بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ
ابن عمرو بن الأحب بن حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة؛ أم عمرو، ويقال: أم الوليد، ويقال: أم عبد الملك، ويقال: أم المسور العذرية، صاحبة جميل بن معمر، وفدت على عبد الملك، ويقال: إن لأبيها حبا صحبة؛ وكان زوجها بنبيه بن الأسود العذري والد سعيد بن الأسود، ويقال: هي بنت خالة جميل.
قال محمد بن يزيد المبرد: دخلت بثينة على عبد الملك، فأحد النظر إليها ثم قال: يا بثينة ما رأى فيك جميل حين قال ما قال؟ قالت: ما رأى الناس فيك حين ولوك الخلافة يا أمير المؤمنين؟ قال: فضحك عبد الملك حتى بدت سنٌ له كان يخفيها، فما ترك لها من حاجةٍ إلا قضاها.
قال أبو عثمان المازني: حج عبد الملك بن مروان فنزل بوادي القرى، فدخلت عليه بثينة عليها ثيابٌ من ثياب البادية، وعلى وجهها برقع، فقال: أقسمت عليك إلا نحيت البرقع عن وجهك،
ففعلت، فإذا وجهٌ ليس ببارع الجمال، وعليه أثر كلفة، قال: ما أراك كما قال جميل: " من الكامل "
بيضاء آنسة كأن حديثها ... درٌ تهلّل سلكه منثور
ولقد طربت إليك حتى إنني ... لأكاد من طربٍ إليك أطير
ما أنت يا بثينة بهذه الصفة! قالت: يا أمير المؤمنين لكنني كنت عنده كذلك، أما سمعت قول ابن أبي ربيعة: " من الرمل "
ولقد قالت لأترابٍ لها ... وتعرت ذات يومٍ تبترد
أكما ينعتني تبصرنني ... عمركن الله أم لا يقتصد
فتضاحكن وقد قلن لها ... حسنٌ في كل عينٍ من تود
فبرها وقضى حوائجها.
كانت عزة كثير وبثينة تتحدثان، فأقبل كثيرٌ نحوهما، فقالت بثينة لعزة: استخفي حتى أولع بكثير، فتوارت، فأتى فسلم، فردت بثينة عليه السلام وقالت له: أما آن لك أن تشبب بنا فأنشأ يقول: " من الطويل "
رمتني على قربٍ بثنية بعدما ... تولى شبابي وارجحنّ شبابها
بعينين نجلاوين لو رقرقتهما ... لنوء الثريا لاستهل سحابها
قال: فأطلعت عزة رأسها فقال:
ولكنما ترمين نفساً مريضةً ... لعزة منها ودها ولبابها
قال أدهم التميمي:
لقيت كثير عزة في البادية فقال: لقيني جميل بن معمر في هذا الموضع وأنا جاءٍ من عند أبي بثينة صاحبته، فقال: من أين يا كثير؟ فقلت: من عند أبي الحبيبة - يعني
صاحبته - قال: وأين تريد؟ فقلت: أريد الحبيبة - يعني عزة - فقال: ارجع من حيث جئت.
وواعد بثينة، فقلت: لا أقدر، من عندهم جئت وإذا رجعت من ساعتي اتهمني أبوها؛ فقال: لابد، فقلت: متى كان آخر عهدك بهم؟ قال: بالدوم وهم يرحضون أثواباً لهم، قال: فرجعت، فلما رآني أبو بثينة قال: يا كثير أليس كنت عندنا الآن؟ قلت: بلى ولكن ذكرت أبياتاً قلتها في عزة فأحببت أن أنشدك إياها، قال: وما هي؟ قال: وبثينة في خيمةٍ من وراء خيمته فأنشدته: " من الطويل "
فقلت لها يا عز أرسل صاحبي ... إليّ رسولاً والموكل مرسل
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا ... وأن تأمريني بالذي فيه أفعل
وآخر عهدي منك يوم لقيتني ... بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل
قال: فضربت بثينة بيدها على الخباء وقالت: اخسأ، اخسأ، فقال أبوها: ما هذا يا بثينة؟ قالت: كلبٌ يأتينا من وراء الرابية إذا نام الناس يؤذينا، قال: فرجعت إلى جميل فقلت: قد وعدتك من وراء الرابية إذا نام الناس.
روى بعض أهل العلم لبثينة: " من الطويل "
تواعدني قومي بقتلي وقتله ... فقلت اقتلوني واخرجوه من الذنب
ولا تتبعوه بعد قتلي أذيةً ... كفى بالذي يلقاه من شدة الحب
لما مات جميل بن معمر رثته بثينة بهذين البيتين، وقيل: إنهما لم تقل غيرهما: " من الطويل "
وإن سلوي عن جميلٍ لساعةٌ ... من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواءٌ علينا يا جميل بن معمرٍ ... إذا مت بأساء الحياة ولينها
ابن عمرو بن الأحب بن حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة؛ أم عمرو، ويقال: أم الوليد، ويقال: أم عبد الملك، ويقال: أم المسور العذرية، صاحبة جميل بن معمر، وفدت على عبد الملك، ويقال: إن لأبيها حبا صحبة؛ وكان زوجها بنبيه بن الأسود العذري والد سعيد بن الأسود، ويقال: هي بنت خالة جميل.
قال محمد بن يزيد المبرد: دخلت بثينة على عبد الملك، فأحد النظر إليها ثم قال: يا بثينة ما رأى فيك جميل حين قال ما قال؟ قالت: ما رأى الناس فيك حين ولوك الخلافة يا أمير المؤمنين؟ قال: فضحك عبد الملك حتى بدت سنٌ له كان يخفيها، فما ترك لها من حاجةٍ إلا قضاها.
قال أبو عثمان المازني: حج عبد الملك بن مروان فنزل بوادي القرى، فدخلت عليه بثينة عليها ثيابٌ من ثياب البادية، وعلى وجهها برقع، فقال: أقسمت عليك إلا نحيت البرقع عن وجهك،
ففعلت، فإذا وجهٌ ليس ببارع الجمال، وعليه أثر كلفة، قال: ما أراك كما قال جميل: " من الكامل "
بيضاء آنسة كأن حديثها ... درٌ تهلّل سلكه منثور
ولقد طربت إليك حتى إنني ... لأكاد من طربٍ إليك أطير
ما أنت يا بثينة بهذه الصفة! قالت: يا أمير المؤمنين لكنني كنت عنده كذلك، أما سمعت قول ابن أبي ربيعة: " من الرمل "
ولقد قالت لأترابٍ لها ... وتعرت ذات يومٍ تبترد
أكما ينعتني تبصرنني ... عمركن الله أم لا يقتصد
فتضاحكن وقد قلن لها ... حسنٌ في كل عينٍ من تود
فبرها وقضى حوائجها.
كانت عزة كثير وبثينة تتحدثان، فأقبل كثيرٌ نحوهما، فقالت بثينة لعزة: استخفي حتى أولع بكثير، فتوارت، فأتى فسلم، فردت بثينة عليه السلام وقالت له: أما آن لك أن تشبب بنا فأنشأ يقول: " من الطويل "
رمتني على قربٍ بثنية بعدما ... تولى شبابي وارجحنّ شبابها
بعينين نجلاوين لو رقرقتهما ... لنوء الثريا لاستهل سحابها
قال: فأطلعت عزة رأسها فقال:
ولكنما ترمين نفساً مريضةً ... لعزة منها ودها ولبابها
قال أدهم التميمي:
لقيت كثير عزة في البادية فقال: لقيني جميل بن معمر في هذا الموضع وأنا جاءٍ من عند أبي بثينة صاحبته، فقال: من أين يا كثير؟ فقلت: من عند أبي الحبيبة - يعني
صاحبته - قال: وأين تريد؟ فقلت: أريد الحبيبة - يعني عزة - فقال: ارجع من حيث جئت.
وواعد بثينة، فقلت: لا أقدر، من عندهم جئت وإذا رجعت من ساعتي اتهمني أبوها؛ فقال: لابد، فقلت: متى كان آخر عهدك بهم؟ قال: بالدوم وهم يرحضون أثواباً لهم، قال: فرجعت، فلما رآني أبو بثينة قال: يا كثير أليس كنت عندنا الآن؟ قلت: بلى ولكن ذكرت أبياتاً قلتها في عزة فأحببت أن أنشدك إياها، قال: وما هي؟ قال: وبثينة في خيمةٍ من وراء خيمته فأنشدته: " من الطويل "
فقلت لها يا عز أرسل صاحبي ... إليّ رسولاً والموكل مرسل
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا ... وأن تأمريني بالذي فيه أفعل
وآخر عهدي منك يوم لقيتني ... بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل
قال: فضربت بثينة بيدها على الخباء وقالت: اخسأ، اخسأ، فقال أبوها: ما هذا يا بثينة؟ قالت: كلبٌ يأتينا من وراء الرابية إذا نام الناس يؤذينا، قال: فرجعت إلى جميل فقلت: قد وعدتك من وراء الرابية إذا نام الناس.
روى بعض أهل العلم لبثينة: " من الطويل "
تواعدني قومي بقتلي وقتله ... فقلت اقتلوني واخرجوه من الذنب
ولا تتبعوه بعد قتلي أذيةً ... كفى بالذي يلقاه من شدة الحب
لما مات جميل بن معمر رثته بثينة بهذين البيتين، وقيل: إنهما لم تقل غيرهما: " من الطويل "
وإن سلوي عن جميلٍ لساعةٌ ... من الدهر ما حانت ولا حان حينها
سواءٌ علينا يا جميل بن معمرٍ ... إذا مت بأساء الحياة ولينها