دكين بن سعيد الدارمي التميمي
ويقال: ابن سعد بن زيد مناة بن تميم الدارمي الراجز من أهل البصرة. وفد على عمر بن عبد العزيز.
قال سعيد بن عمرو بن جعدة: لما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة كان ينقطع إليه رجل من بني دارم، سيقال له دكين بن سعيد، يسامره بالليل مع أبي عون وسالم، فقال له ليلةً: إني لأرى لك هيئة ما الدنيا عنك بمنقطعة حتى تلي ولاية أجشم من هذه، قال: وما علمك؟ قال: ما هي إلا فراسة، فما عليك إن كان ذلك؟ قال: إن كان ذلك أحسنت إليك، قال: هات يدك، فأعطاه يده. فلما ولي عمر الخلافة انقطع إليه دكين. فاستأذن فقال له البواب: إنه عنك في شغل، إنه في رد المظالم، فأعد أبياتاً لخروج عمر إلى الصلاة، ثم ناداه نداء الأعرابي:
يا عمر الخيرات ذا المكارم ... وعمر الدسائع العظائم
إني امرؤ من قطن بن دارم ... أنشد حق المسلم المسالم
بيع يمين بالإخاء الدائم ... إذ تنتجي والله غير نائم
وتنحن في ظلمة ليل عاتم ... عند أبي عون وعند سالم
قال: فعرف عمر القضية، فدخل على أمهات أولاده، فما زال يجمع له من عندهن العشرة والعشرين حتى جمع له ثلاث مئة؛ وكانت من عمر عطية.
ومن شعر دكين:
رب أمر تشرق النفس به ... جاءها من خلل الباب الفرج
ودياجي مطبق إظلامها ... مزق الصبح دجاها فبلج
لا تكن من وشك روح آيساً ... فكأن قد فرجت تلك الرتج
بينما المرء كثيب موجع ... جاءه الله بفتح فبهج
قلما أدمن قرعاً قارع ... غلق الأبواب إلا سيلج
وروى بسنده عن محمد بن الحسين أنه أنشد لدكين الراجز:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يدنس من اللؤم نفسه ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
قال أبو عبيدة: ابتنى رجل من بني مخزوم، وكان ينزل ضاحية بني تميم فوافى دكين الراجز، فقال للبواب إني ألاع إلى السخن فأدخلني، فأبى البواب أن يدخله؛ فوقف دكين على دكان وقد انصرف بعض القوم وأنشأ يقول:
اجتمع الناس وقالوا عرس ... إذا قصاع كالأكف خمس
زبحلحات قد جمعن ملس ... ففقئت عين وفاظت نفس
قال أحمد بن عبيد: ألاع: أتوقد حرصاً عليه، ويحترق فؤادي طلباً له. والزبحلحات: التي تحرك ويذهب ويجاء بها لا تقر في موضع واحد.
قال: وجرى بين الأصمعي وأبي عبيدة في هذا البيت: وفاظت نفس تشاجر ومنازعة؛ فقال الأصمعي: العرب لا تقول فاظت نفسه ولا فاضت نفسه، إنما يقولون: فاظ الرجل إذا مات؛ قال: وكان يرويه: وطن الضرس.
قال أبو عبيدة: كذب الأصمعي، ما هو إلا فاضت نفس.
وقال الكسائي والفراء ومن نقل عنهما: يقال: فاضت نفس، وفاظت نفس، وفاض الميت نفسه، وأفاضه الله نفسه.
ويقال: ابن سعد بن زيد مناة بن تميم الدارمي الراجز من أهل البصرة. وفد على عمر بن عبد العزيز.
قال سعيد بن عمرو بن جعدة: لما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة كان ينقطع إليه رجل من بني دارم، سيقال له دكين بن سعيد، يسامره بالليل مع أبي عون وسالم، فقال له ليلةً: إني لأرى لك هيئة ما الدنيا عنك بمنقطعة حتى تلي ولاية أجشم من هذه، قال: وما علمك؟ قال: ما هي إلا فراسة، فما عليك إن كان ذلك؟ قال: إن كان ذلك أحسنت إليك، قال: هات يدك، فأعطاه يده. فلما ولي عمر الخلافة انقطع إليه دكين. فاستأذن فقال له البواب: إنه عنك في شغل، إنه في رد المظالم، فأعد أبياتاً لخروج عمر إلى الصلاة، ثم ناداه نداء الأعرابي:
يا عمر الخيرات ذا المكارم ... وعمر الدسائع العظائم
إني امرؤ من قطن بن دارم ... أنشد حق المسلم المسالم
بيع يمين بالإخاء الدائم ... إذ تنتجي والله غير نائم
وتنحن في ظلمة ليل عاتم ... عند أبي عون وعند سالم
قال: فعرف عمر القضية، فدخل على أمهات أولاده، فما زال يجمع له من عندهن العشرة والعشرين حتى جمع له ثلاث مئة؛ وكانت من عمر عطية.
ومن شعر دكين:
رب أمر تشرق النفس به ... جاءها من خلل الباب الفرج
ودياجي مطبق إظلامها ... مزق الصبح دجاها فبلج
لا تكن من وشك روح آيساً ... فكأن قد فرجت تلك الرتج
بينما المرء كثيب موجع ... جاءه الله بفتح فبهج
قلما أدمن قرعاً قارع ... غلق الأبواب إلا سيلج
وروى بسنده عن محمد بن الحسين أنه أنشد لدكين الراجز:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يدنس من اللؤم نفسه ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
قال أبو عبيدة: ابتنى رجل من بني مخزوم، وكان ينزل ضاحية بني تميم فوافى دكين الراجز، فقال للبواب إني ألاع إلى السخن فأدخلني، فأبى البواب أن يدخله؛ فوقف دكين على دكان وقد انصرف بعض القوم وأنشأ يقول:
اجتمع الناس وقالوا عرس ... إذا قصاع كالأكف خمس
زبحلحات قد جمعن ملس ... ففقئت عين وفاظت نفس
قال أحمد بن عبيد: ألاع: أتوقد حرصاً عليه، ويحترق فؤادي طلباً له. والزبحلحات: التي تحرك ويذهب ويجاء بها لا تقر في موضع واحد.
قال: وجرى بين الأصمعي وأبي عبيدة في هذا البيت: وفاظت نفس تشاجر ومنازعة؛ فقال الأصمعي: العرب لا تقول فاظت نفسه ولا فاضت نفسه، إنما يقولون: فاظ الرجل إذا مات؛ قال: وكان يرويه: وطن الضرس.
قال أبو عبيدة: كذب الأصمعي، ما هو إلا فاضت نفس.
وقال الكسائي والفراء ومن نقل عنهما: يقال: فاضت نفس، وفاظت نفس، وفاض الميت نفسه، وأفاضه الله نفسه.