الوليد بن حنيفة
أبو خزانة التميمي من بني ربيعة بن حنظلة.
شاعر معروف من بادية البصرة.
قال لقيط: قيل لأبي خزانة: لو أتيت يزيد بن معاوية لفرض لك وشرفك، وألحقك بعلية قومك، فلست دونهم.
وكان أبو حزانة يومئذ غلاماً حدثاً، وكان معاوية حياً، ويزيد يومئذ أمير. فلما أكثر قومه عليه في ذلك، وفي قولهم: إنك تشرف بمصيرك إليه، قال: " من الطويل "
يشرفني سيفي وقلب مجانب ... لكل لئيم باخل ومعلج
وكري على الأبطال طرفاً كأنه ... ظليم وضربي فوق رأس المدجج
الأبيات.
فلما أكثر قومه عليه، وعنفوه في تأخره أتى يزيد بن معاوية، فأقام ببابه شهراً، فلم يصل إليه، فرجع، وقال: والله لا يراني ما حملت عيني الماء إلا أسيراً أو قتيلاً، وأنشأ يقول: " من الطويل "
فوالله لا آتي يزيد ولو حوت ... أنامله ما بين شرق إلى غرب
لأن يزيداً غير الله ما به ... جموح إلى السوء مصر على الذنب
فقل لبني حرب تقوا الله وحده ... ولا تسعدوه في البطالة واللعب
ولا تأمنوا التغيير إن دام فعله ... ولم ينهه عن ذاك شيخ بني حرب
أيشربها صرفاً إذا الليل جنة ... معتقة كالمسك تختال في القلب
ويلحى عليها شاربيها وقلبه ... يهيم بها إن غاب يوماً عن الشرب
وأبو حزانة بالنون: هو الوليد بن حنيفة.
كان لأبي حزانة جارية، يقال لها بشاشة، وكان بها معجباً، فاضطر إلى بيعها؛ فاشتراها منه عمر بن عبيد الله بن معمر بمال كثير، فلما دفع المال إليه، وقبضها ذهبت لتدخل، فتعلق بها أبو حزانة، وأنشأ يقول: " من الطويل "
تذكر من بشاشة اليوم حاجة ... أتت كمداً من حاجة المتذكر
ولولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ... يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري
أبوء بحزن من فراقك موجع ... أناجي به قلباً طويل التفكر
عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر
فقال ابن معمر: فقد شئنا، هي لك وثمنها، خذ بيدها.
لما مات طلحة بن عبد الله طلحة الطلحات وهو على سجستان ولى
عبد الملك بن مروان مكانه رجلاً من قريش دميماً قصيراً، وكان طلحة جميلاً جسيماً أبيض، فقال أبو حزانة التميمي: " من الرجز "
قد علم الجند غداة استعبروا ... والقبر بين الطيبين يحفر
أن لن يروا مثلك حتى يحشروا ... هيهات هيهات الجناب الأخضر
والنائل الغمر الذي لا ينزر ... يا طلح يا ليتك عنا تخبر
أنا أتانا خزز مؤزر ... شبرين للشابر حين يشبر
أنكره سريرنا والمنبر ... وقصرنا والمسجد المطهر
وخلف يا طلح منك أعور
قال أبو حزانة ليزيد بن المهلب: كيف أصبحت، أصلح الله الأمير؟ قال: كما تحب يا أبا حزانة، قال: لو كنت كذلك كنت قائماً مثلي، وكنت أنا قاعداً في مقعدك، وكان قميص ابني المرقوع على ابنك، والتومتان اللتان في أذن ابنك على ابني.
قال يزيد: فالحمد لله الذي جعلك كذا وجعلني كذا.
فقال: إلا أنني في ضيق أنتظر سعة، وأنت في سعة تنتظر ضيقاً.
قدم على أبي حزانة ابن عمر الأعرابي، فدعا بغدائه، فقام الأعرابي للخلاء، فصعد سطحاً، فرأى كوة في وسط السطح، فظن أنها مخرج، فجلس، فقضى حاجته على مائدة القوم.
فأمر بها أبو حزانة فرفعت، ونزل الأعرابي، فقال: أين غداؤكم؟ قال له أبو حزانة: أفسده علينا عشاؤك.
أبو خزانة التميمي من بني ربيعة بن حنظلة.
شاعر معروف من بادية البصرة.
قال لقيط: قيل لأبي خزانة: لو أتيت يزيد بن معاوية لفرض لك وشرفك، وألحقك بعلية قومك، فلست دونهم.
وكان أبو حزانة يومئذ غلاماً حدثاً، وكان معاوية حياً، ويزيد يومئذ أمير. فلما أكثر قومه عليه في ذلك، وفي قولهم: إنك تشرف بمصيرك إليه، قال: " من الطويل "
يشرفني سيفي وقلب مجانب ... لكل لئيم باخل ومعلج
وكري على الأبطال طرفاً كأنه ... ظليم وضربي فوق رأس المدجج
الأبيات.
فلما أكثر قومه عليه، وعنفوه في تأخره أتى يزيد بن معاوية، فأقام ببابه شهراً، فلم يصل إليه، فرجع، وقال: والله لا يراني ما حملت عيني الماء إلا أسيراً أو قتيلاً، وأنشأ يقول: " من الطويل "
فوالله لا آتي يزيد ولو حوت ... أنامله ما بين شرق إلى غرب
لأن يزيداً غير الله ما به ... جموح إلى السوء مصر على الذنب
فقل لبني حرب تقوا الله وحده ... ولا تسعدوه في البطالة واللعب
ولا تأمنوا التغيير إن دام فعله ... ولم ينهه عن ذاك شيخ بني حرب
أيشربها صرفاً إذا الليل جنة ... معتقة كالمسك تختال في القلب
ويلحى عليها شاربيها وقلبه ... يهيم بها إن غاب يوماً عن الشرب
وأبو حزانة بالنون: هو الوليد بن حنيفة.
كان لأبي حزانة جارية، يقال لها بشاشة، وكان بها معجباً، فاضطر إلى بيعها؛ فاشتراها منه عمر بن عبيد الله بن معمر بمال كثير، فلما دفع المال إليه، وقبضها ذهبت لتدخل، فتعلق بها أبو حزانة، وأنشأ يقول: " من الطويل "
تذكر من بشاشة اليوم حاجة ... أتت كمداً من حاجة المتذكر
ولولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ... يفرقنا شيء سوى الموت فاعذري
أبوء بحزن من فراقك موجع ... أناجي به قلباً طويل التفكر
عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر
فقال ابن معمر: فقد شئنا، هي لك وثمنها، خذ بيدها.
لما مات طلحة بن عبد الله طلحة الطلحات وهو على سجستان ولى
عبد الملك بن مروان مكانه رجلاً من قريش دميماً قصيراً، وكان طلحة جميلاً جسيماً أبيض، فقال أبو حزانة التميمي: " من الرجز "
قد علم الجند غداة استعبروا ... والقبر بين الطيبين يحفر
أن لن يروا مثلك حتى يحشروا ... هيهات هيهات الجناب الأخضر
والنائل الغمر الذي لا ينزر ... يا طلح يا ليتك عنا تخبر
أنا أتانا خزز مؤزر ... شبرين للشابر حين يشبر
أنكره سريرنا والمنبر ... وقصرنا والمسجد المطهر
وخلف يا طلح منك أعور
قال أبو حزانة ليزيد بن المهلب: كيف أصبحت، أصلح الله الأمير؟ قال: كما تحب يا أبا حزانة، قال: لو كنت كذلك كنت قائماً مثلي، وكنت أنا قاعداً في مقعدك، وكان قميص ابني المرقوع على ابنك، والتومتان اللتان في أذن ابنك على ابني.
قال يزيد: فالحمد لله الذي جعلك كذا وجعلني كذا.
فقال: إلا أنني في ضيق أنتظر سعة، وأنت في سعة تنتظر ضيقاً.
قدم على أبي حزانة ابن عمر الأعرابي، فدعا بغدائه، فقام الأعرابي للخلاء، فصعد سطحاً، فرأى كوة في وسط السطح، فظن أنها مخرج، فجلس، فقضى حاجته على مائدة القوم.
فأمر بها أبو حزانة فرفعت، ونزل الأعرابي، فقال: أين غداؤكم؟ قال له أبو حزانة: أفسده علينا عشاؤك.