الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن هارون، أبو محمد المهلبي :
كاتب معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه. كان من ولد المهلب بن أبي صفرة، وكان ينوب أبا جعفر الصيمري وزير معز الدولة ببغداد. فلما مات الصيمري قلده معز الدولة الوزارة مكانه وخلع عليه، وقدمه وأدناه، وتخصص به، وتمكنت منزلته عنده.
حدّث أبو عبد الله الصوفي قال: كنت أنا وأبو محمد المهلبي بسيراف في أيام حداثته وصعلكته، فأنشدني لنفسه وقد مسته إضاقة:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا رحم المهيمن روح ميت ... تفضل بالوفاة على أخيه
قال: ثم وردت بعد سنين كثيرة فألفيته بها وزيرا مالكا للأمور، فكتبت إليه:
قصدت إلى الوزير بغير احتشام ... أذكره زمانا قد نسيه
زمانا كان ينشدني وقيدا ... ألا موت يباع فأشتريه
قال: فوقع على ظهر رقعتي المتضمنة هذه الأبيات:
رق الزمان لفاقتي ... ورثى لطول تحرقي
فأنالني ما أشتهي ... وأدال مما أتقي
فلأغفرن له الكبير ... من الذنوب السبق
حتى جنايته ما ... فعل المشيب بمفرقي
قال: ووصلني وأحسن إليّ وأغناني. ومن شعر الوزير المهلبي:
قال لي من أحب والبين قد جد ... وفي مهجتي لهيب الحريق
ما الذي في الطريق [تصنع] خلفي ... قلت أبكي عليك طول الحريق
وله:
أعطيتني للهو بي خاتما ... اسمك مكتوب على فصه
ما روعتني زفرات الهوى ... إلا تروحت إلى مصه
وله:
يا هلالا يبدو فتهتاج نفسي ... وهزارا يشدو فيزداد عشقي
زعم الناس أن رقك ملكي ... كذب الناس أنت مالك رقي
مولده بالبصرة في يوم الثلاثاء، لأربع ليال بقين من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وذكر أبو القاسم التنوخي أنه توفي في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة- رحمه الله تعالى- بزاوطا ، وحمل تابوته إلى بغداد، فدفن بمقابر قريش. وكانت مدة وزارته ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر.
كاتب معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه. كان من ولد المهلب بن أبي صفرة، وكان ينوب أبا جعفر الصيمري وزير معز الدولة ببغداد. فلما مات الصيمري قلده معز الدولة الوزارة مكانه وخلع عليه، وقدمه وأدناه، وتخصص به، وتمكنت منزلته عنده.
حدّث أبو عبد الله الصوفي قال: كنت أنا وأبو محمد المهلبي بسيراف في أيام حداثته وصعلكته، فأنشدني لنفسه وقد مسته إضاقة:
ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا رحم المهيمن روح ميت ... تفضل بالوفاة على أخيه
قال: ثم وردت بعد سنين كثيرة فألفيته بها وزيرا مالكا للأمور، فكتبت إليه:
قصدت إلى الوزير بغير احتشام ... أذكره زمانا قد نسيه
زمانا كان ينشدني وقيدا ... ألا موت يباع فأشتريه
قال: فوقع على ظهر رقعتي المتضمنة هذه الأبيات:
رق الزمان لفاقتي ... ورثى لطول تحرقي
فأنالني ما أشتهي ... وأدال مما أتقي
فلأغفرن له الكبير ... من الذنوب السبق
حتى جنايته ما ... فعل المشيب بمفرقي
قال: ووصلني وأحسن إليّ وأغناني. ومن شعر الوزير المهلبي:
قال لي من أحب والبين قد جد ... وفي مهجتي لهيب الحريق
ما الذي في الطريق [تصنع] خلفي ... قلت أبكي عليك طول الحريق
وله:
أعطيتني للهو بي خاتما ... اسمك مكتوب على فصه
ما روعتني زفرات الهوى ... إلا تروحت إلى مصه
وله:
يا هلالا يبدو فتهتاج نفسي ... وهزارا يشدو فيزداد عشقي
زعم الناس أن رقك ملكي ... كذب الناس أنت مالك رقي
مولده بالبصرة في يوم الثلاثاء، لأربع ليال بقين من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وذكر أبو القاسم التنوخي أنه توفي في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة- رحمه الله تعالى- بزاوطا ، وحمل تابوته إلى بغداد، فدفن بمقابر قريش. وكانت مدة وزارته ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر.