الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله
أبو عبد الله الربعي المالكي القاضي قاضي قضاة ديار بكر سمع بدمشق وبشيراز وبغيرها.
أملى من لفظه سنة تسع وعشرين وأربع مئة قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سليمان بن الريان الهروي ببلاساغون من تركستان، حاضرة الخان، بسنده عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه، وأنسى ذلك جوارحه ومعالمه من الأرض، حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله بذنب.
وحدث عن أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي بدمشق بسنده عن كميل بن زياد قال: أخذ علي بن أبي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال: يا كميل بن زياد، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، ومحبة العلم دين يدان به، يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزان الموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، آه! إن ههنا وأشار بيده إلى صدره علماً لو أصبت له حملة، بل أصبت لقناً غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين بالدنيا، ويستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على بلاده، أو مغرى بجمع الأموال والادخار ليسا من وعاة الدين، أقرب شبهاً بهم الأنعام السائمة، وكذلك يموت العلم ويموت حاملوه، بلى، لم والصواب: لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة كيلا تبطل حدد الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عدداً، والأعظمون عند الله خطراً، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعر منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه. آه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولكم، آمين رب العالمين.
أبو عبد الله الربعي المالكي القاضي قاضي قضاة ديار بكر سمع بدمشق وبشيراز وبغيرها.
أملى من لفظه سنة تسع وعشرين وأربع مئة قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سليمان بن الريان الهروي ببلاساغون من تركستان، حاضرة الخان، بسنده عن أنس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه، وأنسى ذلك جوارحه ومعالمه من الأرض، حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله بذنب.
وحدث عن أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي بدمشق بسنده عن كميل بن زياد قال: أخذ علي بن أبي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال: يا كميل بن زياد، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم يزكو على العمل، والمال تنقصه النفقة، ومحبة العلم دين يدان به، يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزان الموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، آه! إن ههنا وأشار بيده إلى صدره علماً لو أصبت له حملة، بل أصبت لقناً غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين بالدنيا، ويستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على بلاده، أو مغرى بجمع الأموال والادخار ليسا من وعاة الدين، أقرب شبهاً بهم الأنعام السائمة، وكذلك يموت العلم ويموت حاملوه، بلى، لم والصواب: لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة كيلا تبطل حدد الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عدداً، والأعظمون عند الله خطراً، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعر منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه. آه شوقاً إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولكم، آمين رب العالمين.