جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون
ولي إمرة دمشق بعد أبيه أبي الجيش مدة يسيرة، ثم خرج متوجهاً إلى مصر فقتل قبل أن تطول مدته.
بويع جيش بدمشق في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وخرج إلى مصر، واستخلف على دمشق طغج بن جفّ.
حدث ربيعة بن أحمد بن طولون قال: لما توفي خمارويه قبض علّ وعلى مضر وشيبان ابني أحمد بن طولون جيش بن خمارويه وحبسنا بدمشق. فلما قفل إلى مصر حبسنا في حجرة من الميدان معه، وكانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها، وكان في الحجرة رواق وبيتان وجلوسنا في الرواق، فوافى خادم له، فأدخلوا أخانا مضر في البيت فانفصل عنا، فكانت المائدة تقدم إلينا ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا، فقام خمسة أيام لا يطعم ولا يستغيث، ثم وافانا ثلاثة من أصحاب جيش فقالوا: ما مات أخوكم بعد! فقلنا: ما نسمع له حسّاً، ففتحوا الباب فوجدوه حيّاً، ورام القيام فلم يصل إليه، فرماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتله فطعن، وكانت ليلة الجمعة وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا، وأقمنا يوم الجمعة والسبت ولم يقدم إلينا طعام، فظننا أنهم يسلكون بنا طريقه، فلما كان يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار، وفتح باب الحجرة
وأدخل إلينا جيش بن خمارويه. فقلنا: ما خبرك؟ فقال: غلب أخي على أمري، وتولى إمارة البلد هارون بن خمارويه؛ فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال: ما كان عزمي إلا أن أحقكما بأخيكما. وأنفذ إلى جماعتنا مائدة. فلما طعمنا بعث إلينا خادماً أن جيشاً قد كان عزم على قتلكما كما قتلأخاكما، فاقتلاه وخذا بثأركما منه وانصرفا على أمان، وبعث إلينا خدماً فتسرعوا إليه فقتل، وانصرفنا إلى منازلنا وقد كفينا عدونا.
وكان جيش لما صار إلى مصر وثب بعمه أبي العشائر فقتله، فتحرك الناس بمصر لقتله، ووقع بمصر نهب وحريق، ووثب هارون بن خمارويه على جيش بن خمارويه فقتله، وصار الأمر إلى هارون في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وكانت مدة جيش تسعة أشهر. وقيل ستة أشهر.
ولي إمرة دمشق بعد أبيه أبي الجيش مدة يسيرة، ثم خرج متوجهاً إلى مصر فقتل قبل أن تطول مدته.
بويع جيش بدمشق في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وخرج إلى مصر، واستخلف على دمشق طغج بن جفّ.
حدث ربيعة بن أحمد بن طولون قال: لما توفي خمارويه قبض علّ وعلى مضر وشيبان ابني أحمد بن طولون جيش بن خمارويه وحبسنا بدمشق. فلما قفل إلى مصر حبسنا في حجرة من الميدان معه، وكانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها، وكان في الحجرة رواق وبيتان وجلوسنا في الرواق، فوافى خادم له، فأدخلوا أخانا مضر في البيت فانفصل عنا، فكانت المائدة تقدم إلينا ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا، فقام خمسة أيام لا يطعم ولا يستغيث، ثم وافانا ثلاثة من أصحاب جيش فقالوا: ما مات أخوكم بعد! فقلنا: ما نسمع له حسّاً، ففتحوا الباب فوجدوه حيّاً، ورام القيام فلم يصل إليه، فرماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتله فطعن، وكانت ليلة الجمعة وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا، وأقمنا يوم الجمعة والسبت ولم يقدم إلينا طعام، فظننا أنهم يسلكون بنا طريقه، فلما كان يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار، وفتح باب الحجرة
وأدخل إلينا جيش بن خمارويه. فقلنا: ما خبرك؟ فقال: غلب أخي على أمري، وتولى إمارة البلد هارون بن خمارويه؛ فقلنا: الحمد لله الذي قبض يدك وأضرع خدك. فقال: ما كان عزمي إلا أن أحقكما بأخيكما. وأنفذ إلى جماعتنا مائدة. فلما طعمنا بعث إلينا خادماً أن جيشاً قد كان عزم على قتلكما كما قتلأخاكما، فاقتلاه وخذا بثأركما منه وانصرفا على أمان، وبعث إلينا خدماً فتسرعوا إليه فقتل، وانصرفنا إلى منازلنا وقد كفينا عدونا.
وكان جيش لما صار إلى مصر وثب بعمه أبي العشائر فقتله، فتحرك الناس بمصر لقتله، ووقع بمصر نهب وحريق، ووثب هارون بن خمارويه على جيش بن خمارويه فقتله، وصار الأمر إلى هارون في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وكانت مدة جيش تسعة أشهر. وقيل ستة أشهر.