الحسن بن محمد بن عبدوس، أبو علي الشاعر:
من أهل واسط. سكن بغداد، ومدح الإمام الناصر لدين الله. وكان فاضلا قيما بالأدب، جيد الشعر، حسن المعاني، مليح الإيراد، جميل الهيئة، كيّسا متواضعا.
قرأت بخط أبي علي بن عبدوس، قال: سألت إجازة بيتين هما:
حياكم الله وأحياكم ... ولا عدا الوابل مغناكم
نحن عدمنا الصبر من بعدكم ... فكيف أنتم لا عدمناكم
قال: فقلت:
قد كان لي كثيرا فأنفقته ... أفقرني الوجد وأغناكم
تشتاقكم عيني وقلبي فما ... أطيب رؤياكم ورياكم
أكاد من فرط ولوعي بكم ... أغرق في الذكرى فأنساكم
سكنتم القلب فلا توحشوا ... ربعا حللتم فيه حاشاكم
إني على البعد لراج بأن ... يجمعني الله وإياكم
وله:
لو شاء من باح بالهوى كتمه ... وكيف يخفى عواده سقمه
قالوا مريض الفؤاد قلت لهم ... والجسم أنفى بذلك التهمه
فارسفوني عذالا عدمتهم ... ما هكذا عاد سالم سلمه
نعم وإن ساءهم عشقت وما ... في العشق عار عندي ولا نقمه
أهيف من شكله القضيب ومن ... شبه بالغصن فلا ظلمه
أحسن من ضمة القباء فلو ... يستطيع من حبه له التزمه
قد استوى سهمه وناظره ... عذب فنفس أشقيتها نعمه
توفي أبو علي بن عبدوس في ليلة الجمعة لخمس خلون من صفر سنة إحدى وستمائة. ودفن من الغد بمقابر قريش. وأظنه جاوز الأربعين بقليل- رحمه الله تعالى-.
آخر الجزء الثالث من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد.
والحمد لله على كل حال.
الجزء الرابع من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد
للحافظ محب الدين أبي عبد الله بن النجار البغدادي انتخاب كاتبه الواثق بالله أحمد بن أيبك بن عبد الله
بسم الله الرّحمن الرّحيم استعنت بالله
[تتمة حرف الحاء]
من اسمه الحسين
من أهل واسط. سكن بغداد، ومدح الإمام الناصر لدين الله. وكان فاضلا قيما بالأدب، جيد الشعر، حسن المعاني، مليح الإيراد، جميل الهيئة، كيّسا متواضعا.
قرأت بخط أبي علي بن عبدوس، قال: سألت إجازة بيتين هما:
حياكم الله وأحياكم ... ولا عدا الوابل مغناكم
نحن عدمنا الصبر من بعدكم ... فكيف أنتم لا عدمناكم
قال: فقلت:
قد كان لي كثيرا فأنفقته ... أفقرني الوجد وأغناكم
تشتاقكم عيني وقلبي فما ... أطيب رؤياكم ورياكم
أكاد من فرط ولوعي بكم ... أغرق في الذكرى فأنساكم
سكنتم القلب فلا توحشوا ... ربعا حللتم فيه حاشاكم
إني على البعد لراج بأن ... يجمعني الله وإياكم
وله:
لو شاء من باح بالهوى كتمه ... وكيف يخفى عواده سقمه
قالوا مريض الفؤاد قلت لهم ... والجسم أنفى بذلك التهمه
فارسفوني عذالا عدمتهم ... ما هكذا عاد سالم سلمه
نعم وإن ساءهم عشقت وما ... في العشق عار عندي ولا نقمه
أهيف من شكله القضيب ومن ... شبه بالغصن فلا ظلمه
أحسن من ضمة القباء فلو ... يستطيع من حبه له التزمه
قد استوى سهمه وناظره ... عذب فنفس أشقيتها نعمه
توفي أبو علي بن عبدوس في ليلة الجمعة لخمس خلون من صفر سنة إحدى وستمائة. ودفن من الغد بمقابر قريش. وأظنه جاوز الأربعين بقليل- رحمه الله تعالى-.
آخر الجزء الثالث من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد.
والحمد لله على كل حال.
الجزء الرابع من المستفاد من ذيل تاريخ بغداد
للحافظ محب الدين أبي عبد الله بن النجار البغدادي انتخاب كاتبه الواثق بالله أحمد بن أيبك بن عبد الله
بسم الله الرّحمن الرّحيم استعنت بالله
[تتمة حرف الحاء]
من اسمه الحسين