Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133294#bdd1c4
زحر بْن قيس، الجعفي الكوفي:
أحد أصحاب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، أنزله علي المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة. روى عنه عامر الشعبي، وَحصين بْن عَبْد الرَّحْمَنِ.
أخبرني محمّد بن عبد الوهّاب الصغير حدّثنا أحمد بن إبراهيم حدّثنا أحمد بن محمّد بن المغلس حدّثنا سعيد بن يحيى الأموي حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ- يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ عَمَّهُ- عَنْ زِيَادٍ- وَهُوَ الْبَكَّائِيُّ- قَالَ حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ بن سعيد حدّثني الشعبي أخبرني زحر بن قيس الجعفي. قال: بعثني علي على أربعمائة مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَنْزِلَ الْمَدَائِنَ رابطة، قال: فو الله إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى الطَّرِيقِ، إِذْ جَاءَنَا رَجُلٌ قَدْ أَعْرَقَ دَابَّتَهُ، قَالَ فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقَالَ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقُلْنَا مَتَى خَرَجْتَ؟ قَالَ الْيَوْمَ، قُلْنَا فَمَا الْخَبَرُ؟ قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الصَّلاةِ، صلاة الفجر، فابتدره ابن بجدة، وَابْنُ مُلْجَمٍ، فَضَرَبَهُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعِيشُ مِمَّا هُوَ أَشَدُّ مِنْهَا، وَيَمُوتُ مِمَّا هُوَ أَهْوَنُ مِنْهَا، قَالَ ثُمَّ ذَهَبَ. فَقَالَ عبد الله بن وهب السبائي- وَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ- اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ لَوْ أَخْبَرَنَا هَذَا أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى دِمَاغِهِ قَدْ خَرَجَ عَرَفْتُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا يَمُوتُ حتى يسوق العرب بعصاه، قال فو الله مَا مَكَثْنَا إِلا تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى جَاءَنَا كِتَابُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ حَسَنٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى زَحْرِ بْنِ قَيْسٍ، أما بعد فخذ البيعة على من قَبْلَكَ. قَالَ فَقُلْنَا أَيْنَ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَاهُ يَمُوتُ.
Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=133294#eae91d
زحر بن قيس الجعفي الكوفي
أدرك علياً، وشهد معه صفين، ووفد على يزيد بن معاوية.
حدث زحر بن قيس قال: بعثني علي على أربع مئة من أهل العراق، وأمرنا أن ننزل المدائن رابطةً، قال: فإنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق إذ جاءنا رجلٌ قد أعرق دابته فقلنا: من أين أقبلت؟ قال: من الكوفة. قلنا: متى خرجت؟ قال: اليوم. قلنا: فما الخبر؟ قال: خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة صلاة الفرج فابتدره ابن بجرة وابن ملجم، فضربه أحدهما ضربةً إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها، ويموت مما هو أهون منها قال: ثم ذهب. قال عبد الله بن وهب السبائي، ورفع يده إلى السماء: الله أكبر الله أكبر. قال: قلت له: ما شأنك؟ قال: لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه.
قال: ثم والله ما مكث إلا تلك الليلة حتى جاءنا كتاب الحسن بن علي: من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس، أما بعد فخذ البيعة ممن قبلك. قال: فقلنا: أين ما قلت؟ قال: ما كنت أراه يموت.
قال أبو مخنف: ثم إن عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين في الكوفة، فجعل يدار به، ثم دعا
زحر بن قيس فسرح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد.
فروى هشام عن الغاز بن ربيعة الجرشي من حمير قال: إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية، فقال له يزيد: ويلك! وما وراءك؟ وما عندك؟ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب في ثمانية عشر من أهل بيته، وستين من شيعته، قال: فسرنا إليهم، فسألناهم أن يستلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد، أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فغدونا عليهم مع شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل ناحيةٍ، حتى إذا أخذت السيوف مآخذها من هام القوم جعلوا يهربون إلى غير وزرٍ، ويلوذون منا بالآكام والحفر
لواذاً كما لاذ الحمائم من صقر
فوالله يا أمير المؤمنين ما كانوا إلا جزر جزورٍ أو نومة قايل، حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجزرة، وثيابهم مزملة، وخدودهم معفرة تصهرهم الشمس، وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم بقفرٍ سبسب.
قال: فدمعت عين يزيد، وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية. أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، ورحم الله الحسين. ولم يصله بشيء.