
ولما ولدت سارة لإبراهيم إسحاق جعل الكنعانيون يقولون: ألا تعجبون لهذا الشيخ ولهذه العجوز، وحدوا صبياً سقيطاً فأخذاه يزعمان أنه ولدهما، وهل تلد مثلها من النساء؟! فكون الله صورة إسحاق على صورة إبراهيم حتى لا يراه أحد إلا قال: والله، إنه لمن الشيخ.
جاء جرير إلى عمر فشكا إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنا لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة فتقول: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان فلا تنظر إليهن؟ فقال ابن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم شكا إلى الله من رداءة خلق سارة فقال له: إنها خلقت من الضلع، فألبسها على ما كان فيها، ما لم تر عليها خزية في دينها فقال عمر: لقد حشا الله بين أضلاعك علماً كثيراً وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أولاد المسلمين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة، فإذا كان يوم القيامة دفعوهم إلى آبائهم.
قال شعيب الجبائي: ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة، وذبح إسحاق وهو ابن تسع سنين وولدته سارة وهي ابنة تسعين، وكان مذبحه من إيلياء على ميلين. فلما علمت سارة أراد بإسحاق بطنت يومين وماتت في اليوم الثالث، وقيل ماتت سارة وهي بنت مئة سنة وسبع وعشرين سنة.
ولما أراد إبراهيم ذبح إسحاق حزنت سارة حزناً شديداً، ومرضت من شدة الغم، وكان لإسحاق في ذلك الوقت سبع وثلاثون سنة، وقيل: تسع سنين، وكان أصابها البطن ثلاثة أيام.