الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم
أبو نصر الكشي الصوفي قدم دمشق.
حدث عن محمد بن يزيد بن سنان بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قل ما يوجد في آخر أمتي درهم من حلال، أو أخ يوثق به.
وحدث عن محمد بن خلف العسقلاني قال: سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول: لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يولد لهم صبية فنبتت لهم رباعية.
وحدث عن نصر بن الصباح بسنده إلى أبي جعفر قال: أكل علي بن أبي طالب يوماً تمر دقل، ثم شرب عليه ماء، ثم ضرب بيده بطنه وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثم تمثل: من الطويل
إنك مهما تعطل نفسك سؤلها ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
قال الفتح بن شخرف: كنت في جامع دمشق والقاسم الجوعي، وأبو تراب النخشبي وأحمد ابن أبي الحواري جلوساً، فحدث أبو تراب، أنه رأى شابا في البادية فقال له: من أين زاد؟ قال: فأخرج مصحفاً فإذا فيه مكتوب " كهيعص " فقلت له: ما هذا؟ فقال: كاف من كافٍ وهاء من هادٍ فيحتاج مع هذا إلى زاد.
وكان الفتح بن شخرف أحد العباد السياحين.
حدث الفتح بن شخرف قال: حدثني أبو بكر بن زنجويه بسنده إلى سفيان الثوري أنه قال لوهيب بن الورد وهو ينظر إلى الكعبة: ورب هذه البنية إني لأحب الموت، فقال له وهيب: ولم يا أبا عبد اللله؟ قال: فقال سفيان: يا أبا أمية! تستقبلك أمورٌ عظام، تستقبلك أمورٌ عظام.
قال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف.
قال فتح بن شخرف: رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي: يا فتح، احذر لا آخذك على غرة. قال: فتهت في الجبال سبع سنين.
قال فتح بن شخرف: كنت بأنطاكية، وبها جبل يقال له المطل، فنويت أن أصعد عليه، ولا أزال حتى أختم القرآن - أو أتعلم القرآن - فحملتني عيني فنمت، فبينا أنا نائم إذا أنا بشخصين، فقلت للذي يقرب مني من أنت يا هذا؟ فقال لي: من ولد آم، قلت: كلنا من ولد آدم، قلت: فمن الذي وراءك؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: قلت له: أنت قريب منه ولا تسأله! قال: أخشى أن يقول الناس أني رافضي، قال: قلت دعني أقرب منه، فيقولوا أني رافضي. فتنحى من مكانه وقعدت فيه فقلت: يا أمير المؤمنين، كلمة خير شيء؟ فقال لي: نعم صدقة المؤمن بلا تكلفٍ ولا ملل. قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: تواضع الغني للفقير رجاء ثواب الله. قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: وأحسن من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة بالله. قلت: زدني يا أمير المؤمنين، فبسط كفه، فإذا فيها مكتوب: من مخلع البسيط.
وكنت ميتاً فصرت حيا ... وعن قليلٍ تعود ميتا
أعيا بدار الفناء بيتٌ ... فابن بدار البقاء بيتا
ثم انتهت.
قال فتح بن شخرف: من إعجابي بكل شيء جيد: عندي قلمٌ كتبت به أربعين سنة، كنت أكتب به بالنهار وأكتب به بالليل، وكانت دارنا واسعة، فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع، وأقعد على سلم في دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة، حتى ينتهي السلم، فإذا تشعث رأس القلم قططته، وهو عندي. فأخرج إلي أنبوبة صفراء، وأخرج القلم منها فأرانيه.
قال أبو محمد الجريري: غسلنا الفتح بن شخرف، فرأينا على فخذه مكتوباً: لا إله إلا الله، فتوهمناه مكتوباً، فإذا عرقٌ داخل الجلد.
وفي رواية: غسلت الفتح بن شخرف فقلبته عن يمينه، فإذا على فخذه الأيمن مكتوبٌ خلقة: لله. كتابة بينة.
وكان فتح بن شخرف رجلاً زاهداً لم يأكل الخبز ثلاثين سنة.
توفي الفتح بن شخرف سنة ثلاث وسبعين ومئتين ببغداد، وصلي عليه ثلاث وثلاثون مرة، أقل قوم كانوا يصلون عليه كانوا يعدون خمسة وعشرين ألفاً، إلى ثلاثين ألفاً.
أبو نصر الكشي الصوفي قدم دمشق.
حدث عن محمد بن يزيد بن سنان بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قل ما يوجد في آخر أمتي درهم من حلال، أو أخ يوثق به.
وحدث عن محمد بن خلف العسقلاني قال: سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول: لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يولد لهم صبية فنبتت لهم رباعية.
وحدث عن نصر بن الصباح بسنده إلى أبي جعفر قال: أكل علي بن أبي طالب يوماً تمر دقل، ثم شرب عليه ماء، ثم ضرب بيده بطنه وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله. ثم تمثل: من الطويل
إنك مهما تعطل نفسك سؤلها ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
قال الفتح بن شخرف: كنت في جامع دمشق والقاسم الجوعي، وأبو تراب النخشبي وأحمد ابن أبي الحواري جلوساً، فحدث أبو تراب، أنه رأى شابا في البادية فقال له: من أين زاد؟ قال: فأخرج مصحفاً فإذا فيه مكتوب " كهيعص " فقلت له: ما هذا؟ فقال: كاف من كافٍ وهاء من هادٍ فيحتاج مع هذا إلى زاد.
وكان الفتح بن شخرف أحد العباد السياحين.
حدث الفتح بن شخرف قال: حدثني أبو بكر بن زنجويه بسنده إلى سفيان الثوري أنه قال لوهيب بن الورد وهو ينظر إلى الكعبة: ورب هذه البنية إني لأحب الموت، فقال له وهيب: ولم يا أبا عبد اللله؟ قال: فقال سفيان: يا أبا أمية! تستقبلك أمورٌ عظام، تستقبلك أمورٌ عظام.
قال أحمد بن حنبل: ما أخرجت خراسان مثل فتح بن شخرف.
قال فتح بن شخرف: رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي: يا فتح، احذر لا آخذك على غرة. قال: فتهت في الجبال سبع سنين.
قال فتح بن شخرف: كنت بأنطاكية، وبها جبل يقال له المطل، فنويت أن أصعد عليه، ولا أزال حتى أختم القرآن - أو أتعلم القرآن - فحملتني عيني فنمت، فبينا أنا نائم إذا أنا بشخصين، فقلت للذي يقرب مني من أنت يا هذا؟ فقال لي: من ولد آم، قلت: كلنا من ولد آدم، قلت: فمن الذي وراءك؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: قلت له: أنت قريب منه ولا تسأله! قال: أخشى أن يقول الناس أني رافضي، قال: قلت دعني أقرب منه، فيقولوا أني رافضي. فتنحى من مكانه وقعدت فيه فقلت: يا أمير المؤمنين، كلمة خير شيء؟ فقال لي: نعم صدقة المؤمن بلا تكلفٍ ولا ملل. قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: تواضع الغني للفقير رجاء ثواب الله. قلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: وأحسن من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة بالله. قلت: زدني يا أمير المؤمنين، فبسط كفه، فإذا فيها مكتوب: من مخلع البسيط.
وكنت ميتاً فصرت حيا ... وعن قليلٍ تعود ميتا
أعيا بدار الفناء بيتٌ ... فابن بدار البقاء بيتا
ثم انتهت.
قال فتح بن شخرف: من إعجابي بكل شيء جيد: عندي قلمٌ كتبت به أربعين سنة، كنت أكتب به بالنهار وأكتب به بالليل، وكانت دارنا واسعة، فكنت أكتب في القمر حتى يرتفع، وأقعد على سلم في دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة، حتى ينتهي السلم، فإذا تشعث رأس القلم قططته، وهو عندي. فأخرج إلي أنبوبة صفراء، وأخرج القلم منها فأرانيه.
قال أبو محمد الجريري: غسلنا الفتح بن شخرف، فرأينا على فخذه مكتوباً: لا إله إلا الله، فتوهمناه مكتوباً، فإذا عرقٌ داخل الجلد.
وفي رواية: غسلت الفتح بن شخرف فقلبته عن يمينه، فإذا على فخذه الأيمن مكتوبٌ خلقة: لله. كتابة بينة.
وكان فتح بن شخرف رجلاً زاهداً لم يأكل الخبز ثلاثين سنة.
توفي الفتح بن شخرف سنة ثلاث وسبعين ومئتين ببغداد، وصلي عليه ثلاث وثلاثون مرة، أقل قوم كانوا يصلون عليه كانوا يعدون خمسة وعشرين ألفاً، إلى ثلاثين ألفاً.