بغا أبو موسى الكبير
أحد قواد المتوكل، قدم معه دمشق سنة ثلاث وأربعين ومائتين، فاستشعر من قربه فأشخصه من دمشق لغزو الصائفة، ومعه القواد، ففتح صملة.
حدث علي بن الحسين بن عبد الأعلى قال: كان عبد الله بن طاهر قد أهدى للمعتصم شهريين ملمغين، ذكر أن خراسان لم تخرج مثلهما، فسأله بغا أن يحمله على أحدهما، فأبى وقال: تخير غيرهما ما شئت فخذه.
قال: فخرجنا ولم نأخذ شيئاً، فلما صرنا بطبرستان عرض له قوم من أهلها فقالوا له: إن في بعض هذه الغياض سبعاً قد استكلب على الناس وأفناهم؛ فقال: إذا أردت الرحيل غداً فكونوا معي حتى تقفوني على موضعهم، قال: فلما رحلنا من غد حضر جماعة منهم، فانفرد بهم في عشرين فارساً من غلمانه، ومعه قوسه ونشابتان في منطقته، فصاروا به إلى الغيضة، فثار السبع في وجهه من بينهم، فقال: فحرك فرسه من بين يديه وأخذ نشابةً من النشابتين فرماه في لبته، فمر السهم فيها إلى الريش، وركب السبع رأسه، وعاد بغا إليه، فما اجترأ أحدٌ على النزول إليه حتى نزل بغا فوجده ميتاً.
قال: فشبرناه، فكان من رأسه إلى رأس ذنبه ستة عشر شبراً، ووجدناه أحصى الشعر إلا معرفته.
قال: فكتبنا بخبره إلى المعتصم فلحقنا جواب كتابنا بحلوان يذكر فيه أنه قد تفاءل بقتل السبع ورجا أن يكون من علامات الظفر ببابك، وأنه قد وجه إلى بغا بالشهريين الذين كان يطلب
أحدهما فمنعه، وبسبع خلعٍ من خاصة خلعه وثيابه، وخمس مائة ألف درهم صلةً له وجزاءً على قتل السبع، قال: وإنما أراد المعتصم بذلك إغراءه على طاعته ومجاهدة عدوه.
وكان بغا ملوكاً لذي الرياستين الحسن بن سهل.
وكان يحمق ويجهل في رأيه مع شجاعته وإقدامه وكثرة وقائعه وفتوحه؛ وولاه المستعين ديوان البريد.
ومرض في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وعاده المستعين، فلما انصرف من عيادته قضى من وقته.
وذكر أبو الحسن بن الوراق:
أن بغا كسر باب بيت المال فأخذ منه ما أراد وجمع أصحابه، ثم صار إلى البيت، فأحرق بابه ونهبت داره ودور ولده وأسبابه بسر من رأى، فطلب الأمان فلم يؤمن، فاستتر من أصحابه وانحدر في زورق مستخفياً، فأخذته المغاربة عند الجسر بسر من رأى ليلة الخمسي لليلةٍ بقيت من ذي القعدة سنة أربعٍ وخمسين ومائتين، فقتله وليد المغربي، وطيف برأسه ثم بعث به إلى بغداد فنصب هناك.
أحد قواد المتوكل، قدم معه دمشق سنة ثلاث وأربعين ومائتين، فاستشعر من قربه فأشخصه من دمشق لغزو الصائفة، ومعه القواد، ففتح صملة.
حدث علي بن الحسين بن عبد الأعلى قال: كان عبد الله بن طاهر قد أهدى للمعتصم شهريين ملمغين، ذكر أن خراسان لم تخرج مثلهما، فسأله بغا أن يحمله على أحدهما، فأبى وقال: تخير غيرهما ما شئت فخذه.
قال: فخرجنا ولم نأخذ شيئاً، فلما صرنا بطبرستان عرض له قوم من أهلها فقالوا له: إن في بعض هذه الغياض سبعاً قد استكلب على الناس وأفناهم؛ فقال: إذا أردت الرحيل غداً فكونوا معي حتى تقفوني على موضعهم، قال: فلما رحلنا من غد حضر جماعة منهم، فانفرد بهم في عشرين فارساً من غلمانه، ومعه قوسه ونشابتان في منطقته، فصاروا به إلى الغيضة، فثار السبع في وجهه من بينهم، فقال: فحرك فرسه من بين يديه وأخذ نشابةً من النشابتين فرماه في لبته، فمر السهم فيها إلى الريش، وركب السبع رأسه، وعاد بغا إليه، فما اجترأ أحدٌ على النزول إليه حتى نزل بغا فوجده ميتاً.
قال: فشبرناه، فكان من رأسه إلى رأس ذنبه ستة عشر شبراً، ووجدناه أحصى الشعر إلا معرفته.
قال: فكتبنا بخبره إلى المعتصم فلحقنا جواب كتابنا بحلوان يذكر فيه أنه قد تفاءل بقتل السبع ورجا أن يكون من علامات الظفر ببابك، وأنه قد وجه إلى بغا بالشهريين الذين كان يطلب
أحدهما فمنعه، وبسبع خلعٍ من خاصة خلعه وثيابه، وخمس مائة ألف درهم صلةً له وجزاءً على قتل السبع، قال: وإنما أراد المعتصم بذلك إغراءه على طاعته ومجاهدة عدوه.
وكان بغا ملوكاً لذي الرياستين الحسن بن سهل.
وكان يحمق ويجهل في رأيه مع شجاعته وإقدامه وكثرة وقائعه وفتوحه؛ وولاه المستعين ديوان البريد.
ومرض في جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وأربعين ومائتين، وعاده المستعين، فلما انصرف من عيادته قضى من وقته.
وذكر أبو الحسن بن الوراق:
أن بغا كسر باب بيت المال فأخذ منه ما أراد وجمع أصحابه، ثم صار إلى البيت، فأحرق بابه ونهبت داره ودور ولده وأسبابه بسر من رأى، فطلب الأمان فلم يؤمن، فاستتر من أصحابه وانحدر في زورق مستخفياً، فأخذته المغاربة عند الجسر بسر من رأى ليلة الخمسي لليلةٍ بقيت من ذي القعدة سنة أربعٍ وخمسين ومائتين، فقتله وليد المغربي، وطيف برأسه ثم بعث به إلى بغداد فنصب هناك.