سلم بن زياد بن عبيد
الذي يقال له ابن أبى سفيان أبو حرب من أهل البصر. قدم على يزيد بن معاوية فولاه خراسان.
قال هشام: لما ولى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان أتى يزيد بكأس فأقبل على الساقي فقال: من الخفيف
اسقني تروي عظامي ... ثم مل فاسق مثلها ابن زياد
موضع العدل والأمانة مني ... وعلى ثغر مغنمي وجهادي
ثم أقبل على سلم فقال: إن أباك كفى أخاه عظيماً، وقد استكفيتك صغيراً، فلا تتكلن على عذر مني، فقد اتكلت على كفاية منك، وأتعبك أبوك فلا تُربحن
نفسك، وأنت في أدنى حظك فابُلغ أقصاه، وإياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا اختلف فيك أخلف منك، واذكر في يومك أحاديث غدك.
قال سلم بن زياد بن أبيه: من الطويل
فإن تكن الدنيا تزول بأهلها ... فقد نلت من ضرائها ورخائها
فلا جزعاً مني عليها ولا أسى ... إذا هي يوماً أذنت بفنائها
لما أذنت النوار لعبد الله بن الزبير في تزويجها بالفرزدق، حكم عليه لها بمهر مثلها عشرة آلاف درهم، فسأل: هل بمكة أحد يعينه على ذلك؟ فدُل على سلم بن زياد، وكان ابن الزبير حبسه فقال فيه: من الطويل
دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم ... ومري تمشي بي هُبلت إلى سلم
إلى من يرى المعروف سهلاً سبيله ... ويفعل أفعال الكرام التي تنمي
ثم دخل على سلم فأنشده قال: هي لك، ومثلها نفقتك، فأمر له بعشرين ألف درهم، فقبضها، فقالت له زوجته أم عثمان بنت عبد الله بن عمرو بن العاص: أتعطي عشرين ألفاً وأنت محبوس؟ فقال: من الطويل
ألا بكرت عرسي تلوم سفاهة ... علىما مضى مني وتأمر بالبخل
فقلت لها والجود مني سجية ... وهل يمنع المعروف سؤاله مثلي؟
ذريني فإني غير تارك شيمتي ... ولا مقصر عن السماحة والبذر
ولا طارد ضيفي إذا جاء طارقاً ... وقد طرق الأضياف شيخي من قبلي
أأبخل إن البخل ليس مخلدي ... ولا الجود يدنيني إلى الموت والقتل
أبيع بني حرب بآل خويلد ... وما ذاك عند الله في البيع بالعدل
وليس ابن مروان الخليفة طائعاً ... لفحل بني العوّام قبح من فحل
فإن تظهروا لي البخل آل خويلد ... فلا ذلك ذلي ولا شكلكم شكلي
وإن تقهروني حيث غابت عشيرتي ... فمن عجب الأيام أن تقهروا مثلي
قال سلم بن زياد لطلحة بن عبد الله بن خل الخزاعي: إني أريد أن أصل رجلاً له علي حق وصحبة بألف ألف درهم فما ترى؟ قال: أرى أن تجعل هذه لعشرة قال: فأصله بخمس مئة ألف درهم قال: كثير، فلم يزل حتى وقف على مئة ألف درهم. قال: أفترى مئة ألف درهم نقضي بها ذمام رجل له انقطاع وصحبة ومودة وحق واجب؟ قال: نعم. قال: هي لك، وما أردت غيرك فقال له: أقلني. قال: لا أفعل والله أبداً.
كان ابن عرادة السعدي مع سلم بن زياد بخراسان، وكان مكرماً له وابن عرادة يتجنى عليه إلى أن تركه، وصحب غيره، فلم يحمده أمره فرجع إليه وقال: من الطويل
عتبت على سلم فلما فقدته ... وصاحبت أقواماً بكيت على سلم
رجعت إليه بعد تجريب غيره ... فكان كبرء بعد طول من السقم
الذي يقال له ابن أبى سفيان أبو حرب من أهل البصر. قدم على يزيد بن معاوية فولاه خراسان.
قال هشام: لما ولى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان أتى يزيد بكأس فأقبل على الساقي فقال: من الخفيف
اسقني تروي عظامي ... ثم مل فاسق مثلها ابن زياد
موضع العدل والأمانة مني ... وعلى ثغر مغنمي وجهادي
ثم أقبل على سلم فقال: إن أباك كفى أخاه عظيماً، وقد استكفيتك صغيراً، فلا تتكلن على عذر مني، فقد اتكلت على كفاية منك، وأتعبك أبوك فلا تُربحن
نفسك، وأنت في أدنى حظك فابُلغ أقصاه، وإياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا اختلف فيك أخلف منك، واذكر في يومك أحاديث غدك.
قال سلم بن زياد بن أبيه: من الطويل
فإن تكن الدنيا تزول بأهلها ... فقد نلت من ضرائها ورخائها
فلا جزعاً مني عليها ولا أسى ... إذا هي يوماً أذنت بفنائها
لما أذنت النوار لعبد الله بن الزبير في تزويجها بالفرزدق، حكم عليه لها بمهر مثلها عشرة آلاف درهم، فسأل: هل بمكة أحد يعينه على ذلك؟ فدُل على سلم بن زياد، وكان ابن الزبير حبسه فقال فيه: من الطويل
دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم ... ومري تمشي بي هُبلت إلى سلم
إلى من يرى المعروف سهلاً سبيله ... ويفعل أفعال الكرام التي تنمي
ثم دخل على سلم فأنشده قال: هي لك، ومثلها نفقتك، فأمر له بعشرين ألف درهم، فقبضها، فقالت له زوجته أم عثمان بنت عبد الله بن عمرو بن العاص: أتعطي عشرين ألفاً وأنت محبوس؟ فقال: من الطويل
ألا بكرت عرسي تلوم سفاهة ... علىما مضى مني وتأمر بالبخل
فقلت لها والجود مني سجية ... وهل يمنع المعروف سؤاله مثلي؟
ذريني فإني غير تارك شيمتي ... ولا مقصر عن السماحة والبذر
ولا طارد ضيفي إذا جاء طارقاً ... وقد طرق الأضياف شيخي من قبلي
أأبخل إن البخل ليس مخلدي ... ولا الجود يدنيني إلى الموت والقتل
أبيع بني حرب بآل خويلد ... وما ذاك عند الله في البيع بالعدل
وليس ابن مروان الخليفة طائعاً ... لفحل بني العوّام قبح من فحل
فإن تظهروا لي البخل آل خويلد ... فلا ذلك ذلي ولا شكلكم شكلي
وإن تقهروني حيث غابت عشيرتي ... فمن عجب الأيام أن تقهروا مثلي
قال سلم بن زياد لطلحة بن عبد الله بن خل الخزاعي: إني أريد أن أصل رجلاً له علي حق وصحبة بألف ألف درهم فما ترى؟ قال: أرى أن تجعل هذه لعشرة قال: فأصله بخمس مئة ألف درهم قال: كثير، فلم يزل حتى وقف على مئة ألف درهم. قال: أفترى مئة ألف درهم نقضي بها ذمام رجل له انقطاع وصحبة ومودة وحق واجب؟ قال: نعم. قال: هي لك، وما أردت غيرك فقال له: أقلني. قال: لا أفعل والله أبداً.
كان ابن عرادة السعدي مع سلم بن زياد بخراسان، وكان مكرماً له وابن عرادة يتجنى عليه إلى أن تركه، وصحب غيره، فلم يحمده أمره فرجع إليه وقال: من الطويل
عتبت على سلم فلما فقدته ... وصاحبت أقواماً بكيت على سلم
رجعت إليه بعد تجريب غيره ... فكان كبرء بعد طول من السقم