بشر بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان ابن الحكم الْقُرَشِيّ الأموي، وَقَالَ لِي مُوسَى بْن عُمَر: أرى كنيته أَبُو سلمة، عَنْ أَبِيه أن عُمَر بْن عَبْد العزيز أوصى إلى ابنه عَبْد اللَّه - قاله لِي مُوسَى بْن عُمَر بْن عَمْرو بْن ميمون، سَمِعَ أباه سَمِعَ بشرا، وروى شجاع بْن الوليد سَمِعَ بشرا سَمِعَ إِبْرَاهِيم بْن عُمَر وَسُفْيَانَ مولى ابراهيم.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد العزيز بْن مروان بْن الحكم بْن أَبِي العاص الأموي:
شامي، قدم بغداد، وحدث بها عن: عمه عبد العزيز بن عمر. روى عنه محمّد ابن معاوية بن مالج الأنماطي، وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ حدّثنا قاسم بن زكريّا المطرز حدّثنا محمّد بن معاوية الأنماطيّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ. قَالَ: جَاءَ تَمِيمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مَا السُّنَّةُ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ»
. بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجُنَيْد قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يَقُولُ: كان
هاهنا ببغداد بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، قد سمعت منه، ليس به بأس.
شامي، قدم بغداد، وحدث بها عن: عمه عبد العزيز بن عمر. روى عنه محمّد ابن معاوية بن مالج الأنماطي، وزكريا بن يحيى زحمويه الواسطي.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ حدّثنا قاسم بن زكريّا المطرز حدّثنا محمّد بن معاوية الأنماطيّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ. قَالَ: جَاءَ تَمِيمٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مَا السُّنَّةُ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ»
. بلغني عَنْ إبراهيم بْن عبد اللَّه بْن الجُنَيْد قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بن معين يَقُولُ: كان
هاهنا ببغداد بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، قد سمعت منه، ليس به بأس.
بشر بْن الحارث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عطاء بْن هلال بْن ماهان بْن عَبْد اللَّه، أبو نصر، المعروف بالحافي :
مروزي، سكن بغداد، وهو ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول .
وسمع إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحماد بْن زيد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، والمعافى بن عمران الموصلي، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبا معاوية الضرير، وزيد بن أبي الزرقاء.
وكان كثير الحديث، إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك. وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل المذاكرة .
روى عنه نعيم بن الهيضم، وابنه محمد بن نعيم، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان، ونصر بن منصور البزاز، ومحمد بن المثنى السمسار، وسري السقطي، وإبراهيم بن هاني النّيسابوريّ، وعمر بن موسى الجلا، وغيرهم.
أخبرنا الحسين بن أبي الحسن الوراق حَدَّثَنَا عمر بن أحمد بن عثمان قَالَ: سمعت عبد الله بن سليمان. يقول: قلت لعلي بن خشرم لما أخبرني أن سماعه وسماع بشر ابن الحارث بن عيسى واحد. قلت: فأين حديث أم زرع؟ فقال: سماعي معه، وكتبت إليه أن يوجه به إليّ، فكتب إلي: هل عملت بما عندك حتى تطلب ما ليس عندك؟! قال علي: وولد بشر في هذه القرية وهي مرو، وكان بشر يتفتى في أول أمره، وقد جرح .
أخبرني أبو سعد المالينى- قراءة- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الدنانيرى حَدَّثَنَا أَبُو الفضل جعفر بن مُحَمَّد الصندلي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى السِّمْسَارُ قَالَ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ سَمِعْتُ الْعَوْفِيَّ يَذْكُرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ:
اتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ، ثُمَّ أَلْقَاهُ. الْعَوْفِيُّ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب المقرئ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ حدّثنا إسحاق بن عمرو القومسى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثلاث يفطرن الصائم: الحجامة، والاحتلام، والقيء»
. وسمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق يَقُولُ: سمعت محمد بن المثني يقول سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت حجاج بن منهال يقول سمعت حماد بن سلمة يقول سمعت عاصما يقول سمعت زرا يقول سمعت أبا جحيفة يقول: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة فقال: ألا إن خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر، ثم عمر، ولو شئت أن أخبركم بثالث لأخبرتكم. قال: فنزل عن المنبر وهو يقول: عثمان، عثمان!.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدّثنا على ابن محمّد بن سعيد الموصلي حدثنا عبد الله- يعني ابن محمد الخراساني- حدثنا إبراهيم بن هانئ. قال: قلت لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، سمعت من مالك بن أنس؟ قال: نعم! حججت معه وسمعت منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق الخازن حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن هاشم- أنا سألته- قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخلت على حماد بن زيد فرأيت في بيته بساطا ما أعجبني، ما هكذا يكون العلماء.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن
محمد الخزاعي. قال سمعت بشر بن الحارث يَقُولُ سَمِعْتُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ التّوزيّ يقول: رضى المتجني غاية لا تدرك.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ:
سَمِعْتُ أبا الحسين الحجاجي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت حسنا المسوحي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بشر الحافي. فقالت لي بنته من داخل الدار: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي! .
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو الحسين الحسن بن عمرو الشيعي المروزيّ قال: سمعت بشرا- وجاء إليه أصحاب الحديث يوما وأنا حاضر- فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد اظهرتموه؟
قالوا: يا أبا نصر، نطلب هذه العلوم، لعل الله ينفع بها يوما، قال: قد علمتم أنه تجب عليكم فيها زكاة، كما تجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة دراهم.
فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث، والا فانظروا أيش يكون هذا عليكم غدا .
أخبرنا أبو الفرج محمّد بن محمّد بن عمر الجصاص حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بن الصواف حدثنا أحمد بن المغلس الحماني قال سمعت بشر بن الحارث- وقد أخذ بيد عبيد الوراق- وقد قال عبيد حدثنا- فقال: يا عبيد، احذر حدثنا، فإن لحدثنا حلاوة، وقد قلت حدثنا وكتب عنك، فكان ماذا؟.
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن النّضر الديباجي حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله أَحْمَد بن عَمْرو بن عثمان المعدّل- بواسط- حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدثنا محمد بن عبد الله بن علوان قال: قلت لبشر بن الحارث: لم لا تحدث؟ قال: أنا أشتهي أحدث، وإذا اشتهيت شيئا تركته .
أخبرنا أبو علي الحسين بن يوسف بن محمّد الإسكاف حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حدثنا إسحاق بن الحسن الحرمي قال سمعت بشر بن الحارث
يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم؟ فقال: أتوب إلى الله من ذهابي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الزاهد أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز حدثني أبي العباس بن محمد بن حيويه قال ذكر لنا إبراهيم الحربي عن سليمان ابن حرب. قال: مكثت دهرا أشتهي أن أرى بشر بن الحارث فلم يقدر لي- أو كما قال- قال فخرجت يوما من منزلي إلى المسجد، فإذا أنا برجل- أو قال بشيخ- كثير الشعر، طويل الشارب عليه اطمار- أحسبه قال مرقعة- معه جراب، وجهه إلى الحائط، فهو يدخل يده في الجراب فيخرج منه كسرا فيأكل. فقلت له: أنت من الجند؟ قال: لا. قلت: فأنت من خراسان؟ قال: أنا آوي بغداد. قلت فما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت إليك لأسمع منك حديثا حسنا في الموقف، قلت: الاسم؟ قال: وما تصنع باسمي؟ قلت: أشتهي أعرف اسمك، قال: أنا أبو نصر. قلت: الاسم أريد؟
قال: ليس أخبرك باسمي، وإن أخبرتك باسمي لم أسمع منك شيئا، قلت: أخبرني باسمك فإن شئت فاسمع وإن شئت فلا تسمع، قال: أنا بشر بن الحارث. قلت:
الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك- أو كما قال-. قال ووقفت عليه فجعلت أبكي ويبكي ثم جلست بين يديه فتحدثنا ساعة، ثم قلت له: يا أبا نصر أردت أن تدخل بلدا أنا فيه فلا تنزل عندي، قال: ليس لي مقام، إنما كنت بعبادان. فقلت: يا أبا نصر كتبي كلها بين يديك. قال: السلام عليكم، وبكى وبكيت ومضى.
أخبرنا على بن محمّد المعدّل أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن على حدثني محمد بن إبراهيم- هو ابن هاشم- حدثني أبي قال: قال بشر: لو أن رجلا كان عندي في مثال سفيان ومعافى ثم جلس اليوم يحدث ونصب نفسه، لتنقص عندي نقصانا شديدا. قال بشر: إني وإن أذنت للرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس، وإنما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا، ولذة، وما أدري كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه، لأي شيء يحفظه، قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتبا كثيرة قد ذهبت، وأراها توطأ ويرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها وأنا حي صحيح، وما أكره، ترك ذاك خير عندي. وما هو من سلاح الآخرة، ولا من عدد الموت.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا أحمد بن بشر المرثدى حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنا لبشر بن الحارث ثمانية عشر، ما بين قمطر وقوصرة- يعني حديثا .
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدّثنا أحمد بن منصور النوشرى حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن السندي بن هارون الخلال قَالَ: سَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ حَدِيثِ. فقال: اتق الله فإن كنت تريده للدنيا فلا ترده، وإن كنت تريده للآخرة فقد سمعت. قال أبو إبراهيم: الحديث الذي سألته: عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بن عطية قال: «إن الملك ليصعد بعمل معجبا به حتى يقف بين يدي الله فيقول الله له: اجعلوه في سجين، فإنه لم يردني به» .
أخبرنا علي بن محمد المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا الحسن بن عمرو قال:
سمعت بشرا يقول: ربما وقع في يدي الشيء أريد أن أخرجه فلا يصح لي- يعني من الحديث- وقال: ليس ينبغي لأحد يحدث حتى يصح له، فمن زعم أنه قد صحح، قلنا: أنت ضعيف. وقال: لا أعلم شيئا أفضل منه إذا أريد به الله- يعني طلب العلم .
أخبرنا الحسين بن على الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت أبي يقول- وذكر بشر ابن الحارث- إن كان رجل تأدب بمذهب رجل- يعني سفيان الثوري- ففاقه، لقلت بشر، لولا ما سبق لسفيان الثوري من السن والعلم.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا محمد بن أبي حامد يقول سمعت العباس بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عصام البغدادي يقول سمعت جعفر بن عبد الله البرداني يقول: قال لي يحيى بن أكثم قال لي المأمون: لم يبق أحد في هذه الكور يستحى منه غير هذا الشّيخ- يعنى بشر بن الحارث.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر بشر بن الحارث فأراه قال: رأيته
على باب ابن علية، أو رأيته ونحن منصرفون من عند ابن علية. وقال عبد الله: سمعت أبي يقول- وذكر بشر بن الحارث- فقال: إني لأذكر به عامر بن عبد الله- يعني ابن عبد قيس .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ سمعت أحمد بن محمد يَقُولُ سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما بلغنا عن عامر بن عبد قيس شيء إلا وفي بشر بن الحارث مثله أو أكثر منه، إلا أن يكون كان في قلب عامر شيء لم يكن في قلب بشر مثله.
أخبرنا عبد العزيز بن على الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني حدّثنا القاسم بن الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أبي عتاب عن محمد بن المثنى قال قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أي الرجال؟ فقلت له:
بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، أو عامر بن عبد قيس، ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز رمحا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترك لأحد موضعا يقعد فيه؟.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الزهيري، حدّثنا أبو العبّاس البراني، أخبرني المروذي. قال: لما قِيلَ لأبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل: مات بشر بن الحارث. قال: مات رحمه الله، وما له نظير في هذه الأمة، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات ولم يترك شيئا. وهذا قد مات ولم يترك شيئا، ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره .
أخبرني الأزهرى أَخْبَرَنَا عمر بن أَحْمَد بن هارون المقرئ أن أبا الحسن بن دليل حدثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل. وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه علم! قال عمر بن أحمد: إبراهيم رأى الثلاثة ولم يحدث إلا عن أحمد .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن إبراهيم القزاز، حدّثنا جعفر الخالدي قال:
حدثني أبو حامد أحمد بن خالد الحذاء قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما أخرجت بغداد أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شيء .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطوماري قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما رأيت بعيني قط أفضل من بشر بن الحارث- وقد ذكر عنده.
أخبرنا عبد الكريم بن هارون القشيري النيسابوري قال سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول سمعت أبا الفضل العطار يقول سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول، قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون- وكانت له العبارة- ورأيت سهلا- وكانت له الإشارة- ورأيت بشر بن الحرث- وكان له الورع- فقيل له: إلى من كنت تميل؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا.
هكذا قال في هذه الحكاية، وأحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا ولم يدركه، وإنما أبوه يحيى أدركه وصحبه، فالله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر فقالت له أخته: يا أخي قد تخرق إزارك، وهذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل؟ قال فكان يجيء بالإستارين والثلاثة قال فقالت له: إن الغزل قد اجتمع أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟
فقال لها هاتيه. قال فأخرجته فوزنه وأخرج ألواحه وأخذ يحسب الأساتير، فلما رآها قد زادت فيه قال كما أفسدتيه فخذيه. وقال المروذي سمعت بعض القطانين يقول:
أهدي إلى أستاذ لي رطب، وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذي:
يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكله، قال فجعل يمسه بيده، قال ثم ضرب بيده لحيته وقال: ينبغي أن أستحيي من الله أني عند الناس تارك لهذا وآكله في السر.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار حدثنا عبد الله بن منصور قال سمعت أبا حفص بن أخت بشر بن الحارث يقول: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي أمي: يا بني اطلب لي سفرجلة، قال فجئت بها، قال فأخذها فجعل يشمها، قال ثم وضعها بين يديه، قال فقالت أمي: يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها، قال فما زال يشمها حتى مات وما ذاقها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن خالد الخلال قال سمعت بعض أصحابنا يقول: قال بشر بن الحارث: ما أدع الفاكهة زهدا فيها، ولكني أكره أن أعطيها شهوتها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا عيسى بن محمّد الطومارى حدثنا أبو صفوان- يعني عبد الرحمن بن حرب السمسار- قال سمعت محمد بن المثنى يقول قال لي عمر بن أخت بشر بن الحارث: دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى، قال فقالت له أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم. قال فخرج فلما كان العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل لحم. فقال لها: اطبخي هذا. قال: قالت أيش أطبخه؟ قال: اطبخيه بماء وملح. قال فطبخت نصفه بماء وملح، واشترت بحبة سلقا وطبخت النصف الآخر به، قال فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط أكل عندنا شيئا، قال: فقال لها- أثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه. قال ففعلت وقدمته إليه، قال فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم. قال فشالته. فلما كان من الغد جاءنا ومعه رغيف، قال فقال لها إن كان قد بقي من ذلك الماء والملح شيء فأثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه، قالت: ما بقي من الماء والملح شيء، ولكن كنت قد اشتريت بحبة سلقا وعملت باقي اللحم، وقد بقي منه شيء، فقال: ولا هذا أيضا لي فيه حاجة. قالت له: ولم؟ قال لأن الماء والملح قلت لك بقي شيء منه فقلت لا وكذبت فيه، وهذا أفسدتيه بسلق لا أدري من أين هو!.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرني أبي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع حدّثني أبي أخبرني عبد الله بن عبيد البغدادي. قال: كان بشر بن الحارث يخرج كل يوم من منزله فيغلق بابه ويضع مفتاحه عند جار له يقال خشية أن يضيع
منه، فكان يذهب إلى الجبان، فإذا جاء وقت المغرب جاء إلى البقال فسلم وأخذ المفتاح، فكان هذا دأبه، فكان البقال يحدث عنه، قال فجاء يوما وقد عملت باذنجانا بأصباغه، فنظر إليه فعلمت أنه قد اشتهاه، قال فتبعته فقلت له: بأبي أنت هذا الباذنجان تعمله بنية لي من غزل تغزله وأبيعه لها، فخذ منه ما شئت. قال فقال: ارجع حفظك الله، قال فرجعت ومضى. ووقفت أنظر في قفاه، قال فسمعته يقول: هيه افتضحت- يخاطب نفسه- تشتهين الباذنجان بأصباغه، والله لا تذوقينه حتى تفارقي الدنيا. قال: ومضى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن جعفر العطّار حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدّثنا على بن أحمد بن النّضر حدثنا الحسن بْن عفان قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث يقول: إني لأشتهي شواء من أربعين سنة ما صفا لي درهمه!.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق يقول: سئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال: لو لم يكن في القناعة شيء إلا التمتع بعز الغناء لكان ذلك يجزى، ثم أنشأ يقول:
أفادتني القناعة أي عز ... ولا عز أعز من القناعة
فخذ منها لنفسك رأس مال ... وصير بعدها التقوى بضاعة
تحز حالين تغنى عن بخيل ... وتسعد في الجنان بصبر ساعة
ثم قال: مروءة القناعة، أشرف من مروءة البذل والعطاء.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مالك، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حدثني أبو عبد الله الأسدي.
قال: قال لي بشر بن الحارث يوما:
قطع الليالي مع الأيام في خلق ... والنوم تحت رواق الهم والقلق
أحرى وأعذر لي من أن يقال غدا ... إني التمست الغنى من كف مختلق
قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى ... ليس الغنى كثرة الأموال والورق
رضيت بالله في عسري وفي يسري ... فلست أسلك إلا أوضح الطّرق
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلى حدّثني على بن خليد الدّمشقيّ حدثني أحمد بن مسكين قال: خرجت في طلب بشر بن الحارث من باب حرب فإذا به جالس وحده، فأقبلت نحوه، فلما رآني مقبلا خط بيده على الجدار وولى، فأتيت موضعه فإذا هو قد خط بيده:
الحمد لله لا شريك له ... في صبحه دائما وفي غلسه
لم يبق لي مؤنس فيؤنسني ... إلا أنيس أخاف من أنسه
فاعتزل الناس يا أخي ولا ... تركن إلى من تخاف من دنسه
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي حدّثنا محمّد ابن مخلد العطّار حدّثنا موسى- يعنى ابن هارون الطوسي- حدّثنا محمّد- هو ابن نعيم بن الهيضم- قال سمعت بشرا يقول:
ذهب الرجال المرتجى لفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور
أخبرني عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرزاز حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ حدثني محمد بن يحيى- بدمشق ويعرف بحامل كفنه- قال سمعت أيوب العطار يقول: انصرفت مع بشر بن الحارث يوم الجمعة من مسجد الجامع، فمررنا في درب أبي الليث، وإذا صبيان يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشرا قالوا: بشر بشر.
واستلبوا الجوز فمروا يحضرون ، فوقف بشر ثم قال لي: أي قلب يقوى على هذا؟ إن هذا الدرب لا مررت فيه حتى ألقى الله عَزَّ وَجَلَّ!.
قال: وسمعت يوسف الجوهري يقول: سمعت عَبَّاس بْن عبد العظيم العنبري.
قال: كنا عند أحمد بن حنبل فذاكره إنسان بحديث رواه عيسى بن يونس، فقال أحمد: ما روى عيسى بن يونس هذا الحديث، ثم قال: أستغفر الله ما أدري إن صحت رواية عيسى بن يونس لهذا الحديث، ثم قال أستغفر الله فما يوجد إلا عند بشر بن الحارث. قال عباس فقلت أنا: ما أجد سبيلا إلى وصلة بشر إلا بهذا الحديث فجئت فسلمت عليه، وحكيت القصة وما قال أحمد، قال فجعل يقول: ألبسني العافية، ألبسني العافية، إن هذا لبلاء وفتنة، يذكر حديث فيقال لا يصح إلا عند رجل! قال أقول أنا في نفسي: كم بين الرجلين؟!.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن أحمد الحميدي الشّيرازيّ أخبرنا عمر بن الفياض أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قال حدّثنا عمى حدثنا عبيد الله الوراق قال خرجت يوم جمعة مع بشر- يعني ابن الحارث- إذ دخل المسجد وعليه فرو يتقطع، فرده العون، فذهبت لأكلمه فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعر، فقلت له: يا أبا نصر لم لم تدعني أكلمه؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصواف، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبو حفص عمر ابن أخت بشر بن الحارث قال: حدثتني أمي، قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشرا، فخرج إليه، فقال له: حاجتك عافاك الله؟ فقال له: أنت بشر؟
فقال: نعم. [قال:] حاجتك؟ فقال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول لي: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك- أو نشرت لك- في الناس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال:
نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة، وجعل يبكي ويضطرب ويقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا، ونوهت باسمي، ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة، الآن فعجل عقوبتي، وخذ مني بقدر ما يقوى عليه بدني .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان ومخلد بن جعفر. قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي. قال: آخر ما سمعت من كلام بشر بن الحارث أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، شيخ منهم يقول: إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم- وهو يبكي- لا حاجة لي في عيادتكم، اذهبوا عني قد آذيتموني، وهو يبكي، وقال: قال فضيل بن عياض: أشتهي أن أمرض بلا عواد.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطى حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر! فقال:
رحمه الله لقد كان في ذكره أنس- أوفيه أنس- ثم لبس رداءه وخرج، وخرجت معه، فشهد جنازته .
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: مات بشر سنة سبع وعشرين قبل المعتصم بستة أيام .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدّثنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر. قَالَ: ومات بشر بن الحارث سنة سبع وعشرين.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث ببغداد في شهر ربيع الأول.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه إلينا- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قَالَ سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث الزاهد، ويكنى أبا نصر عشية الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول، وقد بلغ من السن خمسا وسبعين سنة، وحشر الناس لجنازته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدّثنا محمّد بن يوسف حدّثنا يعقوب الرّقي حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد النحوي- بالرملة- قال: سمعت الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي يقول: سمعت أَحْمَد بْن زهير يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني يقول: رأيت أبا نصر التّمّار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان في الجنازة: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وذلك أن بشر ابن الحارث أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، ولم يحصل في القبر إلا في الليل، وكان نهارا صائفا، والنهار فيه طول، ولم يستقر في القبر إلى العتمة .
أخبرني الأزهري حدّثنا أحمد بن منصور الورّاق حدّثنا محمّد بن مخلد حدثني أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب حدثني أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث قال:
كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان يكون فيه غير مرة، سمعت الجن تنوح عليه .
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول لسليمان اللؤلؤي: رؤى بشر ابن الحارث في النوم فقيل له: ما فعل الله بك يا أبا نصر؟ قال: غفر لي وقال يا بشر ما عبدتني على قدر ما نوهت باسمك.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي الحافظ- بنيسابور- أخبرني محمد بن عبد الله بن شاذان- بهراة- قال سمعت حمزة بن محمد بن إبراهيم يقول: سمعت الحسن بن مروان يقول: رأيت بشر بن الحارث في المنام فقلت: يا أبا نصر، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وغفر لكل من تبع جنازتي، قال قلت: ففيم العمل؟ قال: افتقد الكسرة.
أخبرني الحسن بن على التّميميّ أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبو شجاع المروذي- أو غيره الشك من أبي حفص- قال: حدثنا القاسم بن منبه. قال:
رأيت بشر بن الحارث فِي النوم فقلتُ: ما فعل الله بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي، وقال لي: يا بشر، قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك. فقلت: يا رب ولكل من أحبني. قال: ولكل من أحبك إلى يوم القيامة .
مروزي، سكن بغداد، وهو ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول .
وسمع إبراهيم بن سعد الزهري، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحماد بْن زيد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، والمعافى بن عمران الموصلي، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبا معاوية الضرير، وزيد بن أبي الزرقاء.
وكان كثير الحديث، إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك. وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل المذاكرة .
روى عنه نعيم بن الهيضم، وابنه محمد بن نعيم، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان، ونصر بن منصور البزاز، ومحمد بن المثنى السمسار، وسري السقطي، وإبراهيم بن هاني النّيسابوريّ، وعمر بن موسى الجلا، وغيرهم.
أخبرنا الحسين بن أبي الحسن الوراق حَدَّثَنَا عمر بن أحمد بن عثمان قَالَ: سمعت عبد الله بن سليمان. يقول: قلت لعلي بن خشرم لما أخبرني أن سماعه وسماع بشر ابن الحارث بن عيسى واحد. قلت: فأين حديث أم زرع؟ فقال: سماعي معه، وكتبت إليه أن يوجه به إليّ، فكتب إلي: هل عملت بما عندك حتى تطلب ما ليس عندك؟! قال علي: وولد بشر في هذه القرية وهي مرو، وكان بشر يتفتى في أول أمره، وقد جرح .
أخبرني أبو سعد المالينى- قراءة- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الدنانيرى حَدَّثَنَا أَبُو الفضل جعفر بن مُحَمَّد الصندلي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى السِّمْسَارُ قَالَ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ سَمِعْتُ الْعَوْفِيَّ يَذْكُرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ:
اتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ، ثُمَّ أَلْقَاهُ. الْعَوْفِيُّ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَوْحٍ النَّهْرَوَانِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يعقوب المقرئ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ حدّثنا إسحاق بن عمرو القومسى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثلاث يفطرن الصائم: الحجامة، والاحتلام، والقيء»
. وسمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق يَقُولُ: سمعت محمد بن المثني يقول سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت حجاج بن منهال يقول سمعت حماد بن سلمة يقول سمعت عاصما يقول سمعت زرا يقول سمعت أبا جحيفة يقول: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة فقال: ألا إن خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بكر، ثم عمر، ولو شئت أن أخبركم بثالث لأخبرتكم. قال: فنزل عن المنبر وهو يقول: عثمان، عثمان!.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدّثنا على ابن محمّد بن سعيد الموصلي حدثنا عبد الله- يعني ابن محمد الخراساني- حدثنا إبراهيم بن هانئ. قال: قلت لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، سمعت من مالك بن أنس؟ قال: نعم! حججت معه وسمعت منه.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن علي بن إسحاق الخازن حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن هاشم- أنا سألته- قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: دخلت على حماد بن زيد فرأيت في بيته بساطا ما أعجبني، ما هكذا يكون العلماء.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدّثنا محمّد بن عمر بن سالم حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن
محمد الخزاعي. قال سمعت بشر بن الحارث يَقُولُ سَمِعْتُ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ التّوزيّ يقول: رضى المتجني غاية لا تدرك.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ:
سَمِعْتُ أبا الحسين الحجاجي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت حسنا المسوحي يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بشر الحافي. فقالت لي بنته من داخل الدار: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي! .
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ حَدَّثَنَا أَبُو الحسين الحسن بن عمرو الشيعي المروزيّ قال: سمعت بشرا- وجاء إليه أصحاب الحديث يوما وأنا حاضر- فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد اظهرتموه؟
قالوا: يا أبا نصر، نطلب هذه العلوم، لعل الله ينفع بها يوما، قال: قد علمتم أنه تجب عليكم فيها زكاة، كما تجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة دراهم.
فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث، والا فانظروا أيش يكون هذا عليكم غدا .
أخبرنا أبو الفرج محمّد بن محمّد بن عمر الجصاص حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بن الصواف حدثنا أحمد بن المغلس الحماني قال سمعت بشر بن الحارث- وقد أخذ بيد عبيد الوراق- وقد قال عبيد حدثنا- فقال: يا عبيد، احذر حدثنا، فإن لحدثنا حلاوة، وقد قلت حدثنا وكتب عنك، فكان ماذا؟.
أخبرني أبو القاسم الأزهرى حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن النّضر الديباجي حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الله أَحْمَد بن عَمْرو بن عثمان المعدّل- بواسط- حدّثنا عبد الله بن أبي سعد حدثنا محمد بن عبد الله بن علوان قال: قلت لبشر بن الحارث: لم لا تحدث؟ قال: أنا أشتهي أحدث، وإذا اشتهيت شيئا تركته .
أخبرنا أبو علي الحسين بن يوسف بن محمّد الإسكاف حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حدثنا إسحاق بن الحسن الحرمي قال سمعت بشر بن الحارث
يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم؟ فقال: أتوب إلى الله من ذهابي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ الزاهد أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز حدثني أبي العباس بن محمد بن حيويه قال ذكر لنا إبراهيم الحربي عن سليمان ابن حرب. قال: مكثت دهرا أشتهي أن أرى بشر بن الحارث فلم يقدر لي- أو كما قال- قال فخرجت يوما من منزلي إلى المسجد، فإذا أنا برجل- أو قال بشيخ- كثير الشعر، طويل الشارب عليه اطمار- أحسبه قال مرقعة- معه جراب، وجهه إلى الحائط، فهو يدخل يده في الجراب فيخرج منه كسرا فيأكل. فقلت له: أنت من الجند؟ قال: لا. قلت: فأنت من خراسان؟ قال: أنا آوي بغداد. قلت فما جاء بك إلى هنا؟ قال: جئت إليك لأسمع منك حديثا حسنا في الموقف، قلت: الاسم؟ قال: وما تصنع باسمي؟ قلت: أشتهي أعرف اسمك، قال: أنا أبو نصر. قلت: الاسم أريد؟
قال: ليس أخبرك باسمي، وإن أخبرتك باسمي لم أسمع منك شيئا، قلت: أخبرني باسمك فإن شئت فاسمع وإن شئت فلا تسمع، قال: أنا بشر بن الحارث. قلت:
الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك- أو كما قال-. قال ووقفت عليه فجعلت أبكي ويبكي ثم جلست بين يديه فتحدثنا ساعة، ثم قلت له: يا أبا نصر أردت أن تدخل بلدا أنا فيه فلا تنزل عندي، قال: ليس لي مقام، إنما كنت بعبادان. فقلت: يا أبا نصر كتبي كلها بين يديك. قال: السلام عليكم، وبكى وبكيت ومضى.
أخبرنا على بن محمّد المعدّل أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن على حدثني محمد بن إبراهيم- هو ابن هاشم- حدثني أبي قال: قال بشر: لو أن رجلا كان عندي في مثال سفيان ومعافى ثم جلس اليوم يحدث ونصب نفسه، لتنقص عندي نقصانا شديدا. قال بشر: إني وإن أذنت للرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس، وإنما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا، ولذة، وما أدري كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه، لأي شيء يحفظه، قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتبا كثيرة قد ذهبت، وأراها توطأ ويرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها وأنا حي صحيح، وما أكره، ترك ذاك خير عندي. وما هو من سلاح الآخرة، ولا من عدد الموت.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا محمّد بن عبد الله الشافعي حدّثنا أحمد بن بشر المرثدى حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: دفنا لبشر بن الحارث ثمانية عشر، ما بين قمطر وقوصرة- يعني حديثا .
أخبرني أبو الفرج الطناجيري حدّثنا أحمد بن منصور النوشرى حدّثنا محمّد بن مخلد حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن السندي بن هارون الخلال قَالَ: سَأَلْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ حَدِيثِ. فقال: اتق الله فإن كنت تريده للدنيا فلا ترده، وإن كنت تريده للآخرة فقد سمعت. قال أبو إبراهيم: الحديث الذي سألته: عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بن عطية قال: «إن الملك ليصعد بعمل معجبا به حتى يقف بين يدي الله فيقول الله له: اجعلوه في سجين، فإنه لم يردني به» .
أخبرنا علي بن محمد المعدّل أخبرنا عثمان بن أحمد حدثنا الحسن بن عمرو قال:
سمعت بشرا يقول: ربما وقع في يدي الشيء أريد أن أخرجه فلا يصح لي- يعني من الحديث- وقال: ليس ينبغي لأحد يحدث حتى يصح له، فمن زعم أنه قد صحح، قلنا: أنت ضعيف. وقال: لا أعلم شيئا أفضل منه إذا أريد به الله- يعني طلب العلم .
أخبرنا الحسين بن على الصيمري حدّثنا على بن الحسن الرازي حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني حَدَّثَنَا أحمد بن أبي خيثمة قَالَ: سمعت أبي يقول- وذكر بشر ابن الحارث- إن كان رجل تأدب بمذهب رجل- يعني سفيان الثوري- ففاقه، لقلت بشر، لولا ما سبق لسفيان الثوري من السن والعلم.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا محمد بن أبي حامد يقول سمعت العباس بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عصام البغدادي يقول سمعت جعفر بن عبد الله البرداني يقول: قال لي يحيى بن أكثم قال لي المأمون: لم يبق أحد في هذه الكور يستحى منه غير هذا الشّيخ- يعنى بشر بن الحارث.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطبي حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر بشر بن الحارث فأراه قال: رأيته
على باب ابن علية، أو رأيته ونحن منصرفون من عند ابن علية. وقال عبد الله: سمعت أبي يقول- وذكر بشر بن الحارث- فقال: إني لأذكر به عامر بن عبد الله- يعني ابن عبد قيس .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبَانٍ الْهِيتِيُّ حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ سمعت أحمد بن محمد يَقُولُ سمعتُ يَحْيَى بْن أكثم يَقُولُ: ما بلغنا عن عامر بن عبد قيس شيء إلا وفي بشر بن الحارث مثله أو أكثر منه، إلا أن يكون كان في قلب عامر شيء لم يكن في قلب بشر مثله.
أخبرنا عبد العزيز بن على الورّاق حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن الهمذاني حدّثنا القاسم بن الحسن بن جرير حدثنا محمد بن أبي عتاب عن محمد بن المثنى قال قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هذا الرجل؟ فقال لي: أي الرجال؟ فقلت له:
بشر، فقال لي: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال، أو عامر بن عبد قيس، ما مثله عندي إلا مثل رجل ركز رمحا في الأرض، ثم قعد منه على السنان، فهل ترك لأحد موضعا يقعد فيه؟.
أخبرني البرقاني، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الزهيري، حدّثنا أبو العبّاس البراني، أخبرني المروذي. قال: لما قِيلَ لأبي عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل: مات بشر بن الحارث. قال: مات رحمه الله، وما له نظير في هذه الأمة، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات ولم يترك شيئا. وهذا قد مات ولم يترك شيئا، ثم قال: لو تزوج كان قد تم أمره .
أخبرني الأزهرى أَخْبَرَنَا عمر بن أَحْمَد بن هارون المقرئ أن أبا الحسن بن دليل حدثه قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قد رأيت رجالات الدنيا، لم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل. وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه علم! قال عمر بن أحمد: إبراهيم رأى الثلاثة ولم يحدث إلا عن أحمد .
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن إبراهيم القزاز، حدّثنا جعفر الخالدي قال:
حدثني أبو حامد أحمد بن خالد الحذاء قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما أخرجت بغداد أتم عقلا، ولا أحفظ للسانه، من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شيء .
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الطوماري قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما رأيت بعيني قط أفضل من بشر بن الحارث- وقد ذكر عنده.
أخبرنا عبد الكريم بن هارون القشيري النيسابوري قال سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول سمعت أبا الفضل العطار يقول سمعت أحمد بن علي الدمشقي يقول، قال لي أبو عبد الله بن الجلاء: رأيت ذا النون- وكانت له العبارة- ورأيت سهلا- وكانت له الإشارة- ورأيت بشر بن الحرث- وكان له الورع- فقيل له: إلى من كنت تميل؟ فقال: بشر بن الحارث أستاذنا.
هكذا قال في هذه الحكاية، وأحمد بن يحيى الجلاء لم ير بشرا ولم يدركه، وإنما أبوه يحيى أدركه وصحبه، فالله أعلم.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحذاء أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الخالق حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر المروذي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عمران الوركاني يقول: تخرق إزار بشر فقالت له أخته: يا أخي قد تخرق إزارك، وهذا البرد، فلو جئت بقطن حتى أغزل؟ قال فكان يجيء بالإستارين والثلاثة قال فقالت له: إن الغزل قد اجتمع أفلا تسلم إزارك إن أردت السرعة؟
فقال لها هاتيه. قال فأخرجته فوزنه وأخرج ألواحه وأخذ يحسب الأساتير، فلما رآها قد زادت فيه قال كما أفسدتيه فخذيه. وقال المروذي سمعت بعض القطانين يقول:
أهدي إلى أستاذ لي رطب، وكان بشر يقيل في دكاننا في الصيف، فقال له أستاذي:
يا أبا نصر هذا من وجه طيب فإن رأيت أن تأكله، قال فجعل يمسه بيده، قال ثم ضرب بيده لحيته وقال: ينبغي أن أستحيي من الله أني عند الناس تارك لهذا وآكله في السر.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار حدثنا عبد الله بن منصور قال سمعت أبا حفص بن أخت بشر بن الحارث يقول: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي أمي: يا بني اطلب لي سفرجلة، قال فجئت بها، قال فأخذها فجعل يشمها، قال ثم وضعها بين يديه، قال فقالت أمي: يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها، قال فما زال يشمها حتى مات وما ذاقها.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَرِ بْن عَلانَ الْوَرَّاقُ أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أحمد بن خالد الخلال قال سمعت بعض أصحابنا يقول: قال بشر بن الحارث: ما أدع الفاكهة زهدا فيها، ولكني أكره أن أعطيها شهوتها.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدّثنا عيسى بن محمّد الطومارى حدثنا أبو صفوان- يعني عبد الرحمن بن حرب السمسار- قال سمعت محمد بن المثنى يقول قال لي عمر بن أخت بشر بن الحارث: دخل علينا بشر بن الحارث يوم أضحى، قال فقالت له أمي: أحسب أن الكلاب قد شبعت من اللحم في هذا اليوم. قال فخرج فلما كان العصر جاءنا ومعه خرقة فيها رطل لحم. فقال لها: اطبخي هذا. قال: قالت أيش أطبخه؟ قال: اطبخيه بماء وملح. قال فطبخت نصفه بماء وملح، واشترت بحبة سلقا وطبخت النصف الآخر به، قال فلما كان المغرب جاء ومعه رغيف وما رأيناه قط أكل عندنا شيئا، قال: فقال لها- أثردي هذا الرغيف في الماء والملح وهاتيه. قال ففعلت وقدمته إليه، قال فجعل يأكل الثريد ويدع اللحم. قال فشالته. فلما كان من الغد جاءنا ومعه رغيف، قال فقال لها إن كان قد بقي من ذلك الماء والملح شيء فأثردي هذا الرغيف فيه وهاتيه، قالت: ما بقي من الماء والملح شيء، ولكن كنت قد اشتريت بحبة سلقا وعملت باقي اللحم، وقد بقي منه شيء، فقال: ولا هذا أيضا لي فيه حاجة. قالت له: ولم؟ قال لأن الماء والملح قلت لك بقي شيء منه فقلت لا وكذبت فيه، وهذا أفسدتيه بسلق لا أدري من أين هو!.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أخبرني أبي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين بْن حميد بْن الربيع حدّثني أبي أخبرني عبد الله بن عبيد البغدادي. قال: كان بشر بن الحارث يخرج كل يوم من منزله فيغلق بابه ويضع مفتاحه عند جار له يقال خشية أن يضيع
منه، فكان يذهب إلى الجبان، فإذا جاء وقت المغرب جاء إلى البقال فسلم وأخذ المفتاح، فكان هذا دأبه، فكان البقال يحدث عنه، قال فجاء يوما وقد عملت باذنجانا بأصباغه، فنظر إليه فعلمت أنه قد اشتهاه، قال فتبعته فقلت له: بأبي أنت هذا الباذنجان تعمله بنية لي من غزل تغزله وأبيعه لها، فخذ منه ما شئت. قال فقال: ارجع حفظك الله، قال فرجعت ومضى. ووقفت أنظر في قفاه، قال فسمعته يقول: هيه افتضحت- يخاطب نفسه- تشتهين الباذنجان بأصباغه، والله لا تذوقينه حتى تفارقي الدنيا. قال: ومضى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ بن جعفر العطّار حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدّثنا على بن أحمد بن النّضر حدثنا الحسن بْن عفان قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث يقول: إني لأشتهي شواء من أربعين سنة ما صفا لي درهمه!.
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن نصر الذارع قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق يقول: سئل بشر بن الحارث عن القناعة فقال: لو لم يكن في القناعة شيء إلا التمتع بعز الغناء لكان ذلك يجزى، ثم أنشأ يقول:
أفادتني القناعة أي عز ... ولا عز أعز من القناعة
فخذ منها لنفسك رأس مال ... وصير بعدها التقوى بضاعة
تحز حالين تغنى عن بخيل ... وتسعد في الجنان بصبر ساعة
ثم قال: مروءة القناعة، أشرف من مروءة البذل والعطاء.
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مالك، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي، حدثني أبو عبد الله الأسدي.
قال: قال لي بشر بن الحارث يوما:
قطع الليالي مع الأيام في خلق ... والنوم تحت رواق الهم والقلق
أحرى وأعذر لي من أن يقال غدا ... إني التمست الغنى من كف مختلق
قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى ... ليس الغنى كثرة الأموال والورق
رضيت بالله في عسري وفي يسري ... فلست أسلك إلا أوضح الطّرق
أَخْبَرَنَا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلى حدّثني على بن خليد الدّمشقيّ حدثني أحمد بن مسكين قال: خرجت في طلب بشر بن الحارث من باب حرب فإذا به جالس وحده، فأقبلت نحوه، فلما رآني مقبلا خط بيده على الجدار وولى، فأتيت موضعه فإذا هو قد خط بيده:
الحمد لله لا شريك له ... في صبحه دائما وفي غلسه
لم يبق لي مؤنس فيؤنسني ... إلا أنيس أخاف من أنسه
فاعتزل الناس يا أخي ولا ... تركن إلى من تخاف من دنسه
أخبرنا أبو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الصلت الأهوازي حدّثنا محمّد ابن مخلد العطّار حدّثنا موسى- يعنى ابن هارون الطوسي- حدّثنا محمّد- هو ابن نعيم بن الهيضم- قال سمعت بشرا يقول:
ذهب الرجال المرتجى لفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور
أخبرني عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرزاز حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ حدثني محمد بن يحيى- بدمشق ويعرف بحامل كفنه- قال سمعت أيوب العطار يقول: انصرفت مع بشر بن الحارث يوم الجمعة من مسجد الجامع، فمررنا في درب أبي الليث، وإذا صبيان يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشرا قالوا: بشر بشر.
واستلبوا الجوز فمروا يحضرون ، فوقف بشر ثم قال لي: أي قلب يقوى على هذا؟ إن هذا الدرب لا مررت فيه حتى ألقى الله عَزَّ وَجَلَّ!.
قال: وسمعت يوسف الجوهري يقول: سمعت عَبَّاس بْن عبد العظيم العنبري.
قال: كنا عند أحمد بن حنبل فذاكره إنسان بحديث رواه عيسى بن يونس، فقال أحمد: ما روى عيسى بن يونس هذا الحديث، ثم قال: أستغفر الله ما أدري إن صحت رواية عيسى بن يونس لهذا الحديث، ثم قال أستغفر الله فما يوجد إلا عند بشر بن الحارث. قال عباس فقلت أنا: ما أجد سبيلا إلى وصلة بشر إلا بهذا الحديث فجئت فسلمت عليه، وحكيت القصة وما قال أحمد، قال فجعل يقول: ألبسني العافية، ألبسني العافية، إن هذا لبلاء وفتنة، يذكر حديث فيقال لا يصح إلا عند رجل! قال أقول أنا في نفسي: كم بين الرجلين؟!.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بن أحمد الحميدي الشّيرازيّ أخبرنا عمر بن الفياض أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قال حدّثنا عمى حدثنا عبيد الله الوراق قال خرجت يوم جمعة مع بشر- يعني ابن الحارث- إذ دخل المسجد وعليه فرو يتقطع، فرده العون، فذهبت لأكلمه فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعر، فقلت له: يا أبا نصر لم لم تدعني أكلمه؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصواف، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أبو حفص عمر ابن أخت بشر بن الحارث قال: حدثتني أمي، قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشرا، فخرج إليه، فقال له: حاجتك عافاك الله؟ فقال له: أنت بشر؟
فقال: نعم. [قال:] حاجتك؟ فقال: إني رأيت رب العزة تعالى في المنام وهو يقول لي: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري فيما قد بثثت لك- أو نشرت لك- في الناس. فقال له: أنت رأيت هذا؟! فقال:
نعم، رأيته ليلتين متواليتين. فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل وولى وجهه إلى القبلة، وجعل يبكي ويضطرب ويقول: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا، ونوهت باسمي، ورفعتني فوق قدري على أن تفضحني في القيامة، الآن فعجل عقوبتي، وخذ مني بقدر ما يقوى عليه بدني .
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان ومخلد بن جعفر. قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن غزوان البراثي. قال: آخر ما سمعت من كلام بشر بن الحارث أرجف الناس بموته بباب الطاق في يوم مطير، فجئت في المطر والطين حتى بلغت بابه، فإذا على بابه ثلاثة نفر، شيخ منهم يقول: إنما جئنا نعودك يا أبا نصر. فقال لهم- وهو يبكي- لا حاجة لي في عيادتكم، اذهبوا عني قد آذيتموني، وهو يبكي، وقال: قال فضيل بن عياض: أشتهي أن أمرض بلا عواد.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا إسماعيل بن على الخطى حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: قلت لأبي يوم مات بشر بن الحارث: مات بشر! فقال:
رحمه الله لقد كان في ذكره أنس- أوفيه أنس- ثم لبس رداءه وخرج، وخرجت معه، فشهد جنازته .
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: مات بشر سنة سبع وعشرين قبل المعتصم بستة أيام .
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدّثنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن النضر. قَالَ: ومات بشر بن الحارث سنة سبع وعشرين.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قَالَ: سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث ببغداد في شهر ربيع الأول.
أخبرني الحسن بن أبي بكر أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم الجوري- في كتابه إلينا- أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي قَالَ حَدَّثَنِي أبو حسان الزيادي قَالَ سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات بشر بن الحارث الزاهد، ويكنى أبا نصر عشية الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول، وقد بلغ من السن خمسا وسبعين سنة، وحشر الناس لجنازته.
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدّثنا محمّد بن يوسف حدّثنا يعقوب الرّقي حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد النحوي- بالرملة- قال: سمعت الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي يقول: سمعت أَحْمَد بْن زهير يقول: سمعت يحيى بن عبد الحميد الحماني يقول: رأيت أبا نصر التّمّار وعلي بن المديني في جنازة بشر بن الحارث يصيحان في الجنازة: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة، وذلك أن بشر ابن الحارث أخرجت جنازته بعد صلاة الصبح، ولم يحصل في القبر إلا في الليل، وكان نهارا صائفا، والنهار فيه طول، ولم يستقر في القبر إلى العتمة .
أخبرني الأزهري حدّثنا أحمد بن منصور الورّاق حدّثنا محمّد بن مخلد حدثني أبو حفص عمر بن سليمان المؤدب حدثني أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث قال:
كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان يكون فيه غير مرة، سمعت الجن تنوح عليه .
أخبرني الحسن بن أبي طالب حدّثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا أحمد بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت حجاج بن الشاعر يقول لسليمان اللؤلؤي: رؤى بشر ابن الحارث في النوم فقيل له: ما فعل الله بك يا أبا نصر؟ قال: غفر لي وقال يا بشر ما عبدتني على قدر ما نوهت باسمك.
أَخْبَرَنَا أبو حازم عمر بن أَحْمَد بْنُ إبراهيم العبدوي الحافظ- بنيسابور- أخبرني محمد بن عبد الله بن شاذان- بهراة- قال سمعت حمزة بن محمد بن إبراهيم يقول: سمعت الحسن بن مروان يقول: رأيت بشر بن الحارث في المنام فقلت: يا أبا نصر، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي وغفر لكل من تبع جنازتي، قال قلت: ففيم العمل؟ قال: افتقد الكسرة.
أخبرني الحسن بن على التّميميّ أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الواعظ حدثنا أبو شجاع المروذي- أو غيره الشك من أبي حفص- قال: حدثنا القاسم بن منبه. قال:
رأيت بشر بن الحارث فِي النوم فقلتُ: ما فعل الله بك يا بشر؟ قال: قد غفر لي، وقال لي: يا بشر، قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك. فقلت: يا رب ولكل من أحبني. قال: ولكل من أحبك إلى يوم القيامة .
بشر بن الحارث بن عبد الرحمن
ابن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله، أبو نصر المروزي، الزاهد، المعروف بالحافي، أحد أولياء الله الصالحين، والعباد السائحين.
قدم الشام، واجتاز بجبل لبنان.
قال بشر بن الحارث: سمعت العوفي يذكر عن الزهري، عن أنسٍ قال: اتخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتماً فلبسه ثم ألقاه.
وحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بسنده، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثٌ لا تفطر الصائم: الحجامة، والاحتلام، والقيء ".
وكان بشرٌ ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد.
وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول.
وسمع جماعة، وكان كثير الحديث إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية؛ وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك؛ وكل ما سمع منه فإنه على طريق المذاكرة.
كان أبو نصر بشر بن الحارث ابن أخت علي بن خشرم كبير الشأن؛ وكان سبب توبته أنه أصاب في الطريق كاغذةً مكتوباً عليها اسم الله وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدرهم كان معه غالية، فطيب بها الكاغذة وجعلها في شق حائط، فرأى فيما يرى النائم كأن قائلاً قال له، يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة.
قال أيوب العطار: كنت خارجاً من باب حرب فلقيني بشر بن الحارث وقال: يا أيوب انظر إلى جميل ما ينشر وقبيح ما يستر، كنت اليوم خارجاً من باب حرب فلقيني رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: هذا بشر الذي يصلي كل ليلة ألف ركعة، ويواصل في كل ثلاثة أيام
والله يا أيوب ما صليت ألف ركعة مكاناً واحداً، ولا واصلت ثلاثاً قط، إلا أني أحدثك عن بدء أمري.
قلت: نعم، فقال: دعاني رجل من أهل الربض؛ فبينما أنا أمضي إليه رأيت قرطاساً على وجه الأرض، فيه اسم الله تعالى؛ فأخذته ونزلت إلى النهر، فغسلته وكنت لا أملك من الدنيا إلا درهماً فيه خمسة دوانيق، فاشتريت بأربعة دوانيق مسكاً وبدانقٍ ماء ورد؛ وجعلت أتتبع اسم الله تعالى فأطيبه.
ثم رجعت إلى منزلي فنمت؛ فأتاني آتٍ في منامي فقال لي: يا بشر، كما طيبت اسمي لأطيبن ذكرك، وكما طهرته لأطهرن قلبك.
قال بشر بن الحارث: أتيت باب المعافى بن عمران، فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت بشر الحافي.
فقالت لي بنيةٌ من داخل الدار: لو اشتريت نعلاً بدانقين لذهب عنك اسم الحافي.
قال أبو الحسن للحسن بن عمرو: سمعت بشراً وجاء إليه أصحاب الحديث يوماً وأنا حاضر، فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد أظهرتموه؟ قالوا: يا أبا نصر، نطلب هذه العلوم، لعل الله ينفع بها يوماً.
قال: علمتم أنه يجب عليكم فيها زكاة كما يجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم: خمسة دراهم؛ فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث؛ وإلا فانظروا أيش يكون عليكم هذا غداً.
قال البيهقي: لعله أراد من الأحاديث التي وردت في الترغيب في النوافل؛ وأما في الواجبات فيجب العمل بجميعها.
حدث قاسم بن إسماعيل بن علي قال: كنا بباب بشر بن الحارث، فخرج إلينا فقلنا: يا أبا نصر، تحدثنا؟ فقال: أتؤدون زكاة الحديث؟ قال: قلنا: يا أبا نصر وللحديث زكاة؟ قال: نعم، إذا سمعتم عملاً أو صلاة أو تسبيحاً استعملوه.
قال محمد بن المثنى البزاز: قلت لبشر بن الحارث: تذكر بكورنا إلى فلان وفلان المحدث؟ شكره الله لك؛ قال: لا بل غفره الله لي.
قال بشر:
لو أن رجلاً كان عندي في مثال سفيان ومعافى، ثم جلس اليوم يحدث، ونصب نفسه لانتقص عندي نقصاناً شديداً.
قال بشر: إني وإن أدنيت الرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيراً من كان من الناس؛ وإنما الحديث اليوم طرف من طلب الدنيا وكده؛ وما أدري كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه، لأي شيء يحفظه! قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتباً كثيرة قد ذهبت وأراها تطوى فيرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها كلها، وأنا حيٌ صحيح، وما أكره ترك ذلك من خيرٍ عندي، وما هو من سلاح الآخرة ولا من عدد الموت.
قيل لبشر بن الحارث: يقولون إنك لا تحفظ الحديث! فقال: أنا أحفظ حديثاً واحداً إذا عملت به فقد حفظت الحديث؛ قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
حتى أفعل هذا وأحفظ الحديث.
قال أيوب العطار: سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد، ثم قال: أستغفر الله أن أذكر الإسناد، في القلب خيلاء.
قال محمد بن المثنى السمسار: كنا عند بشر بن الحارث وعنده العباس بن عبد العظيم العنبري - وكان من سادات المسلمين - فقال له: يا أبا نصر، أنت رجل قد قرأت القرآن، وكتبت الحديث، فلم لا تتعلم من العربية ما تعرف به اللحن حتى لا تلحن؟ قال: ومن يعلمني يا أبا الفضل؟ قال: أنا يا أبا نصر، قال: فافعل، قال: قل ضرب زيدٌ عمراً، قال فقال له بشر: يا أخي ولم ضربه؟ قال: يا أبا نصر ما ضربه وإنما هذا أصل وضع، فقال بشر: هذا أوله كذب، لا حاجة لي فيه.
قال عمار: رأيت الخضر عليه السلام فسألته عن بشر بن الحارث؟ فقال: مات يوم مات، وليس على ظهر الأرض أتقى لله منه.
قال بلال الخواص: كنت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجلٌ يماشيني، فتعجبت! ثم ألهمت أنه الخضر، فقلت له: بحق الحق من أنت؟ فقال: أخوك الخضر، فقلت له: أريد أن أسألك، فقال: سل، فقلت: ما تقول في الشافعي رحمه الله؟ قال: هو من الأوتاد.
فقلت: ما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: رجل صديق قلت: فما تقول في بشر بن الحارث؟ فقال: لم يخلف بعده مثله.
فقلت: بأي وسيلة رأيتك؟ فقال: ببرك بأمك.
سأل إنسانٌ أبا خيثمة عن الرجل إذا دخل المسجد الجامع يوم الجمعة، كم يصلي؟ قال: هذا بشر بن الحارث، بلغني أنه إذا دخل المسجد الجامع صلى ركعتين ثم لم يزد عليهما حتى يصلي الجمعة وينصرف.
قال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً ولا أحفظ للسانٍ من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة عقل، ووطئ الناس عقبه خمسين سنةً ما عرف له عيبةٌ لمسلم؛ لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شيء.
قال بشر الحافي: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقال لي: " يا بشر، تدري لم رفعك الله من بين أقرانك؟ " قلت: لا يا رسول الله قال: " باتباعك لسنتي وخدمتك للصالحين، ونصيحتك لإخوانك، ومحبتك لأصحابي وأهل بيتي، هو الذي بلغك منازل الأبرار ".
قال بشر بن الحارث: ما أنا بشيءٍ من عملي أوثق مني بحب أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان يقول: لو أن الروم سبت من المسلمين كذا وكذا ألفاً، ثم فداهم رجلٌ كان في قلبه سوءٌ لأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لم ينفعه ذلك.
سئل أحمد بن حنبل عن مسألة في الورع؟ فقال: أنا، أستغفر الله، لا يحل لي أن أتكلم في الورع، أنا آكل من غلة بغداد، لو كان بشر بن الحارث، صلح أن يجيبك عنه، فإنه كان لا يأكل من غلة بغداد، ولا من طعام السواد، يصلح أن يتكلم في الورع.
كان بشر يقول: إن الجوع يصفي الفؤاد، ويميت الهوى، ويورث العلم الدقيق.
وكان يقول: طوبى لمن ترك شهوةً حاضرةً لموعد غائب لم يره.
قال بشر بن الحارث: ما تركت الشهوات منذ أربعين سنة إلا أنه لا يصفو لي درهمٌ حلال.
قال أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي أمي: يا بني اطلب لي سفرجلة.
قال: فجئت بها، فأخذها، فجعل يشمها، قال: ثم وضعها بين يديه.
فقالت أمي: يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها! قال: فما زال يشمها حتى مات، وما ذاقها.
قال عبد الوهاب: ما رأيت أحداً أقدر على ترك شهوةٍ من بشر الحافي.
وقال عبد الله الرضواني: ما رأيت أحداً من الزهاد إلا وهو يذم الدنيا ويأخذ منها، غير بشر بن الحارث، فإنه كان يذمها ويفر منها.
قال أحمد بن المغلس: سمعت أبا نصر بشراً وقد قال له رجل: يا أبا نصر ما أشد حب الناس لك! فغلظ ذلك عليه، ثم قال: ولك عافاك الله، قال: وكيف؟ قال: دع لهم ما في أيديهم.
فذكرت لأبي نصر فقلت: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، حدثنا مالك عن
نافع، عن ابن عمر قال: أتى رجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، دلني على عملٍ إذا أنا عملته أحبني الله من السماء، وأحبني الناس من الأرض؟ قال: فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ".
فرأيت أبا نصرٍ قد فرح به، إذ وافق قوله سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كان بشر بن الحارث يقول: ينبغي لنا أن لا نحب هذه الدار، لأنها دارٌ يعصى الله فيها، ووالله لو لم يكن منا إلا أنا أحببنا شيئاً أبغضه الله عز وجل لكفانا.
وكان يقول: ما عرف الخلق أفضل من شيئين: الله والدنيا؛ فإنهم إذا عرفوا الله اجتهدوا في طاعته، وإذا عرفوا الدنيا اجتهدوا في تركها.
قال علي بن عثام: أقام بشر بن الحارث بعبادان عشر سنين يشرب من البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين حتى أضر بجوفه؛ فرجع إلى أخته، وأخذه وجعٌ لا يقوم به إلا أخته.
وهو يتخذ المغازل فيبيعه، وذلك كسبه.
قال محمد بن يوسف الجوهري: كنت أمشي مع بشر بن الحارث في يومٍ صائف، منصرفاً من الجمعة، فاجتزنا بسور دار إسحاق بن إبراهيم، وله فيءٌ، فجعلت أزحم بشراً إلى الفيء وهو يمشي في الشمس، فقلت: لأسألنه، أيش الورع أن يمشي إنسانٌ في الشمس فيضر بنفسه، فقلت: يا أبا نصر أنا أضطرك إلى الفيء وأنت تمشي في الشمس!؟ فقال مجيباً لي: هذا فيء سوء.
كان بشر لا ينام الليل، تراه بالنهار كأنه مهوس.
فقيل له في ذلك، فقال: أكره أن يأتيني أمر الله وأنا نائم.
قال أبو علي الدقاق: مر بشرٌ ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كله، ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيامٍ مرة.
فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: لا أذكر أني سهرت ليلةً كاملة، ولا أني صمت يوماً ثم لم أفطر من ليلته، ولكن الله سبحانه يلقي في القلوب أكثر مما يفعله العبد، لطفاً منه سبحانه وكرماً.
ثم ذكر ابتداء أمره كيف كان، كما ذكرناه.
قالت زبدة أخت بشر: دخل علي بشرٌ ليلةً من الليالي، فوضع إحدى رجليه داخل الدار، والأخرى خارجها وبقي كذلك يتفكر حتى أصبح، فلما أصبح وتهيأ للطهارة سألته وقلت: أقسمت عليك فبماذا تفكرت طول ليلتك؟ قال: تفكرت في بشر النصراني، وبشر اليهودي، وبشر المجوسي، ونفسي واسمي بشر؛ فقلت: ما الذي سبق منك إليه حتى خصك؟ فتفكرت في تفضله علي، ومنته علي في أن جعلني من خاصته، وألبسني لباس أحبائه.
وقيل لبشر: لما لا تصلي في الصف الأول؟ فقال: أنا أعلم أيش يريد، يريد قرب القلوب لا قرب الأجسام.
قال بشر بن الحارث: أشتهي منذ أربعين، أن أضع يداً على يد في الصلاة ما يمنعني من ذلك إلا أن أكون قد أظهرت من الخشوع ما ليس في قلبي مثله.
قال أيوب العطار: انصرفت مع بشر بن الحارث يوم الجمعة من مسجد الجامع، فمررنا في درب أبي الليث، وإذا صبيانٌ يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشر بن الحارث قالوا: بشر بشر، واستلبوا الجوز ومروا يحضرون، فوقف بشرٌ ثم قال لي: أي قلبٍ يقوى على هذا!؟ إن هذا لدربٌ لا مررت فيه حتى ألقى الله عز وجل.
قال محمد بن قدامة: لقي بشراً الحافي رجلٌ سكران، فجعل يقبله ويقول: يا سيدي يا أبا نصر، ولا يدفعه بشرٌ عن نفسه، فلما ولى تغرغرت عينا بشرٍ وقال: رجلٌ أحب رجلاً على خيرٍ توهمه، لعل المحب قد نجا والمحبوب لا يدري ما حاله.
وكان بشر يقول: إذا أحب الله عز وجل أن يتحف العبد، سلط عليه من يؤذيه.
وكان يقول: لا خير فيمن لا يؤذى.
وكان يقول: الصبر الجميل الذي لا يشكو فيه إلى الناس.
وكان يقول: من لم يحتمل الغم والأذى لم يدخل فيما يحب.
قال عبيد الله الوراق:
خرجت يوم جمعةٍ مع بشر بن الحارث إذ دخل المسجد وعليه فروٌ مقطع فرده العون، فذهبت لأكلمه، فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعراء فقلت له: يا أبا نصر لمَ لم تدعني أكلمه؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان، حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
قال محمد بن المثنى: انصرفت مع بشر بن الحارث في يوم أضحى من المصلى، فلقي خالد بن خداش المحدث، فسلم عليه، فقصر بشرٌ في السلام، فقال خالد: بيني وبينك مودة من أكثر من ستين سنة، ما تغيرت عليك، فما هذا التغير؟ فقال بشر: ما هاهنا تغيرٌ ولا تقصير، ولكن هذا يومٌ يستحب فيه الهدايا، وما عندي من عرض الدنيا شيءٌ أهدي لك، وقد روي في الحديث: أن المسلمين إذا التقيا كان أكثرهما ثواباً أبشهما بصاحبه.
فتركتك لتكون أفضل ثواباً.
كان ببغداد رجلٌ من التجار، وكان كثيراً ما يقع في الصوفية، قال: فرئي
بعد ذلك وقد صحبهم وأنفق عليهم جميع ما ملك.
فقيل له: أليس كنت تبغضهم؟! فقال: ليس الأمر على ما توهمت، وإني صليت الجمعة يوماً وخرجت، فرأيت بشر بن الحارث خرج من المسجد مسرعاً، فقلت في نفسي: انظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد، ليس يستقر في المسجد! قال: فتركت حاجتي فقلت: أنظر إلى أين يذهب؟ قال: فتبعته، فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهمٍ خبز الماء.
قال: فقلت: انظر إلى الرجل يشتهي خبز الماء! ثم تقدم إلى الشواء فأعطاه درهماً وأخذ الشواء. قال: فزادني عليه غيظاً! ثم تقدم إلى الحلاوي فاشترى فالوذجاً بدرهم.
فقلت في نفسي: والله لأنغصن عليه حين يجلس ويأكل؛ ثم خرج إلى الصحراء، وأنا أقول: يريد الخضرة والماء.
قال: فما زال يمشي إلى العصر وأنا خلفه، قالب: فدخل قرية، وفي القرية مسجد، وفيه رجلٌ مريض، قال: فجلس عند رأسه، وجعل يلقمه، قال: فقمت لأنظر إلى القرية، فبقيت ساعةً ثم رجعت فقلت للعليل: أين بشر؟ قال: ذهب إلى بغداد، قال: فقلت: وكم بيني وبين بغداد؟ فقال: أربعون فرسخاً، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أيش عملت بنفسي! وليس معي ما أكتري ولا أقدر على المشي، قال: اجلس حتى يرجع، قال: فجلست إلى الجمعة القابلة؛ قال: فجاء بشر في ذلك الوقت ومعه شيءٌ يأكل المريض، فلما فرغ قال له: يا أبا نصر هذا رجلٌ صحبك من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة، فرده إلى موضعه.
قال: فنظر إلى كالمغضب وقال: لم صحبتني؟ قال: فقلت: أخطأت.
قال: قم فامش.
قال: فمشيت إلى قرب المغرب.
قال: فلما قربنا قال لي: أين محلتك من بغداد؟ قلت: في موضع كذا، قال: اذهب ولا تعد.
قال: فتبت إلى الله وصحبتهم وأنا على ذلك.
وكان بشر يقول: من أحب العز في الدنيا والشرف في الآخرة، فليكن فيه ثلاث خصال: لا يسأل أحداً شيئاً، ولا يذكر أحداً بسوء، ولا يجيب أحداً إلى طعامه.
وكان بشرٌ يقول: لو لم يكن في القنوع إلا التمتع بالعز كفى صاحبه.
قال رجلٌ لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، لا أدري بأي شيء آكل خبزي؟ قال: إذا أردت أن تأكل خبزك فاذكر العافية فاجعلها أدمك.
قال بشر: كلما اشتهى رجلٌ لقاء رجل ذهب إليه.
هذه فتنة، ولذةٌ يتلذذون بلقاء بعضهم بعضاً.
ينبغي للإنسان أن يقبل على نفسه وعلى القرآن.
وقال بشر: إذا عرفت في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لزمه، واشتهى ذلك فهو يحب الشهرة.
قال محمد بن نعيم بن الهيصم: دخلت على بشر في علته فقلت: عظني، فقال: إن في هذه الدار نملةً تجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء؛ فلما كان يومٌ أخذت حبةً في فمها، فجاء عصفورٌ فأخذها والحبة؛ فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت.
قلت له: زدني، قال: ما تقول في من القبر مسكنه، والصراط جوازه، والقيامة موقفه، والله مسائله، فلا يعلم إلى جنةٍ يصير فيهنى، أو إلى نارٍ فيعزى، فوا طول حزناه! وواعظم مصيبتاه! زاد البكاء فلا عزاء، واشتد الخوف فلا أمن.
قال: وقال لي بشرٌ مراراً كثيرة: انظر خبزك من أين هو؟ وانظر إلى مسكنك الذي تتقلب فيه كيف هو؟ وأقل من معرفة الناس، ولا تحب أن تحمد، ولا تحب الثناء.
كان بشر يقول: لا تكاد تضع يدك إلا على مراءٍ؛ إما مراءٍ بدين، وإما مراءٍ بدنيا، وهما جميعاً شر شيء، فانظر أشد الناس توقياً، وأعفهم وأطيبهم مكسباً فجالسه، ولا تجالس من لا يعينك على آخرتك.
وقف بشر على أصحاب الفاكهة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: يا أبا نصر لعلك تشتهي من هذا شيئاً؟ قال: لا ولكن نظرت في هذا إذا كان يطعم هذا من يعصيه، فكيف من يطيعه!.
قال بشر الحافي لرجل: احذر أن تمر في حاجتك، فيأخذك وأنت لا تدري.
كان بشر الحافي يقول: أما تستحي أن تطلب الدنيا ممن يطلب الدنيا، اطلبها ممن بيديه الدنيا.
قال الحسن الحناط: كنت عند بشر الحافي، فجاءه نفر فسلموا عليه فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن من الشام جئنا نسلم عليك ونريد الحج، فقال: شكر الله لكم.
فقالوا: تخرج معنا؟ فقال: بثلاث شرائط: لا نحمل معنا شيئاً؛ ولا نسأل أحداً شيئاً؛ وإن أعطانا أحدٌ لا نقبل.
قالوا: أما أن لا نحمل فنعم؛ وأما أن لا نسأل فنعم؛ وأما أن لا نقبل إن أعطينا؛ فهذا لا نستطيع.
فقال: خرجتم متوكلين على زاد الحجيج! ثم قال: يا حسن! الفقراء ثلاثة: فقيرٌ لا يسأل، وإن أعطي لا يأخذ، فذلك من جملة الروحانيين.
وفقيرٌ لا يسأل، وإن أعطي قبل، فذلك ممن يوضع له موائد في حظائر القدس.
وفقير يسأل، وإن أعطي قبل قدر الكفاية، فكفارته صدقه.
وكان بشر يقول: الحلال لا يحتمل السرف.
وكان يقول: الأخذ من الناس مذلة.
وكان يقول: ليس هذا زمان اتخاذ الإخوان، إنما هو زمان خمول، ولزوم البيوت.
وكان يقول: لا يجد من يحب الدنيا حلاوة العبادة.
وكان يقول: يأتي على الناس زمانٌ لا تقر فيه عين حكيم.
ويأتي على الناس زمانٌ تكون الدولة فيه للحمقى على الأكياس.
وقيل لبشر: بالله يا أبا نصر، أيهما أحلى الدنانير أو الدراهم؟ قال: الطاعة والله أحلى منهما جميعاً.
قال يحيى بن المختار: سمعت بشراً يقول: ما ظنكم بقومٍ وقفوا بين يدي الله عز وجل مقدار خمسين ألف عام لم يأكلوا ولم
يشربوا حتى قحلت أجوافهم من الجوع وانقطعت أكبادهم من العطش، واندقت أعناقهم من التطاول، ورجوا الفرج، أمر بهم إلى النار!.
وقال بشر: سكون النفس إلى قبول المدح أشد عليها من المعاصي.
وكان بشر يقول: العداوة في القرابة، والحسد في الجيران، والمنفعة في الإخوان.
وقيل لبشر: العبادة لا تصلح إلا بالصيام، فقال: قد يصوم البر والفاجر، فإن كنت صائماً فاجتنب كثرة الكلام والغيبة، وأطب مطعمك لعله أن يسلم لك صومك، وإلا فاستخر الله وكل.
نظر بشر الحافي إلى حدثٍ جميل فقال: إن الذي قدر على زينتك، قادر على صرف القلوب عنك.
قال أحمد بن الفتح: قال لي بشر: يا أحمد، إن قوماً غرهم ستر الله عز وجل، وفتنهم حسن ثناء الناس عليهم، فلا يغلبنّ جهل غيرك بك على علمك بنفسك أعاذنا الله عز وجل وإياك من الاغترار بالستر، والاتكال على حسن الذكر.
كان بشر يقول: النظر إلى الأحمق سخنة عين، والنظر إلى البخيل يقسي القلب.
وكان يقول: صاحب زيغ سخي أخف على قلبي من عابدٍ بخيل.
وكان يقول: بقاء البخلاء كربٌ على قلوب المؤمنين.
وكان يقول: البخيل لا غيبة له، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنك
لبخيل ".
ومدحت امرأةٌ عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: صوامةٌ قوامة إلا أن فيها بخلاً.
قال: " فما خيرها إذاً ".
قال بشر: أي ليس فيها خير.
قال العباس بن يوسف: أنشدني بشر بن الحارث: " من السريع "
برمت بالناس وأخلاقهم ... فصرت أستأنس بالوحده
هذا لعمري فعل أهل التقى ... وفعل من يطلب ما عنده
قد عرف الله فذاك الذي ... آنسه الله به وحده
وكان بشرٌ يقول: حسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن أقواماً أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.
وكان يقول: ليس شيءٌ من أعمال البر أحب إلي من السخاء، ولا أبغض إلي من الضيق وسوء الخلق.
وأنشد بشر: " من السريع "
أقسم بالله لرضخ النوى ... وشرب ماء القلب المالحه
أعز للإنسان من فقره ... ومن سؤال الأوجه الكالحه
فاستشعر اليأس تكن ذا غنى ... وترجعن بالصفقة الرابحه
فاليأس عزٌ والتقى سؤددٌ ... وشهوة النفس لها فاضحه
من كانت الدنيا به برةً ... فإنها يوماً له ذابحه
وأنشد بشر في القناعة: " من الوافر "
أفادتني القناعة أي عزٍ ... ولا عزاً أعز من القناعه
فخذ منها لنف مالٍ ... وصير بعدها التقوى بضاعه
تحز حالين: تغنى عن بخيلٍ ... وتسعد في الجنان بصبر ساعه
قال أبو عاصم المتطبب: سمعت بشر بن الحارث يتمثل بهذين البيتين - وهما لمحمود الوراق - فعجبنا منه كيف بلغه هذان البيتان: " من مجزوء الرمل "
مكرم الدنيا مهانٌ ... مستذلٌ في القيامه
والذي هانت عليه ... فله ثم كرامه
قال أبو عبد الرحمن الزاهد رفيق بشر بن الحارث: رأى صاحبٌ لنا رب العزة في النوم قبل موت بشرٍ بقليل فقال: " قل لبشر بن الحارث: لو سجدت لي على الجمر ما كنت تكافئني بما نوهت اسمك في الناس ".
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مات بشر سنة سبع وعشرين ومائتين قبل المعتصم بستة أيام، وقد بلغ من السن خمساً وسبعين سنة، وحشر الناس بجنازته، ورئي أبو نصر التمار، وعلي بن المديني في جنازته، وهما يصيحان: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة.
وذلك أن بشراً خرجت جنازته بعد صلاة الصبح، وكان نهاراً صيفاً، والنهار فيه طول، ولم يستقر في القبر إلى العتمة.
وقال أبو حفص ابن أخت بشر: كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان فيه غير مرة، سمعت الجن تنوح عليه.
وقال خشنام ابن أخت بشر: رأيت خالي بشراً في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وجعل يذكر ما فعل الله من الكرامة.
فقلت له: قال لك شيئاً؟ فقال: نعم فقلت له:
ما قال لك؟ قال: قال لي: " يا بشر ما استحييت مني، تخاف ذلك الخوف على نفسٍ هي لي!.
قال الحسين بن إسماعيل المحاملي رأيت القاساني في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ فأوحى إلي أنه نجا بعد مدة.
قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: غفر الله له.
قلت: فبشر الحافي؟ قال ذاك تحيه الكرامة من الله في كل يوم مرتين.
قال عاصم: رأيت في المنام كأني قد دخلت درب هشام، فلقيني بشر بن الحارث، فقلت: من أين يا أبا نصر؟ قال: من عليين، قلت: ما فعل أحمد بن حنبل؟ قال: تركت الساعة أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الوراق بين يدي الله عز وجل، يأكلان ويشربان ويتنعمان.
قلت: فأنت؟ قال: علم الله عز وجل قلت رغبتي في الطعام، فأباحني النظر إليه.
قال أحمد بن الفتح: رأيت أبا نصر بشر بن الحارث في منامي وهو قاعدٌ في بستان، وبين يديه مائدة وهو يأكل منها، فقلت له: يا أبا نصر ما فعل الله بك؟ قال: رحمني وغفر لي، وأباحني الجنة بأسرها وقال لي: " كل من جميع ثمارها واشرب من أنهارها، وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا ".
فقلت له: زادك يا أبا نصر، فأين أخوك أحمد بن حنبل؟ فقال: هو قائمٌ على باب الجنة، يشفع لأهل السنة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق، فقلت: ما فعل معروف الكرخي؟ فحرك رأسه ثم قال لي: هيهات هيهات، حالت بيننا وبينه الحجب، إن معروفاً لم يعبد الله شوقاً إلى جنته، ولا خوفاً من ناره، وإنما عبده شوقاً إليه، فرفعه الله إلى الرقيع الأعلى، ورفع الحجب بينه وبينه ذلك الترياق المقدسي المجرب.
فمن كانت له إلى الله حاجة، فليأت وليدع، فإنه يستجاب له إن شاء الله.
قال الحسين بن مروان: رأيت بشراً في النوم فقلت: يا أبا نصر، ما فعل الله بك؟ فقال: غفر الله لي، وغفر لمن تبع جنازتي، قال: فقلت: ففيم العمل؟ فأخرج كسرةً ثم قال: انظر في هذه الكسرة.
وقال القاسم بن منبه: رأيت بشراً في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وقال لي: " يا بشر قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك "، فقلت: يا رب ولكل من أحبني؟ فقال: " ولكل من أحبك إلى يوم القيامة ".
قال إسحاق بن محمد: لما مات بشر بن الحارث رآه بعض العلماء واقفاً بين يدي الله عز وجل، فق الله: " يا بشر قد غفرت لك ولجميع من حضر جنازتك، ولسبعين ألفاً ممن سمعوا بموتك ".
قال أبو العباس القرشي:
أتيت أبا نصر التمار بعد موت بشر بن الحارث بأيامٍ نعزيه، فقال لنا أبو نصر: رأيته البارحة في النوم في أحسن هيئة، فقلت له: ما صنع بك ربك؟ قال: قد استحييت من ربي من كثرة ما أعطاني من الخير، وكان فيما أعطاني أن غفر لمن تبع جنازتي.
قال أحمد بن الدورقي: مات جارٌ لي، فرأيته في الليل وعليه حلتان قد كسي، فقلت: أيش قصتك ما هذا؟ قال: دفن في مقبرتنا بشر بن الحارث، فكسي أهل المقبرة حلتين حلتين.
قال مؤذن بشر بن الحارث: رأيت بشراً في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: ما فعل بأحمد بن حنبل؟ فقال: غفر له، فقلت: ما فعل بأبي نصر التمار؟ قال: هيهات، ذلك في عليين، فقلت: فبماذا نال ما لم تنالاه؟ فقال: بفقرة وصبره على بنياته.
قال محمد بن خزيمة: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غماً شديداً، فبت في ليلتي، رأيته في المنام وهو
يتبختر في مشيته، فقلت: يا أبا عبد الله، أي مشيةٍ هذه؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي وتوجني، وألبسني نعلين من ذهب، فقال: " يا أحمد، هذا بقولك: إن القرآن كلامي "، ثم قال لي: " يا أحمد، ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن الثوري، كنت تدعو بها في دار الدنيا "، فقلت: يا رب كل شيء، فقيل: هيه، فقلت: بقدرتك على كل شيء، فقال لي: " صدقت "، فقلت: لا تسألني عن شيء، واغفر لي كل شيء قال: " قد فعلت ".
ثم قال: " يا أحمد هذه الجنة قم فادخل إليها ".
فدخلت فإذا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة ويقول: " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين " فقلت له: ما فعل عبد الوهاب الوراق؟ قال: تركته في بحرٍ من نور، في زلالٍ من نور يزار به إلى الملك الغفور، قال: قلت له: فما فعل بشر؟ - يعني ابن الحارث - فقال لي: بخٍ بخٍ! ومن مثل بشر! تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام، والجليل مقبلٌ عليه وهو يقول: " كل يا من لم تأكل، واشرب يا من لم تشرب، وانعم يا من لم تتنعم في دار الدنيا ".
قال: فأصبحت، فتصدقت بعشرة آلاف درهم.
ابن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله، أبو نصر المروزي، الزاهد، المعروف بالحافي، أحد أولياء الله الصالحين، والعباد السائحين.
قدم الشام، واجتاز بجبل لبنان.
قال بشر بن الحارث: سمعت العوفي يذكر عن الزهري، عن أنسٍ قال: اتخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتماً فلبسه ثم ألقاه.
وحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بسنده، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثلاثٌ لا تفطر الصائم: الحجامة، والاحتلام، والقيء ".
وكان بشرٌ ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد.
وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة، واستقامة المذهب، وعزوف النفس، وإسقاط الفضول.
وسمع جماعة، وكان كثير الحديث إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية؛ وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك؛ وكل ما سمع منه فإنه على طريق المذاكرة.
كان أبو نصر بشر بن الحارث ابن أخت علي بن خشرم كبير الشأن؛ وكان سبب توبته أنه أصاب في الطريق كاغذةً مكتوباً عليها اسم الله وطئتها الأقدام، فأخذها واشترى بدرهم كان معه غالية، فطيب بها الكاغذة وجعلها في شق حائط، فرأى فيما يرى النائم كأن قائلاً قال له، يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة.
قال أيوب العطار: كنت خارجاً من باب حرب فلقيني بشر بن الحارث وقال: يا أيوب انظر إلى جميل ما ينشر وقبيح ما يستر، كنت اليوم خارجاً من باب حرب فلقيني رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: هذا بشر الذي يصلي كل ليلة ألف ركعة، ويواصل في كل ثلاثة أيام
والله يا أيوب ما صليت ألف ركعة مكاناً واحداً، ولا واصلت ثلاثاً قط، إلا أني أحدثك عن بدء أمري.
قلت: نعم، فقال: دعاني رجل من أهل الربض؛ فبينما أنا أمضي إليه رأيت قرطاساً على وجه الأرض، فيه اسم الله تعالى؛ فأخذته ونزلت إلى النهر، فغسلته وكنت لا أملك من الدنيا إلا درهماً فيه خمسة دوانيق، فاشتريت بأربعة دوانيق مسكاً وبدانقٍ ماء ورد؛ وجعلت أتتبع اسم الله تعالى فأطيبه.
ثم رجعت إلى منزلي فنمت؛ فأتاني آتٍ في منامي فقال لي: يا بشر، كما طيبت اسمي لأطيبن ذكرك، وكما طهرته لأطهرن قلبك.
قال بشر بن الحارث: أتيت باب المعافى بن عمران، فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت بشر الحافي.
فقالت لي بنيةٌ من داخل الدار: لو اشتريت نعلاً بدانقين لذهب عنك اسم الحافي.
قال أبو الحسن للحسن بن عمرو: سمعت بشراً وجاء إليه أصحاب الحديث يوماً وأنا حاضر، فقال لهم بشر: ما هذا الذي أرى معكم قد أظهرتموه؟ قالوا: يا أبا نصر، نطلب هذه العلوم، لعل الله ينفع بها يوماً.
قال: علمتم أنه يجب عليكم فيها زكاة كما يجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم: خمسة دراهم؛ فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها بخمسة أحاديث؛ وإلا فانظروا أيش يكون عليكم هذا غداً.
قال البيهقي: لعله أراد من الأحاديث التي وردت في الترغيب في النوافل؛ وأما في الواجبات فيجب العمل بجميعها.
حدث قاسم بن إسماعيل بن علي قال: كنا بباب بشر بن الحارث، فخرج إلينا فقلنا: يا أبا نصر، تحدثنا؟ فقال: أتؤدون زكاة الحديث؟ قال: قلنا: يا أبا نصر وللحديث زكاة؟ قال: نعم، إذا سمعتم عملاً أو صلاة أو تسبيحاً استعملوه.
قال محمد بن المثنى البزاز: قلت لبشر بن الحارث: تذكر بكورنا إلى فلان وفلان المحدث؟ شكره الله لك؛ قال: لا بل غفره الله لي.
قال بشر:
لو أن رجلاً كان عندي في مثال سفيان ومعافى، ثم جلس اليوم يحدث، ونصب نفسه لانتقص عندي نقصاناً شديداً.
قال بشر: إني وإن أدنيت الرجل وهو يحدث، فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيراً من كان من الناس؛ وإنما الحديث اليوم طرف من طلب الدنيا وكده؛ وما أدري كيف يسلم صاحبه، وكيف يسلم من يحفظه، لأي شيء يحفظه! قال بشر: وإني لأدعو الله أن يذهب به من قلبي، ويذهب بحفظه من قلبي، وإن لي كتباً كثيرة قد ذهبت وأراها تطوى فيرمى بها فما آخذها، وإني لأهم بدفنها كلها، وأنا حيٌ صحيح، وما أكره ترك ذلك من خيرٍ عندي، وما هو من سلاح الآخرة ولا من عدد الموت.
قيل لبشر بن الحارث: يقولون إنك لا تحفظ الحديث! فقال: أنا أحفظ حديثاً واحداً إذا عملت به فقد حفظت الحديث؛ قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
حتى أفعل هذا وأحفظ الحديث.
قال أيوب العطار: سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثنا حماد بن زيد، ثم قال: أستغفر الله أن أذكر الإسناد، في القلب خيلاء.
قال محمد بن المثنى السمسار: كنا عند بشر بن الحارث وعنده العباس بن عبد العظيم العنبري - وكان من سادات المسلمين - فقال له: يا أبا نصر، أنت رجل قد قرأت القرآن، وكتبت الحديث، فلم لا تتعلم من العربية ما تعرف به اللحن حتى لا تلحن؟ قال: ومن يعلمني يا أبا الفضل؟ قال: أنا يا أبا نصر، قال: فافعل، قال: قل ضرب زيدٌ عمراً، قال فقال له بشر: يا أخي ولم ضربه؟ قال: يا أبا نصر ما ضربه وإنما هذا أصل وضع، فقال بشر: هذا أوله كذب، لا حاجة لي فيه.
قال عمار: رأيت الخضر عليه السلام فسألته عن بشر بن الحارث؟ فقال: مات يوم مات، وليس على ظهر الأرض أتقى لله منه.
قال بلال الخواص: كنت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجلٌ يماشيني، فتعجبت! ثم ألهمت أنه الخضر، فقلت له: بحق الحق من أنت؟ فقال: أخوك الخضر، فقلت له: أريد أن أسألك، فقال: سل، فقلت: ما تقول في الشافعي رحمه الله؟ قال: هو من الأوتاد.
فقلت: ما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: رجل صديق قلت: فما تقول في بشر بن الحارث؟ فقال: لم يخلف بعده مثله.
فقلت: بأي وسيلة رأيتك؟ فقال: ببرك بأمك.
سأل إنسانٌ أبا خيثمة عن الرجل إذا دخل المسجد الجامع يوم الجمعة، كم يصلي؟ قال: هذا بشر بن الحارث، بلغني أنه إذا دخل المسجد الجامع صلى ركعتين ثم لم يزد عليهما حتى يصلي الجمعة وينصرف.
قال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً ولا أحفظ للسانٍ من بشر بن الحارث، كان في كل شعرة عقل، ووطئ الناس عقبه خمسين سنةً ما عرف له عيبةٌ لمسلم؛ لو قسم عقله على أهل بغداد صاروا عقلاء، وما نقص من عقله شيء.
قال بشر الحافي: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فقال لي: " يا بشر، تدري لم رفعك الله من بين أقرانك؟ " قلت: لا يا رسول الله قال: " باتباعك لسنتي وخدمتك للصالحين، ونصيحتك لإخوانك، ومحبتك لأصحابي وأهل بيتي، هو الذي بلغك منازل الأبرار ".
قال بشر بن الحارث: ما أنا بشيءٍ من عملي أوثق مني بحب أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان يقول: لو أن الروم سبت من المسلمين كذا وكذا ألفاً، ثم فداهم رجلٌ كان في قلبه سوءٌ لأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لم ينفعه ذلك.
سئل أحمد بن حنبل عن مسألة في الورع؟ فقال: أنا، أستغفر الله، لا يحل لي أن أتكلم في الورع، أنا آكل من غلة بغداد، لو كان بشر بن الحارث، صلح أن يجيبك عنه، فإنه كان لا يأكل من غلة بغداد، ولا من طعام السواد، يصلح أن يتكلم في الورع.
كان بشر يقول: إن الجوع يصفي الفؤاد، ويميت الهوى، ويورث العلم الدقيق.
وكان يقول: طوبى لمن ترك شهوةً حاضرةً لموعد غائب لم يره.
قال بشر بن الحارث: ما تركت الشهوات منذ أربعين سنة إلا أنه لا يصفو لي درهمٌ حلال.
قال أبو حفص ابن أخت بشر بن الحارث: اشتهى بشر سفرجلة في علته، فقالت لي أمي: يا بني اطلب لي سفرجلة.
قال: فجئت بها، فأخذها، فجعل يشمها، قال: ثم وضعها بين يديه.
فقالت أمي: يا أبا نصر كلها، قال: ما أطيب ريحها! قال: فما زال يشمها حتى مات، وما ذاقها.
قال عبد الوهاب: ما رأيت أحداً أقدر على ترك شهوةٍ من بشر الحافي.
وقال عبد الله الرضواني: ما رأيت أحداً من الزهاد إلا وهو يذم الدنيا ويأخذ منها، غير بشر بن الحارث، فإنه كان يذمها ويفر منها.
قال أحمد بن المغلس: سمعت أبا نصر بشراً وقد قال له رجل: يا أبا نصر ما أشد حب الناس لك! فغلظ ذلك عليه، ثم قال: ولك عافاك الله، قال: وكيف؟ قال: دع لهم ما في أيديهم.
فذكرت لأبي نصر فقلت: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، حدثنا مالك عن
نافع، عن ابن عمر قال: أتى رجل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، دلني على عملٍ إذا أنا عملته أحبني الله من السماء، وأحبني الناس من الأرض؟ قال: فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس ".
فرأيت أبا نصرٍ قد فرح به، إذ وافق قوله سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كان بشر بن الحارث يقول: ينبغي لنا أن لا نحب هذه الدار، لأنها دارٌ يعصى الله فيها، ووالله لو لم يكن منا إلا أنا أحببنا شيئاً أبغضه الله عز وجل لكفانا.
وكان يقول: ما عرف الخلق أفضل من شيئين: الله والدنيا؛ فإنهم إذا عرفوا الله اجتهدوا في طاعته، وإذا عرفوا الدنيا اجتهدوا في تركها.
قال علي بن عثام: أقام بشر بن الحارث بعبادان عشر سنين يشرب من البحر، ولا يشرب من حياض السلاطين حتى أضر بجوفه؛ فرجع إلى أخته، وأخذه وجعٌ لا يقوم به إلا أخته.
وهو يتخذ المغازل فيبيعه، وذلك كسبه.
قال محمد بن يوسف الجوهري: كنت أمشي مع بشر بن الحارث في يومٍ صائف، منصرفاً من الجمعة، فاجتزنا بسور دار إسحاق بن إبراهيم، وله فيءٌ، فجعلت أزحم بشراً إلى الفيء وهو يمشي في الشمس، فقلت: لأسألنه، أيش الورع أن يمشي إنسانٌ في الشمس فيضر بنفسه، فقلت: يا أبا نصر أنا أضطرك إلى الفيء وأنت تمشي في الشمس!؟ فقال مجيباً لي: هذا فيء سوء.
كان بشر لا ينام الليل، تراه بالنهار كأنه مهوس.
فقيل له في ذلك، فقال: أكره أن يأتيني أمر الله وأنا نائم.
قال أبو علي الدقاق: مر بشرٌ ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كله، ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيامٍ مرة.
فبكى بشر، فقيل له في ذلك فقال: لا أذكر أني سهرت ليلةً كاملة، ولا أني صمت يوماً ثم لم أفطر من ليلته، ولكن الله سبحانه يلقي في القلوب أكثر مما يفعله العبد، لطفاً منه سبحانه وكرماً.
ثم ذكر ابتداء أمره كيف كان، كما ذكرناه.
قالت زبدة أخت بشر: دخل علي بشرٌ ليلةً من الليالي، فوضع إحدى رجليه داخل الدار، والأخرى خارجها وبقي كذلك يتفكر حتى أصبح، فلما أصبح وتهيأ للطهارة سألته وقلت: أقسمت عليك فبماذا تفكرت طول ليلتك؟ قال: تفكرت في بشر النصراني، وبشر اليهودي، وبشر المجوسي، ونفسي واسمي بشر؛ فقلت: ما الذي سبق منك إليه حتى خصك؟ فتفكرت في تفضله علي، ومنته علي في أن جعلني من خاصته، وألبسني لباس أحبائه.
وقيل لبشر: لما لا تصلي في الصف الأول؟ فقال: أنا أعلم أيش يريد، يريد قرب القلوب لا قرب الأجسام.
قال بشر بن الحارث: أشتهي منذ أربعين، أن أضع يداً على يد في الصلاة ما يمنعني من ذلك إلا أن أكون قد أظهرت من الخشوع ما ليس في قلبي مثله.
قال أيوب العطار: انصرفت مع بشر بن الحارث يوم الجمعة من مسجد الجامع، فمررنا في درب أبي الليث، وإذا صبيانٌ يلعبون بالجوز، فلما رأوا بشر بن الحارث قالوا: بشر بشر، واستلبوا الجوز ومروا يحضرون، فوقف بشرٌ ثم قال لي: أي قلبٍ يقوى على هذا!؟ إن هذا لدربٌ لا مررت فيه حتى ألقى الله عز وجل.
قال محمد بن قدامة: لقي بشراً الحافي رجلٌ سكران، فجعل يقبله ويقول: يا سيدي يا أبا نصر، ولا يدفعه بشرٌ عن نفسه، فلما ولى تغرغرت عينا بشرٍ وقال: رجلٌ أحب رجلاً على خيرٍ توهمه، لعل المحب قد نجا والمحبوب لا يدري ما حاله.
وكان بشر يقول: إذا أحب الله عز وجل أن يتحف العبد، سلط عليه من يؤذيه.
وكان يقول: لا خير فيمن لا يؤذى.
وكان يقول: الصبر الجميل الذي لا يشكو فيه إلى الناس.
وكان يقول: من لم يحتمل الغم والأذى لم يدخل فيما يحب.
قال عبيد الله الوراق:
خرجت يوم جمعةٍ مع بشر بن الحارث إذ دخل المسجد وعليه فروٌ مقطع فرده العون، فذهبت لأكلمه، فمنعني، فجاء فجلس عند قبة الشعراء فقلت له: يا أبا نصر لمَ لم تدعني أكلمه؟ قال: اسكت، سمعت المعافى بن عمران يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: لا يذوق العبد حلاوة الإيمان، حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
قال محمد بن المثنى: انصرفت مع بشر بن الحارث في يوم أضحى من المصلى، فلقي خالد بن خداش المحدث، فسلم عليه، فقصر بشرٌ في السلام، فقال خالد: بيني وبينك مودة من أكثر من ستين سنة، ما تغيرت عليك، فما هذا التغير؟ فقال بشر: ما هاهنا تغيرٌ ولا تقصير، ولكن هذا يومٌ يستحب فيه الهدايا، وما عندي من عرض الدنيا شيءٌ أهدي لك، وقد روي في الحديث: أن المسلمين إذا التقيا كان أكثرهما ثواباً أبشهما بصاحبه.
فتركتك لتكون أفضل ثواباً.
كان ببغداد رجلٌ من التجار، وكان كثيراً ما يقع في الصوفية، قال: فرئي
بعد ذلك وقد صحبهم وأنفق عليهم جميع ما ملك.
فقيل له: أليس كنت تبغضهم؟! فقال: ليس الأمر على ما توهمت، وإني صليت الجمعة يوماً وخرجت، فرأيت بشر بن الحارث خرج من المسجد مسرعاً، فقلت في نفسي: انظر إلى هذا الرجل الموصوف بالزهد، ليس يستقر في المسجد! قال: فتركت حاجتي فقلت: أنظر إلى أين يذهب؟ قال: فتبعته، فرأيته تقدم إلى الخباز واشترى بدرهمٍ خبز الماء.
قال: فقلت: انظر إلى الرجل يشتهي خبز الماء! ثم تقدم إلى الشواء فأعطاه درهماً وأخذ الشواء. قال: فزادني عليه غيظاً! ثم تقدم إلى الحلاوي فاشترى فالوذجاً بدرهم.
فقلت في نفسي: والله لأنغصن عليه حين يجلس ويأكل؛ ثم خرج إلى الصحراء، وأنا أقول: يريد الخضرة والماء.
قال: فما زال يمشي إلى العصر وأنا خلفه، قالب: فدخل قرية، وفي القرية مسجد، وفيه رجلٌ مريض، قال: فجلس عند رأسه، وجعل يلقمه، قال: فقمت لأنظر إلى القرية، فبقيت ساعةً ثم رجعت فقلت للعليل: أين بشر؟ قال: ذهب إلى بغداد، قال: فقلت: وكم بيني وبين بغداد؟ فقال: أربعون فرسخاً، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، أيش عملت بنفسي! وليس معي ما أكتري ولا أقدر على المشي، قال: اجلس حتى يرجع، قال: فجلست إلى الجمعة القابلة؛ قال: فجاء بشر في ذلك الوقت ومعه شيءٌ يأكل المريض، فلما فرغ قال له: يا أبا نصر هذا رجلٌ صحبك من بغداد وبقي عندي منذ الجمعة، فرده إلى موضعه.
قال: فنظر إلى كالمغضب وقال: لم صحبتني؟ قال: فقلت: أخطأت.
قال: قم فامش.
قال: فمشيت إلى قرب المغرب.
قال: فلما قربنا قال لي: أين محلتك من بغداد؟ قلت: في موضع كذا، قال: اذهب ولا تعد.
قال: فتبت إلى الله وصحبتهم وأنا على ذلك.
وكان بشر يقول: من أحب العز في الدنيا والشرف في الآخرة، فليكن فيه ثلاث خصال: لا يسأل أحداً شيئاً، ولا يذكر أحداً بسوء، ولا يجيب أحداً إلى طعامه.
وكان بشرٌ يقول: لو لم يكن في القنوع إلا التمتع بالعز كفى صاحبه.
قال رجلٌ لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، لا أدري بأي شيء آكل خبزي؟ قال: إذا أردت أن تأكل خبزك فاذكر العافية فاجعلها أدمك.
قال بشر: كلما اشتهى رجلٌ لقاء رجل ذهب إليه.
هذه فتنة، ولذةٌ يتلذذون بلقاء بعضهم بعضاً.
ينبغي للإنسان أن يقبل على نفسه وعلى القرآن.
وقال بشر: إذا عرفت في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لزمه، واشتهى ذلك فهو يحب الشهرة.
قال محمد بن نعيم بن الهيصم: دخلت على بشر في علته فقلت: عظني، فقال: إن في هذه الدار نملةً تجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء؛ فلما كان يومٌ أخذت حبةً في فمها، فجاء عصفورٌ فأخذها والحبة؛ فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت.
قلت له: زدني، قال: ما تقول في من القبر مسكنه، والصراط جوازه، والقيامة موقفه، والله مسائله، فلا يعلم إلى جنةٍ يصير فيهنى، أو إلى نارٍ فيعزى، فوا طول حزناه! وواعظم مصيبتاه! زاد البكاء فلا عزاء، واشتد الخوف فلا أمن.
قال: وقال لي بشرٌ مراراً كثيرة: انظر خبزك من أين هو؟ وانظر إلى مسكنك الذي تتقلب فيه كيف هو؟ وأقل من معرفة الناس، ولا تحب أن تحمد، ولا تحب الثناء.
كان بشر يقول: لا تكاد تضع يدك إلا على مراءٍ؛ إما مراءٍ بدين، وإما مراءٍ بدنيا، وهما جميعاً شر شيء، فانظر أشد الناس توقياً، وأعفهم وأطيبهم مكسباً فجالسه، ولا تجالس من لا يعينك على آخرتك.
وقف بشر على أصحاب الفاكهة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: يا أبا نصر لعلك تشتهي من هذا شيئاً؟ قال: لا ولكن نظرت في هذا إذا كان يطعم هذا من يعصيه، فكيف من يطيعه!.
قال بشر الحافي لرجل: احذر أن تمر في حاجتك، فيأخذك وأنت لا تدري.
كان بشر الحافي يقول: أما تستحي أن تطلب الدنيا ممن يطلب الدنيا، اطلبها ممن بيديه الدنيا.
قال الحسن الحناط: كنت عند بشر الحافي، فجاءه نفر فسلموا عليه فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن من الشام جئنا نسلم عليك ونريد الحج، فقال: شكر الله لكم.
فقالوا: تخرج معنا؟ فقال: بثلاث شرائط: لا نحمل معنا شيئاً؛ ولا نسأل أحداً شيئاً؛ وإن أعطانا أحدٌ لا نقبل.
قالوا: أما أن لا نحمل فنعم؛ وأما أن لا نسأل فنعم؛ وأما أن لا نقبل إن أعطينا؛ فهذا لا نستطيع.
فقال: خرجتم متوكلين على زاد الحجيج! ثم قال: يا حسن! الفقراء ثلاثة: فقيرٌ لا يسأل، وإن أعطي لا يأخذ، فذلك من جملة الروحانيين.
وفقيرٌ لا يسأل، وإن أعطي قبل، فذلك ممن يوضع له موائد في حظائر القدس.
وفقير يسأل، وإن أعطي قبل قدر الكفاية، فكفارته صدقه.
وكان بشر يقول: الحلال لا يحتمل السرف.
وكان يقول: الأخذ من الناس مذلة.
وكان يقول: ليس هذا زمان اتخاذ الإخوان، إنما هو زمان خمول، ولزوم البيوت.
وكان يقول: لا يجد من يحب الدنيا حلاوة العبادة.
وكان يقول: يأتي على الناس زمانٌ لا تقر فيه عين حكيم.
ويأتي على الناس زمانٌ تكون الدولة فيه للحمقى على الأكياس.
وقيل لبشر: بالله يا أبا نصر، أيهما أحلى الدنانير أو الدراهم؟ قال: الطاعة والله أحلى منهما جميعاً.
قال يحيى بن المختار: سمعت بشراً يقول: ما ظنكم بقومٍ وقفوا بين يدي الله عز وجل مقدار خمسين ألف عام لم يأكلوا ولم
يشربوا حتى قحلت أجوافهم من الجوع وانقطعت أكبادهم من العطش، واندقت أعناقهم من التطاول، ورجوا الفرج، أمر بهم إلى النار!.
وقال بشر: سكون النفس إلى قبول المدح أشد عليها من المعاصي.
وكان بشر يقول: العداوة في القرابة، والحسد في الجيران، والمنفعة في الإخوان.
وقيل لبشر: العبادة لا تصلح إلا بالصيام، فقال: قد يصوم البر والفاجر، فإن كنت صائماً فاجتنب كثرة الكلام والغيبة، وأطب مطعمك لعله أن يسلم لك صومك، وإلا فاستخر الله وكل.
نظر بشر الحافي إلى حدثٍ جميل فقال: إن الذي قدر على زينتك، قادر على صرف القلوب عنك.
قال أحمد بن الفتح: قال لي بشر: يا أحمد، إن قوماً غرهم ستر الله عز وجل، وفتنهم حسن ثناء الناس عليهم، فلا يغلبنّ جهل غيرك بك على علمك بنفسك أعاذنا الله عز وجل وإياك من الاغترار بالستر، والاتكال على حسن الذكر.
كان بشر يقول: النظر إلى الأحمق سخنة عين، والنظر إلى البخيل يقسي القلب.
وكان يقول: صاحب زيغ سخي أخف على قلبي من عابدٍ بخيل.
وكان يقول: بقاء البخلاء كربٌ على قلوب المؤمنين.
وكان يقول: البخيل لا غيبة له، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنك
لبخيل ".
ومدحت امرأةٌ عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: صوامةٌ قوامة إلا أن فيها بخلاً.
قال: " فما خيرها إذاً ".
قال بشر: أي ليس فيها خير.
قال العباس بن يوسف: أنشدني بشر بن الحارث: " من السريع "
برمت بالناس وأخلاقهم ... فصرت أستأنس بالوحده
هذا لعمري فعل أهل التقى ... وفعل من يطلب ما عنده
قد عرف الله فذاك الذي ... آنسه الله به وحده
وكان بشرٌ يقول: حسبك أن أقواماً موتى تحيا القلوب بذكرهم، وأن أقواماً أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.
وكان يقول: ليس شيءٌ من أعمال البر أحب إلي من السخاء، ولا أبغض إلي من الضيق وسوء الخلق.
وأنشد بشر: " من السريع "
أقسم بالله لرضخ النوى ... وشرب ماء القلب المالحه
أعز للإنسان من فقره ... ومن سؤال الأوجه الكالحه
فاستشعر اليأس تكن ذا غنى ... وترجعن بالصفقة الرابحه
فاليأس عزٌ والتقى سؤددٌ ... وشهوة النفس لها فاضحه
من كانت الدنيا به برةً ... فإنها يوماً له ذابحه
وأنشد بشر في القناعة: " من الوافر "
أفادتني القناعة أي عزٍ ... ولا عزاً أعز من القناعه
فخذ منها لنف مالٍ ... وصير بعدها التقوى بضاعه
تحز حالين: تغنى عن بخيلٍ ... وتسعد في الجنان بصبر ساعه
قال أبو عاصم المتطبب: سمعت بشر بن الحارث يتمثل بهذين البيتين - وهما لمحمود الوراق - فعجبنا منه كيف بلغه هذان البيتان: " من مجزوء الرمل "
مكرم الدنيا مهانٌ ... مستذلٌ في القيامه
والذي هانت عليه ... فله ثم كرامه
قال أبو عبد الرحمن الزاهد رفيق بشر بن الحارث: رأى صاحبٌ لنا رب العزة في النوم قبل موت بشرٍ بقليل فقال: " قل لبشر بن الحارث: لو سجدت لي على الجمر ما كنت تكافئني بما نوهت اسمك في الناس ".
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مات بشر سنة سبع وعشرين ومائتين قبل المعتصم بستة أيام، وقد بلغ من السن خمساً وسبعين سنة، وحشر الناس بجنازته، ورئي أبو نصر التمار، وعلي بن المديني في جنازته، وهما يصيحان: هذا والله شرف الدنيا قبل شرف الآخرة.
وذلك أن بشراً خرجت جنازته بعد صلاة الصبح، وكان نهاراً صيفاً، والنهار فيه طول، ولم يستقر في القبر إلى العتمة.
وقال أبو حفص ابن أخت بشر: كنت أسمع الجن تنوح على خالي في البيت الذي كان فيه غير مرة، سمعت الجن تنوح عليه.
وقال خشنام ابن أخت بشر: رأيت خالي بشراً في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وجعل يذكر ما فعل الله من الكرامة.
فقلت له: قال لك شيئاً؟ فقال: نعم فقلت له:
ما قال لك؟ قال: قال لي: " يا بشر ما استحييت مني، تخاف ذلك الخوف على نفسٍ هي لي!.
قال الحسين بن إسماعيل المحاملي رأيت القاساني في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ فأوحى إلي أنه نجا بعد مدة.
قلت: فما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: غفر الله له.
قلت: فبشر الحافي؟ قال ذاك تحيه الكرامة من الله في كل يوم مرتين.
قال عاصم: رأيت في المنام كأني قد دخلت درب هشام، فلقيني بشر بن الحارث، فقلت: من أين يا أبا نصر؟ قال: من عليين، قلت: ما فعل أحمد بن حنبل؟ قال: تركت الساعة أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الوراق بين يدي الله عز وجل، يأكلان ويشربان ويتنعمان.
قلت: فأنت؟ قال: علم الله عز وجل قلت رغبتي في الطعام، فأباحني النظر إليه.
قال أحمد بن الفتح: رأيت أبا نصر بشر بن الحارث في منامي وهو قاعدٌ في بستان، وبين يديه مائدة وهو يأكل منها، فقلت له: يا أبا نصر ما فعل الله بك؟ قال: رحمني وغفر لي، وأباحني الجنة بأسرها وقال لي: " كل من جميع ثمارها واشرب من أنهارها، وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا ".
فقلت له: زادك يا أبا نصر، فأين أخوك أحمد بن حنبل؟ فقال: هو قائمٌ على باب الجنة، يشفع لأهل السنة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق، فقلت: ما فعل معروف الكرخي؟ فحرك رأسه ثم قال لي: هيهات هيهات، حالت بيننا وبينه الحجب، إن معروفاً لم يعبد الله شوقاً إلى جنته، ولا خوفاً من ناره، وإنما عبده شوقاً إليه، فرفعه الله إلى الرقيع الأعلى، ورفع الحجب بينه وبينه ذلك الترياق المقدسي المجرب.
فمن كانت له إلى الله حاجة، فليأت وليدع، فإنه يستجاب له إن شاء الله.
قال الحسين بن مروان: رأيت بشراً في النوم فقلت: يا أبا نصر، ما فعل الله بك؟ فقال: غفر الله لي، وغفر لمن تبع جنازتي، قال: فقلت: ففيم العمل؟ فأخرج كسرةً ثم قال: انظر في هذه الكسرة.
وقال القاسم بن منبه: رأيت بشراً في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وقال لي: " يا بشر قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك "، فقلت: يا رب ولكل من أحبني؟ فقال: " ولكل من أحبك إلى يوم القيامة ".
قال إسحاق بن محمد: لما مات بشر بن الحارث رآه بعض العلماء واقفاً بين يدي الله عز وجل، فق الله: " يا بشر قد غفرت لك ولجميع من حضر جنازتك، ولسبعين ألفاً ممن سمعوا بموتك ".
قال أبو العباس القرشي:
أتيت أبا نصر التمار بعد موت بشر بن الحارث بأيامٍ نعزيه، فقال لنا أبو نصر: رأيته البارحة في النوم في أحسن هيئة، فقلت له: ما صنع بك ربك؟ قال: قد استحييت من ربي من كثرة ما أعطاني من الخير، وكان فيما أعطاني أن غفر لمن تبع جنازتي.
قال أحمد بن الدورقي: مات جارٌ لي، فرأيته في الليل وعليه حلتان قد كسي، فقلت: أيش قصتك ما هذا؟ قال: دفن في مقبرتنا بشر بن الحارث، فكسي أهل المقبرة حلتين حلتين.
قال مؤذن بشر بن الحارث: رأيت بشراً في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: ما فعل بأحمد بن حنبل؟ فقال: غفر له، فقلت: ما فعل بأبي نصر التمار؟ قال: هيهات، ذلك في عليين، فقلت: فبماذا نال ما لم تنالاه؟ فقال: بفقرة وصبره على بنياته.
قال محمد بن خزيمة: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غماً شديداً، فبت في ليلتي، رأيته في المنام وهو
يتبختر في مشيته، فقلت: يا أبا عبد الله، أي مشيةٍ هذه؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي وتوجني، وألبسني نعلين من ذهب، فقال: " يا أحمد، هذا بقولك: إن القرآن كلامي "، ثم قال لي: " يا أحمد، ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن الثوري، كنت تدعو بها في دار الدنيا "، فقلت: يا رب كل شيء، فقيل: هيه، فقلت: بقدرتك على كل شيء، فقال لي: " صدقت "، فقلت: لا تسألني عن شيء، واغفر لي كل شيء قال: " قد فعلت ".
ثم قال: " يا أحمد هذه الجنة قم فادخل إليها ".
فدخلت فإذا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة ويقول: " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين " فقلت له: ما فعل عبد الوهاب الوراق؟ قال: تركته في بحرٍ من نور، في زلالٍ من نور يزار به إلى الملك الغفور، قال: قلت له: فما فعل بشر؟ - يعني ابن الحارث - فقال لي: بخٍ بخٍ! ومن مثل بشر! تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام، والجليل مقبلٌ عليه وهو يقول: " كل يا من لم تأكل، واشرب يا من لم تشرب، وانعم يا من لم تتنعم في دار الدنيا ".
قال: فأصبحت، فتصدقت بعشرة آلاف درهم.
بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المريسي، مولى زيد ابن الخطّاب :
كان يسكن الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وهو بين نهر الدجاج ونهر البزازين، وبشر من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن؛ وحكي عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها، وقد أسند من الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة وأبو يوسف القاضي، وغيرهم. فَمِنْ ذَلِكَ:
مَا حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْقَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الكوفي- بها- حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد
حدّثني الحسن بن على بن بزيع حدّثنا محمّد بن عمر الجرجاني حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ارْكَبْ نَاقَتِي ثُمَّ امْضِ إِلَى الْيَمَنِ، فَإِذَا وَرَدْتَ عَقَبَةَ أَفِيقٍ وَرَقِيتَ عَلَيْهَا رَأَيْتَ الْقَوْمَ مُقْبِلِينَ يُرِيدُونَكَ. فَقُلْ: يَا حَجَرُ، يَا مَدَرُ، يَا شَجَرُ، رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عليكم السلام» . قال [علي: ففعلت فلما رقيت العقبة قلت: يَا حَجَرُ يَا مَدَرُ يَا شَجَرُ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ قَالَ ] وَارْتَجَّ الأُفُقُ فَقَالُوا: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ. فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ نَزَلُوا فَأَقْبَلُوا إِلَيَّ مُسْلِمِينَ
. وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الخلّال أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي حدّثنا أبو صفوان الثّقفيّ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ- أَبُو الْحَسَنِ الوكيل- حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَنَوِيِّ عَنِ الْحَسَنِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، وَلا خَيْرَ لَكَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ الَّذِي تَرَى لَهُ»
. أخبرني أبو القاسم الأزهري والْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ. قالا:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن إسحاق النّاقد- أبو الحسين- حدّثنا عمارة بن معاوية. أخبرني عبد الله بن إسماعيل بن عياش.
قال: كتب بشر المريسي إلى رجل يستقرض منه شيئا. فكتب إليه الرجل: الدخل يسير، والدين ثقيل، والمال مكذوب عليه. فكتب إليه بشر: إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا، وإن كنت معتذرا بباطل فجعلك الله معتذرا بحق.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حدثنا القاسم بن إسماعيل. قال: قال لي الجاحظ: قال بشر المريسي- وقد سئل عن رجل- فقال: هو على أحسن حال وأهنئها. فضحك الناس من لحنه، فقال قاسم التمار: ما هو إلا صوابا مثل قول ابن هرمة:
إن سليمى والله يكلأها ... ضنت بشيء ما كان يرزؤها
قال: فشغل الناس بتفسير القاسم عن لحن بشر المريسي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثني محمّد بن العبّاس الخزاز حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: قال إسحاق بن إبراهيم عن عمر بن منيع: كان بشر المريسي يقول:
صنوف من الزنادقة، سماهم- صنف كذا وكذا- يقولون ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ البصريّ المالكي أخبرنا أحمد بن محمّد ابن عمر الخفاف- بنيسابور- حدثنا أبو العباس السراج قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول حدثني زياد بن أيوب قال السراج: وأظن أني سمعت من زياد قال سمعت عباد بن العوام يقول: كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم أنه ينتهي إلى أن يقولوا ليس في السماء شيء!.
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني عمر بن عثمان بن أخى على بن عاصم أخبرني يحيى بن على بن عاصم أخبرني عمر بن عثمان. قال: كنت عند أبي فاستأذن عليه بشر المريسي.
فقلت: يا أبت يدخل عليك مثل هذا؟ فقال: يا بني وماله؟ قال قلت: إنه يقول القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكيرا باطل، وإن الصراط باطل، وإن الساعة باطل، وإن الميزان باطل، مع كلام كثير. قال فقال:
أدخله علي، فأدخلته عليه، قال فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه- مرتين أو ثلاثا- فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر من تعبد، وأين ربك؟ قال فقال: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: أخبرت عنك أنك تقول القرآن مخلوق وإن الله معك في الأرض، مع كلام كثير. ولم أر شيئا أشد على أبي من قوله إن القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض. فقال له: يا أبا الحسن لم أجئ لهذا. إنما جئت في كتاب خالد تقرؤه عليّ. قال فقال له: لا ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه أين ربك، ويلك؟ فقال له: أو تعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك. قال: أما إذا أبيت فإن ربي نور في نور. قال فجعل يزحف إليه ويقول: ويحكم اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد كلمت هذا الصنف بخراسان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- قراءة- أخبرنا أبو على بن الصواف قال وجدت في كتاب أبي حدّثنا أبو بكر الباغنديّ حَدَّثَنَا الربيع بن سُلَيْمَان قَالَ سمعت الشَّافِعِيّ يقول: دخلت بغداد فنزلت على بشر المريسي، فأنزلني في غرفة له، فقالت لي أمه: لم جئت إلى هذا؟ قلت: أسمع منه العلم. فقالت: هذا زنديق!.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا ابن خزيمة قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول أخبرني الشافعي قال: كلمتني أم المريسي أن أكلم المريسي أن يكف عن الكلام، فلما كلمته دعاني إليه فقال: إن هذا دين، قال فقلت إن أمك كلمتني أن أكلمك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري- إجازة- أخبرنا على بن محمّد بن عبد الملك القرشيّ- قراءة- حدّثنا عيّاش بن الحسن البندار حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني أخبرني زكريّا بن يحيى حدثنا محمد بن إسماعيل قال سمعت الحسين بن علي الكرابيسي قال جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي فقالت:
يا أبا عبد الله أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شيء يواليه الناس عليه ويحبونه؟ فقال لها الشافعي: أفعل. فشهدت الشافعي- وقد دخل عليه بشر- فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة. أم وجوب عن السلف البحث فيه، والسؤال عنه. فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه، إلا أنه لا يسعنا خلافه. فقال له الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار، يواليك الناس عليه وتترك هذا؟ قال: لنا نهمة فيه. فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح. قال حسين: كلمت يوما بشرا المريسي شبيها بهذا السؤال. قال:
فرض مفترض. قلت: من كتاب. أو سنة، أو إجماع؟ قال: من كل. قال فكلمته حتى قام وهو يضحك منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق وأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ. قَالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النجاد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل السلمي قَالَ سمعت البويطي يقول سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران ابن حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القرعة. فقال: يا أبا عبد الله هذا قمار. فأتيت أبا البختري فقلت له: سمعت المريسي يقول: القرعة قمار. قال: يا أبا عبد الله شاهد آخر وأقتله.
حدثني الأزهرى أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني حدّثني الزبير بن عبد الواحد حدثني يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي- ببغداد- حدّثنا داود بن على
الأصبهانيّ حدثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي. يقول، قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل وله أولياء صغار وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب بن ملجم، ولعلي أولاد صغار؟
فقال: أخطأ الحسن بن علي. فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟! قال:
وهجرته من يومئذ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ أخبرنا أبو شجاع الفضل بن العباس الهروي حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي. قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: دخل الشافعي على أمير المؤمنين وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين للشافعي: ألا تدري من هذا؟ هذا بشر المريسي! فقال له الشافعي: أدخلك الله في أسفل سافلين مع فرعون، وهامان، وقارون. فقال المريسي: أدخلك الله أعلى عليين مع محمد وإبراهيم، وموسى. قال محمد بن إسحاق: فذكرت هذه الحكاية لبعض أصحابنا فقال لي: ألا تدري أي شيء أراد المريسي بقوله؟ كان منه طنزا لأنه يقول ليس ثم جنة ولا نار!.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين- وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدري من هذا يا أبا غانم؟ قال: لا. قال هذا بشر المريسي! فقال- حميد: يا أمير المؤمنين هذا سيد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، انظر هل يقدر أن يرفع الموت؟ ثم نظر إلى بشر، فقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقا.
أخبرني الحسن بن محمد الخلّال حدّثنا يوسف بن عمر القواس حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ قَالَ: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ يقول: مررت في الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون، فمر يهودي فأنا سمعته يقول:
لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة! - يعنى أباه كان يهوديا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسى حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
ابن صالح العجلى حدثني أبي قال: رأيت بشرا المريسي- عليه لعنة الله- مرة واحدة. شيخا قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيء باليهود.
وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع؟ ثم قال: لا يرحمه الله، ولقد كان فاسقا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلى حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النجم الميانجى حدثنا سعيد بن عمرو البردعي قَالَ سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يقول: بشر المريسي زنديق.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي بصور- أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع حدّثنا بن مخلد- إملاء- حدّثني يوسف بن يعقوب حدثنا بشار بن موسى قال سمعت أبا يوسف القاضي يقول لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل زنديق، أو رمى بالزندقة. يا بشر أنك تتكلم في القرآن، إن أقررت لله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقي- بالرقة- حدثنا سليم بن منصور بن عمار- في مجلس روح بن عبادة- قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمار: أخبرني القرآن خالق أو مخلوق؟! قال فكتب إليه: عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة والجماعة فإنه إن يفعل فأعظم بها من نعمة، وإلا فهي الهلكة، وليست لأحد على الله بعد المرسلين حجة. نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، تشارك فيها السائل والمجيب، وتعاطى السائل ما ليس لَهُ، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله وما دون الله مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك وبالمختلفين معك، إلى أسمائه التي سماه الله بها تكن من المهتدين، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الَّذِينَ يخشونه بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن إسحاق الدوري قال سمعت المعيطي يقول: كنا عند يزيد بن هارون فذكروا المريسي فقال: ما يقول؟ قالوا: يقول القرآن مخلوق. فقال: هذا كافر.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ أخبرنا محمّد بن جعفر الأدمى القاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: كنا عند يزيد بن هارون وشاذ بن يحيى يناظره في شيء من أمر المريسي، وهو يدعو عليه، فسمعنا يزيد وهو يقول: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدّثني أبو بكر الختلي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال:
كنا عند يزيد بن هارون وشاذ يناظره في شيء من أمر المريسي وهو يدعو عليه، فتفرقنا على أن يزيد قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أخبرني الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم بن الحسن حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة حدّثنا محمّد بن عبد الملك حدّثنا حامد بن يحيى عن يزيد بن هارون. قال: المريسي حلال الدم يقتل.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي حدّثنا أحمد بن الحسين الجرادى حدثنا محمد بن يزيد. قال: قال يزيد بن هارون: حرضت أهل بغداد على قتل بشر المريسي غير مرة.
أخبرني الحسن بن على التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا الحسن بن أحمد بن صدفة حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة أخبرنا يحيى بن يوسف الزمي قال سمعت شبابة بن سوار يقول: اجتمع رأيي، ورأي أبي النضر هاشم بن القاسم، وجماعة من الفقهاء، على أن المريسي كافر جاحد، أرى أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عُنقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق أخبرنا أحمد بن سلمان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ سمعت أبي يقول: كنا نحضر مجلس أبي يوسف، فكان بشر المريسي يجيء فيحضر في آخر الناس فيشغب، فيقول: إيش تقول وإيش قلت يا أبا يوسف؟
فلا يزال يصيح ويضج، فكنت أسمع أبا يوسف يقول: اصعدوا به إلي. قال أبي:
وكنت في القرب منه، فجعل يناظر في مسألة فخفي بعض قوله، فقلت للذي كان أقرب مني: إيش قال له؟ قال: قال له أبو يوسف: لا تنتهي حتى تصعد خشبة.
أخبرنا أبو سعد المظفر بن الحسن- سبط أبي بكر بن لال الهمذاني- حدثنا جدي قال سمعت القاسم بن بندار يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول: ركب
عفان بن مسلم يوما وأنا قابض على عنان البغلة، فاستقبلنا شيخ قصير، كبير الرأس، كبير الأذنين، فقال: نح البغلة، نح البغلة، أما ترى الكافر؟ فقلت: من هذا يا أبا عثمان؟ قال: هذا بشر بن غياث، بشر المريسي. قال إبراهيم: ويوم مات بشر، جعل الصبيان يتعادون بين يدي الجنازة ويقولون: من يكتب إلى مالك؟ من يكتب إلى مالك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي طاهر الدّقّاق أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أحمد بن إبراهيم الدورقي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار حدّثنا عبيد بن خلف البزار قال حدّثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح المضروب- عند المسعودي القاضي- قال: سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشرا لمريسى يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي إن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا قط. واللفظ لحديث ابن أبي طاهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مُوسَى البزّاز أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد المصريّ حدّثنا محمّد بن الحسين الأنماطيّ حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت ليلة جمعة- ونحن في طريق خراسان، وفي مفازة أموية ، إبليس في المنام. قال: وإذا بدنه ملبس شعرا، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق، وفي بدنه عيون مثل النار، قال قلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس. قال قلت له: وأين تريد؟ قال: بشر بن يحيى رجل كان عندنا بمرو يرى رأي المريسي. قال ثم قال: ما من مدينة إلا ولي فيها خليفة. قلت: من خليفتك بالعراق؟ قال: بشر المريسي، دعا الناس إلى ما عجزت عنه. قال: القرآن مخلوق.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال قرأنا على محمد بن إسحاق الصّفّار حدثكم إبراهيم ابن حمّاد حدّثنا العبّاس بن أبي طالب حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت في المنام إبليس رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أسود مثل الليل، وله عينان في صدره، فلما رأيته قلت: من أنت؟ قال: هو إبليس، فجعلت أقرأ آية الكرسي. قال فقلت له: ما أقدمك هذه البلاد؟ قال: إلى بشر بن يحيى رجل من الجهمية، قال قلت: من استخلفت بالعراق؟ قال: ما من مدينة ولا قرية إلا ولي فيها خليفة، قلت:
ومن خليفتك بالعراق؟ فقال بشر المريسي، دعا الناس إلى أمر عجزت عنه.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدثنا الحسين بن علي بن الحسين الأسدي حدثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة القصباني حدثنا محمد بن يوسف العباسي. قال: حدثني محمد بن علي بن ظبيان القاضي.
قال: قال لي بشر بن غياث المريسي: القول في القرآن قول من خالفني غير مخلوق.
قال قلت فالقول قولهم ارجع عنه، قال أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة، ووضعت فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج.
أخبرني الحسن بن علي التميمي حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن أبي الثلج حدثنا عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مرزوق العتكي البصريّ حدثني أبو بكر بن خلاد الباهلي. قال: كنت عند ابن عيينة إذ أقبل بشر المريسي، فتكلم بذاك الكلام الرديء، فقال ابن عيينة: اقتلوه. قال ابن خلاد: فأنا فيمن ضربته بيدي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني حدّثني أبو الزنباع روح بن الفرج المصريّ حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال قيل لسفيان بن عيينة: إن بشرا المريسي يقول: إن الله لا يرى يوم القيامة، فقال: قاتله الله دويبة، ألم يسمع الله يقول: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
[المطففين 15] فجعل احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجبت عن الأولياء والأعداء، فأي فضل للأولياء على الأعداء؟.
أخبرنا محمد بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن بشر بن الوليد. قال: كنت جالسا عند أبي يوسف القاضي، فدخل عليه بشر المريسي، فقال له أبو يوسف:
حدثنا إسماعيل عن قيس عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر حديث الرؤية ثم قال أبو يوسف: إني والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك ينكرونه، وكأني بك قد شغلت على الناس خشبة باب الجسر فاحذر.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال سمعت عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز يَقُولُ قال عبد الله بن عمر الجعفي سمعت حسينا الجعفي- حين حدث بحديث الرؤية يقول- على رغم أنف بشر المريسي.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل الْكَاتِبُ حدثنا محمد بن محمد الواسطي قال حدثني ابن عبد الله الحمال حدثنا محمد بن أبي كبشة قال سمعت هاتفا في البحر يقول: لا إله إلا الله، على ثمامة
وعلى المريسي لعنة الله. قال: وكان معنا في المركب رجل من أصحاب بشر المريسي فخر ميتا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سعيد الجرجاني حدّثنا عمران بن موسى حدثنا الحسن بن محمد بن الأزهر قال سمعت عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا. قال: لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي، فلما رجع من جنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة، قالوا: يا عدو الله تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟! قل: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة. اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحدا من خلقك يوم القيامة، قال: فسكتوا عنه وضحكوا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق، فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، والحمد لله الذي أماته هكذا قولوا!.
أخبرنا الحسين بن على الطناجيرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سويد المؤدب حدّثنا عثمان بن إسماعيل بن بكرى السكري قَالَ: سمعت أَبِي يقول سمعت أَحْمَد بن الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب، فرأيته في الليل وقد شاب! فقلت:
ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة!.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني على ابن هارون أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قال: مات بشر المريسي في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين. قال: ويقال سنة تسع عشرة ومائتين.
كان يسكن الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وهو بين نهر الدجاج ونهر البزازين، وبشر من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن؛ وحكي عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها، وقد أسند من الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة وأبو يوسف القاضي، وغيرهم. فَمِنْ ذَلِكَ:
مَا حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْقَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الكوفي- بها- حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد
حدّثني الحسن بن على بن بزيع حدّثنا محمّد بن عمر الجرجاني حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ارْكَبْ نَاقَتِي ثُمَّ امْضِ إِلَى الْيَمَنِ، فَإِذَا وَرَدْتَ عَقَبَةَ أَفِيقٍ وَرَقِيتَ عَلَيْهَا رَأَيْتَ الْقَوْمَ مُقْبِلِينَ يُرِيدُونَكَ. فَقُلْ: يَا حَجَرُ، يَا مَدَرُ، يَا شَجَرُ، رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عليكم السلام» . قال [علي: ففعلت فلما رقيت العقبة قلت: يَا حَجَرُ يَا مَدَرُ يَا شَجَرُ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ قَالَ ] وَارْتَجَّ الأُفُقُ فَقَالُوا: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ. فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ نَزَلُوا فَأَقْبَلُوا إِلَيَّ مُسْلِمِينَ
. وَأَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الخلّال أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي حدّثنا أبو صفوان الثّقفيّ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ- أَبُو الْحَسَنِ الوكيل- حدّثنا محمّد بن عبد الوهّاب حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَنَوِيِّ عَنِ الْحَسَنِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النَّاسُ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ، وَإِنَّمَا يَتَفَاضَلُونَ بِالْعَافِيَةِ وَالْمَرْءُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، وَلا خَيْرَ لَكَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ الَّذِي تَرَى لَهُ»
. أخبرني أبو القاسم الأزهري والْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّاوُدِيُّ. قالا:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حَدَّثَنَا أَحْمَدَ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْن إسحاق النّاقد- أبو الحسين- حدّثنا عمارة بن معاوية. أخبرني عبد الله بن إسماعيل بن عياش.
قال: كتب بشر المريسي إلى رجل يستقرض منه شيئا. فكتب إليه الرجل: الدخل يسير، والدين ثقيل، والمال مكذوب عليه. فكتب إليه بشر: إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا، وإن كنت معتذرا بباطل فجعلك الله معتذرا بحق.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المقرئ حدّثنا محمّد بن يحيى النديم حدثنا القاسم بن إسماعيل. قال: قال لي الجاحظ: قال بشر المريسي- وقد سئل عن رجل- فقال: هو على أحسن حال وأهنئها. فضحك الناس من لحنه، فقال قاسم التمار: ما هو إلا صوابا مثل قول ابن هرمة:
إن سليمى والله يكلأها ... ضنت بشيء ما كان يرزؤها
قال: فشغل الناس بتفسير القاسم عن لحن بشر المريسي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثني محمّد بن العبّاس الخزاز حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: قال إسحاق بن إبراهيم عن عمر بن منيع: كان بشر المريسي يقول:
صنوف من الزنادقة، سماهم- صنف كذا وكذا- يقولون ليس بشيء.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ البصريّ المالكي أخبرنا أحمد بن محمّد ابن عمر الخفاف- بنيسابور- حدثنا أبو العباس السراج قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول حدثني زياد بن أيوب قال السراج: وأظن أني سمعت من زياد قال سمعت عباد بن العوام يقول: كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم أنه ينتهي إلى أن يقولوا ليس في السماء شيء!.
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدّثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني عمر بن عثمان بن أخى على بن عاصم أخبرني يحيى بن على بن عاصم أخبرني عمر بن عثمان. قال: كنت عند أبي فاستأذن عليه بشر المريسي.
فقلت: يا أبت يدخل عليك مثل هذا؟ فقال: يا بني وماله؟ قال قلت: إنه يقول القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكيرا باطل، وإن الصراط باطل، وإن الساعة باطل، وإن الميزان باطل، مع كلام كثير. قال فقال:
أدخله علي، فأدخلته عليه، قال فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه- مرتين أو ثلاثا- فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر من تعبد، وأين ربك؟ قال فقال: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: أخبرت عنك أنك تقول القرآن مخلوق وإن الله معك في الأرض، مع كلام كثير. ولم أر شيئا أشد على أبي من قوله إن القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض. فقال له: يا أبا الحسن لم أجئ لهذا. إنما جئت في كتاب خالد تقرؤه عليّ. قال فقال له: لا ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه أين ربك، ويلك؟ فقال له: أو تعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك. قال: أما إذا أبيت فإن ربي نور في نور. قال فجعل يزحف إليه ويقول: ويحكم اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد كلمت هذا الصنف بخراسان.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رزق- قراءة- أخبرنا أبو على بن الصواف قال وجدت في كتاب أبي حدّثنا أبو بكر الباغنديّ حَدَّثَنَا الربيع بن سُلَيْمَان قَالَ سمعت الشَّافِعِيّ يقول: دخلت بغداد فنزلت على بشر المريسي، فأنزلني في غرفة له، فقالت لي أمه: لم جئت إلى هذا؟ قلت: أسمع منه العلم. فقالت: هذا زنديق!.
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أخبرنا دعلج بن أحمد حدثنا ابن خزيمة قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول أخبرني الشافعي قال: كلمتني أم المريسي أن أكلم المريسي أن يكف عن الكلام، فلما كلمته دعاني إليه فقال: إن هذا دين، قال فقلت إن أمك كلمتني أن أكلمك.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ العكبري- إجازة- أخبرنا على بن محمّد بن عبد الملك القرشيّ- قراءة- حدّثنا عيّاش بن الحسن البندار حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني أخبرني زكريّا بن يحيى حدثنا محمد بن إسماعيل قال سمعت الحسين بن علي الكرابيسي قال جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي فقالت:
يا أبا عبد الله أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شيء يواليه الناس عليه ويحبونه؟ فقال لها الشافعي: أفعل. فشهدت الشافعي- وقد دخل عليه بشر- فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة. أم وجوب عن السلف البحث فيه، والسؤال عنه. فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه، إلا أنه لا يسعنا خلافه. فقال له الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار، يواليك الناس عليه وتترك هذا؟ قال: لنا نهمة فيه. فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح. قال حسين: كلمت يوما بشرا المريسي شبيها بهذا السؤال. قال:
فرض مفترض. قلت: من كتاب. أو سنة، أو إجماع؟ قال: من كل. قال فكلمته حتى قام وهو يضحك منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق وأَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّلالُ. قَالا: حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان النجاد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسماعيل السلمي قَالَ سمعت البويطي يقول سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة فذكرت له حديث عمران ابن حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القرعة. فقال: يا أبا عبد الله هذا قمار. فأتيت أبا البختري فقلت له: سمعت المريسي يقول: القرعة قمار. قال: يا أبا عبد الله شاهد آخر وأقتله.
حدثني الأزهرى أخبرنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمذاني حدّثني الزبير بن عبد الواحد حدثني يوسف بن يعقوب بن مهران الأنماطي- ببغداد- حدّثنا داود بن على
الأصبهانيّ حدثنا أبو ثور قال سمعت الشافعي. يقول، قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل وله أولياء صغار وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟ فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب بن ملجم، ولعلي أولاد صغار؟
فقال: أخطأ الحسن بن علي. فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟! قال:
وهجرته من يومئذ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بن حمويه الهمذاني- بها- أخبرنا أحمد بن عبد الرّحمن الشّيرازيّ أخبرنا أبو شجاع الفضل بن العباس الهروي حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي. قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: دخل الشافعي على أمير المؤمنين وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين للشافعي: ألا تدري من هذا؟ هذا بشر المريسي! فقال له الشافعي: أدخلك الله في أسفل سافلين مع فرعون، وهامان، وقارون. فقال المريسي: أدخلك الله أعلى عليين مع محمد وإبراهيم، وموسى. قال محمد بن إسحاق: فذكرت هذه الحكاية لبعض أصحابنا فقال لي: ألا تدري أي شيء أراد المريسي بقوله؟ كان منه طنزا لأنه يقول ليس ثم جنة ولا نار!.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا جعفر مُحَمَّد بن صالح يقول: سمعت أبا سليمان داود بن الحسين يقول سمعت إسحاق بْن إبراهيم الحنظلي يقول: دخل حميد الطوسي على أمير المؤمنين- وعنده بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدري من هذا يا أبا غانم؟ قال: لا. قال هذا بشر المريسي! فقال- حميد: يا أمير المؤمنين هذا سيد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، انظر هل يقدر أن يرفع الموت؟ ثم نظر إلى بشر، فقال: لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقا.
أخبرني الحسن بن محمد الخلّال حدّثنا يوسف بن عمر القواس حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ قَالَ: سمعت أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم لؤلؤ يقول: مررت في الطريق فإذا بشر المريسي والناس عليه مجتمعون، فمر يهودي فأنا سمعته يقول:
لا يفسد عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا التوراة! - يعنى أباه كان يهوديا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسى حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
ابن صالح العجلى حدثني أبي قال: رأيت بشرا المريسي- عليه لعنة الله- مرة واحدة. شيخا قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيء باليهود.
وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع؟ ثم قال: لا يرحمه الله، ولقد كان فاسقا.
أخبرنا أبو بكر البرقاني حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلى حدّثنا أحمد بن طاهر ابن النجم الميانجى حدثنا سعيد بن عمرو البردعي قَالَ سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يقول: بشر المريسي زنديق.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ عياض القاضي بصور- أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع حدّثنا بن مخلد- إملاء- حدّثني يوسف بن يعقوب حدثنا بشار بن موسى قال سمعت أبا يوسف القاضي يقول لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل زنديق، أو رمى بالزندقة. يا بشر أنك تتكلم في القرآن، إن أقررت لله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقي- بالرقة- حدثنا سليم بن منصور بن عمار- في مجلس روح بن عبادة- قال: كتب بشر المريسي إلى أبيه منصور بن عمار: أخبرني القرآن خالق أو مخلوق؟! قال فكتب إليه: عافانا الله وإياك من كل فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة والجماعة فإنه إن يفعل فأعظم بها من نعمة، وإلا فهي الهلكة، وليست لأحد على الله بعد المرسلين حجة. نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة، تشارك فيها السائل والمجيب، وتعاطى السائل ما ليس لَهُ، وتكلف المجيب ما ليس عليه، وما أعرف خالقا إلا الله وما دون الله مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك وبالمختلفين معك، إلى أسمائه التي سماه الله بها تكن من المهتدين، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الَّذِينَ يخشونه بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قَالَ: سمعت الفضل بن إسحاق الدوري قال سمعت المعيطي يقول: كنا عند يزيد بن هارون فذكروا المريسي فقال: ما يقول؟ قالوا: يقول القرآن مخلوق. فقال: هذا كافر.
أَخْبَرَنَا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ أخبرنا محمّد بن جعفر الأدمى القاري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: كنا عند يزيد بن هارون وشاذ بن يحيى يناظره في شيء من أمر المريسي، وهو يدعو عليه، فسمعنا يزيد وهو يقول: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ الْكَتَّانِيُّ أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدّثني أبو بكر الختلي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال:
كنا عند يزيد بن هارون وشاذ يناظره في شيء من أمر المريسي وهو يدعو عليه، فتفرقنا على أن يزيد قَالَ: من قَالَ القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر.
أخبرني الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم بن الحسن حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة حدّثنا محمّد بن عبد الملك حدّثنا حامد بن يحيى عن يزيد بن هارون. قال: المريسي حلال الدم يقتل.
حدثني أحمد بن محمد المستملي أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي حدّثنا أحمد بن الحسين الجرادى حدثنا محمد بن يزيد. قال: قال يزيد بن هارون: حرضت أهل بغداد على قتل بشر المريسي غير مرة.
أخبرني الحسن بن على التّميميّ حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا الحسن بن أحمد بن صدفة حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة أخبرنا يحيى بن يوسف الزمي قال سمعت شبابة بن سوار يقول: اجتمع رأيي، ورأي أبي النضر هاشم بن القاسم، وجماعة من الفقهاء، على أن المريسي كافر جاحد، أرى أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عُنقه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي طاهر الدقاق أخبرنا أحمد بن سلمان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ سمعت أبي يقول: كنا نحضر مجلس أبي يوسف، فكان بشر المريسي يجيء فيحضر في آخر الناس فيشغب، فيقول: إيش تقول وإيش قلت يا أبا يوسف؟
فلا يزال يصيح ويضج، فكنت أسمع أبا يوسف يقول: اصعدوا به إلي. قال أبي:
وكنت في القرب منه، فجعل يناظر في مسألة فخفي بعض قوله، فقلت للذي كان أقرب مني: إيش قال له؟ قال: قال له أبو يوسف: لا تنتهي حتى تصعد خشبة.
أخبرنا أبو سعد المظفر بن الحسن- سبط أبي بكر بن لال الهمذاني- حدثنا جدي قال سمعت القاسم بن بندار يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول: ركب
عفان بن مسلم يوما وأنا قابض على عنان البغلة، فاستقبلنا شيخ قصير، كبير الرأس، كبير الأذنين، فقال: نح البغلة، نح البغلة، أما ترى الكافر؟ فقلت: من هذا يا أبا عثمان؟ قال: هذا بشر بن غياث، بشر المريسي. قال إبراهيم: ويوم مات بشر، جعل الصبيان يتعادون بين يدي الجنازة ويقولون: من يكتب إلى مالك؟ من يكتب إلى مالك.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي طاهر الدّقّاق أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أحمد بن إبراهيم الدورقي.
وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عيسى بْن الهيثم التمار حدّثنا عبيد بن خلف البزار قال حدّثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح المضروب- عند المسعودي القاضي- قال: سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشرا لمريسى يزعم أن القرآن مخلوق، لله علي إن أظفرني به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا قط. واللفظ لحديث ابن أبي طاهر.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بن مُوسَى البزّاز أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمّد المصريّ حدّثنا محمّد بن الحسين الأنماطيّ حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت ليلة جمعة- ونحن في طريق خراسان، وفي مفازة أموية ، إبليس في المنام. قال: وإذا بدنه ملبس شعرا، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق، وفي بدنه عيون مثل النار، قال قلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس. قال قلت له: وأين تريد؟ قال: بشر بن يحيى رجل كان عندنا بمرو يرى رأي المريسي. قال ثم قال: ما من مدينة إلا ولي فيها خليفة. قلت: من خليفتك بالعراق؟ قال: بشر المريسي، دعا الناس إلى ما عجزت عنه. قال: القرآن مخلوق.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني قال قرأنا على محمد بن إسحاق الصّفّار حدثكم إبراهيم ابن حمّاد حدّثنا العبّاس بن أبي طالب حدثنا يحيى بن يوسف الزمي. قال: رأيت في المنام إبليس رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، أسود مثل الليل، وله عينان في صدره، فلما رأيته قلت: من أنت؟ قال: هو إبليس، فجعلت أقرأ آية الكرسي. قال فقلت له: ما أقدمك هذه البلاد؟ قال: إلى بشر بن يحيى رجل من الجهمية، قال قلت: من استخلفت بالعراق؟ قال: ما من مدينة ولا قرية إلا ولي فيها خليفة، قلت:
ومن خليفتك بالعراق؟ فقال بشر المريسي، دعا الناس إلى أمر عجزت عنه.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حدثنا الحسين بن علي بن الحسين الأسدي حدثنا الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة القصباني حدثنا محمد بن يوسف العباسي. قال: حدثني محمد بن علي بن ظبيان القاضي.
قال: قال لي بشر بن غياث المريسي: القول في القرآن قول من خالفني غير مخلوق.
قال قلت فالقول قولهم ارجع عنه، قال أرجع عنه وقد قلته منذ أربعين سنة، ووضعت فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج.
أخبرني الحسن بن علي التميمي حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ حدّثنا محمّد بن أبي الثلج حدثنا عبد اللَّه بن مُحَمَّد بن مرزوق العتكي البصريّ حدثني أبو بكر بن خلاد الباهلي. قال: كنت عند ابن عيينة إذ أقبل بشر المريسي، فتكلم بذاك الكلام الرديء، فقال ابن عيينة: اقتلوه. قال ابن خلاد: فأنا فيمن ضربته بيدي.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني حدّثني أبو الزنباع روح بن الفرج المصريّ حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال قيل لسفيان بن عيينة: إن بشرا المريسي يقول: إن الله لا يرى يوم القيامة، فقال: قاتله الله دويبة، ألم يسمع الله يقول: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
[المطففين 15] فجعل احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجبت عن الأولياء والأعداء، فأي فضل للأولياء على الأعداء؟.
أخبرنا محمد بن أحمد بن حنبل قال: أخبرت عن بشر بن الوليد. قال: كنت جالسا عند أبي يوسف القاضي، فدخل عليه بشر المريسي، فقال له أبو يوسف:
حدثنا إسماعيل عن قيس عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر حديث الرؤية ثم قال أبو يوسف: إني والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك ينكرونه، وكأني بك قد شغلت على الناس خشبة باب الجسر فاحذر.
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال سمعت عُمر بْن أَحْمَد الواعظ قَالَ سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز يَقُولُ قال عبد الله بن عمر الجعفي سمعت حسينا الجعفي- حين حدث بحديث الرؤية يقول- على رغم أنف بشر المريسي.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِسْمَاعِيل الْكَاتِبُ حدثنا محمد بن محمد الواسطي قال حدثني ابن عبد الله الحمال حدثنا محمد بن أبي كبشة قال سمعت هاتفا في البحر يقول: لا إله إلا الله، على ثمامة
وعلى المريسي لعنة الله. قال: وكان معنا في المركب رجل من أصحاب بشر المريسي فخر ميتا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن الْحُسَيْنِ بْنِ رامين الأسترآباذي حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سعيد الجرجاني حدّثنا عمران بن موسى حدثنا الحسن بن محمد بن الأزهر قال سمعت عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا. قال: لما مات بشر بن غياث المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي، فلما رجع من جنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة، قالوا: يا عدو الله تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟! قل: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة. اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحدا من خلقك يوم القيامة، قال: فسكتوا عنه وضحكوا.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي المروزي قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وأنا في السوق، فلولا أنه كان موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود، والحمد لله الذي أماته هكذا قولوا!.
أخبرنا الحسين بن على الطناجيرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سويد المؤدب حدّثنا عثمان بن إسماعيل بن بكرى السكري قَالَ: سمعت أَبِي يقول سمعت أَحْمَد بن الدورقي يقول: مات رجل من جيراننا شاب، فرأيته في الليل وقد شاب! فقلت:
ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة!.
أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني أخبرني على ابن هارون أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه. قال: مات بشر المريسي في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين. قال: ويقال سنة تسع عشرة ومائتين.
بشر بن عبد الله بن يسار
السلمي الحمصي حدث بشر عن عبادة بن نسي بسنده عن عبادة بن الصامت قال:
كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشغل، فإذا قدم الرجل مهاجراً على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفعه إلى رجلٍ منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً كان معي في البيت أعشيه عشاء أهل البيت، وكنت أقرئه القرآن؛ فانصرف إلى أهله، فرأى أن عليه حقاً، فأهدى إلي قوساً لم أر أجود منها عوداً، ولا أحسن منها عطفاً، فأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: ما ترى يا رسول الله؟ فقال: " جمرةٌ بين كتفيك تعلقتها "، أو قال: " تقلدتها ".
حدث بشر بن عبد الله عن مكحول قال: قام فينا عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " مهلّ أهل المدينة من ذا الحليفة، ومهل أهل المغرب من الجحفة، ومهل أهل نجدٍ من قرن ".
قال عبد الله: وقال الناس: مهل أهل اليمن من يلملم، ولم أسمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
السلمي الحمصي حدث بشر عن عبادة بن نسي بسنده عن عبادة بن الصامت قال:
كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشغل، فإذا قدم الرجل مهاجراً على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دفعه إلى رجلٍ منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً كان معي في البيت أعشيه عشاء أهل البيت، وكنت أقرئه القرآن؛ فانصرف إلى أهله، فرأى أن عليه حقاً، فأهدى إلي قوساً لم أر أجود منها عوداً، ولا أحسن منها عطفاً، فأتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: ما ترى يا رسول الله؟ فقال: " جمرةٌ بين كتفيك تعلقتها "، أو قال: " تقلدتها ".
حدث بشر بن عبد الله عن مكحول قال: قام فينا عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " مهلّ أهل المدينة من ذا الحليفة، ومهل أهل المغرب من الجحفة، ومهل أهل نجدٍ من قرن ".
قال عبد الله: وقال الناس: مهل أهل اليمن من يلملم، ولم أسمعه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بشر بن آدم، أبو عبد الله الضرير :
سمع حماد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد العزيز بن المختار، وعبثر بن القاسم، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وصالح بن موسى الطلحي، وحبان بن علي، وعلي بن مسهر، وشريك بن عبد الله. روى عنه إسحاق بن راهويه، والعباس بن أبي طالب، وعباس بن مُحَمَّد الدوري ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وحامد بن سهل الثغري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم سألت أَبِي عنه. فَقَالَ: هو صدوق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا عبّاس بن محمّد بن حاتم حدّثنا بشر بن آدم حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ إِلا مَا فَتَّقَ الأَمْعَاءَ، وكان في الحولين» .
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: بشر بن آدم سمع سماعا كثيرا، ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه، والكتاب عنه .
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عمر بن غالب أخبرنا موسى بن هارون أخبرني أبي: أن مولد بشر بن آدم سنة خمسين ومائة .
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن آدم الضرير مات في سنة ثمان عشرة ومائتين.
راد غير الصفار عن ابن قانع: في شهر ربيع الأول .
قلت: وفي البصريين شيخ يقال له: بشر بن آدم، إلا أنه دون هذا في الطبقة، وهو ابن بنت أزهر بن سعد السمان، يروي عن جده أزهر، وعن محمد بن عون الزيادي.
حدث عنه أبو حاد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهما.
سمع حماد بن سلمة، وأبا عوانة، وعبد العزيز بن المختار، وعبثر بن القاسم، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وصالح بن موسى الطلحي، وحبان بن علي، وعلي بن مسهر، وشريك بن عبد الله. روى عنه إسحاق بن راهويه، والعباس بن أبي طالب، وعباس بن مُحَمَّد الدوري ومحمد بن أبي العوام الرياحي، وحامد بن سهل الثغري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
وقَالَ ابْن أَبِي حاتم سألت أَبِي عنه. فَقَالَ: هو صدوق .
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله المعدّل أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار حدّثنا عبّاس بن محمّد بن حاتم حدّثنا بشر بن آدم حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ إِلا مَا فَتَّقَ الأَمْعَاءَ، وكان في الحولين» .
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: بشر بن آدم سمع سماعا كثيرا، ورأيت أصحاب الحديث يتقون حديثه، والكتاب عنه .
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمد بن عمر بن غالب أخبرنا موسى بن هارون أخبرني أبي: أن مولد بشر بن آدم سنة خمسين ومائة .
أخبرنا السّمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن آدم الضرير مات في سنة ثمان عشرة ومائتين.
راد غير الصفار عن ابن قانع: في شهر ربيع الأول .
قلت: وفي البصريين شيخ يقال له: بشر بن آدم، إلا أنه دون هذا في الطبقة، وهو ابن بنت أزهر بن سعد السمان، يروي عن جده أزهر، وعن محمد بن عون الزيادي.
حدث عنه أبو حاد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهما.
بشر بن آدم الضَّرِير أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ سمع عَلّي بن مسْهر رَوَى عَنهُ البُخَارِيّ فِي سُجُود الْقُرْآن وَفِي فَضَائِل الْقُرْآن
بشر بن آدم الضَّرِير أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ أخرج البُخَارِيّ فِي سُجُود الْقُرْآن وفضائله عَنهُ عَن عَليّ بن مسْهر عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن بن عمر قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ السَّجْدَة وَنحن عِنْده فَيسْجد ونسجد مَعَه فنزدحم حَتَّى مَا يجد أَحَدنَا لجبهته موضعا يسْجد عَلَيْهِ قَالَ بن عدي بشر بن آدم هما اثْنَان أَحدهمَا أقدم من الآخر فالأقدم يحدث عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَأبي عوَانَة وطبقتهما وَالْآخر يحدث عَن جده أَزْهَر بن سعد السمان وَهُوَ بن ابْنَته وَيُشبه أَن يكون هُوَ الَّذِي يروي عَنهُ البُخَارِيّ وَقد ذكرهمَا جَمِيعًا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم فَقَالَ بشر بن آدم بغدادي يروي عَن أبي عوَانَة وَعلي بن مسْهر قَالَ وَسَأَلت أبي عَنهُ فَقَالَ هُوَ صَدُوق قَالَ عبد الرَّحْمَن وَبشر بن آدم بن ابْنة أَزْهَر بن سعد السمان أَبُو عبد الرَّحْمَن الْبَصْرِيّ يروي عَن جده أَزْهَر وَعَن أُميَّة بن خَالِد وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ وَسَأَلت أبي عَنهُ فَقَالَ لَيْسَ بِقَوي قَالَ عبد الرَّحْمَن وروى عَنهُ أبي وَأَبُو زرْعَة فَيدل هَذَا على أَن الَّذِي أخرج البُخَارِيّ عَنهُ هُوَ الأول
بشر بن عبد الله
بشر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري من بني الحارث بْن الخزرج قتل باليمامة شهيدًا، ولم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال: بشير، قاله أَبُو عمر.
أخبرنا عمار، عن سلمة بْن الفضل، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: وبشر بْن عَبْد اللَّهِ، ولم ينسبه، ويرد في بشير إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.
بشر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري من بني الحارث بْن الخزرج قتل باليمامة شهيدًا، ولم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال: بشير، قاله أَبُو عمر.
أخبرنا عمار، عن سلمة بْن الفضل، عن ابن إِسْحَاق في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بْن الخزرج: وبشر بْن عَبْد اللَّهِ، ولم ينسبه، ويرد في بشير إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أَبُو عمر.
بشر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء روى عن أبيه عبد الله بن سلمة عن أبيه عن بديل بن ورقاء روى الوليد بن مسلم عن سليمان بن موسى عنه.
_ - بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أبو سلمة روى عنه اسماعيل ابن عياش ويحيى بن يحيى ومعلى بن منصور الرازي سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد وروى عنه نعيم بن ميسرة [النحوي - ] الرازي.
_ - بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أبو سلمة روى عنه اسماعيل ابن عياش ويحيى بن يحيى ومعلى بن منصور الرازي سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد وروى عنه نعيم بن ميسرة [النحوي - ] الرازي.
بشر بْن سحيم الغفاري،
لَهُ صحبة.
لَهُ صحبة.
بشر بن سحيم الغفاري له صحبة روى عنه نافع بن جبير بن مطعم
سمعت أبي يقول ذلك.
سمعت أبي يقول ذلك.
بشر بْن سحيم الْغِفَارِيّ سمع النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول أَيَّام التَّشْرِيق لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا نفس مسلمة وَإِن هَذِه الْأَيَّام أَيَّام أكل وَشرب وَقد قيل إِنَّه من خُزَاعَة كَانَ ينزل كرَاع الغميم
بشر بن سحيم الغفاري
ويقال له: البهزي، عداده في أهل الحجاز، وكان يسكن كراع الغميم وضجنان، قاله محمد بن سعد.
روى عنه: نافع بن جبير وغيره.
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسعود، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان، ح: وحدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عمران، قال: حدثنا القاسم بن الحكم، قال: حدثنا مسعر، ح:
وأخبرنا خيثمة، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
قال خيثمة: وحدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بشر بن عمر، قالا: عن شعبة، كلهم عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وهذه أيام أكل وشرب» .
رواه أبو إسحاق السبيعي، وحمزة الزيات، وقيس، وحماد بن شعيب، وحجاج بن أرطأة، والمسعودي وغيرهم، عن حبيب.
ورواه عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمرو: وسماه لي نافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من بني غفار، يقال له بشر بن سحيم: «قم فأذن، أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وهذه أيام أكل وشرب، أيام مني» .
أخبرناه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، ح:
وحدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن المرزوي، قال: حدثنا الحارث بن محمد التميمي، قال: حدثنا روح، جميعًا عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار بهذا.
ويقال له: البهزي، عداده في أهل الحجاز، وكان يسكن كراع الغميم وضجنان، قاله محمد بن سعد.
روى عنه: نافع بن جبير وغيره.
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، قال: حدثنا أبو مسعود، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان، ح: وحدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عمران، قال: حدثنا القاسم بن الحكم، قال: حدثنا مسعر، ح:
وأخبرنا خيثمة، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: حدثنا يزيد بن هارون.
قال خيثمة: وحدثنا أبو قلابة، قال: حدثنا بشر بن عمر، قالا: عن شعبة، كلهم عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وهذه أيام أكل وشرب» .
رواه أبو إسحاق السبيعي، وحمزة الزيات، وقيس، وحماد بن شعيب، وحجاج بن أرطأة، والمسعودي وغيرهم، عن حبيب.
ورواه عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمرو: وسماه لي نافع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من بني غفار، يقال له بشر بن سحيم: «قم فأذن، أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وهذه أيام أكل وشرب، أيام مني» .
أخبرناه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن جعفر، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، ح:
وحدثنا عبد الله بن الحسين بن الحسن المرزوي، قال: حدثنا الحارث بن محمد التميمي، قال: حدثنا روح، جميعًا عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار بهذا.
بِشْرُ بْنُ سُحَيْمٍ الْغِفَارِيُّ، وَقِيلَ الْبَهْزِيُّ رَوَى عَنْهُ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْوَاقِدِيُّ: سَكَنَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ وَضِجْنَانَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَشُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْطَلِقْ فَنَادِ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا تَصُومُوهُنَّ" لَفْظُ حَجَّاجٍ. رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَمِسْعَرٌ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَحَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَرَوَاهُ الْحَمَّادَانِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ بِشْرٍ، ح وَرَوَاهُ أَيُّوبُ وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مُرْسَلًا
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَشُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْطَلِقْ فَنَادِ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا تَصُومُوهُنَّ" لَفْظُ حَجَّاجٍ. رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَمِسْعَرٌ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَحَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، وَرَوَاهُ الْحَمَّادَانِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ بِشْرٍ، ح وَرَوَاهُ أَيُّوبُ وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مُرْسَلًا
بشر بن سحيم الغفاري
سكن المدينة.
- حدثني [] وعبيد الله بن [عمر] القواريري [] [عن نافع بن] جبير عن بشر بن سحيم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلا
مؤمن] وأنها أيام [أكل] [وشرب].
- حدثنا محمد بن عباد، [] وعلي بن []، حدثنا سفيان، حدثنا عمر وسمع [] عبيد ثم بعث بشر بن [سحيم في] يوم النحر يؤذن في الناس أنها أيام أكل وشرب ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.// //
ابن أبي حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم [] وهذا لفظ ابن عيينة قالوا: [] عن عمرو عن نافع بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم []
عن بشر وجوده الحميدي.
- حدثنيه محمد بن أحمد بن الجنيد نا الحميدي نا سفيان نا عمرو عن نافع بن جبير عن بشر بن سحيم الغفاري قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فذكر الحديث.
- حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي نا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن بشر بن سحيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا فنادى أيام التشريق: أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وأنها أيام أكل وشرب.
قال أبو القاسم: وقد روى هذا الحديث حماد بن زيد وابن عيينة وحماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن بشر بن سحيم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن جريج وشعبة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم.
- حدثني جدي نا روح نا ابن جريج قال ثني عمرو بن دينار أن نافع بن جبير أخبره أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: عمرو وقد سماه نافع فنسيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من بني غفار يقال له: بشر بن سحيم فذكر الحديث.
- وحدثني عبد الله بن أحمد قال ثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم فذكر الحديث.
قال أبو القاسم: وأصح الروايات عندي حديث ابن عيينة لأنه أثبت الناس في عمرو بن دينار.
وأخبرت عن يحيى بن معين قال: ابن عيينة أثبت في عمرو بن دينار من الثوري.
حدثنا إسحاق بن منصور [] نا مؤمل قال: سمعت [يقول] من أراد [].
فعليه بحماد بن زيد ومن أراد عمرو بن دينار فعليه [بسفيان] بن عيينة.
-
سكن المدينة.
- حدثني [] وعبيد الله بن [عمر] القواريري [] [عن نافع بن] جبير عن بشر بن سحيم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلا
مؤمن] وأنها أيام [أكل] [وشرب].
- حدثنا محمد بن عباد، [] وعلي بن []، حدثنا سفيان، حدثنا عمر وسمع [] عبيد ثم بعث بشر بن [سحيم في] يوم النحر يؤذن في الناس أنها أيام أكل وشرب ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة.// //
ابن أبي حسين عن النبي صلى الله عليه وسلم [] وهذا لفظ ابن عيينة قالوا: [] عن عمرو عن نافع بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم []
عن بشر وجوده الحميدي.
- حدثنيه محمد بن أحمد بن الجنيد نا الحميدي نا سفيان نا عمرو عن نافع بن جبير عن بشر بن سحيم الغفاري قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فذكر الحديث.
- حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي نا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن بشر بن سحيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا فنادى أيام التشريق: أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وأنها أيام أكل وشرب.
قال أبو القاسم: وقد روى هذا الحديث حماد بن زيد وابن عيينة وحماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن بشر بن سحيم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه ابن جريج وشعبة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم.
- حدثني جدي نا روح نا ابن جريج قال ثني عمرو بن دينار أن نافع بن جبير أخبره أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: عمرو وقد سماه نافع فنسيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من بني غفار يقال له: بشر بن سحيم فذكر الحديث.
- وحدثني عبد الله بن أحمد قال ثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن سحيم فذكر الحديث.
قال أبو القاسم: وأصح الروايات عندي حديث ابن عيينة لأنه أثبت الناس في عمرو بن دينار.
وأخبرت عن يحيى بن معين قال: ابن عيينة أثبت في عمرو بن دينار من الثوري.
حدثنا إسحاق بن منصور [] نا مؤمل قال: سمعت [يقول] من أراد [].
فعليه بحماد بن زيد ومن أراد عمرو بن دينار فعليه [بسفيان] بن عيينة.
-
بِشْرُ بْنُ سُحَيْمٍ الْغِفَارِيُّ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحَمَّارِ، نا مُحْرِزُ بْنُ هِشَامٍ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، نا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَهَذِهِ الْأَيَّامُ أَكْلٌ وَشُرْبٌ» حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبِي، نا أَبِي، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ وَأَنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ
بِشْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْبَكَّاءُ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَسَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا عِمْرَانُ بْنُ مَاعِزٍ الْبَكَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَكَّاءِ، أَنَّهُ «وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مَاعِزٍ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْتُكَ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَأُسْلِمَ وَتَدْعُوَ لِي بِالْبَرَكَةِ «فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحَمَّارِ، نا مُحْرِزُ بْنُ هِشَامٍ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، نا أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَهَذِهِ الْأَيَّامُ أَكْلٌ وَشُرْبٌ» حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبِي، نا أَبِي، نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ، نا أَبُو سَلَمَةَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِيَ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ وَأَنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ
بِشْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْبَكَّاءُ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الْأَسَدِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، نا عِمْرَانُ بْنُ مَاعِزٍ الْبَكَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَكَّاءِ، أَنَّهُ «وَفَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مَاعِزٍ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْتُكَ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَأُسْلِمَ وَتَدْعُوَ لِي بِالْبَرَكَةِ «فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ»
بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي
عامل عمر بن الخطاب على صدقات هوازن.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سيار، عن أبي وائل: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلف فلقيه، فقال: ما خلفك؟ أما ترى أن لنا عليك سمعًا وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ولي من أمور المسلمين شيئًا أتي به يوم القيامة، حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر» .
أخبرنا عمر بن محمد العطار بمصر، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا شيبان، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: أتاني أبو العالية وصاحب لي، قال: هلما فإنكما أشب مني وأوعى للحديث، فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم ...
الحديث.
أخبرنا خالد بن أحمد الحضرمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، قال: حدثني عمار بن أبي يحيى، عن سلمة بن تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن سفيان، قال: بعث عمر بن الخطاب بشر بن عاصم على صدقات مكة والمدينة، فمكث بشر بن عاصم لم يخرج، فلقيه عمر، فقال له: يا بشر، ما منعك أن تخرج إلى ما وليتك من أمر المسلمين، أما ترى لنا عليك حقًا؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، ولكن كيف أخرج على عمل، وقد سمعت من رسول الله ما سمعت، قال: وماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئًا وقف به على جسر جهنم، يزعزع به الجسر، حتى يزول كل عظم من حقه، مغفور له بعد أو معذب» .
قال: فأدبر عمر كئيبًا حتى انتهى إلى مجلس فيه أبو ذر، وسلمان، فقال أبو ذر: مرحبا يا أمير المؤمنين، فقال عمر: وكيف يهنأ العيش مع ما سمعت بشر بن عاصم يذكر عن رسول الله، فقال أبو ذر: وما سمعت بشرًا
يذكر؟ فحدثه عمر، فقال أبو ذر: ربما سمعته من رسول الله، فقال عمر: فمن يأخذها مني بما فيها، فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض، شقت عليك يا عمر؟ فقال: نعم
قال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئًا وقف به على جسر جهنم، فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فألقاه في جب لم يبلغ قعره ثمانين خريفًا، أسود مثل القار» .
هذه أوجع لنفسك أم تلك الأولى؟ قال عمر: كل قد أوجع نفسي، قال أبو ذر: أما قولك من يأخذها مني بما فيها، فإنه لن يجزيك الخروج، ولم نر منك إلا خيرا، ولكني أخشى أن يوليها من لم يعدل فيها، فإذا أنت لم تنج منها، فلذلك قلت، يا ابن الخطاب: من سلت الله عز وجل أنفه، وألصق خده بالأرض.
هذا حديث غريب من رواية عمر بن الخطاب، عن بشر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
عامل عمر بن الخطاب على صدقات هوازن.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سيار، عن أبي وائل: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلف فلقيه، فقال: ما خلفك؟ أما ترى أن لنا عليك سمعًا وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ولي من أمور المسلمين شيئًا أتي به يوم القيامة، حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر» .
أخبرنا عمر بن محمد العطار بمصر، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا شيبان، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: أتاني أبو العالية وصاحب لي، قال: هلما فإنكما أشب مني وأوعى للحديث، فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم ...
الحديث.
أخبرنا خالد بن أحمد الحضرمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، قال: حدثني عمار بن أبي يحيى، عن سلمة بن تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن سفيان، قال: بعث عمر بن الخطاب بشر بن عاصم على صدقات مكة والمدينة، فمكث بشر بن عاصم لم يخرج، فلقيه عمر، فقال له: يا بشر، ما منعك أن تخرج إلى ما وليتك من أمر المسلمين، أما ترى لنا عليك حقًا؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، ولكن كيف أخرج على عمل، وقد سمعت من رسول الله ما سمعت، قال: وماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئًا وقف به على جسر جهنم، يزعزع به الجسر، حتى يزول كل عظم من حقه، مغفور له بعد أو معذب» .
قال: فأدبر عمر كئيبًا حتى انتهى إلى مجلس فيه أبو ذر، وسلمان، فقال أبو ذر: مرحبا يا أمير المؤمنين، فقال عمر: وكيف يهنأ العيش مع ما سمعت بشر بن عاصم يذكر عن رسول الله، فقال أبو ذر: وما سمعت بشرًا
يذكر؟ فحدثه عمر، فقال أبو ذر: ربما سمعته من رسول الله، فقال عمر: فمن يأخذها مني بما فيها، فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض، شقت عليك يا عمر؟ فقال: نعم
قال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئًا وقف به على جسر جهنم، فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فألقاه في جب لم يبلغ قعره ثمانين خريفًا، أسود مثل القار» .
هذه أوجع لنفسك أم تلك الأولى؟ قال عمر: كل قد أوجع نفسي، قال أبو ذر: أما قولك من يأخذها مني بما فيها، فإنه لن يجزيك الخروج، ولم نر منك إلا خيرا، ولكني أخشى أن يوليها من لم يعدل فيها، فإذا أنت لم تنج منها، فلذلك قلت، يا ابن الخطاب: من سلت الله عز وجل أنفه، وألصق خده بالأرض.
هذا حديث غريب من رواية عمر بن الخطاب، عن بشر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، بِأَصْبَهَانَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ح وَثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، اسْتَعْمَلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ، قَالَ: فَتَخَلَّفَ بِشْرٌ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا خَلَّفَكَ، أَمَا لَنَا عَلَيْكَ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ، فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا. قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ كَئِيبًا حَزِينًا، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا؟ قَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ كَئِيبًا حَزِينًا، وَقَدْ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ، وَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» . قَالَ أَبُو ذَرٍّ: وَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ وَلِيَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ، فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ» ، فَأَيُّ الْحَدِيثَيْنِ أَوَجَعُ لِقَلْبِكَ؟ قَالَ: كِلَاهُمَا قَدْ وَجَعَ قَلْبِي، فَمَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا؟ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَنْ سَلَتَ اللهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ، أَمَا إِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَعَسَى إِنْ وَلَّيْتَهَا مَنْ لَا يَعْدِلُ فِيهَا أَنْ لَا تَنْجُوَ مِنْ إِثْمِهَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَهْدَهُ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ؛ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْوُلَاةَ يُجَاءُ بِهِمْ، فَيُوقَفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَمَنْ كَانَ مِطْوَاعًا لِلَّهِ تَنَاوَلَهُ بِيَمِينِهِ حَتَّى يُنَجِّيَهُ، وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ إِلَى وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا» . فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَسَلْمَانَ، فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللهِ، وَبَعْدَ الْوَادِي وَادٍ آخَرُ مِنْ نَارٍ قَالَ: وَسَأَلَ سَلْمَانَ، فَكَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَنْ سَلَتَ اللهُ أَنْفَهُ وَعَيْنَيْهِ، وَأَضْرَعَ خَدَّهُ إِلَى الْأَرْضِ " وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ مِثْلَهُ بِطُولِهِ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، بِأَصْبَهَانَ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ح وَثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، اسْتَعْمَلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ، قَالَ: فَتَخَلَّفَ بِشْرٌ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: مَا خَلَّفَكَ، أَمَا لَنَا عَلَيْكَ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ، فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا. قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ كَئِيبًا حَزِينًا، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا؟ قَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ كَئِيبًا حَزِينًا، وَقَدْ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ، وَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» . قَالَ أَبُو ذَرٍّ: وَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ وَلِيَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ، فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ» ، فَأَيُّ الْحَدِيثَيْنِ أَوَجَعُ لِقَلْبِكَ؟ قَالَ: كِلَاهُمَا قَدْ وَجَعَ قَلْبِي، فَمَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا؟ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَنْ سَلَتَ اللهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ، أَمَا إِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَعَسَى إِنْ وَلَّيْتَهَا مَنْ لَا يَعْدِلُ فِيهَا أَنْ لَا تَنْجُوَ مِنْ إِثْمِهَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَهْدَهُ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ؛ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْوُلَاةَ يُجَاءُ بِهِمْ، فَيُوقَفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ، فَمَنْ كَانَ مِطْوَاعًا لِلَّهِ تَنَاوَلَهُ بِيَمِينِهِ حَتَّى يُنَجِّيَهُ، وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ إِلَى وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا» . فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَسَلْمَانَ، فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللهِ، وَبَعْدَ الْوَادِي وَادٍ آخَرُ مِنْ نَارٍ قَالَ: وَسَأَلَ سَلْمَانَ، فَكَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَنْ سَلَتَ اللهُ أَنْفَهُ وَعَيْنَيْهِ، وَأَضْرَعَ خَدَّهُ إِلَى الْأَرْضِ " وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ مِثْلَهُ بِطُولِهِ
بشر بن عمر الزهْرَانِي
بشر بن عمر الزهراني: "بصري"، ثقة، كتبت عنه.
- بشر بن عمر الزهراني. يكنى أبا محمد, مات سنة تسع ومائتين.
بشر بن عمر الزهراني روى عن مالك وهمام روى عنه ابن المديني ومحمد بن المثنى سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو صدوق.
بشر بن عمر الزهراني
قال عبد اللَّه: قال أبي: ورأيت بشر بن عمر -يعني: الزهراني- وكان إنسانًا غلقًا سيَّئ الخلق، فلم يُقَدَّر أن أكتب عنه شيئًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4555)
قال عبد اللَّه: قال أبي: ورأيت بشر بن عمر -يعني: الزهراني- وكان إنسانًا غلقًا سيَّئ الخلق، فلم يُقَدَّر أن أكتب عنه شيئًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4555)
بشر بْن رَافع النجراني كنيته أَبُو الأسباط كَانَ مفتي أهل نَجْرَان يَرْوِي عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير وَابْن عجلَان روى عَنْهُ صَفْوَان بْن عِيسَى وَعبد الرَّزَّاق يَأْتِي بالطامات فيهمَا يَرْوِي عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير أَشْيَاء مَوْضُوعَة يعرفهَا من لَمْ يكن الْحَدِيث صناعته كَأَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا روى عَن بن عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه داوء مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الْهَمُّ ثناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا إِسْحَاقُ أَنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْهُ وَرَوَى يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّه قَالَ الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ وَالْفَاجِرُ حب لَئِيمٌ أَنْبَأَنَاهُ أَبُو يَعْلَى ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ النَّجْرَانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَرَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا خَيْرَ فِي التِّجَارَةِ إِلَّا كَسْبُ تَاجِرٍ إِنْ بَاعَ يَمْدَحُ وَإِنِ اشْتَرَى لَمْ يَذُمَّ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَيْسَرَ الْقَضَاءَ وَإِنْ كَانَ لَهُ أَيْسَرَ التَّقَاضِي وَاتَّقَى الْحَلِفَ وَالْكَذِبَ فِي بَيْعِهِ كُلِّهُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ
بشر بن رافع النجراني من اليمن الحارثي أبو الأسباط كناه حاتم بن إسماعيل منكر الحديث.
بشر بْن رافع النجراني.
ويقال هو أبو أسباط الحارثي الَّذِي يحدث عَنْهُ حاتم بْن إسماعيل.
قَالَ الشَّيخ: قَالَ لنا ابْن حَمَّاد عَن النسائي قَالَ أَبُو أسباط يروي عَنْهُ حاتم بْن إسماعيل لَيْسَ بالقوي
أَخْبَرنا بن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال بشر بْن رافع هُوَ النجراني لَيْسَ بشَيْءٍ هُوَ ضعيف الْحَدِيث روى عَنْهُ عَبد الرَّزَّاق وصفوان بْن عيسى.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يَقُولُ قد روى عَبد الرَّزَّاق عَن رجل، يُقَال لَهُ: بشر بْن رافع.
وقال النسائي بشر بْن رافع ضعيف.
حَدَّثَنَا ابْن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يَقُولُ حاتم بْن إسماعيل يروي، عَن أَبِي أسباط الحارثي شيخ كوفي، وَهو ثقة قلت لَهُ هُوَ ثقة قَالَ يَحْيى يحدث بمناكير.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ مُحَمد بْنِ نصر الحلبي، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، حَدَّثَنا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ وَحَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ، أَخْبَرنا أَبُو عَبد اللَّهِ الْعَطَّارُ وَأَخْبَرَنَا عَبد الرَّزَّاق، قَالا: حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَضَعَهُ فِي الأَرْضِ فأفشوه بينكم
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْكَرِيمِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ أنا عَبد الرَّزَّاق وَأَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ مُحَمد بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ حَوْلَ، ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ تَدْفَعُ عَنْ صَاحِبِهَا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ دَاءً مِنْ أَنْوَاعِ البلاء أدناها الهم.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نصر، حَدَّثَنا عقبة بن مكرم، حَدَّثَنا صفوان بن عيسى، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ الْبَكَّاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسلَّمَ مَن قَال أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَوْ مَرَّةً شَكَّ صَفْوَانُ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ فَرَّ مِنَ الزحف.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُمَر، حَدَّثَنا يوسف بن سليمان، حَدَّثَنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنا أَبُو الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ الْيَمَانِيُّ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَعَلَّمُوا أَنْسَابَكُمْ تَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد الشَّرْقِيُّ، حَدَّثَنا حَمْدَانُ السَّلَمِيُّ، حَدَّثَنا يَحْيى بن يَحْيى،
حَدَّثَنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَن أَبِي أَسْبَاطٍ الْحَارِثِيِّ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ المؤمن رغد كريم والفاجر خب لئيم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَيَارَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُمَر، قَالا: حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَن أَبِي الأَسْبَاطِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جُنَادَةَ بن أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يَقُومُ فِي الْجِنَازَةِ حَتَّى تُوضَعَ فَمَرَّ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ هَكَذَا نَفْعَلُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ خَالِفُوهُمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ صَحَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيَّ هُوَ بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ لأَنَّ البُخارِيّ قَدْ قَالَ وَرَوَى بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جُنَادَةَ وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ هَذَا الْحَدِيثَ.
وَقَالََ الشَّيْخُ: بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ هُوَ أَبُو الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ وَلِبِشْرِ بْنِ رَافِعٍ غَيْرُ هَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ مِمَّا يَرْوِيهِ عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَعَبد الرَّزَّاق وَغَيْرُهُمَا، وَهو مُقَارَبُ الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِأَخْبَارِهِ وَلَمْ أَجِدْ لَهُ حديثًا منكرا
وَعِنْدَ البُخارِيّ أَنَّ بِشْرَ بْنَ رَافِعٍ هَذَا أَبُو الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ وَعِنْدَ يَحْيى بْنِ مَعِين أَنَّ أَبَا أَسْبَاطٍ شَيْخٌ كُوفِيٌّ وَلَكِنْ قَدْ ذَكَرَ يُوسُفُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ حَاتِمٍ، عَن أَبِي أَسْبَاطٍ الْحَارِثِيِّ الْيَمَانِيِّ وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ أَنَّ بِشْرَ بْنَ رَافِعٍ غَيْرُ أَبِي الأسباط وما قاله البُخارِيّ فمحتمل وَمَا قَالَهُ يَحْيى وَالنَّسَائِيُّ فَمُحْتَمَلٌ أَيضًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ وَبِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، وأَبُو الأَسْبَاطِ إِنْ كَانَا اثْنَيْنِ فَلَهُمَا أَحَادِيثُ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُهُ وَكَأَنَّ أَحَادِيثَ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ أَنْكَرُ مِنْ أَحَادِيثِ أَبِي الأَسْبَاطِ.
ويقال هو أبو أسباط الحارثي الَّذِي يحدث عَنْهُ حاتم بْن إسماعيل.
قَالَ الشَّيخ: قَالَ لنا ابْن حَمَّاد عَن النسائي قَالَ أَبُو أسباط يروي عَنْهُ حاتم بْن إسماعيل لَيْسَ بالقوي
أَخْبَرنا بن حماد، حَدَّثَنا عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال بشر بْن رافع هُوَ النجراني لَيْسَ بشَيْءٍ هُوَ ضعيف الْحَدِيث روى عَنْهُ عَبد الرَّزَّاق وصفوان بْن عيسى.
حَدَّثَنَا ابْن أَبِي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يَقُولُ قد روى عَبد الرَّزَّاق عَن رجل، يُقَال لَهُ: بشر بْن رافع.
وقال النسائي بشر بْن رافع ضعيف.
حَدَّثَنَا ابْن أبي بكر، حَدَّثَنا عباس سمعت يَحْيى يَقُولُ حاتم بْن إسماعيل يروي، عَن أَبِي أسباط الحارثي شيخ كوفي، وَهو ثقة قلت لَهُ هُوَ ثقة قَالَ يَحْيى يحدث بمناكير.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ مُحَمد بْنِ نصر الحلبي، حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، حَدَّثَنا عَبد الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ وَحَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ، أَخْبَرنا أَبُو عَبد اللَّهِ الْعَطَّارُ وَأَخْبَرَنَا عَبد الرَّزَّاق، قَالا: حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَضَعَهُ فِي الأَرْضِ فأفشوه بينكم
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْكَرِيمِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ أنا عَبد الرَّزَّاق وَأَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ مُحَمد بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: لاَ حَوْلَ، ولاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ تَدْفَعُ عَنْ صَاحِبِهَا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ دَاءً مِنْ أَنْوَاعِ البلاء أدناها الهم.
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نصر، حَدَّثَنا عقبة بن مكرم، حَدَّثَنا صفوان بن عيسى، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ الْبَكَّاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسلَّمَ مَن قَال أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَوْ مَرَّةً شَكَّ صَفْوَانُ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ فَرَّ مِنَ الزحف.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُمَر، حَدَّثَنا يوسف بن سليمان، حَدَّثَنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنا أَبُو الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ الْيَمَانِيُّ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ تَعَلَّمُوا أَنْسَابَكُمْ تَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد الشَّرْقِيُّ، حَدَّثَنا حَمْدَانُ السَّلَمِيُّ، حَدَّثَنا يَحْيى بن يَحْيى،
حَدَّثَنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَن أَبِي أَسْبَاطٍ الْحَارِثِيِّ، عَن يَحْيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَن أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ المؤمن رغد كريم والفاجر خب لئيم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَهْرَيَارَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ عُمَر، قَالا: حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَن أَبِي الأَسْبَاطِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جُنَادَةَ بن أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ يَقُومُ فِي الْجِنَازَةِ حَتَّى تُوضَعَ فَمَرَّ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ هَكَذَا نَفْعَلُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ خَالِفُوهُمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَقَدْ صَحَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيَّ هُوَ بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ لأَنَّ البُخارِيّ قَدْ قَالَ وَرَوَى بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جُنَادَةَ وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ هَذَا الْحَدِيثَ.
وَقَالََ الشَّيْخُ: بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ هُوَ أَبُو الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ وَلِبِشْرِ بْنِ رَافِعٍ غَيْرُ هَذَا مِنَ الأَحَادِيثِ مِمَّا يَرْوِيهِ عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، وَعَبد الرَّزَّاق وَغَيْرُهُمَا، وَهو مُقَارَبُ الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِأَخْبَارِهِ وَلَمْ أَجِدْ لَهُ حديثًا منكرا
وَعِنْدَ البُخارِيّ أَنَّ بِشْرَ بْنَ رَافِعٍ هَذَا أَبُو الأَسْبَاطِ الْحَارِثِيُّ وَعِنْدَ يَحْيى بْنِ مَعِين أَنَّ أَبَا أَسْبَاطٍ شَيْخٌ كُوفِيٌّ وَلَكِنْ قَدْ ذَكَرَ يُوسُفُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ حَاتِمٍ، عَن أَبِي أَسْبَاطٍ الْحَارِثِيِّ الْيَمَانِيِّ وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ أَنَّ بِشْرَ بْنَ رَافِعٍ غَيْرُ أَبِي الأسباط وما قاله البُخارِيّ فمحتمل وَمَا قَالَهُ يَحْيى وَالنَّسَائِيُّ فَمُحْتَمَلٌ أَيضًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ وَبِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، وأَبُو الأَسْبَاطِ إِنْ كَانَا اثْنَيْنِ فَلَهُمَا أَحَادِيثُ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُهُ وَكَأَنَّ أَحَادِيثَ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ أَنْكَرُ مِنْ أَحَادِيثِ أَبِي الأَسْبَاطِ.
بِشْرُ بنُ عُمَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّهْرَانِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّهْرَانِيُّ، البَصْرِيُّ.
سَمِعَ: عِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ، وَعَاصِمَ بنَ مُحَمَّدٍ العُمَرِيَّ، وَهَمَّامَ بنَ يَحْيَى، وَأَبَانَ بنَ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَبِشْرُ بنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالذُّهْلِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُطَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.وَثَّقَهُ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِدِمَشْقَ - قَدِمَا عَلَيْنَا - قَالاَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عِلاَّنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَعْقِلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوْءٍ ) .
أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، عَنِ الذُّهْلِيِّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّهْرَانِيُّ، البَصْرِيُّ.
سَمِعَ: عِكْرِمَةَ بنَ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةَ بنَ الحَجَّاجِ، وَعَاصِمَ بنَ مُحَمَّدٍ العُمَرِيَّ، وَهَمَّامَ بنَ يَحْيَى، وَأَبَانَ بنَ يَزِيْدَ، وَجَمَاعَةً.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه، وَبِشْرُ بنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، وَالذُّهْلِيُّ، وَنَصْرُ بنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُطَعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.وَثَّقَهُ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَتَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوْقٌ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِدِمَشْقَ - قَدِمَا عَلَيْنَا - قَالاَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا جَدِّي؛ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بنُ عِلاَّنَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الحِيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ مَعْقِلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوْءٍ ) .
أَخْرَجَهُ: النَّسَائِيُّ، عَنِ الذُّهْلِيِّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
بشر بن نمير القشيري بصري متروك.
بشر بْن نمير الْقشيرِي
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد:
وَرَوَى عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَرْبَعَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ: عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُدْمِنُ خَمْرٍ، وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ "
يَقُول إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد:
وَرَوَى عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَرْبَعَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ: عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُدْمِنُ خَمْرٍ، وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ "
بشر بن نمير الْقشيرِي
بَصرِي يروي عَن الْقَاسِم أبي عبد الرَّحْمَن روى عَن حَمَّاد بن زيد
قَالَ يحي بن سعيد كَانَ ركنا من أَرْكَان الْكَذِب وَقَالَ أَحْمد ترك النَّاس حَدِيثه وَتَركه عَليّ وَفِي رِوَايَة عَن أَحْمد قَالَ يحيى بن الْعَلَاء كَذَّاب يضع الحَدِيث وَبشر بن نمير أَسْوَأ حَالا مِنْهُ وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَعلي بن الْجُنَيْد مَتْرُوك
بَصرِي يروي عَن الْقَاسِم أبي عبد الرَّحْمَن روى عَن حَمَّاد بن زيد
قَالَ يحي بن سعيد كَانَ ركنا من أَرْكَان الْكَذِب وَقَالَ أَحْمد ترك النَّاس حَدِيثه وَتَركه عَليّ وَفِي رِوَايَة عَن أَحْمد قَالَ يحيى بن الْعَلَاء كَذَّاب يضع الحَدِيث وَبشر بن نمير أَسْوَأ حَالا مِنْهُ وَقَالَ يحيى لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَعلي بن الْجُنَيْد مَتْرُوك
بشر بن نمير القشيري بصري روى عن القاسم أبي عبد الرحمن صاحب أبي أمامة روى عنه حماد بن زيد وعبد الوارث وأبو عوانة ويزيد بن زريع ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل - ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - يعني القطان - وقيل له: لقيت بشر بن نمير؟ قال: نعم وتركته.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن احمد [بن محمد - ] ابن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن بشر بن نمير فقال: ترك الناس حديثه.
حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس [بن محمد - ] الدوري عن يحيى بن معين انه ( ك) قال: بشر بن نمير ليس بثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: بشر بن نمير متروك الحديث.
وقيل له: بشر بن نمير أحب إليك أو جعفر بن الزبير؟ قال ما اقربهما.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد [بن حنبل - ] نا علي - يعني ابن المديني - قال سمعت يحيى - يعني القطان - وقيل له: لقيت بشر بن نمير؟ قال: نعم وتركته.
حدثنا عبد الرحمن أنا عبد الله بن احمد [بن محمد - ] ابن حنبل فيما كتب إلى قال سألت أبي عن بشر بن نمير فقال: ترك الناس حديثه.
حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس [بن محمد - ] الدوري عن يحيى بن معين انه ( ك) قال: بشر بن نمير ليس بثقة.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول: بشر بن نمير متروك الحديث.
وقيل له: بشر بن نمير أحب إليك أو جعفر بن الزبير؟ قال ما اقربهما.
بشر بْن نُمَير القشيري بصري.
حَدَّثَنَا الساجي سَمِعْتُ مُحَمد بْن المثنى يقول ما سمعت يَحْيى بن سَعِيد يحدث عَن بشر بْن نُمَير بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ، حَدَّثَنا البُخارِيّ قَالَ بشر بْن نُمَير القشيري البصري، عَنِ القاسم نسبه يزيد بن هارون وتركه علي.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح بن أحمد، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ المديني سَمِعْتُ يَحْيى، وقِيلَ لَهُ: لقيت بشر بْن نُمَير؟ قَال: نَعم وتركته.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر الرازي، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمد سَمِعْتُ يَحْيى بْن مَعِين يَقُولُ بشر بْن
نمير لَيْسَ بثقة.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّادٍ، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَد سألت أَبِي عَن بشر بْن نُمَير فَقَالَ: ترك الناس حديثه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ السعدي بشر بْن نُمَير غير ثقة.
وقال النسائي بشر بْن نُمَير متروك الْحَدِيث.
سمعتُ ابْن حَمَّاد قَالَ البُخارِيّ بشر بْن نُمَير القشيري بصري روى عَنْهُ حَمَّاد بْن زيد ويزيد بن زريع مضطرب.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية وعباس، عَن يَحْيى، قَالَ: بشر بْن نُمَير لَيْسَ بثقة.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا مُحَمد بن موسى، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ، عَن أَبِي أُمَامَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَرْبَعَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ عَاقٌّ وَمَنَّانٌ وَمُدْمِنُ خَمْرٍ وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرِ الله.
حَدَّثَنَا عَبد الصَّمَدِ بْنُ عَبد الله، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ بِشْرُ بْنُ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَن قَال حِينَ يُمْسِي صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ وَعَلَيْهِ السلام لم تلدغه
عقرب تلك الليلة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ خُرَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، ومَنْ قَرَأَ نِصْفَهُ أُعْطِيَ نِصْفَ النُّبُوَّةِ، ومَنْ قَرَأَ ثُلُثَيْهِ أُعْطِيَ ثُلُثَي النُّبُوَّةِ، ومَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ كُلَّهَا وَيُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقرأوارقه بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يُنْجِزَ مَا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ وَيُقَالُ لَهُ اقْبِضْ فَيَقْبِضُ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ تَدْرِي مَا فِي يَدَيْكَ فَإِذَا فِي يَدِهِ الْيُمْنَى الْخُلْدُ وفي الأخرى النعيم.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن ناجية، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُحَمد بْنِ الحسن الأسدي، حَدَّثَنا أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً عَلَى نَفْسِهِ فَهِيَ لَهُ صَدَقَةٌ، ومَنْ أَنْفَقَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فهو له صدقة
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا هشام بن عمار، حَدَّثَنا الأَبْيَضُ بْنُ الأَغَرِّ، حَدَّثني بِشْرُ بْنُ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ، وَهو يُصَلِّي مُتَرَاخٍ عَنِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ ادْنُ مِنَ الْقِبْلَةِ لا يُفْسِدُ الشَّيْطَانُ عَلَيْكَ صَلاتَكَ، ولاَ أُخْبِرُكَ إلاَّ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَلِبِشْرِ بْنِ نُمَير غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ وَعَنْ غَيْرِهِ، لاَ يُتَابَعُ عَليه، وَهو ضَعِيفٌ كَمَا ذكروه.
حَدَّثَنَا الساجي سَمِعْتُ مُحَمد بْن المثنى يقول ما سمعت يَحْيى بن سَعِيد يحدث عَن بشر بْن نُمَير بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا الْجُنَيْدِيُّ، حَدَّثَنا البُخارِيّ قَالَ بشر بْن نُمَير القشيري البصري، عَنِ القاسم نسبه يزيد بن هارون وتركه علي.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني صالح بن أحمد، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ المديني سَمِعْتُ يَحْيى، وقِيلَ لَهُ: لقيت بشر بْن نُمَير؟ قَال: نَعم وتركته.
حَدَّثَنَا ابن أبي بكر الرازي، حَدَّثَنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمد سَمِعْتُ يَحْيى بْن مَعِين يَقُولُ بشر بْن
نمير لَيْسَ بثقة.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّادٍ، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَد سألت أَبِي عَن بشر بْن نُمَير فَقَالَ: ترك الناس حديثه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قَالَ السعدي بشر بْن نُمَير غير ثقة.
وقال النسائي بشر بْن نُمَير متروك الْحَدِيث.
سمعتُ ابْن حَمَّاد قَالَ البُخارِيّ بشر بْن نُمَير القشيري بصري روى عَنْهُ حَمَّاد بْن زيد ويزيد بن زريع مضطرب.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا معاوية وعباس، عَن يَحْيى، قَالَ: بشر بْن نُمَير لَيْسَ بثقة.
حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا مُحَمد بن موسى، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ، عَن أَبِي أُمَامَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: أَرْبَعَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ عَاقٌّ وَمَنَّانٌ وَمُدْمِنُ خَمْرٍ وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرِ الله.
حَدَّثَنَا عَبد الصَّمَدِ بْنُ عَبد الله، حَدَّثَنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا سَعِيد بْنُ يَحْيى، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ بِشْرُ بْنُ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَن قَال حِينَ يُمْسِي صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ وَعَلَيْهِ السلام لم تلدغه
عقرب تلك الليلة.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ خُرَيْمٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنا هشام بن خالد، حَدَّثَنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَن أَبِي أُمَامَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، ومَنْ قَرَأَ نِصْفَهُ أُعْطِيَ نِصْفَ النُّبُوَّةِ، ومَنْ قَرَأَ ثُلُثَيْهِ أُعْطِيَ ثُلُثَي النُّبُوَّةِ، ومَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ كُلَّهَا وَيُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اقرأوارقه بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يُنْجِزَ مَا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ وَيُقَالُ لَهُ اقْبِضْ فَيَقْبِضُ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ تَدْرِي مَا فِي يَدَيْكَ فَإِذَا فِي يَدِهِ الْيُمْنَى الْخُلْدُ وفي الأخرى النعيم.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّه بْنُ مُحَمد بن ناجية، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُحَمد بْنِ الحسن الأسدي، حَدَّثَنا أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ، عَن أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً عَلَى نَفْسِهِ فَهِيَ لَهُ صَدَقَةٌ، ومَنْ أَنْفَقَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ فهو له صدقة
حَدَّثَنَا عُمَر بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنا هشام بن عمار، حَدَّثَنا الأَبْيَضُ بْنُ الأَغَرِّ، حَدَّثني بِشْرُ بْنُ نُمَير، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبد الرَّحْمَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ، وَهو يُصَلِّي مُتَرَاخٍ عَنِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ ادْنُ مِنَ الْقِبْلَةِ لا يُفْسِدُ الشَّيْطَانُ عَلَيْكَ صَلاتَكَ، ولاَ أُخْبِرُكَ إلاَّ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَلِبِشْرِ بْنِ نُمَير غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ وَعَنْ غَيْرِهِ، لاَ يُتَابَعُ عَليه، وَهو ضَعِيفٌ كَمَا ذكروه.
بشر بن عاصم الثقفي
هكذا قول أكثر أهل العلم، إلا ابن رشد بن
فإنه ذكره في كتابه في الصحابة، فقال المخزومي، ونسبه فقال: بشر بن عاصم ابن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم قَالَ أبو عمر رحمه الله: له حديث واحد، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الجائر من الولاة تلتهب به النار التهابًا، في حديث ذكره اختصرته، رواه عنه أبو هلال مُحَمَّد بن سليم الراسبي، ذكره ابن أبي شيبة وغيره.
وذكر ابن أبي حاتم قَالَ: بشر بن عاصم، له صحبة روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة: سمعت أبى يقول ذلك. وقال: لم يذكره عن أبي وائل عن بشر بن عاصم غير سويد بن عَبْد العزيز
هكذا قول أكثر أهل العلم، إلا ابن رشد بن
فإنه ذكره في كتابه في الصحابة، فقال المخزومي، ونسبه فقال: بشر بن عاصم ابن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم قَالَ أبو عمر رحمه الله: له حديث واحد، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الجائر من الولاة تلتهب به النار التهابًا، في حديث ذكره اختصرته، رواه عنه أبو هلال مُحَمَّد بن سليم الراسبي، ذكره ابن أبي شيبة وغيره.
وذكر ابن أبي حاتم قَالَ: بشر بن عاصم، له صحبة روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة: سمعت أبى يقول ذلك. وقال: لم يذكره عن أبي وائل عن بشر بن عاصم غير سويد بن عَبْد العزيز
بشر بن عاصم الثقفي
سكن المدينة.
- [نا] أبو همام الوليد بن شجاع نا شريك بن النعمان [نا
سويد] عن سيار عن [أبي وائل أن] عمر بن الخطاب بعث بشر بن عاصم على [صدقات هوازن فتخلف بشر] فخرج عمر يوصي [] فلقي بشر بن عاصم [فقال عمر: ما خلفك]؟ أما ترى لنا عليك سمعا وطاعة؟ قال: بلى] ياأمير المؤمنين قال [] في سمعنا وطاعتنا قال: وكيف
قال: // // أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو [يقول: " من ولي] للمسلمين سلطانا فهو [يو] قف يوم القيامة فإن كان محسنا نجا قال: فانصرف عنه عمر كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر، فقال: ياعمر، ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: وما يمنعني؟ وقد سمعت بشر بن عاصم وهو يحدث كذا وكذا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أبو ذر: أوما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من وال يلي للمسلمين سلطانا إلا أوقف يوم القيامة فإن كان محسنا نجا؟.
فأي الحديثين أوجع لقلبك ياعمر؟ قال: كل قد أحزنني، فمن أخذها بما فيها؟ قال: من [سلت الله]
أنفه وألصق خده بالأرض أما أنا لا نعلم إلا خيرا وعسى إن وليتها من لا يقوم فيها أن لا تنجوا من إثمها.
قال أبو القاسم: لا أعلم له مسندا غيره وهو حديث [غريب] لم يروه فيما أعلم عن سيار غير سويد بن عبد العزيز وفي حديث سويد لين.
-
سكن المدينة.
- [نا] أبو همام الوليد بن شجاع نا شريك بن النعمان [نا
سويد] عن سيار عن [أبي وائل أن] عمر بن الخطاب بعث بشر بن عاصم على [صدقات هوازن فتخلف بشر] فخرج عمر يوصي [] فلقي بشر بن عاصم [فقال عمر: ما خلفك]؟ أما ترى لنا عليك سمعا وطاعة؟ قال: بلى] ياأمير المؤمنين قال [] في سمعنا وطاعتنا قال: وكيف
قال: // // أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو [يقول: " من ولي] للمسلمين سلطانا فهو [يو] قف يوم القيامة فإن كان محسنا نجا قال: فانصرف عنه عمر كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر، فقال: ياعمر، ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: وما يمنعني؟ وقد سمعت بشر بن عاصم وهو يحدث كذا وكذا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أبو ذر: أوما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من وال يلي للمسلمين سلطانا إلا أوقف يوم القيامة فإن كان محسنا نجا؟.
فأي الحديثين أوجع لقلبك ياعمر؟ قال: كل قد أحزنني، فمن أخذها بما فيها؟ قال: من [سلت الله]
أنفه وألصق خده بالأرض أما أنا لا نعلم إلا خيرا وعسى إن وليتها من لا يقوم فيها أن لا تنجوا من إثمها.
قال أبو القاسم: لا أعلم له مسندا غيره وهو حديث [غريب] لم يروه فيما أعلم عن سيار غير سويد بن عبد العزيز وفي حديث سويد لين.
-
بشر بن عاصم الثقفي
ب د ع: بشر بْن عاصم بْن سفيان الثقفي كذا نسبه أكثر العلماء، وقد جعله بعضهم مخزوميًا، فقال بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، والأول أصح، وكان عامل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى صدقات هوازن.
روى أَبُو وائل، أن عمر بْن الخطاب استعمله عَلَى صدقات هوازن، فتخلف عنها، ولم يخرج، فلقيه، فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعًا وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولي من أمور المسلمين شيئًا أتي به يَوْم القيامة حتى يقف عَلَى جسر جهنم، فإن كان محسنًا نجا، وَإِن كان مسيئًا انخرق به الجسر، فهوى فيها سبعين خريفًا، قال: فخرج عمر كئيبًا حزينًا، فلقيه أَبُو ذر، فقال: ما لي أراك كئيبًا حزينًا؟ قال: ما يمنعني أن أكون كئيبًا حزينًا، وقد سمعت بشر بْن عاصم، يذكر عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولي من أمور المسلمين شيئًا، وذكر الحديث، فقال أَبُو ذر: وأنا سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: من يأخذها مني بما فيها؟ فقال أَبُو ذر: من سلت اللَّه أنفه، وألصق خده بالأرض، شقت عليك يا عمر؟ قال: نعم.
وقد أخرج البخاري، فقال: بشر بْن عاصم بْن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي، حجازي أخو عمرو، وقال: قال لي علي: مات بشر بعد الزُّهْرِيّ، ومات الزُّهْرِيّ سنة أربع وعشرين ومائة.
يروي عن أبيه، سمع منه: ابن عيينة، ونافع بْن عمر.
وقال: حدثني أَبُو ثابت، حدثنا الدراوردي، عن ثور بْن زيد بْن بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، عن أبيه، عن جده سفيان عامل عمر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: بشر بْن عاصم بْن سفيان الثقفي كذا نسبه أكثر العلماء، وقد جعله بعضهم مخزوميًا، فقال بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمر بْن مخزوم، والأول أصح، وكان عامل عمر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عَلَى صدقات هوازن.
روى أَبُو وائل، أن عمر بْن الخطاب استعمله عَلَى صدقات هوازن، فتخلف عنها، ولم يخرج، فلقيه، فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعًا وطاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولي من أمور المسلمين شيئًا أتي به يَوْم القيامة حتى يقف عَلَى جسر جهنم، فإن كان محسنًا نجا، وَإِن كان مسيئًا انخرق به الجسر، فهوى فيها سبعين خريفًا، قال: فخرج عمر كئيبًا حزينًا، فلقيه أَبُو ذر، فقال: ما لي أراك كئيبًا حزينًا؟ قال: ما يمنعني أن أكون كئيبًا حزينًا، وقد سمعت بشر بْن عاصم، يذكر عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ولي من أمور المسلمين شيئًا، وذكر الحديث، فقال أَبُو ذر: وأنا سمعته من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: من يأخذها مني بما فيها؟ فقال أَبُو ذر: من سلت اللَّه أنفه، وألصق خده بالأرض، شقت عليك يا عمر؟ قال: نعم.
وقد أخرج البخاري، فقال: بشر بْن عاصم بْن سفيان بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة الثقفي، حجازي أخو عمرو، وقال: قال لي علي: مات بشر بعد الزُّهْرِيّ، ومات الزُّهْرِيّ سنة أربع وعشرين ومائة.
يروي عن أبيه، سمع منه: ابن عيينة، ونافع بْن عمر.
وقال: حدثني أَبُو ثابت، حدثنا الدراوردي، عن ثور بْن زيد بْن بشر بْن عاصم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سفيان، عن أبيه، عن جده سفيان عامل عمر، والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
بشر بْن إِبْرَاهِيم الأَنْصَارِيّ.
منكر الحديث عن الثقات والأئمة.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهْلَبِ الْبَجْلِيُّ، حَدَّثَنا بِشْرُ بن إبراهيم المفلوج (ح) وَحَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَوْثَقَ فِي خَاتَمِهِ خيطا.
حَدَّثَنَا القاسم بن الليث، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بن بزيع، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الأَوْزاعِيّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَطاء، عَن عَبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَ صالحا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب عَنْ عَائشة، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ مَا عَمِلَ عَبد ذَنْبًا فَنَسَاهُ إلاَّ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ لَمْ يَسْتَغْفِرْ مِنْهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ عَنِ الأَوْزاعِيّ لا يَرْوِيهَا عَنْهُ غَيْرُ بِشْرٍ وَهِيَ بواطيل، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْخَرَزِيُّ، حَدَّثَنا صُهَيْبُ بْنُ مُحَمد بْنِ عباد بن صهيب، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ الْعَبَادِلَةِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر، وَعَبد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالُوا قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ وَالْمُكَاثِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ وَالنَّائِحَةُ، ومَنْ حَوْلَهَا مِنِ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مُنْهُمْ صَرْفٌ، ولاَ عَدْلٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الثَّوْريّ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَهو بَاطِلٌ لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ عَنِ الثَّوْريّ غَيْرَ بِشْرٍ هذا.
حَدَّثَنَا موسى، حَدَّثَنا صهيب بن مُحَمد، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنا ثَوْرُ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَن أَبِي أُمَامَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رُبَّ عَابِدٍ جَاهِلٌ وَرُبَّ عَالِمٍ فَاجِرٌ فَاحْذَرُوا الْجُهَّالَ مِنَ الْعِبَادِ وَالْفُجَّارَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّ أُولَئِكَ فِتْنَةُ الْفُتَنَاءِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا أَيضًا غَيْرُ مَحْفُوظٍ عَنْ ثَوْرٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الحسن يقول، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يقُول: مَن آمَنَ رَجُلا عَلَى نَفْسِهِ ثُمُّ قَتَلَهُ فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كافرا
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيضًا عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَمْرو بْنِ الحمق غير محفوظ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمد بْنِ مهرويه، حَدَّثَنا إبراهيم بن الحسين، حَدَّثَنا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا أَبُو حُرَّة عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَحَّمُونَ عَلَى الْمُقِرِّينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذُّنُوبِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ، عَن أبي حُرَّة غير محفوظ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ خالد السكري، حَدَّثَنا بشر بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَن أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ عَنْ زَاذَانَ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا كَانَ فِي اللَّهِ ائْتَلَفَ وَمَا كَانَ فِي غَيْرِ اللَّهِ اخْتَلَفَ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الْعِلْمُ وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ وَيَتَوَاصَلَ النَّاسُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَتَبَاعَدُونَ بِقُلُوبِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ مُنْكَرُ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ وَبِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هَذَا لا أَدْرِي كَيْفَ عقل مَنْ تَكَلَّمَ فِي الرِّجَالِ عَنْهُ فَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا، وَهو بَيِّنُ الضَّعْفِ جِدًّا وَرِوَايَاتُهُ الَّتِي يَرْوِيهَا عَمَّنْ يَرْوِي غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَهو عِنْدِي مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِبِشْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَذَا أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُهُ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ البُخارِيّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحسين، حَدَّثَنا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا أَبُو حُرَّة عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَحَّمُونَ عَلَى الْمُقِرِّينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذُّنُوبِ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَفِي مِقْدَارِ مَا ذَكَرْتُهُ يَتَبَيَّنُ ضَعْفُهُ وَمَا ذَكَرْتُهُ عَنْهُ عَنِ الأَوْزاعِيّ وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ وَمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وأَبُو حُرَّة وَغَيْرُهُمْ كُلُّ ذَلِكَ بَوَاطِيلُ وَضَعَهَا
عَلَيْهِمْ وَكَذَلِكَ سَائِرُ أَحَادِيثِهِ الَّتِي لَمْ أَذْكُرْهَا مَوْضُوعَاتٌ عَنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُمْ.
منكر الحديث عن الثقات والأئمة.
حَدَّثَنَا عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ عَبد الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُهْلَبِ الْبَجْلِيُّ، حَدَّثَنا بِشْرُ بن إبراهيم المفلوج (ح) وَحَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَوْثَقَ فِي خَاتَمِهِ خيطا.
حَدَّثَنَا القاسم بن الليث، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بن بزيع، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنِ الأَوْزاعِيّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَطاء، عَن عَبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَ صالحا.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبد اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا الأَوْزاعِيّ، عنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب عَنْ عَائشة، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ مَا عَمِلَ عَبد ذَنْبًا فَنَسَاهُ إلاَّ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ لَمْ يَسْتَغْفِرْ مِنْهُ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ عَنِ الأَوْزاعِيّ لا يَرْوِيهَا عَنْهُ غَيْرُ بِشْرٍ وَهِيَ بواطيل، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْخَرَزِيُّ، حَدَّثَنا صُهَيْبُ بْنُ مُحَمد بْنِ عباد بن صهيب، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا سُفْيَانُ الثَّوْريّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ الْعَبَادِلَةِ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر، وَعَبد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالُوا قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْقَاصُّ يَنْتَظِرُ الْمَقْتَ وَالْمُسْتَمِعُ يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ وَالتَّاجِرُ يَنْتَظِرُ الرِّزْقَ وَالْمُكَاثِرُ يَنْتَظِرُ اللَّعْنَةَ وَالنَّائِحَةُ، ومَنْ حَوْلَهَا مِنِ امْرَأَةٍ مُسْتَمِعَةٍ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مُنْهُمْ صَرْفٌ، ولاَ عَدْلٌ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الثَّوْريّ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَهو بَاطِلٌ لا أَعْلَمُ يَرْوِيهِ عَنِ الثَّوْريّ غَيْرَ بِشْرٍ هذا.
حَدَّثَنَا موسى، حَدَّثَنا صهيب بن مُحَمد، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنا ثَوْرُ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَن أَبِي أُمَامَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ رُبَّ عَابِدٍ جَاهِلٌ وَرُبَّ عَالِمٍ فَاجِرٌ فَاحْذَرُوا الْجُهَّالَ مِنَ الْعِبَادِ وَالْفُجَّارَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّ أُولَئِكَ فِتْنَةُ الْفُتَنَاءِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا أَيضًا غَيْرُ مَحْفُوظٍ عَنْ ثَوْرٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفيّ، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الحسن يقول، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ الْحَمِقِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ يقُول: مَن آمَنَ رَجُلا عَلَى نَفْسِهِ ثُمُّ قَتَلَهُ فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كافرا
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيضًا عَنِ الْحَسَنِ، عَن عَمْرو بْنِ الحمق غير محفوظ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمد بْنِ مهرويه، حَدَّثَنا إبراهيم بن الحسين، حَدَّثَنا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا أَبُو حُرَّة عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَحَّمُونَ عَلَى الْمُقِرِّينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذُّنُوبِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ، عَن أبي حُرَّة غير محفوظ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ خالد السكري، حَدَّثَنا بشر بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَن أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ عَنْ زَاذَانَ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا كَانَ فِي اللَّهِ ائْتَلَفَ وَمَا كَانَ فِي غَيْرِ اللَّهِ اخْتَلَفَ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الْعِلْمُ وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ وَيَتَوَاصَلَ النَّاسُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَتَبَاعَدُونَ بِقُلُوبِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ مُنْكَرُ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ وَبِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هَذَا لا أَدْرِي كَيْفَ عقل مَنْ تَكَلَّمَ فِي الرِّجَالِ عَنْهُ فَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا، وَهو بَيِّنُ الضَّعْفِ جِدًّا وَرِوَايَاتُهُ الَّتِي يَرْوِيهَا عَمَّنْ يَرْوِي غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ، وَهو عِنْدِي مِمَّنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثِّقَاتِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَلِبِشْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَذَا أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُهُ.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ البُخارِيّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحسين، حَدَّثَنا دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنا بشر بن إبراهيم، حَدَّثَنا أَبُو حُرَّة عَنِ الْحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يَتَرَحَّمُونَ عَلَى الْمُقِرِّينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالذُّنُوبِ.
قَالَ ابنُ عَدِي وَفِي مِقْدَارِ مَا ذَكَرْتُهُ يَتَبَيَّنُ ضَعْفُهُ وَمَا ذَكَرْتُهُ عَنْهُ عَنِ الأَوْزاعِيّ وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ وَمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وأَبُو حُرَّة وَغَيْرُهُمْ كُلُّ ذَلِكَ بَوَاطِيلُ وَضَعَهَا
عَلَيْهِمْ وَكَذَلِكَ سَائِرُ أَحَادِيثِهِ الَّتِي لَمْ أَذْكُرْهَا مَوْضُوعَاتٌ عَنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُمْ.
بشر بن حرب أبو عمرو الندبي روى عن ابن عمر وأبي سعيد ورافع بن خديج وأبي هريرة وسمرة بن جندب روى عنه حماد بن سلمة وحماد بن زيد ومعمر وسعيد بن زيد ومرثد بن عامر الهنائي وخالد بن يزيد الهدادي والحسين بن واقد سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال قيل ليحيى القطان وأنا أسمع: أيما أحب إليك بشر بن حرب أو أبو هارون العبدي؟ فقال يحيى: بشر بن حرب.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب [يعني أحمد بن حميد - ] قال قلت لأحمد بن حنبل: بشر بن حرب؟ قال: ليس هو قويا في الحديث.
أخبرنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن بشر بن حرب فقال: ضعيف.
سألت أبي عن أبي عمرو الندبى فقال: شيخ ضعيف الحديث هو وأبو هارون [العبدي - ] متقاربان وبشر
ابن حرب أحب إلى منه [وأنس بن سيرين أحب إلى من بشر - ] .
سئل أبو زرعة عن بشر بن حرب فقال: ضعيف الحديث.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي - يعني ابن المديني - قال قيل ليحيى القطان وأنا أسمع: أيما أحب إليك بشر بن حرب أو أبو هارون العبدي؟ فقال يحيى: بشر بن حرب.
حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب [يعني أحمد بن حميد - ] قال قلت لأحمد بن حنبل: بشر بن حرب؟ قال: ليس هو قويا في الحديث.
أخبرنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن بشر بن حرب فقال: ضعيف.
سألت أبي عن أبي عمرو الندبى فقال: شيخ ضعيف الحديث هو وأبو هارون [العبدي - ] متقاربان وبشر
ابن حرب أحب إلى منه [وأنس بن سيرين أحب إلى من بشر - ] .
سئل أبو زرعة عن بشر بن حرب فقال: ضعيف الحديث.
بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو الندبي بصري.
حَدَّثَنَا ابْن العراد، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ وقد وصف يَحْيى بْن مَعِين بشر بْن حرب بالضعف فيما، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ قرأ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا ابْن الْعَرَّادِ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثني مُحَمد بْن إسماعيل، عَن أَبِي داود قَالَ يَحْيى بْن مَعِين بشر بْن حرب كَانَ حَمَّاد بْن زيد يطريه وليس هُوَ كذلك إلى الضعف ما هو.
حَدَّثَنَا ابن العراد، حَدَّثَنا يعقوب قَالَ وفيما نسخته فِي كتاب عَلِيّ بْن المديني قلت ليحيى بن سَعِيد أيما أحب إليك بشر بْن حرب أو أَبُو هارون العبدي فَقَالَ بشر بن حرب
أَخْبَرنا بن حَمَّاد قَالَ البُخارِيّ بشر بْن حرب أبو عَمْرو الندبي كَانَ ابْن المديني يضعفه وقال: كَانَ يَحْيى لا يروي عَنْهُ.
سمعتُ ابْن حَمَّاد يَقُولُ: قَالَ السعدي بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو النَّدَبي لا يحمد حديثه.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ الطبري، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ الدورقي سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو الندبي.
حَدَّثَنَا بن أبي بكر، حَدَّثَنا العباس، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا عارم عَن حَمَّاد بْن زيد قَالَ جعلت أحدث أَيُّوب بحديث بشر بْن حرب فَقَالَ كأني أسمع حديث نافع قَالَ يَحْيى كأنه مدحه.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ سألت أبا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل من أحب إليك بشر بْن حرب أو أَبُو هارون العبدي قَالَ بشر بْن حرب وقال بشر بْن حرب هُوَ أَبُو عَمْرو الندبي لَيْسَ هو قوي فِي الْحَدِيث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: بشر بْن حرب بصري ضعيف.
حَدَّثَنَا خالد بْن النضر، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثني خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو حَمْزَةَ الْهَدَاوِيُّ، حَدَّثَنا بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو النَّدَبِيُّ قَال: كنتُ فِي جِنازَة رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ وَنِسْوَةٌ يَبْكِينَ وَيُوَلْوِلْنَ عَلَى رَافِعٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَر إِنَّ رَافِعًا شَيْخٌ كَبِيرٌ لا طَاقَةَ لَهُ بِعَذَابِ اللَّهِ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عليه
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مَضَاءٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرنا أَبُو عَوَانة، حَدَّثني بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو عَمْرو النَّدَبِيّ قُلْتُ لابْنِ عُمَر انْقُشُ عَلَى خَاتَمِي آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قَال: لاَ هَا اللَّهُ إِذَا لا يُصْلِحُ لَكَ ذَلِكَ فَنَقَشْتُ بِشْرُ بْنُ حرب.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنا جُبَارَةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّهُ ذَكَرَ الْقُنُوتَ فَقَالَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ مَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ شهر واحد.
حَدَّثَنَا بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنا جُبَارَةُ، حَدَّثَنا حَمَّادٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ ابْنُ عُمَر رَأَيْتُكُمْ رَفَعْتُمْ أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلاةِ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا قَطُّ وَقَالَ حَمَّادٌ وَضَعَ يده عند حنكه هَكَذَا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ حمدويه البغلاني بمكة، حَدَّثَنا محمود بن آدم، حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَن أَبِي عَمْرو النَّدَبِيِّ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرِ فَوْقَ صَدْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ لَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الرِّوَايَاتِ، ولاَ أَعْرِفُ فِي رِوَايَاتِهِ حَدِيثًا مُنْكَرًا، وَهو عِنْدِي لا بَأْسَ بِهِ.
حَدَّثَنَا ابْن العراد، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ وقد وصف يَحْيى بْن مَعِين بشر بْن حرب بالضعف فيما، حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ قرأ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا ابْن الْعَرَّادِ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثني مُحَمد بْن إسماعيل، عَن أَبِي داود قَالَ يَحْيى بْن مَعِين بشر بْن حرب كَانَ حَمَّاد بْن زيد يطريه وليس هُوَ كذلك إلى الضعف ما هو.
حَدَّثَنَا ابن العراد، حَدَّثَنا يعقوب قَالَ وفيما نسخته فِي كتاب عَلِيّ بْن المديني قلت ليحيى بن سَعِيد أيما أحب إليك بشر بْن حرب أو أَبُو هارون العبدي فَقَالَ بشر بن حرب
أَخْبَرنا بن حَمَّاد قَالَ البُخارِيّ بشر بْن حرب أبو عَمْرو الندبي كَانَ ابْن المديني يضعفه وقال: كَانَ يَحْيى لا يروي عَنْهُ.
سمعتُ ابْن حَمَّاد يَقُولُ: قَالَ السعدي بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو النَّدَبي لا يحمد حديثه.
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ الطبري، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ الدورقي سَمِعْتُ يَحْيى بْنَ مَعِين يَقُولُ بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو الندبي.
حَدَّثَنَا بن أبي بكر، حَدَّثَنا العباس، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ مَعِين، حَدَّثَنا عارم عَن حَمَّاد بْن زيد قَالَ جعلت أحدث أَيُّوب بحديث بشر بْن حرب فَقَالَ كأني أسمع حديث نافع قَالَ يَحْيى كأنه مدحه.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، حَدَّثَنا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ سألت أبا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل من أحب إليك بشر بْن حرب أو أَبُو هارون العبدي قَالَ بشر بْن حرب وقال بشر بْن حرب هُوَ أَبُو عَمْرو الندبي لَيْسَ هو قوي فِي الْحَدِيث.
وقال النَّسائِيُّ، فيما أخبرني مُحَمد بن العباس، عنه: بشر بْن حرب بصري ضعيف.
حَدَّثَنَا خالد بْن النضر، حَدَّثَنا عَمْرو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثني خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو حَمْزَةَ الْهَدَاوِيُّ، حَدَّثَنا بشر بْن حرب أَبُو عَمْرو النَّدَبِيُّ قَال: كنتُ فِي جِنازَة رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ وَنِسْوَةٌ يَبْكِينَ وَيُوَلْوِلْنَ عَلَى رَافِعٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَر إِنَّ رَافِعًا شَيْخٌ كَبِيرٌ لا طَاقَةَ لَهُ بِعَذَابِ اللَّهِ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عليه
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ مَضَاءٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرنا أَبُو عَوَانة، حَدَّثني بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو عَمْرو النَّدَبِيّ قُلْتُ لابْنِ عُمَر انْقُشُ عَلَى خَاتَمِي آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قَال: لاَ هَا اللَّهُ إِذَا لا يُصْلِحُ لَكَ ذَلِكَ فَنَقَشْتُ بِشْرُ بْنُ حرب.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مُحَمد بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنا جُبَارَةُ، حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّهُ ذَكَرَ الْقُنُوتَ فَقَالَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ مَا قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ شهر واحد.
حَدَّثَنَا بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنا جُبَارَةُ، حَدَّثَنا حَمَّادٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ ابْنُ عُمَر رَأَيْتُكُمْ رَفَعْتُمْ أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلاةِ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَبِدْعَةٌ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا قَطُّ وَقَالَ حَمَّادٌ وَضَعَ يده عند حنكه هَكَذَا.
حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ حمدويه البغلاني بمكة، حَدَّثَنا محمود بن آدم، حَدَّثَنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَن أَبِي عَمْرو النَّدَبِيِّ عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي التَّكْبِيرِ فَوْقَ صَدْرِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ: وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ لَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الرِّوَايَاتِ، ولاَ أَعْرِفُ فِي رِوَايَاتِهِ حَدِيثًا مُنْكَرًا، وَهو عِنْدِي لا بَأْسَ بِهِ.
بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندي:
سَمِعَ مالك بن أنس وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد اللَّه، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وأبا يوسف القاضي.
وكان بشر أحد أصحاب أبي يوسف، أخذ عنه الفقه. روى عنه الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتي، وأحمد بن علي الأبار، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي. وأبو القاسم البغوي، وعبيد الله بن جعفر بن أعين. وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي. وذلك في سنة ثمان ومائتين، فأقام على ولايته سنين، ثم عزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر، فلم يزل يتولاه إِلَى أن صرف عنه سنة ثلاث عشرة ومائتين.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا أحمد ابن القاسم البرتى حدّثنا بشر بن الوليد حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ- أَبِي الزِّنَادِ- عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ يَجْلِسْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ مَكَانَهُ.
أخبرنا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر قَالَ: لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم، واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف، ومن المقدمين عنده. وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه.
وَقَالَ طلحة: حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون معه على سريره ودعا بشر بن الوليد فقال له: ما ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال: يا أمير المؤمنين سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ولا في جواره، فصاح به المأمون وقال:
اخرج، فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين قد سمعت، فاصرفه فقال: ويحك هذا لم يراقبني فيك، [كيف] أصرفه؟ ولم يفعل.
أخبرني علي بن أبي علي البصري حدّثني أبي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حَمْدَانَ بْن الصّبّاح النّيسابوريّ حَدَّثَنَا أحمد بن الصلت قَالَ سمعت بشر بن الوليد القاضي يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول: هاهنا أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال: بشر، فيقول: أجب فيها، فأجيب، فيقول:
التسليم للفقهاء سلامة في الدين.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي الصيمري قَالَ أَخبرنا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ المقرئ حدّثنا مكرم ابن أحمد حدثنا أحمد بن عطية. قال: كان بشر- يعني ابن الوليد- يصلي كل يوم مائتي ركعة، وكان يصليها بعد ما فلج!.
أنشدني الحسن بن على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني، لربيعة بن ثابت الرقي- يمدح بن الوليد:
بشر يجود بماله ... جود السحابة بالديم
وأبو الوليد حوى الندى ... لما ترعرع واحتلم
وأعز بيت بيته ... بيت بنته له إرم
عمرته كندة دهرها ... وبنى فأتقن ما انهدم
بشر يجود برفده ... عفوا ويكشف كل غم
بشر يقول إذا قصد ... ت تريد جدواه هلم
ما قال لا في حاجة ... لا بل يقول نعم نعم
وهو العفر عن المس ... يء وعن قبائح ما اجترم
نام القضاة عن الأنا ... م وعين بشر لم تنم
وحكيم أهل زمانه ... فيما يدير وما حكم
وكأنّه القمر المن ... ير إذا بدا جلّى الظّلم
وكأنّه البحر الخض ... مّ إذا تقاذف والتطم
وكأنّه زهر الرّبي ... ع إذا تفتح أو نجم
ختم الإله لبشرنا ... بالخير منه إذا ختم
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خرقان المروزي السلمي. قال: قال أبو قدامة: لا أعلم ببغداد رجلا من أهل الأهواء من أهل الرأي والرافضة، إلا كانوا معينين على أحمد بن حنبل، ما خلا بشر بن الوليد الكندي- رجل من العرب-.
أخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمر المرزباني حدّثني أحمد بن محمّد المكي حدثنا أبو العيناء قال: ادعى خمسة من القضاة أنهم من العرب، ابن أبي ليلى، وأبو يوسف، وأبو البختري، وبشر بن الوليد، وابن أبي دؤاد.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: بشر بن الوليد الكندي روى عن أبي يوسف القاضي كتبه، وإملاءه، وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعا؛ فسعى به رجل وقال إنه لا يقول القرآن مخلوق! فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق- يعني المعتصم- أن يحبس في منزله، فحبس ووكل ببابه الشرط، ونُهِيَ أن يفتي أحدا
بشيء، فلما ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه وأن يفتي الناس ويحدثهم، فبقي حتى كبرت سنة، وتكلم بالوقف، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود سليمان ابن الأشعث قلت له: بشر بن الوليد ثقة؟ قال؟ لا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن بشر بن الوليد فقال: صدوق إلا أنه من أصحاب الرأي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بِمرو- قَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن محمد جزرة الحافظ عن بشر بن الوليد القاضي فقال: صدوق، ولكنه لا يعقل ما يحدث به كان قد خرف.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن الوليد مات ببغداد في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات بشر بن الوليد الكندي- القاضي المفلوج، صاحب أبي يوسف- في سنة ثمان وثلاثين، وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن في مقابر باب الشام.
سَمِعَ مالك بن أنس وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد اللَّه، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وأبا يوسف القاضي.
وكان بشر أحد أصحاب أبي يوسف، أخذ عنه الفقه. روى عنه الحسن بن علوية القطان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتي، وأحمد بن علي الأبار، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي. وأبو القاسم البغوي، وعبيد الله بن جعفر بن أعين. وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي. وذلك في سنة ثمان ومائتين، فأقام على ولايته سنين، ثم عزل وولي قضاء مدينة المنصور في سنة عشر، فلم يزل يتولاه إِلَى أن صرف عنه سنة ثلاث عشرة ومائتين.
أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي حدّثنا أحمد ابن القاسم البرتى حدّثنا بشر بن الوليد حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنِ الأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ- أَبِي الزِّنَادِ- عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ يَجْلِسْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ مَكَانَهُ.
أخبرنا عَلِيّ بْن المحسن حَدَّثَنَا طلحة بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر قَالَ: لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم، واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف، ومن المقدمين عنده. وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل ما لا يمكن جمعه.
وَقَالَ طلحة: حَدَّثَنِي عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون معه على سريره ودعا بشر بن الوليد فقال له: ما ليحيى يشكوك ويقول إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال: يا أمير المؤمنين سألت عنه بخراسان فلم يحمد في بلده ولا في جواره، فصاح به المأمون وقال:
اخرج، فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين قد سمعت، فاصرفه فقال: ويحك هذا لم يراقبني فيك، [كيف] أصرفه؟ ولم يفعل.
أخبرني علي بن أبي علي البصري حدّثني أبي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حَمْدَانَ بْن الصّبّاح النّيسابوريّ حَدَّثَنَا أحمد بن الصلت قَالَ سمعت بشر بن الوليد القاضي يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة يقول: هاهنا أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال: بشر، فيقول: أجب فيها، فأجيب، فيقول:
التسليم للفقهاء سلامة في الدين.
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن علي الصيمري قَالَ أَخبرنا عُمَر بْن إِبْرَاهِيمَ المقرئ حدّثنا مكرم ابن أحمد حدثنا أحمد بن عطية. قال: كان بشر- يعني ابن الوليد- يصلي كل يوم مائتي ركعة، وكان يصليها بعد ما فلج!.
أنشدني الحسن بن على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني، لربيعة بن ثابت الرقي- يمدح بن الوليد:
بشر يجود بماله ... جود السحابة بالديم
وأبو الوليد حوى الندى ... لما ترعرع واحتلم
وأعز بيت بيته ... بيت بنته له إرم
عمرته كندة دهرها ... وبنى فأتقن ما انهدم
بشر يجود برفده ... عفوا ويكشف كل غم
بشر يقول إذا قصد ... ت تريد جدواه هلم
ما قال لا في حاجة ... لا بل يقول نعم نعم
وهو العفر عن المس ... يء وعن قبائح ما اجترم
نام القضاة عن الأنا ... م وعين بشر لم تنم
وحكيم أهل زمانه ... فيما يدير وما حكم
وكأنّه القمر المن ... ير إذا بدا جلّى الظّلم
وكأنّه البحر الخض ... مّ إذا تقاذف والتطم
وكأنّه زهر الرّبي ... ع إذا تفتح أو نجم
ختم الإله لبشرنا ... بالخير منه إذا ختم
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد الله الكاتب أخبرنا إبراهيم بن محمّد ابن يحيى المزكى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي حدّثنا عبد الله بن جعفر بن خرقان المروزي السلمي. قال: قال أبو قدامة: لا أعلم ببغداد رجلا من أهل الأهواء من أهل الرأي والرافضة، إلا كانوا معينين على أحمد بن حنبل، ما خلا بشر بن الوليد الكندي- رجل من العرب-.
أخبرني الصيمري حدّثنا محمّد بن عمر المرزباني حدّثني أحمد بن محمّد المكي حدثنا أبو العيناء قال: ادعى خمسة من القضاة أنهم من العرب، ابن أبي ليلى، وأبو يوسف، وأبو البختري، وبشر بن الوليد، وابن أبي دؤاد.
أخبرني الأزهرى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد. قال: بشر بن الوليد الكندي روى عن أبي يوسف القاضي كتبه، وإملاءه، وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعا؛ فسعى به رجل وقال إنه لا يقول القرآن مخلوق! فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق- يعني المعتصم- أن يحبس في منزله، فحبس ووكل ببابه الشرط، ونُهِيَ أن يفتي أحدا
بشيء، فلما ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه وأن يفتي الناس ويحدثهم، فبقي حتى كبرت سنة، وتكلم بالوقف، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه.
أخبرني محمد بن أبي على الأصبهانيّ أخبرنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي- بالأهواز- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قال: سألت أبا داود سليمان ابن الأشعث قلت له: بشر بن الوليد ثقة؟ قال؟ لا.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ أَخْبَرَنَا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن مهران أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن بشر بن الوليد فقال: صدوق إلا أنه من أصحاب الرأي.
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمّد بن نعيم الضبي أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحبيبي- بِمرو- قَالَ سألتُ أَبَا علي صالِح بْن محمد جزرة الحافظ عن بشر بن الوليد القاضي فقال: صدوق، ولكنه لا يعقل ما يحدث به كان قد خرف.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد فقال: ثقة.
أخبرنا السمسار أخبرنا الصّفّار حدثنا ابن قانع: أن بشر بن الوليد مات ببغداد في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قرأتُ عَلَى الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَحْمَد بْن كامل الْقَاضِي. قَالَ: مات بشر بن الوليد الكندي- القاضي المفلوج، صاحب أبي يوسف- في سنة ثمان وثلاثين، وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن في مقابر باب الشام.