مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد بن فروخ الْقطَّان أَبُو صَالح قَالَ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة وَعَن عبد الصَّمد حَدثنِي أَيُّوب عَن نَافِع عَن بن عمر فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم وَقَالَ يَأْتِيهَا فِي ثمَّ قَالَ رَوَاهُ مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد عَن أَبِيه عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن بن عمر وَلَيْسَ لَهُ فِي الْكتاب ذكر غَيره وَقد روى عَنهُ فِي غير هَذَا الْكتاب أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَابْنه أَحْمد بن مُحَمَّد وَالله أعلم
Al-Dāraquṭnī (d. 995 CE) - Dhikr asmāʾ al-tābiʿīn wa-man baʿdahum mimman ṣaḥḥat riwayatuh ʿan al-thiqāt ʿinda l-Bukhārī wa-Muslim - الدارقطني - ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2391 1. محمد بن يحيى بن سعيد القطان ابو صالح...12. ابان بن صالح1 3. ابان بن صمعة4 4. ابان بن عثمان بن عفان2 5. ابان بن يزيد العطار5 6. ابراهيم ابو اسماعيل السكسكي1 7. ابراهيم التيمي1 8. ابراهيم النخعي2 9. ابراهيم بن ابي الوزير4 10. ابراهيم بن ابي عبلة6 11. ابراهيم بن ابي موسى الاشعري5 12. ابراهيم بن اسحاق بن عيسى الطالقاني1 13. ابراهيم بن الحارث البغدادي2 14. ابراهيم بن المنذر الحزامي1 15. ابراهيم بن حمزة الزبيري3 16. ابراهيم بن حميد1 17. ابراهيم بن حميد الرواسي1 18. ابراهيم بن خالد اليشكري1 19. ابراهيم بن دينار2 20. ابراهيم بن زياد سبلان2 21. ابراهيم بن سعد بن ابراهيم2 22. ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص4 23. ابراهيم بن سعيد الجوهري2 24. ابراهيم بن سويد المدني1 25. ابراهيم بن سويد النخعي1 26. ابراهيم بن طهمان2 27. ابراهيم بن عبد الاعلي1 28. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابي ربيعة...1 29. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف3 30. ابراهيم بن عبد الله بن حنين2 31. ابراهيم بن عبد الله بن معبد2 32. ابراهيم بن عبيد بن رفاعة1 33. ابراهيم بن عقبة4 34. ابراهيم بن محمد ابو اسحاق الفزاري1 35. ابراهيم بن محمد الفزاري ابو اسحاق1 36. ابراهيم بن محمد بن المنتشر2 37. ابراهيم بن محمد بن طلحة2 38. ابراهيم بن محمد بن عرعرة1 39. ابراهيم بن مهاجر الكوفي1 40. ابراهيم بن موسى الفراء الرازي1 41. ابراهيم بن موسي الفراء1 42. ابراهيم بن ميسرة1 43. ابراهيم بن ميمون الصائغ3 44. ابراهيم بن نافع2 45. ابراهيم بن يزيد النخعي1 46. ابراهيم بن يزيد بن شريك التيمي3 47. ابراهيم بن يوسف بن ابي اسحاق1 48. ابراهيم بن يوسف بن اسحاق3 49. ابن ابي عتاب1 50. ابن عجلان2 51. ابن محيصن1 52. ابو الاسود الديلي2 53. ابو البختري4 54. ابو الجويرية الجرمي1 55. ابو الخليل صالح بن مريم1 56. ابو الزبير8 57. ابو السائب مولى هشام بن زهرة3 58. ابو السوار العدوي3 59. ابو المعلي العطار3 60. ابو بكر النهشلي5 61. ابو بكر بن ابي الجهم2 62. ابو بكر بن ابي موسى الاشعري5 63. ابو بكر بن المنكدر2 64. ابو بكر بن حفص3 65. ابو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر4 66. ابو بكر بن سليمان بن ابي حثمة4 67. ابو بكر بن سليمان بن ابي خثمة1 68. ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام...6 69. ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام...1 70. ابو بكر بن عثمان بن سهل2 71. ابو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف5 72. ابو بكر بن عمارة بن رؤيبة الثقفي1 73. ابو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله...4 74. ابو بكر بن عمر بن عمر بن عبد الرحمن1 75. ابو بكر بن عياش8 76. ابو بكر بن محمد بن عمرو4 77. ابو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم4 78. ابو بكر بن نافع4 79. ابو بكر بن نافع شيخ لمسلم1 80. ابو حازم الاشجعي2 81. ابو حرب بن ابي الاسود الديلي4 82. ابو حريز3 83. ابو حمزة عيسى بن سليم الحمصي الرستني...1 84. ابو رافع5 85. ابو سعيد27 86. ابو سعيد مولى المهري4 87. ابو سعيد مولى بني هاشم2 88. ابو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز...4 89. ابو سفيان طلحة بن نافع3 90. ابو سفيان مولى ابن ابي احمد3 91. ابو سلمة بن سفيان2 92. ابو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف4 93. ابو سنان1 94. ابو شعبة4 95. ابو شمر الضبعي4 96. ابو صالح كاتب الليث1 97. ابو صالح مولى غطفان1 98. ابو صرمة4 99. ابو عامر الخزاز2 100. ابو عبد الله33 ▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 2391 1. محمد بن يحيى بن سعيد القطان ابو صالح...12. ابان بن صالح1 3. ابان بن صمعة4 4. ابان بن عثمان بن عفان2 5. ابان بن يزيد العطار5 6. ابراهيم ابو اسماعيل السكسكي1 7. ابراهيم التيمي1 8. ابراهيم النخعي2 9. ابراهيم بن ابي الوزير4 10. ابراهيم بن ابي عبلة6 11. ابراهيم بن ابي موسى الاشعري5 12. ابراهيم بن اسحاق بن عيسى الطالقاني1 13. ابراهيم بن الحارث البغدادي2 14. ابراهيم بن المنذر الحزامي1 15. ابراهيم بن حمزة الزبيري3 16. ابراهيم بن حميد1 17. ابراهيم بن حميد الرواسي1 18. ابراهيم بن خالد اليشكري1 19. ابراهيم بن دينار2 20. ابراهيم بن زياد سبلان2 21. ابراهيم بن سعد بن ابراهيم2 22. ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص4 23. ابراهيم بن سعيد الجوهري2 24. ابراهيم بن سويد المدني1 25. ابراهيم بن سويد النخعي1 26. ابراهيم بن طهمان2 27. ابراهيم بن عبد الاعلي1 28. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابي ربيعة...1 29. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف3 30. ابراهيم بن عبد الله بن حنين2 31. ابراهيم بن عبد الله بن معبد2 32. ابراهيم بن عبيد بن رفاعة1 33. ابراهيم بن عقبة4 34. ابراهيم بن محمد ابو اسحاق الفزاري1 35. ابراهيم بن محمد الفزاري ابو اسحاق1 36. ابراهيم بن محمد بن المنتشر2 37. ابراهيم بن محمد بن طلحة2 38. ابراهيم بن محمد بن عرعرة1 39. ابراهيم بن مهاجر الكوفي1 40. ابراهيم بن موسى الفراء الرازي1 41. ابراهيم بن موسي الفراء1 42. ابراهيم بن ميسرة1 43. ابراهيم بن ميمون الصائغ3 44. ابراهيم بن نافع2 45. ابراهيم بن يزيد النخعي1 46. ابراهيم بن يزيد بن شريك التيمي3 47. ابراهيم بن يوسف بن ابي اسحاق1 48. ابراهيم بن يوسف بن اسحاق3 49. ابن ابي عتاب1 50. ابن عجلان2 51. ابن محيصن1 52. ابو الاسود الديلي2 53. ابو البختري4 54. ابو الجويرية الجرمي1 55. ابو الخليل صالح بن مريم1 56. ابو الزبير8 57. ابو السائب مولى هشام بن زهرة3 58. ابو السوار العدوي3 59. ابو المعلي العطار3 60. ابو بكر النهشلي5 61. ابو بكر بن ابي الجهم2 62. ابو بكر بن ابي موسى الاشعري5 63. ابو بكر بن المنكدر2 64. ابو بكر بن حفص3 65. ابو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر4 66. ابو بكر بن سليمان بن ابي حثمة4 67. ابو بكر بن سليمان بن ابي خثمة1 68. ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام...6 69. ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام...1 70. ابو بكر بن عثمان بن سهل2 71. ابو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف5 72. ابو بكر بن عمارة بن رؤيبة الثقفي1 73. ابو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله...4 74. ابو بكر بن عمر بن عمر بن عبد الرحمن1 75. ابو بكر بن عياش8 76. ابو بكر بن محمد بن عمرو4 77. ابو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم4 78. ابو بكر بن نافع4 79. ابو بكر بن نافع شيخ لمسلم1 80. ابو حازم الاشجعي2 81. ابو حرب بن ابي الاسود الديلي4 82. ابو حريز3 83. ابو حمزة عيسى بن سليم الحمصي الرستني...1 84. ابو رافع5 85. ابو سعيد27 86. ابو سعيد مولى المهري4 87. ابو سعيد مولى بني هاشم2 88. ابو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز...4 89. ابو سفيان طلحة بن نافع3 90. ابو سفيان مولى ابن ابي احمد3 91. ابو سلمة بن سفيان2 92. ابو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف4 93. ابو سنان1 94. ابو شعبة4 95. ابو شمر الضبعي4 96. ابو صالح كاتب الليث1 97. ابو صالح مولى غطفان1 98. ابو صرمة4 99. ابو عامر الخزاز2 100. ابو عبد الله33 ▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Al-Dāraquṭnī (d. 995 CE) - Dhikr asmāʾ al-tābiʿīn wa-man baʿdahum mimman ṣaḥḥat riwayatuh ʿan al-thiqāt ʿinda l-Bukhārī wa-Muslim - الدارقطني - ذكر اسماء التابعين ومن بعدهم are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=71913&book=5540#4557af
محمد بن يحيى بن سعيد بن فروخ القطان، أبو صالح البصري
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: قال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: لو أن إنسانًا اتبع كل ما في الحديث من رخصة؛ لكان به فاسقًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1455).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: قال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: لو أن إنسانًا اتبع كل ما في الحديث من رخصة؛ لكان به فاسقًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1455).
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130036&book=5540#954e04
محمد بنُ عُمر بن واقد، أبو عبد الله الواقديّ المدنيّ :
سمع: ابن أبي ذئب، وعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عبد الله بن
أخي الزهري، ومحمد بن عَجْلان، وربيعة بن عُثمان، وابن جُرَيجْ، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وسُفيان الثَّوري، وأبا مَعْشر، وجماعة سوى هؤلاء.
روى عنه: كاتبُهُ محمد بنُ سعد، وأبو حسان الزِّيادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن الخليل البُرْجلاني، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن عُبيد بن ناصح، ومحمد بن شُجاع الثَّلْجي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قَدِمَ الواقديُّ بغداد، ووَلِيَ قضاءَ الجانب الشرقي فيها، وهو ممن طَبَّقَ شَرْقَ الأرض وغَرْبها ذِكْره، ولم يخف على أحدٍ عرفَ أخبارَ الناس أمرُه، وسارت الرُّكْبان بكُتبه في فنون العلم من المغازي والسِّيَر، والطبقات وأخبار النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأحداث التي كانت في وَقْته، وبعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكُتب الفقه، واختلاف النَّاس في الحديث، وغير ذلك، وكان جَوادًا كريمًا مَشْهورًا بالسَّخَاءِ .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا أحمد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا العبّاس ابن العبّاس بن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد- ولفظ الحديث لابن فَهْم- قَالَ: محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بُرَيْدة الأسلمي، كان من أهل المدينة، وقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دَيْنٍ لَحِقَهُ فلم يزل بها، وخرجَ إلى الشَّام والرَّقة، ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قَدِمَ المأمون من خُراسان، فولاه القضاء بعسكر المهدي، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء، ودُفن يوم الثلاثاء في مقابر الخَيْزران وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنةً. وذكر أنهُ ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد، وكان عالمًا بالمغازي واختلاف النَّاس وأحاديثهم.
أخبرنا الحسين بن أحمد بن عمر بن روح النهرواني، والقاضي أبو الطّيّب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطَّبَري. قالا: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي،
حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد العَنْبَري. وفي حديث المعافَى:
محمد بن يحيى العَنْبَري. قَالَ: قَالَ الواقدي: كنت حَنَّاطَّا بالمدينة في يدي مائة ألف دِرْهم للناس أضارب بها، فَتَلِفَتِ الدَّراهم، فشخصتُ إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد فجلستُ في دهليزه، وأنستُ الخدمَ والحُجاب وسألتهم أن يُوصلوني إليه.
فَقَالُوا: إذا قُدِّمَ الطَّعامُ إليه لم يُحْجَب عنه أحدٌ، ونحن نُدْخلكَ عليه ذلك الوقت، فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: مَن أنت وما قصتك؟
فأخبرته فلما رُفِعَ الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأُقَبِّل رأسَهُ فاشمأزَّ من ذلك، فلما صرتُ إلى الموضعِ الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار. فقال:
الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك: استعن بها على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثَّاني فجلستُ معه على المائدة، وأنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأول، فلما رُفع الطعام دنوتُ منه لأُقَبِّلَ رأسَه فاشمأزَّ منه، فلما صرتُ إلى الموضع الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ عليكَ السلامَ ويَقُولُ استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثالث، فأُعطيتُ مثلما أُعطيتُ في اليوم الأول والثاني، فلما كان في اليوم الرابع أُعطيت الكِيس كما أعطيتُ قبل ذلك، وتركني بعد ذلك أُقَبِّلُ رأسَه.
وَقَالَ: إِنَّمَا مَنعتُك ذلك لأَنَّهُ لم يكنْ وصلَ إليكَ من معروفي ما يُوجب هذا، فالآن قد لحقكَ بعض النفع مني، يا غُلام أعطه الدار الفُلانية، يا غلام افرشها الفرش الفُلاني، يا غُلام أعطه مائتي ألف درهم، يقضي دينه بمائة ألف، ويصلح شأنه بمائة ألف، ثم قَالَ لي: الزمني وكُن في داري. فَقُلْتُ: أعزَّ الله الوزيرَ، لو أَذِنْت لي بالشُّخوص إلى المدينة لأقضي للناس أموالهم ثُمَّ أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي. فقال: قد فعلتُ. وأمرَ بتجهيزي فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني ثم رجعتُ إليه، فلم أزل في ناحيته - واللفظ لحديث علي بن عُمر-.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو الحُسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهريّ، حدثني أبو جعفر الضبعي، حَدَّثَنِي محمد بن خَلاد قَالَ: سمعت محمد بن سَلام الجُمَحي، يَقُولُ: محمد بن عمر الواقديّ عالم دهره .
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق ابن الجليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: الواقدي أمين النَّاس على أهل الإسلام .
وَقَالَ أبو أيوب: حَدَّثَنِي أبو محمد الطُّوسي قَالَ: سمعتُ إبراهيم بن سعيد يَقُولُ:
سمُعْتُ المأمونَ يَقُولُ: ما قدمتُ بغداد إلا لأكتبَ كُتُبَ الواقدي .
قَالَ أبو أيوب: وسمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: كان الواقدي أعلم النَّاس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئًا .
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: سمِعْتُ أبي يَقُولُ: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يُقَالُ إنه حَمَلَ كُتُبَهُ على عشرينَ ومائةَ وقر .
حدثني الأزهريّ، حَدَّثَنِي عُبيد الله بن عثمان بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو علي حامد بن محمد الهَرَوي قال: سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت يحيى بن أحمد ابن عبد الله بن حبلة يحكي عن أبي حذافة. قَالَ: كان للواقدي ستمائة قِمَطْرَ كتب.
أَنْبَأَنَا محمد بن جعفر الوَرَّاق وأحمد بن محمّد الكاتب. قالا: أخبرنا مجالد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطَّبري قَالَ: قَالَ ابن سعد: كان الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حِفْظِه، وحفظي أكثر من كُتُبِي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو الحسين بن المغيرة، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِي قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن مُجَمِّع- وهو الكلبي- قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله الواقدي. يَقُولُ: ما أَدْرَكْتُ رجلا من أبناء الصحابة، وأبناء الشهداء، ولا مولى لهم إلّا وسَأَلْتُهُ، هل سمعتَ أحدًا من أهلك يُخْبِرُكَ عن مشهده وأين قُتِلَ؟ فإذا أَعْلَمَنِي مَضَيْتُ إلى الموضع فأُعَايِنُهُ، ولقد مضيتُ إلى المُرَيْسِيعِ فنظرتُ إليها، وما عَلِمْتُ غزاة إلا مَضَيْتُ إلى الموضع حتى أعاينه، أو نحو هذا الكلام .
قال: فحدثني ابن منيع قال: سمعت هارون القرويّ يَقُولُ: رَأَيْتُ الواقدي بمكة ومعه رَكْوَةٌ، فَقُلْتُ: أين تريد؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أن أَمْضِيَ إلى حُنين حتى أرى الموضع والوَقْعة.
قَالَ العباس: وَحَدَّثَنِي من أثق به وهو أبو أيوب بن أبي يعقوب قَالَ: سَأَلْتُ إبراهيم الحَرْبي. قلت: أريد أكتب مسائل مالك، فأيما أعجب مسائل ابن وَهْبٍ، أو ابن القاسم؟ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ مسائلَ الواقدي، في الدنيا أحدٌ يَقُولُ سَأَلْتُ الثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل. قال: وسألت إبراهيم بن الحربي. قلت: أريد أكتبَ مسائل مالك فأيُّ مسائل مالك ترى أن أكتبَ؟ قَالَ: مسائل الواقدي. قُلْتُ له: أو ابن وَهْب؟ قَالَ: لا إلا الواقدي. في الدّنيا ثُمَّ ابن وهب في الدنيا إنسان يقول سَأَلْتُ مالكًا والثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره؟
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قَالَ: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: سمعت السمتي يَقُولُ: رَأَيْنَا الواقدي يومًا جالسًا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يُدَرِّسُ. فَقُلْنَا له: أي شيءٍ تُدَرِّسُ؟ فَقَالَ:
جزء من المغازي.
وأخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب قَالَ: سمِعْتُ إبراهيم الحربي يقول.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى قال: قال إبراهيم الحربي.
وسمعت السمتي يقول: قلنا للواقدي: هذا الذي يجمع الرجال يقول: حدّثنا فلان وفلان وحيث [لا] يميز واحد له، حدّثنا بحديث كل رجلٍ على حدة. قَالَ:
يَطُولُ. فَقُلْنَا له: قد رَضِينَا. قَالَ: فَغَابَ عنَّا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد وعشرين جلدًا.
وفي حديث البَرْمَكي مائة جلدٍ. فَقُلْنَا له: رُدَّنَا إلى الأمر الأول، معنى اللفظين متقارب. وكان الواقدي مع ما ذَكَرْنَاهُ من سَعَة عِلْمه وكثرةِ حِفْظه لا يَحْفَظُ القرآن!.
أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرّافعي، أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن موسى البَرْبَرِي قَالَ: قَالَ المأمون للواقدي: أَرِيدُ أن تصلى الجُمُعة غدا بالناس. قال: فامتنع. قال: لا بد من ذلك. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، ما أَحْفَظُ سورةَ الجُمُعة. قال: فأنا أحفظك، قال: فأفعل. فجَعَلَ المأمون يُلَقِّنُهُ سورةَ الجُمُعة حتَّى يَبْلُغَ النِّصف منها، فإذا حفظه ابتدا بالنِّصف الثَّاني، فإذا حفظ النِّصف الثَّاني نسي الأول، فأَتْعِبَ المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح: يا علي حَفِّظْهُ أنت.
قَالَ علي: فَفَعَلْتُ ونام المأمون، فَجَعَلْتُ أُحَفِّظُهُ النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسى الثاني، وإذا حفظته الثاني نسى الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته. فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله الهاشمي، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، حدّثنا أبو بكر القرشيّ، حَدَّثَنَا المفضل بن غسان، عن أبيه قَالَ: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى
[الأعلى 18، 19] .
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: ربما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان، فذكروا أن مالكا قنع به. قَالَ جدي: وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا ابن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أصحابنا قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا الحارث- أو سمعته أنا من محمد بن صالح- قَالَ: سئل مالك بن أنس عن المراة التي سمت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم.
فقال: فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال:
الذي عندنا أنه قتلها. فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن يوسف بن إبراهيم السهمي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عدي الحافظ قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصغاني يقول: قَالَ يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند محمد بن الحسن، فذكروا الواقدي محمد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشيء فقال محمّد بن الحسن: لقد رأيت أبحاث سفيان الثّوري ولو كتب لا يقول هذا فيه.
قال أبو بكر الصغاني: لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره، وحسن أحاديثه، ثم قَالَ أبو بكر: أما أنا فلا أحتشم؛ أن أروى عنه.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ، أخبرنا محمّد بن أحمد [الذهلي وذكر] الواقدي. فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا الساجي، حدّثنا أحمد بن محمّد الدقيقي، حدّثني إبراهيم بن يعيش قال: سمعت عمر الناقد قَالَ: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي؟ قَالَ:
تسألني عن الواقدي! سل الواقدي عني.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا عبيد بن أبي الفرج قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب مولى أبي عبيد الله قَالَ: سمعت الدراوردي- وذكر الواقدي- فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث .
قَالَ: وحدثنا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا ثقة، قَالَ: سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي فقال: نحن نسأل عن الواقدي!؟ إنما يُسأل الواقدي عنا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلّا الواقديّ.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي مفضل، قَالَ: قَالَ الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد .
أَخْبَرَنَا الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، حَدَّثَنَا موسى بن هارون قَالَ: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي فقال:
والله ما رأينا مثله قط. قَالَ مصعب: وَحَدَّثَنِي من سمع عبد الله- يعني ابن المبارك- يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، حدّثني القاضي أبو عبد الله المقدمي، حدّثنا أبو موسى- أظنه الزمن- حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن غالب ابن عبّاد، عن قيس بن جبير النهشلي، عن عمر: في العمة والخالة. قَالَ أبو موسى:
فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري فحدثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه وقلنا له: إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وَقَالَ: نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس ابن جبير، قَالَ المقدمي: فسمعت الرمادي يقول: لما حدّث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا عبد الرحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمد بن عمر الواقدي فقالوا: نساله عنه لعله قد سمعه من الثوري فإنه حافظ، فقالوا: سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له: حديث رواه الثوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة:
أتعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره لكم، فاستلقى على قفاه ثم قَالَ: هو عن قيس. فقالوا: نعم قيس ابن من؟
ففكر طويلا فقال: قيس بن حبتر لا شك فيه.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر. قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قَالَ الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلا ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي فحدثني إلى أن بلغ الحديث. قَالَ:
فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك
ابن أنس فلم أكتبه ثم حدّثني به. فقال إبراهيم بن جابر: حَدَّثَنِي علي بن المبارك قال:
قال علي بن المدينيّ: ابن مهدي- يعني عن مالك- لحديث لم يحدث به غيره عنه فكتبت ورقة من حديث الواقدي وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم أتيت الواقدي بها فقرا علىّ حتى بلغ إلى الحديث، قَالَ: فنظر إليَّ ثم نظر إلى الحديث ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث ثم قال: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه. أي فلما رايته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدّثتك به.
فقرأت على محمد بن الحسين القطان، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبار قَالَ: سَأَلت مجاهدًا- يعني ابن موسى- عن الواقدي، فقال: ما كتبت عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب، يسأله: عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما فجعل يقول: حَدَّثَنَا فلان عن فلان يصلى قاعدا، يصلى على جنبه، يصلى بحاجبيه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا! قَالَ:
وبلغني عن الشاذكوني أنه قَالَ: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون اكذب الناس! وذلك أنه كتب عنه، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا، وكان يعرف رأى سفيان ومالك، ما رأيت مثله .
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا سليمان بن أحمد بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت مصعبا الزبيري وسئل عن الواقدي، فقال:
ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال:
أسأل أنا عن الواقدي! يسأل الواقدي عني. وسئل عنه أبو يحيى الزّهريّ فقال:
ثقة مأمون .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: سألت ابن نمير عن الواقدي فقال: أما حديثه هنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي، حَدَّثَنَا جابر بن كردي قَالَ: سمعت يزيد بن هارون يقول:
محمد بن عمر الواقدي ثقة .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت الصاغاني غير مرة يقول: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول.
وأخبرني عبيد الله بن أحمد الصّيرفيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثني أبو بكر الصاغاني، حدّثني إبراهيم بن أرمة قَالَ: سمعت عباسا العنبري يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق .
حُدِّثت عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي، سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: الواقدي ثقة. قَالَ إبراهيم:
وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقديّ، الاختلاف والإجماع كان عنده .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل الجلاب قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
من قَالَ إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي، فلا يصدق، لأنه يقول: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قَالَ: كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبو بكر: يا أبا عبد الرحمن في هذا حديث عن ابن عباس والمسور بن مخرمة.
فقال عمن فقال ابن واقد. قَالَ: فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه. أو قال: نصت.
ولم يقل شيئا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي من سأل يحيى بن معين عن الواقدي، وأبي البختريّ فقال الواقديّ أجودهما حديثا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: قال لي علي بن المديني: قَالَ لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قَالَ: قلت: وما تصنع به؟ قَالَ:
أنظر فيها أعتبرها، قَالَ: ففتحها ثم قَالَ: اقرأها عليَّ. قَالَ: قلت وما تصنع به؟ قَالَ:
انظر فيها. قَالَ: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قَالَ لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها. قَالَ: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم، وما كان عند على شيء يحتج به في الواقدي غير هذا وقد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده شيء أكثر من هذا.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول:
عند الواقدي عشرون ألف حديث لم يسمع بها.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه، وضعفه.
حدّثنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا أبو علي الهروي قَالَ:
سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: قَالَ يحيى بن معين:
أغربَ الواقدي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.
فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصّفّار، وأخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدثه.
قَالَ: وسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الواقدي يركب الأسانيد.
وسمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبد المطلب، وعن حمزة بن عبد المطلب من مركب.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضيل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: والواقديّ ليس بشيء .
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ، حدّثنا معاوية بن صالح: أبو عبد الله الواقدي ضعيف. قلت ليحيى بن معين: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قَالَ:
استحيي من ابنه هو لي صديق. قلت: فماذا تقول فيه؟ قَالَ: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة .
قَالَ أبو عبيد الله: وَقَالَ لي أحمد بن حنبل هو كذاب .
قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر: محمد بن عمر بن واقد ليس بشيء .
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعيّ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى. قَالَ: قَالَ لي الشافعي: كتب الواقدي كذب .
وَقَالَ ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي شريح قَالَ: سمعت محمّد ابن إدريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين- يعني لا يوصلان-.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدّوريّ الورّاق، حدّثنا محمّد بن عبد الله المستعيني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: جعل انسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي. فقال: صرنا إلى بحر الواقديّ.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر المروزي قَالَ: سمعته- يعني أحمد بن حنبل- يسأل عن الواقدي، فقيل له: قَالَ ابن المبارك: دعونا من بحر
الواقدي. فقال: شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين. فقال: لو كنت عند الواقدي لحدثك.
هكذا قرأت على محمد بن علي المعدل، عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني قَالَ:
أَخْبَرَنَا نعيم بن عدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي عمران قَالَ: سمعت بندار بن بشار يقول: ما رأيت اكذب شفتين من الواقدي .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سمعت ابن نمير- وذكر حديثا- فقلت له: يا أبا عبد الرحمن تملى هذا؟ قَالَ: هو عن الواقدي ولست أحب أن أحدث عنه. فقلت: نحن نعرفه. فقال: اكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه علي.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: محمد ابن عمر الواقدي قاضى بغداد، متروك الحديث .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي قَالَ: وسئل أبو زرعة- يعني الرازي- عن الواقدي فقال: ترك الناس حديثه.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد- وكيل دعلج- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث .
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ، حدّثنا القاسم بن عيسى القصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: الواقدي لم يكن مقنعا:
ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين. أو قَالَ: منذ زمان .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عن الواقدي. فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقدي في كتاب إلا يبين فيه أمره، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حدّثني إبراهيم بن جابر، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ: كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد ثلاثة قماطر فقلت له: كان ينظر فيها قَالَ:
كان ربما نظر فيها، وكان أكثر نظره في كتب الواقدي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، أَخْبَرَنِي بعض مشايخنا قَالَ: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقدي، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئة بالمتن واحدا. قَالَ إبراهيم الحربي: وليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزهري وابن إسحاق، قَالَ إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد كاتب الواقديّ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقدي فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: سمعت أحمد- وذكر الواقدي- فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئة بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا. قَالَ إبراهيم: ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول حَدَّثَنَا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان.
والزهري أيضا قد فعل هذا .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: قال بور [بن أصرم] : رآني الواقديّ أمشي
مع أحمد بن حنبل. قَالَ: ثم لقيني بعد فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس. قيل لإبراهيم لعله بلغه عنه شيء؟ قَالَ: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه الرجال والأسانيد في متن واحد. قَالَ إبراهيم: وهذا قد كان يفعله حماد بن سلمة، وابن إسحاق، ومحمد بن شهاب الزهري.
حدِّثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا محمد عبد الله بن علي بن الجارود يقول: سمعت إسحاق الكوسج يقول: قَالَ أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمد بن عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أَخِي الزهري، وما لابن أَخِي الزهري لمعمر. قَالَ إسحاق بن راهويه: كان عندي ممن يضع.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أحمد ابن ملاعب، حَدَّثَنِي محمد بْن علي المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، عن علي بن أبي داود، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَاضِي بَغْدَادَ مُتَّهَمٌ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل يقول: لم نزل نراجع أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا »
. فَجَاءَ بِشَيْءٍ لا حِيلَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ يُونُسَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النّجّاد، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن العلاء، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بِالْحِجَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ أَعْمَى وَلا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: «أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه » .
حدّثني الحسن بن علي التميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بن يزيد، عن الزّهريّ بنحوه وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ وَمَيْمُونَةُ. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» . فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُ. قَالَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟»
. أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ نَبْهَانَ هَذَا قَوْلَهُ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا» قَالَ: هَذَا حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ الْوَاقِدِيُّ رَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ وَتَبَسَّمَ ، أي ليس من حديث معمر.
حدثناه عبد الرزاق عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ .
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر القزويني بمصر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ أو ثمان ومائتين ، قال: الواقديّ قَاضٍ عَلَيْنَا. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَكُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ يَسْمَعُ مِنْهُمْ، فَقُلْتُ:
تريد أن تسمع مِنَ الْوَاقِدِيِّ وَكَانَ مَرْوِيًّا فِي السَّمَاعِ مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ:
فَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَذَكَرَ الْوَاقِدِيَّ وَقَالَ: كَيْفَ تَسْتَحِلُّ أَنْ تَكْتُبَ عَنْ رَجُلٍ رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ حَدِيثَ نَبْهَانَ مُكَاتِبِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهَذَا حَدِيثُ يُونُسَ تَفَرَّدَ بِهِ. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ عَنْ مَعْمَرٍ مُنْقَطِعًا مِمَّا أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ على الواقديّ .
قَالَ الرَّمَادِيُّ: فَقَدِمْتُ مِصْرَ بَعْدَ مُنْصَرَفِي وَكَانَ ابن أبي مريم يحدّثنا بحديث نافع ابن يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي مريم، أَخْبَرَنَا نَافِعُ، بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا، وَذَاكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احتجبا منه» . قلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟ »
. أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ بَحَدِيثِ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ- نَحْوَ رِوَايَةِ الرَّمَادِيِّ.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر قال: قال الرمادي: فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت، فقال: مم تضحك؟ فأخبرته بما قَالَ على. وكتب إليه أحمد يقول: هذا حديث تفرد به يونس بن يزيد، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد، عن عقيل وهو أعلى من يونس. قال لي ابن أبي مريم: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزّهريّ .
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر القاضي، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر قَالَ: سمعت الرمادي وحدّث بحديث: عقيل عن ابن شهاب. قَالَ:
هذا مما ظلم فيه الواقدي .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دوست البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المصري، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي بمصر، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ- كَانَ قَاضِي مِصْرَ- قَالَ: كَتَبَ الْوَاقِدِيُّ رُقْعَةً إِلَى الْمَأْمُونِ، يَذْكُرُ فِيهَا غَلَبَةَ الدَّيْنِ وَغَمَّهُ بِذَلِكَ، فَوَقَّعَ الْمَأْمُونُ عَلَى ظَهْرِهَا: فِيكَ خُلَّتَانِ:
السَّخَاءُ، وَالْحَيَاءُ؟ فَأَمَّا السَّخَاءُ فَهُوَ الَّذِي أَطْلَقَ مَا مَلَكْتَ، وَأَمَّا الْحَيَاءُ فَهُوَ الَّذِي مَنَعَكَ مِنْ إِطْلاعِنَا مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَمَرْنَا بِكَذَا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في
بَسْطِ يَدِكَ فَإِنَّ خَزَائِنَ اللَّهِ مَفْتُوحَةٌ. وَأَنْتَ كُنْتَ حَدَّثْتَنِي وَأَنْتَ عَلَى قَضَاءِ الرَّشِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلزُّبَيْرِ: «يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ بِبَابِ الْعَرْشِ؟ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَرْزَاقَهُمْ عَلَى قَدْرِ نَفَقَاتِهِمْ فَمَنْ قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ، وَمَنْ كَثَّرَ كُثِّرَ لَهُ»
قَالَ الواقدي: وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان تذكرته إياي أحب إلى من جائزته .
قَالَ هارون بن عبد الله القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم، فكان الحديث أحب إليه من المائة ألف .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني والقاضي أبو الطيب الطبري. قالا:
أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ واللفظ لحديثه قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله الواقدي القاضي. قَالَ: أضقت مرة من المرار وأنا مع يحيى بن خالد البرمكي، وحضر عيد فجاءتني جارية فقالت: قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة شيء. فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض، فأخرج إلى كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم، فأخذته وانصرفت إلى منزلي، فما استقررت فيه حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكى إليّ تأخر علته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت: على أي شيء عزمت؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم، وجاءك رجل له مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحم ماسة تعطيه نصف ما اعطاك السوقة، ما هذا شيئا، أعطه الكيس كله، فأخرجت الكيس كله. فدفعته إليه، ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي وكان له صديقا فسأله القرض، فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمه عرفه، وانصرف إلى فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين، فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس. فقال: يا غلام هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال: خذ ألفى دينار لك، والفين لصديقك، والفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا عبد الله بن بطة الأصبهاني يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول:
سمعت الحسن بن شاذان يقول: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة! .
حدّثني الصّوريّ، أخبرنا أبو الحسين بن جميع، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد قَالَ:
سمعت عباسا الدوري يقول: مات الواقدي وهو على القضاء وليس له كفن فبعث المأمون بأكفانه .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عمر ابن واقد، ويكنى أبا عبد الله مولى لبني سهم بطن من أسلم، توفي في ذي الحجة سنة سبع ومائتين.
أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة تسع ومائتين.
فيها مات محمد بن عمر الواقدي، والأول أصح.
سمع: ابن أبي ذئب، وعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عبد الله بن
أخي الزهري، ومحمد بن عَجْلان، وربيعة بن عُثمان، وابن جُرَيجْ، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وسُفيان الثَّوري، وأبا مَعْشر، وجماعة سوى هؤلاء.
روى عنه: كاتبُهُ محمد بنُ سعد، وأبو حسان الزِّيادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن الخليل البُرْجلاني، وعبد اللَّه بن الْحَسَن الهاشمي، وأَحْمَد بن عُبيد بن ناصح، ومحمد بن شُجاع الثَّلْجي، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قَدِمَ الواقديُّ بغداد، ووَلِيَ قضاءَ الجانب الشرقي فيها، وهو ممن طَبَّقَ شَرْقَ الأرض وغَرْبها ذِكْره، ولم يخف على أحدٍ عرفَ أخبارَ الناس أمرُه، وسارت الرُّكْبان بكُتبه في فنون العلم من المغازي والسِّيَر، والطبقات وأخبار النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأحداث التي كانت في وَقْته، وبعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكُتب الفقه، واختلاف النَّاس في الحديث، وغير ذلك، وكان جَوادًا كريمًا مَشْهورًا بالسَّخَاءِ .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، أخبرنا أحمد بن معروف، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد.
وأخبرني الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حدّثنا العبّاس ابن العبّاس بن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد، عن محمد بن سعد- ولفظ الحديث لابن فَهْم- قَالَ: محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بُرَيْدة الأسلمي، كان من أهل المدينة، وقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دَيْنٍ لَحِقَهُ فلم يزل بها، وخرجَ إلى الشَّام والرَّقة، ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قَدِمَ المأمون من خُراسان، فولاه القضاء بعسكر المهدي، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء، ودُفن يوم الثلاثاء في مقابر الخَيْزران وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنةً. وذكر أنهُ ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد، وكان عالمًا بالمغازي واختلاف النَّاس وأحاديثهم.
أخبرنا الحسين بن أحمد بن عمر بن روح النهرواني، والقاضي أبو الطّيّب طاهر ابن عبد الله بن طاهر الطَّبَري. قالا: أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي،
حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حَدَّثَنَا يحيى بن محمد العَنْبَري. وفي حديث المعافَى:
محمد بن يحيى العَنْبَري. قَالَ: قَالَ الواقدي: كنت حَنَّاطَّا بالمدينة في يدي مائة ألف دِرْهم للناس أضارب بها، فَتَلِفَتِ الدَّراهم، فشخصتُ إلى العراق، فقصدت يحيى بن خالد فجلستُ في دهليزه، وأنستُ الخدمَ والحُجاب وسألتهم أن يُوصلوني إليه.
فَقَالُوا: إذا قُدِّمَ الطَّعامُ إليه لم يُحْجَب عنه أحدٌ، ونحن نُدْخلكَ عليه ذلك الوقت، فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني: مَن أنت وما قصتك؟
فأخبرته فلما رُفِعَ الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأُقَبِّل رأسَهُ فاشمأزَّ من ذلك، فلما صرتُ إلى الموضعِ الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار. فقال:
الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك: استعن بها على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثَّاني فجلستُ معه على المائدة، وأنشأ يسألني كما سألني في اليوم الأول، فلما رُفع الطعام دنوتُ منه لأُقَبِّلَ رأسَه فاشمأزَّ منه، فلما صرتُ إلى الموضع الذي يُركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال: الوزير يقرأ عليكَ السلامَ ويَقُولُ استعن بهذا على أمرك وعد إلينا في غد، فأخذتُه وانصرفتُ وعدتُ في اليوم الثالث، فأُعطيتُ مثلما أُعطيتُ في اليوم الأول والثاني، فلما كان في اليوم الرابع أُعطيت الكِيس كما أعطيتُ قبل ذلك، وتركني بعد ذلك أُقَبِّلُ رأسَه.
وَقَالَ: إِنَّمَا مَنعتُك ذلك لأَنَّهُ لم يكنْ وصلَ إليكَ من معروفي ما يُوجب هذا، فالآن قد لحقكَ بعض النفع مني، يا غُلام أعطه الدار الفُلانية، يا غلام افرشها الفرش الفُلاني، يا غُلام أعطه مائتي ألف درهم، يقضي دينه بمائة ألف، ويصلح شأنه بمائة ألف، ثم قَالَ لي: الزمني وكُن في داري. فَقُلْتُ: أعزَّ الله الوزيرَ، لو أَذِنْت لي بالشُّخوص إلى المدينة لأقضي للناس أموالهم ثُمَّ أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي. فقال: قد فعلتُ. وأمرَ بتجهيزي فشخصت إلى المدينة، فقضيت ديني ثم رجعتُ إليه، فلم أزل في ناحيته - واللفظ لحديث علي بن عُمر-.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو الحُسين العباس بن العباس بن المغيرة الجوهريّ، حدثني أبو جعفر الضبعي، حَدَّثَنِي محمد بن خَلاد قَالَ: سمعت محمد بن سَلام الجُمَحي، يَقُولُ: محمد بن عمر الواقديّ عالم دهره .
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق ابن الجليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: الواقدي أمين النَّاس على أهل الإسلام .
وَقَالَ أبو أيوب: حَدَّثَنِي أبو محمد الطُّوسي قَالَ: سمعتُ إبراهيم بن سعيد يَقُولُ:
سمُعْتُ المأمونَ يَقُولُ: ما قدمتُ بغداد إلا لأكتبَ كُتُبَ الواقدي .
قَالَ أبو أيوب: وسمعت إبراهيم الحَرْبي يَقُولُ: كان الواقدي أعلم النَّاس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئًا .
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، حدّثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: سمِعْتُ أبي يَقُولُ: لما انتقل الواقدي من جانب الغربي إلى هاهنا يُقَالُ إنه حَمَلَ كُتُبَهُ على عشرينَ ومائةَ وقر .
حدثني الأزهريّ، حَدَّثَنِي عُبيد الله بن عثمان بن يحيى، حَدَّثَنَا أبو علي حامد بن محمد الهَرَوي قال: سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت يحيى بن أحمد ابن عبد الله بن حبلة يحكي عن أبي حذافة. قَالَ: كان للواقدي ستمائة قِمَطْرَ كتب.
أَنْبَأَنَا محمد بن جعفر الوَرَّاق وأحمد بن محمّد الكاتب. قالا: أخبرنا مجالد بن جعفر، حَدَّثَنَا محمد بن جرير الطَّبري قَالَ: قَالَ ابن سعد: كان الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلا وكتبه أكثر من حِفْظِه، وحفظي أكثر من كُتُبِي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدثنا أبو الحسين بن المغيرة، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِي قَالَ: حَدَّثَنِي إسماعيل بن مُجَمِّع- وهو الكلبي- قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله الواقدي. يَقُولُ: ما أَدْرَكْتُ رجلا من أبناء الصحابة، وأبناء الشهداء، ولا مولى لهم إلّا وسَأَلْتُهُ، هل سمعتَ أحدًا من أهلك يُخْبِرُكَ عن مشهده وأين قُتِلَ؟ فإذا أَعْلَمَنِي مَضَيْتُ إلى الموضع فأُعَايِنُهُ، ولقد مضيتُ إلى المُرَيْسِيعِ فنظرتُ إليها، وما عَلِمْتُ غزاة إلا مَضَيْتُ إلى الموضع حتى أعاينه، أو نحو هذا الكلام .
قال: فحدثني ابن منيع قال: سمعت هارون القرويّ يَقُولُ: رَأَيْتُ الواقدي بمكة ومعه رَكْوَةٌ، فَقُلْتُ: أين تريد؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أن أَمْضِيَ إلى حُنين حتى أرى الموضع والوَقْعة.
قَالَ العباس: وَحَدَّثَنِي من أثق به وهو أبو أيوب بن أبي يعقوب قَالَ: سَأَلْتُ إبراهيم الحَرْبي. قلت: أريد أكتب مسائل مالك، فأيما أعجب مسائل ابن وَهْبٍ، أو ابن القاسم؟ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ مسائلَ الواقدي، في الدنيا أحدٌ يَقُولُ سَأَلْتُ الثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب؟ أراد أن مسائله أكثرها سؤال.
أَخْبَرَنَا الأزهري، أخبرنا محمّد، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل. قال: وسألت إبراهيم بن الحربي. قلت: أريد أكتبَ مسائل مالك فأيُّ مسائل مالك ترى أن أكتبَ؟ قَالَ: مسائل الواقدي. قُلْتُ له: أو ابن وَهْب؟ قَالَ: لا إلا الواقدي. في الدّنيا ثُمَّ ابن وهب في الدنيا إنسان يقول سَأَلْتُ مالكًا والثَّوري وابن أبي ذئب ويعقوب غيره؟
أخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب سليمان بن إسحاق قَالَ: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: سمعت السمتي يَقُولُ: رَأَيْنَا الواقدي يومًا جالسًا إلى أسطوانة في مسجد المدينة وهو يُدَرِّسُ. فَقُلْنَا له: أي شيءٍ تُدَرِّسُ؟ فَقَالَ:
جزء من المغازي.
وأخبرنا الأزهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو أيوب قَالَ: سمِعْتُ إبراهيم الحربي يقول.
وأخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أيوب بن المعافى قال: قال إبراهيم الحربي.
وسمعت السمتي يقول: قلنا للواقدي: هذا الذي يجمع الرجال يقول: حدّثنا فلان وفلان وحيث [لا] يميز واحد له، حدّثنا بحديث كل رجلٍ على حدة. قَالَ:
يَطُولُ. فَقُلْنَا له: قد رَضِينَا. قَالَ: فَغَابَ عنَّا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد وعشرين جلدًا.
وفي حديث البَرْمَكي مائة جلدٍ. فَقُلْنَا له: رُدَّنَا إلى الأمر الأول، معنى اللفظين متقارب. وكان الواقدي مع ما ذَكَرْنَاهُ من سَعَة عِلْمه وكثرةِ حِفْظه لا يَحْفَظُ القرآن!.
أنبأنا الحسين بن محمّد بن جعفر الرّافعي، أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن موسى البَرْبَرِي قَالَ: قَالَ المأمون للواقدي: أَرِيدُ أن تصلى الجُمُعة غدا بالناس. قال: فامتنع. قال: لا بد من ذلك. فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، ما أَحْفَظُ سورةَ الجُمُعة. قال: فأنا أحفظك، قال: فأفعل. فجَعَلَ المأمون يُلَقِّنُهُ سورةَ الجُمُعة حتَّى يَبْلُغَ النِّصف منها، فإذا حفظه ابتدا بالنِّصف الثَّاني، فإذا حفظ النِّصف الثَّاني نسي الأول، فأَتْعِبَ المأمون ونعس. فقال لعلي بن صالح: يا علي حَفِّظْهُ أنت.
قَالَ علي: فَفَعَلْتُ ونام المأمون، فَجَعَلْتُ أُحَفِّظُهُ النصف الأول فيحفظه، فإذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، وإذا حفظته النصف الأول نسى الثاني، وإذا حفظته الثاني نسى الأول، فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته. فقال: هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت .
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي بالله الهاشمي، أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، حدّثنا أبو بكر القرشيّ، حَدَّثَنَا المفضل بن غسان، عن أبيه قَالَ: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة، فقرأ: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى
[الأعلى 18، 19] .
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي قال: ربما ذكر لنا أن مالكا سئل عن قتل الساحرة فقال: انظروا هل عند الواقدي من هذا شيء؟ فذاكروه ذلك فذكر شيئا عن الضحاك بن عثمان، فذكروا أن مالكا قنع به. قَالَ جدي: وما أدري ممن سمعت هذا غير أني قد سمعته.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا ابن المغيرة، حَدَّثَنَا الحارث بن محمد قَالَ: حَدَّثَنِي رجل من أصحابنا قال: حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا الحارث- أو سمعته أنا من محمد بن صالح- قَالَ: سئل مالك بن أنس عن المراة التي سمت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر ما فعل بها؟ فقال: ليس عندي بها علم، وسأسأل أهل العلم.
فقال: فلقي الواقدي فقال: يا أبا عبد الله ما فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمرأة التي سمته بخيبر؟ فقال:
الذي عندنا أنه قتلها. فقال مالك: قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها.
قرأت على محمد بن علي بن يعقوب المعدل، عن يوسف بن إبراهيم السهمي قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عدي الحافظ قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق الصغاني يقول: قَالَ يحيى بن أيوب المقابري: كنت عند محمد بن الحسن، فذكروا الواقدي محمد بن عمر فذكره إنسان في مجلسه بشيء فقال محمّد بن الحسن: لقد رأيت أبحاث سفيان الثّوري ولو كتب لا يقول هذا فيه.
قال أبو بكر الصغاني: لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله وما يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره، وحسن أحاديثه، ثم قَالَ أبو بكر: أما أنا فلا أحتشم؛ أن أروى عنه.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد الحافظ، أخبرنا محمّد بن أحمد [الذهلي وذكر] الواقدي. فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر.
أخبرني أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن أحمد الأدميّ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي، حدّثنا زكريا الساجي، حدّثنا أحمد بن محمّد الدقيقي، حدّثني إبراهيم بن يعيش قال: سمعت عمر الناقد قَالَ: قلت للدراوردي: ما تقول في الواقدي؟ قَالَ:
تسألني عن الواقدي! سل الواقدي عني.
أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنَا عبيد بن أبي الفرج قَالَ: حَدَّثَنِي يعقوب مولى أبي عبيد الله قَالَ: سمعت الدراوردي- وذكر الواقدي- فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث .
قَالَ: وحدثنا جدي قَالَ: حَدَّثَنِي بعض أصحابنا ثقة، قَالَ: سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي فقال: نحن نسأل عن الواقدي!؟ إنما يُسأل الواقدي عنا، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلّا الواقديّ.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي مفضل، قَالَ: قَالَ الواقدي: لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة، يقال: هذه ألواح ابن واقد .
أَخْبَرَنَا الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أَخْبَرَنَا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي، حَدَّثَنَا موسى بن هارون قَالَ: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي فقال:
والله ما رأينا مثله قط. قَالَ مصعب: وَحَدَّثَنِي من سمع عبد الله- يعني ابن المبارك- يقول: كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي .
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، حدّثني القاضي أبو عبد الله المقدمي، حدّثنا أبو موسى- أظنه الزمن- حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن غالب ابن عبّاد، عن قيس بن جبير النهشلي، عن عمر: في العمة والخالة. قَالَ أبو موسى:
فقدم علينا مؤمل بن إسماعيل فوجدناه في كتابه عن قيس بن حبة فأنكرناه عليه، ثم قدم علينا بعد ذلك أبو أحمد الزبيري فحدثنا به عن قيس بن جبير فأنكرناه أيضا عليه وقلنا له: إنما هو قيس بن حبير فأنكر ذلك. وَقَالَ: نحن أعلم بهذا الحديث هو قيس ابن جبير، قَالَ المقدمي: فسمعت الرمادي يقول: لما حدّث به أبو أحمد ومؤمل مخالفا عبد الرحمن بن مهدي أتى أصحاب الحديث محمد بن عمر الواقدي فقالوا: نساله عنه لعله قد سمعه من الثوري فإنه حافظ، فقالوا: سلوه ولا تلقنوه. فقالوا له: حديث رواه الثوري عن الحسن بن عمرو عن غالب عن رجل عن عمر في العمة والخالة:
أتعرف الرجل من هو؟ فقال: قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره لكم، فاستلقى على قفاه ثم قَالَ: هو عن قيس. فقالوا: نعم قيس ابن من؟
ففكر طويلا فقال: قيس بن حبتر لا شك فيه.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر. قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
قَالَ الشاذكوني: كتبت ورقة من حديث الواقدي، وجعلت فيها حديثا عن مالك لم يروه إلا ابن مهدي عن مالك، ثم أتيت بها الواقدي فحدثني إلى أن بلغ الحديث. قَالَ:
فتركني ثم قام فدخل ثم خرج فقال لي هذا الحديث سأل عنه إنسان بغيض لمالك
ابن أنس فلم أكتبه ثم حدّثني به. فقال إبراهيم بن جابر: حَدَّثَنِي علي بن المبارك قال:
قال علي بن المدينيّ: ابن مهدي- يعني عن مالك- لحديث لم يحدث به غيره عنه فكتبت ورقة من حديث الواقدي وجعلت ذلك الحديث في وسط الأحاديث، ثم أتيت الواقدي بها فقرا علىّ حتى بلغ إلى الحديث، قَالَ: فنظر إليَّ ثم نظر إلى الحديث ثم قام فدخل ثم خرج فحدّثني بالحديث ثم قال: كان إنسان أزرق بغيض سأل مالكا عن هذا الحديث، فمن بغضه لم أكتبه. أي فلما رايته في كتابك الساعة قمت وكتبته وحدّثتك به.
فقرأت على محمد بن الحسين القطان، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبار قَالَ: سَأَلت مجاهدًا- يعني ابن موسى- عن الواقدي، فقال: ما كتبت عن أحد أحفظ منه، لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب، يسأله: عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما فجعل يقول: حَدَّثَنَا فلان عن فلان يصلى قاعدا، يصلى على جنبه، يصلى بحاجبيه، فقال لي: سمعت من هذا شيئا؟ قلت: لا! قَالَ:
وبلغني عن الشاذكوني أنه قَالَ: إما أن يكون أصدق الناس، وإما أن يكون اكذب الناس! وذلك أنه كتب عنه، فلما أراد أن يخرج جاء بالكتاب فسأله، فإذا هو لا يغير حرفا، وكان يعرف رأى سفيان ومالك، ما رأيت مثله .
أَخْبَرَنِي الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا سليمان بن أحمد بن الخليل قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت مصعبا الزبيري وسئل عن الواقدي، فقال:
ثقة مأمون، وسئل المسيبي عنه، فقال: ثقة مأمون. وسئل معن بن عيسى عنه فقال:
أسأل أنا عن الواقدي! يسأل الواقدي عني. وسئل عنه أبو يحيى الزّهريّ فقال:
ثقة مأمون .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: سألت ابن نمير عن الواقدي فقال: أما حديثه هنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ، حدّثنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي، حَدَّثَنَا جابر بن كردي قَالَ: سمعت يزيد بن هارون يقول:
محمد بن عمر الواقدي ثقة .
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حَدَّثَنَا أبو بكر النيسابوري قَالَ: سمعت الصاغاني غير مرة يقول: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول.
وأخبرني عبيد الله بن أحمد الصّيرفيّ، أخبرنا محمّد بن المظفر، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدّثني أبو بكر الصاغاني، حدّثني إبراهيم بن أرمة قَالَ: سمعت عباسا العنبري يقول: الواقدي أحب إلى من عبد الرزاق .
حُدِّثت عَنْ مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: حَدَّثَنِي مكرم بْن أَحْمَد قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي، سمعت أبا عبيد القاسم بْن سلام يَقُول: الواقدي ثقة. قَالَ إبراهيم:
وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقديّ، الاختلاف والإجماع كان عنده .
أَخْبَرَنَا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو أيوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن الجليل الجلاب قَالَ: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
من قَالَ إن مسائل مالك وابن أبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي، فلا يصدق، لأنه يقول: سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب.
أَخْبَرَنِي عَبْد الباقي بْن عَبْد الكريم بْن عمر المؤدّب، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الخلال، حَدَّثَنَا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل قَالَ: كنت عند ابن المبارك وعنده أبو بدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبو بكر: يا أبا عبد الرحمن في هذا حديث عن ابن عباس والمسور بن مخرمة.
فقال عمن فقال ابن واقد. قَالَ: فسكت ابن المبارك وطأطأ رأسه. أو قال: نصت.
ولم يقل شيئا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي من سأل يحيى بن معين عن الواقدي، وأبي البختريّ فقال الواقديّ أجودهما حديثا.
وَقَالَ جدي: حَدَّثَنِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد قَالَ: قال لي علي بن المديني: قَالَ لي أحمد بن حنبل: أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيى قَالَ: قلت: وما تصنع به؟ قَالَ:
أنظر فيها أعتبرها، قَالَ: ففتحها ثم قَالَ: اقرأها عليَّ. قَالَ: قلت وما تصنع به؟ قَالَ:
انظر فيها. قَالَ: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيى؟ قَالَ لي: وما عليك أنا أريد أن أعرفها وأعتبر بها. قَالَ: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيى قلبها عليهم، وما كان عند على شيء يحتج به في الواقدي غير هذا وقد كنت سألت عليا عن الواقدي فما كان عنده شيء أكثر من هذا.
أَخْبَرَنِي أبو القاسم الأزهري، حدّثنا عبد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمران بن موسى الصيرفي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: سمعت أبي يقول:
عند الواقدي عشرون ألف حديث لم يسمع بها.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه، وضعفه.
حدّثنا الأزهريّ، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى، حَدَّثَنَا أبو علي الهروي قَالَ:
سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت أبا الهيثم يقول: قَالَ يحيى بن معين:
أغربَ الواقدي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين ألف حديث.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيمَ بْن النَّضْر الْعَطَّار، حدّثنا محمّد ابن عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، قَالَ: سمعت عليا- يعني ابن المديني- يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.
فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أَخْبَرَنَا عبد الله بن عثمان الصّفّار، وأخبرنا محمّد بن عمران بن موسى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سمعت أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيى كتبه.
قَالَ: وسمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدثه عن إبراهيم بن أبي يحيى فلم أحدثه.
قَالَ: وسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: الواقدي يركب الأسانيد.
وسمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبد المطلب، وعن حمزة بن عبد المطلب من مركب.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضيل الصيرفي قَالَ: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بْن مُحَمَّد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: والواقديّ ليس بشيء .
أَخْبَرَنَا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حدّثنا أبو بشر الدّولابيّ، حدّثنا معاوية بن صالح: أبو عبد الله الواقدي ضعيف. قلت ليحيى بن معين: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قَالَ:
استحيي من ابنه هو لي صديق. قلت: فماذا تقول فيه؟ قَالَ: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة .
قَالَ أبو عبيد الله: وَقَالَ لي أحمد بن حنبل هو كذاب .
قال عبيد الله عن يحيى في موضع آخر: محمد بن عمر بن واقد ليس بشيء .
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَر القطيعيّ، أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعيّ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن يونس بن عبد الأعلى. قَالَ: قَالَ لي الشافعي: كتب الواقدي كذب .
وَقَالَ ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، حَدَّثَنَا أحمد بن أبي شريح قَالَ: سمعت محمّد ابن إدريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين- يعني لا يوصلان-.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي البصريّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدّوريّ الورّاق، حدّثنا محمّد بن عبد الله المستعيني، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنِي أبي. قَالَ: جعل انسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي. فقال: صرنا إلى بحر الواقديّ.
حدّثنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني، حَدَّثَنَا أبو بكر المروزي قَالَ: سمعته- يعني أحمد بن حنبل- يسأل عن الواقدي، فقيل له: قَالَ ابن المبارك: دعونا من بحر
الواقدي. فقال: شهدت وكيعا وقد سألوه عن حديث في مسح الخفين. فقال: لو كنت عند الواقدي لحدثك.
هكذا قرأت على محمد بن علي المعدل، عَن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم الجرجاني قَالَ:
أَخْبَرَنَا نعيم بن عدي قَالَ: سمعت إسحاق بن أبي عمران قَالَ: سمعت بندار بن بشار يقول: ما رأيت اكذب شفتين من الواقدي .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد الدَّقَّاق قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بْن هارون، عن ابن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سمعت ابن نمير- وذكر حديثا- فقلت له: يا أبا عبد الرحمن تملى هذا؟ قَالَ: هو عن الواقدي ولست أحب أن أحدث عنه. فقلت: نحن نعرفه. فقال: اكتبه على جهة المعرفة ثم أملاه علي.
أَخْبَرَنَا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي قَالَ: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: محمد ابن عمر الواقدي قاضى بغداد، متروك الحديث .
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي، حَدَّثَنَا سعيد بن عمرو البرذعي قَالَ: وسئل أبو زرعة- يعني الرازي- عن الواقدي فقال: ترك الناس حديثه.
وأخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد- وكيل دعلج- حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ، حَدَّثَنَا أبي قَالَ: محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث .
حَدَّثَنَا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، حدّثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، حَدَّثَنَا أَبُو هاشم عَبْد الجبار بْن عَبْد الصّمد السّلميّ، حدّثنا القاسم بن عيسى القصار، حَدَّثَنَا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني. قَالَ: الواقدي لم يكن مقنعا:
ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات وأنا ببغداد فقال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين. أو قَالَ: منذ زمان .
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري. قَالَ: سئل أَبُو داود سليمان بْن الأشعث عن الواقدي. فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقدي في كتاب إلا يبين فيه أمره، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر، حدّثني إبراهيم بن جابر، حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل.
قَالَ: كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد ثلاثة قماطر فقلت له: كان ينظر فيها قَالَ:
كان ربما نظر فيها، وكان أكثر نظره في كتب الواقدي.
أَخْبَرَنِي الحسن بن أبي طالب، حدّثنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة، أَخْبَرَنِي بعض مشايخنا قَالَ: سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقدي، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئة بالمتن واحدا. قَالَ إبراهيم الحربي: وليس هذا عيبا، قد فعل هذا الزهري وابن إسحاق، قَالَ إبراهيم الحربي: لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمد بن سعد كاتب الواقديّ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقدي فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بن عمر البرمكي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حمدان العكبريّ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قَالَ: قَالَ إبراهيم الحربي: سمعت أحمد- وذكر الواقدي- فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلا جمعه الأسانيد، ومجيئة بمتن واحد على سياقة واحدة، عن جماعة وربما اختلفوا. قَالَ إبراهيم: ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق، كان يقول حَدَّثَنَا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان.
والزهري أيضا قد فعل هذا .
قَالَ: وسمعت إبراهيم يقول: قال بور [بن أصرم] : رآني الواقديّ أمشي
مع أحمد بن حنبل. قَالَ: ثم لقيني بعد فقال لي: رأيتك تمشي مع إنسان ربما تكلم في الناس. قيل لإبراهيم لعله بلغه عنه شيء؟ قَالَ: نعم، بلغني أن أحمد أنكر عليه جمعه الرجال والأسانيد في متن واحد. قَالَ إبراهيم: وهذا قد كان يفعله حماد بن سلمة، وابن إسحاق، ومحمد بن شهاب الزهري.
حدِّثت عن دعلج بن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبا محمد عبد الله بن علي بن الجارود يقول: سمعت إسحاق الكوسج يقول: قَالَ أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمد بن عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أَخِي الزهري، وما لابن أَخِي الزهري لمعمر. قَالَ إسحاق بن راهويه: كان عندي ممن يضع.
أخبرنا العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا محمّد بن مخلد، حدّثنا أحمد ابن ملاعب، حَدَّثَنِي محمد بْن علي المديني قَالَ: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.
أَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الملك الأدميّ، عن علي بن أبي داود، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَاضِي بَغْدَادَ مُتَّهَمٌ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل يقول: لم نزل نراجع أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا »
. فَجَاءَ بِشَيْءٍ لا حِيلَةَ فِيهِ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ.
أَخْبَرَنَا بِحَدِيثِ يُونُسَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ. قَالا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النّجّاد، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن العلاء، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ مَيْمُونَةُ، فَأَقْبَلَ ابْنُ أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بِالْحِجَابِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ أَعْمَى وَلا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ قَالَ: «أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه » .
حدّثني الحسن بن علي التميميّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا عبد الله بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بن يزيد، عن الزّهريّ بنحوه وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ، أخبرنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أخبرنا أَحْمَد بْن معروف الخشاب، حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن فهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ وَمَيْمُونَةُ. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرَ بِالْحِجَابِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجِبَا مِنْهُ» . فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُ. قَالَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا، أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟»
. أَخْبَرَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي، حدثنا أَبُو بكر الأثرم قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ فِي حَدِيثِ نَبْهَانَ هَذَا قَوْلَهُ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا» قَالَ: هَذَا حَدِيثُ يُونُسَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ الْوَاقِدِيُّ رَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ وَتَبَسَّمَ ، أي ليس من حديث معمر.
حدثناه عبد الرزاق عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ .
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر القزويني بمصر، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ:
قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ بَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ أو ثمان ومائتين ، قال: الواقديّ قَاضٍ عَلَيْنَا. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَكُنْتُ أَطُوفُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ يَسْمَعُ مِنْهُمْ، فَقُلْتُ:
تريد أن تسمع مِنَ الْوَاقِدِيِّ وَكَانَ مَرْوِيًّا فِي السَّمَاعِ مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ:
فَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَذَكَرَ الْوَاقِدِيَّ وَقَالَ: كَيْفَ تَسْتَحِلُّ أَنْ تَكْتُبَ عَنْ رَجُلٍ رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ حَدِيثَ نَبْهَانَ مُكَاتِبِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَهَذَا حَدِيثُ يُونُسَ تَفَرَّدَ بِهِ. قَالَ الرَّمَادِيُّ: وَذَكَرَ حَدِيثًا آخَرَ عَنْ مَعْمَرٍ مُنْقَطِعًا مِمَّا أَنْكَرَهُ أَحْمَدُ على الواقديّ .
قَالَ الرَّمَادِيُّ: فَقَدِمْتُ مِصْرَ بَعْدَ مُنْصَرَفِي وَكَانَ ابن أبي مريم يحدّثنا بحديث نافع ابن يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ أبي مريم، أَخْبَرَنَا نَافِعُ، بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا، وَذَاكَ بَعْدَ أَنْ أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احتجبا منه» . قلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ؟ »
. أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ بَحَدِيثِ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَقِيلٍ- نَحْوَ رِوَايَةِ الرَّمَادِيِّ.
أَخْبَرَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، أخبرنا محمّد بن المظفر، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر قال: قال الرمادي: فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت، فقال: مم تضحك؟ فأخبرته بما قَالَ على. وكتب إليه أحمد يقول: هذا حديث تفرد به يونس بن يزيد، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد، عن عقيل وهو أعلى من يونس. قال لي ابن أبي مريم: إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزّهريّ .
حدّثني الصّوريّ، أخبرني عبد الغني بن سعيد، أخبرنا أبو طاهر القاضي، حَدَّثَنِي إبراهيم بن جابر قَالَ: سمعت الرمادي وحدّث بحديث: عقيل عن ابن شهاب. قَالَ:
هذا مما ظلم فيه الواقدي .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ دوست البزّاز، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيُّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ المصري، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ المرادي بمصر، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ- كَانَ قَاضِي مِصْرَ- قَالَ: كَتَبَ الْوَاقِدِيُّ رُقْعَةً إِلَى الْمَأْمُونِ، يَذْكُرُ فِيهَا غَلَبَةَ الدَّيْنِ وَغَمَّهُ بِذَلِكَ، فَوَقَّعَ الْمَأْمُونُ عَلَى ظَهْرِهَا: فِيكَ خُلَّتَانِ:
السَّخَاءُ، وَالْحَيَاءُ؟ فَأَمَّا السَّخَاءُ فَهُوَ الَّذِي أَطْلَقَ مَا مَلَكْتَ، وَأَمَّا الْحَيَاءُ فَهُوَ الَّذِي مَنَعَكَ مِنْ إِطْلاعِنَا مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، وَقَدْ أَمَرْنَا بِكَذَا وكذا، فإن كنا أصبنا إرادتك في
بَسْطِ يَدِكَ فَإِنَّ خَزَائِنَ اللَّهِ مَفْتُوحَةٌ. وَأَنْتَ كُنْتَ حَدَّثْتَنِي وَأَنْتَ عَلَى قَضَاءِ الرَّشِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلزُّبَيْرِ: «يَا زُبَيْرُ إِنَّ بَابَ الرِّزْقِ مَفْتُوحٌ بِبَابِ الْعَرْشِ؟ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَرْزَاقَهُمْ عَلَى قَدْرِ نَفَقَاتِهِمْ فَمَنْ قَلَّلَ قُلِّلَ لَهُ، وَمَنْ كَثَّرَ كُثِّرَ لَهُ»
قَالَ الواقدي: وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان تذكرته إياي أحب إلى من جائزته .
قَالَ هارون بن عبد الله القاضي الزهري: بلغني أن الجائزة كانت مائة ألف درهم، فكان الحديث أحب إليه من المائة ألف .
أَخْبَرَنَا أحمد بن عمر بن روح النهرواني والقاضي أبو الطيب الطبري. قالا:
أَخْبَرَنَا المعافى بن زكريا الجريري.
وأخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، وعمر بْن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَ اللَّه المؤدب. قالا:
أَخْبَرَنَا علي بن عمر الحافظ واللفظ لحديثه قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن بَشَّار الأنباريّ، حدّثني أبي، حدّثنا أبو عكرمة الضّبّيّ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، حَدَّثَنَا أبو عبد الله الواقدي القاضي. قَالَ: أضقت مرة من المرار وأنا مع يحيى بن خالد البرمكي، وحضر عيد فجاءتني جارية فقالت: قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة شيء. فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض، فأخرج إلى كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم، فأخذته وانصرفت إلى منزلي، فما استقررت فيه حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكى إليّ تأخر علته وحاجته إلى القرض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها. فقالت: على أي شيء عزمت؟ قلت: على أن أقاسمه الكيس.
قالت: ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقة فأعطاك ألفا ومائتي درهم، وجاءك رجل له مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحم ماسة تعطيه نصف ما اعطاك السوقة، ما هذا شيئا، أعطه الكيس كله، فأخرجت الكيس كله. فدفعته إليه، ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي وكان له صديقا فسأله القرض، فأخرج الهاشمي إليه الكيس، فلما رأى خاتمه عرفه، وانصرف إلى فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول: إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجات أمير المؤمنين، فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس. فقال: يا غلام هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال: خذ ألفى دينار لك، والفين لصديقك، والفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا عبد الله بن بطة الأصبهاني يقول: سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول:
سمعت الحسن بن شاذان يقول: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجبت علي فيها الزكاة! .
حدّثني الصّوريّ، أخبرنا أبو الحسين بن جميع، أَخْبَرَنَا محمد بن مخلد قَالَ:
سمعت عباسا الدوري يقول: مات الواقدي وهو على القضاء وليس له كفن فبعث المأمون بأكفانه .
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سعد قَالَ: مُحَمَّد بْن عمر ابن واقد، ويكنى أبا عبد الله مولى لبني سهم بطن من أسلم، توفي في ذي الحجة سنة سبع ومائتين.
أَخْبَرَنَا جعفر الخُلْدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله الحضرمي قَالَ: سنة تسع ومائتين.
فيها مات محمد بن عمر الواقدي، والأول أصح.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129399&book=5540#d45034
محمد بن الحسن بن فرقد، أبو عبد الله الشيباني مولاهم :
صاحب أبي حنيفة وإمام أهل الرأي، أصله دمشقي من أهل قرية تسمى حرستا.
قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط، ونشأ بالكوفة. وسمع العلم بها من أبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعمر بن ذر، ومالك بن مغول.
وكتب أيضا عن مالك بن أنس، وأبى عمرو الأوزاعي، وزمعة بن صالح، وبكير ابن عامر، وأبى يوسف القاضي، وسكن بغداد وحدث بها. فروى عنه محمد بن إدريس الشافعي، وأبو سليمان الجوزجاني، وهشام بن عبيد الله الرازي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسماعيل بن توبة وعلي بن مسلم الطوسي، وغيرهم.
وكان الرشيد ولاه القضاء وخرج معه في سفره إلى خراسان، فمات بالري، ودفن بها.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمد بن سعد قَالَ محمد بن الحسن كان أصله من أهل الجزيرة، وكان أبوه في جند أهل الشام فقدم واسطا، فولد محمد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بالكوفة وطلب العلم، وطلب الحديث، وسمع سماعا كثيرا، وجالس أبا حنيفة وسمع منه، ونظر في الرأي فغلب عليه، وعرف به، ونفذ فيه. وقدم بغداد فنزلها واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي، وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها، فولاه قضاء الرقة ثم
عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون إلي الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه، فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ أَخْبَرَنِي أبو عروبة في كتابه إلي قَالَ حَدَّثَنِي عمرو بن أبي عمرو قَالَ: قَالَ محمد بن الحسن:
ترك أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُوريّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ- واللفظ له- قال نبأنا محمد بن عثمان بن الحسن القاضي قَالَ نبأنا محمّد بن يوسف الهرويّ بدمشق قال أنبأنا محمد بن عبد الحكم قَالَ سمعت الشافعي يقول قَالَ محمد بن الحسن: أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكسرا، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث. قال: وكان إذا حدثهم عن غير مالك لم يجبه إلا [القليل ] من الناس. فقال ما أعلم أحدا أسوأ نثا على أصحابه منكم، إذا حدثتكم عن مالك ملأتم على الموضع، وإذا حدّثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي مُكْرَمٌ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، إِذْ أَقْبَلَ الرَّشِيدُ فَقَامَ إليه النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُمْ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ ثَقِيلَ القلب [ممتلئ البطن ] عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَقَامَ وَدَخَلَ النَّاسُ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيفَةِ، فَأَمْهَلَ الرَّشِيدُ يَسِيرًا ثُمَّ خرج الآذن. فقال محمّد ابن الحسن. فجزع أصحابه له فَأُدْخِلَ فَأَمْهَلَ، ثُمَّ خَرَجَ طَيِّبَ النَّفْسِ مَسْرُورًا فَقَالَ:
قَالَ لِي مَالَكَ لَمْ تَقُمْ مَعَ النَّاسِ؟ قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ عَنِ الطَّبَقَةِ الَّتِي جَعَلْتَنِي فِيهَا، إِنَّكَ أَهَّلْتَنِي لِلْعِلْمِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ إِلَى طَبَقَةِ الْخِدْمَةِ الَّتِي هي خارجة منه،
وَإِنَّ ابْنَ عَمِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » . وإنه إنما أراد بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة للعدو، ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم. قَالَ: صدقت يا محمد.
ثم قَالَ إن عمر بن الخطاب صالح بني تغلب على ألا ينصروا أبناءهم، وقد نصروا أبناءهم، وحلت بذلك دماؤهم، فما ترى؟ قَالَ قلت: إن عمر أمرهم بذلك وقد نصروا أبناءهم بعد عمر، واحتمل ذلك عثمان وابن عمك، وكان من العلم ما لا خفاء به عليك، وجرت بذلك السنن، فهذا صلح من الخلفاء بعده ولا شيء يلحقك في ذلك، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى. قَالَ: لكنا نجريه على ما أجروه إن شاء الله، إن الله أمر نبيه بالمشورة، فكان يشاور في أمره، ثم يأتيه جبريل عليه السّلام بتوفيق الله، ولكن عليك بالدعاء لمن ولاه الله أمرك، ومر أصحابك بذلك، وقد أمرت لك بشيء تفرقه على أصحابك، فخرج له مال كثير ففرقه.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قال نا مُحَمَّد بن أبي بكر الوراق ببخارى قَالَ نا محمّد بن أحمد بن حرب قال نا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قَالَ سمعت أبا عصمة سعد بن معاذ يقول سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول كان محمّد ابن الحسن له مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التنوخي قَالَ وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا الحرمي بن أبي العلاء المكي قال نبأنا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن أبان النخعي قَالَ حدّثني هانئ بن ضيفي قَالَ حَدَّثَنِي مجاشع بن يوسف قَالَ كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتى الناس، فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث، فقال: ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟ فقال مالك لا يدخل الجنب المسجد. قَالَ فكيف يصنع وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء؟ قَالَ فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد.
فلما أكثر عليه قَالَ له مالك فما تقول أنت في هذا؟ قَالَ يتيمم ويدخل فيأخذ الماء من المسجد ويخرج فيغتسل. قَالَ: من أين أنت؟ قَالَ من أهل هذه- وأشار إلى الأرض- فقال ما من أهل المدينة أحد لا أعرفه. فقال: ما أكثر من لا تعرف، ثم نهض. قالوا
لمالك هذا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة. فقال مالك: محمد بن الحسن كيف يكذب وقد ذكر أنه من أهل المدينة؟ قالوا إنما قَالَ من أهل هذه وأشار إلى الأرض.
قَالَ: هذا أشد على من ذاك.
كتب إليّ محمّد أبو عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ أخبرهم قال نا سُلَيْمَان بن عبد الحميد البهراني قَالَ سمعت يحيى بن صالح يقول قَالَ لي ابن أكثم: قد رأيت مالكا وسمعت منه ورافقت محمد بن الحسن فأيهما كان أفقة؟ فقلت: محمد بن الحسن [فيما يأخذه لنفسه ] أفقه من مالك.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد: قَالَ حَدَّثَنِي مكرم بْن أحمد قال نا أحمد بن عطية قال سمعت أبا عبيد يقول: ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب العجلي بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا أبو عمارة حمزة بن علي المصري قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته.
أَخْبَرَنَا رضوان بن محمد الدينوري قَالَ سمعت الحسين بن جعفر العنزي بالري يقول سمعت أبا بكر بن المنذر يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: ما رأيت سمينا أخف روحا من محمد بن الحسن، وما رأيت أفصح منه، كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ قال أنبأنا علي بن عمرو الجريري أن أبا القاسم عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قال نبأنا أحمد بن حماد بن سفيان قَالَ سمعت الربيع بن سُلَيْمَان قَالَ سمعت الشَّافِعِيّ يَقُولُ: ما رأيت أعقل من محمد بن الحسن.
وَقَالَ النخعي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ نبأنا عباس الدوري قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال أنبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول حملت عن محمد بن الحسن وقر بختي كتبا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل قَالَ نبأنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن يوسف الواعظ قال أنبأنا عبيد الله ابن عثمان الدّقّاق قالا نبأنا إبراهيم بن محمد بن أحمد البخاري قَالَ حدّثني عبّاس ابن عزيز أبو الفضل- زاد عبيد الله القطان- ثم اتفقا، قال نبأنا حرملة بن يحيى قال نبأنا محمد بن إدريس الشافعي قَالَ كان محمد بن الحسن الشيباني إذا أخذ في المسألة كأنه قرآن ينزل عليه لا يقدم حرفا ولا يؤخر.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُبَيْشٍ البغوي قَالَ حَدَّثَنِي جعفر بن ياسين قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: وقف رجل على الشافعي فسأله عن مسألة فأجابه، فقال له الرجل: يا أبا عبد الله خالفك الفقهاء. فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قط؟ اللهم إلا أن تكون رأيت محمد بن الحسن، فإنه كان يملأ العين والقلب، وما رأيت مبدنا قط أذكى من محمد بن الحسن.
وَقَالَ ابن حبيش حَدَّثَنِي جَعْفَر بْن ياسين قَالَ كنت عِنْدَ المزني، فوقف عَلَيْهِ رَجُل فسأله عَن أهل العراق، فقال لَهُ: ما تَقُولُ فِي أبي حنيفة؟ قَالَ: سيدهم. قَالَ فأبو يوسف؟ قَالَ أحدهم قياسا.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلّال قال أنبأنا علي بن عمرو الجريري أن علي بن محمد النخعي حدثهم قال نا أحمد بن حماد بن سفيان قَالَ سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: أمن الناس علي في الفقه محمد بن الحسن.
وَقَالَ النّخعيّ نبأنا البخترى بن محمد قَالَ سمعت محمد بن سماعه يقول قَالَ محمد بن الحسن لأهله: لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبي، وخذوا ما تحتاجون إليه من وكيلي، فإنه أقل لهمي، وأفرغ لقلبي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال نا محمّد بن جعفر الكوفيّ التّميميّ قَالَ: قَالَ لنا أبو علي الحسن بن داود: فخر أهل البصرة بأربعة كتب، منها كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ، وكتاب «الحيوان» له، وكتاب
«سيبويه» ، و «كتاب الخليل في العين» . ونحن نفتخر بسبعة وعشرين ألف مسألة في الحلال والحرام عملها رجل من أهل الكوفة يقال له محمد بن الحسن قياسية عقلية لا يسع الناس جهلها، وكتاب الفراء في المعاني، وكتاب «المصادر في القرآن» ، وكتاب «الوقف والابتداء فيه» ، وكتاب «الواحد والجميع» فيه، سوى باقي الحدود. ولنا واحد أملى من أخبار مثل كل كتاب ألف البصريون، وهو ابن الأعرابي، وكان أوحد الناس في اللغة.
حَدَّثَنِي الخلال قَالَ نا عَلِيّ بْن عمرو أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد النّخعيّ حدّثهم قال نا أبو بكر القراطيسي قال نا إبراهيم الحربي قَالَ سألت أحمد بن حنبل، قلت: هذه المسائل الدقائق من أين لك؟ قَالَ: من كتب محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار قَالَ حَدَّثَنِي الربيع قال سمعت الشّافعيّ يقول ما ناظرت أحدا إلا تمعر وجهه ما خلا محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان قَالَ أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن علي الأبار قَالَ حَدَّثَنِي يونس- يعني ابن عبد الأعلى- قَالَ سمعت الشافعي يقول ناظرت محمد بن الحسن وعليه ثياب رقاق، فجعل تنتفخ أوداجه ويصيح حتى لم يبق له زر إلا انقطع . قلت ما كان لصاحبك أن يتكلم ولا كان لصاحبي أن يسكت.
قَالَ قلت له نشدتك بالله هل تعلم أن صاحبي كان عالما بكتاب الله؟ قَالَ نعم قَالَ قلت فهل كان عالما بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نعم قَالَ قلت أفما كان عاقلا. قَالَ نعم. قلت فهل كان صاحبك جاهلا بكتاب الله؟ قَالَ نعم قلت وبما جاء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نعم. قلت أو كان عاقلا؟ قَالَ نعم. قَالَ قلت: صاحبي فيه ثلاث خصال لا يستقيم لأحد أن يكون قاضيا إلا بهن أو كلاما هذا معناه.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني أحمد بن خالد الكرماني قَالَ سمعت المقدمي بالبصرة يقول قَالَ الشافعي لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما جليلا، أنفقت على كتبه ستين دينارا
حتى جمعني وإياه مجلس عند الرشيد، فابتدأ محمد بن الحسن، فقال يا أمير المؤمنين، إن أهل المدينة خالفوا كتاب الله نصا، وأحكام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإجماع المسلمين.
فأخذني ما قدم وما حدث. فقلت: ألا أراك قد قصدت لأهل بيت النبوة ومن نزل القرآن فيهم وأحكم الأحكام فيهم، وقبر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أظهرهم، عمدت تهجوهم، أرأيتك أنت بأي شيء قضيت بشهادة امرأة واحدة قابلة حتى تورث ابن خليفة ملك الدنيا ومالا عظيما؟ قَالَ بعلي بن أبي طالب.
قلت: إنما رواه عن علي رجل مجهول يقال له عبد الله بن نجى ، ورواه جار الجعفي وكان يؤمن بالرجعة.
سمعت سفيان بن عيينة يقول دخلت على جابر الجعفي فسألني عن شيء من أمر الكهنة، ونحن معنا قضاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضاء علي بن أبي طالب، أنه قضى به بين أهل العراق. وقلت له: ما تقول في القسامة؟ قَالَ استفهام. قلت يا سبحان الله تزعم أن رسول رب العالمين حكم في أمته بالاستفهام؟ يستفهم ولا يحكم به؟ قَالَ فسمعها هارون فقال ما هذا؟ علي بالسيف والنطع، فلما جيء بهما قلت يا أمير المؤمنين، والله ما هذا عقده في القسامة وإنه ليقول فيها بخلاف هذا، ولكن المتناظران إذا تناظرا أحب أحدهما أن يدخل على صاحبه حجة يكبته بها. قَالَ فسرى عن هارون. قَالَ فلما خرجنا من عنده قَالَ لي: كنت قد أشطت بدمي. قَالَ قلت فقد خلصك الله الآن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ قَالَ نبأنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل قَالَ سمعت أحمد بن حنبل- وذكر ابتداء محمد بن الحسن، فقال كان يذهب مذهب جهم.
أَخْبَرَنَا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب قال نا أبو النصر إسماعيل بن ميمون العجلي قَالَ حَدَّثَنِي عمى نوح بن ميمون قَالَ دعاني محمد بن الحسن إلى أن أقول القرآن مخلوق، فأبيت عليه فقال لي: زهدت في نصفك. فقلت له بل زهدت في كلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى إسحاق النعالي وأنا أسمع حدثكم عبد الله ابن إسحاق المدايني قال نا حنبل بْن إِسْحَاق قَالَ سَمِعْتُ عمي- يعني أحمد بن حنبل- يقول وكان يعقوب أبو يوسف متصفا في الحديث، فأما أبو حنيفة ومحمّد بن
الحسن فكانا مخالفين للأثر، وهذان لهما رأى سوء. يعني أبا حنيفة، ومحمد بن الحسن.
وأخبرنا البرقانيّ قال نا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يَقُولُ كَانَ أَبُو حنيفة جهميًا، وكان مُحَمَّد بْن الْحَسَن جهميًا، وكان أَبُو يوسف سليما من التجهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الملك الآدمي قَالَ نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عليّ الإياديّ قال نبأنا زكريا الساجي قَالَ محمد بن الحسن كان يقول بقول جهم وكان مرجئا.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سُلَيْمَان القرشي أخبرهم قال نبأنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قَالَ حَدَّثَنَا عبد السلام بن محمد قَالَ سمعت بقية يقول قيل لإسماعيل بن عياش: يا أبا عتبة، قد رافق محمد بن الحسن يحيى بن صالح من الكوفة إلى مكة. قَالَ أما إنه لو رافق خنزيرا كان خيرا له منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول سمعت محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ محمد بن الحسن فقال: كذاب.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم، عن بشر بن الوليد قَالَ قَالَ أبو يوسف قولوا لهذا الكذاب- يعني محمد بن الحسن- هذا الذي يرويه عنى سمعه مني؟
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ قال نبأنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أبو زكريا- يعني يحيى بن معين- سمعت محمد بن الحسن صاحب الرأي، وقيل له هذه الكتب سمعتها من أبي يوسف؟ فقال لا والله ما سمعتها منه، ولكني من أعلم الناس بها، وما سمعت من أبي يوسف إلا «الجامع الصغير» .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري قَالَ أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قَالَ: قال أبى الحسن اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، كلاهما ضعيفان.
أنبأنا القاضي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ النصري، أنا أحمد بن [محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر ] محمد بن أحمد بن حماد، نا معاوية بن صالح [بن أبي عبد الله قَالَ سمعت يحيى بن معين ] يقول: محمد ابن الحسن ضعيف.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال ثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال ثنا ابن الغلابي قَالَ قَالَ يحيى بن معين محمد بن الحسن لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد اللَّه الأنماطي قَالَ أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ، نا [عليّ ابن أحمد بن سليمان المصري قال أنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم ] حدّثهم قال وسألته- يعني ابن معين-[عن محمد بن الحسن فقال ] : ليس بشيء فلا تكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطان قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أبو العباس سهل بن أحمد الواسطي قَالَ نبأنا أبو حفص عمرو بن علي الصيرفي قَالَ محمد بن الحسن صاحب الرأي ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني قَالَ أنبأنا الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قَالَ وسألته- يعني أبا داود السجستاني- عن محمد بن الحسن الشيباني فقال: لا شيء لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ سألت أبا الحسن الدارقطني، عن مُحَمَّد بن الْحَسَن صاحب أبي حنيفة، فقال قَالَ يحيى بن معين: كذاب. وَقَالَ فيه أحمد: يعني ابن حنبل- نحو هذا. قَالَ أبو الحسن وعندي لا يستحق الترك.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي قال أنبأنا عبد الله بن عليّ بن المديني، عن أبيه قَالَ وسألته عن أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، فضعف أسدا والحسن بن زياد. وَقَالَ محمد بن الحسن صدوق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرِ بْنِ حبّان قال أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال نبأنا خليفة بن خياط قَالَ: محمد بن الحسن القاضي يكنى أبا عبد الله مولى بني شيبان، مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ أنبأنا القاضي أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى بن محمد المعروف بابن العلاف قَالَ نبأنا أبو عمرو الزاهد قَالَ سمعت أحمد بن يحيى يقول توفي الكسائي ومحمد بْن الحسن فِي يوم واحد. فقال الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال نبأنا أبو طلحة تمام بن محمد بن علي الأزدي بالبصرة قَالَ أنشدنا القاضي محمد بن أحمد بن أبي حازم قَالَ أنشدنا الرياشي قَالَ أنشدنا اليزيدي لنفسه يرثى محمد بن الحسن والكسائي، وكانا خرجا مع الرشيد إلى الري فماتا بها في يوم واحد:
أسيت على قاضي القضاة محمد
... فأذويت دمعي والعيون هجود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا
... بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده
... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
هما عالمانا أوديا وتخرما
... فما لهما في العالمين نديد
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نا طلحة بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي مكرم بْن أحمد القاضي قال نا أحمد بن محمّد بن المفلس قال نا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثني ابن أبي رجاء القاضي قَالَ سمعت محمويه- وكنا نعده من الأبدال- قال رأيت محمّد ابن الحسن في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه إلام صرت؟ قَالَ قَالَ لي: إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك، قلت فما فعل أبو يوسف؟ قَالَ فوقي. قلت فما فعل أبو حنيفة؟ قَالَ فوق أبي يوسف بطبقات.
صاحب أبي حنيفة وإمام أهل الرأي، أصله دمشقي من أهل قرية تسمى حرستا.
قدم أبوه العراق فولد محمد بواسط، ونشأ بالكوفة. وسمع العلم بها من أبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعمر بن ذر، ومالك بن مغول.
وكتب أيضا عن مالك بن أنس، وأبى عمرو الأوزاعي، وزمعة بن صالح، وبكير ابن عامر، وأبى يوسف القاضي، وسكن بغداد وحدث بها. فروى عنه محمد بن إدريس الشافعي، وأبو سليمان الجوزجاني، وهشام بن عبيد الله الرازي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسماعيل بن توبة وعلي بن مسلم الطوسي، وغيرهم.
وكان الرشيد ولاه القضاء وخرج معه في سفره إلى خراسان، فمات بالري، ودفن بها.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا محمّد بن العبّاس الخزّاز قال أنبأنا أحمد بن معروف الخشّاب قال نبأنا الحسين بن فهم قال نبأنا محمد بن سعد قَالَ محمد بن الحسن كان أصله من أهل الجزيرة، وكان أبوه في جند أهل الشام فقدم واسطا، فولد محمد بها في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ونشأ بالكوفة وطلب العلم، وطلب الحديث، وسمع سماعا كثيرا، وجالس أبا حنيفة وسمع منه، ونظر في الرأي فغلب عليه، وعرف به، ونفذ فيه. وقدم بغداد فنزلها واختلف إليه الناس وسمعوا منه الحديث والرأي، وخرج إلى الرقة وهارون أمير المؤمنين بها، فولاه قضاء الرقة ثم
عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون إلي الري الخرجة الأولى أمره فخرج معه، فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالَ أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالَ أَخْبَرَنِي أبو عروبة في كتابه إلي قَالَ حَدَّثَنِي عمرو بن أبي عمرو قَالَ: قَالَ محمد بن الحسن:
ترك أبي ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقة.
أَخْبَرَنَا الحسين بن عليّ الطناجيريّ قال نبأنا عمر بن أحمد الواعظ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زياد النَّيْسَابُوريّ قال نبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الْحَكَمِ.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الطّبريّ- واللفظ له- قال نبأنا محمد بن عثمان بن الحسن القاضي قَالَ نبأنا محمّد بن يوسف الهرويّ بدمشق قال أنبأنا محمد بن عبد الحكم قَالَ سمعت الشافعي يقول قَالَ محمد بن الحسن: أقمت على باب مالك ثلاث سنين وكسرا، وكان يقول إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث. قال: وكان إذا حدثهم عن غير مالك لم يجبه إلا [القليل ] من الناس. فقال ما أعلم أحدا أسوأ نثا على أصحابه منكم، إذا حدثتكم عن مالك ملأتم على الموضع، وإذا حدّثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي علي قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي مُكْرَمٌ الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، إِذْ أَقْبَلَ الرَّشِيدُ فَقَامَ إليه النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُمْ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ ثَقِيلَ القلب [ممتلئ البطن ] عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَقَامَ وَدَخَلَ النَّاسُ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيفَةِ، فَأَمْهَلَ الرَّشِيدُ يَسِيرًا ثُمَّ خرج الآذن. فقال محمّد ابن الحسن. فجزع أصحابه له فَأُدْخِلَ فَأَمْهَلَ، ثُمَّ خَرَجَ طَيِّبَ النَّفْسِ مَسْرُورًا فَقَالَ:
قَالَ لِي مَالَكَ لَمْ تَقُمْ مَعَ النَّاسِ؟ قُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ عَنِ الطَّبَقَةِ الَّتِي جَعَلْتَنِي فِيهَا، إِنَّكَ أَهَّلْتَنِي لِلْعِلْمِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ إِلَى طَبَقَةِ الْخِدْمَةِ الَّتِي هي خارجة منه،
وَإِنَّ ابْنَ عَمِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ » . وإنه إنما أراد بذلك العلماء، فمن قام بحق الخدمة وإعزاز الملك فهو هيبة للعدو، ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم. قَالَ: صدقت يا محمد.
ثم قَالَ إن عمر بن الخطاب صالح بني تغلب على ألا ينصروا أبناءهم، وقد نصروا أبناءهم، وحلت بذلك دماؤهم، فما ترى؟ قَالَ قلت: إن عمر أمرهم بذلك وقد نصروا أبناءهم بعد عمر، واحتمل ذلك عثمان وابن عمك، وكان من العلم ما لا خفاء به عليك، وجرت بذلك السنن، فهذا صلح من الخلفاء بعده ولا شيء يلحقك في ذلك، وقد كشفت لك العلم ورأيك أعلى. قَالَ: لكنا نجريه على ما أجروه إن شاء الله، إن الله أمر نبيه بالمشورة، فكان يشاور في أمره، ثم يأتيه جبريل عليه السّلام بتوفيق الله، ولكن عليك بالدعاء لمن ولاه الله أمرك، ومر أصحابك بذلك، وقد أمرت لك بشيء تفرقه على أصحابك، فخرج له مال كثير ففرقه.
أَخْبَرَنِي أبو الوليد الدربندي قال نا مُحَمَّد بن أبي بكر الوراق ببخارى قَالَ نا محمّد بن أحمد بن حرب قال نا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قَالَ سمعت أبا عصمة سعد بن معاذ يقول سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول كان محمّد ابن الحسن له مجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن التنوخي قَالَ وجدت في كتاب جدي حَدَّثَنَا الحرمي بن أبي العلاء المكي قال نبأنا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن أبان النخعي قَالَ حدّثني هانئ بن ضيفي قَالَ حَدَّثَنِي مجاشع بن يوسف قَالَ كنت بالمدينة عند مالك وهو يفتى الناس، فدخل عليه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وهو حدث، فقال: ما تقول في جنب لا يجد الماء إلا في المسجد؟ فقال مالك لا يدخل الجنب المسجد. قَالَ فكيف يصنع وقد حضرت الصلاة وهو يرى الماء؟ قَالَ فجعل مالك يكرر لا يدخل الجنب المسجد.
فلما أكثر عليه قَالَ له مالك فما تقول أنت في هذا؟ قَالَ يتيمم ويدخل فيأخذ الماء من المسجد ويخرج فيغتسل. قَالَ: من أين أنت؟ قَالَ من أهل هذه- وأشار إلى الأرض- فقال ما من أهل المدينة أحد لا أعرفه. فقال: ما أكثر من لا تعرف، ثم نهض. قالوا
لمالك هذا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة. فقال مالك: محمد بن الحسن كيف يكذب وقد ذكر أنه من أهل المدينة؟ قالوا إنما قَالَ من أهل هذه وأشار إلى الأرض.
قَالَ: هذا أشد على من ذاك.
كتب إليّ محمّد أبو عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشيّ أخبرهم قال نا سُلَيْمَان بن عبد الحميد البهراني قَالَ سمعت يحيى بن صالح يقول قَالَ لي ابن أكثم: قد رأيت مالكا وسمعت منه ورافقت محمد بن الحسن فأيهما كان أفقة؟ فقلت: محمد بن الحسن [فيما يأخذه لنفسه ] أفقه من مالك.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد: قَالَ حَدَّثَنِي مكرم بْن أحمد قال نا أحمد بن عطية قال سمعت أبا عبيد يقول: ما رأيت أعلم بكتاب الله من محمد بن الحسن.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطيب العجلي بحلوان قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ بأصبهان قال نبأنا أبو عمارة حمزة بن علي المصري قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: لو أشاء أن أقول إن القرآن نزل بلغة محمد بن الحسن لقلته لفصاحته.
أَخْبَرَنَا رضوان بن محمد الدينوري قَالَ سمعت الحسين بن جعفر العنزي بالري يقول سمعت أبا بكر بن المنذر يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: ما رأيت سمينا أخف روحا من محمد بن الحسن، وما رأيت أفصح منه، كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ قال أنبأنا علي بن عمرو الجريري أن أبا القاسم عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن كاس النخعي حدثهم قال نبأنا أحمد بن حماد بن سفيان قَالَ سمعت الربيع بن سُلَيْمَان قَالَ سمعت الشَّافِعِيّ يَقُولُ: ما رأيت أعقل من محمد بن الحسن.
وَقَالَ النخعي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ نبأنا عباس الدوري قَالَ سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُولُ كتبت الجامع الصغير عن محمد بن الحسن.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال أنبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني الربيع قَالَ سمعت الشافعي يقول حملت عن محمد بن الحسن وقر بختي كتبا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بشر مُحَمَّد بْن عُمَر الوكيل قَالَ نبأنا عمر بن أحمد الواعظ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بن يوسف الواعظ قال أنبأنا عبيد الله ابن عثمان الدّقّاق قالا نبأنا إبراهيم بن محمد بن أحمد البخاري قَالَ حدّثني عبّاس ابن عزيز أبو الفضل- زاد عبيد الله القطان- ثم اتفقا، قال نبأنا حرملة بن يحيى قال نبأنا محمد بن إدريس الشافعي قَالَ كان محمد بن الحسن الشيباني إذا أخذ في المسألة كأنه قرآن ينزل عليه لا يقدم حرفا ولا يؤخر.
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قَالَ أنبأنا طلحة بْن مُحَمَّد بْن جعفر قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُبَيْشٍ البغوي قَالَ حَدَّثَنِي جعفر بن ياسين قَالَ سمعت الربيع بن سليمان يقول: وقف رجل على الشافعي فسأله عن مسألة فأجابه، فقال له الرجل: يا أبا عبد الله خالفك الفقهاء. فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قط؟ اللهم إلا أن تكون رأيت محمد بن الحسن، فإنه كان يملأ العين والقلب، وما رأيت مبدنا قط أذكى من محمد بن الحسن.
وَقَالَ ابن حبيش حَدَّثَنِي جَعْفَر بْن ياسين قَالَ كنت عِنْدَ المزني، فوقف عَلَيْهِ رَجُل فسأله عَن أهل العراق، فقال لَهُ: ما تَقُولُ فِي أبي حنيفة؟ قَالَ: سيدهم. قَالَ فأبو يوسف؟ قَالَ أحدهم قياسا.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمد الخلّال قال أنبأنا علي بن عمرو الجريري أن علي بن محمد النخعي حدثهم قال نا أحمد بن حماد بن سفيان قَالَ سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول: أمن الناس علي في الفقه محمد بن الحسن.
وَقَالَ النّخعيّ نبأنا البخترى بن محمد قَالَ سمعت محمد بن سماعه يقول قَالَ محمد بن الحسن لأهله: لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا تشغلوا قلبي، وخذوا ما تحتاجون إليه من وكيلي، فإنه أقل لهمي، وأفرغ لقلبي.
أَخْبَرَنَا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، قال نا محمّد بن جعفر الكوفيّ التّميميّ قَالَ: قَالَ لنا أبو علي الحسن بن داود: فخر أهل البصرة بأربعة كتب، منها كتاب «البيان والتبيين» للجاحظ، وكتاب «الحيوان» له، وكتاب
«سيبويه» ، و «كتاب الخليل في العين» . ونحن نفتخر بسبعة وعشرين ألف مسألة في الحلال والحرام عملها رجل من أهل الكوفة يقال له محمد بن الحسن قياسية عقلية لا يسع الناس جهلها، وكتاب الفراء في المعاني، وكتاب «المصادر في القرآن» ، وكتاب «الوقف والابتداء فيه» ، وكتاب «الواحد والجميع» فيه، سوى باقي الحدود. ولنا واحد أملى من أخبار مثل كل كتاب ألف البصريون، وهو ابن الأعرابي، وكان أوحد الناس في اللغة.
حَدَّثَنِي الخلال قَالَ نا عَلِيّ بْن عمرو أن عَلِيّ بْن مُحَمَّد النّخعيّ حدّثهم قال نا أبو بكر القراطيسي قال نا إبراهيم الحربي قَالَ سألت أحمد بن حنبل، قلت: هذه المسائل الدقائق من أين لك؟ قَالَ: من كتب محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار قَالَ حَدَّثَنِي الربيع قال سمعت الشّافعيّ يقول ما ناظرت أحدا إلا تمعر وجهه ما خلا محمد بن الحسن.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان قَالَ أنبأنا دعلج بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن علي الأبار قَالَ حَدَّثَنِي يونس- يعني ابن عبد الأعلى- قَالَ سمعت الشافعي يقول ناظرت محمد بن الحسن وعليه ثياب رقاق، فجعل تنتفخ أوداجه ويصيح حتى لم يبق له زر إلا انقطع . قلت ما كان لصاحبك أن يتكلم ولا كان لصاحبي أن يسكت.
قَالَ قلت له نشدتك بالله هل تعلم أن صاحبي كان عالما بكتاب الله؟ قَالَ نعم قَالَ قلت فهل كان عالما بِحَدِيثِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نعم قَالَ قلت أفما كان عاقلا. قَالَ نعم. قلت فهل كان صاحبك جاهلا بكتاب الله؟ قَالَ نعم قلت وبما جاء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نعم. قلت أو كان عاقلا؟ قَالَ نعم. قَالَ قلت: صاحبي فيه ثلاث خصال لا يستقيم لأحد أن يكون قاضيا إلا بهن أو كلاما هذا معناه.
أخبرنا ابن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال نبأنا محمد بن إسماعيل التمار الرقي قال حدثني أحمد بن خالد الكرماني قَالَ سمعت المقدمي بالبصرة يقول قَالَ الشافعي لم يزل محمد بن الحسن عندي عظيما جليلا، أنفقت على كتبه ستين دينارا
حتى جمعني وإياه مجلس عند الرشيد، فابتدأ محمد بن الحسن، فقال يا أمير المؤمنين، إن أهل المدينة خالفوا كتاب الله نصا، وأحكام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإجماع المسلمين.
فأخذني ما قدم وما حدث. فقلت: ألا أراك قد قصدت لأهل بيت النبوة ومن نزل القرآن فيهم وأحكم الأحكام فيهم، وقبر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أظهرهم، عمدت تهجوهم، أرأيتك أنت بأي شيء قضيت بشهادة امرأة واحدة قابلة حتى تورث ابن خليفة ملك الدنيا ومالا عظيما؟ قَالَ بعلي بن أبي طالب.
قلت: إنما رواه عن علي رجل مجهول يقال له عبد الله بن نجى ، ورواه جار الجعفي وكان يؤمن بالرجعة.
سمعت سفيان بن عيينة يقول دخلت على جابر الجعفي فسألني عن شيء من أمر الكهنة، ونحن معنا قضاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقضاء علي بن أبي طالب، أنه قضى به بين أهل العراق. وقلت له: ما تقول في القسامة؟ قَالَ استفهام. قلت يا سبحان الله تزعم أن رسول رب العالمين حكم في أمته بالاستفهام؟ يستفهم ولا يحكم به؟ قَالَ فسمعها هارون فقال ما هذا؟ علي بالسيف والنطع، فلما جيء بهما قلت يا أمير المؤمنين، والله ما هذا عقده في القسامة وإنه ليقول فيها بخلاف هذا، ولكن المتناظران إذا تناظرا أحب أحدهما أن يدخل على صاحبه حجة يكبته بها. قَالَ فسرى عن هارون. قَالَ فلما خرجنا من عنده قَالَ لي: كنت قد أشطت بدمي. قَالَ قلت فقد خلصك الله الآن.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَتُّوثِيُّ قال أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الأَدَمِيُّ قَالَ نبأنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل قَالَ سمعت أحمد بن حنبل- وذكر ابتداء محمد بن الحسن، فقال كان يذهب مذهب جهم.
أَخْبَرَنَا أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب قال نا أبو النصر إسماعيل بن ميمون العجلي قَالَ حَدَّثَنِي عمى نوح بن ميمون قَالَ دعاني محمد بن الحسن إلى أن أقول القرآن مخلوق، فأبيت عليه فقال لي: زهدت في نصفك. فقلت له بل زهدت في كلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ قُرِئَ عَلَى إسحاق النعالي وأنا أسمع حدثكم عبد الله ابن إسحاق المدايني قال نا حنبل بْن إِسْحَاق قَالَ سَمِعْتُ عمي- يعني أحمد بن حنبل- يقول وكان يعقوب أبو يوسف متصفا في الحديث، فأما أبو حنيفة ومحمّد بن
الحسن فكانا مخالفين للأثر، وهذان لهما رأى سوء. يعني أبا حنيفة، ومحمد بن الحسن.
وأخبرنا البرقانيّ قال نا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال نبأنا أَحْمَد بْن طاهر بْن النجم الميانجي قَالَ نبأنا سعيد بْن عَمْرو البرذعي قَالَ سمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يَقُولُ كَانَ أَبُو حنيفة جهميًا، وكان مُحَمَّد بْن الْحَسَن جهميًا، وكان أَبُو يوسف سليما من التجهم.
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الملك الآدمي قَالَ نَبَّأَنَا مُحَمَّد بْن عليّ الإياديّ قال نبأنا زكريا الساجي قَالَ محمد بن الحسن كان يقول بقول جهم وكان مرجئا.
كتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بن عُثْمَان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سُلَيْمَان القرشي أخبرهم قال نبأنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قَالَ حَدَّثَنَا عبد السلام بن محمد قَالَ سمعت بقية يقول قيل لإسماعيل بن عياش: يا أبا عتبة، قد رافق محمد بن الحسن يحيى بن صالح من الكوفة إلى مكة. قَالَ أما إنه لو رافق خنزيرا كان خيرا له منه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق قال نا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرازي قَالَ سمعت محمد بن أحمد بن عصام يقول سمعت محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ محمد بن الحسن فقال: كذاب.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قَالَ أَخْبَرَنِي أحمد بن القاسم، عن بشر بن الوليد قَالَ قَالَ أبو يوسف قولوا لهذا الكذاب- يعني محمد بن الحسن- هذا الذي يرويه عنى سمعه مني؟
أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا محمّد بن حميد المخرّميّ قال نبأنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قَالَ أبو زكريا- يعني يحيى بن معين- سمعت محمد بن الحسن صاحب الرأي، وقيل له هذه الكتب سمعتها من أبي يوسف؟ فقال لا والله ما سمعتها منه، ولكني من أعلم الناس بها، وما سمعت من أبي يوسف إلا «الجامع الصغير» .
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال أنبأنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البابسيري قَالَ أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي قَالَ: قال أبى الحسن اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، كلاهما ضعيفان.
أنبأنا القاضي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ النصري، أنا أحمد بن [محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر ] محمد بن أحمد بن حماد، نا معاوية بن صالح [بن أبي عبد الله قَالَ سمعت يحيى بن معين ] يقول: محمد ابن الحسن ضعيف.
أَخْبَرَنِي عبد الله بن يحيى السكري قَالَ أنبأنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ قال ثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر قال ثنا ابن الغلابي قَالَ قَالَ يحيى بن معين محمد بن الحسن لَيْسَ بشيء.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بن عبد اللَّه الأنماطي قَالَ أنبأنا محمّد بن المظفر الحافظ، نا [عليّ ابن أحمد بن سليمان المصري قال أنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم ] حدّثهم قال وسألته- يعني ابن معين-[عن محمد بن الحسن فقال ] : ليس بشيء فلا تكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن القطان قَالَ أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال نبأنا أبو العباس سهل بن أحمد الواسطي قَالَ نبأنا أبو حفص عمرو بن علي الصيرفي قَالَ محمد بن الحسن صاحب الرأي ضعيف.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيّ الأصبهاني قَالَ أنبأنا الحسين بن محمّد الشّافعيّ بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري قَالَ وسألته- يعني أبا داود السجستاني- عن محمد بن الحسن الشيباني فقال: لا شيء لا يكتب حديثه.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قَالَ سألت أبا الحسن الدارقطني، عن مُحَمَّد بن الْحَسَن صاحب أبي حنيفة، فقال قَالَ يحيى بن معين: كذاب. وَقَالَ فيه أحمد: يعني ابن حنبل- نحو هذا. قَالَ أبو الحسن وعندي لا يستحق الترك.
أَخْبَرَنَا علي بن مُحَمَّد بن الحسن المالكي قال أنبأنا عبد الله بن عليّ بن المديني، عن أبيه قَالَ وسألته عن أسد بن عمرو، والحسن بن زياد اللؤلؤي، ومحمد بن الحسن، فضعف أسدا والحسن بن زياد. وَقَالَ محمد بن الحسن صدوق.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد الحسن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن حسنويه الأصبهانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَرِ بْنِ حبّان قال أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازيّ قال نبأنا خليفة بن خياط قَالَ: محمد بن الحسن القاضي يكنى أبا عبد الله مولى بني شيبان، مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن التوزي قَالَ أنبأنا القاضي أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى بن محمد المعروف بابن العلاف قَالَ نبأنا أبو عمرو الزاهد قَالَ سمعت أحمد بن يحيى يقول توفي الكسائي ومحمد بْن الحسن فِي يوم واحد. فقال الرشيد دفنت اليوم اللغة والفقه.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال نبأنا أبو طلحة تمام بن محمد بن علي الأزدي بالبصرة قَالَ أنشدنا القاضي محمد بن أحمد بن أبي حازم قَالَ أنشدنا الرياشي قَالَ أنشدنا اليزيدي لنفسه يرثى محمد بن الحسن والكسائي، وكانا خرجا مع الرشيد إلى الري فماتا بها في يوم واحد:
أسيت على قاضي القضاة محمد
... فأذويت دمعي والعيون هجود
وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا
... بإيضاحه يوما وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده
... وكادت بي الأرض الفضاء تميد
هما عالمانا أوديا وتخرما
... فما لهما في العالمين نديد
أَخْبَرَنَا علي بن أبي علي قال نا طلحة بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنِي مكرم بْن أحمد القاضي قال نا أحمد بن محمّد بن المفلس قال نا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثني ابن أبي رجاء القاضي قَالَ سمعت محمويه- وكنا نعده من الأبدال- قال رأيت محمّد ابن الحسن في المنام فقلت: يا أبا عبد اللَّه إلام صرت؟ قَالَ قَالَ لي: إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك، قلت فما فعل أبو يوسف؟ قَالَ فوقي. قلت فما فعل أبو حنيفة؟ قَالَ فوق أبي يوسف بطبقات.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122275&book=5540#132aa8
مُحَمَّد بن خازم أَبُو مُعَاوِيَة التَّمِيمِي السَّعْدِيّ مولى أسعد بن زيد مَنَاة الضَّرِير يُقَال عمي وَهُوَ صَغِير
روى الْأَعْمَش عَن الْأَعْمَش فِي الْإِيمَان وَالْوُضُوء وَالزَّكَاة وَالْحج وَغَيرهَا وَعَاصِم الْأَحول فِي الْجَنَائِز وَالدُّعَاء وَهِشَام بن عُرْوَة وَهِشَام بن حسان فِي الصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَيحيى بن سعيد فِي الصَّوْم وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْجِهَاد وَالرَّحْمَة وَغَيرهَا وَسُهيْل بن أبي صَالح فِي الْجِهَاد وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد فِي الْفَضَائِل وَيزِيد بن أبي بردة فِي الظُّلم وَأبي مَالك الْأَشْجَعِيّ فِي الدُّعَاء وَأبي العميس فِي التَّفْسِير
روى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَيحيى بن يحيى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَابْن نمير وَزُهَيْر بن حَرْب فِي الصَّلَاة وَأحمد بن سِنَان فِي الصَّلَاة وَعَمْرو النَّاقِد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَمُحَمّد بن يحيى بن أبي عمر وَمُحَمّد بن الْمثنى وَسَعِيد بن أَزْهَر الوَاسِطِيّ
روى الْأَعْمَش عَن الْأَعْمَش فِي الْإِيمَان وَالْوُضُوء وَالزَّكَاة وَالْحج وَغَيرهَا وَعَاصِم الْأَحول فِي الْجَنَائِز وَالدُّعَاء وَهِشَام بن عُرْوَة وَهِشَام بن حسان فِي الصَّلَاة وَالتَّوْبَة وَيحيى بن سعيد فِي الصَّوْم وَدَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْجِهَاد وَالرَّحْمَة وَغَيرهَا وَسُهيْل بن أبي صَالح فِي الْجِهَاد وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد فِي الْفَضَائِل وَيزِيد بن أبي بردة فِي الظُّلم وَأبي مَالك الْأَشْجَعِيّ فِي الدُّعَاء وَأبي العميس فِي التَّفْسِير
روى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَيحيى بن يحيى وَإِسْحَاق الْحَنْظَلِي وَابْن نمير وَزُهَيْر بن حَرْب فِي الصَّلَاة وَأحمد بن سِنَان فِي الصَّلَاة وَعَمْرو النَّاقِد وَسَعِيد بن مَنْصُور وَمُحَمّد بن يحيى بن أبي عمر وَمُحَمّد بن الْمثنى وَسَعِيد بن أَزْهَر الوَاسِطِيّ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122275&book=5540#996aa0
محمد بن خازم، أبو معاوية التميمي السعدي، مولى سعد بن زيد مناة :
من أهل الكوفة. وكان ضريرا، يقال إنه عمي وهو ابن أربع، وقيل: ثمان سنين، وقدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش وَهشام بْن عروة، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر ابن حفص وإسماعيل بن أبي خالد، وَأبي إسحاق الشيباني، وَليث بْن أَبِي سليم.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي؛ وخلف بن سالم؛ ويوسف بن موسى، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وَالحسن بْن عرفة، وسعدان بن نصر؛ فيمن لا يحصى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البزاز- فيما أذن أن نرويه عَنْهُ- حَدَّثَنَا قاسم بن سعيد بن مسيب بن شريك قَالَ: رأيت أبا معاوية محمد بن خازم يحدث الناس ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قَالَ.
وأخبرنا الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، وأحمد ابن حنبل يقولان: ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: عمي أبو معاوية وله أربع سنين، قَالَ: فأقاموا علي مأتما.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- إملاء- حدّثنا الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ- بِالْكُوفَةِ- قال: حدّثني جعفر بن محمّد ابن الهذيل، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الصِّينِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي اَبي أُمِّي وَأَنَا غُلامٌ، فَرَآنِي أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِجَدِّي: مَا يَكُونُ هَذَا الْغُلامُ مِنْكَ؟ قَالَ:
ابْنِي. قَالَ: لَيْسَ بِابْنِكَ قَالَ: ابْنُ ابْنَتِي. قَالَ: ابْنُ ابْنَتِكَ وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بساط الْمُلُوكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَكَرْتُ حَدِيثَ الأَعْرَابِيِّ، فَأَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ بِرِجْلِي الْبِسَاطَ. قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ لم تلتمس؟ قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي، وَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَأُعْجِبَ بِهِ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ:
وَحَرَّكَنِي شَيْءٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَحْتَاجُ إِلَى مَوْضِعِ الْخَلاءِ، فَقَالَ لِلأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ خُذَا بِيَدِ عَمِّكُمَا فَأَرِيَاهُ الْمَوْضِعَ، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَدْخَلانِي إلى الموضع، فشممت مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً. فَقَالا: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، هَذَا الْمَوْضِعُ فَشَأْنَكَ. فَقَضَيْتُ حَاجَتِي فحدثته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سمعت عَلِيَّ بن المديني يقول: قال محمّد ابن خَازِمٍ: كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فكلما قُلْتُ: قال رسول الله، قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثَ «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى» ، فَقَالَ عَمُّهُ: وَسَمَّاهُ عَلَيَّ- فَذَهَبَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ الْتَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ، وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا وَأَمَرَ بِهِ؟ قَالَ: فَحُبِسَ وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي إِلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بِالْعِتْقِ وَصَدَقَةِ الْمَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ مُغَلَّظَاتِ الأَيْمَانِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ، وَلا جَرَى بيني وبين أحد في هذا الكلام، وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يجر بيني وبين أَحَدٌ فِيهِ كَلامٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ قَالَ:
لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلامُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَلَفَ بِالْعِتْقِ ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلامٌ. قَالَ:
فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، وَيْحَكَ إِنَّمَا تَوَهَّمْتَ أَنَّهُ طَرَح إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلامُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلُّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحَهُمْ، وَإِلا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لا يَتَزَنْدَقُ. قال هذا ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن زكريّا ابن سفيان قَالَ: سمعت أصحابنا يقولون: قَالَ أبو معاوية: دخلت على هارون- يعني أمير المؤمنين- فقال لي: يا أبا معاوية: هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي: تكلم. قَالَ: قلت: إن أذنت لي تكلمت. قَالَ: تكلم، فقلت: يا أمير المؤمنين قالت تيم: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم، وقالت عدي: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال: والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي
معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وَقَالَ محمود: سمعت شبابة يقول: جاء أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة، فرفع رأسه فقال: من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو معاوية فقال: يا أبا معاوية، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قَالَ نعم. قَالَ شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَينُ بْنُ إدريس قَالَ: سمعت ابن عمار يقول: قَالَ أبو معاوية: كان أهل خراسان يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش، قَالَ: فكان شعبة لا يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول: يا أبا معاوية، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم حدّثهم. فقال ابن عمّار: يراد من هذا أن معاوية كان أثبت فيه من شعبة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الحوفي- من مصر- وحدّثني عليّ ابن الحسن بن عمر القرشي- بِصُورَ عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ العسكريّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زريق قَالَ: سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ- وأنا جالس- من أحب إليك في أصحاب الأعمش؟ قَالَ: أبو معاوية أعرف به، وبعده الثوري، وبعده شعبة، والباقون بعد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن داود الحداني قَالَ: سمعتُ أبا معاوية الضرير يقول: البصراء كانوا علي عيالا عند الأعمش.
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا داود بن حماد قَالَ: سمعت أبا معاوية- وقيل له إن حفص بن غياث يخالفك في بعض الحديث- فقال: لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا، لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا ميمون البجليّ أخبرهم حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا
عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم، لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البزاز قَالَ: قرئ على الْحُسَيْن بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْر الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن سنان قَالَ:
سمعت أبا معاوية يقول: كم تسألوني عن الأعمش، سلوني عن حديث عبيد الله، أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرإ الحمد، فجاء آخر فقال: اقرإ الحمد. فقرأ، ثم جاء آخر فقال: اقرإ الحمد، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل الجلاب قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول:
قَالَ لي الوكيعي: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب- بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: كتبنا عن أبي معاوية الأعمش، ألفا وخمسمائة حديث، وكان عند جرير ألف ومائتا حديث عن الأعمش، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضرير فقال: كان والله حافظا للقرآن.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ قَالَ لنا وكيع: من تلزمون؟ قال قلنا: نلزم معاوية، قَالَ: أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي معاوية: إن وكيعا قَالَ كذا وكذا. فقال: صدق، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة .
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول قَالَ: أبو معاوية الضرير:
حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة، فكان عند أبي معاوية ألف ومائتان. قَالَ يحيى: وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة.
قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قَالَ: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف العكبري. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بن شاذويه قَالَ: سمعت علي بن خشرم يقول: وماشيت وكيعا إلى الجمعة فقال لي: يا علي إلى من تختلف؟ فقلت: إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضرير.
قَالَ: فقال وكيع: اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ، فقلت: يا أبا سفيان، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع: هلا قلت له كما قَالَ له الأعمش: لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عَبْد الله بْن جَابِر، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نوح قَالَ: سمعت محمد بن عثمان- كذا قَالَ لنا أبو نعيم- وليس بمحمّد ابن عثمان وإنما هو محمّد بن عيسى بن الطباع- يقول: قال ابن البادش: أبو معاوية مرجئ كبير.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي- بأطرابلس الغرب- حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أبو معاوية الضرير محمد بن خازم الحماني كوفي ثقة، وكان يرى الإرجاء، كان لين القول- يعني فيه- وسمع من الأعمش ألفي حديث، فمرض فنسي منها ستمائة حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهرويّ، أخبرنا الحسن بْن إدريس الأنصاري قَالَ: قَالَ ابْن عمار: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: كل حديث أقول فيه حَدَّثَنَا فهو ما حفظته من فيّ المحدث، وما قلت: وذكر فلان، فهو ما لم أحفظ من فيه، وقرئ علي من كتاب، فعرفته فحفظته مما قرئ علي.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ:
سمعت ابن نمير يقول: كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث الأعمش، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لي: أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: قَالَ أبو داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعليّ بن إسماعيل، وعلى عبد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا ابن مرابا حَدَّثَنَا عباس، قَالَ: سمعت يحيى يقول: روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير. قَالَ يحيى: وروى أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكردي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أبو معاوية الضرير صدوق وهو في الأعمش ثقة، وفي غير الأعمش فيه اضطراب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال: أبو معاوية أعلم به- يعني الأعمش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك في الأعمش، عيسى بن يونس، أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حَدَّثَنَا أيوب بن إسحاق بن
سافري قَالَ: سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا: أبو معاوية أحب إلينا- يعنيان في الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس قال: سألت بن عمار عن علي بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا: أبو معاوية.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن خازم الضرير مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الإرجاء، فيقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قَالَ: مات أبو معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء.
أخبرني الحسن بن عليّ لجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا محمّد بن محمّد سليمان قالا: قال عليّ بن المديني.
وأخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج يقول: توفي أبو معاوية. وفي حديث أبي السائب وعلي: مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو معاوية ومحمد بن الفضيل سنة خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد ابن فضيل قَالَ: مات أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خاقان وخالد
من أهل الكوفة. وكان ضريرا، يقال إنه عمي وهو ابن أربع، وقيل: ثمان سنين، وقدم بغداد، وحدث بها عن: سليمان الأعمش وَهشام بْن عروة، وَعبيد اللَّه بْن عُمَر ابن حفص وإسماعيل بن أبي خالد، وَأبي إسحاق الشيباني، وَليث بْن أَبِي سليم.
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَد بْن حَنْبَل، ويحيى بْن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ويعقوب ابن إبراهيم الدورقي؛ وخلف بن سالم؛ ويوسف بن موسى، وَالحسن بْن مُحَمَّد الزعفراني، وَالحسن بْن عرفة، وسعدان بن نصر؛ فيمن لا يحصى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى البزاز- فيما أذن أن نرويه عَنْهُ- حَدَّثَنَا قاسم بن سعيد بن مسيب بن شريك قَالَ: رأيت أبا معاوية محمد بن خازم يحدث الناس ببغداد.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق، حدثنا حنبل بن إسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قَالَ.
وأخبرنا الحسين بن علي الصّيمريّ، حدّثنا عليّ بن الحسين الرّازيّ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت يحيى بن معين، وأحمد ابن حنبل يقولان: ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود يقول: عمي أبو معاوية وله أربع سنين، قَالَ: فأقاموا علي مأتما.
أَخْبَرَنَا ابن رزق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي- إملاء- حدّثنا الحسين ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ- بِالْكُوفَةِ- قال: حدّثني جعفر بن محمّد ابن الهذيل، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الصِّينِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي اَبي أُمِّي وَأَنَا غُلامٌ، فَرَآنِي أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِجَدِّي: مَا يَكُونُ هَذَا الْغُلامُ مِنْكَ؟ قَالَ:
ابْنِي. قَالَ: لَيْسَ بِابْنِكَ قَالَ: ابْنُ ابْنَتِي. قَالَ: ابْنُ ابْنَتِكَ وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بساط الْمُلُوكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّشِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ ذَكَرْتُ حَدِيثَ الأَعْرَابِيِّ، فَأَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ بِرِجْلِي الْبِسَاطَ. قَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ لم تلتمس؟ قُلْتُ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَجَجْتُ مَعَ جَدِّي، وَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَأُعْجِبَ بِهِ. قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ:
وَحَرَّكَنِي شَيْءٌ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَحْتَاجُ إِلَى مَوْضِعِ الْخَلاءِ، فَقَالَ لِلأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ خُذَا بِيَدِ عَمِّكُمَا فَأَرِيَاهُ الْمَوْضِعَ، فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَدْخَلانِي إلى الموضع، فشممت مِنْهُ رَائِحَةً طَيِّبَةً. فَقَالا: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ، هَذَا الْمَوْضِعُ فَشَأْنَكَ. فَقَضَيْتُ حَاجَتِي فحدثته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ »
. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن
درستويه، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سمعت عَلِيَّ بن المديني يقول: قال محمّد ابن خَازِمٍ: كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ، فكلما قُلْتُ: قال رسول الله، قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلايَ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثَ «الْتَقَى آدَمُ وَمُوسَى» ، فَقَالَ عَمُّهُ: وَسَمَّاهُ عَلَيَّ- فَذَهَبَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ الْتَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ، وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا وَأَمَرَ بِهِ؟ قَالَ: فَحُبِسَ وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي إِلَيْهِ فِي مَحْبَسِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بِالْعِتْقِ وَصَدَقَةِ الْمَالِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ مُغَلَّظَاتِ الأَيْمَانِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ، وَلا جَرَى بيني وبين أحد في هذا الكلام، وَمَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يجر بيني وبين أَحَدٌ فِيهِ كَلامٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ قَالَ:
لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلامُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ حَلَفَ بِالْعِتْقِ ومغلظات الأيمان أنه إنما هو شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلامٌ. قَالَ:
فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، وَيْحَكَ إِنَّمَا تَوَهَّمْتَ أَنَّهُ طَرَح إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلامُ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلُّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحَهُمْ، وَإِلا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لا يَتَزَنْدَقُ. قال هذا ونَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَر الحسن بْن عثمان بْن أحمد الواعظ، أَخْبَرَنَا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ النُّعْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، أخبرنا أحمد بن زكريّا ابن سفيان قَالَ: سمعت أصحابنا يقولون: قَالَ أبو معاوية: دخلت على هارون- يعني أمير المؤمنين- فقال لي: يا أبا معاوية: هممت أنه من ثبت خلافة علي فعلت به وفعلت به؟ فسكت. فقال لي: تكلم. قَالَ: قلت: إن أذنت لي تكلمت. قَالَ: تكلم، فقلت: يا أمير المؤمنين قالت تيم: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم، وقالت عدي: منا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالت بنو أمية: منا خليفة الخلفاء، فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة؟ والله ما حظكم فيها إلا ابن أبي طالب. فقال: والله يا أبا معاوية لا يبلغني أن أحدا لم يثبت خلافة علي إلا فعلت به كذا وكذا.
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا عمر بن بن أحمد الواعظ، حدّثنا عبد الله بن محمّد، حَدَّثَنَا محمود بن غيلان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي
معاوية: أما أنت فقد ربطت رأس كيسك. وَقَالَ محمود: سمعت شبابة يقول: جاء أبو معاوية حتى جلس في مجلس شعبة، فرفع رأسه فقال: من هذا انظروا؟ فإذا هو أبو معاوية فقال: يا أبا معاوية، سمعت حديث كذا وكذا من الأعمش؟ قَالَ نعم. قَالَ شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه.
أَخْبَرَنَا أبو بكر البرقاني، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَينُ بْنُ إدريس قَالَ: سمعت ابن عمار يقول: قَالَ أبو معاوية: كان أهل خراسان يجيئون فيسمعون من شعبة فيحدثهم عن الأعمش، قَالَ: فكان شعبة لا يحدثهم حتى يقعدني معه فيقول: يا أبا معاوية، أليس هو كذا وكذا؟ فإذا قلت نعم حدّثهم. فقال ابن عمّار: يراد من هذا أن معاوية كان أثبت فيه من شعبة.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الحوفي- من مصر- وحدّثني عليّ ابن الحسن بن عمر القرشي- بِصُورَ عَنْهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ العسكريّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن زريق قَالَ: سئل أحمد بن الحسن السكري الحافظ- وأنا جالس- من أحب إليك في أصحاب الأعمش؟ قَالَ: أبو معاوية أعرف به، وبعده الثوري، وبعده شعبة، والباقون بعد.
أَخْبَرَنِي الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثنا جدي، حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن داود الحداني قَالَ: سمعتُ أبا معاوية الضرير يقول: البصراء كانوا علي عيالا عند الأعمش.
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن عليّ الأبّار، حَدَّثَنَا داود بن حماد قَالَ: سمعت أبا معاوية- وقيل له إن حفص بن غياث يخالفك في بعض الحديث- فقال: لو أخبر حفص بأنا نخالفه لرجع إلى قولنا، لقد رأيتهم كلهم يجيئون إلى بابي هذا فأملي عليهم ما سمعوا من الأعمش.
كَتَبَ إِلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ يذكر أن أبا ميمون البجليّ أخبرهم حَدَّثَنَا أَبُو زرعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عمرو قَالَ: سمعت أبا نعيم يقول: لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمّد، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن، حدّثنا
عبد اللَّه بْن أَحْمَد قَالَ: سمعت أبي يقول: كان معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول: قد صار حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم، لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش .
أَخْبَرَنِي الحسن بن محمّد الخلّال حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم البزاز قَالَ: قرئ على الْحُسَيْن بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْر الأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أحمد بن سنان قَالَ:
سمعت أبا معاوية يقول: كم تسألوني عن الأعمش، سلوني عن حديث عبيد الله، أرأيتم لو قيل لأحدكم اقرإ الحمد، فجاء آخر فقال: اقرإ الحمد. فقرأ، ثم جاء آخر فقال: اقرإ الحمد، أليس كان يتبرم؟ الأعمش الأعمش الأعمش؟.
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد العتيقي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن الخليل الجلاب قَالَ: سمعت إِبْرَاهِيم الحربي يقول:
قَالَ لي الوكيعي: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية.
أَخْبَرَنَا أَبُو الفتح منصور بْن ربيعة الزُّهْرِيّ الخطيب- بالدينور- حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن علي بن راشد، أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الجارود قَالَ: قال عليّ بن المديني: كتبنا عن أبي معاوية الأعمش، ألفا وخمسمائة حديث، وكان عند جرير ألف ومائتا حديث عن الأعمش، وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا .
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل قَالَ: سمعت أبي ذكر أبا معاوية الضرير فقال: كان والله حافظا للقرآن.
أَخْبَرَنَا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن صدقة، حدّثنا ابن أبي خيثمة، حَدَّثَنَا يحيى بن معين قَالَ قَالَ لنا وكيع: من تلزمون؟ قال قلنا: نلزم معاوية، قَالَ: أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة. فقلت لأبي معاوية: إن وكيعا قَالَ كذا وكذا. فقال: صدق، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة .
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا أحمد بن سعيد السوسي، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى يقول قَالَ: أبو معاوية الضرير:
حفظت من الأعمش ألفا وستمائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربعمائة، فكان عند أبي معاوية ألف ومائتان. قَالَ يحيى: وكان عند وكيع عن الأعمش ثمانمائة.
قلت ليحيى: كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش؟ قَالَ: كانت الأحاديث الكبار العالية عنده .
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف العكبري. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بن شجاع البخاريّ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام، حَدَّثَنَا سهل بن شاذويه قَالَ: سمعت علي بن خشرم يقول: وماشيت وكيعا إلى الجمعة فقال لي: يا علي إلى من تختلف؟ فقلت: إلى فلان وفلان وإلى أبي معاوية الضرير.
قَالَ: فقال وكيع: اختلف إليه فإنك إن تركته ذهب علم الأخفش على أنه مرجئ، فقلت: يا أبا سفيان، دعاني إلى الإرجاء فأبيت عليه. فقال لي وكيع: هلا قلت له كما قَالَ له الأعمش: لا تفلح أنت ولا أصحابك المرجئة؟
أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا عَبْد الله بْن جَابِر، حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نوح قَالَ: سمعت محمد بن عثمان- كذا قَالَ لنا أبو نعيم- وليس بمحمّد ابن عثمان وإنما هو محمّد بن عيسى بن الطباع- يقول: قال ابن البادش: أبو معاوية مرجئ كبير.
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي، حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي- بأطرابلس الغرب- حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ، حَدَّثَنِي أبي قَالَ: أبو معاوية الضرير محمد بن خازم الحماني كوفي ثقة، وكان يرى الإرجاء، كان لين القول- يعني فيه- وسمع من الأعمش ألفي حديث، فمرض فنسي منها ستمائة حديث.
أخبرنا أبو بكر البرقانيّ، أخبرنا أحمد بن حمدويه الهرويّ، أخبرنا الحسن بْن إدريس الأنصاري قَالَ: قَالَ ابْن عمار: سمعت أبا معاوية الضرير يقول: كل حديث أقول فيه حَدَّثَنَا فهو ما حفظته من فيّ المحدث، وما قلت: وذكر فلان، فهو ما لم أحفظ من فيه، وقرئ علي من كتاب، فعرفته فحفظته مما قرئ علي.
أَخْبَرَنِي عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب قَالَ: قرأنا على الْحُسَيْن بن هارون الضبي، عن أَبِي العباس بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي عبد اللَّه بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن قتيبة قَالَ:
سمعت ابن نمير يقول: كان أبو معاوية لا يضبط شيئا من حديثه ضبطه لحديث الأعمش، كان يضطرب في غيره اضطرابا شديدا.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ لي: أبو معاوية في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا.
أَخْبَرَنَا أحمد بن أبي جعفر، أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- حَدَّثَنَا أَبُو عبيد مُحَمَّد بْن علي قَالَ: قَالَ أبو داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة، وعليّ بن إسماعيل، وعلى عبد الله بن عمر.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، حدّثنا ابن مرابا حَدَّثَنَا عباس، قَالَ: سمعت يحيى يقول: روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير. قَالَ يحيى: وروى أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن طلحة بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ أخبرنا محمّد بن إبراهيم الطرطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكردي قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قَالَ: أبو معاوية الضرير صدوق وهو في الأعمش ثقة، وفي غير الأعمش فيه اضطراب.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأشناني قَالَ: سمعت أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى بْن معين قلت: فأبو معاوية أحب إليك من وكيع؟ فقال: أبو معاوية أعلم به- يعني الأعمش.
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدّثنا محمّد بن الحسين، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير قَالَ: قيل ليحيى بن معين: أيما أحب إليك في الأعمش، عيسى بن يونس، أو حفص بن غياث، أو أبو معاوية.
أَخْبَرَنَا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب- بأصبهان- أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثنا سلامة بن محمود القيسي- بعسقلان- حَدَّثَنَا أيوب بن إسحاق بن
سافري قَالَ: سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا: أبو معاوية أحب إلينا- يعنيان في الأعمش.
أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الواحد، أخبرنا محمد بن العبّاس، أخبرنا ابن مرابا، حَدَّثَنَا عباس بن محمد قَالَ: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش.
أخبرنا البرقانيّ، أخبرنا ابن خميرويه، حدّثنا الحسين بن إدريس قال: سألت بن عمار عن علي بن مسهر وأبي معاوية أيهما أكثر في الأعمش؟ قالا: أبو معاوية.
أخبرني الأزهري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: محمد بن خازم الضرير مولى لبني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الإرجاء، فيقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطان، أخبرنا جعفر بن محمّد الخالدي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان الحضرمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير قَالَ: مات أبو معاوية سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا ابن الفضل القطّان، أخبرنا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأبّار، حدّثنا سلم بن جنادة أبو السائب.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل، أخبرنا عُثْمَان بْن أَحْمَدَ الدَّقَّاق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بن البراء.
أخبرني الحسن بن عليّ لجوهري، أخبرنا محمّد بن المظفر، أخبرنا محمّد بن محمّد سليمان قالا: قال عليّ بن المديني.
وأخبرني الحسين بن عليّ الطناجيريّ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدّثنا محمّد ابن سليمان الباهلي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بن الحجاج يقول: توفي أبو معاوية. وفي حديث أبي السائب وعلي: مات أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة.
أخبرنا الأزهري، أخبرنا محمّد بن العبّاس، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى قَالَ: ومات أبو معاوية ومحمد بن الفضيل سنة خمس وتسعين ومائة في شهر واحد.
أخبرنا ابن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا محمّد ابن فضيل قَالَ: مات أبو معاوية الضرير سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول شهر ربيع. وولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومائة.
ذكر من اسمه محمّد واسم أبيه خاقان وخالد
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=130050&book=5540#21a63c
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ بن البراء بن سبرة بن سيار، أبو بكر التميمي، قاضى الموصل، يعرف بابن الجعابي :
حدث عن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن البختري الحنائي، ومُحَمَّد بْن الحسن بن سماعه الحضرمي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، ومحمد بن جعفر القتات، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الرازي، ومحمد بْن إسماعيل العطار، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن علي المعمري، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن سهل العطار، ومحمود بن محمد الواسطي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ، وأحمد بن الحسن الصوفي، وخلق كثير من أمثالهم.
وكان أحد الحفاظ الموجودين. صحب أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ، ومعرفة الإخوة والأخوات، وتواريخ
الأمصار. وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف، وكان يسكن بعض سكك باب البصرة.
روى عنه الدارقطني، وابن شاهين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وابن الفضل القطان، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمد بن طلحة الثعالبي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، وغيرهم.
حَدَّثَنَا الحسين بن علي الصيمري قَالَ: سمعت أبا عبد الله بن الأبنوسي يقول:
سمعت القاضي أبا بكر الجعابي يقول: مولدي في صفر سنة أربع وثمانين، لست أو سبع بقين منه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان، ولا رأيت احفظ لحديث أهل الكوفة من أبي العباس بن عقدة، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وذاك أني حسبت أبا بكر من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا، أو ترجمة واحدة أو بابا واحدا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما: يا أبا علي لا تغلط في أبي بكر بن الجعابي، فإنه يحفظ حديثا كثيرا، فخرجنا يوما من عند أبي محمد بن صاعد وهو يسايرني وقد توجهنا إلى طريق بعيد فقلنا له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمر في الترجمة، فقلت له: أيش عند أيوب السختياني عن الحسن؟ فمر فيه، فما زلت أجره من حديث مصر، إلى الشام، إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين، وهو يجيب. فقلت له: أيش روى الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يسرد هذه الترجمة حتى ذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه.
قال محمد بن عبد الله: فسمعت أبا بكر بن الجعابي عند منصرفه من حلب وأنا ببغداد يذكر فضل أبي علي وحفظه، فحكيت له هذه الحكاية. فقال: يقول هذا القول وهو أستاذي على الحقيقة. قلت: حسب ابن الجعابي شهادة أبي علي له أنه لم ير في البغداديين أحفظ منه. وقد رأى يحيى بن صاعد، وأبا طالب أحمد بن نصر، وأبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النيسابوري، وعامة أهل ذلك العصر. وكان أبو علي قد انتهى إليه الحفظ عن الخراسانيين، مع اشتهاره بالورع والديانة، والصدق والأمانة، وأما أبو إسحاق بن حمزة فمحله عند الأصبهانيين يفوق على كل من عاصره.
ولقد حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني بأصبهان قَالَ:
سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أحفظ من إبراهيم ابن حمزة.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي من أصل كتابه قَالَ: سمعت محمد ابن الحسين بن الفضل القطان يقول: سمعت أبا بكر بن الجعابي يقول: دخلت الرقة فكان لي ثم قمطران كتبا . فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده، فرجع الغلام مغموما فقال: ضاعت الكتب. فقلت: يا بني لا تغتم فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل على منها حديث، لا إسنادا ولا متنا .
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي المعدل، عن أبيه. قَالَ: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابيّ. وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، إلا أنه كان يفضل الحفاظ، فإنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسامحون في ذلك وإن اثبتوا المتن، وإلا ذكروا لفظة منه أو طرفا، وقالوا: وذكر الحديث. وكان يزيد عليهم بحفظه المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار، ولعله كان يحفظ من هذا قريبًا مما يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفاظ بحفظه. وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث، وثقات الرجال من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم؛ وكناهم ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يطعن به على كل واحد، وما يوصف به من السداد، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه. حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه فيه في الدنيا .
حَدَّثَنِي رَفِيقِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْغَالِبِ الضَّرَّابُ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن بْن رزقويه يقول: كان ابن الجعابي يملي مجلسه فتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره ابن مظفر، والدارقطني، ولم يكن الجعابي يملي الأحاديث كلها بطرقها إلا من حفظه.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد بن الأشقر البلخي قَالَ: سمعت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت الجعابيّ يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري- وذكر ابن الجعابي- فقال: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيتُ من البغداديين احفظ منه. وَقَالَ أيضا: سمعت أبا علي يقول: ما رأينا من أصحابنا أحرص على العلم من أبي بكر الجعابي، ذاكرته بأحاديث لعبد الله بن محمد الدينوري. فقال: يا أبا علي صاحبك ما انتخبت عليه من حديثه؟ قلت: نعم فاستعارها مني فأعرته إياها، فتخلف عن المجلس أياما فسالت عنه فقالوا: قد خرج فما كان إلا بعد أيام حتى جاء فسئل عن غيبته فقال: إن أبا علي ذكر لي عن عبد الله بن وهب الدينوري أحاديث لم أصبر عنها فخرجت إلى الدينور وسمعتها وانصرفت.
ثم قَالَ أبو علي: الذي كان انتخبه أبو بكر بن الجعابي لنفسه عليه كان أحسن من الذي أخذه مني. فسمعت أبا علي يقول: قلت لأبي بكر بن الجعابي: لو دخلت خراسان بعد أن دخلت إلى الدينور؟ فقال: يا أبا علي لقد حدثتني نفسي بهذا وهممت به، فقلت اذهب إلى العجم فلا يفهمون عني ولا افهم عنهم فهذا الذي ردني.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أَخْبَرَنِي أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب الحديث. قَالَ الأزهري وأظنه ابن دران قَالَ: وعد ابن الجعابي أصحاب الحديث يوما يملى فيه، فتعمد ابن مظفر الإملاء في ذلك اليوم وألزمني الحضور عنده ففعلت. ثم انصرفت من المجلس [فلقيني ابن الجعابيّ وقال لي ذهبت إلى ابن المظفر] وتنكبت الطريق التي تؤديك إلى للاستحياء مني؟ فقلت: قد كان ذاك. فقال: كم عدد الأحاديث التي أملاها؟ فقلت: كذا وكذا. فقال: أيما أحب إليك؟ تذكر إسناد كل حديث، وأذكر لك متنه، أو تذكر لي متنه وأذكر لك إسناده. فقلت: بل اذكر المتون. فقال: افعل ذاك. فجعلت أقول له روى حديثا متنه كذا، فيقول: هو عنده عن فلان عن فلان. وأقول أملى حديثا متنه كذا، فيقول: حدثكم به عن فلان عن فلان حتى ذكرت له متون جميع الأحاديث وَأَخْبَرَنِي بأسانيدها كلها. فلم يخطئ في شيء منها. أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قَالَ: سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ
يقول: الحسن وعلي ابنا صالح بن صالح بن حي وهما أخوان لا ثالث لهما. ثم قَالَ:
وقد غلط ابن الجعابي، فقال: صالح بن صالح هو أخوهما فوافقته، فتبين له أنه أخطأ.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد في ولايته.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن محمد الإستراباذي قَالَ:
سمعت أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري بإستراباذ يقول: كنا بأرجان مع الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد في مجلس شرابه ومعنا أبو بكر بن الجعابي الحافظ البغدادي يشرب فأتي بكأس بعد ما ثمل قليلا فقال: لا أطيق شربه. فقال الأستاذ الرئيس: ولم ذاك؟ فقال: لما أقوله قال: فقل. فقال:
يا خليلي جنباني الرحيقا ... إنني لست للرحيق مطيقا
فقال الأستاذ، ولم، وهي تجلب الفرح وتنفي الترح؟ فقال:
غير أني وجدت للكأس نارا ... تلهب الجسم والمزاج الرقيقا
فإذا ما جمعتها ومزاجي ... حرقته بناره تحريقا
أنشدني أَبُو القاسم عَبْد الواحد بْن علي الأسدي لأبي الحسن محمد بن عبد الله ابن سكرة الهاشمي في ابن الجعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا ... محمودة منه مستطابه
رأى الرّيا والنفاق خطا ... في ذي العصابة وذي العصابه
يعطي الإمام ما اشتهاه ... ويثبت الأمر في القرابه
حتى إذا غاب عنه ... يبيت الأمر في الصحابه
وإن خلا الشيخ بالنصارى ... رأيت سمعان أو مرابه
قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغر من لامه وعابه
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الجعابي فقال: حَدَّثَنَا عنه الدارقطني وكان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع. قلت: قد طعن عليه في حديثه وسماعه؟ فقال:
ما سمعت فيه إلا خيرًا.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن ابن الجعابي: هل تكلم فيه إلا بسبب المذهب؟ فقال: خلط.
وهكذا ذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه بْن البيع أَنَّهُ ذكر الدارقطني يذكر وَقَالَ أيضا عن أبي الحسن قَالَ لي الثقة من أصحابنا ممن كان يعاشره: أنه كان نائما فكتبت على رجله كتابة، قَالَ: فكنت أراه إلى ثمانية أيام لم يمسه الماء.
حَدَّثَنِي أبو نعيم الأصبهاني. فقال: مات أبو بكر الجعابي ببغداد في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي قَالَ: قَالَ لنا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ: مات أبو بكر بن الجعابيّ الحافظ في نصف رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ودفن من غد.
حَدَّثَنِي الأزهري: أن ابن الجعابي لما مات صُلِّيَ عليه في جامع المنصور، وحمل إلى مقابر قريش فدفن بها. قَالَ: وكانت سكينة نائحة الرافضة تنوح على جنازته، وكان أوصى بأن تحرق كتبه فأحرق جميعها، وأحرق معها كتب للناس كانت عنده .
قَالَ الأزهري: فحدثني أبو الحسين ابن البواب قَالَ: كان لي عند ابن الجعابي مائة وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما أحرق.
حدث عن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن البختري الحنائي، ومُحَمَّد بْن الحسن بن سماعه الحضرمي، ومحمد بن يحيى المروزي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، ومحمد بن جعفر القتات، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن زياد الرازي، ومحمد بْن إسماعيل العطار، وجعفر الفريابي، وإبراهيم بن علي المعمري، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن سهل العطار، ومحمود بن محمد الواسطي، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ، وأحمد بن الحسن الصوفي، وخلق كثير من أمثالهم.
وكان أحد الحفاظ الموجودين. صحب أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في الأبواب والشيوخ، ومعرفة الإخوة والأخوات، وتواريخ
الأمصار. وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف، وكان يسكن بعض سكك باب البصرة.
روى عنه الدارقطني، وابن شاهين. وَحَدَّثَنَا عنه أَبُو الْحَسَن بْن رزقويه، وابن الفضل القطان، وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمد بن طلحة الثعالبي، وأبو نعيم الحافظ، وأبو سعيد بن حسنويه الأصبهاني، وغيرهم.
حَدَّثَنَا الحسين بن علي الصيمري قَالَ: سمعت أبا عبد الله بن الأبنوسي يقول:
سمعت القاضي أبا بكر الجعابي يقول: مولدي في صفر سنة أربع وثمانين، لست أو سبع بقين منه.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري قَالَ: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان، ولا رأيت احفظ لحديث أهل الكوفة من أبي العباس بن عقدة، ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي، وذاك أني حسبت أبا بكر من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا، أو ترجمة واحدة أو بابا واحدا، فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما: يا أبا علي لا تغلط في أبي بكر بن الجعابي، فإنه يحفظ حديثا كثيرا، فخرجنا يوما من عند أبي محمد بن صاعد وهو يسايرني وقد توجهنا إلى طريق بعيد فقلنا له: يا أبا بكر أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمر في الترجمة، فقلت له: أيش عند أيوب السختياني عن الحسن؟ فمر فيه، فما زلت أجره من حديث مصر، إلى الشام، إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين، وهو يجيب. فقلت له: أيش روى الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يسرد هذه الترجمة حتى ذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه.
قال محمد بن عبد الله: فسمعت أبا بكر بن الجعابي عند منصرفه من حلب وأنا ببغداد يذكر فضل أبي علي وحفظه، فحكيت له هذه الحكاية. فقال: يقول هذا القول وهو أستاذي على الحقيقة. قلت: حسب ابن الجعابي شهادة أبي علي له أنه لم ير في البغداديين أحفظ منه. وقد رأى يحيى بن صاعد، وأبا طالب أحمد بن نصر، وأبا بَكْرٍ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ النيسابوري، وعامة أهل ذلك العصر. وكان أبو علي قد انتهى إليه الحفظ عن الخراسانيين، مع اشتهاره بالورع والديانة، والصدق والأمانة، وأما أبو إسحاق بن حمزة فمحله عند الأصبهانيين يفوق على كل من عاصره.
ولقد حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي السوذرجاني بأصبهان قَالَ:
سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أحفظ من إبراهيم ابن حمزة.
حَدَّثَنِي أبو الوليد الْحَسَن بن مُحَمَّد الدربندي من أصل كتابه قَالَ: سمعت محمد ابن الحسين بن الفضل القطان يقول: سمعت أبا بكر بن الجعابي يقول: دخلت الرقة فكان لي ثم قمطران كتبا . فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده، فرجع الغلام مغموما فقال: ضاعت الكتب. فقلت: يا بني لا تغتم فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل على منها حديث، لا إسنادا ولا متنا .
حَدَّثَنَا علي بن أبي علي المعدل، عن أبيه. قَالَ: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابيّ. وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي ألف حديث، ويجيب في مثلها، إلا أنه كان يفضل الحفاظ، فإنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسامحون في ذلك وإن اثبتوا المتن، وإلا ذكروا لفظة منه أو طرفا، وقالوا: وذكر الحديث. وكان يزيد عليهم بحفظه المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار، ولعله كان يحفظ من هذا قريبًا مما يحفظ من الحديث المسند الذي يتفاخر الحفاظ بحفظه. وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث، وثقات الرجال من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم؛ وكناهم ومواليدهم، وأوقات وفاتهم، ومذاهبهم، وما يطعن به على كل واحد، وما يوصف به من السداد، وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه. حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه فيه في الدنيا .
حَدَّثَنِي رَفِيقِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْغَالِبِ الضَّرَّابُ قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن بْن رزقويه يقول: كان ابن الجعابي يملي مجلسه فتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره ابن مظفر، والدارقطني، ولم يكن الجعابي يملي الأحاديث كلها بطرقها إلا من حفظه.
حَدَّثَنِي الحسن بن محمّد بن الأشقر البلخي قَالَ: سمعت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول: سمعت الجعابيّ يقول: أحفظ أربعمائة ألف حديث، وأذاكر بستمائة ألف حديث .
أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد النيسابوري- وذكر ابن الجعابي- فقال: سمعتُ أَبَا علي الحافظ يَقُولُ: ما رأيتُ من البغداديين احفظ منه. وَقَالَ أيضا: سمعت أبا علي يقول: ما رأينا من أصحابنا أحرص على العلم من أبي بكر الجعابي، ذاكرته بأحاديث لعبد الله بن محمد الدينوري. فقال: يا أبا علي صاحبك ما انتخبت عليه من حديثه؟ قلت: نعم فاستعارها مني فأعرته إياها، فتخلف عن المجلس أياما فسالت عنه فقالوا: قد خرج فما كان إلا بعد أيام حتى جاء فسئل عن غيبته فقال: إن أبا علي ذكر لي عن عبد الله بن وهب الدينوري أحاديث لم أصبر عنها فخرجت إلى الدينور وسمعتها وانصرفت.
ثم قَالَ أبو علي: الذي كان انتخبه أبو بكر بن الجعابي لنفسه عليه كان أحسن من الذي أخذه مني. فسمعت أبا علي يقول: قلت لأبي بكر بن الجعابي: لو دخلت خراسان بعد أن دخلت إلى الدينور؟ فقال: يا أبا علي لقد حدثتني نفسي بهذا وهممت به، فقلت اذهب إلى العجم فلا يفهمون عني ولا افهم عنهم فهذا الذي ردني.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهريّ، أَخْبَرَنِي أبو عبد الله بن بكير عن بعض أصحاب الحديث. قَالَ الأزهري وأظنه ابن دران قَالَ: وعد ابن الجعابي أصحاب الحديث يوما يملى فيه، فتعمد ابن مظفر الإملاء في ذلك اليوم وألزمني الحضور عنده ففعلت. ثم انصرفت من المجلس [فلقيني ابن الجعابيّ وقال لي ذهبت إلى ابن المظفر] وتنكبت الطريق التي تؤديك إلى للاستحياء مني؟ فقلت: قد كان ذاك. فقال: كم عدد الأحاديث التي أملاها؟ فقلت: كذا وكذا. فقال: أيما أحب إليك؟ تذكر إسناد كل حديث، وأذكر لك متنه، أو تذكر لي متنه وأذكر لك إسناده. فقلت: بل اذكر المتون. فقال: افعل ذاك. فجعلت أقول له روى حديثا متنه كذا، فيقول: هو عنده عن فلان عن فلان. وأقول أملى حديثا متنه كذا، فيقول: حدثكم به عن فلان عن فلان حتى ذكرت له متون جميع الأحاديث وَأَخْبَرَنِي بأسانيدها كلها. فلم يخطئ في شيء منها. أو كما قَالَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ قَالَ: سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ
يقول: الحسن وعلي ابنا صالح بن صالح بن حي وهما أخوان لا ثالث لهما. ثم قَالَ:
وقد غلط ابن الجعابي، فقال: صالح بن صالح هو أخوهما فوافقته، فتبين له أنه أخطأ.
سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد في ولايته.
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن محمد الإستراباذي قَالَ:
سمعت أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري بإستراباذ يقول: كنا بأرجان مع الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد في مجلس شرابه ومعنا أبو بكر بن الجعابي الحافظ البغدادي يشرب فأتي بكأس بعد ما ثمل قليلا فقال: لا أطيق شربه. فقال الأستاذ الرئيس: ولم ذاك؟ فقال: لما أقوله قال: فقل. فقال:
يا خليلي جنباني الرحيقا ... إنني لست للرحيق مطيقا
فقال الأستاذ، ولم، وهي تجلب الفرح وتنفي الترح؟ فقال:
غير أني وجدت للكأس نارا ... تلهب الجسم والمزاج الرقيقا
فإذا ما جمعتها ومزاجي ... حرقته بناره تحريقا
أنشدني أَبُو القاسم عَبْد الواحد بْن علي الأسدي لأبي الحسن محمد بن عبد الله ابن سكرة الهاشمي في ابن الجعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا ... محمودة منه مستطابه
رأى الرّيا والنفاق خطا ... في ذي العصابة وذي العصابه
يعطي الإمام ما اشتهاه ... ويثبت الأمر في القرابه
حتى إذا غاب عنه ... يبيت الأمر في الصحابه
وإن خلا الشيخ بالنصارى ... رأيت سمعان أو مرابه
قد فطن الشيخ للمعاني ... فالغر من لامه وعابه
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الجعابي فقال: حَدَّثَنَا عنه الدارقطني وكان صاحب غرائب، ومذهبه معروف في التشيع. قلت: قد طعن عليه في حديثه وسماعه؟ فقال:
ما سمعت فيه إلا خيرًا.
ذكر أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن ابن الجعابي: هل تكلم فيه إلا بسبب المذهب؟ فقال: خلط.
وهكذا ذكر الحاكم أَبُو عَبْد اللَّه بْن البيع أَنَّهُ ذكر الدارقطني يذكر وَقَالَ أيضا عن أبي الحسن قَالَ لي الثقة من أصحابنا ممن كان يعاشره: أنه كان نائما فكتبت على رجله كتابة، قَالَ: فكنت أراه إلى ثمانية أيام لم يمسه الماء.
حَدَّثَنِي أبو نعيم الأصبهاني. فقال: مات أبو بكر الجعابي ببغداد في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
حَدَّثَنِي الحسن بن أَحْمَد بن عبد الله الصوفي قَالَ: قَالَ لنا علي بن أَحْمَد بن عمر المقرئ: مات أبو بكر بن الجعابيّ الحافظ في نصف رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ودفن من غد.
حَدَّثَنِي الأزهري: أن ابن الجعابي لما مات صُلِّيَ عليه في جامع المنصور، وحمل إلى مقابر قريش فدفن بها. قَالَ: وكانت سكينة نائحة الرافضة تنوح على جنازته، وكان أوصى بأن تحرق كتبه فأحرق جميعها، وأحرق معها كتب للناس كانت عنده .
قَالَ الأزهري: فحدثني أبو الحسين ابن البواب قَالَ: كان لي عند ابن الجعابي مائة وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما أحرق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129890&book=5540#de663d
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، أبو الحارث القرشي المدني :
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
أحد بني عامر بن لؤي بن غالب ثم من ولد عبد ود بن نصير بن حسل بن عامر، وهو أخو المغيرة بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. سمع عكرمة مولى ابن عباس، ونافعا مولى ابن عمر، وصالحا مولى التوأمة، وأبا سعيد المقبري، وشعبة مولى ابن عباس، وأبا الزناد، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزّهريّ، وغيرهم.
وكان فقيها صالحا ورعا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. أقدمه المهدي أمير المؤمنين بغداد وحدث بها ثم رجع يريد المدينة فمات بالكوفة.
روى عنه سفيان الثوري ووكيع، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وروح بن عبادة، وحجاج بن محم، وآدم بن أبي إياس، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عُمَر بن فارس، والحسن بن محمد المروزي، وعلي بن الجعد، وجماعة سواهم.
أخبرني أبو القاسم الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم البزّاز، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: وقَالَ مصعب بن عبد الله الزبيري: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الحارث بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب: هشام بن شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود كان فقيه أهل المدينة. وأمه بريهة بنت عبد الرحمن، وخاله الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وكان ابن أبي ذئب يأمر بالمعروف.
قَالَ مصعب: وبعث المهدي إلى ابن أبي ذئب فأتاه ثم انصرف من بغداد فمات بالكوفة.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد ابن أبي ذئب سنة ثمانين سنة الجحاف.
أَخْبَرَنَا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قَالَ: سمعتُ الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري يَقُولُ: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن أبي ذئب عكرمة مولى ابن عباس. وَقَالَ العباس في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: ابن أبي ذئب سمع من عكرمة مولى ابن عبّاس.
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حَدَّثَنِي جدي قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن معين يَقُولُ: قَالَ لي حجاج الأعور: كنت أجيء إلى ابن أبي ذئب ببغداد أعرض عليه ما سمعت منه لأصححه، فما اجترئ أن أصلح بين يديه، حتى أقوم فأتوارى بأسطوانة أو بشيء فأصلح ثم أعود إليه .
أخبرني الأزهريّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن منيع قال: رأيت في كتاب عليّ بن المدينيّ أن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وَحَدَّثَنِي صالح بن أحمد عن علي قَالَ:
سمعتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يَقُولُ: كان ابن أبي ذئب عسرا. قَالَ علي: قلت: عسرا؟ قَالَ: أعسر أهل الدنيا، إن كان معك كتاب اقرأه، وإن لم يكن معك كتاب فإنما هو حفظ [قال علي: فقلت ليحيى: فأخبرني عن ابن أبي ذئب ومن كنت تحفظ عنه كيف كنت تصنع فيه؟ فقال: كنت أتحفظها وأكتبها] .
أخبرنا هبة الله بن الحسن الطّبريّ، أخبرنا عيسى بن علي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: كان ابن أبي ذئب رجلا صالحا يأمر بالمعروف. وكان يشبه بسعيد بن المسيب .
أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه، أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاريّ، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
كان ابن أبي ذئب يشبه بسعيد بن المسيب. قيل لأحمد: خلف مثله ببلاده؟ قَالَ: لا، ولا بغيرها- يعني ابن أبي ذئب -.
وقال ابن أبي داود: سمعت أحمد يقول: كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقا. أفضل من مالك بن أنس، إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال منه، ابن أبي ذئب لا يبالي عمن يحدث.
أَخْبَرَنَا الحسن بن علي الجوهريّ، أَخْبَرَنَا محمد بن القاسم بن خلاد. قَالَ: لما حج
المهدي دخل مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب ابن زهير: قم هذا أمير المؤمنين! فقال ابن أبي ذئب: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه فقد قامت كل شعرة في رأسي .
أَخْبَرَنَا الأزهري. حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حَدَّثَنِي هارون بن سفيان قَالَ: قَالَ أبو نعيم: حججت سنة حج أبو جعفر وأنا ابن إحدى وعشرين سنة ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب فأقعده معه على دار الندوة عند غروب الشمس. فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد ابن الحسن بن فاطمة؟ قَالَ: فقال: إنه ليتحرى العدل. فقال له: ما تقول فيّ مرتين أو ثلاثا؟ فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الربيع بلحيته، فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء. وأمر له بثلاثمائة دينار .
أخبرنا الجوهريّ، أخبرنا محمّد بن عمران، حَدَّثَنَا أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن القاسم بن خلاد قَالَ: قَالَ ابن أبي ذئب للمنصور: يا أمير المؤمنين قد هلك الناس، فلو أعنتهم بما في يديك من الفيء؟ قَالَ: ويلك لولا ما سددت من الثغور، وبعثت من الجيوش لكنت تؤتى في منزلك وتذبح. فقال ابن أبي ذئب: فقد سد الثغور وجيّش الجيوش، وفتح الفتوح، وأعطى الناس أعطياتهم من هو خير منك. قَالَ: ومن هو ويلك؟ قَالَ: عمر بن الخطاب. فنكس المنصور رأسه، والسيف بيد المسيب، والعمود بيد مالك بن الهيثم، فلم يعرض له، والتفت إلى محمّد ابن إبراهيم الإمام. فقال: هذا الشيخ خير أهل الحجاز .
حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن عُثْمَان الصيرفي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز، وأخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَليّ بْن مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ، أخبرنا محمّد بن العبّاس، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغويّ، حدّثنا يحيى بن أيوب العابد، حدّثني أبو عمر عبد الله بن كبير ابن أخي إسماعيل بن جعفر، حَدَّثَنِي حسن بن زيد قَالَ: كان ولي عبد الصمد على المدينة. قَالَ: فعاقب بعض القرشيين وحبسه حبسا ضيقا، قَالَ: وكتب بعض قرابته إلى أبي جعفر فشكى ذلك إليه وأخبره، فكتب أبو جعفر إلى المدينة وأرسل رسولا وَقَالَ: اذهب فانظر قوما من العلماء فأدخلهم عليه حتى يروا حاله، وتكتبوا إلى
بها، فأدخلوا عليه في حبسه مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وابن أبي سبرة، وغيرهم من العلماء. فقال: اكتبوا بما ترون إلى أمير المؤمنين قَالَ: وكان عبد الصمد لما بلغه الخبر حل عنه الوثاق وألبسه ثيابا. وكنس البيت الذي كان فيه ورشه ثم أدخلهم عليه فقال لهم الرسول: اكتبوا بما رأيتم. فأخذوا يكتبون: يشهد فلان، وفلان، فقال ابن أبي ذئب: لا تكتب شهادتي أنا أكتب شهادتي بيدي، إذا فرغت فارم إلى بالقرطاس.
فكتبوا محبسا لينا، ورأينا هيئة حسنة، وذكروا ما يشبه هذا الكلام. قَالَ: ثم دفع القرطاس إلى ابن أبي ذئب فلما نظر في الكتاب فرأى هذا الموضع. قَالَ: يا مالك داهنت وفعلت وفعلت وملت إلى الهوى، لكن اكتب: رأيت محبسا ضيقا وأمرا شديدا، قَالَ: فجعل يذكر شدة الحبس. قَالَ: وبعث بالكتاب إلى أبي جعفر قَالَ:
فقدم أبو جعفر حاجا فمر بالمدينة فدعاهم، فلما دخلوا عليه جعلوا يذكرون وجعل ابن أبي ذئب يذكر شدة الحبس وضيقه، وشدة عبد الصمد وما يلقون منه. قَالَ:
وجعل أبو جعفر يتغير لونه وينظر إلى عبد الصمد غضبان، قَالَ الحسن بن زيد: فلما رأيت ذلك رأيت أن ألينه، وخشيت على عبد الصمد من أبي جعفر أن يعجل عليه.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ويرضي هذا أحدا؟. قَالَ ابن أبي ذئب: أما والله إن سألني عنك لأخبرنه. فقال أبو جعفر: وإني أسألك فقال: يا أمير المؤمنين ولي علينا ففعل بنا وفعل وأطنب فيّ، فلما ملأني غيظا قلت: أفيرضي هذا أحدا يا أمير المؤمنين؟، سله عن نفسك، فقال له أبو جعفر: فإني أسألك عن نفسي. فقال: لا تسألني. فقال:
أنشدك بالله كيف تراني؟ قَالَ: اللهم لا أعلمك إلا ظالما جائرا. قَالَ: فقام إليه وفي يده عمود، فجلس قربه. قَالَ الحسن بن زيد: فجمعت إلي ثوبي مخافة أن يصيبني من دمه. فقلت: ألا تضرب العمود؟ فجعل يقول له: يا مجوسي أتقول هذا لخليفة الله في أرضه؟ وجعل يرددها عليه، وابن أبي ذئب يقول: نشدتني بالله يا عبد الله إنك نشدتني بالله. قَالَ: ولم ينله بسوء. قَالَ: وتفرقوا على ذلك.
قَالَ أبو زكريا العابد: وَحَدَّثَنِي بهذا الحديث كله أبو عيسى كوفي نخعي وزاد فيه:
فلما كان الغد دعي به ليدخل على أبي جعفر وكان لأبي جعفر خادم كريم عليه، قَالَ أبو عيسى: حدّثني فلان قال: فلقد رأيت ذلك الخادم حين دنا ابن أبي ذئب من الباب ليدخل على أبي جعفر قام إليه الخادم، وكان أمر أن يدخله، فجعل يمس على صدر بن أبي ذئب ويقول: مرحبا برجل لا تأخذه في الله لومة لائم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، حَدَّثَنَا محمد بن المسيب قَالَ: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب .
أَخْبَرَنَا سلامة بن المقرئ الخفاف، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد، حَدَّثَنِي ثابت بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يونس بن الخياط قَالَ: جاء أعرابي إلى ابن أبي ذئب يستفتيه، فأفتاه بطلاق زوجته. قال: فنزل الأعرابيّ وقال: انظر يا ابن أبي ذئب؟ قَالَ: قد نظرت. قَالَ: فولى وهو يقول:
أتيت ابن أبي ذيب أبتغي الفقه عنده ... فطلق حبى البت بتت أنامله
أطلق في فتوى ابن أبي ذئب حليلتي ... وعند ابن أبي ذئب أهله وحلائله
قرأت على محمد بن الحسين الأزرق، عَنْ دعلج بْن أَحْمَد قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بن علي الأبار قَالَ: سألت مصعبا الزبيري عن ابن أبي ذئب، وقلت له: حدثونا عن ابن أبي عاصم أنه قَالَ: كان ابن أبي ذئب قدريا، فقال: معاذ الله، إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر بالمدينة وضربوهم ونفوهم، فجاء قوم من أهل القدر فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب. فقال قوم: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر، لقد حَدَّثَنِي من أثق به أنه ما تكلم فيه قط .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الجوهري قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس، أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: كان مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن أَبِي ذئب يكنى أبا الحارث، ولد سنة ثمانين عام الجحاف، وكان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا يرمونه بالقدر، وما كان قدريا، لقد كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكنه كان رجلا كريما يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئا، وإن هو مرض عاده، فكانوا يتهمونه بالقدر لهذا وشبهه، وكان يصلي الليل أدمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وَأَخْبَرَنِي أخوه، قَالَ: كان يصوم يوما ويفطر يوما، فوقعت الرجفة بالشام، فقدم رجل من أهل
الشام يسأله عن الرجفة، فأقبل يحدثه وهو يستمع لقوله، فلما قضى حديثه، فكان ذلك اليوم إفطاره قلت له: قم تغدى. قَالَ: دعه اليوم. قَالَ: فسرد من ذلك اليوم إلى أن مات. وكان شديد الحال يتعشى بالخبز والزيت؟ وكان له طيلسان وقميص، فكان يشتي فيه ويصيف، وكان من رجال الناس طرامة وقولا بالحق، وكان يتشبب في حداثته حتى كبر وطلب الحديث؛ وَقَالَ: لو طلبته وانا صغير كنت أدركت مشايخ فطرت فيهم؛ وكنت أتهاون بهذا الأمر حتى كبرت وعقلت، وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب ولا شيء ينظر فيه، ولا له حديث مثبت في شيء .
أخبرنا عبد الله القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنِي الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل، قَالَ: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث «البيعين بالخيار» . قَالَ: يستتاب وإلا ضربت عنقه. ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك. فقال شامي: من أعلم؟ مالك، أو ابن أبي ذئب؟ فقال:
ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك؛ وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين؛ وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يهبه أن قَالَ له الحق؛ قَالَ: الظلم فاش ببابك. وأبو جعفر أبو جعفر .
وَقَالَ حماد بن أبي خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب في زمانه؛ وما كان ابن أبي ذئب ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي ومالك ساكت، وإنما كان يقال ابن أبي ذئب. وسعيد بن إبراهيم؛ أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قَالَ: كان ثقة في حديثه، صدوقا صالحا ورعا .
قَالَ يعقوب: ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ التميمي، حَدَّثَنَا أَبُو عوانة يعقوب الأسفراييني، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: وسألته- يَعْنِي أَحْمَد بْن حنبل- عَن ابن أبي ذئب كيف هو؟ قَالَ: ثقة. فقلت: في الزهري؟ قَالَ: كذا وكذا، حدث بأحاديث كأنه أراد: خولف .
أَخْبَرَنَا الحسين بن شجاع الصّوفيّ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: قَالَ جعفر الطيالسي: قَالَ يحيى بن معين: ابن أبي ذئب لم يسمع من الزهري شيئا.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الأشناني قَالَ: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يَقُولُ: قلت ليحيى بْن معين: فابن أبي ذئب ما حاله في الزهري؟ فقال: ابن أبي ذئب ثقة.
أخبرنا أبو عمرو بن مهدي إجازة، وَحَدَّثَنِي ثقة سمعته منه قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حَدَّثَنَا جدي قَالَ: ابن أبي ذئب ثقة ، غير أن روايته عن الزهري خاصة قد تكلم الناس فيها، فطعن بعضهم فيها بالاضطراب، وذكر بعضهم أن سماعه عن الزهري عرض ولم يطعن بغير ذلك، والعرض عند جميع ما أدركنا صحيح .
وَقَالَ جدي: سمعت يحيى [وأحمد] يتناظران في ابن أبي ذئب، وعبد الله ابن جعفر المخرمي، فقدم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ وأيش عنده من الحديث؟ وأطرى ابن أبي ذئب وقدمه على المخرميّ تقديما كريما متفاوتا. فقلت لعلي بعد ذلك: أيهما أحب إليك؟ ابن أبي ذئب أو المخرمي. فقال علي: ابن أبي ذئب أحب إلي. ثم قال: ابن أبي ذئب صاحب حديث، وأي شيء عند المخرمي من الحديث؟ قَالَ: وسألت عليا عن سماع ابن أبي ذئب من الزهري فقال:
هو عرض. قلت له: وإن كان عرضا كيف؟ قال: هي مقاربة أكثر.
أخبرني أحمد بن سعد بن أبي مريم قَالَ: سمعت يَحْيَى بن معين يَقُول: ابن أبي ذئب ثقة .
أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، حَدَّثَنَا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح قَالَ:
سمعت يحيى [يقول] ابن أبي ذئب مدني ثقة .
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا موسى بن هارون بن النّضر العطّار، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة. قَالَ: وسألت عليا- يعني بن المديني- عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب فقال: كان عندنا ثقة، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري .
أَخْبَرَنَا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حَدَّثَنَا الفضل- هو ابن زياد- قَالَ: وسئل أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حنبل قيل له: ابن عجلان أحب إليك أو ابن أبي ذئب؟ فقال: كلا الرجلين ثقة، ما فيهما إلا ثقة.
أَخْبَرَنِي عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى السكري، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا بن الغلابي قَالَ: قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا- وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ- ابن أبي ذئب اثبت من ابن عجلان في سعيد بن أبي سعيد المقبري، اختلطت على ابن عجلان فأرسلها .
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَعْقُوب المعدل، أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن محمد المفيد. حدّثنا محمّد بن معاذ الهرويّ، حَدَّثَنَا أَبُو داود السنجي قَالَ: قَالَ الهيثم بن عدي: ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ذئب، من بني عامر بن لؤي توفي في العام الذي استخلف فيه المهدي.
أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان قَالَ: حَدَّثَنِي إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي فديك قَالَ:
مات ابن أبي ذئب سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأخبرنا أبو الفضل، أخبرنا ابن درستويه، حَدَّثَنَا يعقوب قَالَ: قَالَ أبو نعيم: مات ابن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة. قول ابن أبي فديك وهم وهذا هو الصواب.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم الأزهري وَأبو مُحَمَّد الْجَوْهَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس،
أَخْبَرَنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بْن إِسْحَاق الْجَلابُ، حدّثنا الحارث بن محمّد، حدّثنا مُحَمَّد بْن سعد، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عُمر قَالَ: لما ولي جعفر بن سليمان على المدينة المرة الأولى؛ أرسل إلى ابن أبي ذئب بمائة دينار، فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير، فلبسه عمره، ثم لبسه ولده بعده ثلاثين سنة، وكانت حاله ضعيفة جدّا.
فأرسل إليه فقدم به عليهم بغداد، فلم يزالوا به حتى قبل منهم فأعطوه ألف دينار، فلم يقبل، فقالوا خذها وفرقها فيمن رأيته فأخذها فانصرف يريد المدينة، فلما كان بالكوفة اشتكى ومات فدفن بالكوفة. وذلك سنة تسع وخمسين ومائة؛ وهو يومئذ ابن تسع وسبعين سنة.
أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعيّ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدّنيا، حَدَّثَنَا محمد بن سعد قَالَ: ابن أبي ذئب واسمه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي ذئب من بني عامر بن لؤي، ويكنى أبا الحارث مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، وهو ابن تسع وسبعين سنة، وكان يفتي بالبلد.
وَقَالَ البرذعي: حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا ابن أبي شيخ قال: سمعت رجلا يقول لأبي شيبة القاضي: وصل أمير المؤمنين المهدي ابن أبي ذئب فأسنى جائزته، فانصرف مسرورا يريد المدينة، فلما كان بالحيرة مات قَالَ: فقال أبو شيبة واسترجع: هكذا يأتي الإنسان الموت أسر ما كان، وأشر ما كان حتفا. قَالَ: فمات أبو شيبة أسر ما كان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=96940&book=5540#cf1b8e
محمد بن اسمعيل البخاري أبو عبد الله قدم عليهم الرى سنة مائتين وخمسين روى عن عبدان المروزى وأبي همام الصلت بن محمد والفريابي وابن ابى اويس سمع منه أبي وأبو زرعة ثم تركا حديثه عندما كتب اليهما محمد ابن يحيى النيسابوري انه اظهر عندهم ان لفظه بالقرآن مخلوق.
صاحب المغازى رأى انس بن مالك فيما ذكر وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد ونافع بن جبير بن مطعم ونافع مولى ابن عمر والزهرى روى عنه سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وابن عيينة واسمعيل ابن علية وعبد الاعلى الشامي سمعت أبي يقول ذلك،.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال نا علي يعني ابن المديني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول رأيت ابن اسحاق والهذلى معه فحدث ابن اسحاق وهو شاب فقال الهذلى حين قام قال ابن شهاب لا يزال بالمدينة علم ما بقى هذا بها يعنى ابن اسحاق،.
نا عبد الرحمن نا أبو امية الطرسوسى فيما كتب إلي قال نا على بن الحسن النسائي نا فياض بن محمد الرقى قال سمعت ابن أبي ذئب يقول كنا عند الزهري فنظر إلى محمد بن اسحاق مقبلا فقال الزهري لا يزال بالحجاز علم كثير مادام هذا الاحول بين اظهرهم،.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المدينى قال قال سفيان بن عيينة رأيت محمد بن اسحاق جاء إلى ابن شهاب فقال كيف انت يا محمد؟ اين تكون؟ قال لست اصل اليك مع اذنك هذا، فدعا البواب
فقال إذا جاءك فلا تحبسه عنى.
نا عبد الرحمن حدثني أبي نا ابراهيم بن المنذر نا اسمعيل ابن علية قال سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق صدوق في الحديث،.
نا عبد الرحمن نا أبي نا عبيد بن يعيش قال سمعت يونس بن بكير يذكر عن شعبة قال محمد بن إسحاق أمير المحدثين ، نا عبد الرحمن حدثنا أبي قال سمعت
عبيد بن يعيش يقول سمعت يونس بن بكير يقول سمعت محمد بن اسحاق يقول حفظت المغازى بمكة مرة ثم تفلت منى ثم عدت فيها فحفظتها،.
نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا إبراهيم بن المنذر عن ابن عيينة أنه قال ما يقول أصحابك في محمد بن اسحاق؟ قال قلت يقولون أنه كذاب قال لا تقل ذلك،.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت سفيان بن عيينه سئل عن محمد بن اسحاق فقيل له لم يرو أهل المدينة عنه، قال جالست ابن اسحاق بضعا وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال قلت لسفيان كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال سفيان اخبرني ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سئل يحيى بن معين عن محمد بن اسحاق احب اليك أو موسى بن عبيدة؟ فقال محمد بن اسحاق، محمد ابن اسحاق صدوق ولكنه ليس بحجة، نا عبد الرحمن قال سئل أبي عن محمد بن إسحاق فقال يكتب حديثه.
نا عبد الرحمن قال سئل ابوزعة عن محمد بن إسحاق بن يسار فقال صدوق من تكلم في محمد بن اسحاق؟ محمد بن اسحاق صدوق، نا عبد الرحمن نا أبو سعيد نا ابن إدريس قال قلت لمالك بن أنس وذكر المغازي فقلت قال ابن إسحاق أنا بيطارها
فقال قال لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.
نا عبد الرحمن نا مسلم بن الحجاج النيسابوري.
قال حدثنى اسحاق بن راهويه قال نا يحيى بن آدم قال نا ابن إدريس قال كنت عند مالك بن انس وقال له رجل يا أبا عبد الله إني كنت بالري عند ابى عبيد الله وثم محمد بن إسحاق فقال محمد ابن إسحاق اعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره، فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا على علمي، نا عبد الرحمن نا أبي حدثنى مقاتل بن محمد الرازي عن ابى داود يعني الطيالسي قال نا عمر بن حبيب قال قلت لهشام بن عروة حدثنا محمد بن اسحاق قال ذاك كذاب.
نا عبد الرحمن قال نا اسمعيل بن أبي الحارث نا أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد يعنى القطان قال قال هشام بن عروة هو كان يدخل على امرأتي؟ يعنى محمد بن اسحاق - كالمنكر، نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المدينى قال سمعت يحيى يعيى ابن سعيد القطان يقول قلت لهشام بن عروة ان ابن اسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر فقال أهو كان يصل إليها؟ فقلت ليحيى كان محمد بن اسحاق بالكوفة وانت بها؟ قال نعم، قلت تركته متعمدا؟ قال نعم تركته متعمدا ولم أكتب عنه حديثا قط.
ثنا عبد الرحمن نا أبي حدثنى مقاتل بن محمد الرازي حدثنا أبو داود نا حماد بن سلمة قال لولا الاضطرار ما حدثت عن محمد بن إسحاق، نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت ابا حفص الفلاس قال كنا عند وهب بن جرير فانصرفنا من عنده فمررنا بيحيى بن سعيد القطان فقال اين كنتم؟ قلنا كنا عند وهب بن جرير يعنى يقرأ علينا كتاب المغازى عن أبيه عن ابن إسحاق، قال تنصرفون من عنده بكذب كثير، نا عبد الرحمن نا عباس بن محمد الدوري قال سمعت احمد بن حنبل وذكر محمد ابن اسحاق فقال اما في المغازى واشباهه فيكتب واما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا - ومد يده وضم اصابعه، نا عبد الرحمن أنا علي بن أبي طاهر
فيما كتب إلى قال نا الأثرم قال قلت لأبي عبد الله ما تقول في محمد بن إسحاق؟ قال
هو كثير التدليس جدا فكان احسن حديثه عندي ما قال اخبرني وسمعت.
نا عبد الرحمن نا محمد بن هارون الفلاس المخرمي قال سألت يحيى بن معين عن محمد بن اسحاق فقال ما احب ان احتج به في الفرائض، نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين وقيل له ايما احب اليك موسى بن عبيدة الربذى أو محمد بن اسحاق؟ فقال محمد بن اسحاق، قال وسمعت يحيى يقول لم يزل الناس يتقون حديث محمد بن اسحاق، وسمعته مرة اخرى يقول ليس بذاك هو ضعيف، نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول محمد بن اسحاق ليس عندي في الحديث بالقوى ضعيف الحديث وهو أحب إلي من افلح بن سعيد يكتب حديثه.
صاحب المغازى رأى انس بن مالك فيما ذكر وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد ونافع بن جبير بن مطعم ونافع مولى ابن عمر والزهرى روى عنه سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وابن عيينة واسمعيل ابن علية وعبد الاعلى الشامي سمعت أبي يقول ذلك،.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال نا علي يعني ابن المديني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول رأيت ابن اسحاق والهذلى معه فحدث ابن اسحاق وهو شاب فقال الهذلى حين قام قال ابن شهاب لا يزال بالمدينة علم ما بقى هذا بها يعنى ابن اسحاق،.
نا عبد الرحمن نا أبو امية الطرسوسى فيما كتب إلي قال نا على بن الحسن النسائي نا فياض بن محمد الرقى قال سمعت ابن أبي ذئب يقول كنا عند الزهري فنظر إلى محمد بن اسحاق مقبلا فقال الزهري لا يزال بالحجاز علم كثير مادام هذا الاحول بين اظهرهم،.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المدينى قال قال سفيان بن عيينة رأيت محمد بن اسحاق جاء إلى ابن شهاب فقال كيف انت يا محمد؟ اين تكون؟ قال لست اصل اليك مع اذنك هذا، فدعا البواب
فقال إذا جاءك فلا تحبسه عنى.
نا عبد الرحمن حدثني أبي نا ابراهيم بن المنذر نا اسمعيل ابن علية قال سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق صدوق في الحديث،.
نا عبد الرحمن نا أبي نا عبيد بن يعيش قال سمعت يونس بن بكير يذكر عن شعبة قال محمد بن إسحاق أمير المحدثين ، نا عبد الرحمن حدثنا أبي قال سمعت
عبيد بن يعيش يقول سمعت يونس بن بكير يقول سمعت محمد بن اسحاق يقول حفظت المغازى بمكة مرة ثم تفلت منى ثم عدت فيها فحفظتها،.
نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي نا إبراهيم بن المنذر عن ابن عيينة أنه قال ما يقول أصحابك في محمد بن اسحاق؟ قال قلت يقولون أنه كذاب قال لا تقل ذلك،.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت سفيان بن عيينه سئل عن محمد بن اسحاق فقيل له لم يرو أهل المدينة عنه، قال جالست ابن اسحاق بضعا وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا.
نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال قلت لسفيان كان ابن إسحاق جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال سفيان اخبرني ابن إسحاق أنها حدثته وأنه دخل عليها.
نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سئل يحيى بن معين عن محمد بن اسحاق احب اليك أو موسى بن عبيدة؟ فقال محمد بن اسحاق، محمد ابن اسحاق صدوق ولكنه ليس بحجة، نا عبد الرحمن قال سئل أبي عن محمد بن إسحاق فقال يكتب حديثه.
نا عبد الرحمن قال سئل ابوزعة عن محمد بن إسحاق بن يسار فقال صدوق من تكلم في محمد بن اسحاق؟ محمد بن اسحاق صدوق، نا عبد الرحمن نا أبو سعيد نا ابن إدريس قال قلت لمالك بن أنس وذكر المغازي فقلت قال ابن إسحاق أنا بيطارها
فقال قال لك أنا بيطارها؟ نحن نفيناه عن المدينة.
نا عبد الرحمن نا مسلم بن الحجاج النيسابوري.
قال حدثنى اسحاق بن راهويه قال نا يحيى بن آدم قال نا ابن إدريس قال كنت عند مالك بن انس وقال له رجل يا أبا عبد الله إني كنت بالري عند ابى عبيد الله وثم محمد بن إسحاق فقال محمد ابن إسحاق اعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره، فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا على علمي، نا عبد الرحمن نا أبي حدثنى مقاتل بن محمد الرازي عن ابى داود يعني الطيالسي قال نا عمر بن حبيب قال قلت لهشام بن عروة حدثنا محمد بن اسحاق قال ذاك كذاب.
نا عبد الرحمن قال نا اسمعيل بن أبي الحارث نا أحمد بن محمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد يعنى القطان قال قال هشام بن عروة هو كان يدخل على امرأتي؟ يعنى محمد بن اسحاق - كالمنكر، نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني ابن المدينى قال سمعت يحيى يعيى ابن سعيد القطان يقول قلت لهشام بن عروة ان ابن اسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر فقال أهو كان يصل إليها؟ فقلت ليحيى كان محمد بن اسحاق بالكوفة وانت بها؟ قال نعم، قلت تركته متعمدا؟ قال نعم تركته متعمدا ولم أكتب عنه حديثا قط.
ثنا عبد الرحمن نا أبي حدثنى مقاتل بن محمد الرازي حدثنا أبو داود نا حماد بن سلمة قال لولا الاضطرار ما حدثت عن محمد بن إسحاق، نا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت ابا حفص الفلاس قال كنا عند وهب بن جرير فانصرفنا من عنده فمررنا بيحيى بن سعيد القطان فقال اين كنتم؟ قلنا كنا عند وهب بن جرير يعنى يقرأ علينا كتاب المغازى عن أبيه عن ابن إسحاق، قال تنصرفون من عنده بكذب كثير، نا عبد الرحمن نا عباس بن محمد الدوري قال سمعت احمد بن حنبل وذكر محمد ابن اسحاق فقال اما في المغازى واشباهه فيكتب واما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا - ومد يده وضم اصابعه، نا عبد الرحمن أنا علي بن أبي طاهر
فيما كتب إلى قال نا الأثرم قال قلت لأبي عبد الله ما تقول في محمد بن إسحاق؟ قال
هو كثير التدليس جدا فكان احسن حديثه عندي ما قال اخبرني وسمعت.
نا عبد الرحمن نا محمد بن هارون الفلاس المخرمي قال سألت يحيى بن معين عن محمد بن اسحاق فقال ما احب ان احتج به في الفرائض، نا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين وقيل له ايما احب اليك موسى بن عبيدة الربذى أو محمد بن اسحاق؟ فقال محمد بن اسحاق، قال وسمعت يحيى يقول لم يزل الناس يتقون حديث محمد بن اسحاق، وسمعته مرة اخرى يقول ليس بذاك هو ضعيف، نا عبد الرحمن قال سمعت ابى يقول محمد بن اسحاق ليس عندي في الحديث بالقوى ضعيف الحديث وهو أحب إلي من افلح بن سعيد يكتب حديثه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=129306&book=5540#09ca72
محمد بن بشار بن عثمان بن كيسان، أبو بكر البصري، يعرف ببندار :
سمع مُحَمَّد بن جعفر غندرًا، ومُحَمَّد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّهِ بْن محمد بن ياسين، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو بكر بن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وَغيرهم. وَقدم بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نبأنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ منذ ستين سنة قال نبأنا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أحدّثوه بعد قتل عثمان.
أَخْبَرَنَا طاهر بْن عَبْد العزيز بْن عيسى الدّعّا قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن ابن سُفْيَان النَّسوي قَالَ سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- ذكر أكثر من عشرين سنة- قال بندارا: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى حكايته .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي قال نبأنا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي قال سمعت بندارا يقول: أردت الخروج- يعني السفر- في طلب الحديث فمنعتنى أمي، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الْحَافِظ بالري قَالَ سمعت أبا أَحْمَد يوسف بن مُحَمَّد الطوسي يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن المسيب يَقُولُ سمعتُ مُحَمَّد بْن بشار يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب، وحدّثتهم .
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة قال نبأنا خلف بن محمّد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قَالَ: مر الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار فقام إليه وَقَالَ: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قَالَ: أنا بندار، قَالَ فقنعه بالسوط- يعني وَقَالَ يا كذا وكذا- أتحدث وأنا حي؟
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سمعت أبا سيار يقول سمعت بندارا يقول: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ أنبأنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سليمان
ابن الأشعث يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قَالَ: لولا سلامة في بندار ترك حديثه .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البزّار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ: كنا عند بندار فقال في حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار الفرهياني قَالَ سمعت أبا حفص عمرو بْن علي حلف أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى. وَقَالَ الفرهياني: سمعت أبا موسى- وكان صنف حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفة- فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه- يعني به بندارا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وَعلي بْن مُحَمَّد السّمسار قالا أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي بكر ابن عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً »
. فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوفًا، وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الْحَافِظِ قَالَ نا محمّد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن الدورقي قَالَ: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. قَالَ ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه وَقَالَ: كان صاحب
حمام. قَالَ الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب .
قال الشيخ أبو بكر: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.
وقد أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أبا أحمد بن محمّد الحسين الشّيباني يقول سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.
أخبرنا البرقانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر البوشنجي قال نبأنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة قال: نبأنا الإمام محمد بن بشار بندار .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه أبو مسلم قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن بشار بندار بصري. قَالَ ابن رشيق صالح.
وَقَالَ الخصيب ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمرو بن زيد الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن المسيب: يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى، البشرى مات بندار. قَالَ: جئت تبشرني بموته؟ عليّ
ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث. فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشّار في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين .
سمع مُحَمَّد بن جعفر غندرًا، ومُحَمَّد بن أبي عدي، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع بن الجراح، وعباد بن موسى، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وروح بن عبادة. روى عنه إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي وَأبو بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وَعبد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل، وعَبْد اللَّهِ بْن محمد بن ياسين، وقاسم بْن زكريا المطرز، وَعَبْد اللَّهِ بْن محمد البغوي، ومحمد بن إسماعيل البصلاني، وأبو بكر بن أَبِي داود، ويحيى بن مُحَمَّدِ بن صاعد، وَغيرهم. وَقدم بَغْدَاد وَحدث بها.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قال أنبأنا الحسين بن عليّ التّميميّ قال أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قَالَ نبأنا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أَبُو بَكْرٍ بِبَغْدَادَ منذ ستين سنة قال نبأنا عبد الرّحمن بن مهديّ قال نبأنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أحدّثوه بعد قتل عثمان.
أَخْبَرَنَا طاهر بْن عَبْد العزيز بْن عيسى الدّعّا قال أنبأنا إسحاق بن سعد بن الحسن ابن سُفْيَان النَّسوي قَالَ سمعتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزيمة يَقُول سمعتُ بُندارا يَقُولُ: اختلفت إِلَى يَحْيَى بْن سَعِيد القطان- ذكر أكثر من عشرين سنة- قال بندارا: ولو عاش يحيى بعد تلك المدة لكنت أسمع منه شيئا كثيرا. هذا معنى حكايته .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الكاتب قال أنبأنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال نبأنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ السرخسي قال نبأنا عبد اللَّه بْن جعفر بْن خاقان المروزي السلمي قال سمعت بندارا يقول: أردت الخروج- يعني السفر- في طلب الحديث فمنعتنى أمي، فأطعتها ولم أخرج فبورك لي فيه .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَليّ عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن فضالة النِّيسَابُورِيّ الْحَافِظ بالري قَالَ سمعت أبا أَحْمَد يوسف بن مُحَمَّد الطوسي يَقُولُ سمعت مُحَمَّد بْن المسيب يَقُولُ سمعتُ مُحَمَّد بْن بشار يقول: قد كتب عنى خمسة قرون، وسألوني الحديث وأنا ابن ثمان عشرة، فاستحييت أن أحدثهم في المدينة، فأخرجتهم إلى البستان وأطعمتهم الرّطب، وحدّثتهم .
أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن صالح الهاشمي الكوفي بالبصرة قال نبأنا خلف بن محمّد الخيام ببخارى قال نبأنا نصر بن أحمد قَالَ: مر الشاذكوني يوما بالبصرة على حمار، فمر على بندار فقام إليه وَقَالَ: سلام الله عليك يا أبا أيوب.
فقال الشاذكوني لبندار: من أنت؟ قَالَ: أنا بندار، قَالَ فقنعه بالسوط- يعني وَقَالَ يا كذا وكذا- أتحدث وأنا حي؟
قرأت عَلَى أَبِي بكر البرقاني، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن يحيى المزكي قَالَ أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السراج قَالَ سمعت أبا سيار يقول سمعت بندارا يقول: ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة، ومات حماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَبِي علي الأَصْبَهَانِيّ قَالَ أنبأنا أبو على الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قَالَ: سمعت أبا داود سليمان
ابن الأشعث يقول: كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف حديث، وكتبت عن أبي موسى شيئا وهو أثبت من بندار. ثم قَالَ: لولا سلامة في بندار ترك حديثه .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ البزّار قال أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار يكنى أبا بكر كثير الحديث وكان حائكا.
أَخْبَرَنِي الحسن بن علي الجوهري قَالَ: نبأنا محمّد بن العبّاس قال نبأنا أبو بكر الصولي قال نبأنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قَالَ: كنا عند بندار فقال في حديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له رجل يسخر منه: أعيذك بالله ما أفصحك!! فقال: كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبي عبيدة. فقال قد بان ذاك عليك .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قال نبأنا عبد الله ابن محمد بن سيار الفرهياني قَالَ سمعت أبا حفص عمرو بْن علي حلف أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى. وَقَالَ الفرهياني: سمعت أبا موسى- وكان صنف حديث داود بن أبي هند ولم يكن بندار صنفة- فسمعت أبا موسى يقول: منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه- يعني به بندارا.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأزهري، وَعلي بْن مُحَمَّد السّمسار قالا أنبأنا عبد الله بن عثمان الصّفّار قال: أنبأنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ قال نبأنا عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه الْمَدِينِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ بُنْدَارٌ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي بكر ابن عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً »
. فَقَالَ: هَذَا كَذِبٌ. قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ مَوْقُوفًا، وَأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَارِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن عَلَّان الشروطي فيما أذن أن نرويه عنه قال نا أبو الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَزْدِيِّ الْحَافِظِ قَالَ نا محمّد بن جعفر المطيري قال نا عبد الله بن الدورقي قَالَ: كنا عند يحيى بن معين وجرى ذكر بندار، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه. قَالَ ابن الدورقي: ورأيت القواريري لا يرضاه وَقَالَ: كان صاحب
حمام. قَالَ الأزدي: بندار قد كتب الناس عنه وقبلوه، وليس قول يحيى والقواريري مما يجرحه، وما رأيت أحدا يذكره إلا بخير وصدق .
أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن غالب قال أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي قَالَ سمعتُ عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سيار الفرهياني يقول: أبو موسى وبندار ثقتان، وأبو موسى أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه، وبندار يقرأ من كل كتاب .
قال الشيخ أبو بكر: بندار وإن كان يقرأ من كل كتاب فإنه كان يحفظ حديثه.
وقد أَخْبَرَنِي محمد بن أحمد بن يعقوب قال أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي قَالَ سَمِعْتُ أبا أحمد بن محمّد الحسين الشّيباني يقول سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا حتى حفظت جميع ما خرجت.
أخبرنا البرقانيّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر البوشنجي قال نبأنا محمّد ابن إسحاق بن خزيمة قال: نبأنا الإمام محمد بن بشار بندار .
أَخْبَرَنَا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال نبأنا الوليد بن بكر الأندلسي قال نبأنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نبأنا صالح بن أَحْمَد بن عبد اللَّه أبو مسلم قَالَ حَدَّثَنِي أبي قَالَ: بندار بن بشار بصري ثقة كثير الحديث .
أَخْبَرَنَا البرقاني قَالَ أنبأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ نبأنا الحسن بن رشيق قال نبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، عَنْ أَبِيهِ. ثُمَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصوري قال أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال نبأنا عبد الكريم بن أحمد النسائي قَالَ أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: محمد بن بشار بندار بصري. قَالَ ابن رشيق صالح.
وَقَالَ الخصيب ليس به بأس.
أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ قَالَ نبأنا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عمرو بن زيد الجرجاني قَالَ سمعت محمد بن المسيب: يقول لما مات بندار جاء رجل إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى، البشرى مات بندار. قَالَ: جئت تبشرني بموته؟ عليّ
ثلاثون حجة إن حدثت أبدا بحديث. فبقي أبو موسى بعد بندار تسعين يوما ولم يحدث بحديث ومات .
أَخْبَرَنَا أبو القاسم الأزهري قال أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس قَالَ قَالَ لنا أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن محمد الكندي: مات بندار محمد بن بشّار في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85768&book=5540#2fd4cc
مُحَمَّد بن سَالم أَبُو سهل مَتْرُوك الحَدِيث كُوفِي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85768&book=5540#64c006
مُحَمَّد بن سَالم أَبُو سهل الْكُوفِي قَالَ عَليّ بن الْجُنَيْد مَتْرُوك تَركه المباركي وَقَالَ اضربوا على حَدِيثه وَقَالَ يحيى الْقطَّان لَيْسَ بِشَيْء وَكَانَ أَحْمد لَا يحدث عَنهُ لضَعْفه عِنْده وَقَالَ هُوَ شبه الْمَتْرُوك وَقَالَ الفلاس مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ السَّعْدِيّ غير ثِقَة مُحَمَّد بن سَالم أَبُو سهل الْكُوفِي يروي عَن الشّعبِيّ تَركه ابْن الْمُبَارك وَكَانَ يَقُول إِذا مر بحَديثه اضربوا عَلَيْهِ وَقَالَ احْمَد شبه الْمَتْرُوك وَقَالَ يحيى الْقطَّان لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ يحيى بن معِين ضَعِيف وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث لَيْسَ يُسَاوِي شَيْئا وَقَالَ السَّعْدِيّ غير ثِقَة وَقَالَ الدراقطني ضَعِيف
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=85768&book=5540#abdafa
مُحَمد بن سالم أَبُو سهل الكوفي همداني.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنا حفص بن مدرك بن عُمَير الخولاني، حَدَّثَنا حامد بن يَحْيى سمعت سفيان بن عُيَينة يقول كَانَ الأجلح أحفظ من مُحَمد بن سالم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ نصر بن حسان المروزي، حَدَّثَنا غُنْدَرٌ أَحْمَدُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنا الحسن بْن عيسى، قالَ: سَألتُ ابْن المُبَارك قلت أريد أن أكتب علم جرير كله؟ قَال: لاَ تكتب حديث عبيدة والسري بْن إسماعيل، وَمُحمد بْن سالم.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله بن أحمد، حَدَّثَنا حسن بن عيسى قَالَ: ترك بن مبارك مُحَمد بن سالم وعبيدة بن معتب والسري بن إسماعيل
، حَدَّثَنا ابن حماد قَالَ وحدثني نصر بن مرزوق سمعت نعيم بن حماد، قَال: كَانَ ابن المبارك متحوزا فِي الحديث فإذا مر بحديث مُحَمد بن سالم قَالَ اضربوا عليه اضربوا عليه.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بن المديني قَالَ أنا لا أحدث عن مُحَمد بن سالم.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس ومعاوية، عَن يَحْيى، قَالَ: مُحَمد بن سالم ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حَمَّاد، قَال: حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول كَانَ حفص بن غياث يضعف أبا سهل مُحَمد بن سالم وكان يقول إنما هذه كتب أخي.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قَالَ مُحَمد بن سالم أَبُو سهل شبه المتروك.
حَدَّثَنَا علي بن إسحاق بن رداء مُحَمد بْن يَزِيد المستملي، قَال: حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ حُكَيْمٍ، قَال: قَال يَحْيى القطان وأما مُحَمد بن سالم فليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا زكريا الساجي سمعتُ ابْن المثنى يَقُولُ ما سمعت يَحْيى، ولاَ عَبد الرحمن حدثا عن سُفيان، عَن مُحَمد بن سالم بشَيْءٍ قط.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني مُحَمد بن عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا أَبُو مالك الجنبي، قَال: قَال مجالد ما فعل مُحَمد ذاك الأعمى قلت صالح قَال: مَا أنكره ربما دخل عَلَى الشعبي يسائله فِي الحمام.
كتب إِلَى مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، قَال: كان يَحْيى، وَعَبد الرحمن لا يحدثان عن مُحَمد بن سالم وقال عَمْرو بن علي، وَمُحمد بن سالم صاحب الشعبي ضعيف الحديث متروك الحديث وفرائضه لا تسوي شَيئًا.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثَنا الحسن بن عيسى قَالَ نهاني بن مبارك أن أكتب عن جرير حديث مُحَمد بن سالم وكان الثَّوْريّ يقول أَبُو سهل، ورُبما قَالَ رجل عن الشعبي هُوَ الأعمى الكوفي
سمعتُ ابن حماد يقول البُخارِيّ مُحَمد بن سالم أَبُو سهل الكوفي عن الشعبي كَانَ الثَّوْريّ يروي عنه فيقول أَبُو سهل، ورُبما قَالَ عن رجل عن الشعبي يتكلمون فيه كَانَ ابن المبارك ينهى عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي مُحَمد بن سالم أَبُو سهل غير ثقة.
حَدَّثَنَا فَارِسُ بْنُ حريز الأنطاكي، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَجْشَرٍ، حَدَّثَنا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمد بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جِنازَة فَرَأَى امْرَأَةً فَطَرَدَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا أَرْبعًا.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا حسين بن حميد الخزاز الكوفي، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ عَامِرِ، حَدَّثَنا عبيدة بن حميد بإسناده مثله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُبَيد المحاربي، حَدَّثَنا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثني مُحَمد بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جِنازَة فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبعًا.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد بن مروان، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا غسان بن الربيع، حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمد بْنِ سَالِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَقْرَأُ خَلْفَ الإِمَامِ أَمْ أُنْصِتُ؟ قَال: لاَ بَلْ أَنْصِتْ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ.
وهذا لا يرويه غير مُحَمد بن سالم عن الشعبي وليس بالمحفوظ، وقيس بن الربيع يرويه عنه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيى بْنِ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنا جَرير، عَن مُحَمد بْنِ سَالِمٍ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ
قَالَ أَمْرُهُنَّ بِأَيْدِي آبَائِهِنَّ وَإِذْنُهُنَّ سُكُوتُهُنَّ.
قَالَ الشيخ: لا أعلم يرويه، عَن أَبِي إسحاق بهذا الإسناد غير مُحَمد بن سالم.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، حَدَّثَنا جَرير، عَن مُحَمد بْنِ سَالِمٍ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ما سقت السماء أو سقي سيحا ففيه العشر وما سقي بالغرب والدالية ففيه نصف العشر.
ولمحمد بن سالم غير ما ذكرت من الحديث وله كتاب فرائض ينسب إليه من تصنيفه والضعف عَلَى روايته بين.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنا حفص بن مدرك بن عُمَير الخولاني، حَدَّثَنا حامد بن يَحْيى سمعت سفيان بن عُيَينة يقول كَانَ الأجلح أحفظ من مُحَمد بن سالم.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يَحْيى بْنِ نصر بن حسان المروزي، حَدَّثَنا غُنْدَرٌ أَحْمَدُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنا الحسن بْن عيسى، قالَ: سَألتُ ابْن المُبَارك قلت أريد أن أكتب علم جرير كله؟ قَال: لاَ تكتب حديث عبيدة والسري بْن إسماعيل، وَمُحمد بْن سالم.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد الله بن أحمد، حَدَّثَنا حسن بن عيسى قَالَ: ترك بن مبارك مُحَمد بن سالم وعبيدة بن معتب والسري بن إسماعيل
، حَدَّثَنا ابن حماد قَالَ وحدثني نصر بن مرزوق سمعت نعيم بن حماد، قَال: كَانَ ابن المبارك متحوزا فِي الحديث فإذا مر بحديث مُحَمد بن سالم قَالَ اضربوا عليه اضربوا عليه.
حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد، قَال: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بن المديني قَالَ أنا لا أحدث عن مُحَمد بن سالم.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عباس ومعاوية، عَن يَحْيى، قَالَ: مُحَمد بن سالم ضعيف.
حَدَّثَنَا ابن حَمَّاد، قَال: حَدَّثني عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول كَانَ حفص بن غياث يضعف أبا سهل مُحَمد بن سالم وكان يقول إنما هذه كتب أخي.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قَالَ مُحَمد بن سالم أَبُو سهل شبه المتروك.
حَدَّثَنَا علي بن إسحاق بن رداء مُحَمد بْن يَزِيد المستملي، قَال: حَدَّثَنا إِسْحَاقُ بْنُ حُكَيْمٍ، قَال: قَال يَحْيى القطان وأما مُحَمد بن سالم فليس بشَيْءٍ.
حَدَّثَنَا زكريا الساجي سمعتُ ابْن المثنى يَقُولُ ما سمعت يَحْيى، ولاَ عَبد الرحمن حدثا عن سُفيان، عَن مُحَمد بن سالم بشَيْءٍ قط.
- حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثني مُحَمد بن عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنا أبي، قَال: حَدَّثَنا أَبُو مالك الجنبي، قَال: قَال مجالد ما فعل مُحَمد ذاك الأعمى قلت صالح قَال: مَا أنكره ربما دخل عَلَى الشعبي يسائله فِي الحمام.
كتب إِلَى مُحَمد بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنا عَمْرو بن علي، قَال: كان يَحْيى، وَعَبد الرحمن لا يحدثان عن مُحَمد بن سالم وقال عَمْرو بن علي، وَمُحمد بن سالم صاحب الشعبي ضعيف الحديث متروك الحديث وفرائضه لا تسوي شَيئًا.
حَدَّثَنَا الجنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ، حَدَّثَنا الحسن بن عيسى قَالَ نهاني بن مبارك أن أكتب عن جرير حديث مُحَمد بن سالم وكان الثَّوْريّ يقول أَبُو سهل، ورُبما قَالَ رجل عن الشعبي هُوَ الأعمى الكوفي
سمعتُ ابن حماد يقول البُخارِيّ مُحَمد بن سالم أَبُو سهل الكوفي عن الشعبي كَانَ الثَّوْريّ يروي عنه فيقول أَبُو سهل، ورُبما قَالَ عن رجل عن الشعبي يتكلمون فيه كَانَ ابن المبارك ينهى عنه.
سمعتُ ابن حماد يقول: قال السعدي مُحَمد بن سالم أَبُو سهل غير ثقة.
حَدَّثَنَا فَارِسُ بْنُ حريز الأنطاكي، قَال: حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَجْشَرٍ، حَدَّثَنا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمد بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جِنازَة فَرَأَى امْرَأَةً فَطَرَدَهَا وَصَلَّى عَلَيْهَا أَرْبعًا.
حَدَّثَنَا الساجي، قَال: حَدَّثَنا حسين بن حميد الخزاز الكوفي، حَدَّثَنا عَبد اللَّهِ بْنُ عَامِرِ، حَدَّثَنا عبيدة بن حميد بإسناده مثله.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عُبَيد المحاربي، حَدَّثَنا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثني مُحَمد بْنِ سَالِمٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيد بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ جِنازَة فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبعًا.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد بن مروان، حَدَّثَنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا غسان بن الربيع، حَدَّثَنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُحَمد بْنِ سَالِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ أَقْرَأُ خَلْفَ الإِمَامِ أَمْ أُنْصِتُ؟ قَال: لاَ بَلْ أَنْصِتْ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ.
وهذا لا يرويه غير مُحَمد بن سالم عن الشعبي وليس بالمحفوظ، وقيس بن الربيع يرويه عنه.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيى بْنِ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنا جَرير، عَن مُحَمد بْنِ سَالِمٍ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بُرْدَةَ، عَن أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ
قَالَ أَمْرُهُنَّ بِأَيْدِي آبَائِهِنَّ وَإِذْنُهُنَّ سُكُوتُهُنَّ.
قَالَ الشيخ: لا أعلم يرويه، عَن أَبِي إسحاق بهذا الإسناد غير مُحَمد بن سالم.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيد الرَّازِيُّ، حَدَّثَنا عُثْمَان بْن أَبِي شيبة، حَدَّثَنا جَرير، عَن مُحَمد بْنِ سَالِمٍ، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ ما سقت السماء أو سقي سيحا ففيه العشر وما سقي بالغرب والدالية ففيه نصف العشر.
ولمحمد بن سالم غير ما ذكرت من الحديث وله كتاب فرائض ينسب إليه من تصنيفه والضعف عَلَى روايته بين.