الْحُسَيْن بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بن حبيب، أَبُو عبد الله البزّار، يعرف بابن القادسي:
سَمِعْتُهُ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مالك- إملاء- حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ- أَبُو سَلَمَةَ الْغِفَارِيُّ- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ زيد بن أسلم، عن أبيه عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ الْبُضْعَ وَاحِدٌ، وَمَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا »
. وكان قد مكث يملي فِي جامع المنصور مدة عَنِ ابن مالك، ومحمد بن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق وأبي بكر بن شاذان، وأبي الفضل الزّهريّ، وأبي الفضل الشيباني. فحضرته يوم جمعة بعد الإملاء وطالبته بأن يريني أصوله، فدفع إلي عَنِ ابن شاذان وغيره أصولا كَانَ سماعه فيها صحيحا، ولم يدفع إلي عَنِ ابن مالك شيئا، فقلت له: أرني أصلك
عَنِ ابن مالك؟ فَقَالَ: أنا لا يشك في سماعي من ابن مالك، أسمعني منه خالي هبة اللَّه بن سلامة المفسر المسند كله. فقلت لَهُ: لا تروين هاهنا شيئا إِلا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث، فانقطع عَنْ حضور الجامع بعد هذا القول ومضى إِلَى مسجد براثا فأملى فيه، وكانت الرافضة تجتمع هناك، وَقَالَ لهم: قد منعني النواصب أن أروي فِي جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس فِي مسجد الشرقية واجتمعت إليه الرافضة ولهم إذ ذاك قوة، وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الأحاديث الموضوعة فِي الطعن عَلَى السلف.
وَقَالَ لِي يَحْيَى بن الْحُسَيْن العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة عَنِ ابن مالك فلم أر فِي شيء منها لَهُ سماعا صحيحا إِلا فِي جزء واحد، قال: وكانت أجزاء عتق، وقد غيّر أول كل جزء منها وكتب بخط طري، وأثبت فيه سماعه. وكان ابن القادسي قد حكي عنه أَنَّهُ روى للشيعة أحاديث عن ابن الجعابي.
حدّثني أَبُو الفضل أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن خيرون. قَالَ: اجتمعت مع ابن القادسي وقلت لَهُ: ويحك، بلغنا أنك حدثت عَنِ ابن الجعابي، فمتى سمعت منه؟ فَقَالَ: ما سمعت منه شيئا، ولكني رأيته، قَالَ: فقلت لَهُ: فِي أي سنة ولدت؟ فَقَالَ: فِي سنة ست وخمسين وثلاثمائة، فقلت: إن ابن الجعابي مات فِي سنة خمس وخمسين قبل أن تولد بسنة؟. فَقَالَ: لا أدري كيف هذا، إِلا أن خالي أراني شيخا فِي سكة بباب البصرة وَقَالَ لِي: هذا ابن الجعابي، وذلك فِي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فلعله كَانَ رجلا آخر.
مات ابن القادسي فِي يوم الأحد الرابع عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
سَمِعْتُهُ فِي جَامِعِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مالك- إملاء- حدّثنا محمّد بن يونس بن موسى، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ- أَبُو سَلَمَةَ الْغِفَارِيُّ- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ زيد بن أسلم، عن أبيه عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً حَسْنَاءَ فَأَعْجَبَتْهُ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ الْبُضْعَ وَاحِدٌ، وَمَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا »
. وكان قد مكث يملي فِي جامع المنصور مدة عَنِ ابن مالك، ومحمد بن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق وأبي بكر بن شاذان، وأبي الفضل الزّهريّ، وأبي الفضل الشيباني. فحضرته يوم جمعة بعد الإملاء وطالبته بأن يريني أصوله، فدفع إلي عَنِ ابن شاذان وغيره أصولا كَانَ سماعه فيها صحيحا، ولم يدفع إلي عَنِ ابن مالك شيئا، فقلت له: أرني أصلك
عَنِ ابن مالك؟ فَقَالَ: أنا لا يشك في سماعي من ابن مالك، أسمعني منه خالي هبة اللَّه بن سلامة المفسر المسند كله. فقلت لَهُ: لا تروين هاهنا شيئا إِلا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث، فانقطع عَنْ حضور الجامع بعد هذا القول ومضى إِلَى مسجد براثا فأملى فيه، وكانت الرافضة تجتمع هناك، وَقَالَ لهم: قد منعني النواصب أن أروي فِي جامع المنصور فضائل أهل البيت. ثم جلس فِي مسجد الشرقية واجتمعت إليه الرافضة ولهم إذ ذاك قوة، وكلمتهم ظاهرة، فأملى عليهم العجائب من الأحاديث الموضوعة فِي الطعن عَلَى السلف.
وَقَالَ لِي يَحْيَى بن الْحُسَيْن العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة عَنِ ابن مالك فلم أر فِي شيء منها لَهُ سماعا صحيحا إِلا فِي جزء واحد، قال: وكانت أجزاء عتق، وقد غيّر أول كل جزء منها وكتب بخط طري، وأثبت فيه سماعه. وكان ابن القادسي قد حكي عنه أَنَّهُ روى للشيعة أحاديث عن ابن الجعابي.
حدّثني أَبُو الفضل أَحْمَد بن الْحُسَيْن بن خيرون. قَالَ: اجتمعت مع ابن القادسي وقلت لَهُ: ويحك، بلغنا أنك حدثت عَنِ ابن الجعابي، فمتى سمعت منه؟ فَقَالَ: ما سمعت منه شيئا، ولكني رأيته، قَالَ: فقلت لَهُ: فِي أي سنة ولدت؟ فَقَالَ: فِي سنة ست وخمسين وثلاثمائة، فقلت: إن ابن الجعابي مات فِي سنة خمس وخمسين قبل أن تولد بسنة؟. فَقَالَ: لا أدري كيف هذا، إِلا أن خالي أراني شيخا فِي سكة بباب البصرة وَقَالَ لِي: هذا ابن الجعابي، وذلك فِي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فلعله كَانَ رجلا آخر.
مات ابن القادسي فِي يوم الأحد الرابع عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وأربعمائة.