- أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق زوج الزبير بن الْعَوام يُقَال لَهَا ذَات النطاقين أخرج البُخَارِيّ فِي الْعلم وَالنِّكَاح عَن ابْنهَا عُرْوَة بن الزبير وَعبد الله بن أبي مليكَة وَعبد الله بن كيسَان مَوْلَاهَا وَفَاطِمَة بنت الْمُنْذر وَصفِيَّة بنت شيبَة عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفيت بِمَكَّة سنة ثَلَاث وَسبعين
17445. اسماء بن عبيد بن مخراق الضبعي البصري...1 17446. اسماء بن مالك العكلي1 17447. اسماء بنت ابن الاشعرية1 17448. اسماء بنت ابي بكر1 17449. اسماء بنت ابي بكر الصديق5 17450. اسماء بنت ابي بكر الصديق زوج الزبير بن العوام...117451. اسماء بنت الحارث1 17452. اسماء بنت الصلت1 17453. اسماء بنت الصلت السلمية1 17454. اسماء بنت المجلل امراة حاطب بن الحارث...1 17455. اسماء بنت النعمان1 17456. اسماء بنت النعمان بن الجون بن شرحبيل...1 17457. اسماء بنت زيد بن الخطاب1 17458. اسماء بنت زيد بن الخطاب العدوية1 17459. اسماء بنت زيد بن الخطاب بن نفيل1 17460. اسماء بنت سلامة التميمة امراة عياش1 17461. اسماء بنت سلمة2 17462. اسماء بنت شكل1 17463. اسماء بنت عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق...1 17464. اسماء بنت عبد الله بن ربيعة بن جزي1 17465. اسماء بنت عمرو1 17466. اسماء بنت عمرو بن عدي السلمية الانصارية...1 17467. اسماء بنت عمرو بن عدي بن نانى1 17468. اسماء بنت عميس1 17469. اسماء بنت عميس الخثعمية امراة ابي بكر الصديق...1 17470. اسماء بنت عميس بن معد بن الحارث1 17471. اسماء بنت مخربة1 17472. اسماء بنت مخرمة التيمية1 17473. اسماء بنت مخرمة جدة عبد الله بن عياش1 17474. اسماء بنت مرشد1 17475. اسماء بنت مرشدة1 17476. اسماء بنت يزيد الاشعرية1 17477. اسماء بنت يزيد الاشهلية1 17478. اسماء بنت يزيد الانصارية1 17479. اسماء بنت يزيد بن السكن1 17480. اسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية2 17481. اسماء بنت يزيد بن السكن بن قيس1 17482. اسماء عائشة1 17483. اسماء بنت ابي بكر الصديق1 17484. اسماعبل بن ابراهيم1 17485. اسماعيل2 17486. اسماعيل بن عيسى العطار1 17487. اسماعيل ابو الربيع2 17488. اسماعيل ابو سعيد المدني خال معن1 17489. اسماعيل الازرق1 17490. اسماعيل الاسدي1 17491. اسماعيل البجلي3 17492. اسماعيل الجحدري2 17493. اسماعيل الخياط الكوفي1 17494. اسماعيل الزيدي1 17495. اسماعيل السدي1 17496. اسماعيل السراج2 17497. اسماعيل بن ابان2 17498. اسماعيل بن ابان ابو اسحاق الغنوي الكوفي...1 17499. اسماعيل بن ابان ابو اسحاق الغنوي الكوفي الخياط...1 17500. اسماعيل بن ابان ابو اسحاق الكوفي1 17501. اسماعيل بن ابان ابو اسحاق الوراق الازدي...1 17502. اسماعيل بن ابان ابو اسحاق الوراق الازدي الكوفي...1 17503. اسماعيل بن ابان الغنوى1 17504. اسماعيل بن ابان الغنوي ابو اسحاق1 17505. اسماعيل بن ابان الغنوي الخيط الحافظ1 17506. اسماعيل بن ابان الغنوي الكوفي1 17507. اسماعيل بن ابان الفنوي1 17508. اسماعيل بن ابان الوراق2 17509. اسماعيل بن ابان الوراق ابو اسحاق الازدي...1 17510. اسماعيل بن ابان الوراق الازدي الكوفي...1 17511. اسماعيل بن ابراهيم6 17512. اسماعيل بن ابراهيم ابو ابراهيم1 17513. اسماعيل بن ابراهيم ابو ابراهيم الترجماني...1 17514. اسماعيل بن ابراهيم ابو ابراهيم صاحب الكرابيس...1 17515. اسماعيل بن ابراهيم ابو بشر الاسدي1 17516. اسماعيل بن ابراهيم ابو بشر صاحب الهروي...1 17517. اسماعيل بن ابراهيم ابو بشر وامه علية الاسدي...1 17518. اسماعيل بن ابراهيم ابو سعيد الاقرع1 17519. اسماعيل بن ابراهيم ابو معمر1 17520. اسماعيل بن ابراهيم ابو معمر الهروي1 17521. اسماعيل بن ابراهيم ابو يحيى التميمي1 17522. اسماعيل بن ابراهيم ابو يحيى التيمي3 17523. اسماعيل بن ابراهيم ابو يحيى الكوفي1 17524. اسماعيل بن ابراهيم ابويحيى التيمي1 17525. اسماعيل بن ابراهيم الانصاري4 17526. اسماعيل بن ابراهيم الاودي1 17527. اسماعيل بن ابراهيم البالسي1 17528. اسماعيل بن ابراهيم السلمي1 17529. اسماعيل بن ابراهيم السلمي ويقال الشيباني...1 17530. اسماعيل بن ابراهيم الشيباني1 17531. اسماعيل بن ابراهيم المديني1 17532. اسماعيل بن ابراهيم المطرقي1 17533. اسماعيل بن ابراهيم الهذلي ابو معمر1 17534. اسماعيل بن ابراهيم بن ابي ربيعة1 17535. اسماعيل بن ابراهيم بن ابي عطاء ابو علي المؤدب...1 17536. اسماعيل بن ابراهيم بن اسماعيل ابو بكر الناقد...1 17537. اسماعيل بن ابراهيم بن البصير1 17538. اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة الجعفي...1 17539. اسماعيل بن ابراهيم بن الوليد ابو الاحوص...1 17540. اسماعيل بن ابراهيم بن بسام1 17541. اسماعيل بن ابراهيم بن بسام ابو ابراهيم الترجماني...2 17542. اسماعيل بن ابراهيم بن سليمان1 17543. اسماعيل بن ابراهيم بن سهم1 17544. اسماعيل بن ابراهيم بن سهم بن مقسم الاسدي...1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا ذَات النطاقين حَيْثُ زودت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأباها حَيْثُ أَرَادَا الْغَار فَلم تَجِد مَا توكى بِهِ الجراب فَقطعت نطاقها وَقد قيل ذوابتها وأوكت بهَا الجراب فسميت ذَات النطاقين وَهِي وَالِدَة عَبْد اللَّه بْن الزبير مَاتَت بعد أَن قتل ابْنهَا
أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق
أم عبد الله بن الزبير وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا ذَات النطاقين حَيْثُ زودت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأباها حَيْثُ أَرَادَا الْغَار فَلم تَجِد مَا توكي بِهِ الجراب فَقطعت نطاقها وأوكت بِهِ الجراب فسميت ذَات النطاقين مَاتَت بعد أَن قتل ابْنهَا
رَوَت عَنْهَا فَاطِمَة بنت الْمُنْذر فِي الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَصفِيَّة بنت أبي شيبَة فِي الصَّلَاة وَالْحج وَعباد بن حَمْزَة فِي الزَّكَاة وَعباد بن عبد الله بن الزبير فِي الزَّكَاة وعبد الله مَوْلَاهَا وعبد الله بن عَبَّاس وَمُسلم الْقرى وَعُرْوَة بن الزبير وَابْن أبي مليكَة وَابْن نَوْفَل بن أبي عقرب
أم عبد الله بن الزبير وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا ذَات النطاقين حَيْثُ زودت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأباها حَيْثُ أَرَادَا الْغَار فَلم تَجِد مَا توكي بِهِ الجراب فَقطعت نطاقها وأوكت بِهِ الجراب فسميت ذَات النطاقين مَاتَت بعد أَن قتل ابْنهَا
رَوَت عَنْهَا فَاطِمَة بنت الْمُنْذر فِي الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة وَصفِيَّة بنت أبي شيبَة فِي الصَّلَاة وَالْحج وَعباد بن حَمْزَة فِي الزَّكَاة وَعباد بن عبد الله بن الزبير فِي الزَّكَاة وعبد الله مَوْلَاهَا وعبد الله بن عَبَّاس وَمُسلم الْقرى وَعُرْوَة بن الزبير وَابْن أبي مليكَة وَابْن نَوْفَل بن أبي عقرب
أسماء بنت أبي بكر الصديق.
وقد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته هاهنا، أمها قيلة- ويقال قتيلة- بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن جابر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤيّ.
كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزُّبَيْر بْن العوام، وَكَانَ إسلامها قديمًا بمكة، وهاجرت إِلَى المدينة وهي حامل بعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فوضعته بقباء.
وقد ذكرنا خبر مولده وسائر أخباره فِي بابه من هَذَا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين، وإنما قيل لَهَا ذلك لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة حين أراد الهجرة إِلَى المدينة فعسر عليها مَا تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني ، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق وغيره.
وَقَالَ الزُّبَيْر فِي هَذَا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَهَا: أبدلك اللَّه بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الجنة، فقيل لَهَا ذات النطاقين.
وَقَدْ حَدَّثَنِي عبد: الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنُ أبى عقرب، قال: قَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْحَجَّاجِ: كَيْفَ تُعَيِّرُهُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ- يَعْنِي ابْنَهَا؟ أَجَلْ، قَدْ كَانَ لِي نِطَاقٌ أُغَطِّي بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّمْلِ وَنِطَاقٌ لا بُدَّ لِلنِّسَاءِ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ يُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلا :
وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ عنك عارها
فَإِنْ أَعْتَذِرْ مِنْهَا فَإِنِّي مُكَذَّبٌ ... وَإِنْ تَعْتَذِرْ يَرْدُدْ عَلَيْكَ اعْتِذَارُهَا
قَالَ ابْن إِسْحَاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد [إسلام] سبعة عشر إنسانًا. واختلف فِي مكث أسماء بعد ابنها عَبْد اللَّهِ، فقيل: عاشت بعده عشر ليال . وقيل عشرين يومًا، وقيل بضعًا وعشرين يومًا، حَتَّى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة.
وقد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته هاهنا، أمها قيلة- ويقال قتيلة- بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن جابر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤيّ.
كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزُّبَيْر بْن العوام، وَكَانَ إسلامها قديمًا بمكة، وهاجرت إِلَى المدينة وهي حامل بعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فوضعته بقباء.
وقد ذكرنا خبر مولده وسائر أخباره فِي بابه من هَذَا الكتاب.
وتوفيت أسماء بمكة فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين، وإنما قيل لَهَا ذلك لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة حين أراد الهجرة إِلَى المدينة فعسر عليها مَا تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني ، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق وغيره.
وَقَالَ الزُّبَيْر فِي هَذَا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَهَا: أبدلك اللَّه بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الجنة، فقيل لَهَا ذات النطاقين.
وَقَدْ حَدَّثَنِي عبد: الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال:
حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنُ أبى عقرب، قال: قَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْحَجَّاجِ: كَيْفَ تُعَيِّرُهُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ- يَعْنِي ابْنَهَا؟ أَجَلْ، قَدْ كَانَ لِي نِطَاقٌ أُغَطِّي بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّمْلِ وَنِطَاقٌ لا بُدَّ لِلنِّسَاءِ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ يُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلا :
وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ عنك عارها
فَإِنْ أَعْتَذِرْ مِنْهَا فَإِنِّي مُكَذَّبٌ ... وَإِنْ تَعْتَذِرْ يَرْدُدْ عَلَيْكَ اعْتِذَارُهَا
قَالَ ابْن إِسْحَاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد [إسلام] سبعة عشر إنسانًا. واختلف فِي مكث أسماء بعد ابنها عَبْد اللَّهِ، فقيل: عاشت بعده عشر ليال . وقيل عشرين يومًا، وقيل بضعًا وعشرين يومًا، حَتَّى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة.
أسماء بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان
رضي الله عنهما: ذات النطاقين، أمها: قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسد، من بني مالك بن حسل، وعبد الله بن أبي بكر أخوها لأمها، وهي أم عبد الله بن الزبير، تزوجها الزبير بن العوام بمكة فولدت له عدة، ثم طلقها، وكانت مع عبد الله ابنها حتى قتل، وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بمكة بعد قتل عبد الله بن الزبير، سنة ثلاث وسبعين، بعد ابنها بليال، وكانت أخت عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها.
قال ابن أبي الزناد: كانت أكبر من عائشة بعشر سنين.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري بدمشق، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا نوح بن حبيب القومسي، حدثنا عبد الملك الذماري، حدثنا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت أسماء بنت أبي بكر قد بلغت مائة سنة، لم يقع لها سن، ولم ينكر من عقلها شيئًا.
حدثنا محمد بن حمزة، ومحمد بن محمد بن يونس، قالا: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه: أن أبا بكر طلق امرأته قتيلة في الجاهلية، وهي أم أسماء، فقدمت عليهم في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، فأهدت إلى أسماء قرطًا وأشياء، فكرهت أن تقبل منها، حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فأنزل الله عز وجل: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين} .
رواه ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير نحوه.
ومن حسان حديثها: روى عنها: ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرن وعبد الله بن أبي مليكة، وصفية بنت شيبة، وفاطمة بنت المنذر وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن يوسف الطرائفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت:
قدمت علي أمي، وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، صلي أمك.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: زيد بن أبي أنيسة، وابن أبي حازم، وابن عيينة، وحماد، وابن إدريس، وعبدة، وأبو معاوية وغيرهم.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي.
وحدثنا علي بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن العباس بن خلف، حدثنا بشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عروة بن الزبير، حدثتني أسماء بنت أبي بكر، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر يقول: لا شيء أغير من الله عز وجل.
رواه أبان بن يزيد، وحرب بن شداد، وحجاج الصواف، وشيبان، وهمام، عن يحيى بن أبي كثير، نحوه.
أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح، حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء. . . الحديث.
رضي الله عنهما: ذات النطاقين، أمها: قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسد، من بني مالك بن حسل، وعبد الله بن أبي بكر أخوها لأمها، وهي أم عبد الله بن الزبير، تزوجها الزبير بن العوام بمكة فولدت له عدة، ثم طلقها، وكانت مع عبد الله ابنها حتى قتل، وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بمكة بعد قتل عبد الله بن الزبير، سنة ثلاث وسبعين، بعد ابنها بليال، وكانت أخت عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها.
قال ابن أبي الزناد: كانت أكبر من عائشة بعشر سنين.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صالح القنطري بدمشق، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا نوح بن حبيب القومسي، حدثنا عبد الملك الذماري، حدثنا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت أسماء بنت أبي بكر قد بلغت مائة سنة، لم يقع لها سن، ولم ينكر من عقلها شيئًا.
حدثنا محمد بن حمزة، ومحمد بن محمد بن يونس، قالا: حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه: أن أبا بكر طلق امرأته قتيلة في الجاهلية، وهي أم أسماء، فقدمت عليهم في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، فأهدت إلى أسماء قرطًا وأشياء، فكرهت أن تقبل منها، حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فأنزل الله عز وجل: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين} .
رواه ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير نحوه.
ومن حسان حديثها: روى عنها: ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرن وعبد الله بن أبي مليكة، وصفية بنت شيبة، وفاطمة بنت المنذر وغيرهم.
أخبرنا الحسن بن يوسف الطرائفي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت:
قدمت علي أمي، وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، صلي أمك.
رواه جماعة عن هشام بن عروة، منهم: زيد بن أبي أنيسة، وابن أبي حازم، وابن عيينة، وحماد، وابن إدريس، وعبدة، وأبو معاوية وغيرهم.
أخبرنا خيثمة بن سليمان، ومحمد بن يعقوب، قالا: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي.
وحدثنا علي بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن العباس بن خلف، حدثنا بشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني عروة بن الزبير، حدثتني أسماء بنت أبي بكر، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على المنبر يقول: لا شيء أغير من الله عز وجل.
رواه أبان بن يزيد، وحرب بن شداد، وحجاج الصواف، وشيبان، وهمام، عن يحيى بن أبي كثير، نحوه.
أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح، حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء. . . الحديث.
أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، كَانَتْ تُعْرَفُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ، وَعُرْوَةَ، وَالْمُنْذِرَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا، فَكَانَتْ عِنْدَ ابْنِهَا عَبْدِ اللهِ، كَانَتْ أُخْتَ عَائِشَةَ لِأَبِيهَا، وَكَانَتْ أَسَنَّ مِنْ عَائِشَةَ، وُلِدَتْ قَبْلَ التَّأْرِيخِ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَوُلِدَتْ وَلِأَبِيهَا الصِّدِّيقِ يَوْمَ وُلِدَتْ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، تُوُفِّيَتْ أَسْمَاءُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِأَيَّامٍ، وَلَهَا مِائَةُ سَنَةٍ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهَا، أُمُّ أَسْمَاءَ وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ أَسْعَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ رَوَى عَنْ أَسْمَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ الْحَجَبِيُّ , فِي آخَرِينَ 10
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " صَنَعْتُ سَفْرَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْغِينِي مِعْلَاقًا لِسَفْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِصَامًا لِقِرْبَتِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ مَا أَجِدُ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَهَاتِيهِ، فَقَطَعَتْهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ أَتَتْهُ بِهِ، فَجَعَلَ إِحْدَيْهِمَا لِلسَّفْرَةِ وَالْأُخْرَى لِلْقِرْبَةِ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، يَعْلَى بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْلُوبٌ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَجُوزٌ طَوِيلَةٌ مَكْفُوفَةُ الْبَصَرِ، فَقَالَتْ لِلْحَجَّاجِ: «أَمَا آنَ لِهَذَا الرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ؟»
- وَمِمَّا أَسْنَدَتْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقِرَبِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَرَخَّصَ فِيهَا، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا، فَقَالَ: هَذِهِ أُمُّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِيهَا، فَادْخُلُوا عَلَيْهَا فَسَلُوهَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَيَانٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى: الْأَوْزَاعِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَأَبَانُ، وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وَهَمَّامٌ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قِرْطًا، وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ. .} [الممتحنة: 8] ، الْآيَةُ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، وَمُدَّتِهِمُ الَّتِي عَاهَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ: زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَالْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَأَبُو أُوَيْسٍ، وَعَبْدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ إِدْرِيسٍ، وَفِي آخَرِينَ وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عُرْوَةَ، نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ الْقَارِئُ، وَعُمَرُ الْمُقَدَّمِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَابْنُ مُسْهِرٍ، وَعَبْدَةُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَعَنْ أَبِيهَا، قَالَتْ: «أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ يَوْمَ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ» ، فَقُلْنَا لِهِشَامٍ: أُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: وَبُدٌّ مِنْ ذَلِكَ " رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدَةُ فِي آخَرِينَ، عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ
أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ كَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ مِمَّنْ لَهَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَبَشَةِ وَهِجْرَةٌ بِالْمَدِينَةِ،
هَاجَرَتْ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عَبْدَ اللهِ، وَعَوْنًا، وَمُحَمَّدًا ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا جَعْفَرٌ، فَخَلَّفَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَامَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ بِالشَّجَرَةِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ عَلِيٍّ. وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَغْنَمٍ وَقِيلَ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ تَمَّامٍ، وَقِيلَ: ابْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خَثْعَمَ بْنِ أَنْمَارَ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ، وَقِيلَ: قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بِشْرِ بْنِ شَهْرَانِ بْنِ عِفْرَسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَهِيَ إِحْدَى الْأَخَوَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، كَانَتْ أُخْتُهَا مَيْمُونَةُ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّ الْفَضْلِ امْرَأَةُ الْعَبَّاسِ أُخْتُهَا، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ حَمْزَةَ أُخْتُهَا، وَسَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أُخْتُهَا، كَانَ يُقَالُ لَهَا: أَكْرَمُ عَجُوزٍ فِي الْأَرْضِ أَصْحَارًا رَوَى عَنْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَعُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبُو زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَابَاهُ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، «أَنَّهَا رَمَقَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَهُمَا، يَعْنِي عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، خَاصَّةً لَا يُشْرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَدًا حَتَّى تَوَارَى فِي حِجْرِهِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: لَقِيَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّا سَبَقْنَاكُمُ، إِلَى الْهِجْرَةِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أَسْمَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَلْ لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هِجْرَةٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهِجْرَةٌ إِلَى الْمَدِينَةِ» رَوَاهُ بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، نَحْوَهُ مُطَوَّلًا
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ هِلَالٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: عَلَّمْتَنِي أُمِّي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ شَيْئًا أَمَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقُولَهُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» رَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ هِلَالٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا حِينَ أُصِيبَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْ تَسْأَلَنِي ثَلَاثًا، ثُمَّ تَصْنَعَ مَا شَاءَتْ» رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَقَالَ: «لَا تَحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدْرِ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ» رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، نَحْوَهُ
- حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ أَبُو بَكْرٍ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: " صَنَعْتُ سَفْرَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْغِينِي مِعْلَاقًا لِسَفْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِصَامًا لِقِرْبَتِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ مَا أَجِدُ إِلَّا نِطَاقِي، قَالَ: فَهَاتِيهِ، فَقَطَعَتْهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ أَتَتْهُ بِهِ، فَجَعَلَ إِحْدَيْهِمَا لِلسَّفْرَةِ وَالْأُخْرَى لِلْقِرْبَةِ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، يَعْلَى بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْلُوبٌ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَجُوزٌ طَوِيلَةٌ مَكْفُوفَةُ الْبَصَرِ، فَقَالَتْ لِلْحَجَّاجِ: «أَمَا آنَ لِهَذَا الرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ؟»
- وَمِمَّا أَسْنَدَتْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقِرَبِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَرَخَّصَ فِيهَا، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنْهَا، فَقَالَ: هَذِهِ أُمُّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، تُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِيهَا، فَادْخُلُوا عَلَيْهَا فَسَلُوهَا "
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَيَانٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ شَيْءٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى: الْأَوْزَاعِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَأَبَانُ، وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وَهَمَّامٌ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قِرْطًا، وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ. .} [الممتحنة: 8] ، الْآيَةُ "
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ الْحَلَبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، وَمُدَّتِهِمُ الَّتِي عَاهَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ: زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَالْحَمَّادَانِ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَأَبُو أُوَيْسٍ، وَعَبْدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ إِدْرِيسٍ، وَفِي آخَرِينَ وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عُرْوَةَ، نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ الْقَارِئُ، وَعُمَرُ الْمُقَدَّمِيُّ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَابْنُ مُسْهِرٍ، وَعَبْدَةُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَعَنْ أَبِيهَا، قَالَتْ: «أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ يَوْمَ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ» ، فَقُلْنَا لِهِشَامٍ: أُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: وَبُدٌّ مِنْ ذَلِكَ " رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدَةُ فِي آخَرِينَ، عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ
أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ كَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ مِمَّنْ لَهَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَبَشَةِ وَهِجْرَةٌ بِالْمَدِينَةِ،
هَاجَرَتْ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عَبْدَ اللهِ، وَعَوْنًا، وَمُحَمَّدًا ابْنَيْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا جَعْفَرٌ، فَخَلَّفَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَامَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ بِالشَّجَرَةِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ عَلِيٍّ. وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَغْنَمٍ وَقِيلَ مَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ تَمَّامٍ، وَقِيلَ: ابْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ خَثْعَمَ بْنِ أَنْمَارَ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ، وَقِيلَ: قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بِشْرِ بْنِ شَهْرَانِ بْنِ عِفْرَسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَهِيَ إِحْدَى الْأَخَوَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، كَانَتْ أُخْتُهَا مَيْمُونَةُ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّ الْفَضْلِ امْرَأَةُ الْعَبَّاسِ أُخْتُهَا، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ حَمْزَةَ أُخْتُهَا، وَسَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أُخْتُهَا، كَانَ يُقَالُ لَهَا: أَكْرَمُ عَجُوزٍ فِي الْأَرْضِ أَصْحَارًا رَوَى عَنْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَعُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبُو زَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَابَاهُ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، «أَنَّهَا رَمَقَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَهُمَا، يَعْنِي عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، خَاصَّةً لَا يُشْرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَدًا حَتَّى تَوَارَى فِي حِجْرِهِ»
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: لَقِيَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّا سَبَقْنَاكُمُ، إِلَى الْهِجْرَةِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أَسْمَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَلْ لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هِجْرَةٌ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهِجْرَةٌ إِلَى الْمَدِينَةِ» رَوَاهُ بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، نَحْوَهُ مُطَوَّلًا
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ هِلَالٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: عَلَّمْتَنِي أُمِّي أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ شَيْئًا أَمَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقُولَهُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» رَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ هِلَالٍ مِثْلَهُ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثنا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا حِينَ أُصِيبَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْ تَسْأَلَنِي ثَلَاثًا، ثُمَّ تَصْنَعَ مَا شَاءَتْ» رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَقَالَ: «لَا تَحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا»
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدْرِ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ» رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، نَحْوَهُ
أسماء بنت عبد الله أبي بكر الصديق
ذات النطاقين التيمية، زوج الزبير بن العوام، وأم عبد الله بن الزبير، وأخت عائشة الصديقة، وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
ويقال: قتلة.
لها صحبة، شهدت أسماء اليرموك مع زوجها الزبير.
حدث هشام عن فاطمة: أن أسماء كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها، أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها، وقالت: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرنا أن نبردها بالماء.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، ماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً ".
قال: وقالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني فأقول: يا رب مني ومن أمتي، " فيقول: " ما شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ".
فكان ابن أبي ملكية يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا.
وعن مسلم القري قال: سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها، وكان ابن الزبير ينهى عنها.
فقال: هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص فيها، فادخلوا عليها فسلوها.
قال: فدخلنا فإذا امرأة ضخمة عمياء، فقالت: قد رخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أبي واقد صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه شهد اليرموك، قال: وكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير في خبائها فسمعها تقول للزبير: إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى، فتصيب قدميه عروة أطناب خبائي، فيسقط على وجهه ميتاً ما أصابه السلاح.
وسميت أسماء ذات النطاقين لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما تجهز مهاجراً ومعه أبو بكر الصديق أتاهما عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلاً بسفرتهما، ولم يكن لها أشناق، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به.
فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فقيل لها ذات النطاقين.
وقتلة أمها نزلت فيها: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ".
كانت قتلة قدمت على ابنتها أسماء بنت أبي بكر، وقتلة راغبة عن الإسلام على دين قومها، ومعها ابنها الحارث بن مدرك بن عمر بن مخزوم، فأبت أسماء أن تقبل هديتها حتى تسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألته، فأنزل الله عز وجل: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين " الآيات.
فأدخلتها أسماء وقبلت هديتها.
قال محمد بن مسلمة: تصلون ذوي أرحامكم.
قال ثم نسخ هذا بقوله: " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منه، ويدخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون ".
وكانت أسماء مع ابنها عبد الله حين قتل، وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين بعد ابنها بليال، وكانت أخت عائشة لأبيها.
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على
قالت: ثم انصرفوا، فمضى ثلاث ليال ما ندري أين توجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات شعر غنى بها العرب، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج بأعلى مكة: " من الطويل "
جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واغتدوا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قالت: فلما سمعنا قوله، عرفنا حيث وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن وجهه إلى المدينة، وكانوا أربعة: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وعبد الله بن أريقط دليلهما.
وعن أسماء قالت: لما توجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة معه أبو بكر، حمل أبو بكر معه جميع ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف، فأتاني جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره.
فقال: إن هذا والله فجعكم بماله مع نفسه فقلت: كلا يا أبه! قد ترك لنا خيراً كثيراً، فعمدت إلى حجارة فجعلتهن في كوةٍ في البيت، كان أبو بكر يجعل ماله فيها، وغطيت على الأحجار بثوب ثم جئت به، فأخذت يده فوضعتها على الثوب، فقلت: ترك لنا هذا، فجعل يجد مس الحجارة من وراء الثوب، فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم.
ولا والله ما ترك لنا قليلاً ولا كثيراً.
قال كثير أبو الفضل: حدثني رجل من قريش من آل الزبير، أن أسماء بنت أبي بكر أصابها ورم في رأسها ووجهها، وأنها بعثت إلى عائشة بنت أبي بكر: اذكري وجعي لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعل الله
يشفيني، فذكرت عائشة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجع أسماء، فانطلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دخل على أسماء، فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب.
فقال: " بسم الله أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك، بسم الله ".
صنع ذلك ثلاث مرات.
فأمرها أن تقول ذلك، فقالت ثلاثة أيام، فذهب الورم.
قال كثير: تصنع ذكر عند حضور الصلوات المكتوبات بقولها وتراً ثلاثاً.
وعن ابن أبي ملكية: أن أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت تصدع، فتضع يدها على رأسها وتقول: بذنبي وما يغفره الله أكثر.
وعن أسماء قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحه وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير الذي أقطعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ.
قالت: فجئت يوماً والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه نفر من أصحابه، فدعاني، فقال: " إخ إخ " ليحملني خلفه.
قالت: واستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته.
قالت: وكان أغير الناس فعرفه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني أني استحيت - فمضى.
فجئت الزبير، فقلت: لقيني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب فاستحييت وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قال: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني.
وعن عكرمة: أن أسماء كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديداً عليها، فشكت ذلك إليه.
فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
قال هشام بن عروة: ضرب الزبير أسماء بنت أبي بكر، فصاحت بعبد الله بن الزبير فأقبل، فلما رآه قال: أمك طالق إن دخلت.
فقال له عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟ فاقتحم عليه فخلصها منه، فبانت منه.
قالت أسماء بنت أبي بكر: مر بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أحصي شيئاً وأكيله، فقال: " يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك ".
قالت: فما أحصيت شيئاً بعد قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من عندي ولا دخل علي، وما نفد عندي من رزق إلا أخلفه الله.
كانت أسماء تقول لبناتها: يا بناتنا تصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تجدنه، وإن تصدقتن لا تجدن فضله.
كان ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما يختلف.
أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه.
وأما أسماء فإنها كانت لا تدخر شيئاً لغد.
ولما فرض عمر الأعطية، فرض لأسماء بنت أبي بكر ألف درهم.
قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
قال: قلت: فإن ناساً هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشياً عليه، قالت: أعوذ بالله من الشيطان.
حدث عثمان بن حمزة قال: أرسلتني أسماء بنت أبي بكر الصديق إلى السوق، وافتتحت بسورة الطور، فخرجت وقد انتهت إلى " ووقانا عذاب السموم " فذهبت إلى السوق ثم رجعت، وهي تكررها "
ووقانا عذاب السموم " وهي تصلي.
كانت أسماء بنت أبي بكر تمرض المرضة، فتعتق كل مملوك لها.
كانت أسماء اتخذت خنجراً زمن سعيد بن العاص للصوص، وكان استعروا بالمدينة، فكانت تجعله تحت رأسها.
قالت فاطمة بنت المنذر: ما رأيت أسماء لبست إلا معصفرة، حتى لقيت الله عز وجل، وإن كانت تلبس الدرع يقوم قياماً من العصفر.
وكان عروة بن الزبير تعصفر له الملحفة بالدينار، قال: وإن كان لآخر ثوب لبسه لثوب عصفر له بالدينار.
وعن أسماء قالت لعبد الله بن الزبير حين قاتل الحجاج:
يا بني عش كريماً، ومت كريماً، لا يأخذك القوم أسيراً.
وكانت أسماء تقول وابن الزبير يقاتل الحجاج: لمن كانت الدولة اليوم؟ فيقال: للحجاج.
فتقول: ربما أمر باطل، فإذا قيل لها: هي لعبد الله وأصحابه، تقول: اللهم انصر أهل طاعتك ومن غضب لك.
اشتكت أسماء وعبد الله بن الزبير يقاتل الحجاج، وكانت قد كبرت ورقت فنظر إليها، فقال: ما أحسن الموت، فسمعت ذلك العجوز.
فقالت: يا بني والله ما أحب أن أموت يومي هذا حتى أعلم إلى ما تصير إليه، إما ظفرت فذلك الذي نرجو ونسر به، وإما الأخرى فأحتسبك وتمضي لسبيلك.
وفي حديث بمعناه، فقالت له: وإياك أن تعرض على خطة فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت، وإنما عنى ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك، وكانت ابنة مائة سنة.
لما قتل الحجاج يوسف بن عبد الله بن الزبير، دخل على أسماء بنت أبي بكر وقال لها: يا أمه إن أمير المؤمنين أوصاني بك، فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم؛ ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، ومالي من حاجة، ولكن انتظر حتى أحدثك ما
سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني سمعته يقول: " يخرج من ثقيف كذاب ومبير ".
فأما الكذاب فقد رأيناه - تعني المختار - وأما المبير فأنت.
فقال لها الحجاج: مبير النافقين.
حدث يعلى التيمي قال: دخلت مكة بعدما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام، وهو حينئذ مصلوب، فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل.
فقال الحجاج: المنافق، فقالت: والله ما كان منافقاً، إن كان لصواماً قواماً براً، فقال: انصرفي يا عجوز فإنك قد خرقت.
قالت: لا والله ما خرقت منذ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يخرج من ثقيف كذاب ومبير ".
فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت.
لما قلت الحجاج ابن الزبير صلبه على عتبة المدينة، فمر به ابن عمر فوثب عليه، فقال له: السلام عليك يا أبا خبيب، أما والله لقد نهيتك عن هذا ثلاثاً، أما والله ما علمت إن كنت صواماً قواماً وصولاً للرحم، وإن أمة أنت شرهم لأمة صدق، فلما بلغ ذلك الحجاج أمر به فطرح في مقابر اليهود، ثم أرسل إلى أمه أن تأتيه، فأبت أن تأتيه، فأرسل إليها: لتأتين أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك حتى يأتيني بك، فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فلما رأى ذلك لبس سبتيه ثم خرج يتوذف إليها حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، وقد والله كنت ذات نطاقين أما أحدهما، فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه وأما الآخر، فإني كنت أرفع فيه طعام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطعام أبي، فأي ذلك - ويل أمك - عيرته بك؟ أما إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحدثنا أنه سيخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير فأما الكذاب فابن أبي عبيد، وأما المبير فأنت.
قال: فانصرف عنها ولم يراجعها.
قال: وفي رواية يخرج من ثقيف ثلاثة: كذاب ومبير وذيال.
قالت: وأما الذيال فلم نره وسوف يرى.
لما صلب ابن الزبير، دخل ابن عمر المسجد، وذلك حين قتل ابن الزبير وهو مصلوب ومطروح، فقيل له: إن أسماء في ناحية المسجد، فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وأما الأرواح عند الله، فاتقي الله، وعليك بالصبر.
فقالت: وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
قال ابن أبي ملكية: دخلت على أسماء بعدما أصيب ابن الزبير فقالت: بلغني أن الرجل صلب عبد الله اللهم لا تمتني حتى أوتى به فأحنطه وأكفنه، فأتيت به بعد ذلك قبل موتها، فجعلت تحنطه بيدها وتكفنه بعدما ذهب بصرها.
وفي حديث بمعناه: وصلت عليه فما أتت عليها إلا جمعة حتى ماتت وقيل ثلاثة أيام.
وعن أسماء: أنه لما قتل عبد الله بن الزبير، كان عندها شيء أعطاها إياه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرت طارقاً فطلبه، فلما جاءها به سجدت.
قال الركين بن الربيع: دخلت على أسماء وقد كبرت وهي تصلي، وامرأة تقول لها: قومي، اقعدي، افعلي.
من الكبر.
قال هشام: أتى على أسماء مئة عام وما سقط لها سن.
وزاد غيره: ولم ينكر من عقلها شيء.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت:
إذا أنا مت فاغسلوني وحنطوني وكفنوني ولا تذروا علي كفني حنوطاً، ولا تدفنوني ليلاً.
وفي رواية: ولا تتبعوني بنار.
ذات النطاقين التيمية، زوج الزبير بن العوام، وأم عبد الله بن الزبير، وأخت عائشة الصديقة، وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
ويقال: قتلة.
لها صحبة، شهدت أسماء اليرموك مع زوجها الزبير.
حدث هشام عن فاطمة: أن أسماء كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها، أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها، وقالت: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمرنا أن نبردها بالماء.
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، ماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً ".
قال: وقالت أسماء بنت أبي بكر: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني فأقول: يا رب مني ومن أمتي، " فيقول: " ما شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ".
فكان ابن أبي ملكية يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا.
وعن مسلم القري قال: سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها، وكان ابن الزبير ينهى عنها.
فقال: هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رخص فيها، فادخلوا عليها فسلوها.
قال: فدخلنا فإذا امرأة ضخمة عمياء، فقالت: قد رخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أبي واقد صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه شهد اليرموك، قال: وكانت أسماء بنت أبي بكر مع الزبير في خبائها فسمعها تقول للزبير: إن كان الرجل من العدو ليمر يسعى، فتصيب قدميه عروة أطناب خبائي، فيسقط على وجهه ميتاً ما أصابه السلاح.
وسميت أسماء ذات النطاقين لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما تجهز مهاجراً ومعه أبو بكر الصديق أتاهما عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلاً بسفرتهما، ولم يكن لها أشناق، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به.
فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة فقيل لها ذات النطاقين.
وقتلة أمها نزلت فيها: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ".
كانت قتلة قدمت على ابنتها أسماء بنت أبي بكر، وقتلة راغبة عن الإسلام على دين قومها، ومعها ابنها الحارث بن مدرك بن عمر بن مخزوم، فأبت أسماء أن تقبل هديتها حتى تسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألته، فأنزل الله عز وجل: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين " الآيات.
فأدخلتها أسماء وقبلت هديتها.
قال محمد بن مسلمة: تصلون ذوي أرحامكم.
قال ثم نسخ هذا بقوله: " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منه، ويدخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون ".
وكانت أسماء مع ابنها عبد الله حين قتل، وبقيت مائة سنة حتى عميت، وماتت بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين بعد ابنها بليال، وكانت أخت عائشة لأبيها.
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل بن هشام، فوقفوا على
قالت: ثم انصرفوا، فمضى ثلاث ليال ما ندري أين توجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات شعر غنى بها العرب، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج بأعلى مكة: " من الطويل "
جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واغتدوا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قالت: فلما سمعنا قوله، عرفنا حيث وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن وجهه إلى المدينة، وكانوا أربعة: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وعبد الله بن أريقط دليلهما.
وعن أسماء قالت: لما توجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة معه أبو بكر، حمل أبو بكر معه جميع ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف، فأتاني جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره.
فقال: إن هذا والله فجعكم بماله مع نفسه فقلت: كلا يا أبه! قد ترك لنا خيراً كثيراً، فعمدت إلى حجارة فجعلتهن في كوةٍ في البيت، كان أبو بكر يجعل ماله فيها، وغطيت على الأحجار بثوب ثم جئت به، فأخذت يده فوضعتها على الثوب، فقلت: ترك لنا هذا، فجعل يجد مس الحجارة من وراء الثوب، فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم.
ولا والله ما ترك لنا قليلاً ولا كثيراً.
قال كثير أبو الفضل: حدثني رجل من قريش من آل الزبير، أن أسماء بنت أبي بكر أصابها ورم في رأسها ووجهها، وأنها بعثت إلى عائشة بنت أبي بكر: اذكري وجعي لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لعل الله
يشفيني، فذكرت عائشة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجع أسماء، فانطلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى دخل على أسماء، فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب.
فقال: " بسم الله أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك، بسم الله ".
صنع ذلك ثلاث مرات.
فأمرها أن تقول ذلك، فقالت ثلاثة أيام، فذهب الورم.
قال كثير: تصنع ذكر عند حضور الصلوات المكتوبات بقولها وتراً ثلاثاً.
وعن ابن أبي ملكية: أن أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت تصدع، فتضع يدها على رأسها وتقول: بذنبي وما يغفره الله أكثر.
وعن أسماء قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، قالت: فكنت أعلف فرسه، وأكفيه مؤنته، وأسوسه، وأدق النوى لناضحه وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، فكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير الذي أقطعه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ.
قالت: فجئت يوماً والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه نفر من أصحابه، فدعاني، فقال: " إخ إخ " ليحملني خلفه.
قالت: واستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته.
قالت: وكان أغير الناس فعرفه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعني أني استحيت - فمضى.
فجئت الزبير، فقلت: لقيني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب فاستحييت وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قال: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني.
وعن عكرمة: أن أسماء كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديداً عليها، فشكت ذلك إليه.
فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
قال هشام بن عروة: ضرب الزبير أسماء بنت أبي بكر، فصاحت بعبد الله بن الزبير فأقبل، فلما رآه قال: أمك طالق إن دخلت.
فقال له عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟ فاقتحم عليه فخلصها منه، فبانت منه.
قالت أسماء بنت أبي بكر: مر بي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أحصي شيئاً وأكيله، فقال: " يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك ".
قالت: فما أحصيت شيئاً بعد قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج من عندي ولا دخل علي، وما نفد عندي من رزق إلا أخلفه الله.
كانت أسماء تقول لبناتها: يا بناتنا تصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تجدنه، وإن تصدقتن لا تجدن فضله.
كان ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما يختلف.
أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه.
وأما أسماء فإنها كانت لا تدخر شيئاً لغد.
ولما فرض عمر الأعطية، فرض لأسماء بنت أبي بكر ألف درهم.
قال عبد الله بن عروة بن الزبير: قلت لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله.
قال: قلت: فإن ناساً هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشياً عليه، قالت: أعوذ بالله من الشيطان.
حدث عثمان بن حمزة قال: أرسلتني أسماء بنت أبي بكر الصديق إلى السوق، وافتتحت بسورة الطور، فخرجت وقد انتهت إلى " ووقانا عذاب السموم " فذهبت إلى السوق ثم رجعت، وهي تكررها "
ووقانا عذاب السموم " وهي تصلي.
كانت أسماء بنت أبي بكر تمرض المرضة، فتعتق كل مملوك لها.
كانت أسماء اتخذت خنجراً زمن سعيد بن العاص للصوص، وكان استعروا بالمدينة، فكانت تجعله تحت رأسها.
قالت فاطمة بنت المنذر: ما رأيت أسماء لبست إلا معصفرة، حتى لقيت الله عز وجل، وإن كانت تلبس الدرع يقوم قياماً من العصفر.
وكان عروة بن الزبير تعصفر له الملحفة بالدينار، قال: وإن كان لآخر ثوب لبسه لثوب عصفر له بالدينار.
وعن أسماء قالت لعبد الله بن الزبير حين قاتل الحجاج:
يا بني عش كريماً، ومت كريماً، لا يأخذك القوم أسيراً.
وكانت أسماء تقول وابن الزبير يقاتل الحجاج: لمن كانت الدولة اليوم؟ فيقال: للحجاج.
فتقول: ربما أمر باطل، فإذا قيل لها: هي لعبد الله وأصحابه، تقول: اللهم انصر أهل طاعتك ومن غضب لك.
اشتكت أسماء وعبد الله بن الزبير يقاتل الحجاج، وكانت قد كبرت ورقت فنظر إليها، فقال: ما أحسن الموت، فسمعت ذلك العجوز.
فقالت: يا بني والله ما أحب أن أموت يومي هذا حتى أعلم إلى ما تصير إليه، إما ظفرت فذلك الذي نرجو ونسر به، وإما الأخرى فأحتسبك وتمضي لسبيلك.
وفي حديث بمعناه، فقالت له: وإياك أن تعرض على خطة فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت، وإنما عنى ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك، وكانت ابنة مائة سنة.
لما قتل الحجاج يوسف بن عبد الله بن الزبير، دخل على أسماء بنت أبي بكر وقال لها: يا أمه إن أمير المؤمنين أوصاني بك، فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم؛ ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، ومالي من حاجة، ولكن انتظر حتى أحدثك ما
سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إني سمعته يقول: " يخرج من ثقيف كذاب ومبير ".
فأما الكذاب فقد رأيناه - تعني المختار - وأما المبير فأنت.
فقال لها الحجاج: مبير النافقين.
حدث يعلى التيمي قال: دخلت مكة بعدما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام، وهو حينئذ مصلوب، فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل.
فقال الحجاج: المنافق، فقالت: والله ما كان منافقاً، إن كان لصواماً قواماً براً، فقال: انصرفي يا عجوز فإنك قد خرقت.
قالت: لا والله ما خرقت منذ سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " يخرج من ثقيف كذاب ومبير ".
فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت.
لما قلت الحجاج ابن الزبير صلبه على عتبة المدينة، فمر به ابن عمر فوثب عليه، فقال له: السلام عليك يا أبا خبيب، أما والله لقد نهيتك عن هذا ثلاثاً، أما والله ما علمت إن كنت صواماً قواماً وصولاً للرحم، وإن أمة أنت شرهم لأمة صدق، فلما بلغ ذلك الحجاج أمر به فطرح في مقابر اليهود، ثم أرسل إلى أمه أن تأتيه، فأبت أن تأتيه، فأرسل إليها: لتأتين أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك حتى يأتيني بك، فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، فلما رأى ذلك لبس سبتيه ثم خرج يتوذف إليها حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، وقد والله كنت ذات نطاقين أما أحدهما، فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه وأما الآخر، فإني كنت أرفع فيه طعام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطعام أبي، فأي ذلك - ويل أمك - عيرته بك؟ أما إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يحدثنا أنه سيخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير فأما الكذاب فابن أبي عبيد، وأما المبير فأنت.
قال: فانصرف عنها ولم يراجعها.
قال: وفي رواية يخرج من ثقيف ثلاثة: كذاب ومبير وذيال.
قالت: وأما الذيال فلم نره وسوف يرى.
لما صلب ابن الزبير، دخل ابن عمر المسجد، وذلك حين قتل ابن الزبير وهو مصلوب ومطروح، فقيل له: إن أسماء في ناحية المسجد، فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وأما الأرواح عند الله، فاتقي الله، وعليك بالصبر.
فقالت: وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
قال ابن أبي ملكية: دخلت على أسماء بعدما أصيب ابن الزبير فقالت: بلغني أن الرجل صلب عبد الله اللهم لا تمتني حتى أوتى به فأحنطه وأكفنه، فأتيت به بعد ذلك قبل موتها، فجعلت تحنطه بيدها وتكفنه بعدما ذهب بصرها.
وفي حديث بمعناه: وصلت عليه فما أتت عليها إلا جمعة حتى ماتت وقيل ثلاثة أيام.
وعن أسماء: أنه لما قتل عبد الله بن الزبير، كان عندها شيء أعطاها إياه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرت طارقاً فطلبه، فلما جاءها به سجدت.
قال الركين بن الربيع: دخلت على أسماء وقد كبرت وهي تصلي، وامرأة تقول لها: قومي، اقعدي، افعلي.
من الكبر.
قال هشام: أتى على أسماء مئة عام وما سقط لها سن.
وزاد غيره: ولم ينكر من عقلها شيء.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت:
إذا أنا مت فاغسلوني وحنطوني وكفنوني ولا تذروا علي كفني حنوطاً، ولا تدفنوني ليلاً.
وفي رواية: ولا تتبعوني بنار.
أَسْمَاءُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ
- أَسْمَاءُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ابن أبي قحافة عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ. وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وهي أخت عبد الله بن أبي بكر الصديق لأبيه وأمه. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت رسول الله. وهي ذات النطاقين. أخذت نطاقها فشقته باثنين فجعلت واحدا لسفره رسول الله والآخر عصامًا لقربته ليلة خرج رسول الله وأبو بكر إلى الغار. فسميت ذات النطاقين. تزوجها الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصمًا والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ وَفَاطِمَةُ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يهاجر إلى الْمَدِينَةِ. قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ بِهِ إِلا نِطَاقِي. قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالآخَرِ السُّفَرَةَ. فَفَعَلَتْ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَانُوا يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزبير ويصيحون به يا بن ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا. فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: عَيَّرُوكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَهُوَ وَاللَّهِ حَقٌّ. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مَالٌ وَلا مَمْلُوكٌ وَلا شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضحة وَأَعْلِفُهُ وَأَسْقِيهِ الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أكن أحسن أخبز فَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ. قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَعَا لِي ثُمَّ قَالَ: إِخْ إِخْ. لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ. فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَغْيَرِ النَّاسِ. قَالَتْ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى. فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنَاخَ لأَرْكَبَ مَعَهُ فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةُ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ شَدِيدًا عَلَيْهَا فَأَتَتْ أَبَاهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ اصْبِرِي فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ صَالِحٌ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا فَلَمْ تَزَوَّجْ بَعْدَهُ جُمِعَ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ. أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ عَنْ . أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ عُبَيْدٍ عَنْ عُمَيْرٍ أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَ فِي عُنُقِهَا وَرَمٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحَهَا وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ عَافِهَا مِنْ فُحْشِهِ وَأَذَاهُ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كَانَتْ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَتَقُولُ: بَدَنِي وَمَا يَغْفِرُ اللَّهُ أَكْثَرَ. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: كَانَتْ تَقُولُ لِبَنَاتِهَا وَلأَهْلِهَا: أَنْفِقُوا أَوْ أَنْفِقْنَ وَتَصَدَّقْنَ وَلا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرْتُنَّ الْفَضْلَ لَمْ تُفْضِلْنَ شَيْئًا وَإِنْ تَصَدَّقْتُنَّ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْت عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد أَسْعَدَ أَحَدِ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. بِهَدَايَا زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا أَوْ تُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِهَا . قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ» الممتحنة: . إلى قوله: «أولئك هُمُ الظَّالِمُونَ» الممتحنة: . أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا: قُومِي. اقْعُدِي. افْعَلِي. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ فَأَرْسَلَ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِكِسْوَةٍ من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعد ما كُفَّ بَصَرُهَا. قَالَ: فَلَمَسَتْهَا بِيَدِهَا ثُمَّ قَالَتْ: أُفٍّ! رُدُّوا عَلَيْهِ كِسْوَتَهُ. قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: يَا أُمَّهْ إِنَّهُ لا يَشِفُّ. قَالَتْ: إِنَّهَا إِنْ لَمْ تَشِفَّ فَإِنَّهَا تَصِفُ. قال: فَاشْتَرَى لَهَا ثِيَابًا مَرْوِيَّةً وَقَوْهِيَّةً فَقَبِلَتْهَا وَقَالَتْ: مِثْلَ هَذَا فَاكْسُنِي. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَهُ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّهُ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ. قَالَ: وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مَعَ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَدُوِّ لَيَمُرُّ يَسْعَى فَتُصِيبُ قَدَمَهُ عُرْوَةُ أَطْنَابِ خِبَائِي فَيَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ مَيِّتًا مَا أَصَابَهُ السِّلاحُ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا زَمَنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِلُّصُوصِ. وَكَانُوا قَدِ اسْتَعَرُوا بِالْمَدِينَةِ. فَكَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ؟ قَالَتْ: لا وَلَكِنَّهُمُ كَانُوا يَبْكُونَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ الأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ طَلَّقَ أَسْمَاءَ فَأَخَذَ عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ لَبِسَتِ الْمُعَصْفَرَاتِ الْمُشَبَّعَاتِ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ لَيْسَ فِيهَا زَعْفَرَانٌ. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَسْمَاءَ لَبِسَتْ إِلا مُعَصْفَرًا حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ وَإِنْ كَانَتْ لَتَلْبَسُ الدِّرْعَ يَقُومُ قياما من العصفر. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ الْمُشْبَعِ يَقُومُ قِيَامًا. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الأَحْنَفِ النَّخَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ أَسْمَاءَ أتت الحجاج بعد ما ذَهَبَ بَصَرُهَا وَمَعَهَا جَوَارِيهَا فَقَالَتْ: أَيْنَ الْحَجَّاجُ؟ قَالُوا: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا. قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَ فقولوا له يأمره بِهَذِهِ الْعِظَامِ أَنْ تَنْزِلَ وَأَخْبِرُوهُ . حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ. فَقَالَتْ لَهُ: كَذَبْتَ. كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا وَلَكِنَّ . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَوْصَتْ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُونِي وَكَفِّنُونِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا أَوْصَتْ: لا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ هَكَذَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَجْمِرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بن هاون. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَمِّرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تُحَنِّطُونِي فَوْقَ أَكْفَانِي. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لأَهْلِهَا: أَجْمِرُوا ثِيَابِي إِذَا مِتُّ ثُمَّ حَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَمِّرُوا ثِيَابِي عَلَى الْمِشْجَبِ وَحَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى ثِيَابِي شَيْئًا. قَالُوا: وَمَاتَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير بليال. وكان قتله يوم الثلثاء لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
- أَسْمَاءُ بِنْتُ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ابن أبي قحافة عُثْمَان بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ. وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي. وهي أخت عبد الله بن أبي بكر الصديق لأبيه وأمه. أسلمت قديمًا بمكة وبايعت رسول الله. وهي ذات النطاقين. أخذت نطاقها فشقته باثنين فجعلت واحدا لسفره رسول الله والآخر عصامًا لقربته ليلة خرج رسول الله وأبو بكر إلى الغار. فسميت ذات النطاقين. تزوجها الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصمًا والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ وَفَاطِمَةُ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يهاجر إلى الْمَدِينَةِ. قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ فَقُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُهُ بِهِ إِلا نِطَاقِي. قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِي بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالآخَرِ السُّفَرَةَ. فَفَعَلَتْ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ كَانُوا يُقَاتِلُونَ ابْنَ الزبير ويصيحون به يا بن ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا. فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: عَيَّرُوكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَهُوَ وَاللَّهِ حَقٌّ. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مَالٌ وَلا مَمْلُوكٌ وَلا شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضحة وَأَعْلِفُهُ وَأَسْقِيهِ الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أكن أحسن أخبز فَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ. قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ. قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَعَا لِي ثُمَّ قَالَ: إِخْ إِخْ. لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ. فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَغْيَرِ النَّاسِ. قَالَتْ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى. فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنَاخَ لأَرْكَبَ مَعَهُ فَاسْتَحْيَيْتُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةُ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. وَكَانَ شَدِيدًا عَلَيْهَا فَأَتَتْ أَبَاهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ اصْبِرِي فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ صَالِحٌ ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا فَلَمْ تَزَوَّجْ بَعْدَهُ جُمِعَ بَيْنَهُمَا فِي الْجَنَّةِ. أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ عَنْ . أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ عُبَيْدٍ عَنْ عُمَيْرٍ أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَ فِي عُنُقِهَا وَرَمٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحَهَا وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ عَافِهَا مِنْ فُحْشِهِ وَأَذَاهُ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ كَانَتْ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَتَقُولُ: بَدَنِي وَمَا يَغْفِرُ اللَّهُ أَكْثَرَ. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا. أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: كَانَتْ تَقُولُ لِبَنَاتِهَا وَلأَهْلِهَا: أَنْفِقُوا أَوْ أَنْفِقْنَ وَتَصَدَّقْنَ وَلا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرْتُنَّ الْفَضْلَ لَمْ تُفْضِلْنَ شَيْئًا وَإِنْ تَصَدَّقْتُنَّ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا أُسَامَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْت عَبْد الْعُزَّى بْن عَبْد أَسْعَدَ أَحَدِ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. بِهَدَايَا زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا أَوْ تُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِهَا . قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ» الممتحنة: . إلى قوله: «أولئك هُمُ الظَّالِمُونَ» الممتحنة: . أَخْبَرَنَا هِشَامُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا: قُومِي. اقْعُدِي. افْعَلِي. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ فَأَرْسَلَ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِكِسْوَةٍ من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعد ما كُفَّ بَصَرُهَا. قَالَ: فَلَمَسَتْهَا بِيَدِهَا ثُمَّ قَالَتْ: أُفٍّ! رُدُّوا عَلَيْهِ كِسْوَتَهُ. قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: يَا أُمَّهْ إِنَّهُ لا يَشِفُّ. قَالَتْ: إِنَّهَا إِنْ لَمْ تَشِفَّ فَإِنَّهَا تَصِفُ. قال: فَاشْتَرَى لَهَا ثِيَابًا مَرْوِيَّةً وَقَوْهِيَّةً فَقَبِلَتْهَا وَقَالَتْ: مِثْلَ هَذَا فَاكْسُنِي. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَهُ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَنَّهُ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ. قَالَ: وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ مَعَ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَسَمِعْتُهَا وَهِيَ تَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَدُوِّ لَيَمُرُّ يَسْعَى فَتُصِيبُ قَدَمَهُ عُرْوَةُ أَطْنَابِ خِبَائِي فَيَسْقُطُ عَلَى وَجْهِهِ مَيِّتًا مَا أَصَابَهُ السِّلاحُ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا زَمَنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِلُّصُوصِ. وَكَانُوا قَدِ اسْتَعَرُوا بِالْمَدِينَةِ. فَكَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا. أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا الْفُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ؟ قَالَتْ: لا وَلَكِنَّهُمُ كَانُوا يَبْكُونَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ الأَعْطِيَةَ فَفَرَضَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ. أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَنَّ الزُّبَيْرَ طَلَّقَ أَسْمَاءَ فَأَخَذَ عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ لَبِسَتِ الْمُعَصْفَرَاتِ الْمُشَبَّعَاتِ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ لَيْسَ فِيهَا زَعْفَرَانٌ. أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَسْمَاءَ لَبِسَتْ إِلا مُعَصْفَرًا حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ وَإِنْ كَانَتْ لَتَلْبَسُ الدِّرْعَ يَقُومُ قياما من العصفر. أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ. حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تُحْرِمُ فِي الدِّرْعِ الْمُعَصْفَرِ الْمُشْبَعِ يَقُومُ قِيَامًا. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الأَحْنَفِ النَّخَعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ أَسْمَاءَ أتت الحجاج بعد ما ذَهَبَ بَصَرُهَا وَمَعَهَا جَوَارِيهَا فَقَالَتْ: أَيْنَ الْحَجَّاجُ؟ قَالُوا: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا. قَالَتْ: فَإِذَا جَاءَ فقولوا له يأمره بِهَذِهِ الْعِظَامِ أَنْ تَنْزِلَ وَأَخْبِرُوهُ . حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ. فَقَالَتْ لَهُ: كَذَبْتَ. كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا وَلَكِنَّ . أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَوْصَتْ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلُونِي وَكَفِّنُونِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ. أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا أَوْصَتْ: لا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ هَكَذَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَجْمِرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بن هاون. أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَمِّرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تُحَنِّطُونِي فَوْقَ أَكْفَانِي. أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى. حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لأَهْلِهَا: أَجْمِرُوا ثِيَابِي إِذَا مِتُّ ثُمَّ حَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ. أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَمِّرُوا ثِيَابِي عَلَى الْمِشْجَبِ وَحَنِّطُونِي وَلا تَذَرُوا عَلَى ثِيَابِي شَيْئًا. قَالُوا: وَمَاتَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير بليال. وكان قتله يوم الثلثاء لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.
- وأسماء بنت أبي بكر. أمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد بن أسعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. هي أخت عبد الله بن أبي بكر لأبيه وأمه, وهي امرأة الزبير بن العوام. ولدت للزبير عبد الله وعروة والمنذر والمهاجر بني الزبير.
أسماء بنت أبي بكر
ب د ع: أسماء بنت أبي بكر الصديق واسم أبي بكر: عبد الله بن عثمان، القرشية التيمية، زوج الزبير بن العوام، وهي أم عبد الله بن الزبير، وهي ذات النطاقين، وأمها قيلة، وقيل: قتيلة، بنت عبد العزى بن عبد أسعد ابن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
وكانت أسن من عائشة وهي أختها لأبيها وكان عبد الله بن أبي بكر أخا أسماء شقيقها.
قال أبو نعيم: ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة، وكان عمر أبيها لما ولدت نيفا وعشرين سنة، وأسلمت بعد سبعة عشر إنسانا، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فوضعته بقباء.
وإنما قيل لها ذات النطاقين لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبيها سفرة لما هاجرا، فلم تجد ما تشدها به، فشقت نطاقها وشدت السفرة به، فسماها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين، ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب طلاقها، فقيل: إن عبد الله، قال لأبيه: مثلي لا توطأ أمه! فطلقها، وقيل: كانت قد أسنت وولدت للزبير عبد الله، وعروة، والمنذر، وقيل: إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه، قال: أمك طالق إن دخلت، فقال عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟ ! فدخل فخلصها منه، فبانت منه.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابنها عروة، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وأبو بكر وعامر بن عبد الله بن الزبير، والمطلب بن حنطب، ومحمد بن المنكدر، وفاطمة بنت المنذر، وغيرهم.
(2170) أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن يوسف المقري المعروف بابن الأخن، حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، أخبرنا أبو القاسم ابن بنت منيع، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، أخبرنا الليث بن سعد.
ح قال ابن بنت منيع: وحدثنا أبو الجهم المقري، حدثنا ابن عيينة، جميعا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه وهي أسماء، قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: " أتتني أمي وهي راغبة وهي مشركة في عهد قريش، أفاصلها؟ قال: نعم " ثم إن أسماء عاشت وطال عمرها، وعميت وبقيت إلى أن قتل ابنها عبد الله سنة ثلاث وسبعين، وعاشت بعد قتله قيل: عشرة أيام، وقيل: عشرون يوما، وقيل: بضع وعشرون يوما.
حتى أتى جواب عبد الملك بن مروان بإنزال عبد الله ابنها من الخشبة، وماتت ولها مائة سنة، وخبرها مع ابنها لما استشارها في قبول الأمان لما حصره الحجاج، يدل على عقل كبير، ودين متين، وقلب صبور قوي على احتمال الشدائد.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: أسماء بنت أبي بكر الصديق واسم أبي بكر: عبد الله بن عثمان، القرشية التيمية، زوج الزبير بن العوام، وهي أم عبد الله بن الزبير، وهي ذات النطاقين، وأمها قيلة، وقيل: قتيلة، بنت عبد العزى بن عبد أسعد ابن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
وكانت أسن من عائشة وهي أختها لأبيها وكان عبد الله بن أبي بكر أخا أسماء شقيقها.
قال أبو نعيم: ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة، وكان عمر أبيها لما ولدت نيفا وعشرين سنة، وأسلمت بعد سبعة عشر إنسانا، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فوضعته بقباء.
وإنما قيل لها ذات النطاقين لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبيها سفرة لما هاجرا، فلم تجد ما تشدها به، فشقت نطاقها وشدت السفرة به، فسماها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين، ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب طلاقها، فقيل: إن عبد الله، قال لأبيه: مثلي لا توطأ أمه! فطلقها، وقيل: كانت قد أسنت وولدت للزبير عبد الله، وعروة، والمنذر، وقيل: إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه، قال: أمك طالق إن دخلت، فقال عبد الله: أتجعل أمي عرضة ليمينك؟ ! فدخل فخلصها منه، فبانت منه.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابنها عروة، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وأبو بكر وعامر بن عبد الله بن الزبير، والمطلب بن حنطب، ومحمد بن المنكدر، وفاطمة بنت المنذر، وغيرهم.
(2170) أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن يوسف المقري المعروف بابن الأخن، حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، أخبرنا أبو القاسم ابن بنت منيع، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، أخبرنا الليث بن سعد.
ح قال ابن بنت منيع: وحدثنا أبو الجهم المقري، حدثنا ابن عيينة، جميعا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه وهي أسماء، قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت: " أتتني أمي وهي راغبة وهي مشركة في عهد قريش، أفاصلها؟ قال: نعم " ثم إن أسماء عاشت وطال عمرها، وعميت وبقيت إلى أن قتل ابنها عبد الله سنة ثلاث وسبعين، وعاشت بعد قتله قيل: عشرة أيام، وقيل: عشرون يوما، وقيل: بضع وعشرون يوما.
حتى أتى جواب عبد الملك بن مروان بإنزال عبد الله ابنها من الخشبة، وماتت ولها مائة سنة، وخبرها مع ابنها لما استشارها في قبول الأمان لما حصره الحجاج، يدل على عقل كبير، ودين متين، وقلب صبور قوي على احتمال الشدائد.
أخرجه الثلاثة.