Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150326#53bbb0
تبيع بن عامر أبو عبيدة
ويقال: أبو عتبة، ويقال: أبو عبيد، ويقال: أبو حمير، ويقال: أبو غطيف، ويقال: أبو عامر الحميري.
ابن امرأة كعب الأحبار.
يقال إنه أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلم في زمن أبي بكر الصديق، وقرأ القرآن على مجاهد بأرواد جزيرة في البحر قريبة من القسطنطينية، وكانا غازيين بها.
حدث تبيع عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا آتاك الله هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه فكله وتموله ".
وحدث تبيع عن كعب قال: من أحسن الوضوء، ثم صلى العشاء الآخرة، ثم صلى بعدها أربع ركعاتٍ يتم الركوع والسجود، يعلم ما يقرأ فيهن كن له بمنزلة ليلة القدر.
وعن خليد بن عجلان قال: قال ابن امرأة كعب لعمرو بن سعيد حين خلع: إني قد قرأت في الكتب أن رجلاً من قريش يسافر مع ملك، ثم يغدر به ويدخل مدينةً من مدائن الشام يتحرز فيها ثم يقتل، وأنا خائفٌ عليك فاتق لا تكونه.
قال معاذ بن عبد الله بن حبيب: رأيت ابن عباس يسأل تبيعاً: هل سمعت كعباً يذكر السحاب بشيء؟ قال: سمعت كعباً يقول: إن السحاب غربال المطر، ولولا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه.
قال: صدقت، وأنا قد سمعته.
قال: وسمعت كعباً يذكر أن الأرض نبتت العام نبتاً وقابل
غيره؟ قال: نعم، قال: وسمعت كعباً يقول: إن البذر ينزل مع المطر فيخرج في الأرض قال: صدقت، وأنا قد سمعته.
كان تبيع بن عامر رجلاً مرحلاً كان دليلاً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم مع أبي بكر رضي الله عنه، وقد كان يقص عند أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي: كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو بن العاص إذ أقبل تبيع فقال عبد الله: أتاكم أعلم من عليها، فلما جلس قال عبد الله بن عمرو: يا أبا عبيدة أخبرنا عن الخيرات الثلاث والشرات الثلاث، قال: نعم، الخيرات الثلاث: لسانٌ صادق، وقلبٌ نقي، وامرأة صالحة، والشرات الثلاث: لسانٌ كذوب، وقلبٌ فاجر، وامرأة سوء.
فقال عبد الله قد قلت لكم.
حدث رشيد بن كيسان الفهمي قال: كنا برودس وأميرنا جنادة بن أبي أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: إنه الشتاء ثم الشتاء، فتأهبوا له.
فقال له تبيع ابن امرأة كعب الأحبار: تقفلون إلى كذا وكذا، فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية إن الشتاء ثم الشتاء؟ فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال: ما يسميك الناس إلا الكذاب لما تذكر لهم من الفعل الذي لا يرجونه، فقال تبيع: فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا وشهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريحٌ فتقلع هذه الثنية التي في مسجدهم هذا، فانتشر قوله فيهم، فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك وكان يوماً لا ريح فيه، فانتظروا حتى احتاجوا إلى المقيل والغداء، وملوا فانصرفوا إلى مساكنهم أو إلى مراكبهم، حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس، فأقبلت ريحٌ عصار فأحاطت بالثنية فقلعتها وتصايح الناس في منازلهم خرت الثنية، خرت الثنية، فأقبلوا
من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل، فرأوا شيئاً لاصقاً يتحول في الماء، حتى تبين لهم أنه قاربٌ، فأتاهم بموت معاوية، وبيعة يزيد ابنه، وآذنهم بالقفل.
فزكوا تبيعاً وأثنوا عليه خيراً ثم قالوا: وأخرى بقيت قد دخل الشتاء ونحن نخاف أن تنكسر مراكبنا، فقال لهم تبيع: لا ينكس لكم عود نصركم، ولا ينقطع لكم حبل نصركم حتى تردوا بلادكم.
فساروا فسلمهم الله عز وجل.
كان تبيع يقول: إني لأجد نعت أقوامٍ يتفقهون لغير الله، ويتعلمون لغير العبادة، ويلتمسون الدنيا بعمل الآخرة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، فبي يغترون، وإياي يخادعون، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم فيها حيران.
حدث ربيع بن سيف عن تبيع قال: إذا فاض الظلم فيضاً، وكان الولد لوالده غيظاً، والشتاء قيظاً، والحكم حيفاً والشرطة سيفاً أتاكم الدجال يزيف زيفاً.
قال تبيع: من أعرقت فيه الفارسيات لم يخطئه دينٌ أو حلم، ومن أعرقت فيه الروميات لم يخطئه شدةٌ أو ثقابة، ومن أعرقت فيه البربريات لم يخطئه حدةٌ أو تكلف، ومن أعرقت فيه الحبشيات لم يخطئه سكر أو تأنيث.
توفي تبيع سنة إحدى ومائة.