آمنة بنت الشريد زوج عمر بن الحمق
كانت بدمشق ذكر أبو الحسن علي بن محمد الكاتب الشابشتي: أن عمرو بن الحمق، لما قتل حمل رأسه إلى معاوية، وهو أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد، وكانت آمنة بنت الشريد زوجته بدمشق، فلما حمل رأس عمرو إليه أمر أن يلقى في حجرها وأن يسمع منها تقول، فلما رأته ارتاعت له.
وأكبت عليه تقبله، وقالت: واضيعتا في دار هون! بقيتموه طويلاً، وأهديتموه إلي قتيلاً، فأهلاً وسهلاً، كنت له غير قالية، وأنا له غير ناسية، قل لمعاوية: أيتم الله ولدك، وأوحش منك أهلك، ولا غفر الله ذنبك، فعاد الرسول إليه بما قالت، فأمر بها فأحضرت، وعنده جماعة وفيهم إياس بن شرحبيل وكان في شدقيه نبوٌّ لعظم لسانه.
فقال لها معاوية: يا عدوة الله أنت صاحبة الكلام.
قالت: نعم، غير فازعةٍ ولا معتذرة، قد لعمري اجتهدت في الدعاء، وأنا أجتهد إن شاء الله إن نفع الاجتهاد والله من وراء العباد.
فأمسك معاوية.
فقال إياس: اقتل هذه، فما كان زوجها بأحق بالقتل منها.
فقالت له: تبا لك ويلك! بين شدقيك جثمان الضفدع وأنت تأمره بقتلي كما قال تعالى: " إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " فضحك معاوية والجماعة، وبان الخجل من إياس، ثم قال معاوية: اخرجي عني فلا أسمع بك في شيءٍ من الشام.
قالت: سأخرج عنك، فما الشام لي بموطن، ولا أعرج فيه على حميم ولا سكن، ولقد أعظمت في مصيبتي، وما قرت به عيني، وما أنا إليك بعائدة ولا لك حيث كنت بحامدة، فأشار إليها بيده أن اخرجي، فقالت: عجباً لمعاوية يبسط علي غرب لسانه ويشير إلي ببنانه، فلما خرجت قال معاوية: يحمل إليها ما يقطع بها غرب لسانها ويخفف به إلى بلدها فقبضت ما أمر لها به وخرجت تريد الكوفة، فلما وصلت إلى حمص توفيت.
كانت بدمشق ذكر أبو الحسن علي بن محمد الكاتب الشابشتي: أن عمرو بن الحمق، لما قتل حمل رأسه إلى معاوية، وهو أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد، وكانت آمنة بنت الشريد زوجته بدمشق، فلما حمل رأس عمرو إليه أمر أن يلقى في حجرها وأن يسمع منها تقول، فلما رأته ارتاعت له.
وأكبت عليه تقبله، وقالت: واضيعتا في دار هون! بقيتموه طويلاً، وأهديتموه إلي قتيلاً، فأهلاً وسهلاً، كنت له غير قالية، وأنا له غير ناسية، قل لمعاوية: أيتم الله ولدك، وأوحش منك أهلك، ولا غفر الله ذنبك، فعاد الرسول إليه بما قالت، فأمر بها فأحضرت، وعنده جماعة وفيهم إياس بن شرحبيل وكان في شدقيه نبوٌّ لعظم لسانه.
فقال لها معاوية: يا عدوة الله أنت صاحبة الكلام.
قالت: نعم، غير فازعةٍ ولا معتذرة، قد لعمري اجتهدت في الدعاء، وأنا أجتهد إن شاء الله إن نفع الاجتهاد والله من وراء العباد.
فأمسك معاوية.
فقال إياس: اقتل هذه، فما كان زوجها بأحق بالقتل منها.
فقالت له: تبا لك ويلك! بين شدقيك جثمان الضفدع وأنت تأمره بقتلي كما قال تعالى: " إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " فضحك معاوية والجماعة، وبان الخجل من إياس، ثم قال معاوية: اخرجي عني فلا أسمع بك في شيءٍ من الشام.
قالت: سأخرج عنك، فما الشام لي بموطن، ولا أعرج فيه على حميم ولا سكن، ولقد أعظمت في مصيبتي، وما قرت به عيني، وما أنا إليك بعائدة ولا لك حيث كنت بحامدة، فأشار إليها بيده أن اخرجي، فقالت: عجباً لمعاوية يبسط علي غرب لسانه ويشير إلي ببنانه، فلما خرجت قال معاوية: يحمل إليها ما يقطع بها غرب لسانها ويخفف به إلى بلدها فقبضت ما أمر لها به وخرجت تريد الكوفة، فلما وصلت إلى حمص توفيت.