الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك
أبو علي الحضاري الكاتب أصله من جرجرايا، شاعر جيّد الشعر، قليله، وولي أبوه إمرة دمشق في أيام المعتصم، فوثب عليه علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ فقتله، وكان الحسن مع أبيه إذ ذاك ففرّ عنه، فذكر ذلك البحتري في شعره، وذكر محمد بن داود بن الجراح هذه الأبيات، وذكر أنها لأبي الفضل بن الحسن بن سهل في الحسن بن رجاء والله أعلم.
قال علي بن يونس:
كنت أكتب لرجاء بن أبي الضحاك، وإن علي بن إسحاق لما قتل رجاء أمر بحبسي، قال: فحبست في يدي سجان كان جاراً لي، فكان يجيئني بالخبر ساعة بساعة فدخل إلي وقال: قد أخرج رأس صاحبك على قناة، ثم جاءني فقال: قد قتل متطببه، ثم قال: قد قتل ابن عمه، ثم قال: قد قتل كاتبه فلان، ثم قال: والساعة يدعى بك. فنالني جزع شديد، وغشيني نعاس، ودعي بي فقال السجان ليدفع عني: المفتاح مع شريكي فبعث ليطلبه، ورأيت في منامي كأني ارتطمت في طين كثير، وكأني قد خرجت منه وما بلّ قدمي منه شيء، فاستيقظت وتأولت الفرج، وسمعت حركة شديدة، فدخل السجان بعقبها فقال: أبشر، قد أخذ الجند علي بن إسحاق فحبسوه، ولم ألبث أن جاؤوني فأخرجوني، وجاؤوا بي إلى مجلس علي بن إسحاق، إلى الفرش الذي كان جالساً عليه، وقدامه دواة وكتاب كتبه إلى المعتصم في تلك الساعة، يخبره بقتل رجاء ويسمّيه المجوسي والكافر، فأبطلته وكتبت أنا بالخبر ولم أزل أدبر أمر العمل، إلى أن تسلمه مني وحمل علي ابن إسحاق إلى حضرة المعتصم، فأظهر الوسواس، إلى أن تكلم فيه ابن أبي دؤاد فأطلق.
وقد ذكر الجاحظ أن علي بن إسحاق كان موسوساً على الحقيقة، لأنه ذكر أنه قال:
أرى الخطأ قد كثر في الدنيا، والدنيا كلها في جوف الفلك وإنما تؤتى منه، وقد تخرّم وتخلخل وتزايل واعترته عوادي الهرم، وسأحتال الصعود إليه، فإني إن نجرته ورندجته وسويته انقلب هذا الخطأ كله إلى الصواب.
قال مهدي بن سابق: دخل المأمون يوماً ديوان الخراج، فمر بغلام جميل على أذنه قلم، فأعجبه ما رأى من حسنه فقال: من أنت يا غلام؟ قال: أنا الناشئ في دولتك، وخريج أدبك، والمتقلب في نعمتك، والمؤمل لخدمتك، الحسن بن رجاء. فقال له المأمون: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول. ثم أمر أن يرفع عن مرتبة الديوان، وأمر له بمئة ألف درهم.
أبو علي الحضاري الكاتب أصله من جرجرايا، شاعر جيّد الشعر، قليله، وولي أبوه إمرة دمشق في أيام المعتصم، فوثب عليه علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ فقتله، وكان الحسن مع أبيه إذ ذاك ففرّ عنه، فذكر ذلك البحتري في شعره، وذكر محمد بن داود بن الجراح هذه الأبيات، وذكر أنها لأبي الفضل بن الحسن بن سهل في الحسن بن رجاء والله أعلم.
قال علي بن يونس:
كنت أكتب لرجاء بن أبي الضحاك، وإن علي بن إسحاق لما قتل رجاء أمر بحبسي، قال: فحبست في يدي سجان كان جاراً لي، فكان يجيئني بالخبر ساعة بساعة فدخل إلي وقال: قد أخرج رأس صاحبك على قناة، ثم جاءني فقال: قد قتل متطببه، ثم قال: قد قتل ابن عمه، ثم قال: قد قتل كاتبه فلان، ثم قال: والساعة يدعى بك. فنالني جزع شديد، وغشيني نعاس، ودعي بي فقال السجان ليدفع عني: المفتاح مع شريكي فبعث ليطلبه، ورأيت في منامي كأني ارتطمت في طين كثير، وكأني قد خرجت منه وما بلّ قدمي منه شيء، فاستيقظت وتأولت الفرج، وسمعت حركة شديدة، فدخل السجان بعقبها فقال: أبشر، قد أخذ الجند علي بن إسحاق فحبسوه، ولم ألبث أن جاؤوني فأخرجوني، وجاؤوا بي إلى مجلس علي بن إسحاق، إلى الفرش الذي كان جالساً عليه، وقدامه دواة وكتاب كتبه إلى المعتصم في تلك الساعة، يخبره بقتل رجاء ويسمّيه المجوسي والكافر، فأبطلته وكتبت أنا بالخبر ولم أزل أدبر أمر العمل، إلى أن تسلمه مني وحمل علي ابن إسحاق إلى حضرة المعتصم، فأظهر الوسواس، إلى أن تكلم فيه ابن أبي دؤاد فأطلق.
وقد ذكر الجاحظ أن علي بن إسحاق كان موسوساً على الحقيقة، لأنه ذكر أنه قال:
أرى الخطأ قد كثر في الدنيا، والدنيا كلها في جوف الفلك وإنما تؤتى منه، وقد تخرّم وتخلخل وتزايل واعترته عوادي الهرم، وسأحتال الصعود إليه، فإني إن نجرته ورندجته وسويته انقلب هذا الخطأ كله إلى الصواب.
قال مهدي بن سابق: دخل المأمون يوماً ديوان الخراج، فمر بغلام جميل على أذنه قلم، فأعجبه ما رأى من حسنه فقال: من أنت يا غلام؟ قال: أنا الناشئ في دولتك، وخريج أدبك، والمتقلب في نعمتك، والمؤمل لخدمتك، الحسن بن رجاء. فقال له المأمون: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول. ثم أمر أن يرفع عن مرتبة الديوان، وأمر له بمئة ألف درهم.