الْوَلِيد بن بكير التَّمِيمِي الْكُوفِي كنيته أَبُو الْخَبَّاب يروي عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَدْوى والكوفيين روى عَنهُ الْحُسَيْن الْمروزِي وَالنَّاس
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس أبو همام السكوني الكوفي، سكن بغداد.
روى عن: أبيه أبي بدر شجاع بن الوليد، وأبي الحسن علي بن مسهر القرشي القاضي، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي الأعور، وأبي محد عبد الله ابن وهب بن مسلم القرشي المضري، وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زئداة الهمداني مولاهم القاضي، وأبي معاوية هشيم بن بشير السلمي الواسطي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الزرقي، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن القرشي الكوفي، وأبي هشام عبد الله بن نمير الهمداني، الكوفي، وأبي عبد الله محمد ابن بشر بن الفرافصة العبدي الكوفي، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي وغيرهم.
تفرد به مسلم.
روى عنه في كتاب: الإيمان والجنائز، والزكاة، وفضل الجهاد، والسرقة، والصيد، والفضائل.
وروى عنه: أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وابو حاتم الرازي، وأبو يعلي الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، وأبو عبد الله أحمد ابن محمد المغلس البغدادي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، وابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد البغدادي وغيرهم.
مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه فقال: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو أحب إلىّ من أبي هشام الرفاعي.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: الوليد بن شجاع بن الوليد بغدادي لا بأس.
روى عن: أبيه أبي بدر شجاع بن الوليد، وأبي الحسن علي بن مسهر القرشي القاضي، وأبي محمد حجاج بن محمد الهاشمي الأعور، وأبي محد عبد الله ابن وهب بن مسلم القرشي المضري، وأبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زئداة الهمداني مولاهم القاضي، وأبي معاوية هشيم بن بشير السلمي الواسطي، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الزرقي، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن القرشي الكوفي، وأبي هشام عبد الله بن نمير الهمداني، الكوفي، وأبي عبد الله محمد ابن بشر بن الفرافصة العبدي الكوفي، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي وغيرهم.
تفرد به مسلم.
روى عنه في كتاب: الإيمان والجنائز، والزكاة، وفضل الجهاد، والسرقة، والصيد، والفضائل.
وروى عنه: أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة البغدادي، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وابو حاتم الرازي، وأبو يعلي الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، وأبو عبد الله أحمد ابن محمد المغلس البغدادي، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي، وابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد البغدادي وغيرهم.
مات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه فقال: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو أحب إلىّ من أبي هشام الرفاعي.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: الوليد بن شجاع بن الوليد بغدادي لا بأس.
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان
أبو العباس بويع له بعد عمه هشام بن عبد الملك بعهد أبيه يزيد بن عبد الملك وأم الوليد بن يزيد أم الحجاج بن محمد بن يوسف الثقفي.
واستخلف الوليد بن يزيد سنة خمس وعشرين ومئة. وقيل: سنة ست وعشرين ومئة، وهو ابن ست وثلاثين سنة وشهرين وأيام.
وقيل: إنه ولد سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة تسعين.
وكان وكلاء الوليد ختموا خزائن هشام، وبيوت أمواله، فلم يوجد له كفن يكفن فيه، وكفنه خادم له.
روي عم سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلام، فسموه الوليد، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم، إنه سيكون رجل يقال له الوليد، هو أضر على أمتي من فرعون على قومه.
وكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد؛ لفتنة الناس به حين خرجوا عليه، فقتلوه، فافتتحت الفتن على الأمة والهرج.
وفي حديث: دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أم سلمة، وعندها رجل، فقال: من هذا؟ قالت: أخي الوليد، قدم مهاجراً، فقال: هذا المهاجر. فقالت: يا رسول الله هذا الوليد، فأعاد وأعادت، فقال: إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد حناناً! إنه يكون في أمتي فرعون يقال له الوليد، يسر الكفر، ويظهر الإيمان. وعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسمه، فقالت: نعم يا رسول الله، هو المهاجر.
قال جعدي: لو رأيته يوم بدر، وجاء مقنعاً في الحديد، لا يرى منه إلا عيناه، وقف ودعا إلى البراز، فاستشرفه الناس، فقلنا: من هذا؟ قال: أنا ابن زاد الركب، فعرفنا أنه ابن
أبي أمية، فقلنا: أيهم؟ قال: أنا ابن جذل الطعان. فعرفناه. فلم يلبث أن انصرف.
وجاء فارس في مثل حاله، ووقف في مثل موقفه، فاستشرفه الناس، فقلنا من هذا؟ فقال: أنا ابن زاد الركب، فعرفنا أنه ابن أبي أمية، فقلنا: أيهم؟ فقال: أنا ابن عبد المطلب، فعرفنا أنه زهير بن أبي أمية.
قال: فكان ابن عمتي أثبت مقاماً من أخيك.
كانت أم المهاجر بن أبي أمية، وأم أم سلمة بنت أبي أمية عاتكة بنت جذل الطعان. وكانت أم أخيهما لأبيهما زهير بن أبي أمية عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم.
وكان أبو أمية يلقب زاد الركب؛ لأنه لم يكن يترك أحداً يتزود ممن يخرج معه في سفر، ويكفي من رافقه زاده.
وكان يلقب بهذا اللقب أيضاً مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
قال مروان بن أبي حفصة: قال لي هارون أمير المؤمنين: هل رأيت الوليد بن يزيد؟ قلت: نعم، قال: فصفه لي، فرمت أزحزح، فقال: إن أمير المؤمنين لا يكره ما تقول.
فقلت: كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم، قال: أتروي من شعره شيئاً؟ قلت: نعم.
دخلت عليه مع عمومتي، ولي جمة فينانة، فجعل يقول بالقضيب فيها، ويقول: يا غلام هل ولدتك شكر؟ - أم ولد كانت لمروان بن الحكم زوجها
أبا حفصة - فقلت: نعم، فسمعته أنشد عمومتي: من السريع
ليت هشاماً عاش حتى يرى ... محلبه الأوفر قد أترعا
كلنا له الصاع التي كالها ... وما ظلمناه بها أصوعا
وما أتينا ذاك عن بدعة ... أحلها القرآن لي أجمعا
محلبه الأوفر: معناه: الإناء الذي يحلب فيه، بكسر ميمه. والمحلب: الذي يتطيب به. محلب مثل المندل: العود.
فأمر هارون بكتابتها، فكتبت.
كان الزهري يقدح أبداً عند هشام بن عبد الملك في خلع الوليد بن يزيد، ويعيبه، ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء.
ويقول لهشام: ما يحل لك إلا خلعه، وكان هشام لا يستطيع ذلك؛ للعقد الذي عقد له، ولا يسوءه ما يصنع الزهري؛ رجاء أن يؤلب ذلك الناس عليه.
قال أبو الزناد: فكنت يوماً عند هشام في ناحية الفسطاط، وأسمع ذرق كلام الزهري في الوليد، وأنا أتغافل، فجاء الحاجب، فقال: هذا الوليد على الباب، فأدخله، فأوسع له هشام على فراشه، وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر.
فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى عبد الرحمن بن القاسم وابن المنكدر وربيعة، فأرسل إلي ليلة مختلياً بي، وقدم العشاء، وقال بعد حديث: يا بن ذكوان أرأيت يوم دخلت على الأحوال، وأنت عنده، والزهري يقدح في، أفتحفظ من كلامه يومئذ شيئاً؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، أذكر يوم دخلت وأنا أعرف الغضب في وجهك.
قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام نقل ذلك كله إلي، وأنا على الباب قبل أن أدخل إليكم، وأخبرني أنك لم تنطق عنه بشيء.
قلت: نعم، لم أنطق فيه بشيء يا أمير المؤمنين.
قال: قد كنت عاهدت الله لئن أمكنني القدرة بمثل هذا اليوم أن أقتل الزهري، فقد فاتني.
قال يحيى بن عبد الله بن بكير: كان الوليد بن يزيد يظن أن عند ربيعة ما كان عند الزهري، فكان يسأله، فلا يجد عنده ما أمل فيه، فسأله يوماً عن ناز له، فقال: ليس عندي فيه رواية، فقال الوليد: ولكن ذاك الذي فعل الله به في قبره وفعل، لو سقط قضيبي هذا من يدي لروى فيه شيئاً.
فقلت: ولم قال هذا في الزهري، أمن سوء رأي في الزهري.
فقال: نعم، كان الوليد فيه وفيه ...
كان الزهري يقول لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين، اخلع الوليد؛ فإن من الوفاء بعهد الله خلعك إياه. فقال: أخشى أن الأجناد يأبون ذلك. فقال الزهري: فوجهني حتى أسير في الأجناد جنداً جنداً فأخلعه، فأبى عليه. فأرسل الوليد إلى ماله ببداً وشغب، فعقر أشجاره. وخاصمه الزهري إلى عمر، وكان مال الزهري اشتراه
من قوم كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع لهم، فأخرج كتابه، وخاصم الوليد. فقال عمر للزهري: فإنه لا يحكم عليه إلا أنت، فاحكم عليه. فقال: يا أمير المؤمنين، يغرس لي مكان كل نخلة قطعها وشجرة نخلةً وشجرةً، ويعمرها حتى يبلغ ذلك مبلغ ما قطع لي، ويغرم لي مثلما كنت أستغل منها.
فأجاز حكمه عليه، وألزمه ذلك.
وكان الوليد يقول للزهري: إن أمكنني الله منك يوماً فستعلم. وكان الزهري يقول: إن الله أعدل من أن يسلط علي سفيهاً.
قال ابن بكير: وأنكر ربيعة وأبو الزناد ذلك، وقالا: ما كان وجه الحكم ما حكم به أبو بكر الزهري.
فبلغ ذلك الزهري، فقال الزهري: ذانك العلجان أفسد أهل تلك الحرة - يعني المدينة - كأنه قال: من قبل الرأي.
وأغرم الوليد ابني هشام مالاً عظيماً، وعذبهما حتى ماتا في عذابه.
وزاد أهل المدينة في أعطياتهم عشرة دنانير لكل إنسان، وأمر بهدم دار هشام.
أراد هشام بن عبد الملك أن يخلع الوليد بن يزيد ويجعل العهد لولده؛ فقال الوليد ابن يزيد: من الطويل
كفرت يداً من منعم لو شكرتها ... جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن
رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي ... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني
أراك على الباقين مجنى ضغينة ... فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني
كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم ... ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني
وقال الوليد في ذلك: من الرجز
يا رب أمر ذي شؤون جحفل ... قاسيت فيه جلبات الأحول
وقال أيضاً حين مات هشام: من مجزوء الخفيف
هلك الأحول المشو ... م فقد سرح المطر
ثمت استخلف الولي ... د فقد أورق الشجر
جاء الوليد بن يزيد إلى هشام بن يزيد بن عبد الملك، فلما قام الوليد قام معه مسلمة بن هشام حتى ركب. فلما ركب قال مسلمة: ما اسمك؟ قال: رباح شارزنجي. فقال هشام: قاتله الله ما أظرفه، لولا ما علمت عليه من البطالة.
قال الهيثم عن عمران: سمعت الوليد بن يزيد خطيباً على المنبر، وقد زيد في أعطياتهم خمسة، فسمعته يقول: من الطويل
ضمنت لكم إن لم تعقني منيةً ... بأن سحاب الفقر عنكم ستقلع
قال حماد الراوية: كنت عند الوليد يوماً، فدخل عليه رجلان كانا منجمين، فقالا: نظرنا فيما أمرتنا به، فوجدناك تملك سبع سنين مؤيداً منصوراً، يستقيم لك الناس، ويجبى لك الخراج.
قال حماد: فاغتنمتها، وأردت أن أخدعه كما خدعاه؛ فقلت: يا أمير المؤمنين، كذبا؛ نحن أعلم بالرواية والآثار وضروب العلوم منهما، وقد نظرنا في هذا، ونظر الناس فيه قديماً، فوجدناك تملك أربعين سنة في الحال التي وصفا.
فأطرق الوليد، ثم رفع رأسه إلي، فقال: لا ما قال هذان يكسرني، ولا ما قلت يعزني، والله لأجبين هذا المال من حله جباية من يعيش الأبد، ولأصرفنه في حقه صرف من يموت في غد.
كان الوليد يتغدى، وابنه معه، فإذا هو يلوك لقمة يديرها؛ فقال: ويحك ألقها؛ فإنها على معدتك أشد منها على لسانك.
نظر الوليد بن يزيد إلى جارية نصرانية بالمدينة من أهيأ النساء، يقال لها سفرى، فجن بها، وجعل يراسلها، وتأبى عليه، حتى بلغه أن عيداً للنصارى قد قرب، وأنها ستخرج فيه، وكان في موضع العيد بستان حسن، والنساء يدخلنه، فصانع الوليد صاحب البستان أن يدخله؛ فينظر إليها، فتابعه، وحضر الوليد وقد تقشف وغير حليته.
ودخلت سفرى البستان، فجعلت تمشى حتى انتهت إليه، فقالت لصاحب البستان: من هذا؟ فقال لها: رجل مصاب، فجعلت تمازحه وتضاحكه حتى اشتفى من النظر إليها ومن حديثها.
فقل لها: ويلك تدرين من ذلك الرجل؟ قالت: لا، فقيل لها: الوليد، وإنما تقشف حتى ينظر إليك، فجنت به بعد ذلك، وكانت عليه أحرص منه عليها؛ فقال الوليد في ذلك: من الكامل
أضحى فؤادك يا وليد عميدا ... صباً قديماً للحسان صيودا
من حب واضحة العوارض طفلةٍ ... برزت لنا نحو الكنيسة عيدا
ما زلت أرمقها بعيني وامق ... حتى بصرت بها تقبل عودا
عود الصليب فويح نفسي من رأى ... منكم صليباً مثله معبودا
فسألت ربي أن أكون مكانه ... وأكون في لهب الجحيم وقودا
قال المنصف: لم يبلغ الشيباني هذا الحد من الخلاعة إذ قال في عمرو النصراني: من الرجز
يا ليتني كنت له صليباً ... فكنت منه أبداً قريبا
أبصر حسناً وأشم طيباً ... لا واشياً أخشى ولا رقيبا
فلما ظهر أمر الوليد، وعلمه الناس قال: من الطويل
ألا حبذا سفرى وإن قيل إنني ... كلفت بنصرانية تشرب الخمرا
يهون علي أن نظل نهارنا ... إلى الليل لا أولى نصلي ولا عصرا
وللوليد في هذا النحو من الخلاعة والمجون وسخافة الدين ما يطول ذكره، وقد تضمن شعره من ركيك ضلاله وكفره ما شاع من أمره.
حكى خمار بالحيرة قال: ما شعرت يوماً، وقد فتحت حانوتي، إذا فوارس ثلاثة متلثمون بعمام خز، أقبلوا من طريق السماوة، فقال لي أحدهم: أنت مرعيداً الخمار؟ قلت: نعم، وكنت موصوفاً بالنظافة وجودة الخمر، وغسل الأواني، فقال: اسقني رطلاً.
فقمت، فغسلت يدي، ثم نقرت الدنان، ونظرت إلى أصفاها فنزلته، وأخذت قدحاً نظيفاً فملأته، ثم أخذت منديلاً جديداً، فناولته إياه، فشرب وقال: اسقني
آخر، فغسلت يدي وتركت ذلك الدن وذلك القدح وذلك المنديل، ونقرت دناً آخر، فنزلت منه رطلاً في قدح نظيف، وأخذت منديلاً جديداً، فسقيته، فشرب، وقال: اسقني رطلاً آخر، فسقيته في غير ذلك القدح، وأعطيته غير ذلك المنديل، فشرب وقال: بارك الله عليك، فما أطيب شرابك وأنظفك! فما كان رأيي أشرب أكثر من ثلاثة، فلما رأيت نظافتك دعتني نفسي إلى شرب آخر، فهاته، فناولته إياه على تلك السبيل. ثم قال: لولا أسباب تمنع من بيتك لكان حبيباً إلي أن أجبس فيه بقية يومي هذا.
وولى راجعاً في الطريق الذي بدا منه، وقال: اعذرنا، ورمى إلي أحد الرجلين اللذين معه بشيء، فإذا صرة، فيها خمس مئة دينار، وإذا هو الوليد بن يزيد، أقبل من دمشق حتى شرب من شراب الحيرة، وانصرف.
قال المنصف: وللوليد أشعار، ضمنها ما فجر به من خرقه وسفاهته وحمقه وخسارته، وهزله ومجونه، وسخافة دينه وركاكته، وما صرح به من الإلحاد في القرآن والكفر بمن أنزل عليه، وذكر أنه عارضها بشعره.
قال صالح بن سليمان:
أراد الوليد بن يزيد الحج، وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة، فهم قوم أن يفتكوا به إذا خرج.
فجاؤوا إلى خالد بن عبد الله القسري، فسألوه أن يكون معهم، فأبى، فقالوا له: فاكتم علينا، فقال: أما هذا فنعم.
فجاء إلى الوليد، فقال له: لا تخرج، فإني أخاف عليك، قال: ومن هؤلاء الذين تخافهم علي؟ قال: لا أخبرك بهم، قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف، قال: وإن بعثت بي إلى يوسف.
فيعث به إلى يوسف، فعذبه حتى قتله.
ذكر الوليد ين يزيد عند المهدي، فقال رجل في المجلس: كان زنديقاً، فقال المهدي: مه، خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق.
روي عن أم الدرداء أنها قالت: إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين الشام والعراق مظلوماً لم تزل طاعة مستحق بها ودم مسفوك على وجه الأرض بغير الحق.
وعن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يزال هذا الأمر قائماً بالقسط حتى يثمله رجل من بني أمية.
لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف، وقال: أقتل كما قتل ابن عمي، يعني عثمان.
حدث عبد الله بن واقد الجرمي، وكان شهد قتل الوليد، قال: لما اجتمعوا على قتل الوليد قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، وبايعه من أهل بيته عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك.
فخرج يزيد بن الوليد، فأتى أخاه العباس ليلاً فشاوره في قتل الوليد، فنهاه عن ذلك.
وأقبل يزيد ليلاً حتى دخل مسجد دمشق في أربعين رجلاً، فكسروا باب المقصورة، ودخلوا على واليها، فأوثقوه، وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار.
وعقد لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، ونادى مناديه: من ابتدر إلى الوليد فله ألفان، فابتدر معه ألفا رجل.
حدث يعقوب بن إبراهيم بن الوليد: أن مولى الوليد، لما خرج يزيد بن الوليد، خرج على فرس له، فأتى الوليد من يومه، فنفق فرسه حين بلغه.
فأخبر الوليد، فضربه مئة سوط، وحبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وأجازه، ووجهه إلى دمشق.
فخرج أبو محمد، فلما أتى إلى ذنبة أقام، فوجه يزيد بن الوليد إليه عبد الرحمن بن مصاد، فسالمه أبو محمد، وبايع ليزيد بن الوليد.
وأتى الوليد الخبر، وهو بالأغدف. والأغدف بن عاد، فقال له بيهس بن زميل الكلابي. ويقال: قال له يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية: يا أمير المؤمنين: سر حتى تنزل حمص؛ فإنها حصينة، ووجه الجنود إلى يزيد، فيقتل أو يؤسر.
فقال عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل، ويعذر، والله مؤيد أمير المؤمنين وناصره.
فقال يزيد بن خالد: وماذا تخاف على حرمه؟ وإنما أتاه عبد العزيز بن الحجاج، وهو ابن عمهم.
فأخذ بقول ابن عنبسة، فقال له: الأبرش سعيد بن الوليد: يا أمير المؤمنين: تدمر حصينة، وبها قومي يمنعونك، فقال: ما أرى أن نأتي تدمر، وأهلها بنو عامر، وهم الذين خرجوا علي، ولكن دلني على منزل حصين.
فقال: أرى أن تنزل القريتين، قال: أكرهها، قال: فهذا الهزيم. قال: أكره اسمه، قال: فهذا البخراء قصر النعمان بن بشير، قال: ويحك! ما أقبح أسماء مياهكم.
فأقبل في طريق السماوة، ونزل الريف، وهو في مئتين، فقال: من الطويل
إذا لم يكن خير مع الشر لم تجد ... نصيحاً ولا ذا حاجة حين تفزع
إذا ما هم جاؤوا بإحدى هناتهم ... حسرت لهم رأسي فلا أتقنع
فمر في شبكة للضحاك بن قيس الفهري، وفيها من ولده وولد ولده أربعون رجلاً.
فساروا وقالوا: إنا عزل، فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم رمحاً ولا سيفاً.
فقال له بيهس: إذا أبيت أن تمضي إلى حمص وتدمر، فهذا الحصن البخراء - البخراء شرقي حمص في البرية - فإنه حصين، وهو من بناء العجم فانزله.
قال: فإني أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون. فنزل حصن البخراء.
قال: فندب يزيد بن الوليد الناس مع عبد العزيز، ونادى مناديه: من سار معه فله ألفان؛ فانتدب ألفا رجل؛ فأعطاهم ألفين ألفين، وقال: موعدكم بذنبة.
فوافى بذنبة ألف ومئتان، فقال لهم: موعدكم مصنعة بني عبد العزيز بن الوليد بالبرية، فوافاه بها ثمان مئة، فسار فتلقاهم ثقل الوليد، فأخذوه، ونزلوا قريباً من الوليد.
وأتاه رسول العباس بن الوليد: إني آتيك؛ فقال الوليد: أخرجوا سريراً فأخرجوا سريراً، فجلس عليه، وقال: علي توثب الرجال وأنا أثب على الأسد والخضر الأفاعي؟ وهم ينتظرون العباس.
فتلقاهم عبد العزيز، على الميمنة حوي بن عمرو، وعلى المقدمة منصور بن جمهور، وعلى الرجالة عمارة بن أبي كلثم.
وركب عبد العزيز بغلاً له أدهم وبعث إليهم زياد بن حصين يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فقتله قطري مولى الوليد.
فانكشف أصحاب يزيد، فدخل عبد العزيز، فكر في أصحابه، وقد قتل من أصحابه عدة، وحملت رؤوسهم إلى الوليد وهو على باب حصن البخراء، قد أخرج لواء مروان بن الحكم الذي كان عقده بالجابية.
وقتل من أصحاب الوليد يزيد بن عثمان الخشبي.
وبلغ عبد العزيز مسير العباس بن الوليد، فأرسل منصور بن جمهور في خيل، وقال: إنكم تلقون العباس في الشعب ومعه بنوه، فخذوهم.
فخرج منصور والخيل فإذا هم في الشعب بالعباس في ثلاثين من بنيه، فقال له: اعدل إلى عبد العزيز، فشتمهم، فقال له منصور: والله لئن تقدمت لأنفذن حصينك.
قال نوح بن عمرو: الذي لقي العباس بن الوليد يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم.
فعدل به إلى عبد العزيز، فأبى عليه، فقال هل: يابن قسطنطين، لئن أبيت علي لأضربن الذي فيه عيناك، فنظر العباس إلى هرم بن عبد الله بن دحية، فقال: من هذا؟ قال يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم، فقال: أما والله إن كان لبغيضاً إلى أبيه أن يقف ابنه هذا الموقف.
وعدل به إلى عسكر عبد العزيز، ولم يكن مع العباس أصحابه، وكان قد تقدمهم مع ثلاثة، فقال: إنا لله، فأتوا به عبد العزيز، فقال له: بايع لأخيك يزيد بن الوليد، فبايع، ووقف.
ونصبوا راية، وقالوا: هذه راية العباس بن الوليد، وقد بايع لأمير المؤمنين يزيد بن الوليد.
فقال العباس: إنا لله، خدعة من خداع الشيطان، هلك بنو مروان، فتفرق الناس عن الوليد، فأتوا العباس وبعد العزيز، وظاهر الوليد بين درعين، وأتوه بفرسين: السندي والذائد، فقاتلهم، فناداهم رجل: اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط، ارموه بالحجارة.
فلما سمع ذلك دخل القصر، وأغلق الباب، وأحاط عبد العزيز وأصحابه بالقصر.
فدنا الوليد من الباب، فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه؟ فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، قال: من أنت؟ قال: يزيد بن عنبسة، قال: يا أخل السكاسك، ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أدفع عنكم المؤن؟ ألم أعط فقراءكم؟ ألم أخدم زمناكم؟
فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا، ولكنا ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله.
قال: حسبك، فلعمري لقد أكثرت وأغرقت، إن فيما أحل الله لي سعة عما ذكرت.
ورجع إلى الدار، فجلس، وأخذ مصحفاً، وقال: يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ.
فعلوا الحائط، فكان أول من علا الحائط يزيد بن عنبسة، فنزل إليه، وسيف الوليد إلى جنبه، فقال له يزيد: نح سيفك.
فقال له الوليد: لو أردت السيف كان لي ولك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد وهو يريد أن يحبسه ويؤامر فيه، فنزل من الحائط عشرة، فضربه عبد السلام اللخمي على رأسه، وضربه السري بن زياد بن أبي كبشة على وجهه، وجروه بين خمسة ليخرجوه، فصاحت امرأة كانت معه في الدار؛ فكفوا عنه لم يخرجوه.
واحتز أبو علاقة القضاعي رأسه، وأخذ عقباً، فخاط الضربة التي في وجهه.
وقدم بالرأس على يزيد روح بن مقبل، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الفاسق الوليد وأسر العباس. ويزيد يتغذى؛ فسجد ومن كان معه.
وقدم يزيد بن عنبسة، وأخذ بيد يزيد، وقال: قم يا أمير المؤمنين، وأبشر بنصر الله.
فاختلج يزيد يده من كفه، وقال: اللهم، إن كان هذا لك رضى فسددني.
وقال ليزيد بن عنبسة: هل كلمكم الوليد؟ قال: نعم، كلمني من وراء الباب، وقال: أما فيكم ذو حسب فأكلمه؟ فكلمته، ووبخته، فقال: حسبك، فقد لعمر أغرقت وأكثرت، أما والله لا يرتق فتقكم، ولا يلم شعثكم، ولا تجمع كلمتكم.
قال المثنى بن معاوية:
أتيت الوليد، فدخلت من مؤخر الفسطاط، فدعا بالغداء، فلما وضع يده أتاه رسول أم كلثوم بنة عبد الله بن يزيد بن عبد الملك، فأخبره أن عبد العزيز بن الحجاج قد نزل اللؤلؤة، فلم يلتفت إليه، وأتاه خالد بن عثمان، وكان على شرط، برجل من بني حارثة، فقال: إني كنت بدمشق مع عبد العزيز، وقد أتيتك بالخبر، وهذه ألف وخمس مئة قد أخذتها، وحل همياناً من وسطه، وأراه قد نزل اللؤلؤة، وهو غاد منها إليك، فلم يجبه.
والتفت إلى رجل إلى جنبه، فكلمه بكلام لم أسمعه، فسألت بعض من كان بيني وبينه عما قال؛ فقال: سأله عن النهر الذي حفر بالأردن: كم بقي منه. وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة.. الحديث.
وكان يزيد بن الوليد جعل في رأس الوليد مئة ألف.
وأقبل أبو الأسد مولى خالد بن عبد الله القسري، فسلخ من جلدة الوليد قدر الكف، فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد الله.
وانتهب الناس عسكر الوليد وحراسه.
ولما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى، فبعث بها إلى يزيد، فسبقت الرأس، وصلت يوم الجمعة، ووصلت الرأس من الغد، فنصبه الناس بعد الصلاة؛ فقال يزيد بن فروة مولى بني مروان: إنما ينصب رأس الخارجي، وهو ابن عمك وخليفة، ولا آمن إن نصبته أن ترق له قلوب الناس؛ فيغضب له أهل بيته.
قال: والله، إلا نصبته، فنصبه على رمح، ثم قال: انطلق، فطف به دمشق، وأدخله دار أبيه.
ففعل، وصاح الناس وأهل الدار، ثم رده إلى يزيد، فقال له: انطلق به إلى منزلك.
فمكث عنده قريباً من شهر، ثم قال: ادفعه إلى أخيه سليمان، وكان أخوه سليمان ممن يسعى على أخيه.
فغسل ابن فروة الرأس، ووضعه في سفط، وأتى به سليمان، فنظر إليه سليمان، فقال بعدالة: أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً، ولقد أرادني على نفسي الفاسق.
فخرج ابن فروة، فتلقته مولاة للوليد، فقال لها: ويحك! ما أشد ما شتمه! زعم أنه أراده على نفسه! قالت: كذب والله الخبيث، ما فعل، ولئن كان أراده على نفسه فقد فعل، وما كان ليقدر على الامتناع منه.
ويزيد بن الوليد الذي قتل الوليد بن يزيد هو ابن عمه الذي يقال له الناقص، سار إليه في التدرية، فقتلوه بالبخراء، وقتل أهل مصر أميرهم.
وقيل: إنه حمل إلى دمشق سراً، ودفن خارج باب الفراديس.
وعن سيار بن سلامة أنه قال لما قتل الوليد: إنكم لترسون خبراً - يقال: بلغني رس من خبر وذرء من خبر - إن كان حقاً لا يبقى أهل بيت من وتر إلا دخل عليهم منه مكروه.
قال سفيان: لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل، يكون بالشام، وأصله كوفي، سديد عقله، قال لخلف بن حوشب لما وقعت الفتنة: اصنع طعاماً، واجمع بقية من بقي، فجمعهم، فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير: كف رجل يده، وملك لسانه، وعالج قلبه.
ولما قتل الوليد قال خلف بن خليفة: من الطويل
لقد سلبت كلب وأسباب مذحج ... صدى كان يزقو ليله غير راقد
تركن أمير المؤمنين بخالد ... مكباً على خيشومه غير ساجد
فإن تقطعوا منا مناط قلادة ... قطعنا به منكم مناط قلائد
وإن تشغلونا عن ندانا فإننا ... شغلنا الوليد عن غناء الولائد
وإن سافر القسري سفرة هالك ... فإن أبا العباس ليس بشاهد
فقال حسان بن جعدة الجعفري يكذب خلف بن خليفة في قوله: من البسيط
إن امرأ يدعي قتل الوليد سوى ... أعمامه لمليء النفس بالكذب
ما كان إلا امرأ حانت منيته ... سارت إليه بنو مروان بالعرب
أبو العباس بويع له بعد عمه هشام بن عبد الملك بعهد أبيه يزيد بن عبد الملك وأم الوليد بن يزيد أم الحجاج بن محمد بن يوسف الثقفي.
واستخلف الوليد بن يزيد سنة خمس وعشرين ومئة. وقيل: سنة ست وعشرين ومئة، وهو ابن ست وثلاثين سنة وشهرين وأيام.
وقيل: إنه ولد سنة سبع وثمانين، وقيل: سنة تسعين.
وكان وكلاء الوليد ختموا خزائن هشام، وبيوت أمواله، فلم يوجد له كفن يكفن فيه، وكفنه خادم له.
روي عم سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلام، فسموه الوليد، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم، إنه سيكون رجل يقال له الوليد، هو أضر على أمتي من فرعون على قومه.
وكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد؛ لفتنة الناس به حين خرجوا عليه، فقتلوه، فافتتحت الفتن على الأمة والهرج.
وفي حديث: دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أم سلمة، وعندها رجل، فقال: من هذا؟ قالت: أخي الوليد، قدم مهاجراً، فقال: هذا المهاجر. فقالت: يا رسول الله هذا الوليد، فأعاد وأعادت، فقال: إنكم تريدون أن تتخذوا الوليد حناناً! إنه يكون في أمتي فرعون يقال له الوليد، يسر الكفر، ويظهر الإيمان. وعرفت أم سلمة ما أراد من تحويل اسمه، فقالت: نعم يا رسول الله، هو المهاجر.
قال جعدي: لو رأيته يوم بدر، وجاء مقنعاً في الحديد، لا يرى منه إلا عيناه، وقف ودعا إلى البراز، فاستشرفه الناس، فقلنا: من هذا؟ قال: أنا ابن زاد الركب، فعرفنا أنه ابن
أبي أمية، فقلنا: أيهم؟ قال: أنا ابن جذل الطعان. فعرفناه. فلم يلبث أن انصرف.
وجاء فارس في مثل حاله، ووقف في مثل موقفه، فاستشرفه الناس، فقلنا من هذا؟ فقال: أنا ابن زاد الركب، فعرفنا أنه ابن أبي أمية، فقلنا: أيهم؟ فقال: أنا ابن عبد المطلب، فعرفنا أنه زهير بن أبي أمية.
قال: فكان ابن عمتي أثبت مقاماً من أخيك.
كانت أم المهاجر بن أبي أمية، وأم أم سلمة بنت أبي أمية عاتكة بنت جذل الطعان. وكانت أم أخيهما لأبيهما زهير بن أبي أمية عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم.
وكان أبو أمية يلقب زاد الركب؛ لأنه لم يكن يترك أحداً يتزود ممن يخرج معه في سفر، ويكفي من رافقه زاده.
وكان يلقب بهذا اللقب أيضاً مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
قال مروان بن أبي حفصة: قال لي هارون أمير المؤمنين: هل رأيت الوليد بن يزيد؟ قلت: نعم، قال: فصفه لي، فرمت أزحزح، فقال: إن أمير المؤمنين لا يكره ما تقول.
فقلت: كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم، قال: أتروي من شعره شيئاً؟ قلت: نعم.
دخلت عليه مع عمومتي، ولي جمة فينانة، فجعل يقول بالقضيب فيها، ويقول: يا غلام هل ولدتك شكر؟ - أم ولد كانت لمروان بن الحكم زوجها
أبا حفصة - فقلت: نعم، فسمعته أنشد عمومتي: من السريع
ليت هشاماً عاش حتى يرى ... محلبه الأوفر قد أترعا
كلنا له الصاع التي كالها ... وما ظلمناه بها أصوعا
وما أتينا ذاك عن بدعة ... أحلها القرآن لي أجمعا
محلبه الأوفر: معناه: الإناء الذي يحلب فيه، بكسر ميمه. والمحلب: الذي يتطيب به. محلب مثل المندل: العود.
فأمر هارون بكتابتها، فكتبت.
كان الزهري يقدح أبداً عند هشام بن عبد الملك في خلع الوليد بن يزيد، ويعيبه، ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء.
ويقول لهشام: ما يحل لك إلا خلعه، وكان هشام لا يستطيع ذلك؛ للعقد الذي عقد له، ولا يسوءه ما يصنع الزهري؛ رجاء أن يؤلب ذلك الناس عليه.
قال أبو الزناد: فكنت يوماً عند هشام في ناحية الفسطاط، وأسمع ذرق كلام الزهري في الوليد، وأنا أتغافل، فجاء الحاجب، فقال: هذا الوليد على الباب، فأدخله، فأوسع له هشام على فراشه، وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر.
فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى عبد الرحمن بن القاسم وابن المنكدر وربيعة، فأرسل إلي ليلة مختلياً بي، وقدم العشاء، وقال بعد حديث: يا بن ذكوان أرأيت يوم دخلت على الأحوال، وأنت عنده، والزهري يقدح في، أفتحفظ من كلامه يومئذ شيئاً؟
فقلت: يا أمير المؤمنين، أذكر يوم دخلت وأنا أعرف الغضب في وجهك.
قال: كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام نقل ذلك كله إلي، وأنا على الباب قبل أن أدخل إليكم، وأخبرني أنك لم تنطق عنه بشيء.
قلت: نعم، لم أنطق فيه بشيء يا أمير المؤمنين.
قال: قد كنت عاهدت الله لئن أمكنني القدرة بمثل هذا اليوم أن أقتل الزهري، فقد فاتني.
قال يحيى بن عبد الله بن بكير: كان الوليد بن يزيد يظن أن عند ربيعة ما كان عند الزهري، فكان يسأله، فلا يجد عنده ما أمل فيه، فسأله يوماً عن ناز له، فقال: ليس عندي فيه رواية، فقال الوليد: ولكن ذاك الذي فعل الله به في قبره وفعل، لو سقط قضيبي هذا من يدي لروى فيه شيئاً.
فقلت: ولم قال هذا في الزهري، أمن سوء رأي في الزهري.
فقال: نعم، كان الوليد فيه وفيه ...
كان الزهري يقول لعمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين، اخلع الوليد؛ فإن من الوفاء بعهد الله خلعك إياه. فقال: أخشى أن الأجناد يأبون ذلك. فقال الزهري: فوجهني حتى أسير في الأجناد جنداً جنداً فأخلعه، فأبى عليه. فأرسل الوليد إلى ماله ببداً وشغب، فعقر أشجاره. وخاصمه الزهري إلى عمر، وكان مال الزهري اشتراه
من قوم كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع لهم، فأخرج كتابه، وخاصم الوليد. فقال عمر للزهري: فإنه لا يحكم عليه إلا أنت، فاحكم عليه. فقال: يا أمير المؤمنين، يغرس لي مكان كل نخلة قطعها وشجرة نخلةً وشجرةً، ويعمرها حتى يبلغ ذلك مبلغ ما قطع لي، ويغرم لي مثلما كنت أستغل منها.
فأجاز حكمه عليه، وألزمه ذلك.
وكان الوليد يقول للزهري: إن أمكنني الله منك يوماً فستعلم. وكان الزهري يقول: إن الله أعدل من أن يسلط علي سفيهاً.
قال ابن بكير: وأنكر ربيعة وأبو الزناد ذلك، وقالا: ما كان وجه الحكم ما حكم به أبو بكر الزهري.
فبلغ ذلك الزهري، فقال الزهري: ذانك العلجان أفسد أهل تلك الحرة - يعني المدينة - كأنه قال: من قبل الرأي.
وأغرم الوليد ابني هشام مالاً عظيماً، وعذبهما حتى ماتا في عذابه.
وزاد أهل المدينة في أعطياتهم عشرة دنانير لكل إنسان، وأمر بهدم دار هشام.
أراد هشام بن عبد الملك أن يخلع الوليد بن يزيد ويجعل العهد لولده؛ فقال الوليد ابن يزيد: من الطويل
كفرت يداً من منعم لو شكرتها ... جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن
رأيتك تبني جاهداً في قطيعتي ... ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني
أراك على الباقين مجنى ضغينة ... فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني
كأني بهم يوماً وأكثر قيلهم ... ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني
وقال الوليد في ذلك: من الرجز
يا رب أمر ذي شؤون جحفل ... قاسيت فيه جلبات الأحول
وقال أيضاً حين مات هشام: من مجزوء الخفيف
هلك الأحول المشو ... م فقد سرح المطر
ثمت استخلف الولي ... د فقد أورق الشجر
جاء الوليد بن يزيد إلى هشام بن يزيد بن عبد الملك، فلما قام الوليد قام معه مسلمة بن هشام حتى ركب. فلما ركب قال مسلمة: ما اسمك؟ قال: رباح شارزنجي. فقال هشام: قاتله الله ما أظرفه، لولا ما علمت عليه من البطالة.
قال الهيثم عن عمران: سمعت الوليد بن يزيد خطيباً على المنبر، وقد زيد في أعطياتهم خمسة، فسمعته يقول: من الطويل
ضمنت لكم إن لم تعقني منيةً ... بأن سحاب الفقر عنكم ستقلع
قال حماد الراوية: كنت عند الوليد يوماً، فدخل عليه رجلان كانا منجمين، فقالا: نظرنا فيما أمرتنا به، فوجدناك تملك سبع سنين مؤيداً منصوراً، يستقيم لك الناس، ويجبى لك الخراج.
قال حماد: فاغتنمتها، وأردت أن أخدعه كما خدعاه؛ فقلت: يا أمير المؤمنين، كذبا؛ نحن أعلم بالرواية والآثار وضروب العلوم منهما، وقد نظرنا في هذا، ونظر الناس فيه قديماً، فوجدناك تملك أربعين سنة في الحال التي وصفا.
فأطرق الوليد، ثم رفع رأسه إلي، فقال: لا ما قال هذان يكسرني، ولا ما قلت يعزني، والله لأجبين هذا المال من حله جباية من يعيش الأبد، ولأصرفنه في حقه صرف من يموت في غد.
كان الوليد يتغدى، وابنه معه، فإذا هو يلوك لقمة يديرها؛ فقال: ويحك ألقها؛ فإنها على معدتك أشد منها على لسانك.
نظر الوليد بن يزيد إلى جارية نصرانية بالمدينة من أهيأ النساء، يقال لها سفرى، فجن بها، وجعل يراسلها، وتأبى عليه، حتى بلغه أن عيداً للنصارى قد قرب، وأنها ستخرج فيه، وكان في موضع العيد بستان حسن، والنساء يدخلنه، فصانع الوليد صاحب البستان أن يدخله؛ فينظر إليها، فتابعه، وحضر الوليد وقد تقشف وغير حليته.
ودخلت سفرى البستان، فجعلت تمشى حتى انتهت إليه، فقالت لصاحب البستان: من هذا؟ فقال لها: رجل مصاب، فجعلت تمازحه وتضاحكه حتى اشتفى من النظر إليها ومن حديثها.
فقل لها: ويلك تدرين من ذلك الرجل؟ قالت: لا، فقيل لها: الوليد، وإنما تقشف حتى ينظر إليك، فجنت به بعد ذلك، وكانت عليه أحرص منه عليها؛ فقال الوليد في ذلك: من الكامل
أضحى فؤادك يا وليد عميدا ... صباً قديماً للحسان صيودا
من حب واضحة العوارض طفلةٍ ... برزت لنا نحو الكنيسة عيدا
ما زلت أرمقها بعيني وامق ... حتى بصرت بها تقبل عودا
عود الصليب فويح نفسي من رأى ... منكم صليباً مثله معبودا
فسألت ربي أن أكون مكانه ... وأكون في لهب الجحيم وقودا
قال المنصف: لم يبلغ الشيباني هذا الحد من الخلاعة إذ قال في عمرو النصراني: من الرجز
يا ليتني كنت له صليباً ... فكنت منه أبداً قريبا
أبصر حسناً وأشم طيباً ... لا واشياً أخشى ولا رقيبا
فلما ظهر أمر الوليد، وعلمه الناس قال: من الطويل
ألا حبذا سفرى وإن قيل إنني ... كلفت بنصرانية تشرب الخمرا
يهون علي أن نظل نهارنا ... إلى الليل لا أولى نصلي ولا عصرا
وللوليد في هذا النحو من الخلاعة والمجون وسخافة الدين ما يطول ذكره، وقد تضمن شعره من ركيك ضلاله وكفره ما شاع من أمره.
حكى خمار بالحيرة قال: ما شعرت يوماً، وقد فتحت حانوتي، إذا فوارس ثلاثة متلثمون بعمام خز، أقبلوا من طريق السماوة، فقال لي أحدهم: أنت مرعيداً الخمار؟ قلت: نعم، وكنت موصوفاً بالنظافة وجودة الخمر، وغسل الأواني، فقال: اسقني رطلاً.
فقمت، فغسلت يدي، ثم نقرت الدنان، ونظرت إلى أصفاها فنزلته، وأخذت قدحاً نظيفاً فملأته، ثم أخذت منديلاً جديداً، فناولته إياه، فشرب وقال: اسقني
آخر، فغسلت يدي وتركت ذلك الدن وذلك القدح وذلك المنديل، ونقرت دناً آخر، فنزلت منه رطلاً في قدح نظيف، وأخذت منديلاً جديداً، فسقيته، فشرب، وقال: اسقني رطلاً آخر، فسقيته في غير ذلك القدح، وأعطيته غير ذلك المنديل، فشرب وقال: بارك الله عليك، فما أطيب شرابك وأنظفك! فما كان رأيي أشرب أكثر من ثلاثة، فلما رأيت نظافتك دعتني نفسي إلى شرب آخر، فهاته، فناولته إياه على تلك السبيل. ثم قال: لولا أسباب تمنع من بيتك لكان حبيباً إلي أن أجبس فيه بقية يومي هذا.
وولى راجعاً في الطريق الذي بدا منه، وقال: اعذرنا، ورمى إلي أحد الرجلين اللذين معه بشيء، فإذا صرة، فيها خمس مئة دينار، وإذا هو الوليد بن يزيد، أقبل من دمشق حتى شرب من شراب الحيرة، وانصرف.
قال المنصف: وللوليد أشعار، ضمنها ما فجر به من خرقه وسفاهته وحمقه وخسارته، وهزله ومجونه، وسخافة دينه وركاكته، وما صرح به من الإلحاد في القرآن والكفر بمن أنزل عليه، وذكر أنه عارضها بشعره.
قال صالح بن سليمان:
أراد الوليد بن يزيد الحج، وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة، فهم قوم أن يفتكوا به إذا خرج.
فجاؤوا إلى خالد بن عبد الله القسري، فسألوه أن يكون معهم، فأبى، فقالوا له: فاكتم علينا، فقال: أما هذا فنعم.
فجاء إلى الوليد، فقال له: لا تخرج، فإني أخاف عليك، قال: ومن هؤلاء الذين تخافهم علي؟ قال: لا أخبرك بهم، قال: إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف، قال: وإن بعثت بي إلى يوسف.
فيعث به إلى يوسف، فعذبه حتى قتله.
ذكر الوليد ين يزيد عند المهدي، فقال رجل في المجلس: كان زنديقاً، فقال المهدي: مه، خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق.
روي عن أم الدرداء أنها قالت: إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين الشام والعراق مظلوماً لم تزل طاعة مستحق بها ودم مسفوك على وجه الأرض بغير الحق.
وعن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يزال هذا الأمر قائماً بالقسط حتى يثمله رجل من بني أمية.
لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف، وقال: أقتل كما قتل ابن عمي، يعني عثمان.
حدث عبد الله بن واقد الجرمي، وكان شهد قتل الوليد، قال: لما اجتمعوا على قتل الوليد قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، وبايعه من أهل بيته عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك.
فخرج يزيد بن الوليد، فأتى أخاه العباس ليلاً فشاوره في قتل الوليد، فنهاه عن ذلك.
وأقبل يزيد ليلاً حتى دخل مسجد دمشق في أربعين رجلاً، فكسروا باب المقصورة، ودخلوا على واليها، فأوثقوه، وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار.
وعقد لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، ونادى مناديه: من ابتدر إلى الوليد فله ألفان، فابتدر معه ألفا رجل.
حدث يعقوب بن إبراهيم بن الوليد: أن مولى الوليد، لما خرج يزيد بن الوليد، خرج على فرس له، فأتى الوليد من يومه، فنفق فرسه حين بلغه.
فأخبر الوليد، فضربه مئة سوط، وحبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وأجازه، ووجهه إلى دمشق.
فخرج أبو محمد، فلما أتى إلى ذنبة أقام، فوجه يزيد بن الوليد إليه عبد الرحمن بن مصاد، فسالمه أبو محمد، وبايع ليزيد بن الوليد.
وأتى الوليد الخبر، وهو بالأغدف. والأغدف بن عاد، فقال له بيهس بن زميل الكلابي. ويقال: قال له يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية: يا أمير المؤمنين: سر حتى تنزل حمص؛ فإنها حصينة، ووجه الجنود إلى يزيد، فيقتل أو يؤسر.
فقال عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل، ويعذر، والله مؤيد أمير المؤمنين وناصره.
فقال يزيد بن خالد: وماذا تخاف على حرمه؟ وإنما أتاه عبد العزيز بن الحجاج، وهو ابن عمهم.
فأخذ بقول ابن عنبسة، فقال له: الأبرش سعيد بن الوليد: يا أمير المؤمنين: تدمر حصينة، وبها قومي يمنعونك، فقال: ما أرى أن نأتي تدمر، وأهلها بنو عامر، وهم الذين خرجوا علي، ولكن دلني على منزل حصين.
فقال: أرى أن تنزل القريتين، قال: أكرهها، قال: فهذا الهزيم. قال: أكره اسمه، قال: فهذا البخراء قصر النعمان بن بشير، قال: ويحك! ما أقبح أسماء مياهكم.
فأقبل في طريق السماوة، ونزل الريف، وهو في مئتين، فقال: من الطويل
إذا لم يكن خير مع الشر لم تجد ... نصيحاً ولا ذا حاجة حين تفزع
إذا ما هم جاؤوا بإحدى هناتهم ... حسرت لهم رأسي فلا أتقنع
فمر في شبكة للضحاك بن قيس الفهري، وفيها من ولده وولد ولده أربعون رجلاً.
فساروا وقالوا: إنا عزل، فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم رمحاً ولا سيفاً.
فقال له بيهس: إذا أبيت أن تمضي إلى حمص وتدمر، فهذا الحصن البخراء - البخراء شرقي حمص في البرية - فإنه حصين، وهو من بناء العجم فانزله.
قال: فإني أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون. فنزل حصن البخراء.
قال: فندب يزيد بن الوليد الناس مع عبد العزيز، ونادى مناديه: من سار معه فله ألفان؛ فانتدب ألفا رجل؛ فأعطاهم ألفين ألفين، وقال: موعدكم بذنبة.
فوافى بذنبة ألف ومئتان، فقال لهم: موعدكم مصنعة بني عبد العزيز بن الوليد بالبرية، فوافاه بها ثمان مئة، فسار فتلقاهم ثقل الوليد، فأخذوه، ونزلوا قريباً من الوليد.
وأتاه رسول العباس بن الوليد: إني آتيك؛ فقال الوليد: أخرجوا سريراً فأخرجوا سريراً، فجلس عليه، وقال: علي توثب الرجال وأنا أثب على الأسد والخضر الأفاعي؟ وهم ينتظرون العباس.
فتلقاهم عبد العزيز، على الميمنة حوي بن عمرو، وعلى المقدمة منصور بن جمهور، وعلى الرجالة عمارة بن أبي كلثم.
وركب عبد العزيز بغلاً له أدهم وبعث إليهم زياد بن حصين يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فقتله قطري مولى الوليد.
فانكشف أصحاب يزيد، فدخل عبد العزيز، فكر في أصحابه، وقد قتل من أصحابه عدة، وحملت رؤوسهم إلى الوليد وهو على باب حصن البخراء، قد أخرج لواء مروان بن الحكم الذي كان عقده بالجابية.
وقتل من أصحاب الوليد يزيد بن عثمان الخشبي.
وبلغ عبد العزيز مسير العباس بن الوليد، فأرسل منصور بن جمهور في خيل، وقال: إنكم تلقون العباس في الشعب ومعه بنوه، فخذوهم.
فخرج منصور والخيل فإذا هم في الشعب بالعباس في ثلاثين من بنيه، فقال له: اعدل إلى عبد العزيز، فشتمهم، فقال له منصور: والله لئن تقدمت لأنفذن حصينك.
قال نوح بن عمرو: الذي لقي العباس بن الوليد يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم.
فعدل به إلى عبد العزيز، فأبى عليه، فقال هل: يابن قسطنطين، لئن أبيت علي لأضربن الذي فيه عيناك، فنظر العباس إلى هرم بن عبد الله بن دحية، فقال: من هذا؟ قال يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم، فقال: أما والله إن كان لبغيضاً إلى أبيه أن يقف ابنه هذا الموقف.
وعدل به إلى عسكر عبد العزيز، ولم يكن مع العباس أصحابه، وكان قد تقدمهم مع ثلاثة، فقال: إنا لله، فأتوا به عبد العزيز، فقال له: بايع لأخيك يزيد بن الوليد، فبايع، ووقف.
ونصبوا راية، وقالوا: هذه راية العباس بن الوليد، وقد بايع لأمير المؤمنين يزيد بن الوليد.
فقال العباس: إنا لله، خدعة من خداع الشيطان، هلك بنو مروان، فتفرق الناس عن الوليد، فأتوا العباس وبعد العزيز، وظاهر الوليد بين درعين، وأتوه بفرسين: السندي والذائد، فقاتلهم، فناداهم رجل: اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط، ارموه بالحجارة.
فلما سمع ذلك دخل القصر، وأغلق الباب، وأحاط عبد العزيز وأصحابه بالقصر.
فدنا الوليد من الباب، فقال: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه؟ فقال له يزيد بن عنبسة: كلمني، قال: من أنت؟ قال: يزيد بن عنبسة، قال: يا أخل السكاسك، ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أدفع عنكم المؤن؟ ألم أعط فقراءكم؟ ألم أخدم زمناكم؟
فقال: ما ننقم عليك في أنفسنا، ولكنا ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله، وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله.
قال: حسبك، فلعمري لقد أكثرت وأغرقت، إن فيما أحل الله لي سعة عما ذكرت.
ورجع إلى الدار، فجلس، وأخذ مصحفاً، وقال: يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ.
فعلوا الحائط، فكان أول من علا الحائط يزيد بن عنبسة، فنزل إليه، وسيف الوليد إلى جنبه، فقال له يزيد: نح سيفك.
فقال له الوليد: لو أردت السيف كان لي ولك حال غير هذه، فأخذ بيد الوليد وهو يريد أن يحبسه ويؤامر فيه، فنزل من الحائط عشرة، فضربه عبد السلام اللخمي على رأسه، وضربه السري بن زياد بن أبي كبشة على وجهه، وجروه بين خمسة ليخرجوه، فصاحت امرأة كانت معه في الدار؛ فكفوا عنه لم يخرجوه.
واحتز أبو علاقة القضاعي رأسه، وأخذ عقباً، فخاط الضربة التي في وجهه.
وقدم بالرأس على يزيد روح بن مقبل، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الفاسق الوليد وأسر العباس. ويزيد يتغذى؛ فسجد ومن كان معه.
وقدم يزيد بن عنبسة، وأخذ بيد يزيد، وقال: قم يا أمير المؤمنين، وأبشر بنصر الله.
فاختلج يزيد يده من كفه، وقال: اللهم، إن كان هذا لك رضى فسددني.
وقال ليزيد بن عنبسة: هل كلمكم الوليد؟ قال: نعم، كلمني من وراء الباب، وقال: أما فيكم ذو حسب فأكلمه؟ فكلمته، ووبخته، فقال: حسبك، فقد لعمر أغرقت وأكثرت، أما والله لا يرتق فتقكم، ولا يلم شعثكم، ولا تجمع كلمتكم.
قال المثنى بن معاوية:
أتيت الوليد، فدخلت من مؤخر الفسطاط، فدعا بالغداء، فلما وضع يده أتاه رسول أم كلثوم بنة عبد الله بن يزيد بن عبد الملك، فأخبره أن عبد العزيز بن الحجاج قد نزل اللؤلؤة، فلم يلتفت إليه، وأتاه خالد بن عثمان، وكان على شرط، برجل من بني حارثة، فقال: إني كنت بدمشق مع عبد العزيز، وقد أتيتك بالخبر، وهذه ألف وخمس مئة قد أخذتها، وحل همياناً من وسطه، وأراه قد نزل اللؤلؤة، وهو غاد منها إليك، فلم يجبه.
والتفت إلى رجل إلى جنبه، فكلمه بكلام لم أسمعه، فسألت بعض من كان بيني وبينه عما قال؛ فقال: سأله عن النهر الذي حفر بالأردن: كم بقي منه. وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة.. الحديث.
وكان يزيد بن الوليد جعل في رأس الوليد مئة ألف.
وأقبل أبو الأسد مولى خالد بن عبد الله القسري، فسلخ من جلدة الوليد قدر الكف، فأتى بها يزيد بن خالد بن عبد الله.
وانتهب الناس عسكر الوليد وحراسه.
ولما قتل الوليد قطعت كفه اليسرى، فبعث بها إلى يزيد، فسبقت الرأس، وصلت يوم الجمعة، ووصلت الرأس من الغد، فنصبه الناس بعد الصلاة؛ فقال يزيد بن فروة مولى بني مروان: إنما ينصب رأس الخارجي، وهو ابن عمك وخليفة، ولا آمن إن نصبته أن ترق له قلوب الناس؛ فيغضب له أهل بيته.
قال: والله، إلا نصبته، فنصبه على رمح، ثم قال: انطلق، فطف به دمشق، وأدخله دار أبيه.
ففعل، وصاح الناس وأهل الدار، ثم رده إلى يزيد، فقال له: انطلق به إلى منزلك.
فمكث عنده قريباً من شهر، ثم قال: ادفعه إلى أخيه سليمان، وكان أخوه سليمان ممن يسعى على أخيه.
فغسل ابن فروة الرأس، ووضعه في سفط، وأتى به سليمان، فنظر إليه سليمان، فقال بعدالة: أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً، ولقد أرادني على نفسي الفاسق.
فخرج ابن فروة، فتلقته مولاة للوليد، فقال لها: ويحك! ما أشد ما شتمه! زعم أنه أراده على نفسه! قالت: كذب والله الخبيث، ما فعل، ولئن كان أراده على نفسه فقد فعل، وما كان ليقدر على الامتناع منه.
ويزيد بن الوليد الذي قتل الوليد بن يزيد هو ابن عمه الذي يقال له الناقص، سار إليه في التدرية، فقتلوه بالبخراء، وقتل أهل مصر أميرهم.
وقيل: إنه حمل إلى دمشق سراً، ودفن خارج باب الفراديس.
وعن سيار بن سلامة أنه قال لما قتل الوليد: إنكم لترسون خبراً - يقال: بلغني رس من خبر وذرء من خبر - إن كان حقاً لا يبقى أهل بيت من وتر إلا دخل عليهم منه مكروه.
قال سفيان: لما قتل الوليد كان بالكوفة رجل، يكون بالشام، وأصله كوفي، سديد عقله، قال لخلف بن حوشب لما وقعت الفتنة: اصنع طعاماً، واجمع بقية من بقي، فجمعهم، فقال سليمان الأعمش: أنا لكم النذير: كف رجل يده، وملك لسانه، وعالج قلبه.
ولما قتل الوليد قال خلف بن خليفة: من الطويل
لقد سلبت كلب وأسباب مذحج ... صدى كان يزقو ليله غير راقد
تركن أمير المؤمنين بخالد ... مكباً على خيشومه غير ساجد
فإن تقطعوا منا مناط قلادة ... قطعنا به منكم مناط قلائد
وإن تشغلونا عن ندانا فإننا ... شغلنا الوليد عن غناء الولائد
وإن سافر القسري سفرة هالك ... فإن أبا العباس ليس بشاهد
فقال حسان بن جعدة الجعفري يكذب خلف بن خليفة في قوله: من البسيط
إن امرأ يدعي قتل الوليد سوى ... أعمامه لمليء النفس بالكذب
ما كان إلا امرأ حانت منيته ... سارت إليه بنو مروان بالعرب
الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ كَانَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، حَبَسَهُ الْمُشْرِكُونَ بِمَكَّةَ عَنِ الْهِجْرَةِ فَانْفَلَتَ مِنْهُمْ، وَبَعْدَ أَنْ دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُنُوتِهِ بِالنَّجَاةِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَتُوُفِّيَ بِهَا، فَكَفَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَمِيصِهِ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَنْدُبُهُ تَقُولُ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَى الْعَشِيرَةِ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَدْ مَاتَ، فَكَيْفَ أَبْكِي؟ قَالَ: " قُولِي: أَبْكِي الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَبْكِي الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَى الْعَشِيرَةِ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أنبأ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ صُلْبَهُ مِنَ الرُّكُوعِ يَدْعُو لِلرِّجَالِ فَيُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ يَقُولُ: «اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَهِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ: «اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي جَمَاعَةٍ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ رَجُلًا يَفْزَعُ فِي نَوْمِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اضْطَجَعْتَ لِلنَّوْمِ فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ " فَقَالَهَا فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو مَنْ بَلَغَ مِنْ بَنِيهِ عَلَّمَهُ إِيَّاهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَغِيرًا لَا يَعِيهَا كَتَبَهَا لَهُ وَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ كَذَا رَوَاهُ الْوَهْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَعًا فِي نَوْمِهِ، وَالْمَشْهُورُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا ذَلِكَ، رَوَاهُ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا ذَلِكَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَدْ مَاتَ، فَكَيْفَ أَبْكِي؟ قَالَ: " قُولِي: أَبْكِي الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَبْكِي الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَى الْعَشِيرَةِ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، أنبأ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ صُلْبَهُ مِنَ الرُّكُوعِ يَدْعُو لِلرِّجَالِ فَيُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ يَقُولُ: «اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَيُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَهِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
- حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ: «اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ مِثْلَهُ، وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي جَمَاعَةٍ
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ رَجُلًا يَفْزَعُ فِي نَوْمِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اضْطَجَعْتَ لِلنَّوْمِ فَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ " فَقَالَهَا فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو مَنْ بَلَغَ مِنْ بَنِيهِ عَلَّمَهُ إِيَّاهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَغِيرًا لَا يَعِيهَا كَتَبَهَا لَهُ وَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ كَذَا رَوَاهُ الْوَهْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَرَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَعًا فِي نَوْمِهِ، وَالْمَشْهُورُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا ذَلِكَ، رَوَاهُ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ شَكَا ذَلِكَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
الْوَلِيد بْن الْوَلِيد بْن الْمُغيرَة لَهُ صُحْبَة أمه عَاتِكَة بنت حَرْمَلَة بْن الْوَلِيد البَجلِيّ وَكَانَ مِمَّن دَعَا لَهُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنجاة
الوليد بن الوليد بن المغيرة
ب د ع: الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أخو خالد بن الوليد.
شهد بدرا مشركا، فأسره عبد الله بن جحش، وقيل: أسره سليك المازني الأنصاري، فقدم فِي فدائه أخواه خالد، وهشام، وَكَانَ هِشَام أخا الوليد لأبيه وأمه، فتمنع عبد الله بن جحش حَتَّى افتكاه بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد لا يبلغ ذَلِكَ، فقال لَهُ هِشَام: لَيْسَ بابن أمك، والله لو أبى فِيهِ إلا كذا وكذا لفعلت.
ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعبد الله بن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة، درعا فضفاضة، وسيفا وبيضة، فأبى ذَلِكَ خالد وأجاب هِشَام، فأقيمت الشكة بمائة دينار، فسلماها إلى عبد الله بن جحش، فلما افتدى أسلم، فقيل لَهُ: هلا أسلمت قبل أن تفتدى؟ قَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة.
وَكَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو لَهُ فيمن دعا لَهُم من المستضعفين الْمُؤْمِنِين بمكة، ثُمَّ أفلت من إسارهم ولحق برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وقيل: إن الوليد لِمَا أفلت من مكة سار عَلَى رجليه ماشيا، فطلبوه فلم يدركوه، فنكبت إصبعه، فمات عند بئر أبي عنبة، عَلَى ميل من المدينة.
قَالَ مصعب: والصحيح أَنَّهُ شهد عمرة القضية.
ولما شهد العمرة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج خالد بن الوليد من مكة فارا، لئلا يرى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للوليد: " لو أتانا خالد لأكرمناه "، وما مثله سقط عَلَيْهِ الإسلام، فِي عقله.
فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فوقع الإسلام فِي قلبه، وَكَانَ سبب هجرته.
ولما توفي الوليد قالت أم سلمة تبكيه، وهي ابنة عمة:
يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة قد كَانَ غيثا فِي السنين ورحمة فينا وميره
ضخم الدسيعة ماجدا يسموا إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيره
(1700) أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن يَحْيَى بن سعيد، عن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حبان، عن الوليد بن الوليد، أَنَّهُ قَالَ: يا رسول الله، إِنِّي أجد وحشة فِي منامي؟ فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا اضطجعت للنوم فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحري أن لا يقربك "، فقالها فذهب ذَلِكَ عَنْهُ.
أخرجه الثلاثة
ب د ع: الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي أخو خالد بن الوليد.
شهد بدرا مشركا، فأسره عبد الله بن جحش، وقيل: أسره سليك المازني الأنصاري، فقدم فِي فدائه أخواه خالد، وهشام، وَكَانَ هِشَام أخا الوليد لأبيه وأمه، فتمنع عبد الله بن جحش حَتَّى افتكاه بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد لا يبلغ ذَلِكَ، فقال لَهُ هِشَام: لَيْسَ بابن أمك، والله لو أبى فِيهِ إلا كذا وكذا لفعلت.
ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعبد الله بن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة، درعا فضفاضة، وسيفا وبيضة، فأبى ذَلِكَ خالد وأجاب هِشَام، فأقيمت الشكة بمائة دينار، فسلماها إلى عبد الله بن جحش، فلما افتدى أسلم، فقيل لَهُ: هلا أسلمت قبل أن تفتدى؟ قَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة.
وَكَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو لَهُ فيمن دعا لَهُم من المستضعفين الْمُؤْمِنِين بمكة، ثُمَّ أفلت من إسارهم ولحق برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وقيل: إن الوليد لِمَا أفلت من مكة سار عَلَى رجليه ماشيا، فطلبوه فلم يدركوه، فنكبت إصبعه، فمات عند بئر أبي عنبة، عَلَى ميل من المدينة.
قَالَ مصعب: والصحيح أَنَّهُ شهد عمرة القضية.
ولما شهد العمرة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج خالد بن الوليد من مكة فارا، لئلا يرى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للوليد: " لو أتانا خالد لأكرمناه "، وما مثله سقط عَلَيْهِ الإسلام، فِي عقله.
فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فوقع الإسلام فِي قلبه، وَكَانَ سبب هجرته.
ولما توفي الوليد قالت أم سلمة تبكيه، وهي ابنة عمة:
يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة قد كَانَ غيثا فِي السنين ورحمة فينا وميره
ضخم الدسيعة ماجدا يسموا إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيره
(1700) أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حَدَّثَنِي أبي، حدثنا مُحَمَّد بن جَعْفَر، حدثنا شعبة، عن يَحْيَى بن سعيد، عن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حبان، عن الوليد بن الوليد، أَنَّهُ قَالَ: يا رسول الله، إِنِّي أجد وحشة فِي منامي؟ فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا اضطجعت للنوم فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحري أن لا يقربك "، فقالها فذهب ذَلِكَ عَنْهُ.
أخرجه الثلاثة
الوليد بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي
أخو خالد بْن الوليد، أسر يوم بدر كافرًا، أسره عَبْد اللَّهِ بْن جحش، ويقال: أسره سليط بْن قيس المازني الأَنْصَارِيّ، فقدم فِي فدائه أخواه: خالد وهشام، فتمنع عَبْد اللَّهِ بْن جحش حَتَّى افتكاه بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد يَزِيد لا يبلغ ذلك، فَقَالَ هشام لخالد: إنه ليس بابن أمك، والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت. ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بْن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة درعًا فضفاضة وسيفًا وبيضة، فأبى خالد ذلك وأطاع لذلك هشام بْن الوليد، لأنه أخوه لأبيه وأمه، فأقيمت الشكة بمائة دينار فطاعا بذلك ، وسلماها إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فلما افتكاه أسلم، فقيل له: هلا أسلمت قبل أن تفتدي وأنت مَعَ المسلمين؟ فَقَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة، فكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم، ولحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام فِي قلب خالد، وَكَانَ سبب هجرته. ذكر ابْن إسحاق، عن عمرو بن شعيب،
عَنْ أبيه، عَنْ جده- أن الوليد بْن الوليد كَانَ يروع فِي منامه ... مثل حديث مالك سواء فِي قصة خالد بْن الوليد أنه كَانَ يروع فِي منامه ... الحديث إِلَى قوله تعالى: وأن يحضرون. وقالت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبكي الوليد ابن الوليد بن المغيرة:
يَا عين فابكي للوليد ... بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ
قد كَانَ غيثًا فِي السنين ... ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجدًا ... يسمو إِلَى طلب الوتيرة
مثل الوليد بْن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيرة
وقد قيل إن الوليد أفلت من قريش بمكة، فخرج عَلَى رجليه فطلبوه فلم يدركوه شدا، ونكبت إصبع من أصابعه فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه مَا لقيت
فمات ببئر أبي عنبة عَلَى ميل من المدينة رضي اللَّه عنه. وَقَالَ مصعب:
والصحيح أنه شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، وَكَانَ خالد خرج من مكة فارًا لئلا يرى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة كراهة الإسلام وأهله، فسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد فَقَالَ: لو أتانا لأكرمناه، ومثله سقط عَلَيْهِ الإسلام فِي عقله، فكتب بذلك الوليد إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان سبب هجرته.
أخو خالد بْن الوليد، أسر يوم بدر كافرًا، أسره عَبْد اللَّهِ بْن جحش، ويقال: أسره سليط بْن قيس المازني الأَنْصَارِيّ، فقدم فِي فدائه أخواه: خالد وهشام، فتمنع عَبْد اللَّهِ بْن جحش حَتَّى افتكاه بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد يَزِيد لا يبلغ ذلك، فَقَالَ هشام لخالد: إنه ليس بابن أمك، والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت. ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بْن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة درعًا فضفاضة وسيفًا وبيضة، فأبى خالد ذلك وأطاع لذلك هشام بْن الوليد، لأنه أخوه لأبيه وأمه، فأقيمت الشكة بمائة دينار فطاعا بذلك ، وسلماها إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فلما افتكاه أسلم، فقيل له: هلا أسلمت قبل أن تفتدي وأنت مَعَ المسلمين؟ فَقَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة، فكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم، ولحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام فِي قلب خالد، وَكَانَ سبب هجرته. ذكر ابْن إسحاق، عن عمرو بن شعيب،
عَنْ أبيه، عَنْ جده- أن الوليد بْن الوليد كَانَ يروع فِي منامه ... مثل حديث مالك سواء فِي قصة خالد بْن الوليد أنه كَانَ يروع فِي منامه ... الحديث إِلَى قوله تعالى: وأن يحضرون. وقالت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبكي الوليد ابن الوليد بن المغيرة:
يَا عين فابكي للوليد ... بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ
قد كَانَ غيثًا فِي السنين ... ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجدًا ... يسمو إِلَى طلب الوتيرة
مثل الوليد بْن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيرة
وقد قيل إن الوليد أفلت من قريش بمكة، فخرج عَلَى رجليه فطلبوه فلم يدركوه شدا، ونكبت إصبع من أصابعه فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه مَا لقيت
فمات ببئر أبي عنبة عَلَى ميل من المدينة رضي اللَّه عنه. وَقَالَ مصعب:
والصحيح أنه شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، وَكَانَ خالد خرج من مكة فارًا لئلا يرى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة كراهة الإسلام وأهله، فسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد فَقَالَ: لو أتانا لأكرمناه، ومثله سقط عَلَيْهِ الإسلام فِي عقله، فكتب بذلك الوليد إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان سبب هجرته.
الْوَلِيد بن الْقَاسِم بن الْوَلِيد الْهَمدَانِي كُوفِي يروي عَن مجَالد روى عَنهُ عبد بن حميد وَأهل الْعرَاق
الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني روى عن ابيه وابن ابى ليلى
وعبد العزيز بن أبي رواد روى عنه سعيد بن محمد الجرمى وابراهيم ابن نصر [السوريادى من خراسان - ] سمعت أبي يقول ذلك.
ثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال سئل يحيى بن معين عن الوليد بن القاسم [بن الوليد - ] الهمداني فقال: ضعيف الحديث.
وعبد العزيز بن أبي رواد روى عنه سعيد بن محمد الجرمى وابراهيم ابن نصر [السوريادى من خراسان - ] سمعت أبي يقول ذلك.
ثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى قال سئل يحيى بن معين عن الوليد بن القاسم [بن الوليد - ] الهمداني فقال: ضعيف الحديث.
الْوَلِيد بن الْقَاسِم بن الْوَلِيد الْهَمدَانِي من أهل الْكُوفَة يروي عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَإِسْرَائِيل روى عَنهُ أهل الْعرَاق كَانَ مِمَّن ينْفَرد عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه
حَدِيث الْأَثْبَات فَخرج عَن جد الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد وَأَرْجُو أَن من اعْتبر بِهِ فِيمَا وَافق الثِّقَات لم يجرح فِي فعله ذَلِك سَمِعْتُ الْحَنْبَلِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَحْمَد بْن زُهَيْر يَقُول سُئِلَ يَحْيَى بْن معِين عَن الْوَلِيدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ ضَعِيفٌ
حَدِيث الْأَثْبَات فَخرج عَن جد الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد وَأَرْجُو أَن من اعْتبر بِهِ فِيمَا وَافق الثِّقَات لم يجرح فِي فعله ذَلِك سَمِعْتُ الْحَنْبَلِيَّ يَقُولُ سَمِعت أَحْمَد بْن زُهَيْر يَقُول سُئِلَ يَحْيَى بْن معِين عَن الْوَلِيدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ ضَعِيفٌ
الوَلِيْدُ بنُ القَاسِمِ بنِ الوَلِيْدِ الهَمْدَانِيُّ
ثُمَّ الخَبْذَعِيُّ، الكُوْفِيُّ.
وَخَبْذَعٌ: بَطْنٌ مِنْ قبَائِلِ هَمْدَانَ.
قَيَّدَهُ الأَمِيْرُ بِفَتْحِ الخَاءِ وَالذَّالِ، وَقَيَّدَهُ غَيْرُه بِالكَسْرِ فِيْهِمَا.
حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ،
وَالأَعْمَشِ، وَيَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، وَمُجَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعِدَّةٍ.حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ: سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ:
ثِقَةٌ، كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ جَاراً لِيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، فَسَأَلْتُ يَعْلَى عَنْهُ،
فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ، هُوَ جَارُنَا مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، مَا رَأَينَا إِلاَّ خَيْراً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ أَحَادِيْثَ حِسَاناً عَنْ يَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، فَاكتُبُوا عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: إِذَا رَوَى عَنْ ثِقَةٍ، فَلاَ بَأْسَ بِهِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، عَنْهُ: هُوَ ضَعِيْفٌ.
قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ.
ثُمَّ الخَبْذَعِيُّ، الكُوْفِيُّ.
وَخَبْذَعٌ: بَطْنٌ مِنْ قبَائِلِ هَمْدَانَ.
قَيَّدَهُ الأَمِيْرُ بِفَتْحِ الخَاءِ وَالذَّالِ، وَقَيَّدَهُ غَيْرُه بِالكَسْرِ فِيْهِمَا.
حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ،
وَالأَعْمَشِ، وَيَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، وَفُضَيْلِ بنِ غَزْوَانَ، وَمُجَالِدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعِدَّةٍ.حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الرَّمَادِيُّ، وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بنُ إِهَابٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي العَوَّامِ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ: سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، فَقَالَ:
ثِقَةٌ، كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ جَاراً لِيَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ، فَسَأَلْتُ يَعْلَى عَنْهُ،
فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ، هُوَ جَارُنَا مُنْذُ خَمْسِيْنَ سَنَةً، مَا رَأَينَا إِلاَّ خَيْراً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: قَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ أَحَادِيْثَ حِسَاناً عَنْ يَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، فَاكتُبُوا عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: إِذَا رَوَى عَنْ ثِقَةٍ، فَلاَ بَأْسَ بِهِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، عَنْهُ: هُوَ ضَعِيْفٌ.
قَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وَمائَتَيْنِ.
الوليد بْن القاسم بْن الوليد الهمداني
عَنْ أَبِيه يعد فِي الكوفِيين.
باب ك
عَنْ أَبِيه يعد فِي الكوفِيين.
باب ك
الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني
قال أبو جعفر بن الجنيد الدقاق: سئل أحمد بن حنبل عنه؛ فقال: ثقة، قد كتبنا عنه بالكوفة، وكان جارًا ليعلى بن عبيد الطنافسي، وقد سألت عنه يعلى، فقال: نِعْمَ الرجل، وهو جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا إلا خيرًا.
قال أحمد: قد كتبنا عنه أحاديث حسانًا عن يزيد بن كيسان، فاكتبوا عنه، قال أبو جعفر: فأتيناه فكتبنا عنه.
"الكامل" 8/ 367, "تهذيب الكمال" 31/ 67.
قال أبو جعفر بن الجنيد الدقاق: سئل أحمد بن حنبل عنه؛ فقال: ثقة، قد كتبنا عنه بالكوفة، وكان جارًا ليعلى بن عبيد الطنافسي، وقد سألت عنه يعلى، فقال: نِعْمَ الرجل، وهو جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا إلا خيرًا.
قال أحمد: قد كتبنا عنه أحاديث حسانًا عن يزيد بن كيسان، فاكتبوا عنه، قال أبو جعفر: فأتيناه فكتبنا عنه.
"الكامل" 8/ 367, "تهذيب الكمال" 31/ 67.
الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَبُو وَهْبٍ الْقُرَشِيّ
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ وَالِيَ الْكُوفَةِ، قال (لي - 2) محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزرقاء الموصلي قال نا جعفر ابن بَرْقَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكِلابِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ لَمَّا افْتَتَحَ (4) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مكة يجيئونه بصبيانهم فيمسح رؤسهم
وَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ فَجِئَ بِي إِلَيْهِ وَأَنا مطيب بالخلوق فسلم يَمْسَحْ رَأْسِي وَلَمْ يَمْنَعْهُ إِلا أَنَّ أُمِّي خَلَّقَتْنِي بِالْخَلُوقِ (5) فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِهِ (6) وَقَالَ عبيدنا يُونُسُ قَالَ نَا جَعْفَرُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (نَحْوَهُ - 1) وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ نَا (7) فَيَّاضٌ الرَّقِّيُّ عَنْ جَعْفَرٍ ولم يذكر أبا موسى
(مِثْلَهُ - 1) .
باب ألف (2)
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ وَالِيَ الْكُوفَةِ، قال (لي - 2) محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزرقاء الموصلي قال نا جعفر ابن بَرْقَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكِلابِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ لَمَّا افْتَتَحَ (4) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ جَعَلَ أَهْلُ مكة يجيئونه بصبيانهم فيمسح رؤسهم
وَيَدْعُو لَهُمْ بِالْبَرَكَةِ فَجِئَ بِي إِلَيْهِ وَأَنا مطيب بالخلوق فسلم يَمْسَحْ رَأْسِي وَلَمْ يَمْنَعْهُ إِلا أَنَّ أُمِّي خَلَّقَتْنِي بِالْخَلُوقِ (5) فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِهِ (6) وَقَالَ عبيدنا يُونُسُ قَالَ نَا جَعْفَرُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (نَحْوَهُ - 1) وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ نَا (7) فَيَّاضٌ الرَّقِّيُّ عَنْ جَعْفَرٍ ولم يذكر أبا موسى
(مِثْلَهُ - 1) .
باب ألف (2)
الوليد بن عقبة بن أبي معيط
واسمه أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس أبو وهب الأموي له صحبة، وهو أخو عثمان لأمه، أمهما أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس كان سخياً شاعراً.
واستعمله عثمان على الكوفة، وسكن الجزيرة بعد قتل عثمان، ولم يشهد شيئاً من الحروب التي جرت بين علي ومعاوية.
روى الوليد بن عقبة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أناساً من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار، فيقولون: بم دخلتم النار؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم، فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل " كان الوليد من رجال قريش وشعرائهم.
وخرج يرتاد منزلاً حتى أتى الرقة، فأعجبته؛ فنزل على البليخ، وقال: منك المحشر، فمات بها. وأخوه عمارة بن عقبة، نزل الكوفة. وأبوهما عقبة بن أبي معيط، قتله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر صبراً.
واستعمله عثمان على الكوفة، فرفعوا عليه أنه شرب الخمر؛ فعزله عثمان، وجلده الحد. وقال فيه الحطيئة يعذره: " من الكامل "
شهد الحطيئة حين يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالعذر
خلعوا عنانك إذ جريت ولو ... خلوا عنانك لم تزل تجري
فزادوا فيها من غير قول الحطيئة:
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم ثملاً وما يدري
ليزيدهم جزءاً ولو فعلوا ... لأتت صلاتهم على العشر
أسلم الوليد يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات بني المصطلق. وولاه
عمر بن الخطاب صدقات بني تغلب. وولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص، ثم عزله عنها، فلم يزل بالمدينة حتى بويع علي، فخرج إلى الرقة، فنزلها، واعتزل علياً ومعاوية. ومات بالرقة، وقبره بعين الرومية على خمسة عشر ميلاً من الرقة، وكانت ضيعة له.
وأم أروى أمه أم حكيم البيضاء عمة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان عقبة أبوه من شياطين قريش، أسره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر، وضرب عنقه. وهو الفاسق الذي ذكره الله عز وجل بقوله: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ".
قال الوليد: لما فتحت مكة جعل أناس من أهلها يأتون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأولادهم؛ فيمسح رؤوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قال: فلم يمنع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمسح رأسي ويدعو إلي بالبركة إلا أن أمي خلقتني بخلوق.
وعن الحارث بن ضرار الخزاعي قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، وأقررت به، ودعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي، فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته، فترسل إلي - رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رسولاً لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة.
فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول، فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله عز
وجل ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فدعا بسروات قومه، فقال لهم: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان وقت لي وقتاً يرسل إلي رسوله؛ ليقبض ما كان عندي من الزكاة، وليس من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت. فانطلقوا فنأتي رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة.
لما سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق، فرجع، فأتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إن الحارث منعني الزكاة، وأراد قتلي.
فضرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البعث إلى الحارث.
وأقبل الحارث بأصحابه، إذ استقبل البعث وفصل من المدينة لقيهم الحارث، فقالوا: هذا الحارث.
فلما غشيتهم قال لهم: إلى من يعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بعث إليك الوليد بن عقبة، فزعم أنك منعته الزكاة، وأردت قتله. فقال: لا، والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته بتة، ولا أتاني.
فلما دخل الحارث على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي. قال: لا، والذي بعثك بالحق ما رأيته، ولا أتاني، وما أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خشيت أن يكون كانت سخطة من الله.
قال: فنزلت الحجرات: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " إلى هذا المكان: " فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم ".
وقيل: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني المصطلق بعد وقعة المريسيع.
قالوا: حتى إذا كان قريباً منا رجع، قال: فركبنا في أثره، وسقنا طائفة من صدقاتنا، يطلبونه بها وبنفقات يحملونها، فقدم قبلهم، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله أتيت قوماً في جاهليتهم، جدوا للقتال، ومنعوا الصدقة. فلم يغير ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى نزل عليه: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ".
قال: وأتى المصطلقيون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على إثر الوليد بطائفة من فرائضهم يسوقونها، ما اتبعهم منها، ونفقات يحملونها، فذكروا ذلك له، وأنهم خرجوا يطلبون الوليد بصدقاتهم، فلم يجدوه، فدفعوا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كان معهم، فقالوا: يا نبي الله، بلغنا فخرج رسولك؛ فسررنا بذلك، وقلنا: نتلقاه، فبلغنا رجعته، فخفنا أن يكون ذلك عن سخطة علينا.
وعرضوا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشتروا منه بقية ما تبقى.
قال: فقبل منهم الفرائض، وقال: ارجعوا بنفقاتكم؛ فإنا لا نبيع شيئاً من الصدقات حتى نقبضه.
وعن علي: أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله، إن الوليد يضربها، قال: قولي له: قد أجارني.
قال علي: فلم تلبث إلا يسيراً حتى رجعت، فقالت: ما زادني إلا ضرباً.
فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها، فقال: قولي له: إن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أجارني.
فلم تلبث إلا يسيراً حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضرباً، فرفع يديه وقال: " اللهم عليك الوليد، أثم بي مرتين ".
وفي رواية: " اللهم عليك الوليد مرتين أو ثلاثاً ".
وعن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منك سناناً وأبسط منك لساناً وأملأ للكتيبة منك. فقال له علي: اسكت، فإنما أنت فاسق، فنزلت: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ".
قال: يعني بالمؤمن علياً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.
وقيل: إنها نزلت في أبيه.
ولما ولي الوليد الكوفة بعد سعد، وقدم على سعد، قال له سعد: يا أبا وهب، والله ما أدري، أكست بعدي أم استحمقت أنا بعدك؟ فقال الوليد: ما كسنا بعدك ولا حمقت، ولكن القوم استأمروا عليك بسلطانهم. قال: صدقت: وخرج سعد، وأقام الوليد على الكوفة خمس سنين.
كان لبيد قد جعل على نفسه أن يطعم ما هبت الصبا، فألحت عليه زمن الوليد بن عقبة.
فصعد الوليد المنبر، فقال: أعينوا أخاكم، وبعث إليه بثلاثين جزوراً.
وكان لبيد قد ترك الشعر في الإسلام، فقال لابنته: أجيبي الأمير، فقالت: من الوافر
إذا هبت رياح أبي عقيل ... ذكرنا عند هبتها الوليدا
أبا وهب جزاك الله خيراً ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
طويل الباع أبيض عبشمي ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركباً ... عليها من بني حام قعودا
فعد إن الكريم له معاد ... وظني يا بن أروى أن تعودا
فقال لبيد: أحسنت لولا أنك سألت، قالت: إن الملوك لا يستحى من مسألتهم، قال: وأنت في هذا أشعر.
قال علقمة: كنا في جيش بالروم، ومعنا حذيفة، وعلينا الوليد، فشرب الوليد الخمر؛ فأردنا أن نحده. فقال حذيفة: أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم؛ فيطمعوا فيكم؟ فبلغه، فقال: لأشربن وإن كانت محرمة، ولأشربن على رغم أنف من رغم.
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " سيلي أموركم من بعدي رجال، يطعنون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها "، فقلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركتهم؟ فقال: " سألني ابن أم عبد "، ثم رفع يديه حتى إني لأرى بياض إبطيه، فقال: " لا طاعة لمن عصى الله " ثلاث مرار حسبت.
فلما كان الوليد بن عقبة بالكوفة أخر الصلاة يوماً، فقام ابن مسعود، فأقام الصلاة، وصلى بالناس.
فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعت اليوم؟ أجاءك عهد من أمير المؤمنين؟ فسمع وطاعة، أم ابتدعت؟ فقال: ما جاءني من صاحبك أمر، ولم أبتدع، ولكن أبى الله ورسوله أن ننتظرك بصلاتنا، وأنت في حاجتك ".
قال حضين بن المنذر: صلى الوليد بن عقبة بالناس الفجر أربعاً، وهو سكران، ثم انفتل، فالتفت إليهم، فقال: أزيدكم؟ فرفع ذلك إلى عثمان ... الحديث.
وعن زر بن حبيش قال: لما أنكر الناس شرة الوليد بن عقبة فزع الناس إلى عبد الله بن مسعود، فقال لهم عبد الله بن مسعود: اصبروا، فإن جور إمام خمسين عاماً خير من هرج شهر، وذلك أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا بد للناس من إمارة برة أو فاجرة، فأما البرة فتعدل في القسم، وتقسم بينكم فيكم بالسوية، وأما الفاجرة فيبتلي فيها المؤمنين، والإمارة الفاجرة خير من الهرج "، قيل: يا رسول الله وما الهرج؟ قال: القتل والكذب.
كان عمر بن الخطاب استعمل الوليد بن عقبة على عرب الجزيرة، فنزل في تغلب، وكان أبو زبيدة في الجاهلية والإسلام في بني تغلب حتى أسلم، وكانت بنو تغلب أخواله، فاضطهده أخواله ديناً له، فأخذ له الوليد بحقه، فشكرها له أبو زبيد وانقطع إليه، وغشيه بالمدينة.
فلما ولي الوليد الكوفة أتاه مسلماً ومعظماً على مثل ما كان يأتيه بالجزيرة والمدينة، فنزل دار الضيفان، وتلك آخر قدمة قدمها أبو زبيد على الوليد، وقد كان ينتجعه ويرجع.
وكان نصرانياً، فأسلم في آخر إمارة الوليد، وحسن إسلامه، فاستدخله الوليد، وكان عربياً شاعراً، حتى أقام على الإسلام.
فأتى آت زينب وأبا مورع وجندباً وهم يحفرون له مذ قتل أبناءهم، ويصنعون له العيوب، فقال لهم: هل لكم في الوليد يشارب أبا زبيد، فثاروا في ذلك، فقال
أبو زينب وأبو مورع وجندب لأناس من أهل الكوفة: هذا أميركم وأبو زبيد خيرته وهما عاكفان على الخمر.
فقاموا معهم، ومنزل الوليد في الرحبة مع عمارة بن عقبة، ليس عليه باب.
فاقتحموا عليه من المسجد، وبابه إلى المسجد، فلم يفجأ الوليد إلا وهم ... فنحى شيئاً، فأدخله تحت السرير، فأدخل بعضهم يده، فأخرجه لا يؤامره، فإذا طبق، عليه تفاريق عنب، وإنما نحاها استحياء أن يروا طبقه وليس عليه إلا تفاريق.
فقاموا فخرجوا على الناس، وأقبل بعضهم يلوم بعضاً، وسمع الناس بذلك؛ فأقبلوا عليهم يسبونهم ويلعنونهم، ويقولون: أقوام غضب بعضهم لعمله، وبعضهم أرغمهم الكتاب، فدعاهم ذلك إلى التجسس والخبث.
فستر عنهم الوليد ذلك، وطواه عن عثمان، ولم يدخل بين الناس في ذلك شيء، وكره أن يفسد بينهم، وسكت عن ذلك، وصبر.
وفي حديث آخر: أن جندباً ورهطاً معه جاؤوا إلى ابن مسعود، فقالوا: الوليد يعكف على الخمر، وأذاعوا ذلك حتى طرح على ألسن الناس، فقال ابن مسعود: من استتر منا بشيء لم نتبع عورته، ولم نهتك ستره.
فأرسل إلى ابن مسعود: فأتاه، فعاتبه في ذلك، وقال: يرضى من مثلك بأن تجيب أقواماً موتورين؟ على أي شيء أستتر به؟ إنما يقال هذا للملجلج، فتلاحنا، وافترقا على تغاضب، ولم يكن بينهما أكثر من ذلك.
قال محمد وطلحة: أتي الوليد بساحر، فأرسل إلى ابن مسعود يسأله عن حده، قال: وما يدريك أنه ساحر؟ قال: زعم هؤلاء النفر أنه ساحر، فقالوا: أساحر أنت؟ قال:
نعم، قالوا: وتدري ما السحر؟ قال: نعم. وثار إلى حمار، فجعل يركبه من قبل ذنبه وينزل من قبل رأسه، ومن قبل رأسه فينزل من قبل ذنبه، ويريهم أنه يخرج من فيه واسته. فقال ابن مسعود: فاقتله. فانطلق الوليد، فنادوا في المسجد أن رجلاً يلعب بالسحر عند الوليد، فأقبلوا، وأقبل جندب، واغتنمها، يقول: أين هو؟ أين هو؟ حتى أريه، فضربه.
وأجمع عبد الله والوليد على حبسه حتى كتب إلى عثمان، فأجابهم عثمان أن: استحلفوه بالله ما علم برأيكم فيه، وأنه لصادق لقوله فيما ظن من تعطيل حده، وعزروه وخلوا سبيله. وتقدم إلى الناس في ألا يعملوا بالظنون، أو يقيموا الحدود دون السلطان، فإنا نقيد المخطئ، ونؤدب المصيب. ففعل ذلك به، وترك، لأنه أصاب حداً.
وغضب لجندب أصحابه؛ فخرجوا إلى المدينة، فاستعفوا من الوليد، فقال لهم عثمان: تعملون بالظنون، وتخطئون في الإسلام، وتخرجون بغير إذن، ارجعوا.
فرجعوا إلى الكوفة، فلم يبق موتور في نفسه إلا آتاهم، فاجتمعوا على رأي فأصدروه، فتغفلوا الوليد، وكان ليس عليه حجاب. فدخل عليه أبو زينب الأزدي وأبو مورع الأسدي، فسلا خاتمه، ثم خرجا إلى عثمان، فشهدا عليه، ومعهما نفر.
فبعث إليه عثمان، فلما قدم أمر به سعيد بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين أنشدك الله، فوالله أنهما لخصمان موتوران، فقال: لا يضرك ذلك، إنما نعمل بما ينتهي إلينا، فمن ظلم فالله ولي انتقامه، ومن ظلم فالله ولي جزائه.
وقيل: إنهم لما غشوا الوليد، وله امرأتان في المخدع، بينهما وبين القوم ستر، إحداهما بنت ذي الخمار، والأخرى بنت أبي عقيل. فنام الوليد، وتفرق القوم وثبت أبو زينب أبو مورع، فتناول أحدهما خاتمه، وخرجا.
فاستيقظ الوليد، وامرأتاه عند رأسه فلم ير خاتمه، فسألهما عنه، فلم
يجد عندهما منه علماً، قال: فأي القوم تخلف عنهم؟ قالتا: رجلان لا نعرفهما، ما غشياك إلا منذ قريب، قال: حلياهما. قالتا: على أحدهما خميصة، وعلى الآخر مطرف. صاحب المطرف أبعدهما منك، قال: الطوال؟ قالتا: نعم. وصاحب الخميصة أقربهما إليك، قال: القصير؟ قالتا: نعم، وقد رأيناه يده على يدك، قال: ذاك أبو زينب، والآخر أبو مورع، وقد أرادا داهية، فليت شعري ما يريدان؟ فطلبهما فلم يقدر عليهما وكان وجههما إلى المدينة فقدما على عثمان، ومعهما نفر ممن قد عزل الوليد عن الأعمال، فقالوا له: فقال: من يشهد منكم؟ قالوا: أبو زينب أبو مورع، وكاع الآخرون.
فقال: كيف رأيتماه؟ قالا: كنا من غاشيته، فدخلنا عليه وهو يقيء الخمر. فقال: ما يقيء الخمر إلا شاربها.
وفي حديث آخر قال:
أتشهدان أنكما رأيتماه يشرب؟ فقالا: لا، وخافا، قال: فكيف؟ قالا: اعتصرنا من لحيته وهو يقيء الخمر.
فبعث إليه، فلما دخل على عثمان رآهما، فقال متمثلاً: من البسيط
مهما خشيت على أمر خلوت به ... فلم أخفك على أمثالها جار
فحلف له الوليد، وأخبره خبرهم، فقال: نقيم الحدود ويبوء شاهد الزور بالنار، فاصبر يا أخي.
فأمر سعيد بن العاص، فجلده، فأورث ذلك عداوة بين ولدهما حتى اليوم.
وكان على الوليد يوم أمر به أن يجلد خميصة، فنزعها عنه علي بن أبي طالب.
وفي حديث: فكلمه في ذلك علي، فقال له عثمان: دونك ابن عمك فأقم عليه الحد.
قال: قم يا حسن فاجلده، قال: فيم أنت من هذا؟ ول هذا غيرك. قال: بل ضعفت ووهنت. قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده.
فجعل يجلده، ويعد علي حتى بلغ أربعين، فقال: كف أو أمسك أو أرسله. جلد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين، وأبو بكر أربعين، وكملها عمر ثمانين، وكل سنة.
كان الناس في الوليد فرقتين: العامة معه، والخاصة عليه، فما زال عليهم من ذلك خشوع حتى كانت صفين، فولي معاوية، فجعلوا يقولون: عنته عثمان بالباطل، فقال لهم علي: إنكم وما تعيرون بع عثمان كالطاعن نفسه ليقتل ردفه، وما ذنب عثمان من رجل قد ضربه بقولكم، وعزله؟! وما ذنب عثمان فيما صنع عن أمرنا؟.
وكان الوليد أدخل على الناس خيراً حتى كان يقسم للولائد والعبيد، ولقد تفجع عليه الأحرار والمماليك، كان يسمع الولائد وعليهن الجرار يقلن: من الرجز
يا ويلنا قد عزل الوليد ... وجاءنا مجوعا سعيد
ينقص في الصاع ولا يزيد ... قد جوع الإماء والعبيد
والوليد بن عقبة هو الذي يقول: من الطويل
بني هاشم إنا وما كان بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الدهر شاعبه
بني هاشم كيف التعذر عندنا ... وبر ابن أروى عندكم وحرائبه
بني هاشم أدوا سلاح ابن أختكم ... ولا تهبوه لا تحل مواهبه
فإلا تؤدوه إلينا فإنه ... سواء علينا قاتلاه وسالبه
وأخوه عمارة بن عقبة، وله يقول الوليد: من الطويل
وإن يك ظني يا بن أمي صادقاً ... عمارة لا تدرك بذحل ولا وتر
تلاعب أقتال ابن عفان لاهياً ... كأنك لم تسمع بموت أبي عمرو
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة ... قتيل التجيبي الذي جاء من مصر
لقي الوليد بن عقبة بجاداً مولى عثمان بن عفان بالمراض صادراً عن المدينة، والوليد قادم، فسأله عن أمر عثمان، فأخبره أنه قد قتل، فقال: من الخفيف
ليت أني هلكت قبل حديث ... سل جسمي وريع منه فؤادي
يوم لاقيت بالمراض بجاداً ... ليت أني هلكت قبل بجاد
قدم معاوية الكوفة، فصعد المنبر، وقال: أين هو وهب؟ فقام إليه الوليد، فقال: أنشدني قولك: من الوافر
ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق وما تريم
يمنيك الخلافة كل ركب ... لأنضاء العراق بهم رسوم
فإنك والكتاب إلي علي ... كدابغة وقد حلم الأديم
لك الخيرات فاحملنا عليهم ... فإن الطالب الترة الغشوم
وقومك بالمدينة قد أنيخوا ... فهم صرعى كأنهم هشيم
فلما فرغ من إنشادها قال معاوية: من الطويل
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ولما حضر الموت الوليد بن عقبة قال: اللهم إن كان أهل الكوفة صدقوا علي فلا تبارك لي فيما أقدم عليه، واجعل مردي شر مرد، وإن كانوا كذبوا علي فاجعله كفارة لما لا يعلمون من ذنوبي.
مر مسلمة بن عبد الملك بقبر الوليد بن عقبة بالرقة، فقال: قبر من هذا؟ قيل:
قبر الوليد بن عقبة، قال: رحم الله أبا وهب، وأثنى عليه، فقيل: قبلا من هذا الآخر؟ قيل: قبر أبي زبيد الطائي الشاعر، قال: وهذا فيرحمه الله. فقيل: إنه كان نصرانياً، قال: إنه كان كريماً.
واسمه أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس أبو وهب الأموي له صحبة، وهو أخو عثمان لأمه، أمهما أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس كان سخياً شاعراً.
واستعمله عثمان على الكوفة، وسكن الجزيرة بعد قتل عثمان، ولم يشهد شيئاً من الحروب التي جرت بين علي ومعاوية.
روى الوليد بن عقبة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن أناساً من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار، فيقولون: بم دخلتم النار؟ فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم، فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل " كان الوليد من رجال قريش وشعرائهم.
وخرج يرتاد منزلاً حتى أتى الرقة، فأعجبته؛ فنزل على البليخ، وقال: منك المحشر، فمات بها. وأخوه عمارة بن عقبة، نزل الكوفة. وأبوهما عقبة بن أبي معيط، قتله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر صبراً.
واستعمله عثمان على الكوفة، فرفعوا عليه أنه شرب الخمر؛ فعزله عثمان، وجلده الحد. وقال فيه الحطيئة يعذره: " من الكامل "
شهد الحطيئة حين يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالعذر
خلعوا عنانك إذ جريت ولو ... خلوا عنانك لم تزل تجري
فزادوا فيها من غير قول الحطيئة:
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم ثملاً وما يدري
ليزيدهم جزءاً ولو فعلوا ... لأتت صلاتهم على العشر
أسلم الوليد يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات بني المصطلق. وولاه
عمر بن الخطاب صدقات بني تغلب. وولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص، ثم عزله عنها، فلم يزل بالمدينة حتى بويع علي، فخرج إلى الرقة، فنزلها، واعتزل علياً ومعاوية. ومات بالرقة، وقبره بعين الرومية على خمسة عشر ميلاً من الرقة، وكانت ضيعة له.
وأم أروى أمه أم حكيم البيضاء عمة سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان عقبة أبوه من شياطين قريش، أسره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر، وضرب عنقه. وهو الفاسق الذي ذكره الله عز وجل بقوله: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ".
قال الوليد: لما فتحت مكة جعل أناس من أهلها يأتون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأولادهم؛ فيمسح رؤوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قال: فلم يمنع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمسح رأسي ويدعو إلي بالبركة إلا أن أمي خلقتني بخلوق.
وعن الحارث بن ضرار الخزاعي قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، وأقررت به، ودعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي، فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته، فترسل إلي - رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رسولاً لإبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة.
فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإبان الذي أراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبعث إليه احتبس عليه الرسول، فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله عز
وجل ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فدعا بسروات قومه، فقال لهم: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان وقت لي وقتاً يرسل إلي رسوله؛ ليقبض ما كان عندي من الزكاة، وليس من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت. فانطلقوا فنأتي رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة.
لما سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق، فرجع، فأتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إن الحارث منعني الزكاة، وأراد قتلي.
فضرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البعث إلى الحارث.
وأقبل الحارث بأصحابه، إذ استقبل البعث وفصل من المدينة لقيهم الحارث، فقالوا: هذا الحارث.
فلما غشيتهم قال لهم: إلى من يعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بعث إليك الوليد بن عقبة، فزعم أنك منعته الزكاة، وأردت قتله. فقال: لا، والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته بتة، ولا أتاني.
فلما دخل الحارث على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي. قال: لا، والذي بعثك بالحق ما رأيته، ولا أتاني، وما أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خشيت أن يكون كانت سخطة من الله.
قال: فنزلت الحجرات: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " إلى هذا المكان: " فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم ".
وقيل: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني المصطلق بعد وقعة المريسيع.
قالوا: حتى إذا كان قريباً منا رجع، قال: فركبنا في أثره، وسقنا طائفة من صدقاتنا، يطلبونه بها وبنفقات يحملونها، فقدم قبلهم، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله أتيت قوماً في جاهليتهم، جدوا للقتال، ومنعوا الصدقة. فلم يغير ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى نزل عليه: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ".
قال: وأتى المصطلقيون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على إثر الوليد بطائفة من فرائضهم يسوقونها، ما اتبعهم منها، ونفقات يحملونها، فذكروا ذلك له، وأنهم خرجوا يطلبون الوليد بصدقاتهم، فلم يجدوه، فدفعوا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما كان معهم، فقالوا: يا نبي الله، بلغنا فخرج رسولك؛ فسررنا بذلك، وقلنا: نتلقاه، فبلغنا رجعته، فخفنا أن يكون ذلك عن سخطة علينا.
وعرضوا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يشتروا منه بقية ما تبقى.
قال: فقبل منهم الفرائض، وقال: ارجعوا بنفقاتكم؛ فإنا لا نبيع شيئاً من الصدقات حتى نقبضه.
وعن علي: أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله، إن الوليد يضربها، قال: قولي له: قد أجارني.
قال علي: فلم تلبث إلا يسيراً حتى رجعت، فقالت: ما زادني إلا ضرباً.
فأخذ هدبة من ثوبه فدفعها، فقال: قولي له: إن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد أجارني.
فلم تلبث إلا يسيراً حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا ضرباً، فرفع يديه وقال: " اللهم عليك الوليد، أثم بي مرتين ".
وفي رواية: " اللهم عليك الوليد مرتين أو ثلاثاً ".
وعن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منك سناناً وأبسط منك لساناً وأملأ للكتيبة منك. فقال له علي: اسكت، فإنما أنت فاسق، فنزلت: " أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ".
قال: يعني بالمؤمن علياً، وبالفاسق الوليد بن عقبة.
وقيل: إنها نزلت في أبيه.
ولما ولي الوليد الكوفة بعد سعد، وقدم على سعد، قال له سعد: يا أبا وهب، والله ما أدري، أكست بعدي أم استحمقت أنا بعدك؟ فقال الوليد: ما كسنا بعدك ولا حمقت، ولكن القوم استأمروا عليك بسلطانهم. قال: صدقت: وخرج سعد، وأقام الوليد على الكوفة خمس سنين.
كان لبيد قد جعل على نفسه أن يطعم ما هبت الصبا، فألحت عليه زمن الوليد بن عقبة.
فصعد الوليد المنبر، فقال: أعينوا أخاكم، وبعث إليه بثلاثين جزوراً.
وكان لبيد قد ترك الشعر في الإسلام، فقال لابنته: أجيبي الأمير، فقالت: من الوافر
إذا هبت رياح أبي عقيل ... ذكرنا عند هبتها الوليدا
أبا وهب جزاك الله خيراً ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
طويل الباع أبيض عبشمي ... أعان على مروءته لبيدا
بأمثال الهضاب كأن ركباً ... عليها من بني حام قعودا
فعد إن الكريم له معاد ... وظني يا بن أروى أن تعودا
فقال لبيد: أحسنت لولا أنك سألت، قالت: إن الملوك لا يستحى من مسألتهم، قال: وأنت في هذا أشعر.
قال علقمة: كنا في جيش بالروم، ومعنا حذيفة، وعلينا الوليد، فشرب الوليد الخمر؛ فأردنا أن نحده. فقال حذيفة: أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم؛ فيطمعوا فيكم؟ فبلغه، فقال: لأشربن وإن كانت محرمة، ولأشربن على رغم أنف من رغم.
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " سيلي أموركم من بعدي رجال، يطعنون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها "، فقلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركتهم؟ فقال: " سألني ابن أم عبد "، ثم رفع يديه حتى إني لأرى بياض إبطيه، فقال: " لا طاعة لمن عصى الله " ثلاث مرار حسبت.
فلما كان الوليد بن عقبة بالكوفة أخر الصلاة يوماً، فقام ابن مسعود، فأقام الصلاة، وصلى بالناس.
فأرسل إليه الوليد: ما حملك على ما صنعت اليوم؟ أجاءك عهد من أمير المؤمنين؟ فسمع وطاعة، أم ابتدعت؟ فقال: ما جاءني من صاحبك أمر، ولم أبتدع، ولكن أبى الله ورسوله أن ننتظرك بصلاتنا، وأنت في حاجتك ".
قال حضين بن المنذر: صلى الوليد بن عقبة بالناس الفجر أربعاً، وهو سكران، ثم انفتل، فالتفت إليهم، فقال: أزيدكم؟ فرفع ذلك إلى عثمان ... الحديث.
وعن زر بن حبيش قال: لما أنكر الناس شرة الوليد بن عقبة فزع الناس إلى عبد الله بن مسعود، فقال لهم عبد الله بن مسعود: اصبروا، فإن جور إمام خمسين عاماً خير من هرج شهر، وذلك أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا بد للناس من إمارة برة أو فاجرة، فأما البرة فتعدل في القسم، وتقسم بينكم فيكم بالسوية، وأما الفاجرة فيبتلي فيها المؤمنين، والإمارة الفاجرة خير من الهرج "، قيل: يا رسول الله وما الهرج؟ قال: القتل والكذب.
كان عمر بن الخطاب استعمل الوليد بن عقبة على عرب الجزيرة، فنزل في تغلب، وكان أبو زبيدة في الجاهلية والإسلام في بني تغلب حتى أسلم، وكانت بنو تغلب أخواله، فاضطهده أخواله ديناً له، فأخذ له الوليد بحقه، فشكرها له أبو زبيد وانقطع إليه، وغشيه بالمدينة.
فلما ولي الوليد الكوفة أتاه مسلماً ومعظماً على مثل ما كان يأتيه بالجزيرة والمدينة، فنزل دار الضيفان، وتلك آخر قدمة قدمها أبو زبيد على الوليد، وقد كان ينتجعه ويرجع.
وكان نصرانياً، فأسلم في آخر إمارة الوليد، وحسن إسلامه، فاستدخله الوليد، وكان عربياً شاعراً، حتى أقام على الإسلام.
فأتى آت زينب وأبا مورع وجندباً وهم يحفرون له مذ قتل أبناءهم، ويصنعون له العيوب، فقال لهم: هل لكم في الوليد يشارب أبا زبيد، فثاروا في ذلك، فقال
أبو زينب وأبو مورع وجندب لأناس من أهل الكوفة: هذا أميركم وأبو زبيد خيرته وهما عاكفان على الخمر.
فقاموا معهم، ومنزل الوليد في الرحبة مع عمارة بن عقبة، ليس عليه باب.
فاقتحموا عليه من المسجد، وبابه إلى المسجد، فلم يفجأ الوليد إلا وهم ... فنحى شيئاً، فأدخله تحت السرير، فأدخل بعضهم يده، فأخرجه لا يؤامره، فإذا طبق، عليه تفاريق عنب، وإنما نحاها استحياء أن يروا طبقه وليس عليه إلا تفاريق.
فقاموا فخرجوا على الناس، وأقبل بعضهم يلوم بعضاً، وسمع الناس بذلك؛ فأقبلوا عليهم يسبونهم ويلعنونهم، ويقولون: أقوام غضب بعضهم لعمله، وبعضهم أرغمهم الكتاب، فدعاهم ذلك إلى التجسس والخبث.
فستر عنهم الوليد ذلك، وطواه عن عثمان، ولم يدخل بين الناس في ذلك شيء، وكره أن يفسد بينهم، وسكت عن ذلك، وصبر.
وفي حديث آخر: أن جندباً ورهطاً معه جاؤوا إلى ابن مسعود، فقالوا: الوليد يعكف على الخمر، وأذاعوا ذلك حتى طرح على ألسن الناس، فقال ابن مسعود: من استتر منا بشيء لم نتبع عورته، ولم نهتك ستره.
فأرسل إلى ابن مسعود: فأتاه، فعاتبه في ذلك، وقال: يرضى من مثلك بأن تجيب أقواماً موتورين؟ على أي شيء أستتر به؟ إنما يقال هذا للملجلج، فتلاحنا، وافترقا على تغاضب، ولم يكن بينهما أكثر من ذلك.
قال محمد وطلحة: أتي الوليد بساحر، فأرسل إلى ابن مسعود يسأله عن حده، قال: وما يدريك أنه ساحر؟ قال: زعم هؤلاء النفر أنه ساحر، فقالوا: أساحر أنت؟ قال:
نعم، قالوا: وتدري ما السحر؟ قال: نعم. وثار إلى حمار، فجعل يركبه من قبل ذنبه وينزل من قبل رأسه، ومن قبل رأسه فينزل من قبل ذنبه، ويريهم أنه يخرج من فيه واسته. فقال ابن مسعود: فاقتله. فانطلق الوليد، فنادوا في المسجد أن رجلاً يلعب بالسحر عند الوليد، فأقبلوا، وأقبل جندب، واغتنمها، يقول: أين هو؟ أين هو؟ حتى أريه، فضربه.
وأجمع عبد الله والوليد على حبسه حتى كتب إلى عثمان، فأجابهم عثمان أن: استحلفوه بالله ما علم برأيكم فيه، وأنه لصادق لقوله فيما ظن من تعطيل حده، وعزروه وخلوا سبيله. وتقدم إلى الناس في ألا يعملوا بالظنون، أو يقيموا الحدود دون السلطان، فإنا نقيد المخطئ، ونؤدب المصيب. ففعل ذلك به، وترك، لأنه أصاب حداً.
وغضب لجندب أصحابه؛ فخرجوا إلى المدينة، فاستعفوا من الوليد، فقال لهم عثمان: تعملون بالظنون، وتخطئون في الإسلام، وتخرجون بغير إذن، ارجعوا.
فرجعوا إلى الكوفة، فلم يبق موتور في نفسه إلا آتاهم، فاجتمعوا على رأي فأصدروه، فتغفلوا الوليد، وكان ليس عليه حجاب. فدخل عليه أبو زينب الأزدي وأبو مورع الأسدي، فسلا خاتمه، ثم خرجا إلى عثمان، فشهدا عليه، ومعهما نفر.
فبعث إليه عثمان، فلما قدم أمر به سعيد بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين أنشدك الله، فوالله أنهما لخصمان موتوران، فقال: لا يضرك ذلك، إنما نعمل بما ينتهي إلينا، فمن ظلم فالله ولي انتقامه، ومن ظلم فالله ولي جزائه.
وقيل: إنهم لما غشوا الوليد، وله امرأتان في المخدع، بينهما وبين القوم ستر، إحداهما بنت ذي الخمار، والأخرى بنت أبي عقيل. فنام الوليد، وتفرق القوم وثبت أبو زينب أبو مورع، فتناول أحدهما خاتمه، وخرجا.
فاستيقظ الوليد، وامرأتاه عند رأسه فلم ير خاتمه، فسألهما عنه، فلم
يجد عندهما منه علماً، قال: فأي القوم تخلف عنهم؟ قالتا: رجلان لا نعرفهما، ما غشياك إلا منذ قريب، قال: حلياهما. قالتا: على أحدهما خميصة، وعلى الآخر مطرف. صاحب المطرف أبعدهما منك، قال: الطوال؟ قالتا: نعم. وصاحب الخميصة أقربهما إليك، قال: القصير؟ قالتا: نعم، وقد رأيناه يده على يدك، قال: ذاك أبو زينب، والآخر أبو مورع، وقد أرادا داهية، فليت شعري ما يريدان؟ فطلبهما فلم يقدر عليهما وكان وجههما إلى المدينة فقدما على عثمان، ومعهما نفر ممن قد عزل الوليد عن الأعمال، فقالوا له: فقال: من يشهد منكم؟ قالوا: أبو زينب أبو مورع، وكاع الآخرون.
فقال: كيف رأيتماه؟ قالا: كنا من غاشيته، فدخلنا عليه وهو يقيء الخمر. فقال: ما يقيء الخمر إلا شاربها.
وفي حديث آخر قال:
أتشهدان أنكما رأيتماه يشرب؟ فقالا: لا، وخافا، قال: فكيف؟ قالا: اعتصرنا من لحيته وهو يقيء الخمر.
فبعث إليه، فلما دخل على عثمان رآهما، فقال متمثلاً: من البسيط
مهما خشيت على أمر خلوت به ... فلم أخفك على أمثالها جار
فحلف له الوليد، وأخبره خبرهم، فقال: نقيم الحدود ويبوء شاهد الزور بالنار، فاصبر يا أخي.
فأمر سعيد بن العاص، فجلده، فأورث ذلك عداوة بين ولدهما حتى اليوم.
وكان على الوليد يوم أمر به أن يجلد خميصة، فنزعها عنه علي بن أبي طالب.
وفي حديث: فكلمه في ذلك علي، فقال له عثمان: دونك ابن عمك فأقم عليه الحد.
قال: قم يا حسن فاجلده، قال: فيم أنت من هذا؟ ول هذا غيرك. قال: بل ضعفت ووهنت. قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده.
فجعل يجلده، ويعد علي حتى بلغ أربعين، فقال: كف أو أمسك أو أرسله. جلد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين، وأبو بكر أربعين، وكملها عمر ثمانين، وكل سنة.
كان الناس في الوليد فرقتين: العامة معه، والخاصة عليه، فما زال عليهم من ذلك خشوع حتى كانت صفين، فولي معاوية، فجعلوا يقولون: عنته عثمان بالباطل، فقال لهم علي: إنكم وما تعيرون بع عثمان كالطاعن نفسه ليقتل ردفه، وما ذنب عثمان من رجل قد ضربه بقولكم، وعزله؟! وما ذنب عثمان فيما صنع عن أمرنا؟.
وكان الوليد أدخل على الناس خيراً حتى كان يقسم للولائد والعبيد، ولقد تفجع عليه الأحرار والمماليك، كان يسمع الولائد وعليهن الجرار يقلن: من الرجز
يا ويلنا قد عزل الوليد ... وجاءنا مجوعا سعيد
ينقص في الصاع ولا يزيد ... قد جوع الإماء والعبيد
والوليد بن عقبة هو الذي يقول: من الطويل
بني هاشم إنا وما كان بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الدهر شاعبه
بني هاشم كيف التعذر عندنا ... وبر ابن أروى عندكم وحرائبه
بني هاشم أدوا سلاح ابن أختكم ... ولا تهبوه لا تحل مواهبه
فإلا تؤدوه إلينا فإنه ... سواء علينا قاتلاه وسالبه
وأخوه عمارة بن عقبة، وله يقول الوليد: من الطويل
وإن يك ظني يا بن أمي صادقاً ... عمارة لا تدرك بذحل ولا وتر
تلاعب أقتال ابن عفان لاهياً ... كأنك لم تسمع بموت أبي عمرو
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة ... قتيل التجيبي الذي جاء من مصر
لقي الوليد بن عقبة بجاداً مولى عثمان بن عفان بالمراض صادراً عن المدينة، والوليد قادم، فسأله عن أمر عثمان، فأخبره أنه قد قتل، فقال: من الخفيف
ليت أني هلكت قبل حديث ... سل جسمي وريع منه فؤادي
يوم لاقيت بالمراض بجاداً ... ليت أني هلكت قبل بجاد
قدم معاوية الكوفة، فصعد المنبر، وقال: أين هو وهب؟ فقام إليه الوليد، فقال: أنشدني قولك: من الوافر
ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسدم المعنى ... تهدر في دمشق وما تريم
يمنيك الخلافة كل ركب ... لأنضاء العراق بهم رسوم
فإنك والكتاب إلي علي ... كدابغة وقد حلم الأديم
لك الخيرات فاحملنا عليهم ... فإن الطالب الترة الغشوم
وقومك بالمدينة قد أنيخوا ... فهم صرعى كأنهم هشيم
فلما فرغ من إنشادها قال معاوية: من الطويل
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
ولما حضر الموت الوليد بن عقبة قال: اللهم إن كان أهل الكوفة صدقوا علي فلا تبارك لي فيما أقدم عليه، واجعل مردي شر مرد، وإن كانوا كذبوا علي فاجعله كفارة لما لا يعلمون من ذنوبي.
مر مسلمة بن عبد الملك بقبر الوليد بن عقبة بالرقة، فقال: قبر من هذا؟ قيل:
قبر الوليد بن عقبة، قال: رحم الله أبا وهب، وأثنى عليه، فقيل: قبلا من هذا الآخر؟ قيل: قبر أبي زبيد الطائي الشاعر، قال: وهذا فيرحمه الله. فقيل: إنه كان نصرانياً، قال: إنه كان كريماً.
والوليد بن عقبة بن أبي معيط
- والوليد بن عقبة بن أبي معيط. اسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو, واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية. أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس, وهو أخو عثمان بن عفان لأمه. أتى البصرة والكوفة, ومات بالرقة بأرض الجزيرة, يكنى أبا وهب.
- والوليد بن عقبة بن أبي معيط. اسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو, واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية. أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس, وهو أخو عثمان بن عفان لأمه. أتى البصرة والكوفة, ومات بالرقة بأرض الجزيرة, يكنى أبا وهب.
الوليد بن عُقْبَة بْن أبي معيط
- الوليد بن عُقْبَة بْن أبي معيط. بْن أبي عَمْرو بن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. ويكنى أبا وهب. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وهي أم عثمان بن عفان. رضي الله عنه. ورحمة الله على عثمان. كان الوليد بن عقبة خرج من الكوفة معتزلًا لعلي. ع. ومعاوية فنزل الجزيرة بالرقة ومات بها. وله بها اليوم عقب.
- الوليد بن عُقْبَة بْن أبي معيط. بْن أبي عَمْرو بن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ. ويكنى أبا وهب. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وهي أم عثمان بن عفان. رضي الله عنه. ورحمة الله على عثمان. كان الوليد بن عقبة خرج من الكوفة معتزلًا لعلي. ع. ومعاوية فنزل الجزيرة بالرقة ومات بها. وله بها اليوم عقب.
الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الخبذعي الهمداني الكوفي.
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ البلدي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الجنيد الدقاق
سمعت أحمد بن حنبل وَسُئِل عن الْوَلِيد بْن الْقَاسِم؟ فَقال: ثِقةٌ قد كتبنا عَنْهُ بالكوفة وكان جارا لمعلى بْن عُبَيد الطنافسي وقد سألت عَنْهُ المعلى فَقَالَ نعم الرجل، وَهو جارنا منذ خمسين سنة ما رأينا منه إلا خيرا قَالَ أَحْمَد وقد كتبنا عَنْهُ أحاديث حسانا عن يَزِيد بْن كيسان فاكتبوا عَنْهُ قَالَ أَبُو جَعْفَر فأتيناه فكتبناها عنه.
حَدَّثَنَا علي بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ المستنير الحضرمي، حَدَّثَنا الوليد بن القاسم، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُوسَى يُعْرَفُ بِابْنِ وَجِيهٍ، عَن قَتادَة عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْمَدَّ لَيْسَ فيها ترجيع.
حَدَّثَنَا علي، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الحكم، قَال: حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ قال وَحَدَّثنا عُمَر بْنِ مُوسَى عَنْ مَكْحُولٍ سألت أنس كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ الزَّمْزَمَةَ قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ رَفَعْتَ صَوْتَكَ قَالَ إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُوذِيَ جَلِيسِي أَوْ أُوذِيَ أَهْلَ بَيْتِي.
حَدَّثَنَا علي، حَدَّثَنا مُحَمد بن المستنير، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثني عُمَر بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ بِلالِ بْنِ سَعِيد الأَشْعَرِيِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَمْشِي وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى خَاصِرَتِهِ؟ فَقَالَ: لاَ تَمْشِ هَذِهِ الْمِشْيَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِشْيَةُ أَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ.
وهذه الأحاديث غير محفوظة التي أمليتها وليس البلاء من الْوَلِيد البلاء من عُمَر بْن مُوسَى فإنه في عداد من يضع الحديث.
حَدَّثَنَا علي بن المثنى، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَن مُجَالِدٍ، عَن أَبِي الْوَدَّاكِ، عَن أَبِي سَعِيد، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ.
قَالَ وهذا رواه عن مجالد مُحَمد بن بشر وغيره
، حَدَّثَنا دثار بن الحسين الرقي، حَدَّثَنا مُؤَمِّلُ بْنُ إِهَابٍ، حَدَّثَنا الوليد بن القاسم، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ شَرِبَ وَأَعْطَى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ.
وهذا بهذا الإسناد، عنِ ابْن أبي رواد يرويه الوليد بن القاسم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنا الوليد بن القاسم، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَطِيَّةَ، عَن أَبِي سَعِيد قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم: مَن قَال لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
وهذا، عنِ ابْن أبي خَالِد بهذا الإسناد يرويه الْوَلِيد بْن الْقَاسِم وللوليد غير ما ذكرت من الحديث إِذَا روى عن ثقة ويروى عَنْهُ ثقة فإنه لا بأس بِهِ.
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ البلدي، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الجنيد الدقاق
سمعت أحمد بن حنبل وَسُئِل عن الْوَلِيد بْن الْقَاسِم؟ فَقال: ثِقةٌ قد كتبنا عَنْهُ بالكوفة وكان جارا لمعلى بْن عُبَيد الطنافسي وقد سألت عَنْهُ المعلى فَقَالَ نعم الرجل، وَهو جارنا منذ خمسين سنة ما رأينا منه إلا خيرا قَالَ أَحْمَد وقد كتبنا عَنْهُ أحاديث حسانا عن يَزِيد بْن كيسان فاكتبوا عَنْهُ قَالَ أَبُو جَعْفَر فأتيناه فكتبناها عنه.
حَدَّثَنَا علي بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ المستنير الحضرمي، حَدَّثَنا الوليد بن القاسم، حَدَّثَنا عُمَر بْنُ مُوسَى يُعْرَفُ بِابْنِ وَجِيهٍ، عَن قَتادَة عَنْ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ كَانَتْ قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ الْمَدَّ لَيْسَ فيها ترجيع.
حَدَّثَنَا علي، قَال: حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ الحكم، قَال: حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ قال وَحَدَّثنا عُمَر بْنِ مُوسَى عَنْ مَكْحُولٍ سألت أنس كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ الزَّمْزَمَةَ قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ رَفَعْتَ صَوْتَكَ قَالَ إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُوذِيَ جَلِيسِي أَوْ أُوذِيَ أَهْلَ بَيْتِي.
حَدَّثَنَا علي، حَدَّثَنا مُحَمد بن المستنير، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثني عُمَر بْنُ مُوسَى الْوَجِيهِيُّ عَنْ بِلالِ بْنِ سَعِيد الأَشْعَرِيِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ رَأَى رَجُلا يَمْشِي وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى خَاصِرَتِهِ؟ فَقَالَ: لاَ تَمْشِ هَذِهِ الْمِشْيَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِشْيَةُ أَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ.
وهذه الأحاديث غير محفوظة التي أمليتها وليس البلاء من الْوَلِيد البلاء من عُمَر بْن مُوسَى فإنه في عداد من يضع الحديث.
حَدَّثَنَا علي بن المثنى، حَدَّثَنا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَن مُجَالِدٍ، عَن أَبِي الْوَدَّاكِ، عَن أَبِي سَعِيد، أَن رسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ.
قَالَ وهذا رواه عن مجالد مُحَمد بن بشر وغيره
، حَدَّثَنا دثار بن الحسين الرقي، حَدَّثَنا مُؤَمِّلُ بْنُ إِهَابٍ، حَدَّثَنا الوليد بن القاسم، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، أَن النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ شَرِبَ وَأَعْطَى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ.
وهذا بهذا الإسناد، عنِ ابْن أبي رواد يرويه الوليد بن القاسم.
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنا الوليد بن القاسم، حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَطِيَّةَ، عَن أَبِي سَعِيد قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم: مَن قَال لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
وهذا، عنِ ابْن أبي خَالِد بهذا الإسناد يرويه الْوَلِيد بْن الْقَاسِم وللوليد غير ما ذكرت من الحديث إِذَا روى عن ثقة ويروى عَنْهُ ثقة فإنه لا بأس بِهِ.
الوليد بن سريع الكوفي
روى عنه اسمعيل بن أبي خالد.
روى عنه اسمعيل بن أبي خالد.
الْوَلِيد بن سريع الْكُوفِي
روى عَن عَمْرو بن حُرَيْث فِي الصَّلَاة
روى عَنهُ مسعر وَخلف بن خَليفَة
روى عَن عَمْرو بن حُرَيْث فِي الصَّلَاة
روى عَنهُ مسعر وَخلف بن خَليفَة
الوليد بن سريع الكوفى روى عن عمرو بن حريث روى عنه مسعز واسماعيل بن ابى خالد والمسعودي ويزيد بن مردانبه وعبد الله ابن الوليد المزني والنعمان بن ثابت وخلف بن خليفة سمعت أبي يقول ذلك.
الوليد بن سريع الكوفي
قال عبد اللَّه: قال أبي: ممن روى عنه مسعر من أهل الكوفة، وغيرهم، لم يسمع منهم شعبة: الوليد بن سريع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1091)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن الوليد بن سريع؛ فقال: هو مولى لعمرو ابن حريث.
قلت له: ليس به بأس؟
قال: روى عنه إسماعيل بن أبي خالد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2509).
قال عبد اللَّه: قال أبي: ممن روى عنه مسعر من أهل الكوفة، وغيرهم، لم يسمع منهم شعبة: الوليد بن سريع.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1091)
وقال عبد اللَّه: سألت أبي عن الوليد بن سريع؛ فقال: هو مولى لعمرو ابن حريث.
قلت له: ليس به بأس؟
قال: روى عنه إسماعيل بن أبي خالد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2509).
الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَنسِي روى عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثوبا مَوْضُوعَات
الْوَلِيد بن الْوَلِيد الْعَنسِي من أهل الرقة يروي عَن بن ثَوْبَان وثابت بن يزِيد الْعَجَائِب رَوَى عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَكَارِمُ الأَخْلاقِ عَشَرَةٌ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلا تَكُونُ فِي ابْنِهِ وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ وَتَكُونُ فِي الابْنِ وَلا تَكُونُ فِي أَبِيهِ يُقَسِّمُهَا اللَّه لِمَنْ أَرَادَ بِهِ السَّعَادَةَ صِدْقُ الْحَدِيثِ وَصِدْقُ النَّاسِ وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ وَالْمُكَافَآتُ بِالصَّنَائِعِ وَحِفْظُ الأَمَانَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَالتَّذَمُّمِ لِلْجَارِ وَإِقْرَاءُ الضَّيْفِ وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ أَخْبَرَنَاهُ الْحُسَيْن بن عبد الله الْقطَّان بِالرَّقَّةِ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهَذَا مَا لَا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد روى هَذَا الشَّيْخ عَن بن ثَوْبَان عَن عَمْرو بن دِينَار نُسْخَة أَكْثَرهَا مَقْلُوبَة يطول الْكتاب بذكرها لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ فِيمَا يروي وَقد رَوَى عَنِ بن ثَوْبَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي تَشْبِيكِ رَأْسِهِ خَمْسُ آيَاتٍ مِنْ فَاتِحَةِ سُورَةِ التغابن
أخبرناه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن الْوَلِيد عَن بن ثَوْبَان عَن عَطاء
أخبرناه إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن الْوَلِيد عَن بن ثَوْبَان عَن عَطاء
الوليد بن أبي الوليد: "مصري"، تابعي، ثقة.
الوليد بْن أَبِي الوليد
مولى آل عثمان بْن عفان (4) الأموي الْقُرَشِيّ.
مولى آل عثمان بْن عفان (4) الأموي الْقُرَشِيّ.
الوليد بن أبي الوليد
- الوليد بن أبي الوليد مولى عثمان بن عفان. سمع من عثمان بن عفان. رحمه الله. الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ ممن روى عن أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة وسلمة بن الأكوع وعبد الله بن عباس وعائشة وأم سلمة وميمونة وغيرهم
- الوليد بن أبي الوليد مولى عثمان بن عفان. سمع من عثمان بن عفان. رحمه الله. الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ التَّابِعِينَ ممن روى عن أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري ورافع بن خديج وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة وسلمة بن الأكوع وعبد الله بن عباس وعائشة وأم سلمة وميمونة وغيرهم
الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس، أَبُو همام بن أبي بدر السكوني :
كوفي الأصل سمع علي بن مسهر، وشريك بن عبد اللَّه، وإسماعيل بن جعفر،
وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، وعبد الله بن وهب، وعبد الله ابن نمير، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة. روى عنه أَبُو حاتم الرازي، وعباس الدوري، وأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق الوراق، وإبراهيم الحربي، وَموسى بْن هارون، وَعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن مُحَمَّد بن عفير، وأبو القاسم البغوي، وأبو الليث الفرائضي، وأخوه أَحْمَد بن القاسم ويحيى بن صاعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الإسماعيلي أخبركم عبد الله بن نَاجِيَةَ.
وَحَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أبو همام، حدثني عبد الله بن وهب، أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرَ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّوَاضِحِ نِصْفَ الْعُشْرِ.
قال الْبَرْقَانِيّ: قال لي أبو بكر الإسماعيلي: بهذا الحديث تكلم أَحْمَد بن حنبل في أبي همام لما رواه عن ابن وهب. قلت له: لأي معنى؟ قال: أنه قال: هذا الحديث لم يروه عن ابن وهب إلا الكبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الشاهد- وأنا أسمع- قال: قال أَبُو الليث الفرائضي: قال لي إبراهيم الوكيعي عن أبيه: إن أبا همام ليس من الكوفة، وإنما هو شامي نزل الكوفة.
قلت: ولا أعرف وجه هذا الكلام، لأن أبا بدر والد أبي همام كوفي وأما أَبُو همام فقد كان رحل إلى الشام وعاد، فنزل بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
سمعت سريج بن يونس يقول: بما فعل ابن أبي بدر- كانوا يضعفونه- في الجراح أبي وكيع. وقال الأبار: سمعت يحيى بن أيوب ذكره فقال: كتبنا عن أبي البدر عن ابنه أبي همام منذ ثلاثين سنة، فربما أردت أن أسأله عنه فأقول أَبُو البدر ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عثمان بن جعفر- زاد عبيد الله: الكوفي الشيخ الصالح. ثم اتفقا- قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل سئل عَنْ أبي همام فقال: اكتبوا عنه.
حَدَّثَنِي الخلّال، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حدّثنا نصر بن القاسم، حدّثنا ابن الغلابي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.
قال ابن الغلابي: وما سمعته يقول فيه سوءا قط، وكان يقول: ليس له بخت.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن مُحَمَّد بن العباس قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن أبي همام بن أبي بدر فقال: لا بأس به، ليس هو ممن يكذب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت يحيى ابن معين- وسأله رجل- فسمعته يقول: ليس به بأس. فقلت للرجل: عمن سألته؟
فقال: عن أبي همام.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قال: وجدت في كتاب جدي أحمد ابن شاهين، حَدَّثَنِي أَبُو علي المخرمي قال: سألت أبا كريب عن أبي همام فقال: ماله ماله؟ قلت: يحدث عن ابن أبي زائدة، وعن ابن المبارك، وعن يحيى بن حمزة. قال:
فكم عندي عن ابن أبي زائدة؟ قلت: عندك كذا وكذا قال: وعن ابن المبارك؟ قلت له كذا وكذا. فقال لي: أَبُو همام أقدم سماعا مني كان يمر بنا ونحن نلعب بالخشب وعليه صالحية وهو يكتب الحديث، وكان مذهبه مذهب المشايخ، فما جئت إلى محدث قط بالكوفة فقلت له: كتب عنك؟ إلا قال: ما زال يختلف السكوني إلى، وما أخرجوا كتابا إلا فيه: فرغ أَبُو همام، ويوقفني على علامته قال: وأما يحيى بن حمزة فخرجت أريد إفريقية، وكان أَبُو همام قد خرج إلى الشام، فجئت إلى دمشق فسألت عنه فقالوا: قد كان هاهنا مقيما وسمع من يحيى بن حمزة وقد خرج. ورأيت يحيى ابن حمزة وعليه سواد القضاء فلم أسمع منه. قلت: فابن وهب؟ قال: أما حديث ابن وهب فإنه خرج من عندنا إلى مصر وغاب عنا حتى نسيناه، ثم قدم علينا من مصر، وجعل يذكر من فضائله.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني علي ابن مُحَمَّد الحبيبي قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن الوليد بن شجاع فقال: تكلموا فيه، سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت مثل أبيه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الوليد بن شجاع بن الوليد، بغدادي لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ قَالَ: مات أَبُو همام الوليد بن شجاع، ببَغْدَاد سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ: مات الوليد بن شجاع ببَغْدَاد سنة ثلاث وأربعين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: ومات أَبُو همام سنة ثلاث وأربعين، وسلم من المحنة. قَالَ غيره: مات في شهر ربيع الأَوَّل.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ- إملاء- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله- هُوَ المُعَدَّل الأصبهانيّ- حَدَّثَنَا السَّرَّاج- يعني أَبَا العَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ- ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو- يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى مستملي أَبِي همام يَقُولُ: رَأَيْت أَبَا همام في المنام عَلَى رأسه قناديل معلقة، فَقُلْتُ: يا أَبَا همام، بماذا نلت هذه القناديل؟ قَالَ: هَذَا بحديث الحوض، وَهَذَا بحديث الشفاعة، وَهَذَا بحديث كذا، وَهَذَا بحديث كذا.
كوفي الأصل سمع علي بن مسهر، وشريك بن عبد اللَّه، وإسماعيل بن جعفر،
وعبد اللَّه بْن المبارك، ويحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة، وعبد الله بن وهب، وعبد الله ابن نمير، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزة. روى عنه أَبُو حاتم الرازي، وعباس الدوري، وأحمد بن مُحَمَّد بن عبد الخالق الوراق، وإبراهيم الحربي، وَموسى بْن هارون، وَعبد اللَّه بْن ناجية، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن مُحَمَّد بن عفير، وأبو القاسم البغوي، وأبو الليث الفرائضي، وأخوه أَحْمَد بن القاسم ويحيى بن صاعد، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرِ الإسماعيلي أخبركم عبد الله بن نَاجِيَةَ.
وَحَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أبو همام، حدثني عبد الله بن وهب، أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرَ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّوَاضِحِ نِصْفَ الْعُشْرِ.
قال الْبَرْقَانِيّ: قال لي أبو بكر الإسماعيلي: بهذا الحديث تكلم أَحْمَد بن حنبل في أبي همام لما رواه عن ابن وهب. قلت له: لأي معنى؟ قال: أنه قال: هذا الحديث لم يروه عن ابن وهب إلا الكبار.
أَخْبَرَنَا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جعفر الشاهد- وأنا أسمع- قال: قال أَبُو الليث الفرائضي: قال لي إبراهيم الوكيعي عن أبيه: إن أبا همام ليس من الكوفة، وإنما هو شامي نزل الكوفة.
قلت: ولا أعرف وجه هذا الكلام، لأن أبا بدر والد أبي همام كوفي وأما أَبُو همام فقد كان رحل إلى الشام وعاد، فنزل بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قال:
سمعت سريج بن يونس يقول: بما فعل ابن أبي بدر- كانوا يضعفونه- في الجراح أبي وكيع. وقال الأبار: سمعت يحيى بن أيوب ذكره فقال: كتبنا عن أبي البدر عن ابنه أبي همام منذ ثلاثين سنة، فربما أردت أن أسأله عنه فأقول أَبُو البدر ثقة.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي.
وأخبرني الأزهري، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا عثمان بن جعفر- زاد عبيد الله: الكوفي الشيخ الصالح. ثم اتفقا- قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة قَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل سئل عَنْ أبي همام فقال: اكتبوا عنه.
حَدَّثَنِي الخلّال، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ المقرئ، حدّثنا نصر بن القاسم، حدّثنا ابن الغلابي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.
قال ابن الغلابي: وما سمعته يقول فيه سوءا قط، وكان يقول: ليس له بخت.
قرأت على الْبَرْقَانِيّ عن مُحَمَّد بن العباس قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز قَالَ: سألت يحيى بن معين عن أبي همام بن أبي بدر فقال: لا بأس به، ليس هو ممن يكذب.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا دعلج، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: سمعت يحيى ابن معين- وسأله رجل- فسمعته يقول: ليس به بأس. فقلت للرجل: عمن سألته؟
فقال: عن أبي همام.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عُمَر الواعظ، حَدَّثَنَا أبي قال: وجدت في كتاب جدي أحمد ابن شاهين، حَدَّثَنِي أَبُو علي المخرمي قال: سألت أبا كريب عن أبي همام فقال: ماله ماله؟ قلت: يحدث عن ابن أبي زائدة، وعن ابن المبارك، وعن يحيى بن حمزة. قال:
فكم عندي عن ابن أبي زائدة؟ قلت: عندك كذا وكذا قال: وعن ابن المبارك؟ قلت له كذا وكذا. فقال لي: أَبُو همام أقدم سماعا مني كان يمر بنا ونحن نلعب بالخشب وعليه صالحية وهو يكتب الحديث، وكان مذهبه مذهب المشايخ، فما جئت إلى محدث قط بالكوفة فقلت له: كتب عنك؟ إلا قال: ما زال يختلف السكوني إلى، وما أخرجوا كتابا إلا فيه: فرغ أَبُو همام، ويوقفني على علامته قال: وأما يحيى بن حمزة فخرجت أريد إفريقية، وكان أَبُو همام قد خرج إلى الشام، فجئت إلى دمشق فسألت عنه فقالوا: قد كان هاهنا مقيما وسمع من يحيى بن حمزة وقد خرج. ورأيت يحيى ابن حمزة وعليه سواد القضاء فلم أسمع منه. قلت: فابن وهب؟ قال: أما حديث ابن وهب فإنه خرج من عندنا إلى مصر وغاب عنا حتى نسيناه، ثم قدم علينا من مصر، وجعل يذكر من فضائله.
أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ، أخبرني علي ابن مُحَمَّد الحبيبي قَالَ: وَسألته- يعني صالح بْن مُحَمَّد جزرة- عن الوليد بن شجاع فقال: تكلموا فيه، سئل عنه يَحْيَى بْن معين فَقَالَ: ليس له بخت مثل أبيه.
أخبرنا البرقاني، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه.
ثم أخبرني الصوري، أَخْبَرَنَا الخصيب بْن عَبْد اللَّه الْقَاضِي قال: ناولني عبد الكريم- وكتب لي بخطه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الوليد بن شجاع بن الوليد، بغدادي لا بأس بِهِ.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل، أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحَضْرَمِيّ قَالَ: مات أَبُو همام الوليد بن شجاع، ببَغْدَاد سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
أَخْبَرَنَا العتيقي، أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن مُحَمَّد البَغَوِيّ: مات الوليد بن شجاع ببَغْدَاد سنة ثلاث وأربعين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، حَدَّثَنَا أَبُو غالب عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن النضر قَالَ: ومات أَبُو همام سنة ثلاث وأربعين، وسلم من المحنة. قَالَ غيره: مات في شهر ربيع الأَوَّل.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الحَافِظ- إملاء- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله- هُوَ المُعَدَّل الأصبهانيّ- حَدَّثَنَا السَّرَّاج- يعني أَبَا العَبَّاس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الثَّقَفِيّ- قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّد بْنُ أَحْمَدَ- ابْنِ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو- يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى مستملي أَبِي همام يَقُولُ: رَأَيْت أَبَا همام في المنام عَلَى رأسه قناديل معلقة، فَقُلْتُ: يا أَبَا همام، بماذا نلت هذه القناديل؟ قَالَ: هَذَا بحديث الحوض، وَهَذَا بحديث الشفاعة، وَهَذَا بحديث كذا، وَهَذَا بحديث كذا.
الْوَلِيد بن الْعيزَار بن حُرَيْث الْعَبْدي الْكُوفِي
سمع أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ رَوَى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ وَشعْبَة وَمَالك بن مغول فِي (الصَّلَاة) واول (الْجِهَاد) وَأول (الْأَدَب)
سمع أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ رَوَى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ وَشعْبَة وَمَالك بن مغول فِي (الصَّلَاة) واول (الْجِهَاد) وَأول (الْأَدَب)
- الْوَلِيد بن الْعيزَار بن حُرَيْث الْعَبْدي الْكُوفِي أخرج البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد وَالْأَدب عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي وَشعْبَة وَمَالك بن مغول عَنهُ عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة وجدت عِنْد الكلاباذي السبيعِي وَإِنَّمَا وجدت يروي عَنهُ أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ وَهُوَ حَدِيث عباد الروَاجِنِي عَن الْعَوام عَن الشَّيْبَانِيّ عَنهُ
الْوَلِيد بن الْعيزَار بن حُرَيْث الْعَبْدي الْكُوفِي
روى عَن سعد بن إِيَاس أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فِي الْإِيمَان
روى عَنهُ الشَّيْبَانِيّ أَبُو يَعْفُور وَشعْبَة
روى عَن سعد بن إِيَاس أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فِي الْإِيمَان
روى عَنهُ الشَّيْبَانِيّ أَبُو يَعْفُور وَشعْبَة
الْوَلِيد بن شُجَاع بن الْوَلِيد السكونِي أَبُو همام بن أبي بدر من أهل بَغْدَاد يروي عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر ثَنَا عَنهُ أَبُو يعلى ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم مَاتَ بِبَغْدَاد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الأول
الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني أبو همام روى عن اسماعيل ابن عياش والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وضمرة بن ربيعة وعبد الله ابن وهب ويحيى بن سعيد العطار وابيه شجاع بن الوليد سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمد روى عنه أبي.
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به وهو أحب إلى من ابى هشام الرفاعي.
الْوَلِيد بن شُجَاع بن الْوَلِيد بن قيس أَبُو همام السكونِي سكن بَغْدَاد
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَاتَ لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
روى عَن حجاج بن مُحَمَّد فِي الْإِيمَان وَابْن وهب فِي الْجَنَائِز وَالزَّكَاة وَالْحُدُود وَأَبِيهِ فِي الْحَوْض وَعلي بن مسْهر فِي الْجِهَاد والأطعمة والفضائل
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس مَاتَ لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
روى عَن حجاج بن مُحَمَّد فِي الْإِيمَان وَابْن وهب فِي الْجَنَائِز وَالزَّكَاة وَالْحُدُود وَأَبِيهِ فِي الْحَوْض وَعلي بن مسْهر فِي الْجِهَاد والأطعمة والفضائل
الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس
أبو همام بن أبي بدر بن أبي همام السكوني البغدادي حدث عن أبيه بسنده إلى جابر بن سمرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إني فرطكم على الحوض وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم ".
وحدث عن الوليد بن مسلم بسنده إلى أبي هريرة قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متى وجبت لك النبوة؟ قال: " بين خلق آدم ونفخ الروح فيه ".
وحدث عن عبد الله بن وهب بسنده إلى عبد الله بن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرض فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر، وفيما سقي بالنواضح نصف العشر.
زاد في رواية: أو كان عثرياً العشر.
توفي الوليد بن شجاع سنة ثلاث وأربعين ومئتين. وقيل: سنة اثنتين وأربعين.
قال أبو يحيى مستملي أبي همام: رأيت أبا همام في المنام على رأسه قناديل معلقة، فقلت: يا أبا هما، بماذا نلت هذه القناديل؟ قال: هذا بحديث الحوض، وهذا بحديث الشفاعة، وهذا بحديث كذا وهذا بحديث كذا.
أبو همام بن أبي بدر بن أبي همام السكوني البغدادي حدث عن أبيه بسنده إلى جابر بن سمرة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إني فرطكم على الحوض وإن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم ".
وحدث عن الوليد بن مسلم بسنده إلى أبي هريرة قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: متى وجبت لك النبوة؟ قال: " بين خلق آدم ونفخ الروح فيه ".
وحدث عن عبد الله بن وهب بسنده إلى عبد الله بن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرض فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر، وفيما سقي بالنواضح نصف العشر.
زاد في رواية: أو كان عثرياً العشر.
توفي الوليد بن شجاع سنة ثلاث وأربعين ومئتين. وقيل: سنة اثنتين وأربعين.
قال أبو يحيى مستملي أبي همام: رأيت أبا همام في المنام على رأسه قناديل معلقة، فقلت: يا أبا هما، بماذا نلت هذه القناديل؟ قال: هذا بحديث الحوض، وهذا بحديث الشفاعة، وهذا بحديث كذا وهذا بحديث كذا.
الْوَلِيد بْن أبي الْوَلِيد أَبُو عُثْمَان الْمدنِي يروي عَن عبد الله بن دِينَار روى عَنْهُ حَيْوَة بْن شُرَيْح رُبمَا خَالف على قلَّة رِوَايَته
الْوَلِيد بن أبي الْوَلِيد أَبُو عُثْمَان الْمدنِي يروي عَن عبد الله بن عَمْرو وَقد رأى بن عمر روى عَنهُ اللَّيْث بن سعد حَدثنَا بن قُتَيْبَةَ قَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ ثَنَا بن وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ قَالَ رَأَيْت بن عُمَرَ فَلَمْ أَرَ لِقَمِيصِهِ زِرًّا وَلَا عُرْوَة وَلَا لبنة
الْوَلِيد بن الْوَلِيد بن زيد يروي عَن الْأَوْزَاعِيّ مسَائِل مُسْتَقِيمَة روى عَنهُ مُحَمَّد بْن يحيى الذهلي
الوليد بن الوليد بن زيد
أبو العباس العبسي القلانسي من دمشق.
حدث عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن الفضل بن العباس، قال: كنت رديف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرفة، فجاء رجل من أهل اليمن يسأله عن بعض الأمر، وخلفه امرأة ضخمة حسناء، قال: فجعلت أنظر نظراً، ففطن بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فأهوى بمخصرة، فوكزني بها، وقال: يا بن أخي هذا يوم من حفظ عينيه من النظر، ولسانه أن يتكلم بما لا يحل له غفر له إلى عام قابل من هذا.
وحدث عن ابن ثوبان عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
ما من عبد صام يوماً في سبيل الله إلا زوج حوراء من الحور العين في خيمة من درة مجوفة، عليها سبعون حلة ليس منها حلة تشبه صاحبتها، على سرير من ياقوته حمراء موشحة بالدر، عليها سبعون ألف فراش، بطانتها من إستبرق، ولها سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألفاً لبعلها، مع كل وصيفة منهن سبعون ألف صحفة من ذهب، ليس منها صفحة إلا وفيها لون من الطعام ما ليس في الأخرى، يجد لذة آخرها كلذة أولها.
كان الوليد يرى القدر، وكان منكر الحديث.
أبو العباس العبسي القلانسي من دمشق.
حدث عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن الفضل بن العباس، قال: كنت رديف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرفة، فجاء رجل من أهل اليمن يسأله عن بعض الأمر، وخلفه امرأة ضخمة حسناء، قال: فجعلت أنظر نظراً، ففطن بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فأهوى بمخصرة، فوكزني بها، وقال: يا بن أخي هذا يوم من حفظ عينيه من النظر، ولسانه أن يتكلم بما لا يحل له غفر له إلى عام قابل من هذا.
وحدث عن ابن ثوبان عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
ما من عبد صام يوماً في سبيل الله إلا زوج حوراء من الحور العين في خيمة من درة مجوفة، عليها سبعون حلة ليس منها حلة تشبه صاحبتها، على سرير من ياقوته حمراء موشحة بالدر، عليها سبعون ألف فراش، بطانتها من إستبرق، ولها سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألفاً لبعلها، مع كل وصيفة منهن سبعون ألف صحفة من ذهب، ليس منها صفحة إلا وفيها لون من الطعام ما ليس في الأخرى، يجد لذة آخرها كلذة أولها.
كان الوليد يرى القدر، وكان منكر الحديث.
الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ النَّفْسِ فَقَالَ: " إِذَا جِئْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ , وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ أَنْ يَحْضُرُونَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضُرُّكُ شَيْءٌ وَأَحْرَى أَنْ لَا يَقْرَبَكَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ، نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ النَّفْسِ فَقَالَ: " إِذَا جِئْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ , وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ أَنْ يَحْضُرُونَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضُرُّكُ شَيْءٌ وَأَحْرَى أَنْ لَا يَقْرَبَكَ "
الْوَلِيد بن هِشَام بن الْوَلِيد قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول
الوليد بن هشام بن الوليد مات سنة ثلاث وعشرين روى عن..روى عنه..سمعت ابى يقول: هو مجهول.
الوليد بْن الوليد أَبُو عثمان الْمَدَنِيّ الْقُرَشِيّ مولى عَبْد اللَّه بْن عُمَر الْقُرَشِيّ سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، قَالَ (لَنَا - 5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ نا الليث قَالَ نا الوليد بْن أَبِي الوليد أَبُو عثمان وكَانَ فاضلا من أهل المدينة.
باب هـ
باب هـ
الوليد بْن عمارة بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم، ابْن أخى خالد بن الوليد
قتل هُوَ وأبوه أَبُو عبيدة بْن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح.
قتل هُوَ وأبوه أَبُو عبيدة بْن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح.