Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150528#5442a1
الحسن بن أحمد بن أبي سعيد
الجنّابي القرمطي واسمه الحسن بن بهرام ويقال الحسن بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن كوذربار يقال أصله من الفرس أبو محمد القرمطي المعروف بالأعصم
ولد بالأحساء في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين ومئتين، وغلب على الشام في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، وولى على دمشق وشاحاً السلمي، ثم رجع إلى الأحساء في صفر سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، ثم خرج إلى الشام بابنه فدخل دمشق في ذي القعدة سنة ستين، وكسر جيش جعفر بن فلاح وقتل جعفراً الذي كان افتتح دمشق للمصريين، ورحل عنها في ذي القعدة الدلجة، وتوجه إلى مصر فحصرها في ربيع الأول سنة إحدى وستين شهوراً، واستخلف على دمشق ظالم بن مرهوب العقيلي، ثم توجه راجعاً إلى الأحساء في ربيع الأول سنة إحدى وستين، ثم رجع إلى الشام، ومات بالرملة في رجب سنة ست وستين وثلاث مئة، وهو إذ ذاك يظهر طاعة عبد الكريم الطائع لله بن المطيع.
قال أبو عبد الله الحسين بن عثمان الخرقي الفارقي الحنبلي التميمي: كنت بالرملة سنة ست وخمسين وثلاث مئة، وقد ورد إليها أبو علي القرمطي القصير الثياب، فاستدناني منه وقربني إلى خدمته، فكنت ليلة عنده إذ أحضر الفراشون الشموع، فقال لأبي نصر بن كشاجم - وكان كاتبه - يا أبا نصر، ما يحضرك في صفة هذه الشموع، فقال: إنما نحضر في مجلس السيد لنسمع من كلامه ونستفيد من أدبه. فقال أبو علي في الحال بديهاً:
ومجدولة مثل صدر القناة ... تعرت وباطنها مكتس
لها مقلة هي روح لها ... وتاج على هيئة البرنس
إذا غازلتها الصبا حركت ... لساناً من الذهب الأملس
وإن رنقت لنعاس عرا ... وقطت من الرأس لم تنعس
وتنتج في وقت تلقيحها ... ضياء يجلي دجى الحندس
فنحن من النور في أسعد ... وتلك من النار في أنحس
فقام أبو نصر بن كشاجم، وقبل الأرض بين يديه، وسأله أن يأذن له في إجازة الأبيات فأذن له، فقال:
وليلتنا هذه ليلة ... تشاكل أشكال إقليدس
فيا ربة العود حثي الغناء ... ويا حامل الكأس لا تحبس
فتقدم بأن يخلع عليه، وحمل إليه صلة سنية، وإلى كل واحد من الحاضرين.
ومن مختار شعر الحسن بن أحمد الأعصم:
يا ساكن البلد المنيف تعززاً ... بقلاعه وحصونه وكهوفه
لا عز إلا للعزيز بنفسه ... وبخيله وبرجله وسيوفه
وبقبة بيضاء قد ضربت على ... شرف الخيام لجاره وحليفه
قرم إذا اشتد الوغى أردى العدا ... وشفى النفوس بضربه ووقوفه
لم يرض بالشرف التليد لنفسه ... حتى أشاد تليده بطريفه
وقوله في علته:
ولو أني ملكت زمام أمري ... لما قصرت عن طلب النجاح
ولكني ملكت فصار حالي ... كحال البدن في يوم الأضاحي
يقدن إلى الردى فيمتن كرهاً ... ولو يسطعن طرن مع الرياح