أبو حلحلة بن الرداد الشاعر
من أهل دمشق.
حكى عن أبي تمام الطائي الشاعر.
وذكر عن أبي بكر بن النائحة: أن أبا تمام الطائي وافى دمشق، وجاء إلى باب أبي حلحلة فاستأذن عليه، فقال أبو حلحلة لغلامه: سله من هو؟ فقال: قل له: إذا صعدت إليك عرفتك. فأذن له، فصعد، وعليه ثوب كردواني. قال: فقلت له: من أخونا؟ فقال أبو تمام: وما جئت هذا البلد يعني دمشق إلا ملتمساً لقاءك. فقلت: أحب أن تنشدني شيئاً، فقال: من الطويل
شهدت لقد أقوت مغانيكم بعدي ... ومحّت كما محّت وشائع من برد
إلى آخرها. فاستحسنها. قلت: مالي أرى عليك أثر خلة، وقد جئت من مصر؟ قال: أصبت في طريقي. فقلت: قل في الأمير مالك بن طوق شعراً وكان يتقلد دمشق فقال قصيدته التي يقول فيها: من البسيط
سلّم على الجزع من سلمى بذي سلم ... عليه وسمٌ من الأيام والقدم
وعنيت بوصوله إلى مالك بن طوق، فاستحسن شعره، وأمر له بمائتي دينار، وتختين ثياباً، وبغلة. فقلت لأبي تمام يمدح الكروس وتبوك، فإنهما شيخا دمشق. فمدحهما بقصيدة أولها: من الكامل
ضحك الزمان وكان غير ضحوك ... بكروّس حلف النّدى وتبوك
فأمر له كل واحد منهما بمائة دينار، وحسنت حاله. واجتذبه نوح بن عمرو بن حوي السكسكي إليه، فامتدحه أبو تمام بقصيدته التي يقول فيها: من الكامل
يوم الفراق لقد خلقت طويلا ... لم تبق لي جلداً ولا معقولا
لا تدعون نوح بن عمروٍ دعوةً ... في الخطب إلاّ أن يكون جليلا
قال: فبره نوح بن عمرو، وأكرم مثواه. ثم خرج من دمشق.
من أهل دمشق.
حكى عن أبي تمام الطائي الشاعر.
وذكر عن أبي بكر بن النائحة: أن أبا تمام الطائي وافى دمشق، وجاء إلى باب أبي حلحلة فاستأذن عليه، فقال أبو حلحلة لغلامه: سله من هو؟ فقال: قل له: إذا صعدت إليك عرفتك. فأذن له، فصعد، وعليه ثوب كردواني. قال: فقلت له: من أخونا؟ فقال أبو تمام: وما جئت هذا البلد يعني دمشق إلا ملتمساً لقاءك. فقلت: أحب أن تنشدني شيئاً، فقال: من الطويل
شهدت لقد أقوت مغانيكم بعدي ... ومحّت كما محّت وشائع من برد
إلى آخرها. فاستحسنها. قلت: مالي أرى عليك أثر خلة، وقد جئت من مصر؟ قال: أصبت في طريقي. فقلت: قل في الأمير مالك بن طوق شعراً وكان يتقلد دمشق فقال قصيدته التي يقول فيها: من البسيط
سلّم على الجزع من سلمى بذي سلم ... عليه وسمٌ من الأيام والقدم
وعنيت بوصوله إلى مالك بن طوق، فاستحسن شعره، وأمر له بمائتي دينار، وتختين ثياباً، وبغلة. فقلت لأبي تمام يمدح الكروس وتبوك، فإنهما شيخا دمشق. فمدحهما بقصيدة أولها: من الكامل
ضحك الزمان وكان غير ضحوك ... بكروّس حلف النّدى وتبوك
فأمر له كل واحد منهما بمائة دينار، وحسنت حاله. واجتذبه نوح بن عمرو بن حوي السكسكي إليه، فامتدحه أبو تمام بقصيدته التي يقول فيها: من الكامل
يوم الفراق لقد خلقت طويلا ... لم تبق لي جلداً ولا معقولا
لا تدعون نوح بن عمروٍ دعوةً ... في الخطب إلاّ أن يكون جليلا
قال: فبره نوح بن عمرو، وأكرم مثواه. ثم خرج من دمشق.