الحسين بن علي بن عبد الصمد الديلمي، أبو العباس المنشئ، المعروف بالطغرائي :
من أهل أصبهان. كان يتولى الطغرا للسلطان محمد بن ملك شاه، وهي علامة تكتب على التوقيعات. وكان من أفراد الدهر وأعيان العصر، غزير الفضل، كامل العقل، وشعره ألطف من النسيم، وأرق من حواشي النعيم. قدم بغداد وأقام بها مدة، وروى بها.
ومن شعره:
تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة ... فلم أك من ذاك التمني بمرزوق
سوى ساعة التوديع دامت فكم منى ... أنالت وما قامت بها أملا سوقي
فيا ليت أن الدهر كل زمانه ... وداع ولكن لا يكون بتفريق
ومن شعره:
ذكرتكم عند الزلال على الظما ... فلم أنتفع من ورده ببلال
وحدثت نفسي بالأماني فيكم ... وليس حديث النفس غير ضلال
أواعدها قرب اللقاء ودونه ... مواعيد دهر مولع بمطال
يقر بعيني الركب من نحو أرضكم ... يرجون عيشا قيدت بكلال
أطارحهم جد الحديث وهزله ... لأحبسهم عن سيرهم بمقالي
أسايل عمن لا أريد وإنما ... أريدكم من بينهم بسؤالي
ويعثر ما بين الكلام ورجعه ... لساني لكم حتى ينم بحالي
وأطوي على ما تعلمون جوانحي ... وأظهر للعذّال أني سالي
بلى والذي عافاكم وابتلى بكم ... فؤادي ما اختار السلو ببالي
وقد كنت دهرا لا أبالي من النوى ... فعلمني الأيام كيف أبالي
كانت الوقعة بين السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه وأخيه مسعود بباب همذان في ربيع الأول من سنة أربع عشرة وخمسمائة، فانهزم مسعود وعسكره، وأخذ من جملتهم الوزير الطغرائي مأسورا إلى حضرة السلطان محمود، فأمر بقتله، فقتل وقد جاوز الستين من عمره. وهو صاحب القصيدة الغراء التي أولها:
أصالة الرأي صابتني عن الخطل ... وحلية العلم زانتني عن الحلل
من أهل أصبهان. كان يتولى الطغرا للسلطان محمد بن ملك شاه، وهي علامة تكتب على التوقيعات. وكان من أفراد الدهر وأعيان العصر، غزير الفضل، كامل العقل، وشعره ألطف من النسيم، وأرق من حواشي النعيم. قدم بغداد وأقام بها مدة، وروى بها.
ومن شعره:
تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة ... فلم أك من ذاك التمني بمرزوق
سوى ساعة التوديع دامت فكم منى ... أنالت وما قامت بها أملا سوقي
فيا ليت أن الدهر كل زمانه ... وداع ولكن لا يكون بتفريق
ومن شعره:
ذكرتكم عند الزلال على الظما ... فلم أنتفع من ورده ببلال
وحدثت نفسي بالأماني فيكم ... وليس حديث النفس غير ضلال
أواعدها قرب اللقاء ودونه ... مواعيد دهر مولع بمطال
يقر بعيني الركب من نحو أرضكم ... يرجون عيشا قيدت بكلال
أطارحهم جد الحديث وهزله ... لأحبسهم عن سيرهم بمقالي
أسايل عمن لا أريد وإنما ... أريدكم من بينهم بسؤالي
ويعثر ما بين الكلام ورجعه ... لساني لكم حتى ينم بحالي
وأطوي على ما تعلمون جوانحي ... وأظهر للعذّال أني سالي
بلى والذي عافاكم وابتلى بكم ... فؤادي ما اختار السلو ببالي
وقد كنت دهرا لا أبالي من النوى ... فعلمني الأيام كيف أبالي
كانت الوقعة بين السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه وأخيه مسعود بباب همذان في ربيع الأول من سنة أربع عشرة وخمسمائة، فانهزم مسعود وعسكره، وأخذ من جملتهم الوزير الطغرائي مأسورا إلى حضرة السلطان محمود، فأمر بقتله، فقتل وقد جاوز الستين من عمره. وهو صاحب القصيدة الغراء التي أولها:
أصالة الرأي صابتني عن الخطل ... وحلية العلم زانتني عن الحلل