الفضل بن جعفر بن يونس النخعي، أبو على الشاعر، المعروف بالبصير :
من أهل الكوفة، سكن بغداد، وكان قدم «سر من أى» في أول خلافة المعتصم ومدحه ومدح جماعة من أصحابه وقواده، ومدح المتوكل والفتح بن خاقان.
ذكر المرزباني: أنه كان أديبا ظريفا بليغا مترسلا، وكان يتشيع تشيعا، فيه بعض الغلو، وله في ذلك أشعار، وكان أعمى، وإنما لقب بالبصير لأنه كان يجتمع مع إخوانه على النبيذ، فيقوم من صدر المجلس يريد البول فيتخطى الزجاج وكل ما في المجلس من آلة ويعود إلى مكانه ولم يؤخذ بيده، وهو القائل:
لئن كان يهديني الغلام لوجهتي ... ويقتاد بى في السير إذ أنا راكب
فقد يستضيء القوم بى في أمورهم ... ويخبو ضياء العين والرأى ثاقب
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي على بن هارون بن على عن أبيه عن أحمد ابن أبى طاهر قال: أبو على البصير اسمه الفضل بن جعفر بن يونس ، من أهل الكوفة، وكان ضريرا.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز أنبأ إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأ أحمد بن محمد بن النقود حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال وجدت في كتاب والدي هارون بن محمد بن هارون بخطه
حدثني أبو بكر محمد بن خلف وكيع قال أنشدنى محمد بن الحسن الزرقي قال أنشدنى أبو على الفضل بن جعفر المعروف بالبصير وكان ضريرا:
قلت لأهلى وراموا أن أميرهم ... بماء وجهى فلم أفعل ولم أكد
لا يستوي أن تهينونى وأكرمكم ... ولا يقوم على تقويمكم أودى
فطيبوا عن رقيق العيش أنفسكم ... ولا تمدوا إلى أيدى اللئام يدي
تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت ... ولا يكن همكم في يومكم لغد
لرب مدخر ما ليس آكله ... ومستعد ليوم ليس في العدد
ورب مجتهد ما ليس بالغه ... وبالغ ما تمنى غير مجتهد
أنبأنا أبو الفرج الحرائى عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني أَخْبَرَنِي علي بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ الفارسي عن أبى الفضل أحمد بن أبى طاهر قال: كتب الفضل بن جعفر إلى الفتح بن خاقان في يوم مهرجان:
بكر الناس بالهدايا على أقدارهم ... في صبيحة المهرجان
بين طرف يفوت في حربة الطرف ... يخل بالخيل يوم الرهان
ورقيق من أعبد وإماء ... بين بكر عزيزة وعوان
من ربات وما عليهن لوم ... بصحيح العقول والأديان
يتبسمن عن أقاح وين ... ظرن بأمثال أعين الغزلان
ومن الجوهر المغالى به المبتاع ... منه بأوقع الأثمان
ونفيس الثياب والغطر يتلوها ... صحاف اللجين والعقيان
وتحيرت للأمير الذي يبقى ... على النائبات والحدثان
جوهرا نافقا بكل مكان ... وعلى كل حالة وزمان
لا تحط الأيام منه ولا ... يترهب فيه خيالة الحران
وله عن المرزباني أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير قوله يمدح إسحاق بن سعد:
ما عليها أحد أقصده ... كل من أبلوه استبعده
خول المال أناس كلهم ... ما لعبد له يعبده
والذي تسمو به همته ... للعلى فالدهر لا يسعده
غبر إسحاق بن سعد إنه ... علقت عنه لساني يده
إن إسحاق بن سعد رجل ... يحسن اليوم ويرجى غده
فلو بلوناه على علائه ... فخبرنا منه ما يخمده
فاعتقدناه أخا ننهضه ... في الملمات فما نعقده
واعترفنا بالذى أودعنا ... وعدو العرف من يجحده
وحَدَّثَنِي علي بن هارون قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: من بارع شعر أبى على البصير قوله:
فلا تعتذر بالشغل عنا فإنما ... تناط بك الحاجات ما اتصل الشغل
وقوله في كتاب له إلى ابن المدبر: لا امتحن الله بك كريما فتسيء به، ولا امتحنك بلئيم فيسيء بك.
وقال أخبرنى على بن هارون أخبرنى أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير قوله:
أخذت عن الأيام ما ليس مخطئا ... به الحزم إن أخطأت إلا على عمد
وجريت حتى ما تلم ملمة ... وإن عظمت إلا لها عدة عندي
تأملت من قبلي بنفسي وعنت ... إلى الحال منى بعدهم حال من بعدي
فلم أر كالمعروف أبقى ذخيرة ... تسر ولا ادعى إلى الأجر والحمد
دعينى أكن للمال ربا فاننى ... رأيت بخيل المال للقوم كالعبد
يقيه بعرض معرض وبصفحة ... مسلمة ملساء كالحجر الصلد
قرأت على أبى بكر عبد القادر بن أبى القاسم المقرئ عن يحيى بن ثابت بن بندار أنبأ أبى قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد الواحد أبو الحسين البزاز أنبأ أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس اليزيدي لأبى على البصير:
في كل يوم لي ببابك وقفة ... أطوى إليه سائر الأبواب
فإذا حضرت وغبت عنك فانه ... ذنب عقوبته على البواب
قرأت في كتاب المقعنس الأديب بخطه قال أنشدنى أبو الخطاب الجيلي لأبى على البصير:
إن أرم شامخا من العز أدركه ... بذرع رحب وباع طويل
وإذا نابني من الأمر مكروه ... تلقيته بصير جميل
ما ذممت المقام في بلد يوما ... فعاتيته بغير الرحيل
قرأت في كتاب لأبى على البصير في أحمد بن أبى دؤاد:
يا أحمد بن أبى دؤاد دعوة ... يقوى بها المتهضم المستضعف
كم من يدلك قد نسيت مكانها ... وعوارف لك عند من لا يعرف
نفسي فداؤك للزمان وربيه ... وصروف دهر لم تزل بك تصرف
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عثمان الحنبلي أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزباني حدثني على بن هارون أخبرنى أبى وعمى أبو أحمد يحيى بن على: أن أبا على البصير تغير عقله قبل موته بمديدة يسيرة من سوداء عرضت له، ولم تزل به إلى أن مات، وكان ربما ثاب إليه عقله في بعض الأوقات، وفي ذلك يقول أحمد بن أبى طاهر:
خبا مصباح عقل أبى على ... وكانت تستضئ به العقول
إذا الإنسان مات الفهم منه ... فان الموت بالباقي كفيل
وبه أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال وجدت بخط ابن أبى طاهر: أن أبا على توفى بسر من رأى في سنة الفتنة. قال أحمد بن يحيى: وهذا عندي غلط، وقد زعم جماعة: أنه توفى بعد الصلح، وله مدح في المعتز يدل على ذلك وهو قوله:
آب أمر الإسلام خير مآبه ... وغدا الملك ثابتا في نصابه
وقد تقدم له خبر مع عبيد الله بن يحيى في أيام تقلده وزارة المعتمد على بقائه إلى أول أيامه.
من أهل الكوفة، سكن بغداد، وكان قدم «سر من أى» في أول خلافة المعتصم ومدحه ومدح جماعة من أصحابه وقواده، ومدح المتوكل والفتح بن خاقان.
ذكر المرزباني: أنه كان أديبا ظريفا بليغا مترسلا، وكان يتشيع تشيعا، فيه بعض الغلو، وله في ذلك أشعار، وكان أعمى، وإنما لقب بالبصير لأنه كان يجتمع مع إخوانه على النبيذ، فيقوم من صدر المجلس يريد البول فيتخطى الزجاج وكل ما في المجلس من آلة ويعود إلى مكانه ولم يؤخذ بيده، وهو القائل:
لئن كان يهديني الغلام لوجهتي ... ويقتاد بى في السير إذ أنا راكب
فقد يستضيء القوم بى في أمورهم ... ويخبو ضياء العين والرأى ثاقب
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عَنْ أَبِي عُبَيْد اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي على بن هارون بن على عن أبيه عن أحمد ابن أبى طاهر قال: أبو على البصير اسمه الفضل بن جعفر بن يونس ، من أهل الكوفة، وكان ضريرا.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز أنبأ إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي أنبأ أحمد بن محمد بن النقود حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ هارون الضبي إملاء قال وجدت في كتاب والدي هارون بن محمد بن هارون بخطه
حدثني أبو بكر محمد بن خلف وكيع قال أنشدنى محمد بن الحسن الزرقي قال أنشدنى أبو على الفضل بن جعفر المعروف بالبصير وكان ضريرا:
قلت لأهلى وراموا أن أميرهم ... بماء وجهى فلم أفعل ولم أكد
لا يستوي أن تهينونى وأكرمكم ... ولا يقوم على تقويمكم أودى
فطيبوا عن رقيق العيش أنفسكم ... ولا تمدوا إلى أيدى اللئام يدي
تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت ... ولا يكن همكم في يومكم لغد
لرب مدخر ما ليس آكله ... ومستعد ليوم ليس في العدد
ورب مجتهد ما ليس بالغه ... وبالغ ما تمنى غير مجتهد
أنبأنا أبو الفرج الحرائى عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة عَنْ مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني أَخْبَرَنِي علي بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ الفارسي عن أبى الفضل أحمد بن أبى طاهر قال: كتب الفضل بن جعفر إلى الفتح بن خاقان في يوم مهرجان:
بكر الناس بالهدايا على أقدارهم ... في صبيحة المهرجان
بين طرف يفوت في حربة الطرف ... يخل بالخيل يوم الرهان
ورقيق من أعبد وإماء ... بين بكر عزيزة وعوان
من ربات وما عليهن لوم ... بصحيح العقول والأديان
يتبسمن عن أقاح وين ... ظرن بأمثال أعين الغزلان
ومن الجوهر المغالى به المبتاع ... منه بأوقع الأثمان
ونفيس الثياب والغطر يتلوها ... صحاف اللجين والعقيان
وتحيرت للأمير الذي يبقى ... على النائبات والحدثان
جوهرا نافقا بكل مكان ... وعلى كل حالة وزمان
لا تحط الأيام منه ولا ... يترهب فيه خيالة الحران
وله عن المرزباني أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير قوله يمدح إسحاق بن سعد:
ما عليها أحد أقصده ... كل من أبلوه استبعده
خول المال أناس كلهم ... ما لعبد له يعبده
والذي تسمو به همته ... للعلى فالدهر لا يسعده
غبر إسحاق بن سعد إنه ... علقت عنه لساني يده
إن إسحاق بن سعد رجل ... يحسن اليوم ويرجى غده
فلو بلوناه على علائه ... فخبرنا منه ما يخمده
فاعتقدناه أخا ننهضه ... في الملمات فما نعقده
واعترفنا بالذى أودعنا ... وعدو العرف من يجحده
وحَدَّثَنِي علي بن هارون قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: من بارع شعر أبى على البصير قوله:
فلا تعتذر بالشغل عنا فإنما ... تناط بك الحاجات ما اتصل الشغل
وقوله في كتاب له إلى ابن المدبر: لا امتحن الله بك كريما فتسيء به، ولا امتحنك بلئيم فيسيء بك.
وقال أخبرنى على بن هارون أخبرنى أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير قوله:
أخذت عن الأيام ما ليس مخطئا ... به الحزم إن أخطأت إلا على عمد
وجريت حتى ما تلم ملمة ... وإن عظمت إلا لها عدة عندي
تأملت من قبلي بنفسي وعنت ... إلى الحال منى بعدهم حال من بعدي
فلم أر كالمعروف أبقى ذخيرة ... تسر ولا ادعى إلى الأجر والحمد
دعينى أكن للمال ربا فاننى ... رأيت بخيل المال للقوم كالعبد
يقيه بعرض معرض وبصفحة ... مسلمة ملساء كالحجر الصلد
قرأت على أبى بكر عبد القادر بن أبى القاسم المقرئ عن يحيى بن ثابت بن بندار أنبأ أبى قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد الواحد أبو الحسين البزاز أنبأ أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن العباس اليزيدي لأبى على البصير:
في كل يوم لي ببابك وقفة ... أطوى إليه سائر الأبواب
فإذا حضرت وغبت عنك فانه ... ذنب عقوبته على البواب
قرأت في كتاب المقعنس الأديب بخطه قال أنشدنى أبو الخطاب الجيلي لأبى على البصير:
إن أرم شامخا من العز أدركه ... بذرع رحب وباع طويل
وإذا نابني من الأمر مكروه ... تلقيته بصير جميل
ما ذممت المقام في بلد يوما ... فعاتيته بغير الرحيل
قرأت في كتاب لأبى على البصير في أحمد بن أبى دؤاد:
يا أحمد بن أبى دؤاد دعوة ... يقوى بها المتهضم المستضعف
كم من يدلك قد نسيت مكانها ... وعوارف لك عند من لا يعرف
نفسي فداؤك للزمان وربيه ... وصروف دهر لم تزل بك تصرف
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَرَّانِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عثمان الحنبلي أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة عليه عن أبى عبيد الله المرزباني حدثني على بن هارون أخبرنى أبى وعمى أبو أحمد يحيى بن على: أن أبا على البصير تغير عقله قبل موته بمديدة يسيرة من سوداء عرضت له، ولم تزل به إلى أن مات، وكان ربما ثاب إليه عقله في بعض الأوقات، وفي ذلك يقول أحمد بن أبى طاهر:
خبا مصباح عقل أبى على ... وكانت تستضئ به العقول
إذا الإنسان مات الفهم منه ... فان الموت بالباقي كفيل
وبه أخبرنى على بن هارون عن أحمد بن يحيى قال وجدت بخط ابن أبى طاهر: أن أبا على توفى بسر من رأى في سنة الفتنة. قال أحمد بن يحيى: وهذا عندي غلط، وقد زعم جماعة: أنه توفى بعد الصلح، وله مدح في المعتز يدل على ذلك وهو قوله:
آب أمر الإسلام خير مآبه ... وغدا الملك ثابتا في نصابه
وقد تقدم له خبر مع عبيد الله بن يحيى في أيام تقلده وزارة المعتمد على بقائه إلى أول أيامه.