حميدة بنت النعمان بن بشير
أم محمد الأنصارية سكنت دمشق. ويقال: حميدة بالضم.
قيل: إنها التي تزوجها الحارث بن خالد المخزومي، ويقال: خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد فقالت في ذلك: من المتقارب
نكحت المدينيّ إذ جاءني ... فيالك من نكحةٍ غاليه
كهول دمشق وفتيانها ... أحبّ إلينا من الجاليه
وقيل: هذا الشعر لأختها عمرة.
قال محمد بن سعد: فولد النعمان بن بشير: الوليد ويحيى وبشيرا وأم محمد، وهي حميدة تزوجها روح بن زنباع الجذامي، وعمرة تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير.
أنشد سعيد بن عبد العزيز لحميدة بنت النعمان بن بشير تبكي أباها: من مجزوء الكامل
ليت ابن مزنة وابنه ... كانا لحتفك واقيه
وبنو أمية كلّهم ... لم تبق منهم باقيه
وأنشد أبو مسهر لها: من مجزوء الكامل
جاء البريد برأسه ... يا للحلوم الغاويه
يستفتحون بقتله ... دارت عليهم ثانيه
فلأبكينّ مسرّةً ... ولأبكينّ علانيه
ولأبكينّك ما حيي ... ت مع الكلاب العاويه
قال أبو مسهر: في جوف الليل.
قال المدائني:
أشرفت امرأة روح بن زنباع تنظر إلى وفدٍ من جذام قدموا عليها، فزجرها روح، فقالت: والله إني لأبغض الحلال من جذام فكيف تخافني على الحرام منهم؟! وكانت امرأته بنت النعمان بن بشير.
وقيل: إنها تزوجت روح بن زنباع فلم يؤدم بينهما، فقال لها روح في بعض ما يتنازعان فيه: اللهم إن بقيت بعدي فابتلها ببعل يلطم وجهها، ويملأ قيئاً حجرها.
فتزوجها بعده الفيض بن محمد بن الحكم، وكان شاباً جميلاً يصيب من الشراب، فأحبته، فلطمها يوماً وقاء في حجرها، فقالت: رحم الله أبا زرعة فقد أجيب في، وقالت للفيض: من البسيط
سمّيت فيضاً وما شيءٌ تفيض به ... إلاّ بخزيك بين الباب والدار
فتلك دعوة روح الخير أعرفها ... سقى الإله صداه الأوطف السّاري
وقالت: من الوافر
ألا يا فيض كنت أراك فيضاً ... فلا فيضاً وجدت ولا فراتا
وقالت: من البسيط
وليس فيضٌ بفيّاض العطاء لنا ... لكنّ فيضاً لنا بالقيء فيّاض
ليث اللّيوث علينا باسلٌ شرسٌ ... وفي الحروب هيوب الصدر جيّاض
فولدت من الفيض ابنة، فتزوجها الحجاج بن يوسف، وكان عند الحجاج قبلها أم أبان بنت النعمان بن بشير فقالت حميدة: من مشطور الرجز
إذا تذكّرت نكاح الحجّاج ... فاضت له العين بدمٍ ثجّاج
لو كان نعمان قتيل الأعلاج ... مستوي الشّخص صحيح الأوداج
أو كنت منها بمكان النّسّاج ... وكنت أرجو بعض ما يرجو الرّاج
أن تنكحيه ملكاً أو ذا تاج ... ما نلت ما نلت بختل الدّرّاج
فقدمت حميدة زائرة لابنتها، فقال لها الحجاج: يا حميدة إني قد كنت أحتمل مزاحك مدّةً، فأما اليوم فإني بالعراق وهم قوم سوء فإياك، فقالت: سأكف حتى أرحل.
أم محمد الأنصارية سكنت دمشق. ويقال: حميدة بالضم.
قيل: إنها التي تزوجها الحارث بن خالد المخزومي، ويقال: خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد فقالت في ذلك: من المتقارب
نكحت المدينيّ إذ جاءني ... فيالك من نكحةٍ غاليه
كهول دمشق وفتيانها ... أحبّ إلينا من الجاليه
وقيل: هذا الشعر لأختها عمرة.
قال محمد بن سعد: فولد النعمان بن بشير: الوليد ويحيى وبشيرا وأم محمد، وهي حميدة تزوجها روح بن زنباع الجذامي، وعمرة تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير.
أنشد سعيد بن عبد العزيز لحميدة بنت النعمان بن بشير تبكي أباها: من مجزوء الكامل
ليت ابن مزنة وابنه ... كانا لحتفك واقيه
وبنو أمية كلّهم ... لم تبق منهم باقيه
وأنشد أبو مسهر لها: من مجزوء الكامل
جاء البريد برأسه ... يا للحلوم الغاويه
يستفتحون بقتله ... دارت عليهم ثانيه
فلأبكينّ مسرّةً ... ولأبكينّ علانيه
ولأبكينّك ما حيي ... ت مع الكلاب العاويه
قال أبو مسهر: في جوف الليل.
قال المدائني:
أشرفت امرأة روح بن زنباع تنظر إلى وفدٍ من جذام قدموا عليها، فزجرها روح، فقالت: والله إني لأبغض الحلال من جذام فكيف تخافني على الحرام منهم؟! وكانت امرأته بنت النعمان بن بشير.
وقيل: إنها تزوجت روح بن زنباع فلم يؤدم بينهما، فقال لها روح في بعض ما يتنازعان فيه: اللهم إن بقيت بعدي فابتلها ببعل يلطم وجهها، ويملأ قيئاً حجرها.
فتزوجها بعده الفيض بن محمد بن الحكم، وكان شاباً جميلاً يصيب من الشراب، فأحبته، فلطمها يوماً وقاء في حجرها، فقالت: رحم الله أبا زرعة فقد أجيب في، وقالت للفيض: من البسيط
سمّيت فيضاً وما شيءٌ تفيض به ... إلاّ بخزيك بين الباب والدار
فتلك دعوة روح الخير أعرفها ... سقى الإله صداه الأوطف السّاري
وقالت: من الوافر
ألا يا فيض كنت أراك فيضاً ... فلا فيضاً وجدت ولا فراتا
وقالت: من البسيط
وليس فيضٌ بفيّاض العطاء لنا ... لكنّ فيضاً لنا بالقيء فيّاض
ليث اللّيوث علينا باسلٌ شرسٌ ... وفي الحروب هيوب الصدر جيّاض
فولدت من الفيض ابنة، فتزوجها الحجاج بن يوسف، وكان عند الحجاج قبلها أم أبان بنت النعمان بن بشير فقالت حميدة: من مشطور الرجز
إذا تذكّرت نكاح الحجّاج ... فاضت له العين بدمٍ ثجّاج
لو كان نعمان قتيل الأعلاج ... مستوي الشّخص صحيح الأوداج
أو كنت منها بمكان النّسّاج ... وكنت أرجو بعض ما يرجو الرّاج
أن تنكحيه ملكاً أو ذا تاج ... ما نلت ما نلت بختل الدّرّاج
فقدمت حميدة زائرة لابنتها، فقال لها الحجاج: يا حميدة إني قد كنت أحتمل مزاحك مدّةً، فأما اليوم فإني بالعراق وهم قوم سوء فإياك، فقالت: سأكف حتى أرحل.