Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=151079#46dbbb
زياد بن النضر أبو الأوبر
ويقال أبو عائشة. ويقال: أبو عمر الحارثي من أهل الكوفة، وفد على يزيد بن معاوية.
حدث زياد الحارثي عن أبي هريرة قال: قال له رجل: أنت الذي تنهى الناس عن صوم يوم الجمعة؟ قال: لا ورب هذه البنية أو هذه الحرمة ما أنا نهيت عنه، محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله.
وعن أبي الأوبر قال: قال أبو هريرة: ورب هذه البنية لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في نعلين حتى قضى صلاته.
قال زياد بن النضر الحارثي:
كنت صديقاً ليزيد بن معاوية قبل أن تفضي الخلافة إليه، فلما أفضت إليه أتيته فأكرمني، وأنزلني في الدار معه، فلما كان ذات يوم استحم ثم جاء يخطر في مشيته، عليه سبتية مضلعةٌ كأن جلده يقطر دماً، فما رأيت منظراً أحسن منه، فألقي له كرسي، فجلس عليه، ثم قال: يا أبا عمر قم فاستحم. ففكرت في نفسي وفي غضون جلدي فقلت: لا يراها مني أبداً، فقلت: يا أمير المؤمنين، إذا أفضت علي الماء أخذتني قشعريرة. فقال: لا عليك، يا جارية، اسقيني، قال: فأتته جارية حسناء في يدها إناء فيه شراب ما رأيت شراباً أحسن منه. قال: فشرب حتى أتى عليه، ثم قال: يا جارية، اسقي أبا عمر. قال: فقلت في نفسي: إنا لله إنا إليه راجعون، الخمر ورب الكعبة! قال: فقلت في نفسي: شربة وأتوب. قال: فجاءتني بالقدح، فشربت، فوالله ما سلسلت شراباً قط مثله. قال: فلما فرغت قال: أبا عمر، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: أتدري ما هذا الشراب؟ قلت: لا والله إلا أني لم أسلسل شراباً مثله. قال: هذا رمان حلوان، بعسل أصبهان، بزبيب الطائف، بسكر الأهواز، بماء بردى.
حدث زياد بن النضر الحارثي قال: كنا على غدير لنا في الجاهلية، ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك، معه بنية له شابة، على ظهرها ذؤابة، فقال له أبوها: خذي هذه الصفحة وأتى الغدير فجيئينا بشيء من مائه. فانطلقت، فوافقها عليه جانٌّ، فاختطفها فذهب بها، فلما فقدناها نادى أبوها في الحي، فخرجنا على كل صعبٍ وذلول، وقصدنا كل شعبٍ ونقبٍ، فلم نجد لها أثراً، ومضت على ذلك السنون، حتى كان زمن عمر بن الخطاب، فإذا هي قد جاءت، وقد عفا شعرها وأظفارها، وتغيرت حالها، فقال لها أبوها: أي بنية! أين كنت!؟ وقام إليها يقبلها، ويشم ريحها، فقالت: يا أبه، أتذكر ليلة الغدير؟ قال: نعم. قالت: فإنه وافقني عليه جانٌّ، فاختطفني، فذهب بي، فلم أزل فيهم حتى إذا كان الآن غزا هو وأهله قوماً مشركين أو غزاهم قوم مشركون فجعل لله عليه نذراً إن هم ظفروا بعدوهم أن يعتقني، ويردني إلى أهلي، فظفروا، فحملني فأصبحت عندكم، وقد جعل بيني وبينه إمارة إن احتجت إليه أن أولول بصوتي، فإنه يحضرني.
قال: فأخذ أبوها من شعرها وأظفارها، وأصلح من شأنها، وزوجها رجلاً من أهله، فوقع بينها وبينه ذات يوم ما يقع بين المرأة وزوجها، فعيرها، وقال: يا مجنونة، والله إن نشأت إلا في الجن، فصاحت وولولوت بأعلى صوتها، فإذا هاتفٌ يهتف: يا معشر بني الحارث، اجتمعوا فكونوا حياً كراماً. فاجتمعنا، فقلنا: من أنت يرحمك الله، فأنا نسمع صوتاً ولا نرى شخصاً!؟ قال: أنا راب فلانةٍ، رغبتها في الجاهلية بحسبي، وصنتها في الإسلام بديني، ووالله إن نلت منها محرماً قط، واستغاثت في هذا الوقت، فحضرت، فسألتها عن أمرها، فزعمت أن زوجها عيرها بأن كانت فينا، ووالله لو كنت تقدمت إليه لفقأت عينه. قال: فقلنا: يا عبد الله، لك الحباء والجزء والمكافأة فقال: ذاك إليه يعني الزوج قال: فقامت إليه عجوز من الحي فقالت: أسألك عن شيء؟ قال: سلي. قالت: إن لي بنية عراساً أصابتها حضنة، فتمزق رأسها، وقد أخذتها حمى الربع، فهل لها من دواء؟ قال: نعم، اعمدي إلى باب الماء الطويل القوائم الذي يكون على أفواه الأنهار، فخذي منها واحدة، فاجعليه في سبعة ألوان عهنٍ من أصفرها وأحمرها وأخضرها
وأسودها وأبيضها وأكحلها وأزرقها، ثم افتلي ذلك الصوف بأطراف أصابعك، ثم اعقديه على عضدها اليسرى. ففعلت أمها ذلك، فكأنما نشطت من عقال.