ربيعَة بن عُثْمَان بن ربيعَة بن عبد الله بن الهدير التَّيْمِيّ الْقرشِي مدنِي يروي عَن نَافِع وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان روى عَنهُ مُحَمَّد بن عجلَان وَابْن الْمُبَارك كنيته أَبُو عُثْمَان وَأمه أم يحيى بنت الْمُنْكَدر بن عبد الله بن الهدير مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ بن سبع وَسبعين سنة
40963. ربيعة بن عتبة الكناني1 40964. ربيعة بن عثمان2 40965. ربيعة بن عثمان التيمي1 40966. ربيعة بن عثمان بن ربيعة1 40967. ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي1 40968. ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله140969. ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي...1 40970. ربيعة بن عثمان بن عبد1 40971. ربيعة بن عثمان بن عبد الله1 40972. ربيعة بن عثمان بن عبد الله بن الهدير1 40973. ربيعة بن عطاء1 40974. ربيعة بن عطاء بن يعقوب2 40975. ربيعة بن عطاء بن يعقوب المدني1 40976. ربيعة بن عطاء بن يعقوب مولى بني سباع...1 40977. ربيعة بن عمار الأسدي1 40978. ربيعة بن عمار الاسدي2 40979. ربيعة بن عمرو أبو الغاز الجرشي1 40980. ربيعة بن عمرو الثقفي1 40981. ربيعة بن عمرو الجرشي6 40982. ربيعة بن عمرو الجهني1 40983. ربيعة بن عمرو بن عمير بن عوف الثقفي2 40984. ربيعة بن عيدان1 40985. ربيعة بن عيدان الكندي1 40986. ربيعة بن عيدان بن ربيعة1 40987. ربيعة بن عيدان بن ربيعة الكبير1 40988. ربيعة بن فارس1 40989. ربيعة بن فراس1 40990. ربيعة بن فروخ أبي عبد الرحمن1 40991. ربيعة بن فضالة2 40992. ربيعة بن قيس2 40993. ربيعة بن قيس الجملي2 40994. ربيعة بن قيس العدواني1 40995. ربيعة بن قيصر الحضرمي1 40996. ربيعة بن كعب2 40997. ربيعة بن كعب أبو فراس الأسلمي1 40998. ربيعة بن كعب ابو فراس الاسلمي1 40999. ربيعة بن كعب الأسلمي1 41000. ربيعة بن كعب الأسلمي أبو فراس1 41001. ربيعة بن كعب الاسلمي3 41002. ربيعة بن كعب الاسلمي ابو فراس2 41003. ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر الاسلمي1 41004. ربيعة بن كلثوم4 41005. ربيعة بن كلثوم بن جبر5 41006. ربيعة بن كلثوم بن جبر البصري2 41007. ربيعة بن كلثوم بن جبير1 41008. ربيعة بن لقيط1 41009. ربيعة بن لقيط التجيبي2 41010. ربيعة بن لقيط التجيبي3 41011. ربيعة بن لقيط التجيبي المصري1 41012. ربيعة بن لقيط بن حارثة1 41013. ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة1 41014. ربيعة بن لهاعة الحضرمي1 41015. ربيعة بن لهيعة1 41016. ربيعة بن لهيعة الحضرمي2 41017. ربيعة بن مالك1 41018. ربيعة بن مالك الانصاري1 41019. ربيعة بن ناجد الاسدي1 41020. ربيعة بن ناجد الاسدي الكوفي1 41021. ربيعة بن ناجذ2 41022. ربيعة بن ناجذ الأسدي1 41023. ربيعة بن ناجذ الاسدي الازدي الكوفي1 41024. ربيعة بن وقاص3 41025. ربيعة بن يزيد3 41026. ربيعة بن يزيد أبو شعيب1 41027. ربيعة بن يزيد أبو شعيب الإيادي الدمشقي...1 41028. ربيعة بن يزيد الدمشقي1 41029. ربيعة بن يزيد الدمشقي القصير1 41030. ربيعة بن يزيد السلمي5 41031. ربيعة بن يزيد القصير1 41032. ربيعة بن يزيد القصير الأيادي1 41033. ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي6 41034. ربيعة بن يورا3 41035. ربيعة بن يورا الصدفي1 41036. ربيعة بنت عياض1 41037. ربيعة جد هشام بن الغار1 41038. ربيعة رجل من قريش1 41039. ربيعة ولقبه مسكين بن أنيف1 41040. ربيعة ويقال النعمان بن نجوان1 41041. رتن الهندي1 41042. رجاء2 41043. رجاء أبو يحيى صاحب السقط البصري1 41044. رجاء أبو سعيد1 41045. رجاء ابو يزيد2 41046. رجاء الأنصاري1 41047. رجاء الانصاري1 41048. رجاء الغنوي5 41049. رجاء الغنوية2 41050. رجاء بن أبي رجاء1 41051. رجاء بن أبي رجاء الباهلي2 41052. رجاء بن أبي سلمة1 41053. رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام1 41054. رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني...1 41055. رجاء بن أشيم بن كميش1 41056. رجاء بن ابي رجاء ابو محمد المروزي وقيل السمرقندي...1 41057. رجاء بن ابي رجاء الباهلي2 41058. رجاء بن ابي سلمة ابو المقدام1 41059. رجاء بن ابي سلمة ابو المقدام الفلسطيني...1 41060. رجاء بن ابي سلمة الفلسطيني1 41061. رجاء بن ابي عطاء3 41062. رجاء بن ابي عطاء ابو الاشيم1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي روى عن محمد بن يحيى بن حبان وزيد بن أسلم وابن المنكدر وسعد بن إبراهيم وإدريس الصنعاني روى عنه محمد بن عجلان وابن المبارك
ووكيع وعيسى بن يونس وابن أبي فديك سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: ربيعة بن عثمان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: ربيعة بن عثمان المدني هو إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القوي.
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عن ربيعة بن عثمان فقال: هو ( م ) منكر الحديث يكتب حديثه.
ووكيع وعيسى بن يونس وابن أبي فديك سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: ربيعة بن عثمان ثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول: ربيعة بن عثمان المدني هو إلى الصدق ما هو، وليس بذاك القوي.
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عن ربيعة بن عثمان فقال: هو ( م ) منكر الحديث يكتب حديثه.
رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الرأي- وَاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ: فروخ- مولى آل المنكدر التيمي- تيم قريش- وكنيته رَبِيعَة أَبُو عُثْمَان- وَيقال: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ :
وَهُوَ مديني سَمِعَ أَنَس بْن مَالِك، وَالسائب بْن يَزِيد، وَعامة التابعين من أَهْل الْمَدِينَة. روى عَنْهُ مَالِك بْن أَنَس، وَسفيان الثَّوْرِيّ، وَشعبة بْن الحجاج وَالليث بْن سَعْد، وَسليمان بْن بلال، وَسعيد بْن أَبِي هلال، وَعبد العزيز الدراوردي، وَكَانَ فقيها عالما حافظا للفقه وَالحديث. وَقدم على أَبِي الْعَبَّاس السفاح الأنبار، وَكَانَ أقدمه ليوليه القضاء فيقال إنه توفي بالأنبار، وَيقال بل توفي بالمدينة.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حدّثنا أحمد بن زهير أخبرني مصعب. قال: ربيعة بن أبي
عَبْد الرَّحْمَنِ، وَاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فروخ، وَكَانَ مولى آل الهدير من بني تيم بْن مرة، وَكَانَ يقال له رَبِيعَة الرأي، وَكَانَ قد أدرك بعض أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأكابر من التابعين، وَكَانَ صاحب الفتوى بالمدينة، وَكَانَ يجلس إليه وَجوه الناس بالمدينة، وَكَانَ يحصى فِي مجلسه أربعون معتما، وَعنه أخذ مَالِك بْن أَنَس.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يَحْيَى بْن معين: رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ مولى تيم، وَاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فروخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْنُ إبراهيم بن شاذان أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد المالكي الدينوري الْقَاضِي- قراءة عَلَيْهِ بمصر- حدّثنا يحيى بن أبي طالب حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف حدّثني مشيخة أهل المدينة أن فروخا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو رَبِيعَة خرج فِي البعوث إِلَى خراسان أيام بني أمية غازيا، وَربيعة حمل فِي بطن أمه، وَخلف عند زوجته أم رَبِيعَة ثلاثين ألف دينار، فقدم الْمَدِينَة بعد سبع وَعشرين سنة وَهُوَ راكب فرسا، فِي يده رمح، فنزل عَنْ فرسه، ثُمَّ دفع الباب برمحه، فخرج رَبِيعَة فَقَالَ له: يا عدو اللَّه أتهجم على منزلي؟ فَقَالَ لا، وَقَالَ فروخ يا عدو اللَّه أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا وَتلبب كل وَاحد منهما بصاحبه، حَتَّى اجتمع الجيران فبلغ مَالِك بْن أَنَس وَالمشيخة فأتوا يعينون رَبِيعَة، فجعل رَبِيعَة يقول: وَالله لا فارقتك إِلا عند السلطان، وَجعل فروخ يقول: وَالله لا فارقتك إِلا بالسلطان، وَأنت مَعَ امرأتي، وَكثر الضجيج، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فَقَالَ مَالِك: أيها الشيخ لك سعة فِي غير هذه الدار، فَقَالَ الشيخ هي داري وَأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت: هذا زوجي، وَهذا ابني الَّذِي خلفته وَأنا حامل به، فاعتنقا جميعا وَبكيا، فدخل فروخ المنزل وَقَالَ هذا ابني؟ قالت نعم! قَالَ: فأخرجي المال الَّذِي لي عندك، وَهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت المال قد دفنته وَأنا أخرجه بعد أيام، فخرج رَبِيعَة إِلَى المسجد وَجلس فِي حلقته، وَأتاه مَالِك بْن أَنَس، وَالحسن بْن زيد، وَابن أَبِي علي اللهبي وَالمساحقي، وَأشراف أَهْل الْمَدِينَة وَأحدق الناس به، فقالت امرأته اخرج صل فِي مسجد الرسول، فخرج فصلى، فنظر على حلقة وَافرة، فأتاه فوقف عَلَيْهِ، ففرجوا له قليلا، وَنكس رَبِيعَة رأسه يوهمه أنه لم يره، وَعليه طويلة، فشك فيه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، فَقَالَ من هذا الرجل؟ فَقَالُوا له هذا رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْد
الرَّحْمَنِ: لقد رفع اللَّه ابني. فرجع إِلَى منزله فَقَالَ لوالدته لقد رأيت وَلدك فِي حالة ما رأيت أحدا من أَهْل العلم وَالفقه عليها، فقالت أمه: أيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار، أَوْ هذا الَّذِي هو فيه من الجاه؟ قَالَ: لا وَالله إِلا هذا قالت فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال فو الله ما ضيعته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الصريفيني أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ الوراق حدّثنا عبد الله بن سليمان السجستاني حدّثنا أحمد بن صالح حَدَّثَنَا عنبسة بْن خَالِد بْن أَبِي النجاد حَدَّثَنَا يونس- يعني ابْن يَزِيد- قَالَ: رأيت أبا حنيفة عند ربيعة ابن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ وَكَانَ مجهود أَبِي حنيفة أن يفهم ما يقول رَبِيعَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حَدَّثَنِي ابْن زيد. قَالَ:
مكث رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ دهرا طويلا عابدا يصلي الليل وَالنهار صاحب عبادة، ثُمَّ نزع ذلك إِلَى أن جالس القوم، فجالس الْقَاسِم فنطق بلب وَعقل، قَالَ فكان الْقَاسِم إذا سئل عَنْ شيء قَالَ: سلوا هذا- لربيعة- قَالَ فإن كَانَ شيئا فِي كتاب اللَّه أخبرهم به الْقَاسِم، أَوْ فِي سنة نبيه، وَإلا قال سلوا هذا- لربيعة أَوْ سالم.
وَقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي الليث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد قَالَ قَالَ لي ما رأيت أحدا أفطن من رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ الليث وَقَالَ لي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر فِي رَبِيعَة: هو صاحب معضلاتنا، وَعالمنا، وَأفضلنا.
وَقَالَ يعقوب: حدّثنا أبو صالح حَدَّثَنِي الليث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أنه قَالَ: ما رأيت أحدا أسد عقلا من رَبِيعَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدّثنا جدي حدّثنا الحارث بن مسكين حدّثنا ابن وهب حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يجالس رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، فإذا غاب رَبِيعَة حدثهم يَحْيَى أحسن الحديث، وَكَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد كثير الحديث، فإذا حضر رَبِيعَة كف يَحْيَى- إجلالا لربيعة- وَليس رَبِيعَة بأسن منه، وَهُوَ فيما هو فيه، وَكَانَ كل وَاحد منهما مجلا لصاحبه.
وأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهديّ أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي. قَالَ:
قرأت على الحارث بْن مسكين: أخبركم ابن وهب حَدَّثَنَا مَالِك. قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن
سَعِيد أعرف شيء بحق رَبِيعَة، قَالَ وَكَانَ رَبِيعَة يقول له- وَهُوَ يمازحه فِي شيء من القضاء يسمع ذلك يَحْيَى- هذا خير لكم مما تحوزون من الدنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني حدّثنا أبو قلابة حدّثنا سليمان بن داود حدثني معاذ بْن معاذ قَالَ سمعت سوار بْن عَبْد اللَّهِ يقول: ما رأيت أحدا أعلم من رَبِيعَة الرأي. قلت: وَلا الْحَسَن، وَابن سيرين؟ قَالَ: وَلا الْحَسَن وَابن سيرين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا إبراهيم- هو ابن المنذر- حدّثني ابن وهب حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي سلمة.
قَالَ: لما جئت العراق، جاءني أَهْل العراق فَقَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَة الرأي، قَالَ فقلت:
يا أَهْل العراق تقولون رَبِيعَة الرأي؟ لا وَالله ما رأيت أحدا أحوط لسنة منه.
وَقَالَ يعقوب: حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حَدَّثَنِي ابْن زيد قَالَ: وَصار رَبِيعَة إِلَى فقه وَفضل، وَما كَانَ بالمدينة رجل وَاحد أسخى نفسا بما فِي يديه لصديق، أَوْ لابن صديق، أَوْ لباغ يبتغيه منه، كَانَ يستصحبه القوم فيأتى صحبة أحد، إِلا أحدا لا يتزود معه، وَلم يكن فِي يده ما يحمل ذاك.
أَخْبَرَنِي الأزهري حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي حَدَّثَنَا عَبْد الجبار بْن عاصم- أَوْ غيره- قَالَ حَدَّثَنَا ابْن وَهب قَالَ: أنفق رَبِيعَة على إخوانه أربعين ألف دينار، ثُمَّ جعل يسأل إخوانه فِي إخوانه فَقَالَ أهله: أذهبت مَالِك، وَأنت دائب تخلق جاهك؟ قَالَ فَقَالَ: لا يزال هذا دأبي وَدأبهم، ما وَجدت أحدا يعطيني على جاهي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء محمّد بن بن عليّ الواسطيّ أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو سَعِيد النيسابوري قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن صاحب بْن حميد قَالَ سمعت أبا سلمة الصنعاني الفقيه يقول سمعت بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشرود الصنعاني يقول: أتينا مَالِك بْن أَنَس فجعل يحَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَة الرأي بْن أَبِي عَبْد الرّحمن، فكنا نستزيده من حَدِيث رَبِيعَة، فَقَالَ لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم فِي ذاك الطاق، فأتينا رَبِيعَة فأنبهناه، فقلنا له: أنت رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: بلى، قلنا: رَبِيعَة بْن فروخ؟ قَالَ بلى، قلنا رَبِيعَة الرأي؟ قَالَ بلى، قلنا هذا الَّذِي يحدث عنك مَالِك بْن أَنَس؟ قَالَ بلى، قلنا له كيف حظي بك مَالِك وَلم تحظ أنت بنفسك؟ قَالَ أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم؟!
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الميموني قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول:
رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي.
قَالَ: وَربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ مدني تابعي ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عليّ الصوري أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو عُثْمَان رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الرأي مديني ثقة.
أَخْبَرَنَا عليّ بن أبي طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرخي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، مديني رجل جليل من جلتهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ. قَالَ قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد: جاء رَبِيعَة إلى أَبِي الْعَبَّاس بالأنبار.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حدّثني محمّد ابن أبي زكير أَخْبَرَنِي ابْن وَهب. قَالَ قَالَ مَالِك: لما قدم رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ على أمير المؤمنين أَبِي الْعَبَّاس، أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها.
قَالَ ابْن وَهب: وَحَدَّثَنِي مَالِك عَنْ رَبِيعَة. قَالَ قَالَ لي حين أراد الخروج إِلَى العراق: إن سمعت أني حدثتهم شيئا، أَوْ أفتيتهم، فلا تعدني شيئا. قَالَ فكان كما قَالَ، لما قدمها لزم بيته، فلم يخرج إليهم وَلم يحدثهم بشيء حَتَّى رجع.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الفضل الصيرفي قَالَ سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بْن معين يقول: مات رَبِيعَة الرأي فِي مدينة أَبِي الْعَبَّاس بالأنبار.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ وَسمعته- يعني أبا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث- يقول: مات رَبِيعَة بالأنبار.
أخبرنا الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: توفي رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ بالمدينة فِي آخر خلافة أَبِي الْعَبَّاس.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ: رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الرأي، توفي سنة ست وَثلاثين وَمائة فيما أَخْبَرَنِي به الواقدي، وَكَانَ ثقة كثير الحديث، وَكانوا يتقونه لموضع الرأي.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ سمعت إِبْرَاهِيم بْن المنذر وَابن بكير يقولان: مات رَبِيعَة سنة ست وَثلاثين وَمائة.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين. قَالَ:
رَبِيعَة الرأي مات سنة ست وَثلاثين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط. قَالَ: وَربيعة الرأي بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ اسمه فروخ، مولى لآل المنكدر، مات سنة ثلاثين وَمائة، يكنى أبا عُثْمَان وَيقال أبا عَبْد الرَّحْمَنِ- كذا قَالَ، وَقول من قَالَ سنة ست وَثلاثين أصح.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن حدّثنا بشر بن موسى حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: وَمات رَبِيعَة الرأي، وَهُوَ رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ مولى المنكدر، سنة ست وَثلاثين ومائة. ويكنى بأبي عثمان، وهو ربيعة ابن فروخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد بن سعد أخبرنا مطرف ابن عَبْد اللَّهِ قَالَ سمعت مَالِك بْن أَنَس يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ.
وَهُوَ مديني سَمِعَ أَنَس بْن مَالِك، وَالسائب بْن يَزِيد، وَعامة التابعين من أَهْل الْمَدِينَة. روى عَنْهُ مَالِك بْن أَنَس، وَسفيان الثَّوْرِيّ، وَشعبة بْن الحجاج وَالليث بْن سَعْد، وَسليمان بْن بلال، وَسعيد بْن أَبِي هلال، وَعبد العزيز الدراوردي، وَكَانَ فقيها عالما حافظا للفقه وَالحديث. وَقدم على أَبِي الْعَبَّاس السفاح الأنبار، وَكَانَ أقدمه ليوليه القضاء فيقال إنه توفي بالأنبار، وَيقال بل توفي بالمدينة.
أَخْبَرَنِي الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصّيمريّ حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حدّثنا أحمد بن زهير أخبرني مصعب. قال: ربيعة بن أبي
عَبْد الرَّحْمَنِ، وَاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فروخ، وَكَانَ مولى آل الهدير من بني تيم بْن مرة، وَكَانَ يقال له رَبِيعَة الرأي، وَكَانَ قد أدرك بعض أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأكابر من التابعين، وَكَانَ صاحب الفتوى بالمدينة، وَكَانَ يجلس إليه وَجوه الناس بالمدينة، وَكَانَ يحصى فِي مجلسه أربعون معتما، وَعنه أخذ مَالِك بْن أَنَس.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري أَخْبَرَنَا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ حدّثنا جعفر ابن محمّد بن الأزهر حَدَّثَنَا ابن الغلابي. قَالَ قَالَ أبو زكريا يَحْيَى بْن معين: رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ مولى تيم، وَاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فروخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْنُ إبراهيم بن شاذان أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد المالكي الدينوري الْقَاضِي- قراءة عَلَيْهِ بمصر- حدّثنا يحيى بن أبي طالب حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء الخفاف حدّثني مشيخة أهل المدينة أن فروخا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو رَبِيعَة خرج فِي البعوث إِلَى خراسان أيام بني أمية غازيا، وَربيعة حمل فِي بطن أمه، وَخلف عند زوجته أم رَبِيعَة ثلاثين ألف دينار، فقدم الْمَدِينَة بعد سبع وَعشرين سنة وَهُوَ راكب فرسا، فِي يده رمح، فنزل عَنْ فرسه، ثُمَّ دفع الباب برمحه، فخرج رَبِيعَة فَقَالَ له: يا عدو اللَّه أتهجم على منزلي؟ فَقَالَ لا، وَقَالَ فروخ يا عدو اللَّه أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا وَتلبب كل وَاحد منهما بصاحبه، حَتَّى اجتمع الجيران فبلغ مَالِك بْن أَنَس وَالمشيخة فأتوا يعينون رَبِيعَة، فجعل رَبِيعَة يقول: وَالله لا فارقتك إِلا عند السلطان، وَجعل فروخ يقول: وَالله لا فارقتك إِلا بالسلطان، وَأنت مَعَ امرأتي، وَكثر الضجيج، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فَقَالَ مَالِك: أيها الشيخ لك سعة فِي غير هذه الدار، فَقَالَ الشيخ هي داري وَأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت: هذا زوجي، وَهذا ابني الَّذِي خلفته وَأنا حامل به، فاعتنقا جميعا وَبكيا، فدخل فروخ المنزل وَقَالَ هذا ابني؟ قالت نعم! قَالَ: فأخرجي المال الَّذِي لي عندك، وَهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت المال قد دفنته وَأنا أخرجه بعد أيام، فخرج رَبِيعَة إِلَى المسجد وَجلس فِي حلقته، وَأتاه مَالِك بْن أَنَس، وَالحسن بْن زيد، وَابن أَبِي علي اللهبي وَالمساحقي، وَأشراف أَهْل الْمَدِينَة وَأحدق الناس به، فقالت امرأته اخرج صل فِي مسجد الرسول، فخرج فصلى، فنظر على حلقة وَافرة، فأتاه فوقف عَلَيْهِ، ففرجوا له قليلا، وَنكس رَبِيعَة رأسه يوهمه أنه لم يره، وَعليه طويلة، فشك فيه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، فَقَالَ من هذا الرجل؟ فَقَالُوا له هذا رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْد
الرَّحْمَنِ: لقد رفع اللَّه ابني. فرجع إِلَى منزله فَقَالَ لوالدته لقد رأيت وَلدك فِي حالة ما رأيت أحدا من أَهْل العلم وَالفقه عليها، فقالت أمه: أيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار، أَوْ هذا الَّذِي هو فيه من الجاه؟ قَالَ: لا وَالله إِلا هذا قالت فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال فو الله ما ضيعته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه الصريفيني أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلِيّ الوراق حدّثنا عبد الله بن سليمان السجستاني حدّثنا أحمد بن صالح حَدَّثَنَا عنبسة بْن خَالِد بْن أَبِي النجاد حَدَّثَنَا يونس- يعني ابْن يَزِيد- قَالَ: رأيت أبا حنيفة عند ربيعة ابن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ وَكَانَ مجهود أَبِي حنيفة أن يفهم ما يقول رَبِيعَة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل القطان أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حَدَّثَنِي ابْن زيد. قَالَ:
مكث رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ دهرا طويلا عابدا يصلي الليل وَالنهار صاحب عبادة، ثُمَّ نزع ذلك إِلَى أن جالس القوم، فجالس الْقَاسِم فنطق بلب وَعقل، قَالَ فكان الْقَاسِم إذا سئل عَنْ شيء قَالَ: سلوا هذا- لربيعة- قَالَ فإن كَانَ شيئا فِي كتاب اللَّه أخبرهم به الْقَاسِم، أَوْ فِي سنة نبيه، وَإلا قال سلوا هذا- لربيعة أَوْ سالم.
وَقَالَ يعقوب: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي الليث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد قَالَ قَالَ لي ما رأيت أحدا أفطن من رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ الليث وَقَالَ لي عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَر فِي رَبِيعَة: هو صاحب معضلاتنا، وَعالمنا، وَأفضلنا.
وَقَالَ يعقوب: حدّثنا أبو صالح حَدَّثَنِي الليث عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أنه قَالَ: ما رأيت أحدا أسد عقلا من رَبِيعَة.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر عَبْد الْوَاحِدِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهديّ أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة حدّثنا جدي حدّثنا الحارث بن مسكين حدّثنا ابن وهب حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد يجالس رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، فإذا غاب رَبِيعَة حدثهم يَحْيَى أحسن الحديث، وَكَانَ يَحْيَى بْن سَعِيد كثير الحديث، فإذا حضر رَبِيعَة كف يَحْيَى- إجلالا لربيعة- وَليس رَبِيعَة بأسن منه، وَهُوَ فيما هو فيه، وَكَانَ كل وَاحد منهما مجلا لصاحبه.
وأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر بْن مهديّ أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب حَدَّثَنَا جدي. قَالَ:
قرأت على الحارث بْن مسكين: أخبركم ابن وهب حَدَّثَنَا مَالِك. قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن
سَعِيد أعرف شيء بحق رَبِيعَة، قَالَ وَكَانَ رَبِيعَة يقول له- وَهُوَ يمازحه فِي شيء من القضاء يسمع ذلك يَحْيَى- هذا خير لكم مما تحوزون من الدنيا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الحسن الشاهد- بالبصرة- حدّثنا عليّ بن إسحاق المادراني حدّثنا أبو قلابة حدّثنا سليمان بن داود حدثني معاذ بْن معاذ قَالَ سمعت سوار بْن عَبْد اللَّهِ يقول: ما رأيت أحدا أعلم من رَبِيعَة الرأي. قلت: وَلا الْحَسَن، وَابن سيرين؟ قَالَ: وَلا الْحَسَن وَابن سيرين.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن جعفر بن درستويه حدّثنا يعقوب بن سفيان حدّثنا إبراهيم- هو ابن المنذر- حدّثني ابن وهب حَدَّثَنِي عَبْد العزيز بْن أَبِي سلمة.
قَالَ: لما جئت العراق، جاءني أَهْل العراق فَقَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَة الرأي، قَالَ فقلت:
يا أَهْل العراق تقولون رَبِيعَة الرأي؟ لا وَالله ما رأيت أحدا أحوط لسنة منه.
وَقَالَ يعقوب: حدّثنا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب حَدَّثَنِي ابْن زيد قَالَ: وَصار رَبِيعَة إِلَى فقه وَفضل، وَما كَانَ بالمدينة رجل وَاحد أسخى نفسا بما فِي يديه لصديق، أَوْ لابن صديق، أَوْ لباغ يبتغيه منه، كَانَ يستصحبه القوم فيأتى صحبة أحد، إِلا أحدا لا يتزود معه، وَلم يكن فِي يده ما يحمل ذاك.
أَخْبَرَنِي الأزهري حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب حدّثنا جدي حَدَّثَنَا عَبْد الجبار بْن عاصم- أَوْ غيره- قَالَ حَدَّثَنَا ابْن وَهب قَالَ: أنفق رَبِيعَة على إخوانه أربعين ألف دينار، ثُمَّ جعل يسأل إخوانه فِي إخوانه فَقَالَ أهله: أذهبت مَالِك، وَأنت دائب تخلق جاهك؟ قَالَ فَقَالَ: لا يزال هذا دأبي وَدأبهم، ما وَجدت أحدا يعطيني على جاهي.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء محمّد بن بن عليّ الواسطيّ أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد أَبُو سَعِيد النيسابوري قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن صاحب بْن حميد قَالَ سمعت أبا سلمة الصنعاني الفقيه يقول سمعت بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الشرود الصنعاني يقول: أتينا مَالِك بْن أَنَس فجعل يحَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَة الرأي بْن أَبِي عَبْد الرّحمن، فكنا نستزيده من حَدِيث رَبِيعَة، فَقَالَ لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم فِي ذاك الطاق، فأتينا رَبِيعَة فأنبهناه، فقلنا له: أنت رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: بلى، قلنا: رَبِيعَة بْن فروخ؟ قَالَ بلى، قلنا رَبِيعَة الرأي؟ قَالَ بلى، قلنا هذا الَّذِي يحدث عنك مَالِك بْن أَنَس؟ قَالَ بلى، قلنا له كيف حظي بك مَالِك وَلم تحظ أنت بنفسك؟ قَالَ أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم؟!
أخبرنا البرقانيّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب بن إسحاق حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن الميموني قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حَنْبَل يقول:
رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ ثقة.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الأكبر أخبرنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ حَدَّثَنِي أَبِي.
قَالَ: وَربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ مدني تابعي ثقة.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عليّ الصوري أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَبُو عُثْمَان رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الرأي مديني ثقة.
أَخْبَرَنَا عليّ بن أبي طلحة المقرئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمّد ابن محمّد بن داود الكرخي حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. قَالَ: رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، مديني رجل جليل من جلتهم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن رزق أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا حنبل بن إسحاق حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ. قَالَ قَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد: جاء رَبِيعَة إلى أَبِي الْعَبَّاس بالأنبار.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان حدّثني محمّد ابن أبي زكير أَخْبَرَنِي ابْن وَهب. قَالَ قَالَ مَالِك: لما قدم رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ على أمير المؤمنين أَبِي الْعَبَّاس، أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها.
قَالَ ابْن وَهب: وَحَدَّثَنِي مَالِك عَنْ رَبِيعَة. قَالَ قَالَ لي حين أراد الخروج إِلَى العراق: إن سمعت أني حدثتهم شيئا، أَوْ أفتيتهم، فلا تعدني شيئا. قَالَ فكان كما قَالَ، لما قدمها لزم بيته، فلم يخرج إليهم وَلم يحدثهم بشيء حَتَّى رجع.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الفضل الصيرفي قَالَ سمعت أبا العباس مُحَمَّد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول سمعت يحيى بْن معين يقول: مات رَبِيعَة الرأي فِي مدينة أَبِي الْعَبَّاس بالأنبار.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- أَخْبَرَنَا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ وَسمعته- يعني أبا دَاوُد سُلَيْمَان بْن الأشعث- يقول: مات رَبِيعَة بالأنبار.
أخبرنا الأزهري حدّثنا محمّد بن العبّاس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر: توفي رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ بالمدينة فِي آخر خلافة أَبِي الْعَبَّاس.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد. قَالَ: رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ الرأي، توفي سنة ست وَثلاثين وَمائة فيما أَخْبَرَنِي به الواقدي، وَكَانَ ثقة كثير الحديث، وَكانوا يتقونه لموضع الرأي.
أخبرنا ابْن الْفَضْل أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان قَالَ سمعت إِبْرَاهِيم بْن المنذر وَابن بكير يقولان: مات رَبِيعَة سنة ست وَثلاثين وَمائة.
أَخْبَرَنَا يوسف بْن رباح البصريّ أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس- بمصر- حدّثنا أبو بشر الدولابي حَدَّثَنَا معاوية بْن صالح عَنْ يحيى بْن معين. قَالَ:
رَبِيعَة الرأي مات سنة ست وَثلاثين.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب- بأصبهان- أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيّان حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازيّ حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط. قَالَ: وَربيعة الرأي بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ اسمه فروخ، مولى لآل المنكدر، مات سنة ثلاثين وَمائة، يكنى أبا عُثْمَان وَيقال أبا عَبْد الرَّحْمَنِ- كذا قَالَ، وَقول من قَالَ سنة ست وَثلاثين أصح.
أخبرنا علي بن أَحْمَد الرزاز أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن حدّثنا بشر بن موسى حدثنا أبو حفص عمرو بن علي. قال: وَمات رَبِيعَة الرأي، وَهُوَ رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ مولى المنكدر، سنة ست وَثلاثين ومائة. ويكنى بأبي عثمان، وهو ربيعة ابن فروخ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا سليمان بن إسحاق الجلاب حدّثنا الحارث بن محمّد بن سعد أخبرنا مطرف ابن عَبْد اللَّهِ قَالَ سمعت مَالِك بْن أَنَس يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ.
ربيعة بن فروخ أبي عبد الرحمن
أبو عثمان المديني الفقيه المعروف بربيعة الرأي مولى بني تيم من قريش استقدمه الوليد بن يزيد ليستفتيه في الطلاق قبل النكاح، مع جماعة من فقهاء المدينة، وأمره بالمقام عنده ليعلم ولده عثمان بن الوليد.
حدث ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأبهق، ولا بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط؛ بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله. وقال هشام: وقبضه على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء.
قال أبو بكر بن عياش: قلت لربيعة الرأي: أسمعت من أنس شيئاً؟ قال: حديثاً واحداً، سمعته يقول: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يخضب، إنما كان شمطاته في هذا المكان عشرين شمطة، لو أشاء عددتها.
وحدث ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: كان في بريرة ثلاث سنن، فكانت إحدى السنن الثلاث أنها اعتقت فخيرت في زوجها، وقال: الولاء لمن أعتق. ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والبرمة تفور بلحم، فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألم أر برمةً فيها لحم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية.
كان الوليد أرسل إلى يزيد بن أسلم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومحمد بن المنكدر، وأبي الزناد، يستفتيهم في شيء؛ فكانوا يجمعون بين الظهر والعصر إذا زالت الشمس.
قال معمر: كتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح، وكان
قد ابتلي بذلك؛ فحضر إليه جماعة فأخبروه عن العلماء أن لا طلاق قبل النكاح. ثم قال سماك من عنده: إنما النكاح عقدة تعقد، والطلاق يحلها، فكيف تحل عقدة قبل أن تعقد؟! فأعجب الوليد من قوله، وأخذ به، وكتب إلى عامله على اليمن أن يستعمله على القضاء، وحبس الوليد ربيعة، وضم إليه ابنه عثمان وجعله قائماً بأمره.
كان ربيعة الرأي صاحب الفتيا بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة، وكان يحصى في مجلسه أربعون معتماً. وعنه أخذ مالك بن أنس، وكان عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة يجلس إلى ربيعة يأخذ عنه، فحكي عنه انه قال لربيعة في مرضه الذي مات فيه: يا أبا عثمان! إنا قد تعلمنا منك، وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء لم نسمع فيه شيئاً، فترى أن رأينا له خير من رأيه لنفسه فنفتيه؟ فقال ربيعة: أجلسوني، فجلس ثم قال: ويحك يا عبد العزيز! لأن تموت جاهلاً خير لك من أن تقول في شيء بغير علم، لا، لا، لا؛ ثلاث مرات.
توفي ربيعة بالمدينة سنة ست وثلاثين ومئة في خلافة أبي العباس.
كان ربيعة يقول لابن شهاب: إن حالي ليس يشبه حالك، أنا أقول برأي، من شاء أخذه، وأنت تحدث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيحفظ، لا ينبغي لأحد يعلم أن عنده شيئاً من العلم يضيع نفسه.
روي عن مشيخة أهل المدينة، أن فروخاً أبا عبد الرحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازياً، وربيعة حمل في بطن أمه، وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار؛ فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرساً، في يده رمح، فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه، فخرج ربيعة فقال له: يا عدو الله! أتهجم على منزلي؟ فقال: لا، وقال فروخ: يا عدو الله! أنت رجل دخلت على حرمتي! فتواثبا، وتلبب كل واحد منهما بصاحبه حتى اجتمع الجيران، فبلغ مالك بن أنس والمشيخة، فأتوا يعينون ربيعة، فجعل ربيعة يقول: والله لا فارقتك إلا عند السلطان، وجعل فروخ يقول: والله لا فارقتك إلا بالسلطان وأنت مع امرأتي، وكثر الضجيج. فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فقال مالك: أيها الشيخ! لك سعة في غير هذه الدار،
فقال الشيخ: هذه داري وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت: هذا زوجي وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به، فاعتنقا جميعاً وبكيا. فدخل فروخ المنزل وقال: هذا ابني؟! قالت: نعم، قال: فأخرجي المال الذي لي عندك، وهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت: المال قد دفنته وأنا أخرجه بعد أيام. فخرج ربيعة إلى المسجد، وجلس في حلقته، وأتاه مالك بن أنس، والحسن بن زيد، وابن أبي علي اللهبي، والمساحقي، وأشراف أهل المدينة، وأحدق الناس به. فقالت امرأته: اخرج صل في مسجد الرسول، فخرج فصلى، فنظر إلى حلقة وافرة، فأتاه، فوقف عليه، ففرجوا له قليلاً، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره، وعليه طويلة، فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال: من هذا الرجل؟ فقالوا: هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فقال أبو عبد الرحمن: لقد رفع الله ابني؛ فرجع إلى منزله فقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً من أهل العلم والفقه عليها، فقالت أمه: فأيما أحب إليك، ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال: لا والله، ألا هذا، قالت: فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال: فواالله ما ضيعته.
قال ابن زيد: مكث ربيعة بن أبي عبد الرحمن دهراً طويلاً عابداً، يصلي الليل والنهار، صاحب عبادة؛ ثم نزع عن ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل، قال: فكان القاسم إذا سئل عن شيء قال: سلوا هذا لربيعة قال: فإن كان شيء في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا قال: سلوا هذا لربيعة أو سالم. قال: وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف، وما كان بالمدينة رجل واحد كان أسخى نفساً بما في يده لصديق أو لابن صديق، أو لباغ يبتغيه منه،
كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلا أحداً لا يتزود معه، ولم يكن في يده ما يحمل ذلك.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كان الأمر إلى سعيد بن المسيب، فلما مات سعيد أفضى الأمر إلى القاسم وسالم. فلما مات القاسم وسالم كان الأمر صار إلى ربيعة.
قال مالك: فحدثني ربيعة قال: قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي: يا ربيعة، أراك تفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك فلا تكن همتك أن تخرجه مما وقع فيه، ولتكن همتك أن تتخلص مما سألك عنه.
قال عبيد الله بن عمر: كان يحيى بن سعيد يحدثنا، فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً لربيعة وإعظاماً له، وليس ربيعة بأسن منه؛ وكان كل واحد منهما مجلاً لصاحبه.
وكان ربيعة يقول له وهو يمازحه في الشيء من الفتيا، يسمع ذلك يحيى بن سعيد: هذا خير لك مما تحوز من الدنيا.
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحداً أسد عقلاً من ربيعة.
قال الليث: وكان صاحب معضلات أهل المدينة، ورئيسهم في الفتيا.
قال سوار بن عبد الله العنبري: ما رأيت أحداً قط مثل ربيعة الرأي! قيل: ولا الحسن؟ قال: ولا الحسن، ولا ابن سيرين.
قال مالك: قدم ابن شهاب المدينة، فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان، فما خرجا إلى العصر، خرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت بالمدينة مثل ربيعة؛ وخرج ربيعة وهو يقول: ما ظننت أن أحداً بلغ من العلم ما يلغ ابن شهاب.
كان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق يقول: ما يسرني أن أمي ولدت لي أخاً ممن ترون من أهل المدينة إلا ربيعة الرأي.
قال يونس بن يزيد: شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة، فكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة.
قال عبد العزيز بن أبي سلمة: لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأي، قال: فقلت: يا أهل العراق، تقولون: ربيعة الرأي، لا والله، ما رأيت أحداً أحوط لسنة منه.
وعن سفيان بن عيينة قال: تقنع ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فجعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: شهوة خفية، ورياء حاضر، والناس عند علمائهم كالغلمان في حجور أمهاتهم، إذا نهوا انتهوا، وإذا أمروا ائتمروا.
وعن أنس بن عياض: أن غيلان وقف على ربيعة فقال: يا ربيعة، أنت الذي يزعم أن الله يحب أن يعصى؟ فقال: ويلك يا غيلان! أفأنت الذي يزعم أن الله يعصى قسراً؟ قال: ووقف ربيعة على قوم وهو يتذاكرون القدر فقال: لئن كنتم صادقين وأعوذ بالله أن تكونوا صادقين، لما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم، إن كان الخير والشر بأيديكم.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: المروءة ست خصال، ثلاث في الحضر وثلاث في السفر؛ فأما الثلاث التي في الحضر:
فتلاوة القرآن؛ وعمارة مساجد الله؛ واتخاذ الإخوان في الله؛ وأما الثلاث التي في السفر: فبذل الزاد؛ وحسن الخلق؛ وكثرة المزاح في غير معصية.
قال بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني: أتينا مالك بن أنس، فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي ابن أبي عبد الرحمن، فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم في ذاك الطاق، قال: فأتينا ربيعة فأنبهناه فقلنا له: أنت ربيعة بن أبي عبد الرحمن؟ قال: بلى، قلنا: ربيعة بن فروخ؟ قال: بلى، قلنا: ربيعة الرأي؟ قال: بلى، قلنا: هذا الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: بلى، قلنا له: كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ فقال: أما علمتم أن مثقالاً من دولة خير من حمل علم؟ وعن مالك: أن إياس بن معاوية قال لربيعة: إن البناء إذا بني على غير أس، لم يكد أن يعتدل. يريد بذلك المفتي الذي يتكلم على غير أصل يبني عليه كلامه.
قال الشافعي: وقف أعرابي على ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فجعل يسجع في كلامه، ثم نظر إلى الأعرابي فقال: يا أعرابي، ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم.
قال الأصمعي: ما هبت عالماً قط ما هبت مالكاً حتى لحن، فذهبت هيبته من قلبي، وذلك أني سمعته يقول: مطرنا مطراً وأي مطر. فقلت له في ذلك فقال: كيف لو قد رأيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن، كنا إذا قلنا له: كيف أصبحت؟ يقول: بخيراً بخيراً. وإذا مالك قد جعل بنفسه قدوةً يقتدي به في اللحن.
قال الليث بن سعد: كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعلي جبة تارجية فقلت له: يا أبا عثمان، لو
أصلحت من لسانك، فقال: يا أبا الحارث، لأن ألحن كذا وكذا لحنة أحب إلي من أن ألبس مثل جبتك هذه.
قال كثير بن الوليد: قال رجل للزهري: يا أبا بكر، تركت دار الهجرة ولزمت شعباً! فأراه قال: أفسدها العبدان: ربيعة وأبو الزناد.
وروى سفيان بسنده حديثاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً مستقيماً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا. قال سفيان: فنظرنا، فإذا أول من تكلم بالرأي بالمدينة ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وذكر آخر بالكوفة، وبالبصرة البتي. فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم.
قال سفيان بن عيينة: كنا إذا رأينا رجلاً من طلبة الحديث يغشى أحد ثلاثة ضحكنا منه، لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث ولا يحفظونه: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وجعفر بن محمد.
وجلد ربيعة وحلق رأسه ولحيته، فنبتت لحيته مختلفة، شق أطول من الآخر، فقيل له: يا أبا عثمان؛ لو سويته، قال: لا، حتى ألتقي معهم بين يدي الله.
قال إبراهيم بن المنذر: كان سبب جلد ربيعة سعاية أبي الزناد، سعى به فولي بعد فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد، فأدخله بيتاً وسد باب البيت ليقتله جوعاً وعطشاً، فبلغ ذلك ربيعة، فجاء إلى الوالي فكلمه وأنكر ما فعل، فقال: وهل فعلت به هذا إلا لما كان منه إليك؟ دعه يموت، فأبى عليه حتى أخرجه وقال: سأحاكمه إلى الله عز وجل. هذا أو نحوه.
قال مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
توفي ربيعة بن أبي عبد الرحمن سنة اثنتين وثلاثين ومئة. وقيل: سنة ثلاثين، والأكثر أنه توفي سنة ست وثلاثين ومئة.
أبو عثمان المديني الفقيه المعروف بربيعة الرأي مولى بني تيم من قريش استقدمه الوليد بن يزيد ليستفتيه في الطلاق قبل النكاح، مع جماعة من فقهاء المدينة، وأمره بالمقام عنده ليعلم ولده عثمان بن الوليد.
حدث ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وليس بالأبيض الأبهق، ولا بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط؛ بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله. وقال هشام: وقبضه على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء.
قال أبو بكر بن عياش: قلت لربيعة الرأي: أسمعت من أنس شيئاً؟ قال: حديثاً واحداً، سمعته يقول: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يخضب، إنما كان شمطاته في هذا المكان عشرين شمطة، لو أشاء عددتها.
وحدث ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: كان في بريرة ثلاث سنن، فكانت إحدى السنن الثلاث أنها اعتقت فخيرت في زوجها، وقال: الولاء لمن أعتق. ودخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والبرمة تفور بلحم، فقرب إليه خبز وأدم من أدم البيت، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألم أر برمةً فيها لحم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، ولكن ذلك لحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو عليها صدقة، وهو لنا هدية.
كان الوليد أرسل إلى يزيد بن أسلم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومحمد بن المنكدر، وأبي الزناد، يستفتيهم في شيء؛ فكانوا يجمعون بين الظهر والعصر إذا زالت الشمس.
قال معمر: كتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح، وكان
قد ابتلي بذلك؛ فحضر إليه جماعة فأخبروه عن العلماء أن لا طلاق قبل النكاح. ثم قال سماك من عنده: إنما النكاح عقدة تعقد، والطلاق يحلها، فكيف تحل عقدة قبل أن تعقد؟! فأعجب الوليد من قوله، وأخذ به، وكتب إلى عامله على اليمن أن يستعمله على القضاء، وحبس الوليد ربيعة، وضم إليه ابنه عثمان وجعله قائماً بأمره.
كان ربيعة الرأي صاحب الفتيا بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة، وكان يحصى في مجلسه أربعون معتماً. وعنه أخذ مالك بن أنس، وكان عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة يجلس إلى ربيعة يأخذ عنه، فحكي عنه انه قال لربيعة في مرضه الذي مات فيه: يا أبا عثمان! إنا قد تعلمنا منك، وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء لم نسمع فيه شيئاً، فترى أن رأينا له خير من رأيه لنفسه فنفتيه؟ فقال ربيعة: أجلسوني، فجلس ثم قال: ويحك يا عبد العزيز! لأن تموت جاهلاً خير لك من أن تقول في شيء بغير علم، لا، لا، لا؛ ثلاث مرات.
توفي ربيعة بالمدينة سنة ست وثلاثين ومئة في خلافة أبي العباس.
كان ربيعة يقول لابن شهاب: إن حالي ليس يشبه حالك، أنا أقول برأي، من شاء أخذه، وأنت تحدث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيحفظ، لا ينبغي لأحد يعلم أن عنده شيئاً من العلم يضيع نفسه.
روي عن مشيخة أهل المدينة، أن فروخاً أبا عبد الرحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازياً، وربيعة حمل في بطن أمه، وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار؛ فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرساً، في يده رمح، فنزل عن فرسه، ثم دفع الباب برمحه، فخرج ربيعة فقال له: يا عدو الله! أتهجم على منزلي؟ فقال: لا، وقال فروخ: يا عدو الله! أنت رجل دخلت على حرمتي! فتواثبا، وتلبب كل واحد منهما بصاحبه حتى اجتمع الجيران، فبلغ مالك بن أنس والمشيخة، فأتوا يعينون ربيعة، فجعل ربيعة يقول: والله لا فارقتك إلا عند السلطان، وجعل فروخ يقول: والله لا فارقتك إلا بالسلطان وأنت مع امرأتي، وكثر الضجيج. فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فقال مالك: أيها الشيخ! لك سعة في غير هذه الدار،
فقال الشيخ: هذه داري وأنا فروخ مولى بني فلان، فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت: هذا زوجي وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به، فاعتنقا جميعاً وبكيا. فدخل فروخ المنزل وقال: هذا ابني؟! قالت: نعم، قال: فأخرجي المال الذي لي عندك، وهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت: المال قد دفنته وأنا أخرجه بعد أيام. فخرج ربيعة إلى المسجد، وجلس في حلقته، وأتاه مالك بن أنس، والحسن بن زيد، وابن أبي علي اللهبي، والمساحقي، وأشراف أهل المدينة، وأحدق الناس به. فقالت امرأته: اخرج صل في مسجد الرسول، فخرج فصلى، فنظر إلى حلقة وافرة، فأتاه، فوقف عليه، ففرجوا له قليلاً، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره، وعليه طويلة، فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال: من هذا الرجل؟ فقالوا: هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فقال أبو عبد الرحمن: لقد رفع الله ابني؛ فرجع إلى منزله فقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحداً من أهل العلم والفقه عليها، فقالت أمه: فأيما أحب إليك، ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه؟ قال: لا والله، ألا هذا، قالت: فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال: فواالله ما ضيعته.
قال ابن زيد: مكث ربيعة بن أبي عبد الرحمن دهراً طويلاً عابداً، يصلي الليل والنهار، صاحب عبادة؛ ثم نزع عن ذلك إلى أن جالس القوم، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل، قال: فكان القاسم إذا سئل عن شيء قال: سلوا هذا لربيعة قال: فإن كان شيء في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا قال: سلوا هذا لربيعة أو سالم. قال: وصار ربيعة إلى فقه وفضل وعفاف، وما كان بالمدينة رجل واحد كان أسخى نفساً بما في يده لصديق أو لابن صديق، أو لباغ يبتغيه منه،
كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلا أحداً لا يتزود معه، ولم يكن في يده ما يحمل ذلك.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كان الأمر إلى سعيد بن المسيب، فلما مات سعيد أفضى الأمر إلى القاسم وسالم. فلما مات القاسم وسالم كان الأمر صار إلى ربيعة.
قال مالك: فحدثني ربيعة قال: قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي: يا ربيعة، أراك تفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك فلا تكن همتك أن تخرجه مما وقع فيه، ولتكن همتك أن تتخلص مما سألك عنه.
قال عبيد الله بن عمر: كان يحيى بن سعيد يحدثنا، فإذا طلع ربيعة قطع يحيى حديثه إجلالاً لربيعة وإعظاماً له، وليس ربيعة بأسن منه؛ وكان كل واحد منهما مجلاً لصاحبه.
وكان ربيعة يقول له وهو يمازحه في الشيء من الفتيا، يسمع ذلك يحيى بن سعيد: هذا خير لك مما تحوز من الدنيا.
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحداً أسد عقلاً من ربيعة.
قال الليث: وكان صاحب معضلات أهل المدينة، ورئيسهم في الفتيا.
قال سوار بن عبد الله العنبري: ما رأيت أحداً قط مثل ربيعة الرأي! قيل: ولا الحسن؟ قال: ولا الحسن، ولا ابن سيرين.
قال مالك: قدم ابن شهاب المدينة، فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان، فما خرجا إلى العصر، خرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت بالمدينة مثل ربيعة؛ وخرج ربيعة وهو يقول: ما ظننت أن أحداً بلغ من العلم ما يلغ ابن شهاب.
كان القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق يقول: ما يسرني أن أمي ولدت لي أخاً ممن ترون من أهل المدينة إلا ربيعة الرأي.
قال يونس بن يزيد: شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة، فكان مجهود أبي حنيفة أن يفهم ما يقول ربيعة.
قال عبد العزيز بن أبي سلمة: لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا: حدثنا عن ربيعة الرأي، قال: فقلت: يا أهل العراق، تقولون: ربيعة الرأي، لا والله، ما رأيت أحداً أحوط لسنة منه.
وعن سفيان بن عيينة قال: تقنع ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فجعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: شهوة خفية، ورياء حاضر، والناس عند علمائهم كالغلمان في حجور أمهاتهم، إذا نهوا انتهوا، وإذا أمروا ائتمروا.
وعن أنس بن عياض: أن غيلان وقف على ربيعة فقال: يا ربيعة، أنت الذي يزعم أن الله يحب أن يعصى؟ فقال: ويلك يا غيلان! أفأنت الذي يزعم أن الله يعصى قسراً؟ قال: ووقف ربيعة على قوم وهو يتذاكرون القدر فقال: لئن كنتم صادقين وأعوذ بالله أن تكونوا صادقين، لما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم، إن كان الخير والشر بأيديكم.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: المروءة ست خصال، ثلاث في الحضر وثلاث في السفر؛ فأما الثلاث التي في الحضر:
فتلاوة القرآن؛ وعمارة مساجد الله؛ واتخاذ الإخوان في الله؛ وأما الثلاث التي في السفر: فبذل الزاد؛ وحسن الخلق؛ وكثرة المزاح في غير معصية.
قال بكر بن عبد الله بن الشرود الصنعاني: أتينا مالك بن أنس، فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي ابن أبي عبد الرحمن، فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة؟ هو نائم في ذاك الطاق، قال: فأتينا ربيعة فأنبهناه فقلنا له: أنت ربيعة بن أبي عبد الرحمن؟ قال: بلى، قلنا: ربيعة بن فروخ؟ قال: بلى، قلنا: ربيعة الرأي؟ قال: بلى، قلنا: هذا الذي يحدث عنك مالك بن أنس؟ قال: بلى، قلنا له: كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ فقال: أما علمتم أن مثقالاً من دولة خير من حمل علم؟ وعن مالك: أن إياس بن معاوية قال لربيعة: إن البناء إذا بني على غير أس، لم يكد أن يعتدل. يريد بذلك المفتي الذي يتكلم على غير أصل يبني عليه كلامه.
قال الشافعي: وقف أعرابي على ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فجعل يسجع في كلامه، ثم نظر إلى الأعرابي فقال: يا أعرابي، ما تعدون البلاغة فيكم؟ قال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم.
قال الأصمعي: ما هبت عالماً قط ما هبت مالكاً حتى لحن، فذهبت هيبته من قلبي، وذلك أني سمعته يقول: مطرنا مطراً وأي مطر. فقلت له في ذلك فقال: كيف لو قد رأيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن، كنا إذا قلنا له: كيف أصبحت؟ يقول: بخيراً بخيراً. وإذا مالك قد جعل بنفسه قدوةً يقتدي به في اللحن.
قال الليث بن سعد: كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعلي جبة تارجية فقلت له: يا أبا عثمان، لو
أصلحت من لسانك، فقال: يا أبا الحارث، لأن ألحن كذا وكذا لحنة أحب إلي من أن ألبس مثل جبتك هذه.
قال كثير بن الوليد: قال رجل للزهري: يا أبا بكر، تركت دار الهجرة ولزمت شعباً! فأراه قال: أفسدها العبدان: ربيعة وأبو الزناد.
وروى سفيان بسنده حديثاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً مستقيماً حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم، فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا. قال سفيان: فنظرنا، فإذا أول من تكلم بالرأي بالمدينة ربيعة بن أبي عبد الرحمن. وذكر آخر بالكوفة، وبالبصرة البتي. فوجدناهم من أبناء سبايا الأمم.
قال سفيان بن عيينة: كنا إذا رأينا رجلاً من طلبة الحديث يغشى أحد ثلاثة ضحكنا منه، لأنهم كانوا لا يتقنون الحديث ولا يحفظونه: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومحمد بن أبي بكر بن حزم، وجعفر بن محمد.
وجلد ربيعة وحلق رأسه ولحيته، فنبتت لحيته مختلفة، شق أطول من الآخر، فقيل له: يا أبا عثمان؛ لو سويته، قال: لا، حتى ألتقي معهم بين يدي الله.
قال إبراهيم بن المنذر: كان سبب جلد ربيعة سعاية أبي الزناد، سعى به فولي بعد فلان التيمي، فأرسل إلى أبي الزناد، فأدخله بيتاً وسد باب البيت ليقتله جوعاً وعطشاً، فبلغ ذلك ربيعة، فجاء إلى الوالي فكلمه وأنكر ما فعل، فقال: وهل فعلت به هذا إلا لما كان منه إليك؟ دعه يموت، فأبى عليه حتى أخرجه وقال: سأحاكمه إلى الله عز وجل. هذا أو نحوه.
قال مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
توفي ربيعة بن أبي عبد الرحمن سنة اثنتين وثلاثين ومئة. وقيل: سنة ثلاثين، والأكثر أنه توفي سنة ست وثلاثين ومئة.
ربيعَة بن عبد الله بن الهدير أَبُو عُثْمَان عَم مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله التَّيْمِيّ الْقرشِي الْمَدِينِيّ سمع عمر بن الْخطاب رَوَى عَنهُ عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن التَّيْمِيّ حَدِيثا مَوْقُوفا فِي كتاب سُجُود الْقُرْآن قَالَ الْوَاقِدِيّ مَاتَ سنة 153 وَهُوَ ابْن 77 سنة
ربيعَة بن عبد الله بن الهدير أَبُو عُثْمَان عَم مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر التَّيْمِيّ الْقرشِي الْمدنِي أخرج البُخَارِيّ فِي سُجُود الْقُرْآن حَدِيثا مَوْقُوفا عَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن التَّيْمِيّ عَنهُ عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ الْوَاقِدِيّ مَاتَ سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ بن سبع وَسبعين سنة هَكَذَا وَقع فِي روايتي لكتاب أبي نصر الكلاباذي وَهُوَ عِنْدِي وهم وَصَوَابه توفّي سنة أَربع وَمِائَة وَهُوَ بن تسع وَتِسْعين وَالله أعلم
ربيعة بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه بْن هدير التيمي الْقُرَشِيّ الْمَدَنِيّ،
عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان وإدريس الصنعانى، روى عنه ابن
عجلان وابْن المبارك ووكيع.
عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بْن حبان وإدريس الصنعانى، روى عنه ابن
عجلان وابْن المبارك ووكيع.
رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرُّوْخٍ التَّيْمِيُّ
الإِمَامُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وَعَالِمُ الوَقْتِ، أَبُو عُثْمَانَ - وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُم، المَشْهُوْرُ بِرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، مِنْ مَوَالِي آلِ المُنْكَدِرِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَالحَارِثِ بنِ بِلاَلِ بنِ الحَارِثِ، وَيَزِيْدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ، وَحَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَعِدَّةٍ.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ - وَهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِ - وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَعُقَيْلُ بنُ
خَالِدٍ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَمَالِكٌ - وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ - وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمِسْعَرٌ، وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، وَنَافِعٌ القَارِئُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: بَكَى رَبِيْعَةُ يَوْماً.
فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ، وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ، وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِم كَصِبْيَانٍ فِي حُجُوْرِ أُمَّهَاتِهم، إِنْ أَمرُوهم ائْتَمرُوا، وَإِنْ نَهوهُم انْتَهَوْا؟!
وَرَوَى: ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بنِ جَمِيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَبِيْعَةُ: رَأَيْتُ الرَّأيَ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ تَبِعَةِ الحَدِيْثِ.
قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ لابْنِ شِهَابٍ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشبِهُ حَالَكَ.
قَالَ: وَكَيْفَ؟
قَالَ: أَنَا أَقُوْلُ بِرَأْيٍ، مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، وَأَنْتَ تُحدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُحْفَظُ.
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: وَقفَ رَبِيْعَةُ عَلَى قَوْمٍ يَتذَاكَرُوْنَ القَدَرَ، فَقَالَ مَا مَعنَاهُ: إِنْ كُنْتُم صَادِقِيْنَ، فَلَمَا فِي أَيْدِيكُم أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُم، إِنْ كَانَ الخَيْرُ وَالشَّرُّ بِأَيْدِيْكُم.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ فِي (تَارِيْخِهِ) : حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ رَبِيْعَةُ، وَسُئِلَ: كَيْفَ اسْتوَى؟
فَقَالَ: الكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُوْلٍ، وَعَلَى الرَّسُوْلِ البَلاَغُ، وَعَلَيْنَا التَّصْدِيْقُ.
وَصَحَّ عَنْ رَبِيْعَةَ، قَالَ: العِلْمُ وَسِيْلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.
قَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيْعَةُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَمرَ لَهُ بِجَارِيَةٍ، فَأَبَى، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفٍ لِيَشْتَرِيَ بِهَا جَارِيَةً، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنفقَ رَبِيْعَةُ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ
إِخْوَانَهُ فِي إِخْوَانِهِ.النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ وَزِيْرٍ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ:
كُنَّا إِذَا رَأَينَا طَالباً لِلْحَدِيْثِ يَغْشَى ثَلاَثَةً ضَحِكنَا مِنْهُ: رَبِيْعَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ؛ لأَنَّهم كَانُوا لاَ يُتقنُوْنَ الحَدِيْثَ.
رَوَى: مُطَرِّفٌ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ هُرْمُزَ: رَأَيْتُ رَبِيْعَةَ جُلِدَ، وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: كَانَ سَبَبُهُ سَعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ بِهِ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ.
قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْهُ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، أَحَدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَبِيْعَةُ، وَعُمَرُ مَوْلَى غَفَرَةَ ابْنَا خَالَةٍ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَكَانَ صَاحِبَ الفَتْوَى بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وَجُوْهُ النَّاسِ، كَانَ يُحصَى فِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعُوْنَ مُعْتَمّاً، وَعَنْهُ أَخَذَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ.
وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفطنَ مِنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، قَالَ: هُوَ صَاحِبُ مُعْضِلاَتِنَا، وَعَالِمُنَا، وَأَفَضْلُنَا.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ: مَكَثَ رَبِيْعَةُ دَهْراً طَوِيْلاً، عَابِداً، يُصَلِّي اللَّيلَ وَالنَّهَارَ، صَاحِبَ عِبَادَةٍ، ثُمَّ نَزعَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ القَوْمَ.
قَالَ: فَجَالَسَ القَاسِمَ، فَنطقَ بِلُبٍّ وَعَقلٍ.
قَالَ: وَكَانَ القَاسِمُ إِذَا سُئِلَ
عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: سَلُوا هَذَا لِرَبِيْعَةَ، فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ أَخْبَرَهُم بِهِ القَاسِمُ، أَوْ فِي سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِلاَّ قَالَ: سَلُوا رَبِيْعَةَ، أَوْ سَالِماً.الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ:
كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُجَالِسُ رَبِيْعَةَ، فَإِذَا غَابَ رَبِيْعَةُ، حَدَّثَهم يَحْيَى أَحْسَنَ الحَدِيْثِ - وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ - فَإِذَا حَضَرَ رَبِيْعَةُ، كفَّ يَحْيَى إِجْلاَلاً لِرَبِيْعَةَ، وَلَيْسَ رَبِيْعَةُ أَسنَّ مِنْهُ، وَهُوَ فِيْمَا هُوَ فِيْهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُبجِّلاً لِصَاحِبِهِ.
وَرَوَى: مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، عَنْ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ.
قُلْتُ: وَلاَ الحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ؟
قَالَ: وَلاَ الحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: لَمَّا جِئْتُ العِرَاقَ، جَاءنِي أَهْلُ العِرَاقِ، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ.
فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ! تَقُوْلُوْنَ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: صَارَ رَبِيْعَةُ إِلَى فِقهٍ وَفَضْلٍ، وَمَا كَانَ بِالمَدِيْنَةِ رَجُلٌ أَسْخَى بِمَا فِي يَدَيْهِ لِصَدِيْقٍ، أَوْ لابْنِ صَدِيْقٍ، أَوْ لِباغٍ يَبتغِيهِ مِنْهُ، كَانَ يَسْتَصْحِبُهُ القَوْمُ، فَيَأْبَى صُحْبَةَ أَحَدٍ، إِلاَّ أَحَداً لاَ يَتزوَّدُ مَعَهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدِهِ مَا يَحْمِلُ ذَلِكَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَبِيْعَةُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي العَبَّاسِ، أَمرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً حِيْنَ أَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ، قَالَ: قَالَ لِي حِيْنَ أَرَادَ العِرَاقَ: إِنْ سَمِعْتَ أَنِّي حَدَّثْتُهم، أَوْ أَفْتَيْتُهم، فَلاَ تَعُدَّنِي شَيْئاً.قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ، لَمَّا قَدِمهَا لَزمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِم، وَلَمْ يُحَدِّثْهُم بِشَيْءٍ حَتَّى رَجَعَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا رَبِيْعَةُ جَالِسٌ، وَقَدْ أَحَدقَ بِهِ غِلمَانُ أَهْلِ الرَّأْيِ، فَسَألتُهُ: أَسَمِعْتَ مِنْ أَنَسٍ شَيْئاً؟
قَالَ: حَدِيْثَيْنَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ رَبِيْعَةُ فَقِيْهاً، عَالِماً، حَافِظاً لِلْفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ الأَنْبَارَ، وَكَانَ أَقدَمَهُ لِيُولِّيَهُ القَضَاءَ.
فَيُقَالُ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِالأَنْبَارِ.
وَيُقَالُ: بَلْ تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بِالمَدِيْنَةِ، فِيْمَا أَخْبَرَنِي بِهِ الوَاقِدِيُّ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ بِالأَنْبَارِ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَكَانُوا يَتَّقُونَهُ لِمَوْضِعِ الرَّأيِ.
وَكَذَا أَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ.
قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
ذِكْرُ حِكَايَةٍ بَاطِلَةٍ قَدْ رُوِيَتْ:
فَأَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ المَالِكِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ:
أَنَّ فَرُّوْخَ وَالِدَ رَبِيْعَةَ، خَرَجَ فِي البُعوثِ إِلَى خُرَاسَانَ، أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِياً، وَرَبِيْعَةُ حِملٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَخلَّفَ عِنْدَ زَوْجَتِهِ أُمِّ رَبِيْعَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.
فَقَدِمَ المَدِيْنَةَ بَعْد سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ رَاكِبُ فَرسٍ، فِي يَدِهِ رُمْحٌ، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ، ثُمَّ دَفعَ البَابَ بِرُمْحِهِ، فَخَرَجَ رَبِيْعَةُ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَتَهجمُ عَلَى مَنْزِلِي؟
فَقَالَ: لاَ.
وَقَالَ فَرُّوْخٌ: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلتَ عَلَى حُرمَتِي.
فَتَوَاثبَا، وَتَلبَّثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ، حَتَّى اجْتَمَعَ الجِيْرَانُ.فَبَلَغَ مَالِكَ بنَ أَنَسٍ وَالمَشْيَخَةَ، فَأَتَوْا يُعِيْنُوْنَ رَبِيْعَةَ، فَجَعَلَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ فَارقتُكَ إِلاَّ عِنْدَ السُّلْطَانِ.
وَجَعَلَ فَرُّوْخٌ يَقُوْلُ كَذَلِكَ، وَيَقُوْلُ: وَأَنْتَ مَعَ امْرَأَتِي.
وَكثُرَ الضَّجِيْجُ، فَلَمَّا أَبصَرُوا بِمَالِكٍ، سَكتَ النَّاسُ كُلُّهُم.
فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ! لَكَ سَعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارِ.
فَقَالَ الشَّيْخُ: هِيَ دَارِي، وَأَنَا فَرُّوْخٌ مَوْلَى بَنِي فُلاَنٍ.
فَسَمِعَتِ امْرَأَتُه كَلاَمَهُ، فَخَرَجتْ، فَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي، وَهَذَا ابْنِي الَّذِي خَلَّفتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ بِهِ.
فَاعْتَنَقَا جَمِيْعاً، وَبَكَيَا.
فَدَخَلَ فَرُّوْخٌ المَنْزِلَ، وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَخرِجِي المَالَ الَّذِي عِنْدَكَ، وَهَذِهِ مَعِي أَرْبَعَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ.
قَالَتْ: المَالُ قَدْ دَفنتُهُ، وَأَنَا أُخْرِجُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ.
فَخَرَجَ رَبِيْعَةُ إِلَى المَسْجِدِ، وَجَلَسَ فِي حَلقَتِهِ، وَأَتَاهُ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهْبِيُّ، وَالمُسَاحِقِيُّ، وَأَشرَافُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَأَحدَقَ النَّاسُ بِهِ.
فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اخْرُجْ صَلِّ فِي مَسْجِدِ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَخَرَجَ، فَصَلَّى، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافرَةٍ، فَأَتَاهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَفرَّجُوا لَهُ قَلِيْلاً، وَنكَّسَ رَبِيْعَةُ رَأْسَهُ يُوْهِمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيْلَةٌ، فَشكَّ فِيْهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟
قَالُوا لَهُ: هَذَا رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
فَقَالَ: لَقَدْ رَفعَ اللهُ ابْنِي.
فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَقَالَ لِوَالِدتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفِقْهِ عَلَيْهَا.
فَقَالَتْ أُمُّهُ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيْهِ مِنَ الجَاهِ؟
قَالَ: لاَ وَاللهِ، إِلاَّ هَذَا.
قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنفقتُ المَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا ضَيَّعْتِهِ.
قُلْتُ: لَوْ صَحَّ ذَلِكَ، لَكَانَ يَكْفِيْهِ أَلفُ دِيْنَارٍ فِي السَّبْعِ وَالعِشْرِيْنَ سَنَةً، بَلْ
نِصْفُهَا، فَهَذِهِ مُجَازَفَةٌ بَعِيْدَةٌ.ثُمَّ لَمَّا كَانَ رَبِيْعَةُ ابْنَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، كَانَ شَابّاً لاَ حَلْقَةَ لَهُ، بَلِ الدَّسْتُ لِمِثلِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمَشَايِخِ رَبِيْعَةَ، وَكَانَ مَالِكٌ لَمْ يُوْلَدْ بَعْدُ، أَوْ هُوَ رَضِيعٌ.
وَالطَّوِيْلَةُ: إِنَّمَا أَخْرَجَهَا لِلنَّاسِ المَنْصُوْرُ بَعْدَ مَوْتِ رَبِيْعَةَ، وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ وَإِنَّمَا كَبِرَ وَاشتهرَ بَعْدَ رَبِيْعَةَ بِدَهْرٍ، وَإِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ، وَلَعَلَّهُ قَدْ جَرَى بَعْضُ ذَلِكَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ اللَّبَّانُ، وَزَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ بِبَغْدَادَ، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ قَفَرْجَلَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ: أَنَّهُ سَألَ رَافِعَ بنَ خَدِيْجٍ عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
فَقَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
فَقُلْتُ: أَبِالذَّهَبِ وَالوَرِقِ؟
قَالَ: أَمَّا الذَّهَبُ وَالوَرِقُ فَلاَ بَأْسَ بِهِ.
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، عَالٍ، أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلاَهُمَا عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ.
قَالَ ابْنُ القَاسِمِ: عَنْ مَالِكٍ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ، فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيْعَةَ، وَدَخَلاَ المَنْزِلَ، فَمَا خَرَجَا إِلَى العَصْرِ.
وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُوْلُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالمَدِيْنَةِ مِثْلَ رَبِيْعَةَ.
وَخَرَجَ رَبِيْعَةُ وَهُوَ يَقُوْلُ نَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، عَنْ يُوْنُسَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ فِي
مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ، مَجهودُهُ أَنْ يَفهمَ مَا يَقُوْلُ رَبِيْعَةُ.مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ: أَنَّ رَجُلاً سَألَ ابْنَ هُرْمُزَ عَنْ بَولِ الحِمَارِ، فَقَالَ: نَجِسٌ.
قَالَ: فَإِنَّ رَبِيْعَةَ لاَ يَرَى بِهِ بَأْساً.
قَالَ: لاَ عَلَيْكَ أَلاَّ تَذْكُرَ هَنَاتِ رَبِيْعَةَ، فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمْنَا فِي المَسْأَلَةِ نُخَالفُهُ فِيْهَا، ثُمَّ نَرجِعُ إِلَى قَوْلِه بَعْدَ سَنَةٍ.
قَالَ مَالِكٌ: اعْتَمَمْتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعرَةٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ بِضْعَةً وَثَلاَثِيْنَ مُعْتَمّاً.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجَشُوْنِ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحوطَ لِسُنَّةٍ مِنْ رَبِيْعَةَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيْعَةُ أَعجلَ شَيْءٍ جَوَاباً.
الإِمَامُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وَعَالِمُ الوَقْتِ، أَبُو عُثْمَانَ - وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ - القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ مَوْلاَهُم، المَشْهُوْرُ بِرَبِيْعَةَ الرَّأْيِ، مِنْ مَوَالِي آلِ المُنْكَدِرِ.
رَوَى عَنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وَالسَّائِبِ بنِ يَزِيْدَ، وَسَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَالحَارِثِ بنِ بِلاَلِ بنِ الحَارِثِ، وَيَزِيْدَ مَوْلَى المُنْبَعِثِ، وَحَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ، وَعَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، وَالقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وَسُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدِ المَلِكِ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَعِدَّةٍ.
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسُهَيْلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ - وَهُمْ مِنْ أَقْرَانِهِ - وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ أُمَيَّةَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَعُقَيْلُ بنُ
خَالِدٍ، وَعَمْرُو بنُ الحَارِثِ، وَمَالِكٌ - وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ - وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَفُلَيْحُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَاللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، وَمِسْعَرٌ، وَعُمَارَةُ بنُ غَزِيَّةَ، وَنَافِعٌ القَارِئُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ المُبَارَكِ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَأَنَسُ بنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.مُحَمَّدُ بنُ كَثِيْرٍ المَصِّيْصِيُّ: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: بَكَى رَبِيْعَةُ يَوْماً.
فَقِيْلَ: مَا يُبْكِيْكَ؟
قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ، وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ، وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِم كَصِبْيَانٍ فِي حُجُوْرِ أُمَّهَاتِهم، إِنْ أَمرُوهم ائْتَمرُوا، وَإِنْ نَهوهُم انْتَهَوْا؟!
وَرَوَى: ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بنِ جَمِيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَبِيْعَةُ: رَأَيْتُ الرَّأيَ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ تَبِعَةِ الحَدِيْثِ.
قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ لابْنِ شِهَابٍ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشبِهُ حَالَكَ.
قَالَ: وَكَيْفَ؟
قَالَ: أَنَا أَقُوْلُ بِرَأْيٍ، مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، وَأَنْتَ تُحدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُحْفَظُ.
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: وَقفَ رَبِيْعَةُ عَلَى قَوْمٍ يَتذَاكَرُوْنَ القَدَرَ، فَقَالَ مَا مَعنَاهُ: إِنْ كُنْتُم صَادِقِيْنَ، فَلَمَا فِي أَيْدِيكُم أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُم، إِنْ كَانَ الخَيْرُ وَالشَّرُّ بِأَيْدِيْكُم.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ فِي (تَارِيْخِهِ) : حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ رَبِيْعَةُ، وَسُئِلَ: كَيْفَ اسْتوَى؟
فَقَالَ: الكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُوْلٍ، وَعَلَى الرَّسُوْلِ البَلاَغُ، وَعَلَيْنَا التَّصْدِيْقُ.
وَصَحَّ عَنْ رَبِيْعَةَ، قَالَ: العِلْمُ وَسِيْلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ.
قَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيْعَةُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَأَمرَ لَهُ بِجَارِيَةٍ، فَأَبَى، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفٍ لِيَشْتَرِيَ بِهَا جَارِيَةً، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنفقَ رَبِيْعَةُ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ
إِخْوَانَهُ فِي إِخْوَانِهِ.النَّسَائِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى بنِ وَزِيْرٍ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ:
كُنَّا إِذَا رَأَينَا طَالباً لِلْحَدِيْثِ يَغْشَى ثَلاَثَةً ضَحِكنَا مِنْهُ: رَبِيْعَةَ، وَمُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، وَجَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ؛ لأَنَّهم كَانُوا لاَ يُتقنُوْنَ الحَدِيْثَ.
رَوَى: مُطَرِّفٌ، عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ هُرْمُزَ: رَأَيْتُ رَبِيْعَةَ جُلِدَ، وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ المُنْذِرِ: كَانَ سَبَبُهُ سَعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ بِهِ.
قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ.
قُلْتُ: وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ.
وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو الزِّنَادِ أَعْلَمُ مِنْهُ.
وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، أَحَدُ مُفْتِي المَدِيْنَةِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَبِيْعَةُ، وَعُمَرُ مَوْلَى غَفَرَةَ ابْنَا خَالَةٍ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُقَالُ لَهُ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَكَانَ صَاحِبَ الفَتْوَى بِالمَدِيْنَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وَجُوْهُ النَّاسِ، كَانَ يُحصَى فِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعُوْنَ مُعْتَمّاً، وَعَنْهُ أَخَذَ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ.
وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفطنَ مِنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَرَوَى: اللَّيْثُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، قَالَ: هُوَ صَاحِبُ مُعْضِلاَتِنَا، وَعَالِمُنَا، وَأَفَضْلُنَا.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ: مَكَثَ رَبِيْعَةُ دَهْراً طَوِيْلاً، عَابِداً، يُصَلِّي اللَّيلَ وَالنَّهَارَ، صَاحِبَ عِبَادَةٍ، ثُمَّ نَزعَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ القَوْمَ.
قَالَ: فَجَالَسَ القَاسِمَ، فَنطقَ بِلُبٍّ وَعَقلٍ.
قَالَ: وَكَانَ القَاسِمُ إِذَا سُئِلَ
عَنْ شَيْءٍ، قَالَ: سَلُوا هَذَا لِرَبِيْعَةَ، فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ أَخْبَرَهُم بِهِ القَاسِمُ، أَوْ فِي سُنَّةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِلاَّ قَالَ: سَلُوا رَبِيْعَةَ، أَوْ سَالِماً.الحَارِثُ بنُ مِسْكِيْنٍ: عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، قَالَ:
كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يُجَالِسُ رَبِيْعَةَ، فَإِذَا غَابَ رَبِيْعَةُ، حَدَّثَهم يَحْيَى أَحْسَنَ الحَدِيْثِ - وَكَانَ كَثِيْرَ الحَدِيْثِ - فَإِذَا حَضَرَ رَبِيْعَةُ، كفَّ يَحْيَى إِجْلاَلاً لِرَبِيْعَةَ، وَلَيْسَ رَبِيْعَةُ أَسنَّ مِنْهُ، وَهُوَ فِيْمَا هُوَ فِيْهِ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُبجِّلاً لِصَاحِبِهِ.
وَرَوَى: مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ، عَنْ سَوَّارِ بنِ عَبْدِ اللهِ العَنْبَرِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ.
قُلْتُ: وَلاَ الحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ؟
قَالَ: وَلاَ الحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: لَمَّا جِئْتُ العِرَاقَ، جَاءنِي أَهْلُ العِرَاقِ، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ رَبِيْعَةَ الرَّأْيِ.
فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ العِرَاقِ! تَقُوْلُوْنَ: رَبِيْعَةُ الرَّأْيُ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحْفَظَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: صَارَ رَبِيْعَةُ إِلَى فِقهٍ وَفَضْلٍ، وَمَا كَانَ بِالمَدِيْنَةِ رَجُلٌ أَسْخَى بِمَا فِي يَدَيْهِ لِصَدِيْقٍ، أَوْ لابْنِ صَدِيْقٍ، أَوْ لِباغٍ يَبتغِيهِ مِنْهُ، كَانَ يَسْتَصْحِبُهُ القَوْمُ، فَيَأْبَى صُحْبَةَ أَحَدٍ، إِلاَّ أَحَداً لاَ يَتزوَّدُ مَعَهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدِهِ مَا يَحْمِلُ ذَلِكَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَبِيْعَةُ عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ أَبِي العَبَّاسِ، أَمرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً حِيْنَ أَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ، قَالَ: قَالَ لِي حِيْنَ أَرَادَ العِرَاقَ: إِنْ سَمِعْتَ أَنِّي حَدَّثْتُهم، أَوْ أَفْتَيْتُهم، فَلاَ تَعُدَّنِي شَيْئاً.قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ، لَمَّا قَدِمهَا لَزمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِم، وَلَمْ يُحَدِّثْهُم بِشَيْءٍ حَتَّى رَجَعَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عِمْرَانَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا رَبِيْعَةُ جَالِسٌ، وَقَدْ أَحَدقَ بِهِ غِلمَانُ أَهْلِ الرَّأْيِ، فَسَألتُهُ: أَسَمِعْتَ مِنْ أَنَسٍ شَيْئاً؟
قَالَ: حَدِيْثَيْنَ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ رَبِيْعَةُ فَقِيْهاً، عَالِماً، حَافِظاً لِلْفِقْهِ وَالحَدِيْثِ، قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ الأَنْبَارَ، وَكَانَ أَقدَمَهُ لِيُولِّيَهُ القَضَاءَ.
فَيُقَالُ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ بِالأَنْبَارِ.
وَيُقَالُ: بَلْ تُوُفِّيَ بِالمَدِيْنَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَةٍ بِالمَدِيْنَةِ، فِيْمَا أَخْبَرَنِي بِهِ الوَاقِدِيُّ.
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ بِالأَنْبَارِ، وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَكَانُوا يَتَّقُونَهُ لِمَوْضِعِ الرَّأيِ.
وَكَذَا أَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ.
قَالَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ: ذَهَبتْ حَلاَوَةُ الفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
ذِكْرُ حِكَايَةٍ بَاطِلَةٍ قَدْ رُوِيَتْ:
فَأَنْبَأَنَا المُسَلَّمُ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الكِنْدِيُّ، أَنْبَأَنَا القَزَّازُ، أَنْبَأَنَا الخَطِيْبُ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ شَاذَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ مَرْوَانَ المَالِكِيُّ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ عَطَاءٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ:
أَنَّ فَرُّوْخَ وَالِدَ رَبِيْعَةَ، خَرَجَ فِي البُعوثِ إِلَى خُرَاسَانَ، أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِياً، وَرَبِيْعَةُ حِملٌ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَخلَّفَ عِنْدَ زَوْجَتِهِ أُمِّ رَبِيْعَةَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.
فَقَدِمَ المَدِيْنَةَ بَعْد سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ رَاكِبُ فَرسٍ، فِي يَدِهِ رُمْحٌ، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ، ثُمَّ دَفعَ البَابَ بِرُمْحِهِ، فَخَرَجَ رَبِيْعَةُ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَتَهجمُ عَلَى مَنْزِلِي؟
فَقَالَ: لاَ.
وَقَالَ فَرُّوْخٌ: يَا عَدُوَّ اللهِ! أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلتَ عَلَى حُرمَتِي.
فَتَوَاثبَا، وَتَلبَّثَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ، حَتَّى اجْتَمَعَ الجِيْرَانُ.فَبَلَغَ مَالِكَ بنَ أَنَسٍ وَالمَشْيَخَةَ، فَأَتَوْا يُعِيْنُوْنَ رَبِيْعَةَ، فَجَعَلَ رَبِيْعَةُ يَقُوْلُ: وَاللهِ لاَ فَارقتُكَ إِلاَّ عِنْدَ السُّلْطَانِ.
وَجَعَلَ فَرُّوْخٌ يَقُوْلُ كَذَلِكَ، وَيَقُوْلُ: وَأَنْتَ مَعَ امْرَأَتِي.
وَكثُرَ الضَّجِيْجُ، فَلَمَّا أَبصَرُوا بِمَالِكٍ، سَكتَ النَّاسُ كُلُّهُم.
فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ! لَكَ سَعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارِ.
فَقَالَ الشَّيْخُ: هِيَ دَارِي، وَأَنَا فَرُّوْخٌ مَوْلَى بَنِي فُلاَنٍ.
فَسَمِعَتِ امْرَأَتُه كَلاَمَهُ، فَخَرَجتْ، فَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي، وَهَذَا ابْنِي الَّذِي خَلَّفتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ بِهِ.
فَاعْتَنَقَا جَمِيْعاً، وَبَكَيَا.
فَدَخَلَ فَرُّوْخٌ المَنْزِلَ، وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ: فَأَخرِجِي المَالَ الَّذِي عِنْدَكَ، وَهَذِهِ مَعِي أَرْبَعَةُ آلاَفِ دِيْنَارٍ.
قَالَتْ: المَالُ قَدْ دَفنتُهُ، وَأَنَا أُخْرِجُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ.
فَخَرَجَ رَبِيْعَةُ إِلَى المَسْجِدِ، وَجَلَسَ فِي حَلقَتِهِ، وَأَتَاهُ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهْبِيُّ، وَالمُسَاحِقِيُّ، وَأَشرَافُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وَأَحدَقَ النَّاسُ بِهِ.
فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: اخْرُجْ صَلِّ فِي مَسْجِدِ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَخَرَجَ، فَصَلَّى، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافرَةٍ، فَأَتَاهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَفرَّجُوا لَهُ قَلِيْلاً، وَنكَّسَ رَبِيْعَةُ رَأْسَهُ يُوْهِمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيْلَةٌ، فَشكَّ فِيْهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟
قَالُوا لَهُ: هَذَا رَبِيْعَةُ بنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
فَقَالَ: لَقَدْ رَفعَ اللهُ ابْنِي.
فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَقَالَ لِوَالِدتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالفِقْهِ عَلَيْهَا.
فَقَالَتْ أُمُّهُ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ، أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيْهِ مِنَ الجَاهِ؟
قَالَ: لاَ وَاللهِ، إِلاَّ هَذَا.
قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنفقتُ المَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ: فَوَاللهِ مَا ضَيَّعْتِهِ.
قُلْتُ: لَوْ صَحَّ ذَلِكَ، لَكَانَ يَكْفِيْهِ أَلفُ دِيْنَارٍ فِي السَّبْعِ وَالعِشْرِيْنَ سَنَةً، بَلْ
نِصْفُهَا، فَهَذِهِ مُجَازَفَةٌ بَعِيْدَةٌ.ثُمَّ لَمَّا كَانَ رَبِيْعَةُ ابْنَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، كَانَ شَابّاً لاَ حَلْقَةَ لَهُ، بَلِ الدَّسْتُ لِمِثلِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، وَمَشَايِخِ رَبِيْعَةَ، وَكَانَ مَالِكٌ لَمْ يُوْلَدْ بَعْدُ، أَوْ هُوَ رَضِيعٌ.
وَالطَّوِيْلَةُ: إِنَّمَا أَخْرَجَهَا لِلنَّاسِ المَنْصُوْرُ بَعْدَ مَوْتِ رَبِيْعَةَ، وَالحَسَنُ بنُ زَيْدٍ وَإِنَّمَا كَبِرَ وَاشتهرَ بَعْدَ رَبِيْعَةَ بِدَهْرٍ، وَإِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ، وَلَعَلَّهُ قَدْ جَرَى بَعْضُ ذَلِكَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي المَعَالِي، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ مُحَمَّدُ بنُ اللَّيْثِ اللَّبَّانُ، وَزَيْدُ بنُ هِبَةِ اللهِ البَيِّعُ بِبَغْدَادَ، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ عَبْدِ البَاقِي بنِ قَفَرْجَلَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ القَاضِي إِمْلاَءً، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ: أَنَّهُ سَألَ رَافِعَ بنَ خَدِيْجٍ عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
فَقَالَ: نَهَى رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ.
فَقُلْتُ: أَبِالذَّهَبِ وَالوَرِقِ؟
قَالَ: أَمَّا الذَّهَبُ وَالوَرِقُ فَلاَ بَأْسَ بِهِ.
هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، عَالٍ، أَخْرَجَهُ: مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى، وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلاَهُمَا عَنْ مَالِكِ بنِ أَنَسٍ.
قَالَ ابْنُ القَاسِمِ: عَنْ مَالِكٍ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ، فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيْعَةَ، وَدَخَلاَ المَنْزِلَ، فَمَا خَرَجَا إِلَى العَصْرِ.
وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُوْلُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالمَدِيْنَةِ مِثْلَ رَبِيْعَةَ.
وَخَرَجَ رَبِيْعَةُ وَهُوَ يَقُوْلُ نَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، عَنْ يُوْنُسَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ فِي
مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ، مَجهودُهُ أَنْ يَفهمَ مَا يَقُوْلُ رَبِيْعَةُ.مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ: عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيْدَ بنِ هُرْمُزَ: أَنَّ رَجُلاً سَألَ ابْنَ هُرْمُزَ عَنْ بَولِ الحِمَارِ، فَقَالَ: نَجِسٌ.
قَالَ: فَإِنَّ رَبِيْعَةَ لاَ يَرَى بِهِ بَأْساً.
قَالَ: لاَ عَلَيْكَ أَلاَّ تَذْكُرَ هَنَاتِ رَبِيْعَةَ، فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمْنَا فِي المَسْأَلَةِ نُخَالفُهُ فِيْهَا، ثُمَّ نَرجِعُ إِلَى قَوْلِه بَعْدَ سَنَةٍ.
قَالَ مَالِكٌ: اعْتَمَمْتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعرَةٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيْعَةَ بِضْعَةً وَثَلاَثِيْنَ مُعْتَمّاً.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَاجَشُوْنِ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَحوطَ لِسُنَّةٍ مِنْ رَبِيْعَةَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيْعَةُ أَعجلَ شَيْءٍ جَوَاباً.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن: "مدني"، تابعي، ثقة.
حدثني أبي: "عبد الله"، قال: قيل لربيعة بن أبي عبد الرحمن: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: الاستواء منه غير معقول، وعلينا وعليك التسليم.
حدثني أبي: "عبد الله"، قال: قيل لربيعة بن أبي عبد الرحمن: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ قال: الاستواء منه غير معقول، وعلينا وعليك التسليم.
رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عُثْمَانَ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ الْمَدَنِيُّ الرَّأْي، وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرُّوخٍ،
سَمِعَ أَنَسًا وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ روى عنه الثوري، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حدثنا مَالِكٌ: كَانَ ربيعة
يَقُولُ لابْنِ شِهَابٍ: إِنَّ حَالَتِي لَيْسَ تُشْبِهُ حَالَكَ، أَنَا أَقُولُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَحْفَظُ، لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَعْلَمَ (1) ان عنده شئ مِنَ الْعِلْمِ يُضَيِّعُ نَفْسَهُ.
سَمِعَ أَنَسًا وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ روى عنه الثوري، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حدثنا مَالِكٌ: كَانَ ربيعة
يَقُولُ لابْنِ شِهَابٍ: إِنَّ حَالَتِي لَيْسَ تُشْبِهُ حَالَكَ، أَنَا أَقُولُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَحْفَظُ، لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَعْلَمَ (1) ان عنده شئ مِنَ الْعِلْمِ يُضَيِّعُ نَفْسَهُ.
ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله التيمى القرشي مات سنة أربع وخمسين ومائة
ربيعة بن أبي عبد الرحمن:
أحد التابعين. شيخ الإمام مالك وأحد أئمة الإسلام.
اتفقوا على الاحتجاج به.
أحد التابعين. شيخ الإمام مالك وأحد أئمة الإسلام.
اتفقوا على الاحتجاج به.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: قيل إنه تغير في الآخر.
قلت: وكذلك ذكره ابن حبان في ذيل الضعفاء ولم يلتفت إلى تضعيفه فهو من القسم الأول.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن واسم أبي عبد الرحمن فروخ القرشي التيمي التابعي أبو عثمان المعروف بربيعة الرأي
فقيه أهل المدينة أحد الأئمة الثقات وعنه أخذ مالك الفقه يروي عن أنس والسائب بن يزيد وابن المسيب
والحارث بن بلال والقاسم بن محمد بن أبي بكر
الصديق وغيرهم وعنه مالك والليث
والداروردي
وأبو ضمرة وإسماعيل بن جعفر وسفيان الثوري وسليمان بن بلال وغيرهم احتج به الشيخان
وأطلق أحمد بن حنبل والعجلي وأبو حاتم والنسائي ويعقوب بن شيبة القول بتوثيقه زاد أحمد بن حنبل أبو الزناد أعلم منه وزاد يعقوب أحد مفتي المدينة وذكر أن والده فروخ خرج في البعوث إلى خراسان أيام بنى أمية غازيا وربيعة حمل في بطن أمه وخلف عند أمه ثلاثين ألف دينار فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وقد أنفقت المال عليه ولما خرج إلى المسجد وأبصر حلقته فيها أشراف أهل
المدينة سر بذلك وقال إنك لم تضيعي المال وقال يحيى بن سعيد ما رأيت أفطن من ربيعة وقال فيه عبيد الله بن عمر هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مكث دهرا طويلا يصلى الليل والنهار ثم جالس القوم فنطق بلب وعقل وكان القاسم إذا سئل عن شيء فإن كان في كتاب الله تعالى أو سنة
نبيه صلى الله عليه وسلم أخبرهم وإلا قال سلوا عن هذا ربيعة أو سالما وكان يحيى بن سعيد كثير الحديث فإذا حضر ربيعة كف إجلالا له ولم يكن ربيعة بأسن منه وقال سوار بن عبد الله العنبري ما رأيت أعلم منه قيل له ولا الحسن وابن سيرين قال ولا الحسن وابن سيرين وقال عبد العزيز بن أبي سلمة لما جئت العراق قالوا لي حدثنا عن ربيعة الرأي فقلت لهم تقولون هذا والله ما رأيت أحدا أحفظ لسنة منه
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم صار ربيعة إلى فقه وفضل وما كان بالمدينة رجل أسخى منه وكان يستصحب القوم فيأبى صحبة أحد وإلا رجلا لا زاد معه ولم يكن في يده ما يحمل ذلك أمر له العباس بجائزة فأبى أن يقبلها وكان يذكر مع جلة التابعين في الفتوى بالمدينة وكان مالك يفضله ويثني عليه في الفقه والفضل على أنه ممن اعتزل حلقته لإغراقه في الرأي وكان يقول ذهبت حلاوة الفقه مذ مات ربيعة وعن بن أبي أويس قال سمعت خالي مالك بن أنس
يقول كانت أمى تلبسني الثياب وتعممنى وأنا صبي وتوجهنى ألى ربيعة بن أبي عبد الرحمن وتقول يا بنى إيت مجلس ربيعة فتعلم من سمته وأدبه قبل أن تتعلم من حديثه وفقهه وقال مالك وحدث ربيعة يوما يبكى فقيل له ما الذي أباكاك أمصيبة نزلت بك فقال لا ولكن أبكاني أنه استفتى من لا علم له وكان عبد العزيز بن أبي سلمة يجلس إلى ربيعة فلما حضرت ربيعة الوفاة قال له عبد العزيز يا أبا عثمان إنا قد تعلمنا منك وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء لم نسمع فيه شيئا فنرى أن رأينا له خير من رأيه لنفسه فنفيته فقال ربيعة أجلسوني فجلس ثم قال ويحك يا عبد العزيز لأن تموت جاهلا خير لك من أن تقول في شيء بغير علم لا لا ثلاث مرات
وعن الدراوردي قال إذا قال مالك وعليه أدركت أهل بلدنا وأهل العلم ببلدنا والأمر المجتمع عليه عندنا فإنه يريد ربيعة وابن هرمز وقال مالك لما خرج ربيعة إلى العراق قال لي إن سمعت أنى حدثتهم شيئا أو أفتيتهم فلا تعدني شيئا قال فكان كما قال وقال لبعض من يفتى ههنا أحق بالسجن من السراق قال بن الصلاح قيل أنه تغير في آخر عمره وترك الاعتماد عليه لذلك انتهى قال الأبناسي وما تعرض أحد لاختلاطه ووثقه الجماعة إلا أن النباتي أورده في ذيل الكامل وقال إن البستي وهو بن حبان ذكر في الزيادات متقصرا على قول ربيعة لابن شهاب إن
حالى ليست تشبه حالك أنا أقول برأى من شاء أخذه وذكر البخاري قول ربيعة هذا في التاريخ الكبير وقال بن سعد بعد توثيقه كانوا يتقونه لوضع الرأي انتهى وقال بن عبد البر وكان سفيان بن عيينة والشافعي وأحمد بن حنبل لا يرضون عن رأيه لأن كثيرا منه يوجد له بخلاف المسند لأنه لم يتسع فيه فضحه فيه بن شهاب وكان أبو الزناد معاديا له وكان أعلم منه وكان ربيعة أورع وقد ذمه جماعة من أهل الحديث لإغراقه في الرأي انتهى وروى بن عبد البر أيضا في كتاب جامع بيان العلم بإسناده إلى مالك قال قال لي بن هرمز لا تمسك على شيء مما سمعت منى من هذا الرأي فإنما أفتخر به وأنا وربيعة فلا تتمسك به قال والذين ابتدعوا الرأي ثلاثة وكلهم من أبناء سبايا الأمم
وهم ربيعة بالمدينة وعثمان البتي بالبصرة وفلان بالكوفة قال وذكر العقيلي في التاريخ الكبير بإسناده إلى الليث قال رأيت ربيعة في المنام فقلت له ما حالك فقال صرت إلى خير إلا أنى لم أحمد على كثير مما خرج منى من الرأي انتهى قال الأنباسى لم يتكلم فيه أحد إلا من جهة الرأي لا من جهة الأختلاط مع أنه قد برأه غير واحد من الرأي انتهى روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة وتوفى بالمدينة سنة ست وثلاثين ومئة.
فقيه أهل المدينة أحد الأئمة الثقات وعنه أخذ مالك الفقه يروي عن أنس والسائب بن يزيد وابن المسيب
والحارث بن بلال والقاسم بن محمد بن أبي بكر
الصديق وغيرهم وعنه مالك والليث
والداروردي
وأبو ضمرة وإسماعيل بن جعفر وسفيان الثوري وسليمان بن بلال وغيرهم احتج به الشيخان
وأطلق أحمد بن حنبل والعجلي وأبو حاتم والنسائي ويعقوب بن شيبة القول بتوثيقه زاد أحمد بن حنبل أبو الزناد أعلم منه وزاد يعقوب أحد مفتي المدينة وذكر أن والده فروخ خرج في البعوث إلى خراسان أيام بنى أمية غازيا وربيعة حمل في بطن أمه وخلف عند أمه ثلاثين ألف دينار فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وقد أنفقت المال عليه ولما خرج إلى المسجد وأبصر حلقته فيها أشراف أهل
المدينة سر بذلك وقال إنك لم تضيعي المال وقال يحيى بن سعيد ما رأيت أفطن من ربيعة وقال فيه عبيد الله بن عمر هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مكث دهرا طويلا يصلى الليل والنهار ثم جالس القوم فنطق بلب وعقل وكان القاسم إذا سئل عن شيء فإن كان في كتاب الله تعالى أو سنة
نبيه صلى الله عليه وسلم أخبرهم وإلا قال سلوا عن هذا ربيعة أو سالما وكان يحيى بن سعيد كثير الحديث فإذا حضر ربيعة كف إجلالا له ولم يكن ربيعة بأسن منه وقال سوار بن عبد الله العنبري ما رأيت أعلم منه قيل له ولا الحسن وابن سيرين قال ولا الحسن وابن سيرين وقال عبد العزيز بن أبي سلمة لما جئت العراق قالوا لي حدثنا عن ربيعة الرأي فقلت لهم تقولون هذا والله ما رأيت أحدا أحفظ لسنة منه
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم صار ربيعة إلى فقه وفضل وما كان بالمدينة رجل أسخى منه وكان يستصحب القوم فيأبى صحبة أحد وإلا رجلا لا زاد معه ولم يكن في يده ما يحمل ذلك أمر له العباس بجائزة فأبى أن يقبلها وكان يذكر مع جلة التابعين في الفتوى بالمدينة وكان مالك يفضله ويثني عليه في الفقه والفضل على أنه ممن اعتزل حلقته لإغراقه في الرأي وكان يقول ذهبت حلاوة الفقه مذ مات ربيعة وعن بن أبي أويس قال سمعت خالي مالك بن أنس
يقول كانت أمى تلبسني الثياب وتعممنى وأنا صبي وتوجهنى ألى ربيعة بن أبي عبد الرحمن وتقول يا بنى إيت مجلس ربيعة فتعلم من سمته وأدبه قبل أن تتعلم من حديثه وفقهه وقال مالك وحدث ربيعة يوما يبكى فقيل له ما الذي أباكاك أمصيبة نزلت بك فقال لا ولكن أبكاني أنه استفتى من لا علم له وكان عبد العزيز بن أبي سلمة يجلس إلى ربيعة فلما حضرت ربيعة الوفاة قال له عبد العزيز يا أبا عثمان إنا قد تعلمنا منك وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء لم نسمع فيه شيئا فنرى أن رأينا له خير من رأيه لنفسه فنفيته فقال ربيعة أجلسوني فجلس ثم قال ويحك يا عبد العزيز لأن تموت جاهلا خير لك من أن تقول في شيء بغير علم لا لا ثلاث مرات
وعن الدراوردي قال إذا قال مالك وعليه أدركت أهل بلدنا وأهل العلم ببلدنا والأمر المجتمع عليه عندنا فإنه يريد ربيعة وابن هرمز وقال مالك لما خرج ربيعة إلى العراق قال لي إن سمعت أنى حدثتهم شيئا أو أفتيتهم فلا تعدني شيئا قال فكان كما قال وقال لبعض من يفتى ههنا أحق بالسجن من السراق قال بن الصلاح قيل أنه تغير في آخر عمره وترك الاعتماد عليه لذلك انتهى قال الأبناسي وما تعرض أحد لاختلاطه ووثقه الجماعة إلا أن النباتي أورده في ذيل الكامل وقال إن البستي وهو بن حبان ذكر في الزيادات متقصرا على قول ربيعة لابن شهاب إن
حالى ليست تشبه حالك أنا أقول برأى من شاء أخذه وذكر البخاري قول ربيعة هذا في التاريخ الكبير وقال بن سعد بعد توثيقه كانوا يتقونه لوضع الرأي انتهى وقال بن عبد البر وكان سفيان بن عيينة والشافعي وأحمد بن حنبل لا يرضون عن رأيه لأن كثيرا منه يوجد له بخلاف المسند لأنه لم يتسع فيه فضحه فيه بن شهاب وكان أبو الزناد معاديا له وكان أعلم منه وكان ربيعة أورع وقد ذمه جماعة من أهل الحديث لإغراقه في الرأي انتهى وروى بن عبد البر أيضا في كتاب جامع بيان العلم بإسناده إلى مالك قال قال لي بن هرمز لا تمسك على شيء مما سمعت منى من هذا الرأي فإنما أفتخر به وأنا وربيعة فلا تتمسك به قال والذين ابتدعوا الرأي ثلاثة وكلهم من أبناء سبايا الأمم
وهم ربيعة بالمدينة وعثمان البتي بالبصرة وفلان بالكوفة قال وذكر العقيلي في التاريخ الكبير بإسناده إلى الليث قال رأيت ربيعة في المنام فقلت له ما حالك فقال صرت إلى خير إلا أنى لم أحمد على كثير مما خرج منى من الرأي انتهى قال الأنباسى لم يتكلم فيه أحد إلا من جهة الرأي لا من جهة الأختلاط مع أنه قد برأه غير واحد من الرأي انتهى روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة وتوفى بالمدينة سنة ست وثلاثين ومئة.
ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن واسْمه فروخ أَبُو عُثْمَان التَّيْمِيّ مولَى الْمُنْكَدر بن عبد الله الْمَدِينِيّ سمع أنس بن مَالك وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وحَنْظَلَة بن قيس وَيزِيد مولَى المنبعث رَوَى عَنهُ مَالك بن أنس وَسليمَان بن بِلَال وَسَعِيد بن أبي هِلَال وَالثَّوْري فِي الْعلم وَغير مَوضِع قَالَ عَمْرو بن عَلّي مَاتَ سنة 139 وَقَالَ أَبُو عِيسَى مثله وَقَالَ الْوَاقِدِيّ مثله وَقَالَ ابْن نمير مثله
ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن واسْمه فروخ أَبُو عُثْمَان وَهُوَ ربيعَة الرَّأْي مولى الْمُنْكَدر الْمدنِي أخرج البُخَارِيّ فِي الْعلم وَغير مَوضِع عَن مَالك بن أنس وَسليمَان بن بِلَال الثَّوْريّ عَنهُ عَن أنس بن مَالك وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَغَيرهمَا قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عُمَيْر ثَنَا أَبُو بكر يَعْنِي الْحميدِي قَالَ كَانَ ربيعَة الرَّأْي حَافِظًا قَالَ عبد الرَّحْمَن سَمِعت أبي يَقُول هُوَ ثِقَة قَالَ عَمْرو بن عَليّ مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قَالَ البُخَارِيّ حَدثنِي هَارُون بن مُحَمَّد مَاتَ ربيعَة الرَّأْي بن أبي عبد الرَّحْمَن سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين قَالَ أَبُو بكر حَدثنَا الْوَلِيد بن شُجَاع ثَنَا ضَمرَة عَن رَجَاء بن أبي سَلمَة عَن بن عون قَالَ كَانَ ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن يجلس إِلَى الْقَاسِم بن مُحَمَّد فَكَانَ من لَا يعرفهُ يَظُنّهُ صَاحب الْمجْلس يغلب على الْمجْلس بالْكلَام
ربيعة بن أبى عبد الرحمن مولى التيميين واسم أبى عبد الرحمن فروخ كنيته
أبو عثمان وهو الذي يقال له ربيعة الرأي من فقهاء أهل المدينة وحفاظهم وعلمائهم بأيام الناس وفصحائهم وعنه أخذ مالك الفقه مات سنة ست وثلاثين ومائة قال الشيخ الامام أبو حاتم رحمه الله وهذا آخر مشاهير التابعين بالمدينة الذين كانوا مستوطنين لها وان اتت المنية على بعضهم في غيرهم قد ذكرناهم بالايماء من أسبابهم وأغضينا عن ذكر ما لو لم يذكر من أحوالهم لم يتلهف المقتبس للعلم إذا نظر في كتابنا هذا عليه
أبو عثمان وهو الذي يقال له ربيعة الرأي من فقهاء أهل المدينة وحفاظهم وعلمائهم بأيام الناس وفصحائهم وعنه أخذ مالك الفقه مات سنة ست وثلاثين ومائة قال الشيخ الامام أبو حاتم رحمه الله وهذا آخر مشاهير التابعين بالمدينة الذين كانوا مستوطنين لها وان اتت المنية على بعضهم في غيرهم قد ذكرناهم بالايماء من أسبابهم وأغضينا عن ذكر ما لو لم يذكر من أحوالهم لم يتلهف المقتبس للعلم إذا نظر في كتابنا هذا عليه
ربيعة بن أبي عبد الرحمن
، وأبو عبد الرحمن اسمه فروخ، وهو مولى تيم بن مرة، ويعرف بربيعة الرأي، وأدرك من الصحابة أنس بن مالك والسائب بن يزيد وعامة التابعين، وكان يحضر في مجلسه أربعون معتماً وعنه أخذ مالك. وقال الواقدي: مات سنة ست وثلاثين ومائة. وروي أن رجلاً وقع فيه عند ابن شهاب فقال ابن شهاب: لا تقل هذا لربيعة فإنه من خير هذه الأمة. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: ما رأيت أحداً أفطن من ربيعة. وقال عبيد الله بن عمر العمري: هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. وقال سوار بن عبد الله العنبري: ما رأيت أحداً أعلم من ربيعة الرأي، فقيل له: ولا الحسن وابن سيرين؟ فقال ولا الحسن وابن سيرين.
، وأبو عبد الرحمن اسمه فروخ، وهو مولى تيم بن مرة، ويعرف بربيعة الرأي، وأدرك من الصحابة أنس بن مالك والسائب بن يزيد وعامة التابعين، وكان يحضر في مجلسه أربعون معتماً وعنه أخذ مالك. وقال الواقدي: مات سنة ست وثلاثين ومائة. وروي أن رجلاً وقع فيه عند ابن شهاب فقال ابن شهاب: لا تقل هذا لربيعة فإنه من خير هذه الأمة. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: ما رأيت أحداً أفطن من ربيعة. وقال عبيد الله بن عمر العمري: هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. وقال سوار بن عبد الله العنبري: ما رأيت أحداً أعلم من ربيعة الرأي، فقيل له: ولا الحسن وابن سيرين؟ فقال ولا الحسن وابن سيرين.
ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن
ربيعة بن عثمان
- ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزيز بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم يحيى بنت المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى. ويكنى ربيعة أبا عثمان. وكان ثقة ثبتا قليل الحديث. وكان فيه عسر. ومات سنة أربع وخمسين مائة بالمدينة في خلافة أبي جعفر. وهو ابن سبع وسبعين سنة.
- ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزيز بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سعد بْن تيم بْن مُرَّة. وأمه أم يحيى بنت المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى. ويكنى ربيعة أبا عثمان. وكان ثقة ثبتا قليل الحديث. وكان فيه عسر. ومات سنة أربع وخمسين مائة بالمدينة في خلافة أبي جعفر. وهو ابن سبع وسبعين سنة.
ربيعة بن عثمان
ب د ع: ربيعة بْن عثمان بْن ربيعة التيمي يعد في الكوفيين، روى حديثه عثمان بْن حكيم، عن ربيعة بْن عثمان، قال: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد الخيف من منى، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال: " نضر اللَّه امرأ سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها ".
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: ربيعة بْن عثمان بْن ربيعة التيمي يعد في الكوفيين، روى حديثه عثمان بْن حكيم، عن ربيعة بْن عثمان، قال: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجد الخيف من منى، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال: " نضر اللَّه امرأ سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها ".
أخرجه الثلاثة.
ربيعة بن عثمان التيمي
عداده في أهل الكوفة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا أبو حمزة الخراساني، عن عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف من مني.
هذا حديث غريب من حديث عثمان بن حكيم، وأبي حمزة السكري، لم نكتبه إلا من حديث ابن وارة.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، عن سعدان بن يحيى، عن ثابت أبي حمزة،
عن نجبة، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، فقال: " نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه لا فقه له، ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.
وحديث نجبة لم نكتبه إلا من حديث سليمان، عن سعدان على ما روينا، وخالفه عمرو بن عبد الغفار.
أخبرنا سهل بن السري، قال: حدثنا أبو هارون سهل بن شاذويه، قال: حدثنا يعقوب بن أبي يعقوب البخاري، عن موسى بن بحر المروزي، عن عمرو بن عبد الغفار، عن أبي حمزة الثمالي، عن نجبة، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة، عن أبيه، عن جده، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
هذا حديث غريب بهذا الإسناد.
وأبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية، وأبو حمزة الخراساني السكري اسمه محمد بن ميمون.
عداده في أهل الكوفة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي، قال: حدثنا أبو حمزة الخراساني، عن عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف من مني.
هذا حديث غريب من حديث عثمان بن حكيم، وأبي حمزة السكري، لم نكتبه إلا من حديث ابن وارة.
وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، عن سعدان بن يحيى، عن ثابت أبي حمزة،
عن نجبة، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، فقال: " نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها، فبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه لا فقه له، ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.
وحديث نجبة لم نكتبه إلا من حديث سليمان، عن سعدان على ما روينا، وخالفه عمرو بن عبد الغفار.
أخبرنا سهل بن السري، قال: حدثنا أبو هارون سهل بن شاذويه، قال: حدثنا يعقوب بن أبي يعقوب البخاري، عن موسى بن بحر المروزي، عن عمرو بن عبد الغفار، عن أبي حمزة الثمالي، عن نجبة، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة، عن أبيه، عن جده، قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث.
هذا حديث غريب بهذا الإسناد.
وأبو حمزة الثمالي اسمه ثابت بن أبي صفية، وأبو حمزة الخراساني السكري اسمه محمد بن ميمون.
ربيعة الرأي بن أبي عبد الرحمن
قال الميموني: قال أحمد: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ثقة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (503)
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: بلغني عن مطرف قال: قال مالك، قال لي ابن هرمز: لا تحمل الناس على هذا الرأي، فإني وربيعة أول من تكلم فيه.
"سؤالات أبي داود" (148)
وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن قول مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا، قال: ربيعة، وابن هرمز، ثم ذكر أحمد شيئًا.
"سؤالات أبي داود" (200)
قال ابن هانئ: وسئل، هل سمع ربيعة الرأي من أنس؟
قال: نعم، قد سمع منه.
"مسائل ابن هانئ" (2078)
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: جاء ربيعة إلى أبي العباس بالأنبار.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2930)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض المديني، قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال: لقد رأيت مشيخة بالمدينة وأن لهم الغدائر، وأن عليهم المُمَصر والمورد، في أيديهم مخاصر وفي أيديهم آثار الحناء في هيئة الفتيان ودين أحدهم أبغد من الثرياء إذا أريد دينه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1634)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وقال ابن عيينة: ثلاثة يعجبون برأيهم بالبصرة: عثمان البتي، وبالمدينة ربيعة الرأي، وبالكوفة أبو حنيفة. وربما قال أبي: قال: ثلاثة أولاد سبايا الأمم، هذا معناه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4596) (4696)، (4697)
قال أبو زرعة الدمشقي: أخبرني أحمد بن حنبل: أن أبا الزناد أعلم من ربيعة.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 446
قال الميموني: قال أحمد: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ثقة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (503)
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: بلغني عن مطرف قال: قال مالك، قال لي ابن هرمز: لا تحمل الناس على هذا الرأي، فإني وربيعة أول من تكلم فيه.
"سؤالات أبي داود" (148)
وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن قول مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا، قال: ربيعة، وابن هرمز، ثم ذكر أحمد شيئًا.
"سؤالات أبي داود" (200)
قال ابن هانئ: وسئل، هل سمع ربيعة الرأي من أنس؟
قال: نعم، قد سمع منه.
"مسائل ابن هانئ" (2078)
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: جاء ربيعة إلى أبي العباس بالأنبار.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (2930)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض المديني، قال: حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال: لقد رأيت مشيخة بالمدينة وأن لهم الغدائر، وأن عليهم المُمَصر والمورد، في أيديهم مخاصر وفي أيديهم آثار الحناء في هيئة الفتيان ودين أحدهم أبغد من الثرياء إذا أريد دينه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1634)
وقال عبد اللَّه: قال أبي: وقال ابن عيينة: ثلاثة يعجبون برأيهم بالبصرة: عثمان البتي، وبالمدينة ربيعة الرأي، وبالكوفة أبو حنيفة. وربما قال أبي: قال: ثلاثة أولاد سبايا الأمم، هذا معناه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4596) (4696)، (4697)
قال أبو زرعة الدمشقي: أخبرني أحمد بن حنبل: أن أبا الزناد أعلم من ربيعة.
"سير أعلام النبلاء" 5/ 446
ربيعة بن الحارث روى عن الفضل بن عباس روى عنه عبد الله بن نافع ابن العمياء سمعت أبى يقول ذلك.
ربيعَة بْن الْحَارِث يروي عَن الْفضل بْن الْعَبَّاس روى عَنهُ عبد الله
بْن نَافِع بْن العمياء
بْن نَافِع بْن العمياء
ربيعة بن الحارث
ب د ع س: ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم بْن عبد مناف القرشي الهاشمي، يكنى أبا أروى، وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمه عزة بنت قيس بْن طريف، من ولد الحارث بْن فهر، وهو أخو أَبِي سفيان بْن الحارث، وكان أسن من عمه العباس بْن عبد المطلب بسنين.
وهو الذي قال فيه رَسُول اللَّهِ يَوْم فتح مكة: " ألا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي، وَإِن أول دم أضعه دم ربيعة بْن الحارث ".
وذلك أَنَّهُ قتل لربيعة في الجاهلية ابن اسمه آدم، قاله الزبير، وقيل: تمام، فأبطل رَسُول اللَّهِ الطلب به في الإسلام، ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة، وقيل: اسم ابن ربيعة المقتول إياس.
ومن قال إنه آدم فقد أخطأ، لأنه رَأَى دم ابن ربيعة، فظنه آدم بْن ربيعة، يقال: إن حماد بْن سلمة هو الذي غلط فيه.
وهو الذي قال عنه النَّبِيّ: " نعم الرجل ربيعة لو قصر شعره "، وشمر ثوبه.
وهذا الحديث يرويه سهل بْن الحنظلية في خريم بْن فاتك الأسدي.
وكان ربيعة شريك عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنهما في التجارة، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر مائة وسق.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها: " إنما الصدقة أوساخ الناس ".
روى عنه ابنه عبد المطلب.
وتوفي ربيعة سنة ثلاث وعشرين بالمدينة، في خلافة عمر بْن الخطاب.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده بتمامه، فأي فائدة في استدراكه عليه.
ب د ع س: ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بن هاشم بْن عبد مناف القرشي الهاشمي، يكنى أبا أروى، وهو ابن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمه عزة بنت قيس بْن طريف، من ولد الحارث بْن فهر، وهو أخو أَبِي سفيان بْن الحارث، وكان أسن من عمه العباس بْن عبد المطلب بسنين.
وهو الذي قال فيه رَسُول اللَّهِ يَوْم فتح مكة: " ألا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي، وَإِن أول دم أضعه دم ربيعة بْن الحارث ".
وذلك أَنَّهُ قتل لربيعة في الجاهلية ابن اسمه آدم، قاله الزبير، وقيل: تمام، فأبطل رَسُول اللَّهِ الطلب به في الإسلام، ولم يجعل لربيعة في ذلك تبعة، وقيل: اسم ابن ربيعة المقتول إياس.
ومن قال إنه آدم فقد أخطأ، لأنه رَأَى دم ابن ربيعة، فظنه آدم بْن ربيعة، يقال: إن حماد بْن سلمة هو الذي غلط فيه.
وهو الذي قال عنه النَّبِيّ: " نعم الرجل ربيعة لو قصر شعره "، وشمر ثوبه.
وهذا الحديث يرويه سهل بْن الحنظلية في خريم بْن فاتك الأسدي.
وكان ربيعة شريك عثمان بْن عفان رضي اللَّه عنهما في التجارة، وأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر مائة وسق.
روى عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها: " إنما الصدقة أوساخ الناس ".
روى عنه ابنه عبد المطلب.
وتوفي ربيعة سنة ثلاث وعشرين بالمدينة، في خلافة عمر بْن الخطاب.
أخرجه الثلاثة، وأخرجه أَبُو موسى مستدركًا عَلَى ابن منده، وقد أخرجه ابن منده بتمامه، فأي فائدة في استدراكه عليه.
رَبِيعَةَ بْن الْحَارِث
- رَبِيعَةَ بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم بن عبد مناف ابن قصي. وأمه غزية بنت قيس بن طريف بْن عَبْد العزى بْن عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن فهر. ويكنى أَبَا أروى. وكان له من الولد مُحَمَّد وعبد الله والعباس والحارث. لا بقية له. وأمية وعبد شمس وعبد المطلب وأروى الكبرى. ويقال بل هند الكبرى. وهند الصغرى. وأمهم أم الحكم بِنْت الزُّبَيْر بْن عَبْد المطلب. وأروى الصغرى وأمها أم وُلِدَ. وآدم بْن ربيعة وهو المسترضع له فِي هذيل فقتله بنو ليث بْن بَكْر فِي حرب كَانَتْ بينهم. وكان الصبي يحبو أمام البيوت فرموه بحجر فأصابه فرضخ رأسه. . قَالَ هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب: كان أبي والهاشميون لا يسمونه في كتابه. ينتسبونه ويقولون كان غلامًا صغيرًا فلم يعقب ولم يحفظ اسمه. ونرى أن من قَالَ آدم بن ربيعة رأى في الكتاب آدم ابن ربيعة فزاد فيها ألفًا فقال آدم بْن ربيعة. وقد قَالَ بعض من يروى عَنْهُ الحديث: كان اسمه تمام بْن ربيعة. وقال آخر: إياس بْن ربيعة. والله أعلم. قَالُوا: وكان ربيعة بْن الْحَارِث أسن من عمه الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بسنتين. ولمّا خرج المشركون من مكّة إِلَى بدْر كان ربيعة بن الحارث غائبا بالشام فلم يشهد بدْرًا مع المشركين ثُمَّ قدم بعد ذلك. فَلَمَّا خرج الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب ونوفل بْن الْحَارِث إِلَى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مهاجرًا أيّام الخندق شيعهما ربيعة بْن الْحَارِث فِي مخرجهما إِلَى الأبواء ثُمَّ أراد الرجوع إِلَى مكّة فقال له الْعَبَّاس ونوفل: أَيْنَ ترجع إِلَى دار الشرك يقاتلون رسول الله ويكذبونه وقد عز رسول الله وكثف أصحابه. ارجع. فرجع ربيعة وسار معهما حَتَّى قدموا جميعًا على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة مسلمين مهاجرين. وأطعم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ربيعة بْن الْحَارِث بخيبر مائة وسق كل سنة. وشهد ربيعة بْن الْحَارِث مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتح مكّة والطائف وحنين. وثبت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم حنين فيمن ثبت معه من أَهْل بيته وأصحابه. وابتنى بالمدينة دارًا فِي بني حديلة. وقد روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتُوُفِّي ربيعة بْن الْحَارِث فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب بالمدينة بعد أخويه نوفل وأبي سُفْيَان بْن الْحَارِث
- رَبِيعَةَ بْن الْحَارِث بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم بن عبد مناف ابن قصي. وأمه غزية بنت قيس بن طريف بْن عَبْد العزى بْن عَامِرَةَ بْنِ عَمِيرَةَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْن فهر. ويكنى أَبَا أروى. وكان له من الولد مُحَمَّد وعبد الله والعباس والحارث. لا بقية له. وأمية وعبد شمس وعبد المطلب وأروى الكبرى. ويقال بل هند الكبرى. وهند الصغرى. وأمهم أم الحكم بِنْت الزُّبَيْر بْن عَبْد المطلب. وأروى الصغرى وأمها أم وُلِدَ. وآدم بْن ربيعة وهو المسترضع له فِي هذيل فقتله بنو ليث بْن بَكْر فِي حرب كَانَتْ بينهم. وكان الصبي يحبو أمام البيوت فرموه بحجر فأصابه فرضخ رأسه. . قَالَ هشام بْن مُحَمَّد بْن السائب: كان أبي والهاشميون لا يسمونه في كتابه. ينتسبونه ويقولون كان غلامًا صغيرًا فلم يعقب ولم يحفظ اسمه. ونرى أن من قَالَ آدم بن ربيعة رأى في الكتاب آدم ابن ربيعة فزاد فيها ألفًا فقال آدم بْن ربيعة. وقد قَالَ بعض من يروى عَنْهُ الحديث: كان اسمه تمام بْن ربيعة. وقال آخر: إياس بْن ربيعة. والله أعلم. قَالُوا: وكان ربيعة بْن الْحَارِث أسن من عمه الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب بسنتين. ولمّا خرج المشركون من مكّة إِلَى بدْر كان ربيعة بن الحارث غائبا بالشام فلم يشهد بدْرًا مع المشركين ثُمَّ قدم بعد ذلك. فَلَمَّا خرج الْعَبَّاس بْن عَبْد المطلب ونوفل بْن الْحَارِث إِلَى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مهاجرًا أيّام الخندق شيعهما ربيعة بْن الْحَارِث فِي مخرجهما إِلَى الأبواء ثُمَّ أراد الرجوع إِلَى مكّة فقال له الْعَبَّاس ونوفل: أَيْنَ ترجع إِلَى دار الشرك يقاتلون رسول الله ويكذبونه وقد عز رسول الله وكثف أصحابه. ارجع. فرجع ربيعة وسار معهما حَتَّى قدموا جميعًا على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة مسلمين مهاجرين. وأطعم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ربيعة بْن الْحَارِث بخيبر مائة وسق كل سنة. وشهد ربيعة بْن الْحَارِث مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتح مكّة والطائف وحنين. وثبت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم حنين فيمن ثبت معه من أَهْل بيته وأصحابه. وابتنى بالمدينة دارًا فِي بني حديلة. وقد روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتُوُفِّي ربيعة بْن الْحَارِث فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب بالمدينة بعد أخويه نوفل وأبي سُفْيَان بْن الْحَارِث
ربيعَة بن أبي عبد الرحمن الرَّأْي التَّيْمِيّ مولى آل الْمُنْكَدر الْمَدِينِيّ وَاسم أبي عبد الرحمن فروخ وكنيته ربيعَة أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو عبد الرحمن كَانَ من فُقَهَاء أهل الْمَدِينَة وَعنهُ أَخذ مَالك الْفِقْه مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة قَالَ عَمْرو بن عَليّ يكنى أَبَا عُثْمَان
روى عَن عبد الملك بن سعيد بن سُوَيْد فِي الصَّلَاة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالْعِتْق وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان فِي النِّكَاح وحَنْظَلَة بن قيس الزرقي فِي الْبيُوع وَيزِيد مولى المنبعث فِي الْأَحْكَام وَأنس بن مَالك فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
روى عَنهُ سُلَيْمَان بن بِلَال وَعمارَة بن غزيَّة وَمَالك بن أنس وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَالْأَوْزَاعِيّ وَالثَّوْري وَعَمْرو بن الْحَارِث وَحَمَّاد بن سَلمَة
روى عَن عبد الملك بن سعيد بن سُوَيْد فِي الصَّلَاة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد فِي الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالْعِتْق وَمُحَمّد بن يحيى بن حبَان فِي النِّكَاح وحَنْظَلَة بن قيس الزرقي فِي الْبيُوع وَيزِيد مولى المنبعث فِي الْأَحْكَام وَأنس بن مَالك فِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
روى عَنهُ سُلَيْمَان بن بِلَال وَعمارَة بن غزيَّة وَمَالك بن أنس وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَالْأَوْزَاعِيّ وَالثَّوْري وَعَمْرو بن الْحَارِث وَحَمَّاد بن سَلمَة