إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا الْعجلِيّ أَبُو إِسْحَاق من أهل الْبَصْرَة يروي عَن شُعْبَة وَهَمَّام بن يحيى روى عَنهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان
I pay $140/month to host my websites. If you wish to help, please use the following button (secure payments with Stripe).
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
500100015002000250030003500400045005000550060006500700075008000850090009500100001050011000115001200012500130001350014000145001500015500160001650017000175001800018500190001950020000205002100021500220002250023000235002400024500250002550026000265002700027500280002850029000295003000030500310003150032000325003300033500340003450035000355003600036500370003750038000385003900039500400004050041000415004200042500430004350044000445004500045500460004650047000475004800048500490004950050000505005100051500520005250053000535005400054500550005550056000565005700057500580005850059000595006000060500610006150062000625006300063500640006450065000655006600066500670006750068000685006900069500700007050071000715007200072500730007350074000745007500075500760007650077000775007800078500790007950080000805008100081500820008250083000835008400084500850008550086000865008700087500880008850089000895009000090500910009150092000925009300093500940009450095000955009600096500970009750098000985009900099500100000100500Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو مشابهة بهذا الموضوع
إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن بشير بْن عَبْد اللَّهِ بْن ديسم، أَبُو إِسْحَاق الحربي :
ولد فِي سنة ثمان وتسعين ومائة. وسمع أَبَا نعيم الْفَضْل بْن دُكين، وَعفان بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن صَالِح العجلي، ومُوسَى بْن إسماعيل التبوذكي، وأبا عُمَر الحوضي، ومسددا، وعبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عائشة، وعمرو بْن مرزوق، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، وعلي بْن الجعد، وخلف بْن هِشَام، وعاصم بْن عَلِيّ، ومحمد بْن مقاتل الْمَرْوَزِيُّ، وأَحْمَد بْن يونس، وَمحمد بْن بكار بْن الريان، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن الحماني، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وعثمان بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه القواريري، وخلقا من أمثالهم. روى عنه مُوسَى بْن هارون الحافظ، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر ابن أَبِي داود، وَالحسين المحاملي، ومحمد بْن مخلد، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وإبراهيم بْن حبيش بْن دينار، وعثمان بْن عبدويه، وعبيد اللَّه بْن أَحْمَد بن بكير، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبو عُمَر الزاهد- صاحب ثعلب-، وأبو سهل بْن زياد، ومحمّد بن علي بن علوان المقرئ، والقاضي أبو الحسين ابن الأشناني، ومحمد بن عبد الله الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
وكان إماما في العلم، رأسا في الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعا للغة، وصنف كتبا كثيرة، منها غريب الحديث وغيره، وكان أصله من مرو.
قرأت في كتاب أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن بشران، بخطه: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن حبيش يقول: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بن بشير ابن عَبْد اللَّهِ بْن ديسم الْمَرْوَزِيُّ. قَالَ: أمي تغلبية، وكَانَ أخوَالي نصارى أكثرهم.
فقلت له: لم سميت إِبْرَاهِيم الحربي؟ فَقَالَ: صحبت قوما من الكرخ عَلَى الحَدِيث، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة: من الحربية، فسموني الحربي بذلك. وَقَالَ: قطائعنا فِي المراوزة- يَعْنِي عندنا فِي الكابلية- كان لي فيها اثنتان وعشرون دارا وبستانا، قال ابن حبيش: وكَانَ يصف لنا نخلة نخلة، ودارا دارا. قَالَ: فبعتها وأنفقتها على الحديث، وورثت من خال بحولايا عشرين ومائة جريب فِيهَا رطبة، فلم أفرغ لها، ولا ذهبت أخذت منها لا أصلا ولا فرعا، فذهبت إِلَى الآن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاقُ وَإِبْرَاهِيمُ ابن إسحاق قالا: حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ- زَادَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَعِيدَ بْنَ كَثِيرٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُفْرِكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ عليه السّلام. هَذَا حَدِيثُ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ كُنْتُ لأَحُكُّ الْمَنِيَّ.
وَقَالَت: بِإِصْبَعِهَا فِي رَاحَتِهَا لَمْ تَزِدْنَا عَلَى هَذَا شَيْئًا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن الخليل الجلاب. قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: رأيت أبا سلمة الخزاعي الَّذِي روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل ولم أسمع منه، وكَانَ ينزل ربض حمزة، ورأيت يَحْيَى بْن غيلان وكَانَ ينزل دار أَبِي زيد ولم أسمع منه، وكَانَ عنده عَن أَبِي عوانة ومفضل، وكل طير عندنا فاره فهو من حمام يَحْيَى بْن غيلان. قيل له:
رأيت أبا كامل- يعني مظفر بْن مدرك؟ قَالَ: لا، لم أره؛ وكَانَ ينزل عندنا هاهنا، ومات فِي سنة مات روح بْن عبادة، وكَانَ يسمع منه أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بن
معين، وكَانَا أول ما جاءا إليه لم يحدثهم سنة شيئا، فعدوا الأيام فلما تمت سنة جاءوا فحدثهم، وكَانَ ثقة ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أحمد الرزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: جئت عارم بْن الفضل فطرح لي حصيرا عَلَى الباب، ثم خرج إِلَى فَقَالَ لي: مرحبا، أيش كَانَ خبرك؟ ما رأيتك منذ مدة، قَالَ إِبْرَاهِيم:
وما كنت جئته قبل ذلك. فَقَالَ لي قَالَ ابن المبارك:
أيها الطالب علما ... ائت حماد بْن زيد
فاستفد حلما وعلما ... ثم قيده بقيد
وَالقيد بقيد، وجعل يشير عَلَى أصبعه مرارا. فعلمت أنه قد اختلط فتركته وانصرفت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن جعفر بن غيلان الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عمرو بْن عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج الطوماري. قَالَ: جئت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي وقد فاتني حَدِيث، فأخذته وجئت إليه فقلت: قد فاتني هذا الحَدِيث، فَقَالَ لي: ضعه عَلَى رأسك، فوضعت الجزء عَلَى رأسي، وكَانَ إِلَى جنبه مُحَمَّد بْن خلف وكيع فَقَالَ له: يا سيدي هذا من ولد عَبْد الملك بْن جريج، فأدناني ثم قَالَ:
حَدَّثَنَا أحمد بن منصور، حَدَّثَنَا عفان- ثم قَالَ لوكيع: لو قلت لَكَ حَدَّثَنَا عفان من أين كنت تعلم؟ فَقَالَ رَجُل من أهل خراسان: يا أبا إِسْحَاق لو قلت فِيما لم تسمع من عفّان سمعت ما حول اللَّه هذه الوجوه إليك.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصَّفَّارُ يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي- وحدث عَن حميد بْن زنجويه عَن عَبْد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي بحَدِيث فَقَالَ- اللهم لَكَ الحمد- ورفع يديه فحمد اللَّه، ثم قَالَ: عندي عَن عَبْد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي قمطر، وليس عندي عَن حميد غير هذا الطبق، وأَنَا أَحْمَد اللَّه عَلَى الصدق.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الحافظ: زادني فِيهِ بعض أصحابنا عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ الصفار قَالَ:
فقام رَجُل من المجلس فَقَالَ: يا أبا إِسْحَاق لو قلت فِيما لم تسمع سمعت لم يقبل اللَّه بهذه الوجوه عليك.
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمذاني، حدّثنا الخالدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن ماهان- ويعرف بابن أسد- قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه، كَانَ يكون قميصي أنظف قميص وإزاري أوسخ إزار، ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي مقطوع وفرد عقبي الآخر صحيح، أمشي بهما وأدور بغداد كلها، هذا الجانب، وذلك الجانب، ولا أحدث نفسي أني أصلحها، وما شكوت إِلَى أمي، ولا إلى إخوتي، ولا إلي امرأتي، ولا إلي بناتي قط حمى وجدتها.
الرجل هو الَّذِي يدخل غمه عَلَى نفسه ولا يغم عياله. كَانَ بي شقيقة خمسا وأربعين سنة ما أخبرت بِهَا أحدا قط! ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت بِهِ أحدا، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفِين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت، وإلا بقيت جائعا عطشان إِلَى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف فِي اليوم وَالليلة، إن جاءتني امرأتي أو إحدى بناتي بِهِ أكلته، وإلا بقيت جائعا عطشان إِلَى الليلة الآخرى، وَالآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة إن كَانَ برنيا، أو نيفا وعشرين إن كَانَ دقلا، ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهرا، فقام إفطاري فِي هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف! ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين، فقام نفقة شهر رمضان كله بدرهم وأربعة دوانق ونصف.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، حدثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا الْقَاسِم بْن بكير حدثه قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا، كنت أجيء من عشي إلي عشي وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة ين أو باقة فجل.
وَقَالَ عُمَر: سمعت أبا عَلِيّ الخياط المعروف بالميت يقول: كنت يوما جالسا مع إِبْرَاهِيم عَلَى باب داره، فلما أن أصبحنا قَالَ لي: يا أبا عَلِيّ، قم إِلَى شغلك فإن عندي فجلة قد أكلت البارحة خضرها أقوم أتغدى بجزرتها.
حدّثني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن أيّوب العكبري يقول: سمعت الحربي- يَعْنِي إِبْرَاهِيم- يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء واحد في يوم مرتين.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي- حفظا- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: قال أحمد بن سلمان القطيعيّ: ضقت إضاقة فمضيت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي لأبثه ما أنا فيه فقال لي: لا يضق صدرك، فإن اللَّه من وراء المعونة؛ وإني ضقت مرة حتى انتهى أمري فِي الإضاقة إِلَى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت لي الزوجة:
هب أني وإياك نصبر، فكيف نصنع بِهَاتين الصبيتين؟ فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه أو نرهنه، فضننت بذاك. وقلت: اقترضي لهما شيئا وأنظريني بقية اليوم وَالليلة، وكَانَ لي بيت فِي دهليز داري فِيهِ كتبي. فكنت أجلس فيه للنسخ وللنظر، فلما كَانَ فِي تلك الليلة إذا داق يدق الباب. فقلت: من هذا؟ فَقَالَ: رَجُل من الجيران؛ فقلت: ادخل! فَقَالَ: اطفِئ السراج حتى أدخل، فكبيت عَلَى السراج شيئا وقلت: ادخل، فدخل وترك إِلَى جانبي شيئا، وانصرف فكشفت عَنِ السراج ونظرت فإذا منديل له قيمة، وفِيهِ أنواع من الطعام، وكاغد فيه خمسمائة درهم، فدعوت الزوجة وقلت: أنبهي الصبيان حتى يأكلوا. ولما كَانَ من الغد قضينا دينا كَانَ عَلَيْنَا من تلك الدراهم، وكَانَ وقت مجيء الحاج من خراسان، فجلست عَلى بابي من غد تلك الليلة وإذا جمال يقود جملين عليهما حملان ورقا وَهُوَ يسأل عَن منزل إِبْرَاهِيم الحربي، فانتهى إلي فقلت: أَنَا إِبْرَاهِيم الحربي، فحط الحملين، وَقَالَ: هذان الحملان أنفذهما لَكَ رَجُل من أهل خراسان، فقلت: من هو؟ فَقَالَ: قد استحلفني أن لا أقول من هو.
أَخْبَرَنِي أَبُو نصر مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله القاضي- بالدّينور- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق السني الحافظ قَالَ: سمعت أبا عثمان الرازي يقول: جَاءَ رَجُل من أصحاب المعتضد إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد، يسأله عَن أمر أمير المؤمنين تفرقة ذلك فرده، فانصرف الرسول، ثم عاد فَقَالَ: إن أمير المؤمنين يسألك أن تفرقه فِي جيرانك، فَقَالَ: عافاك اللَّه هذا مال لم نشغل أنفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفرقته، قل لأمير المؤمنين إن تركتنا وإلا تحولنا من جوارك! حدّثني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو القاسم بن الجبلي قَالَ: اعتل إِبْرَاهِيم الحربي علة حتى أشرف عَلَى الموت، فدخلت إليه يوما فَقَالَ لي: يا أبا الْقَاسِم، أَنَا فِي أمر عظيم مع ابنتي، ثم قَالَ لها:
قومي اخرجي إِلَى عمك، فخرجت فألقت عَلَى وجهها خمارها، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: هذا
عمك كلميه، فقالت لي: يا عم نحن فِي أمر عظيم، لا فِي الدُّنْيَا ولا في الآخرة، الشهر والدهر مالنا طعام إلا كسر يابسة وملح، وربما عدمنا الملح، وبالأمس قد وجه إليه المعتضد مع بدر ألف دينار فلم يأخذها، ووجه إليه فلان وفلان فلم يأخذ منها شيئا.
وَهُوَ عليل. فالتفت الحربيّ إليها، وتبسم فقال لها: يا بنية إنما خفت الفقر؟ قال: نعم.
فَقَالَ لها: انظري إِلَى تلك الزاوية، فنظرت فإذا كتب، فَقَالَ: هناك اثنا عشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي، إذا مت فوجهي فِي كل يوم بجزء تبيعيه بدرهم، فمن كَانَ عنده اثنا عشر ألف درهم ليس هو فقير! أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز. قَالَ: سمعت أبا عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي يقول: سمعت ثعلبا يقول: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة! قَالَ أَبُو عُمَر: وسمعت ثعلبا يقول ذلك مرارا.
قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، وسمعت أبا الحسين بن المنادي يقول: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس نحو أو لغة خمسين سنة.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالَ: قَالَ عُمَر بْن أَحْمَد بْن هارون المقرئ قَالَ لنا أَبُو القاسم بن بكير: سمعت إِبْرَاهِيم يقول: بقيت عَلَى سور الرهينة عشرين سنة أكتب.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت أبا سعد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد الإستراباذي يقول:
سمعت أبا أَحْمَد بْن عدي يقول: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قَالَ رَجُل لإبراهيم الحربي: كيف قويت عَلَى جميع هذه الكتب؟ قال: فغضب وقال: بلحمي ودمي.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قَالَ: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: قَالَ إِبْرَاهِيم الحربي: ما أخذت عَلَى علم قط أجرا إلا مرة واحدة، فإني وقفت عَلَى بقال فوزنت له قيراطا إلا فلسا، فسألني عَن مسألة فأجبته، فَقَالَ للغلام: أعطه بقيراط ولا تنقصه شيئا، فزادني فلسا.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْمَعْرُوفَ بِالْحَرْبِيِّ يَقُولُ- وَقَدْ سَأَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ عَبَّاسٍ الْبَقَّالِ- فقال: أخرجت إِلَى الْكَبْشِ وَوَزَنْتُ لِعَبَّاسٍ الْبَقَّالِ دَانِقًا إِلا
فَلْسًا، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ حدِّثني حَدِيثًا فِي السَّخَاءِ، فَلَعَلَّ اللَّهُ يَشْرَحُ صَدْرِي فَأَعْمَلُ شَيْئًا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ مَارًّا فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَسْوَدَ بِيَدِهِ رَغِيفٌ يَأْكُلُ لُقْمَةً وَيُطْعِمُ الْكَلْبَ لُقْمَةً، إِلَى أَنْ شَاطَرَهُ الرَّغِيفَ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ شَاطَرْتَهُ وَلَمْ تُغَابِنْهُ فِيهِ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ:
اسْتَحَتْ عَيْنَايَ مِنْ عَيْنَيْهِ أَنْ أُغَابِنَهُ، فَقَالَ لَهُ: غُلامُ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: غُلامُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: وَالْحَائِطُ؟ قَالَ لأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لا بَرَحْتَ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكَ، فَمَرَّ وَاشْتَرَى الْغُلامَ وَالْحَائِطَ، وَجَاءَ إِلَى الْغُلامِ فَقَالَ: يَا غُلامُ قَدِ اشْتَرَيْتُكَ، قَالَ: فَقَامَ قَائِمًا فَقَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلَكَ يَا مَوْلايَ، قال: وقد اشترى الحائط وأنت حر لوجه الله، والحائظ هِبَةٌ مِنِّي إِلَيْكَ. قَالَ:
فَقَالَ الْغُلامُ: يَا مَوْلايَ قَدْ وَهَبْتُ الْحَائِطَ لِلَّذِي وَهَبْتَنِي لَهُ! قال: فقال عبّاس البقال:
أحسن وَاللَّهِ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، لأَبِي إِسْحَاقَ دَانِقٌ إِلا فلسا أعطه بِدَانِقٍ مَا يُرِيدُ. فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ لا أَخَذْتُ إِلا بِدَانِقٍ إِلا فِلْسًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إِسْحَاق الجلاب قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحربي: كان لنا جار نخاس في البيت يقال له عَبَّاس، قد أتى عَلَيْهِ خمس وثمانون سنة، قال: فسألته امرأة عَن مسألة فقالت له:
زوج ابنتي طلقها. قَالَ: فرضيت أَنْتَ وأبوها؟ قَالَت: لا، قَالَ: لا يجوز حتى ترضى الأم وَالأب! قَالَ: فقالت له: قد سألت أبا إِسْحَاق فَقَالَ قد طلقت. قَالَ: فَقَالَ ويدري أَبُو إِسْحَاق؟! أَنَا أبصر من أَبِي إِسْحَاق وأعلم وأكبر، أَنَا ألقيت عَلَى أَبِي إِسْحَاق مسألة فلم يخرج منها.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الملحمي الْقَاضِي قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: كَانَ أَبِي يقول: امض إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ: لما مات سَعِيد بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، جَاءَ إِبْرَاهِيم- يَعْنِي الحربي- إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد، فقام إليه عَبْد اللَّهِ فَقَالَ: تقوم إِلَى؟ قَالَ: لم لا أقوم، وَالله لو رآك أَبِي لقام إليك. قَالَ:
وَالله لو رأى ابْن عيينة أباك لقام إليه.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، حدّثني عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لي أَبُو
عَلِيّ الحسين بْن فهم- وذكر إِبْرَاهِيم الحربي-: وَالله يا أبا مُحَمَّد لا ترى عيناك مثل أَبِي إِسْحَاق أيام الدُّنْيَا، ولقد رأيت وجالست الناس من صنوف أهل العلم وَالحذق بكل فن منه، فما رأيت رجلا أكمل فِي ذلك كله من أَبِي إِسْحَاق رحمه الله.
أخبرني أبو بكر أحمد بن عبد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن صَالِح الْقَاضِي يقول: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي فِي الأدب، وَالفقه، وَالحَدِيث، وَالزهد.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن الطل الأنباري- بها- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أبي عبد الله القرنجلي اللخمي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي- وما رأيت بعيني مثله- أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الخليل البزاز قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي. يقول: فِي كتاب أَبِي عبيد غريب الحَدِيث ثلاثة وخمسون حَدِيثا ليس لها أصل، قد عَلَّمْتُ عليها فِي كتاب السروي، منها:
أتت امرأة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفِي يدها مناجد .
ونهى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن لبس السراويلات المخرفجة .
وأتى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم أهل قاه .
وَقَالَ عُمَر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو أمرت بهذا البيت فَسُفِّرَ .
وعن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ للنساء: إذا جعتن خجلتن، وإذا شبعتن دقعتن
. أَخْبَرَنِي أبو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن جَعْفَر بن حمدان القصري، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الحربي: لا تحدث فتسخن عينك كما سخنت عيني. فقلت له: فما أعمل؟ قَالَ:
تطأطئ رأسك وتسكت. فقلت: فأنت لم تحدث؟ قَالَ: ليس وجهي من خشب.
حَدَّثَنِي أَبُو الفرج عَبْد الوهاب بْن عَبْد العزيز بْن الحارث التميمي قَالَ: قرئ على
أَبِي الحسين العتكي وأَنَا أسمع قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب فِي زمانكم هذا؟ فَقَالَ واحد منهم: الغريب من نأى عَن وطنه، وَقَالَ آخر: الغريب من فارق أحبابه، وَقَالَ كل واحد منهم شيئا، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: الغريب فِي زماننا رَجُل صَالِح عاش بين قوم صَالِحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عَنِ المنكر أعانوه وإن احتاج إِلَى سبب من الدُّنْيَا مانوه، ثم ماتوا وتركوه!! حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه قَالَ: اجتمع إِبْرَاهِيم الحربي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب، فَقَالَ ثعلب لإبراهيم: متى يستغنى الرجل عَن ملاقاة العلماء؟ فَقَالَ له إِبْرَاهِيم: إذا علم ما قالوا، وَإِلَى أي شيء ذهبوا فِيما قالوا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أبي جعفر الأخرم، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن عمر الطوماري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف وكيع. قَالَ: كَانَ لإبراهيم الحربي ابْن، وكَانَ له إحدى عشرة سنة قد حفظ القرآن، ولقنه من الفقه شيئا كثيرا، قَالَ: فمات، فجئت أعزيه، قَالَ: فَقَالَ لي: كنت أشتهي موت ابني هذا، قَالَ: قلت: يا أبا إِسْحَاق أَنْتَ عالم الدُّنْيَا تقول مثل هذا فِي صبي قد أنجب، ولقنته الحَدِيث وَالفقه؟ قَالَ: نعم، رأيت فِي النوم كأن القيامة قد قامت، وكأن صبيانا بأيديهم قلال فِيهَا ماء يستقبلون الناس يسقونهم، وكأن اليوم يوم حار شديد حره، قَالَ: فقلت لأحدهم: أسقني من هذا الماء، قَالَ: فنظر إِلَى وَقَالَ: ليس أَنْتَ أَبِي.
فقلت: فأيش أَنْتَم؟ قَالَ: فَقَالَ: نحن الصبيان الَّذِين متنا فِي دار الدُّنْيَا، وخلفنا آباءنا نستقبلهم فنسقيهم الماء، قَالَ: فلهذا تمنيت موته.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قَالَ:
حضرت مع أَبِي وأخي عند أَبِي إِسْحَاق- يَعْنِي إِبْرَاهِيم الحربي- فَقَالَ إِبْرَاهِيم لأبي:
هؤلاء أولادك؟ قَالَ: نعم! قَالَ: احذر لا يرونك حيث نهاك اللَّه فتسقط من أعينهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر لا أحدث عنه بشيء، لأني رأيته مع المغرب وبيده نعله مبادرا، فقلت: إِلَى أين؟ قَالَ: ألحق الصلاة مع أَبِي عَبْد اللَّهِ، قلت: من أَبُو عَبْد اللَّهِ؟ قال: ابن أبي دؤاد. فقلت: والله لأحدثت عنك.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم السّقطيّ- بجرجان- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن الحسين شعبة، حدّثنا أحمد بن جعفر
الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الكاتب قَالَ: كنت يوما عند مُحَمَّد بْن يزيد المبرد فأنشدني هذين البيتين:
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم فِي غربة وَالروح فِي وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا ... لا روح فِيهِ ولي روح بلا بدن
ثم قَالَ: ما أظن قَالَت الشعراء أحسن من هذا! فقلت: ولا قول الآخر؟ قَالَ:
هيه، قلت الَّذِي يقول:
فارقتكم ومكثت بعدكم ... ما هكذا كَانَ الَّذِي يجب
فالآن ألقى الناس معتذرا ... من أن أعيش وأَنْتَم غيب
قَالَ: ولا هذا. قلت ولا قول خالد الكاتب:
روحان لي روح تضمنها ... جسدي وأخرى حازها بلد
وأظن غائبتي كشاهدتي ... بمكَانَها تجد الَّذِي أجد
قَالَ: ولا هذا. قلت: أَنْتَ إذا هويت الشيء ملت إليه ولم تعدل إِلَى غيره قَالَ: لا ولكنه الحق. فأتيت ثعلبا فأخبرته فقال ثعلب: ألا أنشدته:
غابوا فصار الجسم من بعدهم ... ما تنظر العين له فيا
بأي وجه أتلقاهم ... إذا رأوني بعدهم حيا؟
يا خجلتي منه ومن قوله ... ما ضرك الفقد لنا شيا
قَالَ: فأتيت إبراهيم بن إسحاق الحربي فأخبرته، فقال: ألا أنشدته:
يا حيائي ممن أحب إذا ما ... قَالَ بعد الفراق أني حييت؟
لو صدقت الهوى حبيبا على الصّحّ ... ة لما نأى لكنت تموت
قَالَ: فرجعت إِلَى المبرد. فَقَالَ: أستغفر اللَّه إلا هذين البيتين- يَعْنِي بيتي إِبْرَاهِيم-.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا محبوب ابن مُحَمَّد البرديجي قاضي سراوان قَالَ: أنشدنا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن زكريا العدوي- ببغداد- قَالَ: أنشدني إِبْرَاهِيم الحربي:
أنكرت ذلي فأي شيء ... أحسن من ذلة المحب؟
أليس شوقي وفَيْض دمعي ... وضعف جسمي شهود حبي؟
قَالَ إِبْرَاهِيم: هؤلاء شهود ثقات. أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا الحسين بْن أَحْمَد الصيرفِي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَلِيّ الطوسي قَالَ: أنشدنا بعض أصحابنا لإبراهيم الحربي- وقد قرأ رَجُل ضرير عنده فلم يكن طيب الصوت-:
اثنان إذا عدا ... فخير لهم الموت
فقير ماله زهد ... وأعمى ماله صوت
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الملك بن محمد بن سلمان العطّار، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: ما أنشدت بيتا من الشعر قط إلا قرأت بعده: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
ثلاث مرات.
أَخْبَرَنِي محمّد بن جعفر بن علان، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ الطوماري قَالَ: أنشدنا إِبْرَاهِيم الحربي:
إذا مات المعالج من سقام ... فِيوشك للمعالج أن يموت
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الأرموي قَالَ: سمعت أبا يعلى الحافظ القزويني يقول: سمعت حمزة بْن مُحَمَّد العلوي يقول: سمعت عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري يقول: دخلنا عَلَى إِبْرَاهِيم الحربي- وَهُوَ مريض- وقد كَانَ يحمل ماؤه إِلَى الطبيب، وكَانَ يجيء إليه فِيعالجه، فجاءت الجارية وردت الماء وقالت: مات الطبيب! فبكى ثم أنشأ يقول:
إذا مات المعالج من سقام ... فِيوشك للمعالج أن يموت
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أبي الطّيّب، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ- وقد دخل عَلَيْهِ قوم يعودونه- فقالوا: كيف تجدك يا أبا إِسْحَاق؟ قَالَ: أجدني كما قَالَ الشاعر:
دبّ فيّ البلاء سفلا وعلوا ... وأراني أذوب عضوا فعضوا
بليت جدتي بطاعة نفسي ... فتذكرت طاعة اللَّه نضوا
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيُّ: إِبْرَاهِيم الحربي ثقة.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عَن إِبْرَاهِيم الحربي فَقَالَ: كَانَ إماما وكَانَ يقاس بأَحْمَد بْن حَنْبَل فِي زهده وعلمه وورعه.
وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع فِي كل علم، صدوق.
مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف ابن يَعْقُوب الْقَاضِي فِي شارع باب الأنبار، وكَانَ الجمع كثيرا جدا، وكَانَ يوما فِي عقب مطر ووحل، ودفن فِي بيته، رحمه اللَّه.
ولد فِي سنة ثمان وتسعين ومائة. وسمع أَبَا نعيم الْفَضْل بْن دُكين، وَعفان بْن مسلم، وعبد اللَّه بْن صَالِح العجلي، ومُوسَى بْن إسماعيل التبوذكي، وأبا عُمَر الحوضي، ومسددا، وعبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عائشة، وعمرو بْن مرزوق، وسعيد بْن سُلَيْمَان الواسطي، وعلي بْن الجعد، وخلف بْن هِشَام، وعاصم بْن عَلِيّ، ومحمد بْن مقاتل الْمَرْوَزِيُّ، وأَحْمَد بْن يونس، وَمحمد بْن بكار بْن الريان، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن الحماني، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وعثمان بْن أَبِي شيبة، وعبيد اللَّه القواريري، وخلقا من أمثالهم. روى عنه مُوسَى بْن هارون الحافظ، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر ابن أَبِي داود، وَالحسين المحاملي، ومحمد بْن مخلد، وأبو بكر بن الأنباري النحوي، وإبراهيم بْن حبيش بْن دينار، وعثمان بْن عبدويه، وعبيد اللَّه بْن أَحْمَد بن بكير، وأبو عمرو بن السماك، وأَحْمَد بْن سلمان النجاد، وأبو عُمَر الزاهد- صاحب ثعلب-، وأبو سهل بْن زياد، ومحمّد بن علي بن علوان المقرئ، والقاضي أبو الحسين ابن الأشناني، ومحمد بن عبد الله الشافعي، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
وكان إماما في العلم، رأسا في الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعا للغة، وصنف كتبا كثيرة، منها غريب الحديث وغيره، وكان أصله من مرو.
قرأت في كتاب أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن بشران، بخطه: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن حبيش يقول: سمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم بن بشير ابن عَبْد اللَّهِ بْن ديسم الْمَرْوَزِيُّ. قَالَ: أمي تغلبية، وكَانَ أخوَالي نصارى أكثرهم.
فقلت له: لم سميت إِبْرَاهِيم الحربي؟ فَقَالَ: صحبت قوما من الكرخ عَلَى الحَدِيث، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة: من الحربية، فسموني الحربي بذلك. وَقَالَ: قطائعنا فِي المراوزة- يَعْنِي عندنا فِي الكابلية- كان لي فيها اثنتان وعشرون دارا وبستانا، قال ابن حبيش: وكَانَ يصف لنا نخلة نخلة، ودارا دارا. قَالَ: فبعتها وأنفقتها على الحديث، وورثت من خال بحولايا عشرين ومائة جريب فِيهَا رطبة، فلم أفرغ لها، ولا ذهبت أخذت منها لا أصلا ولا فرعا، فذهبت إِلَى الآن.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ المحاملي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاقُ وَإِبْرَاهِيمُ ابن إسحاق قالا: حدّثنا أبو نعيم، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ- زَادَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَعِيدَ بْنَ كَثِيرٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أُفْرِكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ عليه السّلام. هَذَا حَدِيثُ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ كُنْتُ لأَحُكُّ الْمَنِيَّ.
وَقَالَت: بِإِصْبَعِهَا فِي رَاحَتِهَا لَمْ تَزِدْنَا عَلَى هَذَا شَيْئًا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن الخليل الجلاب. قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: رأيت أبا سلمة الخزاعي الَّذِي روى عنه أَحْمَد بْن حَنْبَل ولم أسمع منه، وكَانَ ينزل ربض حمزة، ورأيت يَحْيَى بْن غيلان وكَانَ ينزل دار أَبِي زيد ولم أسمع منه، وكَانَ عنده عَن أَبِي عوانة ومفضل، وكل طير عندنا فاره فهو من حمام يَحْيَى بْن غيلان. قيل له:
رأيت أبا كامل- يعني مظفر بْن مدرك؟ قَالَ: لا، لم أره؛ وكَانَ ينزل عندنا هاهنا، ومات فِي سنة مات روح بْن عبادة، وكَانَ يسمع منه أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بن
معين، وكَانَا أول ما جاءا إليه لم يحدثهم سنة شيئا، فعدوا الأيام فلما تمت سنة جاءوا فحدثهم، وكَانَ ثقة ليس بِهِ بأس.
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن أحمد الرزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشافعي قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: جئت عارم بْن الفضل فطرح لي حصيرا عَلَى الباب، ثم خرج إِلَى فَقَالَ لي: مرحبا، أيش كَانَ خبرك؟ ما رأيتك منذ مدة، قَالَ إِبْرَاهِيم:
وما كنت جئته قبل ذلك. فَقَالَ لي قَالَ ابن المبارك:
أيها الطالب علما ... ائت حماد بْن زيد
فاستفد حلما وعلما ... ثم قيده بقيد
وَالقيد بقيد، وجعل يشير عَلَى أصبعه مرارا. فعلمت أنه قد اختلط فتركته وانصرفت.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن جعفر بن غيلان الشروطي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن عمرو بْن عَبْد الملك بْن عَبْد العزيز بْن جريج الطوماري. قَالَ: جئت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي وقد فاتني حَدِيث، فأخذته وجئت إليه فقلت: قد فاتني هذا الحَدِيث، فَقَالَ لي: ضعه عَلَى رأسك، فوضعت الجزء عَلَى رأسي، وكَانَ إِلَى جنبه مُحَمَّد بْن خلف وكيع فَقَالَ له: يا سيدي هذا من ولد عَبْد الملك بْن جريج، فأدناني ثم قَالَ:
حَدَّثَنَا أحمد بن منصور، حَدَّثَنَا عفان- ثم قَالَ لوكيع: لو قلت لَكَ حَدَّثَنَا عفان من أين كنت تعلم؟ فَقَالَ رَجُل من أهل خراسان: يا أبا إِسْحَاق لو قلت فِيما لم تسمع من عفّان سمعت ما حول اللَّه هذه الوجوه إليك.
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المروروذي، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعتُ أَبَا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الصَّفَّارُ يقول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي- وحدث عَن حميد بْن زنجويه عَن عَبْد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي بحَدِيث فَقَالَ- اللهم لَكَ الحمد- ورفع يديه فحمد اللَّه، ثم قَالَ: عندي عَن عَبْد اللَّهِ بْن صَالِح العجلي قمطر، وليس عندي عَن حميد غير هذا الطبق، وأَنَا أَحْمَد اللَّه عَلَى الصدق.
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الحافظ: زادني فِيهِ بعض أصحابنا عَن أَبِي عَبْد اللَّهِ الصفار قَالَ:
فقام رَجُل من المجلس فَقَالَ: يا أبا إِسْحَاق لو قلت فِيما لم تسمع سمعت لم يقبل اللَّه بهذه الوجوه عليك.
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن جهضم الهمذاني، حدّثنا الخالدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن ماهان- ويعرف بابن أسد- قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه، كَانَ يكون قميصي أنظف قميص وإزاري أوسخ إزار، ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي مقطوع وفرد عقبي الآخر صحيح، أمشي بهما وأدور بغداد كلها، هذا الجانب، وذلك الجانب، ولا أحدث نفسي أني أصلحها، وما شكوت إِلَى أمي، ولا إلى إخوتي، ولا إلي امرأتي، ولا إلي بناتي قط حمى وجدتها.
الرجل هو الَّذِي يدخل غمه عَلَى نفسه ولا يغم عياله. كَانَ بي شقيقة خمسا وأربعين سنة ما أخبرت بِهَا أحدا قط! ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت بِهِ أحدا، وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفِين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت، وإلا بقيت جائعا عطشان إِلَى الليلة الثانية، وأفنيت ثلاثين سنة من عمري برغيف فِي اليوم وَالليلة، إن جاءتني امرأتي أو إحدى بناتي بِهِ أكلته، وإلا بقيت جائعا عطشان إِلَى الليلة الآخرى، وَالآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة إن كَانَ برنيا، أو نيفا وعشرين إن كَانَ دقلا، ومرضت ابنتي فمضت امرأتي فأقامت عندها شهرا، فقام إفطاري فِي هذا الشهر بدرهم ودانقين ونصف! ودخلت الحمام واشتريت لهم صابونا بدانقين، فقام نفقة شهر رمضان كله بدرهم وأربعة دوانق ونصف.
أَخْبَرَنِي عبيد اللَّه بْن أَبِي الفتح، حدثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ أن أبا الْقَاسِم بْن بكير حدثه قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئا، كنت أجيء من عشي إلي عشي وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة ين أو باقة فجل.
وَقَالَ عُمَر: سمعت أبا عَلِيّ الخياط المعروف بالميت يقول: كنت يوما جالسا مع إِبْرَاهِيم عَلَى باب داره، فلما أن أصبحنا قَالَ لي: يا أبا عَلِيّ، قم إِلَى شغلك فإن عندي فجلة قد أكلت البارحة خضرها أقوم أتغدى بجزرتها.
حدّثني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان قَالَ:
سمعت أبا بكر بْن أيّوب العكبري يقول: سمعت الحربي- يَعْنِي إِبْرَاهِيم- يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء واحد في يوم مرتين.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحربي- حفظا- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْن بْن سمعون يَقُولُ: قال أحمد بن سلمان القطيعيّ: ضقت إضاقة فمضيت إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي لأبثه ما أنا فيه فقال لي: لا يضق صدرك، فإن اللَّه من وراء المعونة؛ وإني ضقت مرة حتى انتهى أمري فِي الإضاقة إِلَى أن عدم عيالي قوتهم، فقالت لي الزوجة:
هب أني وإياك نصبر، فكيف نصنع بِهَاتين الصبيتين؟ فهات شيئا من كتبك حتى نبيعه أو نرهنه، فضننت بذاك. وقلت: اقترضي لهما شيئا وأنظريني بقية اليوم وَالليلة، وكَانَ لي بيت فِي دهليز داري فِيهِ كتبي. فكنت أجلس فيه للنسخ وللنظر، فلما كَانَ فِي تلك الليلة إذا داق يدق الباب. فقلت: من هذا؟ فَقَالَ: رَجُل من الجيران؛ فقلت: ادخل! فَقَالَ: اطفِئ السراج حتى أدخل، فكبيت عَلَى السراج شيئا وقلت: ادخل، فدخل وترك إِلَى جانبي شيئا، وانصرف فكشفت عَنِ السراج ونظرت فإذا منديل له قيمة، وفِيهِ أنواع من الطعام، وكاغد فيه خمسمائة درهم، فدعوت الزوجة وقلت: أنبهي الصبيان حتى يأكلوا. ولما كَانَ من الغد قضينا دينا كَانَ عَلَيْنَا من تلك الدراهم، وكَانَ وقت مجيء الحاج من خراسان، فجلست عَلى بابي من غد تلك الليلة وإذا جمال يقود جملين عليهما حملان ورقا وَهُوَ يسأل عَن منزل إِبْرَاهِيم الحربي، فانتهى إلي فقلت: أَنَا إِبْرَاهِيم الحربي، فحط الحملين، وَقَالَ: هذان الحملان أنفذهما لَكَ رَجُل من أهل خراسان، فقلت: من هو؟ فَقَالَ: قد استحلفني أن لا أقول من هو.
أَخْبَرَنِي أَبُو نصر مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله القاضي- بالدّينور- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق السني الحافظ قَالَ: سمعت أبا عثمان الرازي يقول: جَاءَ رَجُل من أصحاب المعتضد إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي بعشرة آلاف درهم من عند المعتضد، يسأله عَن أمر أمير المؤمنين تفرقة ذلك فرده، فانصرف الرسول، ثم عاد فَقَالَ: إن أمير المؤمنين يسألك أن تفرقه فِي جيرانك، فَقَالَ: عافاك اللَّه هذا مال لم نشغل أنفسنا بجمعه فلا نشغلها بتفرقته، قل لأمير المؤمنين إن تركتنا وإلا تحولنا من جوارك! حدّثني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، حدّثنا أحمد بن مروان، حدّثنا أبو القاسم بن الجبلي قَالَ: اعتل إِبْرَاهِيم الحربي علة حتى أشرف عَلَى الموت، فدخلت إليه يوما فَقَالَ لي: يا أبا الْقَاسِم، أَنَا فِي أمر عظيم مع ابنتي، ثم قَالَ لها:
قومي اخرجي إِلَى عمك، فخرجت فألقت عَلَى وجهها خمارها، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: هذا
عمك كلميه، فقالت لي: يا عم نحن فِي أمر عظيم، لا فِي الدُّنْيَا ولا في الآخرة، الشهر والدهر مالنا طعام إلا كسر يابسة وملح، وربما عدمنا الملح، وبالأمس قد وجه إليه المعتضد مع بدر ألف دينار فلم يأخذها، ووجه إليه فلان وفلان فلم يأخذ منها شيئا.
وَهُوَ عليل. فالتفت الحربيّ إليها، وتبسم فقال لها: يا بنية إنما خفت الفقر؟ قال: نعم.
فَقَالَ لها: انظري إِلَى تلك الزاوية، فنظرت فإذا كتب، فَقَالَ: هناك اثنا عشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي، إذا مت فوجهي فِي كل يوم بجزء تبيعيه بدرهم، فمن كَانَ عنده اثنا عشر ألف درهم ليس هو فقير! أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز. قَالَ: سمعت أبا عُمَر مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد اللغوي يقول: سمعت ثعلبا يقول: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة! قَالَ أَبُو عُمَر: وسمعت ثعلبا يقول ذلك مرارا.
قَالَ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، وسمعت أبا الحسين بن المنادي يقول: سمعت أَحْمَد بْن يَحْيَى يقول: ما فقدت إِبْرَاهِيم الحربي من مجلس نحو أو لغة خمسين سنة.
حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ قَالَ: قَالَ عُمَر بْن أَحْمَد بْن هارون المقرئ قَالَ لنا أَبُو القاسم بن بكير: سمعت إِبْرَاهِيم يقول: بقيت عَلَى سور الرهينة عشرين سنة أكتب.
حَدَّثَنِي الأزهري قَالَ: سمعت أبا سعد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد الإستراباذي يقول:
سمعت أبا أَحْمَد بْن عدي يقول: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قَالَ رَجُل لإبراهيم الحربي: كيف قويت عَلَى جميع هذه الكتب؟ قال: فغضب وقال: بلحمي ودمي.
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السكري قَالَ: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: قَالَ إِبْرَاهِيم الحربي: ما أخذت عَلَى علم قط أجرا إلا مرة واحدة، فإني وقفت عَلَى بقال فوزنت له قيراطا إلا فلسا، فسألني عَن مسألة فأجبته، فَقَالَ للغلام: أعطه بقيراط ولا تنقصه شيئا، فزادني فلسا.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعيد الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْمَعْرُوفَ بِالْحَرْبِيِّ يَقُولُ- وَقَدْ سَأَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ عَبَّاسٍ الْبَقَّالِ- فقال: أخرجت إِلَى الْكَبْشِ وَوَزَنْتُ لِعَبَّاسٍ الْبَقَّالِ دَانِقًا إِلا
فَلْسًا، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ حدِّثني حَدِيثًا فِي السَّخَاءِ، فَلَعَلَّ اللَّهُ يَشْرَحُ صَدْرِي فَأَعْمَلُ شَيْئًا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ مَارًّا فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَسْوَدَ بِيَدِهِ رَغِيفٌ يَأْكُلُ لُقْمَةً وَيُطْعِمُ الْكَلْبَ لُقْمَةً، إِلَى أَنْ شَاطَرَهُ الرَّغِيفَ. فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ شَاطَرْتَهُ وَلَمْ تُغَابِنْهُ فِيهِ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ:
اسْتَحَتْ عَيْنَايَ مِنْ عَيْنَيْهِ أَنْ أُغَابِنَهُ، فَقَالَ لَهُ: غُلامُ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: غُلامُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: وَالْحَائِطُ؟ قَالَ لأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لا بَرَحْتَ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكَ، فَمَرَّ وَاشْتَرَى الْغُلامَ وَالْحَائِطَ، وَجَاءَ إِلَى الْغُلامِ فَقَالَ: يَا غُلامُ قَدِ اشْتَرَيْتُكَ، قَالَ: فَقَامَ قَائِمًا فَقَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلَكَ يَا مَوْلايَ، قال: وقد اشترى الحائط وأنت حر لوجه الله، والحائظ هِبَةٌ مِنِّي إِلَيْكَ. قَالَ:
فَقَالَ الْغُلامُ: يَا مَوْلايَ قَدْ وَهَبْتُ الْحَائِطَ لِلَّذِي وَهَبْتَنِي لَهُ! قال: فقال عبّاس البقال:
أحسن وَاللَّهِ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، لأَبِي إِسْحَاقَ دَانِقٌ إِلا فلسا أعطه بِدَانِقٍ مَا يُرِيدُ. فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ لا أَخَذْتُ إِلا بِدَانِقٍ إِلا فِلْسًا.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أبي جعفر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سليمان ابن إِسْحَاق الجلاب قَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاق الحربي: كان لنا جار نخاس في البيت يقال له عَبَّاس، قد أتى عَلَيْهِ خمس وثمانون سنة، قال: فسألته امرأة عَن مسألة فقالت له:
زوج ابنتي طلقها. قَالَ: فرضيت أَنْتَ وأبوها؟ قَالَت: لا، قَالَ: لا يجوز حتى ترضى الأم وَالأب! قَالَ: فقالت له: قد سألت أبا إِسْحَاق فَقَالَ قد طلقت. قَالَ: فَقَالَ ويدري أَبُو إِسْحَاق؟! أَنَا أبصر من أَبِي إِسْحَاق وأعلم وأكبر، أَنَا ألقيت عَلَى أَبِي إِسْحَاق مسألة فلم يخرج منها.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الملحمي الْقَاضِي قَالَ: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد يقول: كَانَ أَبِي يقول: امض إِلَى إِبْرَاهِيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ: لما مات سَعِيد بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، جَاءَ إِبْرَاهِيم- يَعْنِي الحربي- إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد، فقام إليه عَبْد اللَّهِ فَقَالَ: تقوم إِلَى؟ قَالَ: لم لا أقوم، وَالله لو رآك أَبِي لقام إليك. قَالَ:
وَالله لو رأى ابْن عيينة أباك لقام إليه.
حَدَّثَنِي عَبْد الْعَزِيزِ بْن أَبِي طَاهِر الصوفِي، حدّثني عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حدثنا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن زبر، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لي أَبُو
عَلِيّ الحسين بْن فهم- وذكر إِبْرَاهِيم الحربي-: وَالله يا أبا مُحَمَّد لا ترى عيناك مثل أَبِي إِسْحَاق أيام الدُّنْيَا، ولقد رأيت وجالست الناس من صنوف أهل العلم وَالحذق بكل فن منه، فما رأيت رجلا أكمل فِي ذلك كله من أَبِي إِسْحَاق رحمه الله.
أخبرني أبو بكر أحمد بن عبد الواحد المنكدري، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الحافظ- بنيسابور- قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن صَالِح الْقَاضِي يقول: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي فِي الأدب، وَالفقه، وَالحَدِيث، وَالزهد.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي الْحَسَن الساحلي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن الطل الأنباري- بها- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أبي عبد الله القرنجلي اللخمي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي- وما رأيت بعيني مثله- أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الخليل البزاز قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي. يقول: فِي كتاب أَبِي عبيد غريب الحَدِيث ثلاثة وخمسون حَدِيثا ليس لها أصل، قد عَلَّمْتُ عليها فِي كتاب السروي، منها:
أتت امرأة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفِي يدها مناجد .
ونهى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن لبس السراويلات المخرفجة .
وأتى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم أهل قاه .
وَقَالَ عُمَر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو أمرت بهذا البيت فَسُفِّرَ .
وعن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ للنساء: إذا جعتن خجلتن، وإذا شبعتن دقعتن
. أَخْبَرَنِي أبو الفرج الطناجيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن جَعْفَر بن حمدان القصري، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بْن مسروق قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم الحربي: لا تحدث فتسخن عينك كما سخنت عيني. فقلت له: فما أعمل؟ قَالَ:
تطأطئ رأسك وتسكت. فقلت: فأنت لم تحدث؟ قَالَ: ليس وجهي من خشب.
حَدَّثَنِي أَبُو الفرج عَبْد الوهاب بْن عَبْد العزيز بْن الحارث التميمي قَالَ: قرئ على
أَبِي الحسين العتكي وأَنَا أسمع قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب فِي زمانكم هذا؟ فَقَالَ واحد منهم: الغريب من نأى عَن وطنه، وَقَالَ آخر: الغريب من فارق أحبابه، وَقَالَ كل واحد منهم شيئا، فَقَالَ إِبْرَاهِيم: الغريب فِي زماننا رَجُل صَالِح عاش بين قوم صَالِحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عَنِ المنكر أعانوه وإن احتاج إِلَى سبب من الدُّنْيَا مانوه، ثم ماتوا وتركوه!! حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد الخلّال، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه قَالَ: اجتمع إِبْرَاهِيم الحربي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى ثعلب، فَقَالَ ثعلب لإبراهيم: متى يستغنى الرجل عَن ملاقاة العلماء؟ فَقَالَ له إِبْرَاهِيم: إذا علم ما قالوا، وَإِلَى أي شيء ذهبوا فِيما قالوا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ أبي جعفر الأخرم، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن عمر الطوماري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن خلف وكيع. قَالَ: كَانَ لإبراهيم الحربي ابْن، وكَانَ له إحدى عشرة سنة قد حفظ القرآن، ولقنه من الفقه شيئا كثيرا، قَالَ: فمات، فجئت أعزيه، قَالَ: فَقَالَ لي: كنت أشتهي موت ابني هذا، قَالَ: قلت: يا أبا إِسْحَاق أَنْتَ عالم الدُّنْيَا تقول مثل هذا فِي صبي قد أنجب، ولقنته الحَدِيث وَالفقه؟ قَالَ: نعم، رأيت فِي النوم كأن القيامة قد قامت، وكأن صبيانا بأيديهم قلال فِيهَا ماء يستقبلون الناس يسقونهم، وكأن اليوم يوم حار شديد حره، قَالَ: فقلت لأحدهم: أسقني من هذا الماء، قَالَ: فنظر إِلَى وَقَالَ: ليس أَنْتَ أَبِي.
فقلت: فأيش أَنْتَم؟ قَالَ: فَقَالَ: نحن الصبيان الَّذِين متنا فِي دار الدُّنْيَا، وخلفنا آباءنا نستقبلهم فنسقيهم الماء، قَالَ: فلهذا تمنيت موته.
أخبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه، أَخْبَرَنَا مقاتل بْن مُحَمَّد بْن بنان العكي قَالَ:
حضرت مع أَبِي وأخي عند أَبِي إِسْحَاق- يَعْنِي إِبْرَاهِيم الحربي- فَقَالَ إِبْرَاهِيم لأبي:
هؤلاء أولادك؟ قَالَ: نعم! قَالَ: احذر لا يرونك حيث نهاك اللَّه فتسقط من أعينهم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي بكر، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الشافعي قَالَ:
سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: عندي عن علي بن المديني قمطر لا أحدث عنه بشيء، لأني رأيته مع المغرب وبيده نعله مبادرا، فقلت: إِلَى أين؟ قَالَ: ألحق الصلاة مع أَبِي عَبْد اللَّهِ، قلت: من أَبُو عَبْد اللَّهِ؟ قال: ابن أبي دؤاد. فقلت: والله لأحدثت عنك.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن مُحَمَّد أخو الخلال، أخبرنا إبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم السّقطيّ- بجرجان- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيّ أَحْمَد بْن الحسين شعبة، حدّثنا أحمد بن جعفر
الهاشمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الكاتب قَالَ: كنت يوما عند مُحَمَّد بْن يزيد المبرد فأنشدني هذين البيتين:
جسمي معي غير أن الروح عندكم ... فالجسم فِي غربة وَالروح فِي وطن
فليعجب الناس مني أن لي بدنا ... لا روح فِيهِ ولي روح بلا بدن
ثم قَالَ: ما أظن قَالَت الشعراء أحسن من هذا! فقلت: ولا قول الآخر؟ قَالَ:
هيه، قلت الَّذِي يقول:
فارقتكم ومكثت بعدكم ... ما هكذا كَانَ الَّذِي يجب
فالآن ألقى الناس معتذرا ... من أن أعيش وأَنْتَم غيب
قَالَ: ولا هذا. قلت ولا قول خالد الكاتب:
روحان لي روح تضمنها ... جسدي وأخرى حازها بلد
وأظن غائبتي كشاهدتي ... بمكَانَها تجد الَّذِي أجد
قَالَ: ولا هذا. قلت: أَنْتَ إذا هويت الشيء ملت إليه ولم تعدل إِلَى غيره قَالَ: لا ولكنه الحق. فأتيت ثعلبا فأخبرته فقال ثعلب: ألا أنشدته:
غابوا فصار الجسم من بعدهم ... ما تنظر العين له فيا
بأي وجه أتلقاهم ... إذا رأوني بعدهم حيا؟
يا خجلتي منه ومن قوله ... ما ضرك الفقد لنا شيا
قَالَ: فأتيت إبراهيم بن إسحاق الحربي فأخبرته، فقال: ألا أنشدته:
يا حيائي ممن أحب إذا ما ... قَالَ بعد الفراق أني حييت؟
لو صدقت الهوى حبيبا على الصّحّ ... ة لما نأى لكنت تموت
قَالَ: فرجعت إِلَى المبرد. فَقَالَ: أستغفر اللَّه إلا هذين البيتين- يَعْنِي بيتي إِبْرَاهِيم-.
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور مُحَمَّد بْن عيسى بْن عبد العزيز البزاز- بهمذان- حدّثنا محبوب ابن مُحَمَّد البرديجي قاضي سراوان قَالَ: أنشدنا أَبُو سَعِيد الْحَسَن بْن زكريا العدوي- ببغداد- قَالَ: أنشدني إِبْرَاهِيم الحربي:
أنكرت ذلي فأي شيء ... أحسن من ذلة المحب؟
أليس شوقي وفَيْض دمعي ... وضعف جسمي شهود حبي؟
قَالَ إِبْرَاهِيم: هؤلاء شهود ثقات. أَخْبَرَنِي الأزهري قَالَ: أنشدنا الحسين بْن أَحْمَد الصيرفِي قَالَ: أنشدنا أَبُو عَلِيّ الطوسي قَالَ: أنشدنا بعض أصحابنا لإبراهيم الحربي- وقد قرأ رَجُل ضرير عنده فلم يكن طيب الصوت-:
اثنان إذا عدا ... فخير لهم الموت
فقير ماله زهد ... وأعمى ماله صوت
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الملك بن محمد بن سلمان العطّار، أخبرنا أبو الفضل عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الزهري قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول: ما أنشدت بيتا من الشعر قط إلا قرأت بعده: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
ثلاث مرات.
أَخْبَرَنِي محمّد بن جعفر بن علان، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيّ الطوماري قَالَ: أنشدنا إِبْرَاهِيم الحربي:
إذا مات المعالج من سقام ... فِيوشك للمعالج أن يموت
حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عَبْد الغفار بْن عَبْد الواحد الأرموي قَالَ: سمعت أبا يعلى الحافظ القزويني يقول: سمعت حمزة بْن مُحَمَّد العلوي يقول: سمعت عِيسَى بْن مُحَمَّد الطوماري يقول: دخلنا عَلَى إِبْرَاهِيم الحربي- وَهُوَ مريض- وقد كَانَ يحمل ماؤه إِلَى الطبيب، وكَانَ يجيء إليه فِيعالجه، فجاءت الجارية وردت الماء وقالت: مات الطبيب! فبكى ثم أنشأ يقول:
إذا مات المعالج من سقام ... فِيوشك للمعالج أن يموت
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أبي الطّيّب، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن الْبَزَّازُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ- وقد دخل عَلَيْهِ قوم يعودونه- فقالوا: كيف تجدك يا أبا إِسْحَاق؟ قَالَ: أجدني كما قَالَ الشاعر:
دبّ فيّ البلاء سفلا وعلوا ... وأراني أذوب عضوا فعضوا
بليت جدتي بطاعة نفسي ... فتذكرت طاعة اللَّه نضوا
حَدَّثَنِي الأَزْهَرِيُّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيُّ: إِبْرَاهِيم الحربي ثقة.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل الدارقطني عَن إِبْرَاهِيم الحربي فَقَالَ: كَانَ إماما وكَانَ يقاس بأَحْمَد بْن حَنْبَل فِي زهده وعلمه وورعه.
وحَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي الفتح، عَنْ أَبِي الْحَسَن الدارقطني قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ إِبْراهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع فِي كل علم، صدوق.
مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحربي يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة، ودفن يوم الثلاثاء لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين، وصلى عَلَيْهِ يُوسُف ابن يَعْقُوب الْقَاضِي فِي شارع باب الأنبار، وكَانَ الجمع كثيرا جدا، وكَانَ يوما فِي عقب مطر ووحل، ودفن فِي بيته، رحمه اللَّه.
إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا أَبُو إِسْحَاق الْعجلِيّ الضَّرِير الْمعلم
يروي عَن خَالِد الوَاسِطِيّ وَهَمَّام وَأبي بكر ابْن عَيَّاش
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول والْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مُنكر وَقَالَ التِّرْمِذِيّ كَأَن حَدِيثه مَوْضُوع لَا يشبه حَدِيث النَّاس وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ ابْن عدي حدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل
يروي عَن خَالِد الوَاسِطِيّ وَهَمَّام وَأبي بكر ابْن عَيَّاش
قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول والْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ مُنكر وَقَالَ التِّرْمِذِيّ كَأَن حَدِيثه مَوْضُوع لَا يشبه حَدِيث النَّاس وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ ابْن عدي حدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل
إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا أَبُو إِسْحَاق الْعجلِيّ الْبَصْرِيّ الْمعلم تكلم عَنهُ بِكَلَام بشع وَقد ذكر لَهُ بن الْجَوْزِيّ حَدِيثا فِي مَوْضُوعَاته فِي إِعْطَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَام لمعاوية سفرجلا ثمَّ قَالَ قَالَ أَبُو حَاتِم بن حبَان وَهَذَا شَيْء مَوْضُوع لَا أصل لَهُ من حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا رَوَاهُ بن عمر ولاابن دِينَار حدث عَنهُ وَإِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا يَأْتِي عَن الثِّقَات بِمَا لَا يشبه حَدِيث الاثبات أَن لم يكن بالمتعد لَهَا فَهُوَ المدلس عَن الْكَذَّابين وَقَالَ بن عدي حدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل أَيْن وجد انْتهى وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه وَيُشبه أَن يكون مَا ذكره من تَتِمَّة كَلَام بن عدي وَمن بلاياه فَذكر حَدِيثا فِي إِعْطَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَام لمعاوية ثَلَاث سفرجلات وَقَالَ القي بِهن فِي الْجنَّة وَهُوَ الحَدِيث الْمَذْكُور قبله.
إبراهيم بن زكريا العجلي الضرير أبو إسحاق.
* حدّث عن الثقات بالبواطيل، قاله أحمد بن عدي الحافظ (السنن الكبرى: 1/ 435 - 436).
* حدّث عن الثقات بالبواطيل، قاله أحمد بن عدي الحافظ (السنن الكبرى: 1/ 435 - 436).
إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَبُو إِسْحَاق الزهري :
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. سمع أباه، وابن شهاب الزهري وهشام بْن عروة، وصَالِح بْن كيسان، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يسار. روى عنه يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهاد، وشعبة بْن الحجاج، وَالليث بْن سعد، وابناه يَعْقُوب وسعد ابنا إبراهيم، ونوح ابن يزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بْن هارون، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بْن داود الهاشمي، وعبد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ الأويسي، وعلي بْن الجعد، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركَانَي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل وغيرهم.
كَانَ قد نزل بَغْدَاد وَأقام بِهَا إِلَى حين وَفاته، ولم يزل ببغداد من عقبه جماعة يروون العلم حتى انقرضوا بأخرة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن الحسن الجرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حَنْبَل بْنُ إِسْحَاقَ. قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن داود الهاشمي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ»
. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ هِشَامٍ شَيْئًا إِلا هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبِيبُ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثني عمي سعد بن محمّد الزّهريّ، حدّثنا عمي أحمد بن سعد، حدّثنا علي بن الجعد، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتخذ خاتما فصه حبشي.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق. وحدّثنا عمارة بن هارون بن الحسن، حدّثنا أحمد بن سعد الزّهريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ عَنْ حَدِيثٍ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَالَ لِي: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ ابْنِهِ؟ قُلْتُ: وَأَيْنَ ذَا؟ قَالَ: نَازِلٌ عَلَى عُمَارَةَ بْنِ حَمْزَةَ. فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه إليّ- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: وإبراهيم بْن سعد ولي بيت المال ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان. قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ:
ولد إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثمان ومائة. أَخْبَرَنِي بذلك بعض ولده.
أنبأَنَا أَبُو عَبْد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدّثنا الحسين بن أحمد الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: قَالَ صَالِح بْن مُحَمَّد:
إِبْرَاهِيم بْن سعد سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كَانَ صغيرا حين سمع من الزهري وأنبأَنَا ابن الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدّثنا علي بن الحسين بن حبان: وجدتُ فِي كتاب أَبِي بِخط يده عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد أثبت من الوليد بْن كثير، ومن ابْن إِسْحَاق جميعا. وسئل أَبُو زكريا: أيهما أحب إليك فِي الزهري؛ إِبْرَاهِيم بْن سعد أو ابْن أَبِي ذئب؟ فَقَالَ: إِبْرَاهِيم أحب إلي من ابْن أَبِي ذئب فِي الزهري، ابْن أَبِي ذئب يقولون لم يصحح عَنِ الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الجوري يقول: قلت ليحيى بْن معين:
فصَالِح بْن كيسان؟ قَالَ: ليس بِهِ بأس فِي الزهري. قيل ليحيى: إِبْرَاهِيم بْن سعد، قَالَ: وليس بِهِ بأس. وَقَالَ عَبَّاس: سمعت يَحْيَى يقول- فِي حَدِيث جمع القرآن- ليس أحد حدث بِهِ أحسن من إِبْرَاهِيم بْن سعد، وقد حدث مالك منه بطرف.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول.
وأَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد ثقة. زاد بْن أَبِي مريم: حجة .
أَخْبَرَنَا أَبُو تمام عَبْد الكريم وأبو الغنائم عَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن ابن الفضل بْن المأمون. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى البخاريّ، حدّثنا محمود بن إسحاق الخزاعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري.
قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن حمزة: كَانَ عند إِبْرَاهِيم بْن سعد عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق نحو من سبعة عشر ألف حَدِيث فِي الأحكام، سوى المغازي. وإبراهيم بْن سعد من أكثر أهل المدينة حَدِيثا فِي زمانه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال:
سمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل. قَالَ: كَانَ وكيع كف عَن حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سعد، ثم حدث عنه بعد. قلت: لم؟ قَالَ: لا أدري، إِبْرَاهِيم ثقة ! أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مدني ثقة، يقال: أنه كَانَ أسود .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد صدوق، من أهل المدينة، وأبوه كَانَ من جلة المسلمين، وكَانَ عَلى قضاء المدينة .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد بْن مهران الصفار الضرير، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن خلف بْن قديد أبو القاسم- بمصر- حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كثير بْن عفِير، عَن أَبِيهِ. قَالَ: قدم إِبْرَاهِيم بن
سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عَنِ الغناء فافتي بتحليله، وأتاه بعض أصحاب الحَدِيث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنى. فَقَالَ: لقد كنت حريصا عَلَى أن أسمع منك، فأما الآن فلا سمعت منك حَدِيثا أبدا. فَقَالَ: إذا لا أفقد إلا شخصك. عَلَيَّ وعَلَيَّ إن حدثت ببغداد ما أقمت حَدِيثا حتى أغنى قبله، وشاعت هذه عنه في بغداد، فبلغت الرشيد فدعا بِهِ فسأله عَن حَدِيث المخزومية التي قطعها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سرقة الحلى، فدعا بعود، فَقَالَ الرشيد:
أعود المجمر؟ قَالَ: لا، ولكن عود الطرب. فتبسم ففهمها إِبْرَاهِيم بْن سعد، فَقَالَ:
لعله بلغك يا أمير المؤمنين حَدِيث السفِيهِ الَّذِي آذاني بالأمس وألجأني إِلَى أن حلفت؟
قَالَ: نعم! ودعا له الرشيد بعود فغناه:
يا أم طلحة إنّ البين قد أفدا ... قل الثواء لئن كَانَ الرحيل غدا
فقال الرشيد: من كَانَ من فقهائكم يكره السماع؟ قَالَ: من ربطه اللَّه. قَالَ: فهل بلغك عَن مالك بْن أنس فِي هذا شيء؟ قَالَ: لا وَالله إلا أن أَبِي أَخْبَرَنِي أنهم اجتمعوا فِي مدعاة كَانَت فِي بني يربوع، وهم يومئذ جلة، ومالك أقلهم من فقهه وقدره، ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون، ومع مالك دف مربع وَهُوَ يغنيهم:
سليمى أجمعت بينا ... فأين لقاؤها أينا
وقد قَالَت لأتراب ... لها زهر تلاقينا
تعالين فقد طاب ... لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم. وفِي هذه السنة مات إِبْرَاهِيم بْن سعد وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة، يكنى أبا إِسْحَاق.
قلت: قد اختلف فِي وقت وفاته.
فأخبرنا عبد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قَالَ: ومات إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثنتين أو ثلاث وثمانين.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل الْقَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفين. قال: قال علي بن المديني: مات إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثلاث وثمانين ومائة، مات وَهُوَ ابْن ثلاث وسبعين.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بشر الإسفراييني- بِهَا- حدّثكم عبد الله ابن محمّد بن ناجية، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عباد. قَالا: مات إِبْرَاهِيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد. قال: إبراهيم بن سعد ابن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن بْن عوف الزهري، ويكنى أبا إِسْحَاق مات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن سعد الزهري ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، ودفن فِي مقابر باب التبن.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وإبراهيم بْن سعد أَبُو إِسْحَاق مات ببغداد، يقال سنة ثلاث وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عمران الجوري- فِي كتابه إلي من شيراز- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن حمدان بْن الحضر، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: سنة أربع وثمانين ومائة فِيهَا مات إِبْرَاهِيم بْن سعد، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين، ويكنى أبا إِسْحَاق.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ: سمعت أبا مروان العثماني يقول: سمعت من إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة خمس وثمانين، ومات بعد ذلك .
من أهل مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. سمع أباه، وابن شهاب الزهري وهشام بْن عروة، وصَالِح بْن كيسان، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يسار. روى عنه يزيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهاد، وشعبة بْن الحجاج، وَالليث بْن سعد، وابناه يَعْقُوب وسعد ابنا إبراهيم، ونوح ابن يزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بْن هارون، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب، وأبو داود الطيالسي، وسليمان بْن داود الهاشمي، وعبد العزيز بْن عَبْد اللَّهِ الأويسي، وعلي بْن الجعد، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر الوركَانَي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل وغيرهم.
كَانَ قد نزل بَغْدَاد وَأقام بِهَا إِلَى حين وَفاته، ولم يزل ببغداد من عقبه جماعة يروون العلم حتى انقرضوا بأخرة.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أحمد بن الحسن الجرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ. وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بن أبي بكر، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حَدَّثَنَا حَنْبَل بْنُ إِسْحَاقَ. قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن داود الهاشمي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ»
. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ هِشَامٍ شَيْئًا إِلا هَذَا الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبِيبُ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْل عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ، حدّثني عمي سعد بن محمّد الزّهريّ، حدّثنا عمي أحمد بن سعد، حدّثنا علي بن الجعد، حدّثنا شعبة، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتخذ خاتما فصه حبشي.
أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أخبرنا مخلد بن جعفر الدّقّاق. وحدّثنا عمارة بن هارون بن الحسن، حدّثنا أحمد بن سعد الزّهريّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ عَنْ حَدِيثٍ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَالَ لِي: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ ابْنِهِ؟ قُلْتُ: وَأَيْنَ ذَا؟ قَالَ: نَازِلٌ عَلَى عُمَارَةَ بْنِ حَمْزَةَ. فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثَنِي عَنِ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن عدي بْن زحر البصري- فِي كتابه إليّ- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سُلَيْمَان بْن الأشعث يقول: وإبراهيم بْن سعد ولي بيت المال ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، حدثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بْن جَعْفَر بْن حمدان. قالوا: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ:
ولد إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثمان ومائة. أَخْبَرَنِي بذلك بعض ولده.
أنبأَنَا أَبُو عَبْد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، حدّثنا الحسين بن أحمد الهروي، حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن محمود الْفَقِيه قَالَ: قَالَ صَالِح بْن مُحَمَّد:
إِبْرَاهِيم بْن سعد سماعه من الزهري ليس بذاك لأنه كَانَ صغيرا حين سمع من الزهري وأنبأَنَا ابن الكاتب، أخبرنا محمّد بن حميد المخرمي، حدّثنا علي بن الحسين بن حبان: وجدتُ فِي كتاب أَبِي بِخط يده عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد أثبت من الوليد بْن كثير، ومن ابْن إِسْحَاق جميعا. وسئل أَبُو زكريا: أيهما أحب إليك فِي الزهري؛ إِبْرَاهِيم بْن سعد أو ابْن أَبِي ذئب؟ فَقَالَ: إِبْرَاهِيم أحب إلي من ابْن أَبِي ذئب فِي الزهري، ابْن أَبِي ذئب يقولون لم يصحح عَنِ الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الجوري يقول: قلت ليحيى بْن معين:
فصَالِح بْن كيسان؟ قَالَ: ليس بِهِ بأس فِي الزهري. قيل ليحيى: إِبْرَاهِيم بْن سعد، قَالَ: وليس بِهِ بأس. وَقَالَ عَبَّاس: سمعت يَحْيَى يقول- فِي حَدِيث جمع القرآن- ليس أحد حدث بِهِ أحسن من إِبْرَاهِيم بْن سعد، وقد حدث مالك منه بطرف.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن عبد الله الأنماطيّ، أخبرنا محمّد بن المظفّر، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري، حَدَّثَنَا أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول.
وأَخْبَرَنِي عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى السكري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الشافعي، حدّثنا جعفر بن محمّد الأزهر، حَدَّثَنَا ابْن الغلابي، عَن يَحْيَى بْن معين. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد ثقة. زاد بْن أَبِي مريم: حجة .
أَخْبَرَنَا أَبُو تمام عَبْد الكريم وأبو الغنائم عَبْد الصمد ابنا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن الحسن ابن الفضل بْن المأمون. قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن موسى البخاريّ، حدّثنا محمود بن إسحاق الخزاعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البخاري.
قَالَ: قَالَ لي إِبْرَاهِيم بْن حمزة: كَانَ عند إِبْرَاهِيم بْن سعد عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق نحو من سبعة عشر ألف حَدِيث فِي الأحكام، سوى المغازي. وإبراهيم بْن سعد من أكثر أهل المدينة حَدِيثا فِي زمانه.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال:
سمعت أَحْمَد بْن حَنْبَل. قَالَ: كَانَ وكيع كف عَن حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سعد، ثم حدث عنه بعد. قلت: لم؟ قَالَ: لا أدري، إِبْرَاهِيم ثقة ! أَخْبَرَنَا حمزة بْن مُحَمَّد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ مدني ثقة، يقال: أنه كَانَ أسود .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بن طلحة المقرئ، أَخْبَرَنَا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد صدوق، من أهل المدينة، وأبوه كَانَ من جلة المسلمين، وكَانَ عَلى قضاء المدينة .
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي المعدّل، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يزيد بْن مهران الصفار الضرير، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن خلف بْن قديد أبو القاسم- بمصر- حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن كثير بْن عفِير، عَن أَبِيهِ. قَالَ: قدم إِبْرَاهِيم بن
سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة، فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عَنِ الغناء فافتي بتحليله، وأتاه بعض أصحاب الحَدِيث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنى. فَقَالَ: لقد كنت حريصا عَلَى أن أسمع منك، فأما الآن فلا سمعت منك حَدِيثا أبدا. فَقَالَ: إذا لا أفقد إلا شخصك. عَلَيَّ وعَلَيَّ إن حدثت ببغداد ما أقمت حَدِيثا حتى أغنى قبله، وشاعت هذه عنه في بغداد، فبلغت الرشيد فدعا بِهِ فسأله عَن حَدِيث المخزومية التي قطعها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سرقة الحلى، فدعا بعود، فَقَالَ الرشيد:
أعود المجمر؟ قَالَ: لا، ولكن عود الطرب. فتبسم ففهمها إِبْرَاهِيم بْن سعد، فَقَالَ:
لعله بلغك يا أمير المؤمنين حَدِيث السفِيهِ الَّذِي آذاني بالأمس وألجأني إِلَى أن حلفت؟
قَالَ: نعم! ودعا له الرشيد بعود فغناه:
يا أم طلحة إنّ البين قد أفدا ... قل الثواء لئن كَانَ الرحيل غدا
فقال الرشيد: من كَانَ من فقهائكم يكره السماع؟ قَالَ: من ربطه اللَّه. قَالَ: فهل بلغك عَن مالك بْن أنس فِي هذا شيء؟ قَالَ: لا وَالله إلا أن أَبِي أَخْبَرَنِي أنهم اجتمعوا فِي مدعاة كَانَت فِي بني يربوع، وهم يومئذ جلة، ومالك أقلهم من فقهه وقدره، ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون، ومع مالك دف مربع وَهُوَ يغنيهم:
سليمى أجمعت بينا ... فأين لقاؤها أينا
وقد قَالَت لأتراب ... لها زهر تلاقينا
تعالين فقد طاب ... لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم. وفِي هذه السنة مات إِبْرَاهِيم بْن سعد وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة، يكنى أبا إِسْحَاق.
قلت: قد اختلف فِي وقت وفاته.
فأخبرنا عبد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى. قَالَ: ومات إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثنتين أو ثلاث وثمانين.
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْفَضْل الْقَطَّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفين. قال: قال علي بن المديني: مات إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة ثلاث وثمانين ومائة، مات وَهُوَ ابْن ثلاث وسبعين.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي، حَدَّثَنَا خليفة بْن خياط.
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بشر الإسفراييني- بِهَا- حدّثكم عبد الله ابن محمّد بن ناجية، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عباد. قَالا: مات إِبْرَاهِيم بن سعد سنة ثلاث وثمانين.
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن سعد. قال: إبراهيم بن سعد ابن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن بْن عوف الزهري، ويكنى أبا إِسْحَاق مات ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معروف قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مات إِبْرَاهِيم بْن سعد الزهري ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومائة، ودفن فِي مقابر باب التبن.
أَخْبَرَنَا الحسين بْن علي الصيمري، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير. قَالَ: وإبراهيم بْن سعد أَبُو إِسْحَاق مات ببغداد، يقال سنة ثلاث وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن أَبِي بكر، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عمران الجوري- فِي كتابه إلي من شيراز- قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن حمدان بْن الحضر، حَدَّثَنَا أحمد بن يونس الضبي. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حسان الزيادي. قَالَ: سنة أربع وثمانين ومائة فِيهَا مات إِبْرَاهِيم بْن سعد، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين، ويكنى أبا إِسْحَاق.
أَخْبَرَنِي ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبار قَالَ: سمعت أبا مروان العثماني يقول: سمعت من إِبْرَاهِيم بْن سعد سنة خمس وثمانين، ومات بعد ذلك .