إبراهيم بن أحمد بن اللّيث أبو المظفر
الأزدي الكاتب كاتب الأمير وهسوذان بن محمد بن مملان الرّوادي الكرديّ قدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وأربعمئة؛ وله رسالة يذكر فيها ما رآه في طريقه، ومن لقي من العلماء والأدباء، ويصف فيها حسن جامع دمشق؛ كتب بها إلى بعض الكتّاب بأصبهان.
وكان إبراهيم من أهل الفضل، ورسالته تدل على فضله؛ فممّا ذكر فيها أبياتاً للقنوع المعرّي وكان قد لقيه بالمعرّة وذكر أنه رضي من دنياه بسد الجوع، ولبس المرقوع، ولهذا لقّب بالقنوع؛ ومن شعره المليح المطبوع: من الوافر.
أرى الإدلال داعية الدّلال ... فما لي قد جزعت لذاك مالي
نعم أشفقت من ملقي ولكن ... أبى لي حسن صبري أن أبالي
تصدّى المصدود وكان قدماً ... على حال اتصالي من وصالي
وقال سلوت متهماً غرامي ... ولست وإن سلا عنّي بسالي
نويت عتابه أنّى التقينا ... ولكنّي بدا لي إذ بدا لي
قال أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي: أنشدني جماعة من شيوخنا للأستاذ أبي المظفّر هذا: من الوافر:
نقشنا ودّ إخوان الصفاء ... بأقلام الهباء على الهواء
فكلهم ذئاب في ثياب ... حياتهم وفاة للوفاء
حكى الأستاذ الجليل السعيد أبو المظفر إبراهيم بن أحمد بن اللّيث، قال: لما حضرت وافداً على السلطان، حضرني الشيخ أبو بكر القهستاني، فرأيت فاضلاً ملء ثوبه، مليح الشمائل، عطر الأخلاق، خفيف الروح؛ وامتدت أوقات الأنس
بيننا، فجاءني كتابه ذات يوم ينوشني، ويرغب في أن يحضر متنزهاً كان له، فأجبت ثم استبطأت غلامه، فكتبت إليه هذا البيت: من الطويل
أفي الحق يا مولاي أني أنوش ... وغيري يروي في ذراكم وأعطش
فجاءني جوابه مع فتىً من غلمانه حدث كان يهواه، وهو: من الطويل:
أسيدنا حتى متى وإلى متى ... وماذا الوفا كم بالمنى نتنعش
وعدت فأنجز ما وعدت فقد مضى ... بياض نهار ليله كان يعطش
فديتك إن الخلف في الوعد وحشة ... ولكنه في مثل وعدك أوحش
وسألني بأيمان الأصدقاء أن أركب في جوابها، فركبت؛ فإذا هو في باغ فيه تين ورمان، ومجالس ما رأيت مثلها نظافة؛ وطال تعاشرنا حتى انتصف الليل، ولم يزل ينشدنا من مليح أشعاره، ومليح قطعه.
اسم أبي بكر: علي بن أحمد بن الحسن، أديب فاضل.
أنشد إبراهيم بن أحمد بن الليث الكاتب لنفسه: من الرجز
لا تغترر بالمهل ... وبعد خطو الأجل
واعمل على أن يخلد ال ... ذكر بحسن العمل
وأنشد لنفسه: من الوافر
عليّ من الترسل ثوب عز ... وليس عليّ من شعري شعار
الأزدي الكاتب كاتب الأمير وهسوذان بن محمد بن مملان الرّوادي الكرديّ قدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وأربعمئة؛ وله رسالة يذكر فيها ما رآه في طريقه، ومن لقي من العلماء والأدباء، ويصف فيها حسن جامع دمشق؛ كتب بها إلى بعض الكتّاب بأصبهان.
وكان إبراهيم من أهل الفضل، ورسالته تدل على فضله؛ فممّا ذكر فيها أبياتاً للقنوع المعرّي وكان قد لقيه بالمعرّة وذكر أنه رضي من دنياه بسد الجوع، ولبس المرقوع، ولهذا لقّب بالقنوع؛ ومن شعره المليح المطبوع: من الوافر.
أرى الإدلال داعية الدّلال ... فما لي قد جزعت لذاك مالي
نعم أشفقت من ملقي ولكن ... أبى لي حسن صبري أن أبالي
تصدّى المصدود وكان قدماً ... على حال اتصالي من وصالي
وقال سلوت متهماً غرامي ... ولست وإن سلا عنّي بسالي
نويت عتابه أنّى التقينا ... ولكنّي بدا لي إذ بدا لي
قال أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي: أنشدني جماعة من شيوخنا للأستاذ أبي المظفّر هذا: من الوافر:
نقشنا ودّ إخوان الصفاء ... بأقلام الهباء على الهواء
فكلهم ذئاب في ثياب ... حياتهم وفاة للوفاء
حكى الأستاذ الجليل السعيد أبو المظفر إبراهيم بن أحمد بن اللّيث، قال: لما حضرت وافداً على السلطان، حضرني الشيخ أبو بكر القهستاني، فرأيت فاضلاً ملء ثوبه، مليح الشمائل، عطر الأخلاق، خفيف الروح؛ وامتدت أوقات الأنس
بيننا، فجاءني كتابه ذات يوم ينوشني، ويرغب في أن يحضر متنزهاً كان له، فأجبت ثم استبطأت غلامه، فكتبت إليه هذا البيت: من الطويل
أفي الحق يا مولاي أني أنوش ... وغيري يروي في ذراكم وأعطش
فجاءني جوابه مع فتىً من غلمانه حدث كان يهواه، وهو: من الطويل:
أسيدنا حتى متى وإلى متى ... وماذا الوفا كم بالمنى نتنعش
وعدت فأنجز ما وعدت فقد مضى ... بياض نهار ليله كان يعطش
فديتك إن الخلف في الوعد وحشة ... ولكنه في مثل وعدك أوحش
وسألني بأيمان الأصدقاء أن أركب في جوابها، فركبت؛ فإذا هو في باغ فيه تين ورمان، ومجالس ما رأيت مثلها نظافة؛ وطال تعاشرنا حتى انتصف الليل، ولم يزل ينشدنا من مليح أشعاره، ومليح قطعه.
اسم أبي بكر: علي بن أحمد بن الحسن، أديب فاضل.
أنشد إبراهيم بن أحمد بن الليث الكاتب لنفسه: من الرجز
لا تغترر بالمهل ... وبعد خطو الأجل
واعمل على أن يخلد ال ... ذكر بحسن العمل
وأنشد لنفسه: من الوافر
عليّ من الترسل ثوب عز ... وليس عليّ من شعري شعار