ريا حاضنة يزيد بن معاوية
امرأة شاعرة. عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس، وحكت أن أمها أدركت سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حدث حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأةً من أجمل النساء وأعقلهن، يقال لها ريا، كان بنو أمية يكرمونها، وكان هشام يكرمها، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجيء راكبة، فكل من رآها من بني أمية أكرمها، ويقولون: ريا حاضنة يزيد بن معاوية، وكانوا يقولون: قد بلغت من السن مئة سنة، وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته؛ فلما كان من الأمر الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا، فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أمية مداراةً لنا.
قالت: دخل بعض بني أمية على يزيد فقال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك يعني الحسين بن علي فقد قتل ووجه برأسه إليك؛ فلم يلبث إلا أياماً حتى جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام، فرفع الثوب الذي كان عليه، فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة وقال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله " قالت ريا:
فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع من حناء، قال حمزة: فقلت لها: أقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون؟ قالت: إي والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له، لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتاً من شعر ابن الزبعرى، ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: قد أمكنك الله من عدو الله وابن عدو أبيك، فاقتل هذا الغلام ينقطع هذا النسل، فإنك لا تدري ما يخب وهم أحياء آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه، وما كفيت أنت منه، وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل؛ فاقطع أصل هذا البيت، فإنك إن قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم، وهم قوم ذوو مكر، والناس إليهم مائلون، وخاصة غوغاء أهل العراق، يقولون: ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابن علي وفاطمة، اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس. فقال: لا قمت ولا قعدت، فإنك ضعيف مهين، بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان. قال: إني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن لا أسميه أبداً ولا أذكره.
قال حمزة: فسألتها من هي؟ فقالت: كانت أمي امرأةً من كلب، وكان أبي رجلاً من موالي بني أمية وقالت لي: ماتت أمي يوم ماتت ولها مئة سنة وعشر سنين، وذكرت أن أمها عجيبة عاشت تسعين سنة وأنها أدركت زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعت وهي امرأة أم أولاد.
قال حمزة بن يزيد: قد رأيت ريا بعد ذلك مقتولةً مطروحةً على درج جيرون مكشوفة الفرج في فرجها قصبة مغروزة.
قال حمزة: وحدثني بعض أهلنا: أنه رأى رأس الحسين رضي اله عنه مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام، فحدثت ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك، فبعث إليه فجاء به وقد قحل،
وبقي عظم أبيض، فجعل في سفط، وطيبه وجعل عليه ثوباً ودفنه في مقابر المسلمين. فلما ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى خازن بيت السلاح: وجه إلي رأس الحسين بن علي، فكتب إليه الخازن: إن سليمان أخذه وجعله في سفط وصلى عليه ودفنه. فصح ذلك عنده، فلما رحلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه. والله أعلم ما صنع به.
قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من ريا، قلت: كيف علمت أنه شعر ابن الزبعرى؟ قال: أنشدتني مئة بيت من قولها ترثي به يزيد. وذهبت في عهد عبد الله بن طاهر.
أسماء الرجال على
امرأة شاعرة. عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس، وحكت أن أمها أدركت سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حدث حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأةً من أجمل النساء وأعقلهن، يقال لها ريا، كان بنو أمية يكرمونها، وكان هشام يكرمها، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجيء راكبة، فكل من رآها من بني أمية أكرمها، ويقولون: ريا حاضنة يزيد بن معاوية، وكانوا يقولون: قد بلغت من السن مئة سنة، وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته؛ فلما كان من الأمر الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا، فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أمية مداراةً لنا.
قالت: دخل بعض بني أمية على يزيد فقال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك يعني الحسين بن علي فقد قتل ووجه برأسه إليك؛ فلم يلبث إلا أياماً حتى جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام، فرفع الثوب الذي كان عليه، فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة وقال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله " قالت ريا:
فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع من حناء، قال حمزة: فقلت لها: أقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون؟ قالت: إي والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له، لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتاً من شعر ابن الزبعرى، ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له: قد أمكنك الله من عدو الله وابن عدو أبيك، فاقتل هذا الغلام ينقطع هذا النسل، فإنك لا تدري ما يخب وهم أحياء آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه، وما كفيت أنت منه، وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل؛ فاقطع أصل هذا البيت، فإنك إن قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم، وهم قوم ذوو مكر، والناس إليهم مائلون، وخاصة غوغاء أهل العراق، يقولون: ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابن علي وفاطمة، اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس. فقال: لا قمت ولا قعدت، فإنك ضعيف مهين، بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان. قال: إني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن لا أسميه أبداً ولا أذكره.
قال حمزة: فسألتها من هي؟ فقالت: كانت أمي امرأةً من كلب، وكان أبي رجلاً من موالي بني أمية وقالت لي: ماتت أمي يوم ماتت ولها مئة سنة وعشر سنين، وذكرت أن أمها عجيبة عاشت تسعين سنة وأنها أدركت زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعت وهي امرأة أم أولاد.
قال حمزة بن يزيد: قد رأيت ريا بعد ذلك مقتولةً مطروحةً على درج جيرون مكشوفة الفرج في فرجها قصبة مغروزة.
قال حمزة: وحدثني بعض أهلنا: أنه رأى رأس الحسين رضي اله عنه مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام، فحدثت ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك، فبعث إليه فجاء به وقد قحل،
وبقي عظم أبيض، فجعل في سفط، وطيبه وجعل عليه ثوباً ودفنه في مقابر المسلمين. فلما ولي عمر بن عبد العزيز بعث إلى خازن بيت السلاح: وجه إلي رأس الحسين بن علي، فكتب إليه الخازن: إن سليمان أخذه وجعله في سفط وصلى عليه ودفنه. فصح ذلك عنده، فلما رحلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه. والله أعلم ما صنع به.
قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من ريا، قلت: كيف علمت أنه شعر ابن الزبعرى؟ قال: أنشدتني مئة بيت من قولها ترثي به يزيد. وذهبت في عهد عبد الله بن طاهر.
أسماء الرجال على