النعمان بن بشير بن سعد اخو بنى الحارث بن خزرج الانصاري أبو عبد الله له صحبة روى عنه حميد بن عبد الرحمن والشعبى وأبو إسحاق ( [الهمداني - ] وسماك بن حرب وابنه محمد بن النعمان، وكان اميرا على الكوفة [تسعة اشهر - ] سمعت ابى يقول ذلك.
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
النعمان بن بشير بن سعد ثعلبة
ابن خلاس بن زيد بن مالك الأغر ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبوه بشير ممن شهد بدراً.
وكان النعمان بن بشير منقطعاً إلى معاوية، وولاه الكوفة، وولي قضاء دمشق.
قال الشعبي: سمعت النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووالله لا أسمع أحداً بعده يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الحلال بين وإن الحرام بين، وإن بين ذلك أموراً مشتبهات "، وربما قال: مشتبهة، " وسأضرب لكم في ذلك مثلاً: إن الله حمى حمى وإن حمى الله ما حرم، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى "، وربما قال: من يخالط الريبة يوشك أن يخسر.
وأم النعمان عمرة بنت رواحة بن ثعلبة أخت عبد الله بن رواحة.
وولد النعمان بن بشير بعد قدوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة في الهجرة بأربعة عشر شهراً، هذا قول أهل المدينة، وأهل الكوفة يروون عنه رواية كثيرة تدل على أنه أكبر سناً من ذلك، وهو أول مولود ولد بعد الهجرة من الأنصار.
توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله ثمان سنين وسبعة أشهر.
وخلاس: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام.
وشهد بشير العقبة وبدراً وأحداً والمشاهد.
قال النعمان:
لما ولدت أتت بي أمي عمرة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكني بتمرة فتلمظت منها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأنصار وحبها التمر ".
وقيل: إن أمه أتت به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم سابعه وعليه شعر البطن، فأبى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبرك عليه، وقال: احلقوا عنه شعر البطن، فحلق رأسه ثم برك عليه وقال: عقوا عنه بشاة.
وعن عاصم بن عمر بن قتادة: أن عمرة جاءت تحمل ابنها النعمان في ليفه إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بتمرة فمضغها، ثم حنكه بها، فقالت: يا رسول الله، ادع له أن يكثر ماله وولده، فقال: " أو ما ترضين أن يعيش كما عاش خاله؟ عاش حميداً، وقتل شهيداً، ودخل الجنة ".
وقيل: إن بشير بن سعد جاء بالنعمان بن بشير إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، ادع لابني هذا، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أما ترضى أن يبلغ ما بلغت؟ ثم يأتي الشام فيقتله منافق من أهل الشام ".
وعن النعمان بن بشير: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث نعمان بقطفين، واحد له، والآخر لأمه عمرة، فلقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة فقال: أتاك النعمان بقطف من عنب؟ فقالت: لا، فأخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأذنه وقال: يا قال سماك بن حرب: استعمل النعمان بن بشير على الكوفة، فكان من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم.
ولما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص، وفد عليه أعشى همدن، قال: ما أقدمك أبا المصبح؟ قال: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي، وتقضي ديني.
فأطرق النعمان، ثم رفع رأسه، ثم قال: والله ما من شيء، ثم قال: هه، كأنه ذكر شيئاً، فقام، فصعد المنبر فقال: يا أهل حمص - وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفاً - هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون فيه؟ قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكما له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين، فعجلها له من بيت المال، فعجل له أربعين ألف دينار، فقبضها، ثم أنشأ يقول: " من الطويل "
فلم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان أعني ذا الندى ابن بشير
إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النعمان لا أك شاكراً ... وما خير من لا يقتدي بشكور
ولما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص، وفد عليه أعشى همدان، قال: ما أقدمك أبا المصبح؟ قال: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي، وتقضي ديني.
فأطرق النعمان، ثم رفع رأسه، ثم قال: والله ما من شيء، ثم قال: هه، كأنه ذكر شيئاً، فقام، فصعد المنبر فقال: يا أهل حمص - وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفاً - هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون فيه؟ قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكمنا له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين، فعجلها له من بيت المال، فعجل له أربعين ألف دينار، فقبضها، ثم أنشأ يقول: " من الطويل "
فلم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان أعني ذا الندى ابن بشير
إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النعمان لا أك شاكراً ... وما خير من لا يقتدي بشكور
وعن النعمان قال وهو على المنبر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن للشيطان مصالي وفخوخاً، وإن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله، والفخر بعطاء الله، والكبر على عباد الله، واتباع الهوى في غير ذات الله ".
وعن النعمان قال: الهلكة كل الهلكة أن تعمل بالسيئات في أزمان البلاء.
وعن جبير بن نضير: أنه أتي بيت المقدس يريد الصلاة فيه، فجلس إلى رجل قد اجتمع الناس عليه، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من أهل حمص، قال: كيف وجدتم إمارة النعمان بن بشير؟ فذكرت خيراً.
قال: إذا أتيته فاقره مني السلام، وقل له: إن فضالة بن عبيد يقول لك: قوله لك، وقولك له، فقلت: ما أدري ما هذا! قال: إني سأبينه لك:
لقيته بالمدينة وهو مغبر بالجهاد، فقلت: أين تريد؟ فقال: إني ابتعت نفسي من الله أن أجاهد وأهاجر إلى الشام، ولا أزال فيها حتى يدركني الموت، فقلت له: لقد أفلحت إذاً، ولكني أرى فيك غير هذا، فقال: ما رأيك في؟ فقلت: كأني بك أتيت الشام، أتيت معاوية فانتسبت إليه، فقلت: أنا النعمان بن بشير بن سعد أبي بشير بن سعد، وخالي عبد الله بن رواحة، فتقول له أقاويل وتحدثه بالخرافات، فيستعملك على مدينة، إما أن تهلكهم وإما أن يهلكوك.
كان كعب يقول: ليؤمرن على جند حمص أمير أشهل العينين طويل الأرنبة، كث اللحية، حلو اللسان، مر القلب، فليصيبنه بقارعة، فذكروا النعمان بن بشير.
لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم أراد النعمان بن بشير أن يهرب من حمص، وكان عاملاً عليها، فحالف ودعا لابن الزبير فغلبه أهل حمص واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه في حجري فأنا أحق به.
وكانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد: اذهبي فانظري إليها، فأتتها، فنظرت، ثم رجعت، فقالت: ما رأيت مثلها، وقد رأيت خالاً تحت سرتها ليوضعن رأس زوجها تحت في حجرها، فطلقها معاوية، فتزوجها حبيب بن مسلمة، ثم طلقها، فتزوجها النعمان بن بشيرن فلما قتل وضعوا رأسه في حجرها.
قالوا: ولما خرج النعمان هارباً من حمص اتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله، فقالت حميدة بنت النعمان ترثي أباها: " من مجزوء الكامل "
ليت ابن مزنة وابنه ... كانوا لقتلك واقيه
وبني أمية كلهم ... لم تبق منهم باقيه
جاء البريد بقتله ... يا للكلاب العاويه
يستفتحون برأسه ... دارت عليهم ثانيه
فلأبكين مسرة ... ولأبكين علانيه
ولأبكينك ما حييت ... مع السباع العاديه
قتل النعمان بن بشير سنة أربع وستين، وقيل: سنة خمس وستين، وقيل: سنة ست وستين.
ابن خلاس بن زيد بن مالك الأغر ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد الأنصاري صاحب سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبوه بشير ممن شهد بدراً.
وكان النعمان بن بشير منقطعاً إلى معاوية، وولاه الكوفة، وولي قضاء دمشق.
قال الشعبي: سمعت النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووالله لا أسمع أحداً بعده يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن الحلال بين وإن الحرام بين، وإن بين ذلك أموراً مشتبهات "، وربما قال: مشتبهة، " وسأضرب لكم في ذلك مثلاً: إن الله حمى حمى وإن حمى الله ما حرم، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى "، وربما قال: من يخالط الريبة يوشك أن يخسر.
وأم النعمان عمرة بنت رواحة بن ثعلبة أخت عبد الله بن رواحة.
وولد النعمان بن بشير بعد قدوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة في الهجرة بأربعة عشر شهراً، هذا قول أهل المدينة، وأهل الكوفة يروون عنه رواية كثيرة تدل على أنه أكبر سناً من ذلك، وهو أول مولود ولد بعد الهجرة من الأنصار.
توفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله ثمان سنين وسبعة أشهر.
وخلاس: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام.
وشهد بشير العقبة وبدراً وأحداً والمشاهد.
قال النعمان:
لما ولدت أتت بي أمي عمرة إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكني بتمرة فتلمظت منها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الأنصار وحبها التمر ".
وقيل: إن أمه أتت به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم سابعه وعليه شعر البطن، فأبى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبرك عليه، وقال: احلقوا عنه شعر البطن، فحلق رأسه ثم برك عليه وقال: عقوا عنه بشاة.
وعن عاصم بن عمر بن قتادة: أن عمرة جاءت تحمل ابنها النعمان في ليفه إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بتمرة فمضغها، ثم حنكه بها، فقالت: يا رسول الله، ادع له أن يكثر ماله وولده، فقال: " أو ما ترضين أن يعيش كما عاش خاله؟ عاش حميداً، وقتل شهيداً، ودخل الجنة ".
وقيل: إن بشير بن سعد جاء بالنعمان بن بشير إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، ادع لابني هذا، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أما ترضى أن يبلغ ما بلغت؟ ثم يأتي الشام فيقتله منافق من أهل الشام ".
وعن النعمان بن بشير: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث نعمان بقطفين، واحد له، والآخر لأمه عمرة، فلقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة فقال: أتاك النعمان بقطف من عنب؟ فقالت: لا، فأخذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأذنه وقال: يا قال سماك بن حرب: استعمل النعمان بن بشير على الكوفة، فكان من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم.
ولما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص، وفد عليه أعشى همدن، قال: ما أقدمك أبا المصبح؟ قال: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي، وتقضي ديني.
فأطرق النعمان، ثم رفع رأسه، ثم قال: والله ما من شيء، ثم قال: هه، كأنه ذكر شيئاً، فقام، فصعد المنبر فقال: يا أهل حمص - وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفاً - هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون فيه؟ قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكما له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين، فعجلها له من بيت المال، فعجل له أربعين ألف دينار، فقبضها، ثم أنشأ يقول: " من الطويل "
فلم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان أعني ذا الندى ابن بشير
إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النعمان لا أك شاكراً ... وما خير من لا يقتدي بشكور
ولما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه معاوية حمص، وفد عليه أعشى همدان، قال: ما أقدمك أبا المصبح؟ قال: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي، وتقضي ديني.
فأطرق النعمان، ثم رفع رأسه، ثم قال: والله ما من شيء، ثم قال: هه، كأنه ذكر شيئاً، فقام، فصعد المنبر فقال: يا أهل حمص - وهم يومئذ في الديوان عشرون ألفاً - هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون فيه؟ قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكمنا له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين، فعجلها له من بيت المال، فعجل له أربعين ألف دينار، فقبضها، ثم أنشأ يقول: " من الطويل "
فلم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان أعني ذا الندى ابن بشير
إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النعمان لا أك شاكراً ... وما خير من لا يقتدي بشكور
وعن النعمان قال وهو على المنبر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " إن للشيطان مصالي وفخوخاً، وإن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله، والفخر بعطاء الله، والكبر على عباد الله، واتباع الهوى في غير ذات الله ".
وعن النعمان قال: الهلكة كل الهلكة أن تعمل بالسيئات في أزمان البلاء.
وعن جبير بن نضير: أنه أتي بيت المقدس يريد الصلاة فيه، فجلس إلى رجل قد اجتمع الناس عليه، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من أهل حمص، قال: كيف وجدتم إمارة النعمان بن بشير؟ فذكرت خيراً.
قال: إذا أتيته فاقره مني السلام، وقل له: إن فضالة بن عبيد يقول لك: قوله لك، وقولك له، فقلت: ما أدري ما هذا! قال: إني سأبينه لك:
لقيته بالمدينة وهو مغبر بالجهاد، فقلت: أين تريد؟ فقال: إني ابتعت نفسي من الله أن أجاهد وأهاجر إلى الشام، ولا أزال فيها حتى يدركني الموت، فقلت له: لقد أفلحت إذاً، ولكني أرى فيك غير هذا، فقال: ما رأيك في؟ فقلت: كأني بك أتيت الشام، أتيت معاوية فانتسبت إليه، فقلت: أنا النعمان بن بشير بن سعد أبي بشير بن سعد، وخالي عبد الله بن رواحة، فتقول له أقاويل وتحدثه بالخرافات، فيستعملك على مدينة، إما أن تهلكهم وإما أن يهلكوك.
كان كعب يقول: ليؤمرن على جند حمص أمير أشهل العينين طويل الأرنبة، كث اللحية، حلو اللسان، مر القلب، فليصيبنه بقارعة، فذكروا النعمان بن بشير.
لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم أراد النعمان بن بشير أن يهرب من حمص، وكان عاملاً عليها، فحالف ودعا لابن الزبير فغلبه أهل حمص واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه في حجري فأنا أحق به.
وكانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد: اذهبي فانظري إليها، فأتتها، فنظرت، ثم رجعت، فقالت: ما رأيت مثلها، وقد رأيت خالاً تحت سرتها ليوضعن رأس زوجها تحت في حجرها، فطلقها معاوية، فتزوجها حبيب بن مسلمة، ثم طلقها، فتزوجها النعمان بن بشيرن فلما قتل وضعوا رأسه في حجرها.
قالوا: ولما خرج النعمان هارباً من حمص اتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله، فقالت حميدة بنت النعمان ترثي أباها: " من مجزوء الكامل "
ليت ابن مزنة وابنه ... كانوا لقتلك واقيه
وبني أمية كلهم ... لم تبق منهم باقيه
جاء البريد بقتله ... يا للكلاب العاويه
يستفتحون برأسه ... دارت عليهم ثانيه
فلأبكين مسرة ... ولأبكين علانيه
ولأبكينك ما حييت ... مع السباع العاديه
قتل النعمان بن بشير سنة أربع وستين، وقيل: سنة خمس وستين، وقيل: سنة ست وستين.
النعمان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة الأنصاري
من بنى كعب بن الحارث ابن الخزرج، وأمه عمرة بِنْت رواحة، أخت عَبْد اللَّهِ بْن رواحة. ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمان سنين. وقيل بست سنين، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى، لأن الأكثر يقولون: إنه وُلد هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عام اثنين من الهجرة فِي ربيع الآخر عَلَى رأس أربعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
وذكر الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أسامة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد
ابن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بْن ثابت، عَنِ الأسود، قَالَ: ذُكر النعمان بْن بشير عند عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فَقَالَ: هُوَ أسن مني بستة أشهر.
قَالَ أَبُو الأسود: ولد عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عَلَى رأس عشرين شهرًا من مهاجرة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولد النعمان عَلَى رأس أربعة عشر فِي ربيع الآخر، وَهُوَ أول مولود وُلِد للأنصار بعد الهجرة، يُكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، لا يصححُ بعض أَهْل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأن الشَّعْبِيّ يقول عَنْهُ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أَوْ ثلاثة. وقد حَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَدِمَ عَلَيْنَا وَنَحْنَ بِهَا مِنَ الشَّامِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلابِيِّ، وَحَمْزَةِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بن دينار، عن محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ- قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنَبٌ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ لي: خذ هذا العقود فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ قَالَ:
فَأَكَلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُبْلِغَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ لَيَالٍ قَالَ: مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟
هَلْ بَلَّغْتَ؟ قُلْتُ: لا، فَسَمَّانِي غدرا.
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي وَقَالَ لِي: يَا غَدِرُ.
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ أَيْضًا: إِنَّهُ أَعْطَانِي قِطْفَيْنِ مِنْ عِنَبٍ، فَقَالَ لِي:
كُلْ هَذَا، وَبَلِّغْ هَذَا إِلَى أُمِّكَ، فَأَكَلْتُهُمَا، ثُمَّ سَأَلَ أُمَّهُ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَا. وَكَانَ النعمان أميرًا عَلَى الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم أميرا على حمص لمعاوية، ثم ليزبد، فلما مات بزيد صار زبيريًا، فخالفه أَهْل حمص، فأخرجوه منها، واتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة مرج راهط، وَكَانَ كريمًا جوادًا شاعرًا، ويروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بْن مُعَاوِيَة فحرمه، فمر بالنعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ- وَهُوَ عَلَى حمص، فَقَالَ له: مَا عندي مَا أعطيك.
ولكن معي عشرون ألفًا من أَهْل اليمن! فَإِن شئت سألتهم لك، فَقَالَ:
قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذكر أعشى همدان، فَقَالَ: إن أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم، فَمَا ترون؟ قَالُوا: دينار دينار. فَقَالَ: لا، ولكن بين اثنين دينار، فَقَالُوا: قد رضينا. فَقَالَ: إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم. قَالُوا: نعم فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول:
لم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان الندى- ابْن بشير
إذا قَالَ أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور
فلولا أخو الأَنْصَار كنت كنازل ... ثوى مَا ثوى لم ينقلب بنقير
مَتَى أكفر النعمان لم أك شاكرًا ... ولا خير فيمن لم يكن بشكور
والنعمان بْن بشير هُوَ القائل- فيما زعم أهل الأخبار ورواة الأشعار:
وإني لأغطى المال من ليس سائلًا ... وأُدركُ للمولى المعاند بالظلم
وإني مَتَى مَا يلقني صارمًا له ... فَمَا بيننا عند الشدائد من صرم
فلا تعدد المولى شريكك فِي الغنى ... ولكنما المولى شريكك فِي العدم
إذا مت ذو القربى إليك برحمه ... وغشك واستغنى، فَلَيْس بذي رحم
ومن ذاك للمولى الَّذِي يستخفه ... أذاك ومن يرمي العدو الَّذِي ترمي
وذكر المدائني عَنْ يعقوب بْن دَاوُد الثقفي، ومسلمة بْن محارب، وغيرهما، قَالُوا: لما قتل الضحاك بْن قَيْس بمرج راهط، وذلك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين فِي أيام مروان- أراد النعمان بْن بشير أن يهرب من حمص، وَكَانَ عاملًا عليها، فخاف ودعا لابن الزُّبَيْر فطلبه أَهْل حمص فقتلوه، واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه فِي حجري، فأنا أحق به، وكانت قبله عند مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان، فَقَالَ لامرأته ميسون أم يَزِيد: اذهبي فانظرى إليها، فأتتها، فنظرت، ثُمَّ رجعت فقالت: مَا رَأَيْت مثلها. ثُمَّ قَالَتْ: لقد رأيتها ورأيت خالًا تحت سرتها، ليوضعن رأس زوجها فِي حجرها، فتزوجها حبيب بْن سلمة ثُمَّ طلقها، فتزوجها النعمان بْن بشير، فَلَمَّا قُتل وضعوا رأسه فِي حجرها.
قَالَ المسعودي: كَانَ النعمان بْن بشير واليًا عَلَى حمص قد خطب لابن الزُّبَيْر ممالئا للضحاك بن قيس، فلما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزبيرية، وقتل الضحاك-
خرج عَنْ حمص هاربًا، فسار ليلة متحيرًا لا يدري أَيْنَ يأخذ، فاتبعه خَالِد بْن عدي الكلابي فيمن خف معه من أَهْل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إِلَى مروان. وَقَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَانَ: وَفِي سنة أربع وستين قتلت خيلُ مروان النعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ، وَهُوَ هارب من حمص.
وَقَالَ علي بْن المديني: قُتل النعمان بْن بشير بحمص غيلة، قتله أَهْل حمص وَهُوَ والٍ لابن الزُّبَيْر. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عِيسَى: قُتل النعمان بقرية من قرى حمص يُقَالُ لَهَا بيران. روى عَنِ النعمان بْن بشير من التابعين حميد بْن عَبْد الرحمن ابن عوف، والشعبي، وأبو إِسْحَاق الهمداني، وسماك بْن حرب، وابنه مُحَمَّد بْن النعمان.
من بنى كعب بن الحارث ابن الخزرج، وأمه عمرة بِنْت رواحة، أخت عَبْد اللَّهِ بْن رواحة. ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمان سنين. وقيل بست سنين، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى، لأن الأكثر يقولون: إنه وُلد هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عام اثنين من الهجرة فِي ربيع الآخر عَلَى رأس أربعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة.
وذكر الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أسامة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد
ابن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بْن ثابت، عَنِ الأسود، قَالَ: ذُكر النعمان بْن بشير عند عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فَقَالَ: هُوَ أسن مني بستة أشهر.
قَالَ أَبُو الأسود: ولد عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عَلَى رأس عشرين شهرًا من مهاجرة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولد النعمان عَلَى رأس أربعة عشر فِي ربيع الآخر، وَهُوَ أول مولود وُلِد للأنصار بعد الهجرة، يُكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، لا يصححُ بعض أَهْل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأن الشَّعْبِيّ يقول عَنْهُ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أَوْ ثلاثة. وقد حَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَدِمَ عَلَيْنَا وَنَحْنَ بِهَا مِنَ الشَّامِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلابِيِّ، وَحَمْزَةِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بن دينار، عن محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ- قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنَبٌ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ لي: خذ هذا العقود فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ قَالَ:
فَأَكَلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُبْلِغَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ لَيَالٍ قَالَ: مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟
هَلْ بَلَّغْتَ؟ قُلْتُ: لا، فَسَمَّانِي غدرا.
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي وَقَالَ لِي: يَا غَدِرُ.
وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ أَيْضًا: إِنَّهُ أَعْطَانِي قِطْفَيْنِ مِنْ عِنَبٍ، فَقَالَ لِي:
كُلْ هَذَا، وَبَلِّغْ هَذَا إِلَى أُمِّكَ، فَأَكَلْتُهُمَا، ثُمَّ سَأَلَ أُمَّهُ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَا. وَكَانَ النعمان أميرًا عَلَى الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم أميرا على حمص لمعاوية، ثم ليزبد، فلما مات بزيد صار زبيريًا، فخالفه أَهْل حمص، فأخرجوه منها، واتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة مرج راهط، وَكَانَ كريمًا جوادًا شاعرًا، ويروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بْن مُعَاوِيَة فحرمه، فمر بالنعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ- وَهُوَ عَلَى حمص، فَقَالَ له: مَا عندي مَا أعطيك.
ولكن معي عشرون ألفًا من أَهْل اليمن! فَإِن شئت سألتهم لك، فَقَالَ:
قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذكر أعشى همدان، فَقَالَ: إن أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم، فَمَا ترون؟ قَالُوا: دينار دينار. فَقَالَ: لا، ولكن بين اثنين دينار، فَقَالُوا: قد رضينا. فَقَالَ: إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم. قَالُوا: نعم فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول:
لم أر للحاجات عند انكماشها ... كنعمان الندى- ابْن بشير
إذا قَالَ أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور
فلولا أخو الأَنْصَار كنت كنازل ... ثوى مَا ثوى لم ينقلب بنقير
مَتَى أكفر النعمان لم أك شاكرًا ... ولا خير فيمن لم يكن بشكور
والنعمان بْن بشير هُوَ القائل- فيما زعم أهل الأخبار ورواة الأشعار:
وإني لأغطى المال من ليس سائلًا ... وأُدركُ للمولى المعاند بالظلم
وإني مَتَى مَا يلقني صارمًا له ... فَمَا بيننا عند الشدائد من صرم
فلا تعدد المولى شريكك فِي الغنى ... ولكنما المولى شريكك فِي العدم
إذا مت ذو القربى إليك برحمه ... وغشك واستغنى، فَلَيْس بذي رحم
ومن ذاك للمولى الَّذِي يستخفه ... أذاك ومن يرمي العدو الَّذِي ترمي
وذكر المدائني عَنْ يعقوب بْن دَاوُد الثقفي، ومسلمة بْن محارب، وغيرهما، قَالُوا: لما قتل الضحاك بْن قَيْس بمرج راهط، وذلك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين فِي أيام مروان- أراد النعمان بْن بشير أن يهرب من حمص، وَكَانَ عاملًا عليها، فخاف ودعا لابن الزُّبَيْر فطلبه أَهْل حمص فقتلوه، واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه فِي حجري، فأنا أحق به، وكانت قبله عند مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان، فَقَالَ لامرأته ميسون أم يَزِيد: اذهبي فانظرى إليها، فأتتها، فنظرت، ثُمَّ رجعت فقالت: مَا رَأَيْت مثلها. ثُمَّ قَالَتْ: لقد رأيتها ورأيت خالًا تحت سرتها، ليوضعن رأس زوجها فِي حجرها، فتزوجها حبيب بْن سلمة ثُمَّ طلقها، فتزوجها النعمان بْن بشير، فَلَمَّا قُتل وضعوا رأسه فِي حجرها.
قَالَ المسعودي: كَانَ النعمان بْن بشير واليًا عَلَى حمص قد خطب لابن الزُّبَيْر ممالئا للضحاك بن قيس، فلما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزبيرية، وقتل الضحاك-
خرج عَنْ حمص هاربًا، فسار ليلة متحيرًا لا يدري أَيْنَ يأخذ، فاتبعه خَالِد بْن عدي الكلابي فيمن خف معه من أَهْل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إِلَى مروان. وَقَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَانَ: وَفِي سنة أربع وستين قتلت خيلُ مروان النعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ، وَهُوَ هارب من حمص.
وَقَالَ علي بْن المديني: قُتل النعمان بْن بشير بحمص غيلة، قتله أَهْل حمص وَهُوَ والٍ لابن الزُّبَيْر. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عِيسَى: قُتل النعمان بقرية من قرى حمص يُقَالُ لَهَا بيران. روى عَنِ النعمان بْن بشير من التابعين حميد بْن عَبْد الرحمن ابن عوف، والشعبي، وأبو إِسْحَاق الهمداني، وسماك بْن حرب، وابنه مُحَمَّد بْن النعمان.
النُّعْمَان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة بْن جلاس الْأنْصَارِيّ أَبُو عَبْد اللَّه نزل الْكُوفَة وَكَانَ يَليهَا لمعاوية ثمَّ ولي قَضَاء دمشق وَقتل بحمص قَتله خَالِد بْن خلي الكلَاعِي بعد وقْعَة المرج براهط وَكَانَ عَاملا لِابْنِ الزبير
على حمص وَكَانَت أمه عمْرَة بنت رَوَاحَة أُخْت عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة وَهُوَ أول مَوْلُود ولد من الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ
على حمص وَكَانَت أمه عمْرَة بنت رَوَاحَة أُخْت عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة وَهُوَ أول مَوْلُود ولد من الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ
النُّعْمَان بن بشير بن سعد بن ثَعْلَبَة بن خلاس أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْكُوفِي وَكَانَ واليها سَبْعَة أشهر من قبل مُعَاوِيَة سمع النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم رَوَى عَنهُ الشّعبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق وَسَالم بن أبي الْجَعْد فِي (الْإِيمَان) قَالَ الْوَاقِدِيّ عَن رجال من أهل الْمَدِينَة قَالُوا ولد النُّعْمَان بن بشير بعد قدوم النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْهِجْرَة بأَرْبعَة عشر شهرا وَأما أهل الْكُوفَة فيروون عَنهُ رِوَايَة كَثِيرَة عَن رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم تدل عَلَى انه أكبر سنا مِمَّا رَوَى أهل الْمَدِينَة فِي مولده لِأَنَّهُ يَقُول فِي غير حَدِيث (سَمِعت النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهَذَا اثْبتْ عندنَا هَكَذَا قَالَ فِي (الطَّبَقَات) وَقَالَ فِي (التَّارِيخ) ولد النُّعْمَان فِي السّنة الَّتِي هَاجر فِيهَا النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جُمَادَى الأولَى وَهُوَ أول مولده ولد من الْأَنْصَار وَقَالَ الْهَيْثَم بن عدي قَتله أهل حمص بعد (مرج راهط)
النُّعْمَان بن بشير بن سعد بن ثَعْلَبَة بن خلاس بن زيد بن مَالك بن ثَعْلَبَة بن كَعْب بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ كنيته أَبُو عبد الله وَأمه عمْرَة بنت رَوَاحَة لَهُ صُحْبَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عداد أَبِيه فِي أهل الْحجاز وَنزل النُّعْمَان الْكُوفَة ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الشَّام وَيُقَال مَاتَ بِالشَّام وَيُقَال قَتله أهل حمص بعد مرج راهط
روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي فِي الْإِيمَان وَسَالم بن أبي الْجَعْد فِي الصَّلَاة وَسماك بن حَرْب وحبِيب بن سَالم مَوْلَاهُ فِي الصَّلَاة وعبيد الله بن عبد الله وَابْنه مُحَمَّد بن النُّعْمَان وَحميد بن عبد الرحمن بن عَوْف وَعُرْوَة بن الزبير وَالشعْبِيّ وَأَبُو سَلام مَمْطُور وخيثمة
روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي فِي الْإِيمَان وَسَالم بن أبي الْجَعْد فِي الصَّلَاة وَسماك بن حَرْب وحبِيب بن سَالم مَوْلَاهُ فِي الصَّلَاة وعبيد الله بن عبد الله وَابْنه مُحَمَّد بن النُّعْمَان وَحميد بن عبد الرحمن بن عَوْف وَعُرْوَة بن الزبير وَالشعْبِيّ وَأَبُو سَلام مَمْطُور وخيثمة
النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ حَارِثَةَ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُسَوِّي صُفُوفَنَا فِي الصَّلَاةِ كَمَا تُسَوَّا الرَّمَّاحُ وَالْقِدَاحُ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، نا الْعَيْزَارُ قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَسَمِعَ صَوْتَهَا، وَهِيَ تَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا فَقَالَ: «أَلَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَلَالٌ بَيِّنٌ وَحَرَامٌ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ»
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُسَوِّي صُفُوفَنَا فِي الصَّلَاةِ كَمَا تُسَوَّا الرَّمَّاحُ وَالْقِدَاحُ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، نا الْعَيْزَارُ قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَائِشَةَ فَسَمِعَ صَوْتَهَا، وَهِيَ تَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا فَقَالَ: «أَلَا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَلَالٌ بَيِّنٌ وَحَرَامٌ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ»
النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ ابْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خِلَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ الْأَنْصَارِيُّ، كَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ لِلْأَنْصَارِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، أُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ، لَهُ وَلِأَبَوَيْهِ صُحْبَةٌ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ وَسَبْعَةُ أَشْهُرٍ، كَانَ أَمِيرَ الْكُوفَةِ فِي عَهْدِ مُعَاوِيَةَ، قُتِلَ بِحِمْصَ سَنَةَ سِتِّينَ، رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ، وَبَشِيرٌ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَخَيْثَمَةُ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ، وَيَسِيعٌ الْحَضْرَمِيُّ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ يَرْتَعُ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالَّذِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى , فَيُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً , إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَرَوَاهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَمُجَالِدٌ، وَأَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَمُغِيرَةُ، وَمُطَرِّفٌ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْعُكْلِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، وَعِيسَى الْحَنَّاطُ، وَالسَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمَلِيحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخَطْمِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّبَّاغُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ حَسَّانَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَأَبُو حُسَيْنٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَزَكَرِيَّا بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو فَزَارَةَ رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ كُوفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو حَرِيزٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُسَيْنٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَوَاهُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَبَشِيرُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا شَيْبَانُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ يَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ , وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ» رَوَاهُ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ مِنْ دُونِ الشَّعْبِيِّ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَزَائِدَةُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ: " انْطَلَقَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُشْهِدَهُ عَلَى عَطِيَّةٍ أَعْطَانِيهَا , قَالَ: «لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «سَوِّ بَيْنَهُمْ» ، ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ " وَأَشَارَ خَلَّادٌ بِكَفِّهِ وَرَوَاهُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ
- حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: " أَنَّ أَبَاهُ، تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِصَدَقَةٍ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى ابْنِي بِصَدَقَةٍ، وَإِنَّ أُمَّهُ طَلَبَتْ أَنْ أُشْهِدَكَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟» قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: «كُلُّهُمْ أَعْطَيْتَهُ؟» قَالَ: لَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْدِلْ بَيْنَهُمْ» رَوَاهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، مُجَالِدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَمُغِيرَةُ، وَسَيَّارٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، وَحُصَيْنٌ، وَالشَّيْبَانِيُّ، وَمُطَرِّفٌ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو حَرِيزٍ، وَعَزْرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الشُّطُونِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " سَمِعَ أُذُنِيَ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «فِي الْإِنْسَانِ مُضْغَةٌ , إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ، وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ لَهَا سَائِرُ جَسَدِهِ» رَوَاهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، وَمُجَالِدٌ، وَمُغِيرَةُ، وَالْأَعْمَشُ، وَالْأَشْعَثُ، وَمُطَرِّفٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، وَالسَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: ثنا مُجَالِدٌ، ثنا عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» ، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ»
- والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك.
- النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن عمرو بن عامر. وليها لمعاوية.
والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج
- والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. أمه عمرة بنت رواحة بن ثعلبة أخت عبد الله بن رواحة, يكنى أبا عبد الله, قتل بالشام في أول سنة أربع وستين.
- والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. أمه عمرة بنت رواحة بن ثعلبة أخت عبد الله بن رواحة, يكنى أبا عبد الله, قتل بالشام في أول سنة أربع وستين.
النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ
الأَمِيْرُ، العَالِمُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَابْنُ صَاحِبِهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ - وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ - الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ.
(مُسْنَدُهُ) : مائَةٌ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.
اتَّفَقَا لَهُ عَلَى خَمْسَةٍ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِأَرْبَعَةٍ.
شَهِدَ أَبُوْهُ بَدْراً.
وَوُلِدَ النُّعْمَانُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ؛ وَسَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعُدَّ مِنَ الصَّحَابَةِ الصِّبْيَانِ بِاتِّفَاقٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُه؛ مُحَمَّدٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو سَلاَّمٍ مَمْطُوْرٌ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَأَبُو قِلاَبَةَ،
وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَمَوْلاَهُ؛ حَبِيْبُ بنُ سَالِمٍ، وَعِدَّةٌ.وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ؛ فَوَلاَّهُ الكُوْفَةَ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ بَعْدَ فَضَالَةَ، ثُمَّ وَلِيَ إِمْرَةَ حِمْصَ.
قَالَ البُخَارِيُّ: وُلِدَ عَامَ الهِجْرَةِ.
قِيْلَ: وَفَدَ أَعْشَى هَمْدَانَ عَلَى النُّعْمَانِ وَهُوَ أَمِيْرُ حِمْصَ، فَصَعِدَ المِنْبَر، فَقَالَ:
يَا أَهْلَ حِمْصَ - وَهُم فِي الدِّيْوَانِ: عِشْرُوْنَ أَلْفاً -! هَذَا ابْنُ عَمِّكُم مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ وَالشَّرَفِ جَاءَ يَسْتَرفِدُكُم، فَمَا تَرَوْنَ؟
قَالُوا: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، احْتَكِمْ لَهُ.
فَأَبَى عَلَيْهِم.
قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ حَكَمْنَا لَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا بِدِيْنَارَيْنِ دِيْنَارَيْنِ.
قَالَ: فَعَجَّلَهَا مِنْ بَيْتِ المَالِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.
قَالَ سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ -وَاللهِ - مِنْ أَخْطَبِ مَنْ سَمِعْتُ.
قِيْلَ: إِنَّ النُّعْمَانَ لَمَّا دَعَا أَهْلَ حِمْصَ إِلَى بَيْعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ذَبَحُوهُ.
وَقِيْلَ: قُتِلَ بِقَرْيَةِ بِيْرِيْنَ، قَتَلَهُ خَالِدُ بنُ خَلِيٍّ بَعْدَ وَقْعَةِ مَرْجِ رَاهِطٍ، فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
الأَمِيْرُ، العَالِمُ، صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَابْنُ صَاحِبِهِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ - وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ - الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ.
(مُسْنَدُهُ) : مائَةٌ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.
اتَّفَقَا لَهُ عَلَى خَمْسَةٍ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِأَرْبَعَةٍ.
شَهِدَ أَبُوْهُ بَدْراً.
وَوُلِدَ النُّعْمَانُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ؛ وَسَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعُدَّ مِنَ الصَّحَابَةِ الصِّبْيَانِ بِاتِّفَاقٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُه؛ مُحَمَّدٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَحُمَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو سَلاَّمٍ مَمْطُوْرٌ، وَسِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الجَعْدِ، وَأَبُو قِلاَبَةَ،
وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، وَمَوْلاَهُ؛ حَبِيْبُ بنُ سَالِمٍ، وَعِدَّةٌ.وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ؛ فَوَلاَّهُ الكُوْفَةَ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ بَعْدَ فَضَالَةَ، ثُمَّ وَلِيَ إِمْرَةَ حِمْصَ.
قَالَ البُخَارِيُّ: وُلِدَ عَامَ الهِجْرَةِ.
قِيْلَ: وَفَدَ أَعْشَى هَمْدَانَ عَلَى النُّعْمَانِ وَهُوَ أَمِيْرُ حِمْصَ، فَصَعِدَ المِنْبَر، فَقَالَ:
يَا أَهْلَ حِمْصَ - وَهُم فِي الدِّيْوَانِ: عِشْرُوْنَ أَلْفاً -! هَذَا ابْنُ عَمِّكُم مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ وَالشَّرَفِ جَاءَ يَسْتَرفِدُكُم، فَمَا تَرَوْنَ؟
قَالُوا: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، احْتَكِمْ لَهُ.
فَأَبَى عَلَيْهِم.
قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ حَكَمْنَا لَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا بِدِيْنَارَيْنِ دِيْنَارَيْنِ.
قَالَ: فَعَجَّلَهَا مِنْ بَيْتِ المَالِ أَرْبَعِيْنَ أَلْفَ دِيْنَارٍ.
قَالَ سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ: كَانَ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ -وَاللهِ - مِنْ أَخْطَبِ مَنْ سَمِعْتُ.
قِيْلَ: إِنَّ النُّعْمَانَ لَمَّا دَعَا أَهْلَ حِمْصَ إِلَى بَيْعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ذَبَحُوهُ.
وَقِيْلَ: قُتِلَ بِقَرْيَةِ بِيْرِيْنَ، قَتَلَهُ خَالِدُ بنُ خَلِيٍّ بَعْدَ وَقْعَةِ مَرْجِ رَاهِطٍ، فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّيْنَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
النُّعْمَان بن بشير بن سعد بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْكُوفِي واليها سَبْعَة أشهر من قبل مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان أخرج البُخَارِيّ فِي الْإِيمَان وَغير مَوضِع عَن الشّعبِيّ وَأبي إِسْحَاق وَسَالم بن أبي الْجَعْد عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عبد الله بن أبي بكر هُوَ أول مَوْلُود ولد من الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ بعد قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بن الْجُنَيْد سَأَلَ رجل بن معِين وَأَنا أسمع سمع النُّعْمَان بن بشير من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسلم قَالَ أهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ لَا كَانَ صَغِيرا وَنحن نروي كَمَا علمْتُم سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ ثَنَا عبد الله حَدثنِي مُعَاوِيَة عَن ربيعَة بن يزِيد الدِّمَشْقِي عَن عبد الله بن عَامر عَن النُّعْمَان بن بشير الْأنْصَارِيّ كتب معي مُعَاوِيَة إِلَى عَائِشَة بعد قتل عُثْمَان فَقَالَت يَا بن عمْرَة أَيْن صرت برأسك سنواتك هَذِه قلت أتيت الشَّام أَرض الْجَهْل قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد قتل بقرية بيرين من قرى حمص بعد وقْعَة راهط
النُّعْمَان بن بشير بن سعد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي ولد فِي السّنة الثَّانِيَة من الْهِجْرَة وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن خَال عبد الله بن رَوَاحَة وَعمر وَعَائِشَة وَعنهُ ابْنه مُحَمَّد ومولاه حبيب بن سَالم وَالشعْبِيّ وَآخَرُونَ ولي الْكُوفَة فِي عهد مُعَاوِيَة ثمَّ ولي حمص لِابْنِ الزبير فَلَمَّا تمردت أَهلهَا خرج هَارِبا فَاتبعهُ خَالِد بَان خلي فَقتله وَذَلِكَ سنة أَربع وَسِتِّينَ
النعمان بن بشير
ب د ع: النعمان بن بشير بن ثعلبة بن سعد بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي، وأمه عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة تجتمع هي وزوجها فِي مالك الأغر.
ولد قبل وفاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثماني سنين وسبعة أشهر، وقيل: بست سنين، والأول أصح.
وقال ابن الزبير: النعمان أكبر مني بستة أشهر.
وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة فِي قول، لَهُ ولأبويه صحبة، يكنى أبا عبد الله.
روى عَنْهُ ابناه: مُحَمَّد، وبشير، والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن، وخيثمة، وسماك بن حرب، وسالم بن أبي الجعد، وَأَبُو إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم.
(1622) أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي عَليّ الزرزاري، أخبرنا أبو القاسم إِسْمَاعِيل بن أبي الْحَسَن عَليّ بن الْحُسَيْن الحمامي، أخبرنا أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد الركاب السجزي، أخبرنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيِم المزكي، أخبرنا أبو مُحَمَّد يَحْيَى بن منصور القاضي، حدثنا يَحْيَى بن يَحْيَى، قَالَ: قرأت عَلَى مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، وعن مُحَمَّد بن النعمان بن بشير، يحدثانه، عن النعمان بن بشير، أَنَّهُ قَالَ: إن أباه أتى بِهِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إِنِّي نحلت ابني هَذَا غلاما، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أكل ولدك نحلت مثل هَذَا؟ " قَالَ: لا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فأرجعه "
(1623) وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيِم بن مُحَمَّد، وغير واحد بإسنادهم، إلى مُحَمَّد بن عيسى، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَة بن سعيد، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قَالَ: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " الحلال بين، والحرام بين، وبين ذَلِكَ أمور مشتبهات، لا يدري كَثِير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام؟ فمن تركها استبراء لدينه وعرضه فقد سلم، ومن واقع شيئا منها يوشك أن يواقع الحرام، كما أَنَّهُ من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه ".
قَالَ أَبُو عمر: لا يصحح بعض أهل الحديث سماعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عندي صحيح، لأن الشعبي يقول عَنْهُ: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعمله معاوية عَلَى حمص، ثُمَّ عَليّ الكوفة، واستعمله عليها بعده ابنه يزيد بن معاوية، وَكَانَ هواه مع معاوية وميله إليه وإلى ابنه يزيد، فلما مات معاوية بن يزيد دعا الناس إلى بيعة عبد الله بن الزبير بالشام، فخالفه أهل حمص، فخرج منها، فاتبعوه وقتلوه، وَذَلِكَ بعد وقعت مرج راهط، سنة أربع وستين فِي ذي الحجة.
وَكَانَ كريما جوادا شاعرا شجاعا.
(1624) أخبرنا أبو مُحَمَّد بن أبي القاسم الدمشقي كتابة، أخبرنا أبي، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عَليّ بن أحمد بن الْحَسَن وَأَبُو غالب وَأَبُو عبد الله، قالوا: حدثنا مُحَمَّد بن أحمد بن عَليّ بن الأبنوسي، أخبرنا أبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ.
ح قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أبي، أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد أحمد بن مُحَمَّد البغدادي، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن أحمد بن عَليّ بن شكرويه وَأَبُو بكر بن أحمد بن عَليّ السمسار، قالا: أخبرنا إِبْرَاهِيِم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خوشند، قالا: حدثنا القاضي الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا عبد الله بن الْحُسَيْن، وقال إِبْرَاهِيِم بن الْحَسَن بن الربيع: حدثنا الهيثم بن عدي، قَالَ: " لِمَا عزل معاوية النعمان بن بشير عن الكوفة، وولاه حمص، وفد عَلَيْهِ أعشى همدان، قَالَ: ما أقدمك أبا المصبح؟ قَالَ: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي وتقضي ديني، قَالَ: فأطرق النعمان ثُمَّ رفع رأسه، ثُمَّ قَالَ: والله ما شيء، ثُمَّ قَالَ: هه، كأنه ذكر شيئا، فقام فصعد المنبر، فقال: يا أهل حمص، وهم يومئذ فِي الديوان عشرون ألفا، فقال: هَذَا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون فِيهِ؟ قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم لَهُ، فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكمنا لَهُ عَلَى أنفسنا من كل رجل فِي العطاء بدينارين دينارين، فجعلها لَهُ من بيت المال، فجعل لَهُ أربعين ألف دينار، فقبضها، ثُمَّ أنشأ يقول:
فلم أر للحاجات عند انكماشها كنعمان، أعني ذا الندي بن بشير
إذا قَالَ أوفى بالمقال، ولم يكن كمدل إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النعمان لَمْ أك شاكرا ما خير من لا يقتدي بشكور
أخرجه الثلاثة
ب د ع: النعمان بن بشير بن ثعلبة بن سعد بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي، وأمه عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة تجتمع هي وزوجها فِي مالك الأغر.
ولد قبل وفاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثماني سنين وسبعة أشهر، وقيل: بست سنين، والأول أصح.
وقال ابن الزبير: النعمان أكبر مني بستة أشهر.
وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة فِي قول، لَهُ ولأبويه صحبة، يكنى أبا عبد الله.
روى عَنْهُ ابناه: مُحَمَّد، وبشير، والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن، وخيثمة، وسماك بن حرب، وسالم بن أبي الجعد، وَأَبُو إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم.
(1622) أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي عَليّ الزرزاري، أخبرنا أبو القاسم إِسْمَاعِيل بن أبي الْحَسَن عَليّ بن الْحُسَيْن الحمامي، أخبرنا أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد الركاب السجزي، أخبرنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيِم المزكي، أخبرنا أبو مُحَمَّد يَحْيَى بن منصور القاضي، حدثنا يَحْيَى بن يَحْيَى، قَالَ: قرأت عَلَى مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، وعن مُحَمَّد بن النعمان بن بشير، يحدثانه، عن النعمان بن بشير، أَنَّهُ قَالَ: إن أباه أتى بِهِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إِنِّي نحلت ابني هَذَا غلاما، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أكل ولدك نحلت مثل هَذَا؟ " قَالَ: لا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فأرجعه "
(1623) وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيِم بن مُحَمَّد، وغير واحد بإسنادهم، إلى مُحَمَّد بن عيسى، قَالَ: حدثنا قُتَيْبَة بن سعيد، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قَالَ: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " الحلال بين، والحرام بين، وبين ذَلِكَ أمور مشتبهات، لا يدري كَثِير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام؟ فمن تركها استبراء لدينه وعرضه فقد سلم، ومن واقع شيئا منها يوشك أن يواقع الحرام، كما أَنَّهُ من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه ".
قَالَ أَبُو عمر: لا يصحح بعض أهل الحديث سماعه من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عندي صحيح، لأن الشعبي يقول عَنْهُ: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستعمله معاوية عَلَى حمص، ثُمَّ عَليّ الكوفة، واستعمله عليها بعده ابنه يزيد بن معاوية، وَكَانَ هواه مع معاوية وميله إليه وإلى ابنه يزيد، فلما مات معاوية بن يزيد دعا الناس إلى بيعة عبد الله بن الزبير بالشام، فخالفه أهل حمص، فخرج منها، فاتبعوه وقتلوه، وَذَلِكَ بعد وقعت مرج راهط، سنة أربع وستين فِي ذي الحجة.
وَكَانَ كريما جوادا شاعرا شجاعا.
(1624) أخبرنا أبو مُحَمَّد بن أبي القاسم الدمشقي كتابة، أخبرنا أبي، أَخْبَرَنَا الْحَسَن بن عَليّ بن أحمد بن الْحَسَن وَأَبُو غالب وَأَبُو عبد الله، قالوا: حدثنا مُحَمَّد بن أحمد بن عَليّ بن الأبنوسي، أخبرنا أبو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ.
ح قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أبي، أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد أحمد بن مُحَمَّد البغدادي، أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بن أحمد بن عَليّ بن شكرويه وَأَبُو بكر بن أحمد بن عَليّ السمسار، قالا: أخبرنا إِبْرَاهِيِم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خوشند، قالا: حدثنا القاضي الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا عبد الله بن الْحُسَيْن، وقال إِبْرَاهِيِم بن الْحَسَن بن الربيع: حدثنا الهيثم بن عدي، قَالَ: " لِمَا عزل معاوية النعمان بن بشير عن الكوفة، وولاه حمص، وفد عَلَيْهِ أعشى همدان، قَالَ: ما أقدمك أبا المصبح؟ قَالَ: جئت لتصلني، وتحفظ قرابتي وتقضي ديني، قَالَ: فأطرق النعمان ثُمَّ رفع رأسه، ثُمَّ قَالَ: والله ما شيء، ثُمَّ قَالَ: هه، كأنه ذكر شيئا، فقام فصعد المنبر، فقال: يا أهل حمص، وهم يومئذ فِي الديوان عشرون ألفا، فقال: هَذَا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قدم عليكم يسترفدكم، فما ترون فِيهِ؟ قالوا: أصلح الله الأمير، احتكم لَهُ، فأبى عليهم، قالوا: فإنا قد حكمنا لَهُ عَلَى أنفسنا من كل رجل فِي العطاء بدينارين دينارين، فجعلها لَهُ من بيت المال، فجعل لَهُ أربعين ألف دينار، فقبضها، ثُمَّ أنشأ يقول:
فلم أر للحاجات عند انكماشها كنعمان، أعني ذا الندي بن بشير
إذا قَالَ أوفى بالمقال، ولم يكن كمدل إلى الأقوام حبل غرور
متى أكفر النعمان لَمْ أك شاكرا ما خير من لا يقتدي بشكور
أخرجه الثلاثة
النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ
- النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ من بني الحارث بن الخزرج. وأمه عمرة بِنْت رواحة أخت عَبْد الله بْن رواحة من بني الحارث بن الخزرج. ويكنى النعمان أبا عبد الله وكان أول مولود من الأنصار ولد بالمدينة بعد هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولد في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا في رواية أهل المدينة وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة في مولده. وكان ولى الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وأقام بها. وكان عثمانيا ثم عزله معاوية بن أبي سفيان فصار إلى الشأم. فلما مات يزيد بن معاوية دعا النعمان لابن الزبير. وكان عاملا على حمص. فلما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم هرب النعمان بن بشير من حمص فطلبه أهل حمص فأدركوه فقتلوه واحتزوا رأسه ووضعوه في حجر امرأته الكلبية. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بشير على الكوفة. وكان والله من أَخْطَبَ مَنْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا يَتَكَلَّمُ.
- النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ من بني الحارث بن الخزرج. وأمه عمرة بِنْت رواحة أخت عَبْد الله بْن رواحة من بني الحارث بن الخزرج. ويكنى النعمان أبا عبد الله وكان أول مولود من الأنصار ولد بالمدينة بعد هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولد في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا في رواية أهل المدينة وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة في مولده. وكان ولى الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وأقام بها. وكان عثمانيا ثم عزله معاوية بن أبي سفيان فصار إلى الشأم. فلما مات يزيد بن معاوية دعا النعمان لابن الزبير. وكان عاملا على حمص. فلما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم هرب النعمان بن بشير من حمص فطلبه أهل حمص فأدركوه فقتلوه واحتزوا رأسه ووضعوه في حجر امرأته الكلبية. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بشير على الكوفة. وكان والله من أَخْطَبَ مَنْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا يَتَكَلَّمُ.